الحمد لله الذي اسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة بلا عد ولا احصاء ووعد من شكرها المزيد من الفضل والعطاء. واشهد ان لا اله الا الله منه وحده لا شريك له نحمده ونشكره على ما اولى من النعم وما اسبغ من الالام. واشهد ان محمدا عبده رسوله خير من شكر على السراء. واعظم من صبر على الظراء صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. ما دامت الارض والسماء اما بعد عباد الله انظروا الى نعم الله عز وجل وعظمتها على انفسكم. وان العاقل مهما ابتلي فانه يدرك ان ان نعم الله عليه وعافيته اكثر وقتا واعظم عدا وها هي النعم الكثيرة العامة والخاصة التي لا نستطيع بيعوا حصرها وان عددناها وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها اذا ابتليت في صفحة ما فاقلب صفحات ما حولك من النعماء تجد انك غارق في الاء الله وان نعم الله عز وجل العامة والخاصة ليعظم في عين من يتأمل ويتفكر. فما اكثرها وما اجلها وما اعظمها وما اكرم الله عز وجل اذ اعطانا بلا عد ولا احصاء. ولو اردنا ان نبدأ تعد بعضها فمن اين نبدأ؟ ومن اين ننتهي؟ هذه سماء فوقنا وشمس وقمر ونجوم وكواكب وغلاف جوي ام نبدأ من الاء الله الارضية التي نعيش فوقها فهياها الله عز وجل لنا انهارا وبحارا واشجارا وبردا وامطارا. واشياء وظلالا ووديانا اانتم اشد خلقا ام السماء بناها؟ رفع سمكها فسواها نقش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها اخرج منها مائها ومرعاها والجبال ارساها متى علكم ولانعامكم من يوم ان ترفع يدك لتأخذ اللقمة الى ان تخرج الفظلة وانت في نعم الله عز وجل وان اردت ان تعد مجرى الحياة اليومية في طعامك وشرابك ولو كان ورق شجر لما استطعت ان تعد نعم الله ولادركت عظم نعم الله ان في وخلقه لنعما وايات ودلائل كثيرة ومعجزات. والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون فان اخذ منك شيئا فقد اعطاك اشياء واشياء وان نظر الانسان الى صفحة البلاء يستصغر نعم الله ولكن اذا نظر الى ما يترتب من البلاء واذا نظر الى الاء الاخرى ادرك عظم نعم الله عز وجل. مخ وقلب وسمع وبصر وقوة وشفات ولسان ومعدة وطحال ومرارة وامعاء وامعاء. وهيكل عظمي يحفظ لك قلبك ورئتك ومهما عددنا فماذا سنذكر؟ فماذا سنذكر؟ لكن نقول كما قال هنا وفي انفسكم افلا تبصرون. ايها المؤمنون تأملوا في الاء الله حتى تدركوا عظمة المنعم جل جلاله. واتاكم من كل ما سألتموه. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار. بارك الله لي ولكم في الوحيين. ونفعنا بهدي سيد الثقلين واستغفروا الله العلي العظيم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. ولي الصالح واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله الذي خلقكم. واستعينوا على طاعته بما رزقكم. واشكروه على نعمه كما امر يزدكم من فظله كما وعدكم. اي عبد الله اذا ابتليت في شيء ما فانظر عشت من العافية فتجد ان البلاء لا يساوي واحد في المئة من حياتك اي عبد الله اذا اصابتك الهموم والديون والغموم فتأمل ما عشت من الافراح واذا ما كنت في هم كله فتأمل نعمة العقل. واذا ما كنت في بلاء تام فتأمل نعمة الايمان اخوة الايمان عظموا نعم الله. ولا تنظروا الى ما فاتكم وتأملوا فيما انتم فيه. وانظروا الى كثير ما اعطيتم ان الواجب علينا ان نعيش شاكرين لانعم الله. صابرين على اقدار الله. نبدأ يوم مقرين بنعم الله ونضع رؤوسنا ونحن نريد النوم معترفين بالعجز عن شكر الاء الله ولهذا كان من حديث النبي صلى الله عليه وسلم اذا استيقظ من نومه الحمدلله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي واذن لي بذكره. رواه الترمذي وحسنه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان اخوة الاسلام تأملوا يرعاكم الله تأملوا في احوال انفسكم ولنتأمل في هذا الحديث النبوي ولننظر الى ما نحن فيه من الالاء والنعم فعن عبيد الله بن محصن الخطمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم امنا في سربه اي في نفسه وقومه وديرته معافا في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا. رواه الترمذي وغيره. وحسنه الالباني فماذا نقول نحن؟ وعند كل واحد منا الاء ونعم ليس العبرة بالرصيد في البنك فكم من محروم يعد المال عدا وهو عنه في حرمة وهو عنه في بلاء ومعه في بلاء. ورب عبد ليس عنده عبد ولا دينار. لكنه في عافية وفي قرار لا تنظرن الى نعم الله بالعد. وانظر الى نعم الله بالكيف وان نظرت الى نعم الله بالعدل فلا تجعلن عينك منصبا على البلاء وانظر الى غيرها من النعماء واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم منا عذابي لشديد. فعباد الله ان الانسان ليعيش في هذه الدنيا وهو يعلم انه مبتلى وهذه الدنيا دار بلاء ودار ابتلاء لا نعماؤها مستقر ولا بلاؤها مستقر لكن الواجب الشكر على النعماء والصبر على البلاء وخير من ذلك الرضا ما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع الا بتوبة فارحموا ضعفائكم وتجاوزوا عن معسريكم قم وتجاوزوا عن معسريكم يا من رزقك الله مالا وعقارا. تأملك كم من معسر لا يستطيع اداء الايجار فتجاوز لعل الله ان يتجاوز عنك وفي حديث ان رجلا ممن كان قبلنا قد مات فقبضوا روحه فقال الله له اي عبدي اي عمل عملت ترجو به الجنة. قال اي ربي ليس عندي شيء ارجو به الجنة. غير اني كنت ارسل غلماني فيقبضوا مالي فامرهم ان يتجاوزوا عن معسريهم وان يحسنوا على موسريهم عباد الله يقول الفضيل بن عياض رحمهم الله عليكم بملازمة الشكر على النعم فقل نعمة زالت عن فعادت اليهم. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم انا نشكرك اللهم انا نشكرك ونحمدك فلا تؤاخذنا بمن يكفر منا يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين وذل الشرك والمشركين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم وفق اميرنا لهداك والبس ثوب العافية ووفق نائبه وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تديم علينا نعمة الامن والامان وان تديم علينا نعمة العافية في الابدان. متعنا اللهم باسماعنا ابصارنا وقواتنا ابدا ما ليتنا اللهم ثبتنا بالايمان واجعله اعظم نعمة علينا في الدنيا والاخرة يا رحمن. وقوموا الى ذاتكم يرحمكم الله