السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب الارض والسماء احمده سبحانه رفع قدر العلماء واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين. اما بعد عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله فان تقوى الله خير زاد وبه يرفع الله شأن العباد. ايها المؤمنون ان العلماء لهم ورثة الانبياء وقرة عيون الاولياء. وامناء الله في خلقه. فهم انوار العباد ومنارات البلاد وقوام الامة بهم يحفظ الله الملة وينصر الشريعة ويقيم الحكمة العلماء منبع السلامة ومعدن الكرامة وغيظ الشيطان. حتى قال ابن عباس احب الى ابليس من كذا وكذا. بالعلماء تحيا القلوب الحية وتموت القلوب الزائغة مظلة هم في الارض كالنجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فهم ينفوا عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. اثارهم الامة ظاهرة بهم يعرف الحلال من الحرام. ويتميز الحق من الباطل هم يذكرون الغافل ويعلمون الجاهل يقومون بالرد على اعداء الاسلام وخصومه حتى رفع الله ذكرهم واعلى منزلتهم وبين فظلهم. فقال عز من قائل يرفع الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. ويقول قل هل يستوي الذين يعلمون والذي لا يعلمون. الجواب لا يستوون. ان حاجتنا وحاجة الامة الى العلماء ربانيين فوق كل حاجة لمن فهم وادرك الدين. فهم مصابيح الدجى واعلام الناس لا تعرف كيف تعبد الله الا بالعلماء. فحياتهم غنيمة وموت مصيبة واذا مات العالم فشى الجهل واندرس العلم وتحير الناس وظهر الشر يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما خراب الارض بموت علمائها وفقهائها واهل الخير فيها. اي عباد الله العلماء هم الذين ينورون البصائر وينفون الجهل فاذا ما ماتوا انتشر الجهل وكثر التخبط. يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلماء انتزاعا ينتزعه من العباد. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتى اذا لم يبقي عالما. وفي رواية حتى اذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا متفق عليه من حديث عبد الله ابن عمر ان الامة اليوم ان الامة اليوم فقدت وعلمائها واذا ما صار الحال كذا اصبح اصبحت الامة كالجسد بلا روح وكالمركب بلا شراع ما لم يعوض الله الامة بغيرهم. العلماء حذرهم الله اذا اخطوا فقال صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه الشيخان اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم ما اصاب فله اجران واذا واذا حكم فاجتهد ثم اخطأ فله اجر. العلماء هم القوم لا يشقى بهم جليسهم حبهم دين وطاعة. القرب من مجالسهم خير وعبادة احترامهم وتوقيرهم هو من اجلال الله سبحانه وتوقيره. فان من اجلال الله بالشيبة المسلم وحامل القرآن كما جاء في الاثر. والطعن في العلماء ومحاربتهم طعن في الشريعة واذية لاولياء الله. قد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري من حديث ابي هريرة دعاء من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب. وقرن الله طاعة العلماء بطاعته وطاعة رسوله فقال سبحانه يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. والمقصود باولي الامر هنا هم علماء الشرع الصادعين بالحق والامراء في الخلق الذين يحكمون بالحق قال الله جل في علاه في ايات اخرى بالرجوع الى العلماء فيما يشكل على الامة والا اسمعوا كلام الغوغاء فقال سبحانه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وقال واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم ولو ردوا الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته اتبعتم الشيطان الا قليلا. ان العلماء هم الذين يهتدى هم الذين يهتدى بهم لانهم يهتدون بنور الله ويتمسكون بكتاب الله ويدلون الناس الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمونا حملة الشريعة من الصحابة والال. يدعون الناس الى شرع الله فيبلغوا رسالة الله يقول بعض المفسرين في قوله تعالى او لم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها قال هو العلماء وروى الترمذي عن ابي امامة الباهلي رضي الله عنه قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان احدهما عابد والاخر عالم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفظلي على ادناكم. رواه الترمذي وصححه الالباني. في رواية فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. يقول عبدالله بن الامام احمد رحمه الله قلت لابي اي ابي او يا ابتي اي رجل كان الشافعي فاني اسمعك كثيرا ما تدعو له فقال يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن فهل من خلف او عنهما من عوض. وصدق الله انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور. وقال وتلك الامثال نضربها للناس. وما يعقلها الا العالمون يقول سبحانه وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب. اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم فالحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اتقوا الله عباد الله واعلموا ان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. عباد الله فقدت الكويت بل العالم الاسلامي الاسبوع الماضي علما من اعلامها ورجلا من خيرة رجالاتها وعالما من اجل علمائها نحسبه والله الله حسيبه ولا نزكي على الله احدا كان له الفضل بعد الله علي على وجه الخصوص وعلى طلاب العلم في الكويت والعالم الاسلامي على وجه العموم. توفي شيخنا رحمه الله الشيخ الفاضل ابي محمد فلاح بن اسماعيل بن مندكار رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته. واسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعوض الامة وان يرفع مقامه. الموت لا يستثني احدا. فلا يعرف عالما او جاهلا فليس لاحد منه مفر او مهرب يدخل على الجميع بلا استئذان ويأتي بغتة الى كل انسان. فاذا جاجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. ان موت العلماء رزية على الامة باسرها على قلوب من عقل عن الله موتهم حث لنا يا طلاب العلم على مواصلة الدرب في طلب العلم حتى نسد الثغرة التي كانوا يسدونها حتى نوجد في الامة من يقوم مقامهم ويغطي الفراغ الذي تركوه وان كان عظيما. يقول صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك به طريقا من طرق الجنة. وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم. وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء. وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. رواه الترمذي من حديث ابي الدرداء وغيره. ما الفخر الا لاهل العلم ان على الهدى لمن استهدى ادلاء وقدر كل امرئ منا وقدر كل امرئ ما كان والجاهلون لاهل العلم اعداء ففز بعلم تحيا به ابدا. الناس موتى واهل العلم احياء. يقولون النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. وحق العلماء علينا لا سيما لا سيما من تتلمذنا عليهم دعاء لهم والاستغفار ونشر علومهم والثبات على منوالهم وعلى ما كانوا يدعون اليه من التوحيد والسنة والثبات على طريقة سلف الامة والبعد عن البدع والمحدثات والثناء عليهم والدفاع عنهم فلهم حقوق علينا حقوق الدلالة والهدى. حقوق الابوة العلمية وانها والله في بعض الاحايين اعظم من حقوق الابوة الطينية. رحم الله موتانا وموتى المسلمين. وغفر الله لشيخنا مشايخ المسلمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم انا اسألك يا مولانا ان تغفر لشيخنا ولجميع مشايخنا ولوالدينا ولوالد والدينا ولمن له حق علينا اللهم اخلف الامة خيرا اللهم اخلف الامة خيرا اللهم اخلف الامة خيرا يا رب العالمين اللهم انا نسألك يا مولانا ان تتولانا بولايتك وان لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم ادم علينا نعمة الامن والايمان والسلامة والاسلام وادم علينا نعمة الامن والرخاء في بلدنا هذه خاصة وفي سائر بلاد المسلمين اللهم احفظ ولي امر البلاد ونائبه لما تحبه يا رب العالمين ولما فيه صلاح البلاد والعباد وصل اللهم على نبينا نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله