السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمدلله الحمدلله خلق الانسان في كبد واشهد ان لا اله الا الله الملك الحكيم العظيم الممجد. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صادق مشهد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على دربه وسدد. اما بعدوا فاتقوا الله عباد الله واعملوا بطاعته ورضاه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله امنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم. ايها المسلمون الدنيا دار عمل وعناء. الدنيا يا منغصة بالابتلاءات والمحن مكدرة بالرزايا والفتن. لهوان على الله عز وجل عن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه سلم بذي الحليفة فاذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها فقال اترونها هذه هينة على صاحبها. فوالذي نفسي بيده للدنيا اهون على الله لا الدنيا اهون على الله من هذه على صاحبها. ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة ابدا. رواه ابن ماجة وصححه الالباني فكان فيها الاختبار بالخير ليتبين الشكر. والابتلاء بالشر ليظهر الصبر فكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان وقد اقسم الله على انه خلق الانسان في كبد. نعم خلقت في كبد وانت تأمل اليوم لا تنظروا الى غد وبعد ذلك انت في القبر ممدد. انك خلقت في كبد وتعب وعناء ونصب فقال سبحانه لا اقسم بهذا البلد وان تحل بهذا البلد وما ولد لقد خلقنا الانسان في كبد. وفي تفيد الظرفية اي انك مهما ما تقلبت يمنة او يسرى اذا نظرت الى امامك او خلفك تجد انك تكابد المشاق وانك لا تستطيع ان تهنأ لان الدنيا ليست بدار هناء. ومن ظن ان فلانا في هناء فقد اخطأ لانه ما من انسان الا وهو مبتلى. فهذا يكابد مصائب الدنيا انت كذلك ثم شدائد الاخرة فان العبد لا يزال يقاسي انواع الشدائد من وقت الروح في بطن امه ويكابد مشاغل الدنيا من الزوج والولد والقريب والبعيد في طلب الرزق والمعايش ثم ثم يكابد الكبر والهرم ولو جاع والاحزان لا يمضي عليك يوم الا وتقاسي فيه شدة. وتعاني فيه مشقة ثم بعد الموت وما يتبعه من ضغطة القبر وظلمته ثم البعث والعرض على الله وشدته الى ان يستقر بك اما في الجنة واما في النار. عباد الله مما كتب على الانسان من الكبد ابتلاؤه بالاوامر والنواهي التي فيها قيامه بالواجبات وتركه المحرمات ومقاومته الشبهات ومنازعته الشهوات. قال تعالى الذي خلق الموت والحياة ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور. قال ابن القيم رحمه الله فمن رحمته سبحانه بعباده ابتلاؤهم بالاوامر والنواهي رحمة وحمية لحاجة منه اليه بما امرهم به فهو الغني الحميد. ولا بخلا منه عليهم بما نهاهم عنه. فهو الكريم ومن رحمته ان نغص عليهم الدنيا وكدرها. لئلا يسكنوا اليها ولا يطمئنوا اليها ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره. فسقى فساقهم الى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان. فمنعهم ليعطيهم وابتلاهم ليعافيهم واماتهم ليحييهم انتهى كلامه رحمه الله. ايها الانسان خلقت في كبد فانت تكابد الاوجاع والامراض ونقص الاولاد والارزاق والاحباب. ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين. ومما يدفع عناء هذا الايمان بالله والرضا بقضاء الله والهروع والرجوع والتوبة والاوبة الى الله فيا للسعادة الطائعين ويا لشقاوة العاصين. اخوة الاسلام من مكابدة بني الانسان ان ابتلى الله بعضهم ببعض اما برفع بعضهم فوق بعض درجات كما قال عز من قائل وهو الذي جعلكم خلائف الارض رفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما اتاكم واما بالتفاوت فيما بينهم في حظوظ الدنيا من الرفعة والضعة او الفقه او الفقر والسعة وقعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون ومعنى سخرية ليس الاستهزاء فهذا محرم وانما معناه ليسخر بعضهم بعض في الاعمال والعرف والصنايع فالعبد لا يزال فقيرا الى غيره والغني قد يستسلم والطمع وينقاد للظلم والفساد والجشع. وينسى حق الخالق وحق الخلق والفقير قد يحتال لفقره بالكذب والنفاق. وكل انواع الاذى التي تلحق بني ادم انما هي الاختبار دار الصابرين الشاكرين. واجعلنا بعظكم لبعظ فتنة اتصبرون؟ وكان ربك بصيرا اقول ما سمعتم واستغفروا الله لي ولكم فاستغفروه. فيا فوز المستغفرين الحمدلله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له جل في علاه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم نلقاه اما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا ان من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه وكفى بالله وكيلا. ايها المؤمنون قد يظن بعض الناس قد يظن بعض الناس ابتلاء الانسان بالسراء اكراما له لا امتحانا واختبارا. ويرى الابتلاء بالضراء انتقاما واضرارا. كما اخبر المولى فقال فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه اي بالسراء ونعمه اي بالعطاء فيقول ربي اكرمن. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه اي ضيق. فيقول ربي اهنا والحقيقة هي ما ذكره الله. كلا اي ليس ذاك اكراما ولا هذا اهانة وانما الاكرام في امتثال امر الشرع في اطعام الطعام. والحنان على الايتام والايمان بالرحمن والبحث والبحث عن رضا الرب جل في علاه. قد تكون المحنة قد تكون المنحة في المحنة وقد تأتي المحنة في المنحة مصداقا لقوله تعالى ونبلوكم بالشر والخير احنا والينا ترجعون. ولا يزال ما دمت في الدنيا الفانية. فلا تزال ولا يزال اهل في ابتلاء وعناء الى يوم القيامة. ليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن او المؤمنة في جسده في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة رواه الامام احمد في مسنده وصححه الالباني اللهم انا نسألك عيش السعداء اللهم انا نسألك عيش السعداء ومنازل الشهداء والشكر على النعماء والشكر على النعماء والصبر على البلاء والنصر على الاعداء. واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات. الاحياء منهم والاموات. اللهم وفقهم اميرنا وولي عهده لهداك، وجعل عملهما في رضاك، والبسهما ثوب الصحة والعافية. اللهم اجعل هذا البلد امن من المطمئنة وسائر بلاد المسلمين. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم. واشكروا على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون