الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الحافظ ابو العباس احمد ابن عبد اللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه تجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الادب باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته عن عائشة رضي الله عنها انها قالت جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتقبلون الصبيان؟ فما اقبلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم او املك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة؟ نعم وعن عمر ابن الخطاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته فهذا مما كان عليه هدي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ومن كمال الخلق وعظيم الادب ولطيف الاحسان وهو رحمة جعلها الله تبارك وتعالى في قلوب الصالحين واهل الفضل واهل البعد عن الفظاظة والجفاء والغمظة وقسوة القلب فان اهل الفضل والاحسان بما اتاهم الله تبارك وتعالى من ايمان ومن عليه ومن عليهم به من خلق وما جعله تبارك وتعالى في قلوبهم رحمة من رحمة فانهم يتعاملون مع الصبيان والاطفال والصغار معاملة مؤنسة لطيفة تدخل على قلب الصغير بهجة وفرحا وسرورا وانسا ومحبة الكبير بخلاف الفظاظة والغلظة والجفاء فانها تجعل في قلب الصغير نفرة وعدم محبة للكبير فمن كمال خلق المرء وجميل ادبه ولطيف معاشرته ان يتلطف مع الصغار سواء من ولده وقرابته او من غيرهم لان هذا من باب الاحسان ومن باب الاكرام ومن باب المؤانسة قد قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا وهذه الرحمة التي تكون للصغير لها اثارها من مؤانسة وملاطفة ومداعبة تليق بالصغير وبسنه واورد رحمه الله تعالى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتقبلون الصبيان فما نقبلهم اتقبلون الصبيان فما نقبلهم يعني ليس من عادتنا ولا من خلقنا ان نقبل الصبيان وهذا من الجفاء والفظاظة عدم وجود الرحمة في القلب تجاه هؤلاء الصغار والصبية ولهذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام اواملك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة وهذا فيه ان هذا التقبيل الصغير من باب الرحمة تقبيل والمعانقة والملاطفة المداعبة والمسح على رأسه ونحو ذلك هذا كله آآ من باب الرحمة آآ الصغير. قال اواملك لك النزع الله تبارك وتعالى من قلبك الرحمة مثل هذا الحديث ما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان الاقرع ابن حابس كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقبل عليه الصلاة والسلام الحسن ابن علي فقال الاقرع ابن حابس ان لي عشرة ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحدا ما قبلت منهم احدا فنظر اليه النبي عليه الصلاة والسلام وقال من لا يرحم لا يرحم نظر اليه وقال من لا يرحم لا يرحم وهذا فيه ان تقبيل الصغار تقبيل الولد باب باب من ابواب الرحمة تجاه هذا الصغير وايضا باب من ابواب الملاطفة والمؤانسة وادخال السرور والبهجة على قلبي الصغير لانه امر يأنس به ويفرح به اشد ما يكون من الفرح اذا قبله والده او والدته او احد من اهله وقرابته فانه يأنس بذلك ويسر سرورا عظيما وهو رحمة فهذا لما رأى النبي عليه الصلاة والسلام يقبل الحسن قال ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا ما قبلت منهم احدا وربما ان ان ايضا بعض الجفاة يعد هذا نوع من مثلا الرجولة ونحو ذلك ولكن حقيقة الامر ان ان هذا من انعدام الرحمة بالصغار والصبية ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم من لا يرحم لا يرحم نعم قال رحمه الله عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فاذا امرأة من السبي تحلب ثديها فاسقي اذا وجدت صبيا في السبي اخذ فالصقته ببطنها وارضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم اترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا لا وهي تقدر على الا تطرحه. فقال لله ارحم بعباده من هذه بولدها ثم اورد رحمه الله تعالى حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فاذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسقي تحلب ثديها تسقي يعني كثر الحليب في ثديها وبقاء الحليب في الثدي امر مؤذي للمرأة ومتعب لها وممرض فتحتاج الى اه الى اخراجه فكان كانت فقدت ولدها فكانت تمشي في السبي تحلب اه ثديها تسقي يعني اذا رأت آآ اي غلام اعطته من ثديها حتى تخفف من الحليب الذي الثدي وجاء في بعض الروايات تحلب ثديها في بعض الروايات تحلب ثدياها اي سال سال من امتلاءه بالحليب من امتلائه بالحليب وهذا يعتبر امر مؤذي جدا للمرأة وهي في الوقت نفسه في غاية الشوق الحرص ان تجد ولدها ان تجد ولدها حتى ترضع اه حتى ترضع ولدها وهذا امر فظاعت رظاعة الصغير واشباعه هو جزء من الرحمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في قلب الام لولدها ولو في احلك الظروف واشدها ومن اعجب القصص التي مرت اه معي في هذا الباب وهي قصة عجيبة جدا في الحادثة الذي الحادثة التي حصلت قبل سنوات هي البحر الاحمر عندما غرقت السفينة وكانت ممتلئة بالركاب ونجا قلة منهم نجا قلة منهم فاحد الناجين اخبر بامر عجيب لما مالت السفينة وبدأ الناس جزء من السفينة كان محترق وجزء منها بدأ يغرق وبدأ الناس يتساقطون فيذكر احد الناجين لما مالت السفينة وبدأ الناس يتساقطون يقول رأيت امرأة والسفينة بدأت تميل ظمت اليها طفلها وبدأت ترضعه ضمت اليها طفلها وبدأت ترضعه ارادت والله تعالى اعلم الا آآ تسقط في البحر الا وقد اشبعت طفلها من الحليب. انظر يعني حتى في اهلك الظروف واشدها هذه الرحمة قائمة في قلب المرأة تجاه وطفلها وولدها فالله جعل في في قلب الام رحمة في هذا الصغير ولهذا يشتد بها التعب وتشتد بها المعاناة و اه تشتد بها الامور ولكنها ترحم صغيرها رحمة عجيبة وتؤثره على نفسها تؤثره على راحتها تؤثره على صحتها قال اذ وجدت في رواية اذا وجدته في بعضها اذ وجدت صبيا في السبي اخذته فالصقته ببطنها وارضعته. وجدت صبيا يعني بعد ان كانت اي صبي تراه ترضعه لكنها وجدت صبيا وكان ولدها الذي تبحث عنه فالصقته ببطنها الصقته ببطنها وهذا ايضا جزء من الرحمة التي جعل جعلها الله سبحانه وتعالى في قلب الام نحو وليدها وفلذة كبدها وقرة عينها فالصقته ببطنها وارضعته الصقته ببطنها وارضعته هذا موقف يعد مؤثر جدا من يراه ويتأمل هذه الرحمة وهذا ان الحنو والعطف من الام يتأثر ويرى رحمة الانسان في صورة من اعلى صورها السورة من اعلى رحمة الانسان بالانسان وهي رحمة الام بولدها ولا سيما بعد فقده وشدة الشوق للقياه رؤيته فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا المشهد العظيم اخذ يربي على الايمان على الايمان بالله وعظمته وعظيم رحمته سبحانه وتعالى العباد فايضا قوى الصورة في اذهان هؤلاء المشاهدين لها. قوى الصورة تمكينا للفائدة التي اراد عليه الصلاة والسلام ان يذكرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اترون او اترون هذه طارحة ولدها في النار هذا كله من باب تقوية الصورة المشاهدة امامهم هم يشاهدون صورة عظيمة جدا من صور الرحمة لكن ايضا تمكينا للفائدة التي يريد عليه الصلاة والسلام ان يذكرها قال اترون اي هل تظنون ان هذه تطرح ولدها في النار هل تظنون ذلك هل تتوقعون ان مثل هذا الامر يحصل امرأة بهذه الرحمة وهذه الشفقة وهذه المحبة لولدها هل ترون انها انها تلقيه في النار فقال الصحابة رضي الله عنهم لا وهي تقدر على الا تطرحه لا يمكن قالوا لا ما يمكن تطرحه وهي تقدر الا تطرحه ما يمكن لان في قلبها رحمة عظيمة جدا تمنعها من ان تفعل ذلك. قالوا لا وهي تقدر على الا تطرحه فقال عليه الصلاة والسلام لله ارحم بعباده من هذه بولدها لله ارحم بعباده من هذه بولدها وهذا يظهر لك عظيم نصح النبي عليه الصلاة والسلام لامته وجمال تعليمه وحسن بيانه وانتهازه ايضا للمناسبات العظيمة التي من خلالها يبين صلوات الله وسلامه عليه ما اراد وقصد بيانه من معاني الايمان العظيمة وحقائق الايمان الجليلة فقال عليه الصلاة والسلام لله ارحم بعباده من هذه بولدها قوله عليه الصلاة والسلام لله ارحم بعباده من هذه بولدها اي ارحم بعباده من ارحم الوالدات بولدها لان هذا المشهد الذي امامهم يعد صورة من اعلى صور رحمة الامهات بولد باولادهن صورة من اعلى صور رحمة الامهات بولدهن قوله لله ارحم بعباده من هذه بولدها اي ارحم بعباده من ارحم الوالدات بولدها لانه سبحانه وتعالى هو الذي جعل هذه آآ الرحمة في قلبها جعلها في قلبها فمن جعل في قلبها هذه الرحمة هو ارحم سبحانه وتعالى هو ارحم جل وعلا وربك الاكرم جل في علاه فوعز وجل ارحم بعباده ارحم بعباده آآ من اعلى صورة ارحم بعباده رحمة من اعلى صورة تقدر في رحمة مخلوق لمخلوق وهذا انما قاله عليه الصلاة والسلام ل بيان الامر ببيان الامر والا رحمة رحمة رحمة الله سبحانه وتعالى اجل واعلى ولله تبارك وتعالى المثل الاعلى له سبحانه وتعالى الوصف الاكمل جل في علاه نعم ثم قال رحمه الله باب جعل الله الرحمة مئة جزء عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله الرحمة مئة جزء فامسك لك عنده تسعة وتسعين جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا. فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس عن ولدها خشية ان تصيبه قال باب جعل الله الرحمة مئة جزء جعل الله الرحمة مئة جزء الرحمة التي تظاف الى الله سبحانه وتعالى بنصوص الكتاب والسنة على نوعين النوع الاول من باب اضافة الصفة الى الموصوف فهي رحمة قائمة بذات الله تبارك وتعالى تليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى وكل ما يضاف الى الله عز وجل من الصفات يخصه جل وعلا ويليق بكماله وعظمته جل في علاه ولا يماثل وصف المخلوق قال جل وعلا هل تعلم له سم يا اي لا سمي له ولا مثيل قال جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال جل وعلا ولم يكن له كفوا احد فالنوع الاول رحمة مضافة الى الله من باب اضافة الصفة الى الموصوف مثل قول آآ قول الله سبحانه وربك الغفور ذو الرحمة قول الله سبحانه وتعالى ورحمتي ووسعت كل شيء وكذلك ما دل عليه اسمه تبارك وتعالى الرحمن واسمه تبارك وتعالى الرحيم فهذه رحمة قائمة بالله قائمة بالله تبارك وتعالى وهي صفة من صفاته جل في علاه تليق بجلاله وكماله القسم الثاني من باب اضافة المخلوق الى خالقه من باب اظافة المخلوق الى خالقه جل وعلا ومن ذلك اذا قيل عن المطر رحمة الله لانه اثر من اثار الرحمة مثل ما جاء في الحديث القدسي قول الله تبارك وتعالى للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء فالرحمة هنا المظافة الى الله قول اهل الجنة انت رحمتي هذا من باب اظافة المخلوق الى الخالق لان الجنة رحمة الجنة رحمة الله لانها اثر اثر رحمة الله والمطر رحمة الله لانه اثر رحمة الله فانظر الى اثار رحمة الله ومن هذا القبيل ما جاء في هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله الرحمة مئة جزء. والمراد بالرحمة هنا اي المخلوقة التي خلقها الله جل وعلا جعلها سبحانه وتعالى مئة جزء ولهذا جاء في جاء الحديث في بعض رواياته ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الرحمة مئة جزء فهذه الرحمة اظافتها الى الله سبحانه وتعالى اظافة المخلوق الى خالقه مثل قوله في الحديث القدسي عن الجنة انت رحمتي مثل قوله جل وعلا في الحديث القدسي عن الجنة انت رحمتي فالاظافة هنا اظافة اه خلق وايجاد وهي من اثار رحمة الله التي هي صفته جل في علاه قال جعل الله الرحمة مئة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين جزءا امسك عنده تسعة وتسعين جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا انزل في الارض جزءا واحدا قال فمن ذلك الجزء من ذلك الجزء الواحد من هذه الرحمة التي اه خلقها الله مئة جزء من هذه المئة جزء انزل جزءا واحدا ومن ذلك الجزء تتراحم الخلق كل رحمة يراها الانسان بين الناس وبين البهائم وفي الطير وفي الوحوش مع اه اولادها وصغارها كل ذلك من هذه الرحمة الواحدة من هذا الجزء الواحد قال فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق وذكر مثالا واحدا تنبيها به على غيره واشارة به الى ما سواه قال حتى ترفع الفرس حافرها عن عن ولدها خشية ان تصيبه الفرس بهيمة الفرس بهينة لكنها ترفع حافرها عن ولدها ما تطأه وتتحاشى ان تطأ ان تطأه مع انها بهيمة مع انها بهيمة لكنها ترفع حافرها وتتحاشى ان ان تطأ ولدها حتى الوحوش الضارية حتى الوحوش الضارية تتعامل معه بصغارها الاسود والذئاب و غيرها تتعامل مع صغارها بهذه الرحمة جعلها الله سبحانه وتعالى بين المخلوقات تتراحم وهذا التراحم الذي بين المخلوقات هو في هذا الجزء الواحد في هذا الجزء اه الواحد نعم ثم قال رحمه الله باب وضع الصبي على الفخذ عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد حسنة على فخذه الاخرى ثم يضمهما ثم يقول اللهم ارحمهما فاني ارحمهما قال باب وضع الصبي على الفخذ هذا ايضا وجه من وجوه الرحمة والملاطفة والمؤانسة الصبي بان يجعل على الفخذ تأنيسا له وادخالا للسرور عليه ومن ذلك ايضا ان يظم على الصدر وان يحمل وان يعانق وان يقبل وان يمسح على رأسه هذه كلها صور بصور ووجوه من وجوه الرحمة الصبي داخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام ويرحم صغيرا هذه كلها من الصور ووجوه الرحمة بالصغير قال عن اسامة بن زيد رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه يأخذني يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الاخرى ويقعد الحسن على فخذه الاخرى ثم يضمهما يعني اقعاد على الفخذ وظم وهذا باب يعني مما يشعر ان ان فيه مؤانسة اه الصغير تجد الصغار في تنافس على هذا بين والدهم ووالدتهم واذا اقعد اه احدهم على فخذ جاء من اقصى البيت حتى يقعد الصغير على الفخذ الاخر ويزاحم لان هذا امر يؤنسه جدا ويدخل سرورا عظيما على على قلبه فمثل هذه المؤانسة مثل هذه المؤانسة مطلوبة وهي من الرحمة ومن جمال الخلق وعظيم الادب ورفيعه ومن باب ادخال ادخال السرور على الصغير بخلاف التعاملات التي مع الصغار فيها غلظة وجفوة حتى ان بعظهم لربما فعلها من باب المداعبة ولا مانع ان اشير الى شيء من ذلك يعني بعضهم يداعب الصغير فيمسك مثلا بجزء من شعر رأسه ويسده الى الاعلى فيبكي الصغير امامه او يمسك باذنه ويقرص اذنه قرصة شديدة او يداعب مثلا الصغير بان يحمله في كفيه ويرفعه حتى يقارب ان يلمس السقف فيصاب الصغير بشيء من الرعب و اه الخوف هذا مضاد هذه الاعمال مضادة لما ينبغي ان يكون آآ في التعامل مع الصغير بالرحمة والملاطفة والمؤانسة آآ ادخال السرور على على قلبه النبي عليه الصلاة والسلام اسامة على فخذ والحسن على فخذ وظمهما اليه ثم كان يقول اللهم ارحمهم اللهم ارحمهما فاني ارحمهما لان هذا الظم وهذا المعانقة وهذا التقبيل هذا كله رحمة فقال عليه الصلاة والسلام اللهم ارحمهما فاني ارحمهما نعم وقال رحمه الله باب رحمة الناس والبهائم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه فقال اعرابي وهو في الصلاة اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا. فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للاعرابي لقد حجرت واسعا قال باب رحمة الناس والبهائم الرحمة التي جاء بها الاسلام ودعا اليها هذا الدين وكان عليها نبينا صلوات الله وسلامه عليه رحمة عامة تشمل آآ الناس وتشمل البهائم تشمل البهائم وينبغي ان يكون التعامل مع البهائم مع الدواب ومع الطير ومع غيرها حتى عند ذبح البهيمة الذي احله الله واباحه لعباده ليطعموا من لحمها ويتغذوا من لحمها ينبغي ان يكون مبني على الرحمة اذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته هذا من باب الرحمة ولهذا جاء في الادب المفرد للامام البخاري ان احد الصحابة رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم الشاة اذبحها وارحمها الشاة اذبحها وارحمها يعني وقت ذبحي لها ومن صور الرحمة بالشاة وقت الذبح ان يحد الشفرة وان يترفق بالشاة ويضعها على الارض وان يذبحها ذبحا هينا رفيقا قال الشاة اذبحها وارحمها قال عليه الصلاة الصلاة والسلام والشاة اذا رحمتها رحمها رحمك الله. والشاة اذا رحمتها رحمك الله فالرحمة التي جاء بها الاسلام تتناول الناس والبهائم الطير تتناول ذلك كله اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي اقامة في الصلاة وقمنا معه فقال اعرابي وهو في الصلاة اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا قول احدا آآ آآ نكرة في سياق النفي تفيد العموم اي احد لا ترحم معنا احدا اي اي احد لا انسان ولا بهيمة ولا طير ولا غير ذلك وهذا يتنافى مع الرحمة العامة التي جاء بها الاسلام فهذا بخل وشح بالرحمة رحمة الله رحمة الله سبحانه وتعالى التي وسعت كل شيء قال ولا ترحم معنا احدا الاسلام جاء بخلاف ذلك انظر في مدح الله عز وجل عباده المؤمنين قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا وقال الله جل وعلا لنبيه عليه الصلاة والسلام فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات فهذا الاعرابي قال اللهم ارحم محمدا ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا. فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام قال للاعرابي لقد حجرت واسعة واسعا اي كما قال الله ورحمتي وسعت كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وهذا حجر بكلمة هذه واسعا حجرا واسعا اي ان رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء. نعم قال رحمه الله عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى عضوا اذا اشتكى عضوا تداعى سائر جسده بالسهر والحمى قال عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه قال اه رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد كمثل الجسد اي كالجسد الواحد اذا اشتكى عظوا تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر اذا تألم من المرء اصبعه اذا تألم من المرء اصبعه تألم كلهم تألم كل اذا تألم منه طرف في من اطراف بدنه تألم البدن كله وتداعى البدن لهذا الالم في الطرف الواحد بالسهر والحمى بالسهر ما ينام من من استشعاره بالالم الذي اصاب طرفا في بدنه والحمى ترتفع حرارته وتشتد مع ان الاصابة التي فيه في اصبعه مثلا او في طرف من اطراف بدنه فحال المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد كالجسد الواحد واذا لم يكن اهل الايمان على هذا الوصف المذكور في الحديث فهذا من نقص الايمان وضعفه لان الايمان اذا كمل في اهله لابد ان يكون اهله على هذا الوصف انما المؤمنون اخوة فاذا ظعفت هذه المعاني في في في اهل الايمان واهل الاسلام هذا من علامات نقص الدين وضعفه لان الايمان اذا كمل تظهر هذه المعاني التراحم والتعاطف والتواد قال ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم هذه ثلاث كلمات هي متقاربة في المعنى لكن بينها خروق دقيقة قيل بمعنى التراحم ان يرحم بعظهم بعظا باخوة الايمان يرحم بعضهم بعضا باخوة الايمان انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون والتواد التواصل الجالب للمحبة تواد تواصل بين المؤمنين الجالب للمحبة والتعاطف اعانة بعضهم آآ لبعض مما يقوي وينمي هذه اه المحبة يعطف بعضهم على بعض حتى تقوى هذه آآ المحبة كما يعطف الثوب على على بعضه ليقوى يمتن بذلك قال اذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى اي انه ان تألم منه طرف او جزء من البدن تألم البدن كله نعم قال رحمه الله عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مسلم غرس غرسا اكل منه انسان او دابة الا كان له صدقة ثم اورد رحمه الله هذا الحديث العظيم حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم غرس غرسا غرس غرسا من اي الشجر كان المثمر النافع المفيد فاكل منه انسان او دابة اكل منه انسان او دابة ومن الشجر ما لا يأكله الانسان لكن تأكله الدواب فكل ذلك لمن غرسه له فيه اجر ما اكل منه انسان او اكلت منه دابة له في ذلك اجر قال ما من مسلم غرس غرسا فاكل منه انسان او دابة الا كان له صدقة وهذا باب من ابواب آآ الصدقة نعم قال رحمه الله عن جرير ابن عبد الله رضي في في هذه الترجمة تنبيها الى ان هذا يدخل في باب الرحمة رحمة للناس والرحمة الدواب عندما يغرس غرسا يحتسب ان تأكل منها ان يأكل منها الناس وتأكل منه الدواب وتأكل منه الطير فهذا من باب الرحمة باب من ابواب الرحمة نعم عن جرير ابن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من لا يرحم لا يرحم. من لا قال من لا قال عليه الصلاة والسلام من لا يرحم لا يرحم اي من لا يرحم عباد الله سبحانه وتعالى لا يرحمه الله لان الجزاء من جنس العمل يقابل ذلك ما جاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ونسأل الله الكريم ان يرحمنا اجمعين وان يغفر لنا ذنبنا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. انبه ان غدا لا يوجد درس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه