الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الحافظ ابو العباس احمد بن عبد اللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى كتاب الادب باب من احق الناس بحسن الصحبة؟ عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من احق الناس بحسن صحابتي؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال ثم ابوك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا آآ شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد قال رحمه الله تعالى كتاب الادب هذا الكتاب كتاب عظيم ويحتاج كل مسلم ان يقف على هذه المضامين العظيمة التي يشتمل عليها كتاب الادب والامام البخاري رحمه الله تعالى خصص في كتابه الصحيح كتابا للادب وبين ايدينا هذا المختصر له وافرد كتابا خاصا بالادب رحمه الله سماه الادب المفرد والادب من جمال هذه الشريعة ومن عظيم مكانتها ورفيع منزلتها. فان نبينا عليه الصلاة والسلام بعث ليكمل صالح الاداب وكان عليه الصلاة والسلام اكمل الناس ادبا واحسنهم خلقا واطيبهم معاملة وقد اقسم رب العالمين في كتابه على كمال وعظيم خلق النبي صلى الله عليه وسلم وانك لعلى خلق عظيم وكان خلقه صلوات الله وسلامه عليه القرآن اي انه متأدب بكل اداب القرآن متخلق بجميع الاخلاق التي دعي اليها في القرآن. مكملا لها ومتمما صلوات الله والسلام عليه فكان اسوة في كل ادب رفيع وكل خلق نبيل لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا والشريعة جاءت بالاداب الكاملة والاخلاق الرفيعة في جميع الابواب وانواع المجالات وكل له حقه في الادب ولهذا تجد في اداب الشريعة اداب مع الوالدين اداب في البيع والشراء اداب في طلب العلم ومع المعلمين اداب في العبادات الصلاة لها اداب والمساجد لها اداب بيوت العلم لها اداب فالشريعة جاءت بانواع الاداب وباكمل الاداب واحسن الاخلاق وكلما كان المرء عظيم الحظ من اداب الشريعة كان ذلك عنوان فلاحه وسعادته في دنياه واخراه والمصنف رحمه الله لما عقد هذا الكتاب كتاب الاداب بدأ اول ما بدأ بهذا الباب باب من احق الناس بحسن الصحبة وسلك هذا المسلك في كتابه الادب المفرد بدأ بهذا الباب وهذا فيه تنبيه عظيم جدا ان احق الناس واولاهم بالاداب الرفيعة والاخلاق الجميلة وهم الابوان الوالدة والوالد الاب والام هم اولى الناس بكل خلق جميل فهم احق الناس بحسن الصحابة واحق الناس باطيب المعاملة واحق الناس باجمل الخلق لعظيم حقهما وكبير مقامهما وعظيم الواجب نحوهما والوالدة حقها اعظم ومقامها ارفع ولهذا جاء في الحديث الذي ساقه رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله من احق الناس بحسن صحابتي من احق الناس بحسن صحابتي من اولاهم من اجدرهم بحسن الصحابة بما تعنيه هذه الكلمة من معاملة طيبة وخلق كريم وادب في الخطاب وجمال في تعامل وحسن في التلطف من احق الناس بحسن صحابتي؟ قال امك قال ثم من قال امك قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال ابوك فذكر الام ثلاث مرات وقد قال غير واحد من اهل العلم ان هذا الذكر للام ثلاث مرات لانها حصل منها امورا ثلاثة تختص بهذا الولد رعاية الله وحضانة وحملا لم تحصل لهذا الولد الا منها فهو احسان عظيم حصل لهذا الولد لم يحصل لاحد الا من والدته فكان لها هذه الاحقية شدة الحمل وشدة الوضع وشدة الرضاعة فهذه الثلاث الشدائد العظيمة التي مرت بالام شدة الحمل تسعة اشهر وشدة الوضع والوظع امره عظيم ومعاناة شديدة المرأة وشدة الرضاعة الرضاعة تأخذ من قوة المرأة ومن بدنها ومن صحتها وعافيتها فعانت معاناة شديدة في رعاية هذا الطفل والقيام على نشأته وبداية امره وهذا جميل لا ينساه الا اللئيم لا ينسى هذا الجميل العظيم الا الانسان اللئيم هو الذي ينسى هذا الجميل وانت ترى كثيرا من الناس عندما يحسن لهم اليهم شخص عادي جدا باحسان عظيم اما ان يقرضه مالا كبيرا او يقف معه في محنة شديدة يبقى ذاكرا لاحسانه معترفا بجميلة وكلما لاقاه قابله بالخطاب الطيب والكلمات الجميلة والشكر على ذلك الاحسان ولا انسى لك ذلك الجميل والام قدمت ولدها ما هو اعظم وما هو اشد اكبر فهي اولى بحسن الصحابة واحق بطيب المعاملة لعظيم ما قامت به الام تجاه هذا الولد الذي قامت به ليس بالهين لم يقدمه له اي احد اخر من الناس ولهذا فان تذكر هذه الاتعاب مما يعين على البر والغفلة عنها مما تعين والعياذ بالله على العقوق ولهذا في مقام البر والاحسان الابوين ذكر الله سبحانه وتعالى العباد بذلك. حملته امه كرها ووضعته كرها. وحمله وفصاله ثلاثون شهرا هذا تذكير بهذه الشدائد الثلاثة الحمل الوضع والرضاعة هذه الشدائد الثلاثة امرها ليس بالهين ثم ما تبع ذلك بعد من رعاية وتربية وعناية بهذا الولد وتغذية الى غير ذلك امور ليست بالهينة ليست بالهينة قدمتها الام لولدها ولهذا حق الام في البر والاحسان اعظم من حق الوالد اعظم من حق الوالد ولهذا ذكرها عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ثلاث مرات قال امك لما قال من احق الناس بحسن صحابتي قال امك قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال ابوك ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى افاد هذا الحديث ان للام من البر والاحسان ثلاثة اضعاف مال الوالد ثلاثة اظعاف ما للوالد لان لان ذكر ذكرها قبل الوالد ثلاث مرات تنبيها على هذا الحق العظيم الذي جعله الله سبحانه وتعالى للام ولما ذكر عليه الصلاة والسلام المحرمات في الحديث الاخر قال ان الله حرم عليكم ان ان الله حرم عليكم عقوق الامهات ووأد البنات ومنعا وهات قال حرم عليكم عقوق الامهات مع ان عقوق الوالد محرم ومن كبائر الذنوب لكن خص الام هنا في هذا الحديث عقوق الامة الامهات لان حق الام اعظم من جهة حق الام اعظم من جهة ومقامها من جهة اخرى اضعف لان الاب تبقى له قوة وتبقى له هيبة وربما ايضا يكون الابن يرجو شيئا من الاب. يكون عنده من المال او عنده شيء فيكون يرجو من الاب فيتجمل بالخلق مع والده واما الام فانها تبقى ضعيفة ولهذا يحصل من ممن هو لئيم في في طبعه وفي تعامله يحصل منه من العقوق للام اكثر مما يحصل منه للاب ولهذا خصها بالذكر قال وعقوق الامهات حقوق الامهات مع ان كل من عقوق الوالدين من كبائر الذنوب لكن مقام الام اعظم من جهة وشأنها وحالها اضعف من الاب اضعف من الاب ولهذا يجب على كل مسلم في مقام الادب والخلق وحسن التعامل ان يعرف حق الابوين حق المعرفة وان يرعى هذا الحق ان يرعى لهذا الحق ما ينبغي ان ان يكون عليه المسلم من رعاية وان يعتني بحق والديه وكما تدين تدان اذا كنت الان في مرحلة شباب وقوة ووالداك في مرحلة ضعف وحاجة الى احسانك وبرك وملاطفتك. ستكون يوما كبيرا في السن وستكون لك ذرية واولاد فتكون بحاجة الى احسان اولادك اليك وقيامهما بحقك والاحسان يجلب الاحسان والبر يجلب البر والخير يأتي بالخير. والحسنة تنادي اختها وثواب المحسن لوالديه البار بهما معجل في الدنيا ومدخر ايضا له نصيبه الاوفى يوم يلقى الله سبحانه وتعالى. قال الزم قدميها فثمة الجنة وكما جاء عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم ثم قال رحمه الله باب لا يسب الرجل والديه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اكبر الكبائر ان يلعن والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال يسب الرجل ابا الرجل فيسب اباه ويسب امة قال باب لا يسب الرجل والديه وهذا يتناول سبهما السب المباشر او بالتسبب في سبهما ان يعمل او يتسبب في سب والديه وذلك بان يسب الرجل ابا الرجل فيستعديه على سب والديه ويسب ام الرجل فيستعديه على سب امه. لان من يسب من الجهلة والسفهاء سيبادل السب بالسب وساكن لمن شتمه بالمكيال نفسه ولهذا يحرم على المرء وهو من كبائر الذنوب وعظائمها ان يسب والديه لا ابتداء ولا تسببا لا ابتداء ومباشرة لهما بالسب ولا ايضا تسببا في سب والديه فهذا من كبائر الذنوب ومن عظائم الاثام هو من ايضا العقوق للوالدين من العقوق للوالدين والقطيعة لما امر الله سبحانه وتعالى ان يوصل والاحق بذلك هم الحق بهذا الوصل والاحسان هم الابوان فاذا بلغ الابن هذا المبلغ ان يسب والديه سواء ابتداء ومواجهة لهما بالسب او تسببا فقد ارتكب كبيرة من عظائم الذنوب والله سبحانه وتعالى قرن حق الوالدين بحقه والنبي صلى الله عليه وسلم قرن عقوق الوالدين بالاشراك بالله كما في الحديث قال الا انبئكم باكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله قال اشراك بالله وعقوق الوالدين فقرن عقوق الوالدين بالاشراك بالله سبحانه وتعالى وكفى ذلك دلالة على شناعة العقوق كفى بذلك دلالة على شناعة العقوق عقوق الوالدين. وانه جاء في السنة قرينا للشرك. بالله سبحانه وتعالى والشرك هو اعظم الذنوب واكبر الاثام اورد رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه قال ان من اكبر الكبائر. قوله اكبر الكبائر هذا دليل واضح على ان الكبائر متفاوتة في جرمها وعظمها وانها بعضها اكبر من بعض ليست على درجة واحدة واكبر الكبائر هو الشرك بالله فهو اعظم الذنوب واظلم الظلم واكبر الاثام ان الشرك لظلم عظيم. ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالذنوب متفاوتة في حجمها وعظم الجرم الذي ارتكبه فاعلها ليست في درجة واحدة وهذا الحديث دليل على ذلك قال اكبر الكبائر الا قال ائن من اكبر الكبائر. ان من اكبر الكبائر فالكبائر متفاوتة في كبرها بعضها اكبر من بعض قال ان من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه ان من اكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه قال من عند الرسول عليه الصلاة والسلام من الصحابة الكرام رظي الله عنهم يا رسول الله وكيف يلعن رجل والديه وكيف يلعن الرجل والديه الذي ورد في الاذهان عندما اخبر عليه الصلاة والسلام ان من الكبائر ان يلعن رجل والديه الذي ورد في اذهانهم هو السب المباشر السب المباشر الوالدين والمواجهة لهما باللعن فقال من عند النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يلعن الرجل والديه وهذا استبعاد استبعاد لهذا الامر بعيد ان يصل بالانسان ان تصل بالانسان المواصيل الى ان يسب والديه هذا امر يستبعدونه مع انه واقع ولا سيما في الازمان المتأخرة مع رذالة الاخلاق وانحطاط الاداب وعظم السفه والجهل ورداءة الخلق وجد في الناس من ينحط الى هذه الدرجة. يعني يسب والديه سبا مباشرا باقلع السباب واسمعه يواجه والدته ويواجه والده ولا يبالي ولا يبالي فالصحابة رضي الله عنهم قالوا وكيف يلعن الرجل والديه يعني هذا امر مستبعد ان يصل الانسان الى هذا هذه الدرجة يلعن والديه فقال عليه الصلاة والسلام يسب الرجل ابى الرجل فيسب اباه ويسب امة جاء في زيادة في بعض الروايات فيسب امه وهذا يسمى سب للوالدين بالتسبب هذا يسمى سب للوالدين بالتسبب يعني يتسبب في سب والديه بان ينعم بان يلعن الرجل ابى الرجل فيقابله يقابله بالمثل فيكون تسبب في سب والده ويلعن الرجل ام الرجل فيقابل فيقابله بالمثل فيكون تسبب ايضا في سب امه. هذا النوع من السب يسمى لعن بالتسبب وتأمل هنا اذا كان لعن الوالدين بالتسبب من كبائر الذنوب ومن اكبر الكبائر فماذا يكون اذا سب الوالدين السب المباشر اذا كان سب الوالدين بالتسبب بان يكون سببا في سب والديه هذا من كبائر الذنوب. وعظائم الاثام فكيف اذا يكون سب الوالدين والعياذ بالله السب المباشر والمواجهة الوالدين آآ بالسباب نعم ثم قال رحمه الله باب اثم القاطع عن جبير بن مطعم رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قاطع طع قال رحمه الله تعالى باب اسم القاطع المراد بالقاطع اي لرحمه لان الله سبحانه وتعالى عظم من شأن الرحم وامر صلة الرحم وتهدد وتوعد جل في علاه قاطع الرحم جاء في ذلك في القرآن نصوص وكذلك في سنة النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فقطيعة الرحم من كبائر الذنوب قطيعة الرحم من كبائر الذنوب لان القطيعة جاء فيها لعن وجاء فيها وعيد مثل هذا الوعيد الاتي لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع للرحم فقطيئة الرحم في الشريعة امرها ليس بالهين امرها ليس بالهين بل شأنها عظيم والرحم شأنها في الشريعة شأن عظيم جدا واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. فامر الرحم والارحام في الشريعة امر عظيم والواصل لرحمه له الثواب العظيم من احب ان يبسط له في رزقه وان ينسأ له في اثره فليصل رحمه من اعظم اسباب الخير والبركة والسعادة في الدنيا والاخرة ان يصل المرء رحمه ومن اعظم موجبات الخسران والحرمان في الدنيا والاخرة قطيعة الرحم قطيعة الرحم وقد اورد رحمه الله حديث جبير ابن مطعم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قاطع. والمراد بقاطع اي الرحم المراد بالقاطع اي قاطع الرحم قال لا يدخل الجنة قاطع. ولا يقال لا يدخل الجنة الا في الكبائر فقطيعة الرحم من كبائر الذنوب قطيعة الرحم من كبائر الذنوب وعظائم الاثام قال الله تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله؟ اللعن لا يكون الا في كبير والحرمان من دخول الجنة لا يكون الا في كبير. من كبائر الاثم وعظائم الذنوب قال لا يدخل الجنة قاطعا لا يدخل الجنة قاطع اي قاطع رحم وهنا لا يخلو المقام ان يكون القاطع لرحمه مستحلا لذلك عن علم علما بما جاءت به الشريعة من تعظيم الرحم والتحذير من القطيعة فيستحل هذا الذي حرمه الله سبحانه وتعالى فيكون هذا الاستحلال كفرا ويكون هذا الحرمان من دخول الجنة حرمانا مؤبدا لا يدخل الجنة اي ابدا واما ان يكون ان تكون هذه القطيعة لا عن استحلال وانما عصيان وارتكاب هذا الاثم فيكون هذا وعيد وشأنه كشأن نصوص الوعيد الاخرى في اهل الكبائر عظائم الذنوب وكبائر الاثام فهذا وعيد اه القاطع بالا يدخل الجنة قال لا يدخل الجنة قاطع نعم ثم قال رحمه الله باب من وصل وصله الله عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان ان الرحم شجنة من الرحمن. فقال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته قال باب من وصل وصله الله وصل اي رحمه وصله الله اي بالرحمة والمن والفضل والمعونة والبركة والتسديد والخير في الدنيا والاخرة وهذا فيه ان صلة الرحم من اعظم موجبات الخير والبركة في الحياة الدنيا وفي الاخرة واورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الرحم سجنة من الرحمن الرحم سجنة آآ الرحم سجنة اي قرابة متشابكة سجنة اي قرابة متشابكة كتشابك غصون الشجرة وعروق الشجر لان الاشياء التي آآ تكون بهذا الوصف تتشابك ويدخل بعضها ببعض يقال لها سجنة ولهذا يقولون الحديث ذو شجون يعني لما يكون الناس في مجلس ويدخل الحديث بعضه في بعض يقال ذو سجون لانه يتداخل بعضه في بعض ويتفرع الرحم سجنة اي قرابة متداخلة متشابكة قرابة متشابكة هذا شأن الرحم الرحم سجنة من الرحمن الرحم سجنة من الرحمن ولعل مما يوضح ذلك ان الحديث الاخر الذي فيه اه ان الله سبحانه وتعالى قال شققت لها من اسمي فهو الرحمن وهي الرحمة والله سبحانه وتعالى امر عظم شأن الرحم وامر بصلة الرحم وحذر جل في علاه من قطيعة الرحم فالرحم سجنة اي قرابة متشابكة من الرحمن فقال من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته وهذا فيه ان الجزاء من جنس العمل فمن وصل رحمه وصله الله اي بكل خير وبركة في دنياه واخرى ومن قطع رحمه قطعه الله نعم ثم قال رحمه الله باب تبل الرحم ببلالها عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول ان ال ابي فلان ليسوا باولياء انما ولي الله وصالح المؤمنين ولكن ولكن لهم رحم ابو لهاب قال باب تبل الرحم ببلادها وضبطت عندكم خطأ وصوابها كما قرأ قارئنا الكريم باب تبل الرحم ببلالها تبل الرحم ببلالها وبلال الرحم هو الصلة بلال الرحم الذي به تبل وتبقى طرية موصولة محفوظا حقها ومقامها بالصلة هذا هو بلال الرحم قال تبل الرحم ببلادها فالرحم لها بلال وبلال الرحم هو الصلة ان ان توصل هذه الرحم بالسلام والزيارة وغير ذلك من ابواب الصلة للرحم قال عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول ان ال ابي فلان ليسوا باوليائي. ان ال فلان ليسوا باوليائي انما ولي الله وصالح المؤمنين انما ولي الله وصالح المؤمنين ولكن لهم رحم ابلها ببلالها قوله ان ال فلان ذكر جماعة من قرابته عليه الصلاة والسلام ذكر جماعة من قرابته وقال انهم ليسوا لي باولياء ثم ذكر عليه الصلاة والسلام ان قال انما ولي الله وصالح المؤمنين وهذا فيه ان اه النسب النسب لا يكفي في الولاية الولاية وما تعنيه من رابطة دينية وثيقة من توالي وتحاب في الله وهذا اوثق عرى الايمان من لم يكن على الدين ولو كان من اقرب الاقرباء للانسان لا يكون من اولياءه لان اذا ذهب الدين لم يكفي النسب لتحقيق هذه الولاية. لكن يبقى له حق الرحم يبقى له حق الرحم وان ذهب حق الدين لانه ليس من اهله يبقى حق الرحم يبقى حق الرحم وهذا يستفاد منه ان المرء اذا كان له قرابة على غير الدين اذا كان له قرابة على غير الدين يبل الرحم التي بينه وبينهم ببلالها وايضا عليه في هذا المقام ان يحتسب ذلك سببا لهدايتهم يلقاهم ويزورهم ويعود مريضهم ويقدم لهم الهدية في كتاب الادب للامام البخاري عقد بابا عنوانه باب الهدية للاخ المشرك باب الهدية للاخ المشرك لان الشريعة جاءت بذلك اولا اه بلا هذه الرحم ببلالها ورعاية بحق هذا الرحم ومن جهة اخرى لعل ذلك يكون سبب هداية عندما يقف الاخ المشرك او القريب المشرق على هدايات الاسلام وادابه العظام في رعاية هذه الحقوق المعطلة عندهم المهملة يعرف من محاسن الدين ما يدعوه الى اعتناقه والدخول فيه نعم ثم قال رحمه الله باب ليس الواصل بالمكافئ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها قال باب ليس الواصل بالمكافأة ليس الواصل اي لرحمه بالمكافئ اي الذي يكافئهم ان وصل ان وصلوه وصلهم وانقطعوا لم يصلهم ليس هذا هو الواصل ليس الواصل بالمكافئ لان هذه اصبحت مكافأة ليست صلة وانما مكافأة زارني ازوره وصلني اصله هذي مكافأة ليست هذه صلة قال ليس الواصل بالمكافئ. واورد حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل اي حقا الذي اذا قطعت رحمه وصلها هذا هو الواصل حق الذي اذا قطعته رحمه وصلها بل جاء في الصحيح ان رجلا سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي قال ان كنت كذلك فلا قال ان كنت كذلك فكأنما تسفهم المل ولم يزل عليك من الله نصير ما دمت على ذلك او كما قال عليه الصلاة والسلام فالواصل حقا هو الذي يصل القرابة وانقطعوه ويحسن اليهم وان اساءوا اليه. هذا هو الواصل اما اذا كان عند ادنى اساءة من بعظ القرابة حتى ان بعض الناس اذا اساء له مثلا ابن خاله يقطع خاله ابن خاله مثلا يسيء اليه تجده يهجر البيت كله يهجر خاله يهجر بقية آآ ابناء خاله وهم لا ذنب لهم اطلاقا فليس الواصل بالمكافئ انما الواصل من اذا قطعت رحمه وصلها هذا هو الواصل يصبر عليهم ويحلم يؤذيهم فيحسن يقطعونه فيصل والعاقبة له وسيرى حلاوة هذه العاقبة في الدنيا والاخرة يرى حلاوة هذه العاقبة في دنياه واخراه العاقبة الحميدة له هو المقام مقام صبر والقرابة والرحم امرا يحتاج الى صبر ليست صلة القرابة مجرد اه جلسات جميلة تقديم الحلوى الاكرام واذا لا يوجد مثل هذه الحفاوة وهذا الاكرام لا يزورهم لا حتى لو يدخل عليه ويسيء اليه عمه ويغلظ عليه القول او خاله وخالته وتشتد عليه يحلم يبتسم ويحسن ويصبر ويتودد ويكون هو المحسن ويقول لهم انا المقصر وانتم لكم الحق يظلمونا فيقول سامحوني وهكذا يتلطف معهم ويتودد يترفق بهم هذا هو هذا الواصل حقا هذا هو الواصل حقا قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها. نعم ثم قال رحمه الله باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته عن عائشة رضي الله عنها انها قالت جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتقبلون الصبيان؟ فما نقبله هم فقال النبي صلى الله عليه وسلم او املك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة. نعم وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فاذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسقي اذا وجدت صبيا من السبي اخذته فالصقته ببطنها وارضعته. فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم اترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا لا وهي تقدر على الا تطرحه. فقال ارحم بعباده من هذه بولدها نعم يؤجل الكلام على هذه الترجمة الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشر واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل لشر اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا او ولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه