الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الزبيدي رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الوصية بالجار عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب الوصاة بالجار كذا في الاصل هي بمعنى الوصية والمراد بالوصائ بالجار او الوصية بالجار اي احسانا اليه وقياما بحقوقه وبعدا عن الاساءة اليه قولا او فعلا والشريعة جاءت بحفظ حقوق الجار ورعايتها وهذا من كمال هذه الشريعة وحسنها وجمالها فان للجار حقا عظيما وواجبا جسيما جاءت الشريعة بالترغيب في القيام به وجاءت ايضا بالتحذير من تضييع هذا الحق او الاساءة الى الجار بل ان هذا الاحسان الى الجار عد من جملة اعمال الايمان التي يثاب عليها المرء المسلم وينقص من ايمانه بحسب ما نقص من حقوق جاره وسيأتي معنا الحديث بذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبريل يوصيني بالجار وهذا فيه ان الوصية بالجار وصية متكررة ولا زال جبريل يوصي النبي عليه الصلاة والسلام مرة تلو الاخرى بالجار قال عليه الصلاة والسلام حتى ظننت انه سيورثه ان يجعل له حصة وسهما من الميراث وهذا لا شك فيه دلالة على عظيم المكانة التي جعلتها الشريعة للجار ونبينا عليه الصلاة والسلام من توالي وصية جبريل له بالجار ظن انه سيورثه اي انه ينقل عن الله تبارك وتعالى امرا ووصية بتوريث الجار لان جبريل عليه السلام انما هو واسطة انما هو واسطة عليه السلام فقوله سيورثه اي ينقل ينقل عن الله امرا توريث الجار وهذا كله يدل على عظم هذا الحق الذي اوجبته الشريعة وقوله يوصيني بالجار اي احسانا اليه وقياما بحقوقه ورعاية لها وحذرا من الاساءة اليه نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اثم من لا يأمن جاره بوائقه قال عن ابي شريح رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل وما يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه قال باب اثم من لا يأمن جاره بوائقه والمراد البوائق اي السرور والاذى والعدوان سواء كان ذلك بالقول او بالفعل البواق هي الشرور اورد رحمه الله تعالى حديث ابي شريح رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن كررها عليه الصلاة والسلام ثلاثا مقسما بالله في كل مرة ولا شك ان هذا يدل دلالة ظاهرة على عظم الامر الذي اقسم عليه وكرر ذلك صلوات الله وسلامه عليه ثلاث مرات قال لا يؤمن وهنا نفي للايمان والنفي للايمان كما هو كما هو القاعدة المتكررة في ذلك لا يكون الا عند ترك واجب او فعلي محرم لا ينفى الايمان في ترك المستحبات او فعل المكروهات وعليه فان نفي الايمان يدل على ان الامر من الكبائر الامر الذي نفي فيه الامام من الكبائر فاذية الجار التعدي التعدي عليه هذا من كبائر الذنوب. اذية الجار والتعدي عليه هذا من كبائر الذنوب لان الايمان لا ينفى الا في ما هو كبير قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل ومن يا رسول الله من هذا الذي اقسمت بالله ثلاث مرات انه لا يؤمن وهذا من حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة هذا الامر لتوقيه لان المسلم كما انه مطالب بمعرفة الخير ليفعله فانه مطالب في الوقت نفسه بمعرفة الشر ليجتنبه فالصحابة رضي الله عنهم لما قالوا ومن يا رسول الله؟ من هذا الذي لا يؤمن كان سؤالهم من اجل الاجتناب والابتعاد عن هذه الخصال. فالمسلم مطلوب منه ان ان يعرف الخير ليعمل به وان يعرف الشر ليجتنبه كما قال حذيفة كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني فسؤال الصحابة هنا رضي الله عنهم وارضاهم بقول ومن يا رسول الله من اجل هذه المخافة التي اشار اليها حذيفة قال مخافة ان يدركني فهذا يفيدنا ايظا ان اتقاء الشر واجتنابه لابد في ذلك من معرفة بالشر اذ كما قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي من لا يدري ما هو الشرك فيتقيه فكان هذا السؤال من الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم من اجل الاتقاء والحذر من هذه الخصال. قالوا ومن يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه الذي لا يأمن جاره بوائقه اي ان جاره لا يكون مطمئنا من جهته في كل يوم يخشى ان يناله اذى من جاره سواء اذى قولي او اذى فعلي اما بالسب او الشتم او بالتعدي على الجار او الظلم او الاساءة اليه بالكلام فيه وغيبته او بالنميمة او غير ذلك من انواع الاذية القولية او الفعلية قال والله لا يؤمن قالوا ومن يا رسول الله؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه لاحظ ايضا التجانس بين لا يؤمن ويأمن مثله قوله عليه الصلاة والسلام المؤمن من امنه الناس فالمؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم فالايمان امن وطمأنينة الايمان امن وطمأنينة فمن لم يكن من جهته لجاره هذا الامن وهذه الطمأنينة استحق ان ينفع عنها الايمان والمراد بالايمان المنفي كمال الايمان الواجب الذي يستحق المرء بانتفائه عنه العقوبة الذي يستحق المرء بانتفائه عنه العقوبة قال والله لا يؤمن قالوا ومن يا رسول الله؟ قال من لا يأمن جاره بوائقه. زاد احمد في مسنده رحمه الله تعالى قالوا وما بوائقه قالوا وما بوائقه؟ قال شره وهذا تفسير من النبي عليه الصلاة والسلام قالوا وما بوائقه؟ قال شره وهو ثابت. الزيادة ثابتة. قالوا وما بوائقه؟ قال شره. فبوائق الجار هي شرور الجار وشره هنا مفرد مضاف والمفرد اذا اضيف يفيد العموم اي شرور الجار وهذا يتناول كل شر يكون من الجار اتجاه جاره قولا او فعلا وان الامر ليس بالهين واذا كان الجار لا يأمن جاره بوائقه فهذا مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب ومعرض نفسه لعقوبة الله تبارك وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت قال رحمه الله باب من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره ثم اورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ذكر الايمان بالله واليوم الاخر في هذا الحديث وفي كثير من نصوص الكتاب والسنة لان الله سبحانه وتعالى هو المقصود المعبود المتوجه اليه بالعمل والتقرب فهذه الاعمال انما يتوجه بها ويتقرب بالقيام بها الى الله سبحانه وتعالى. ويرجى منه الثواب على ذلك جل وعلا فذكر الايمان بالله لان الله هو المقصود بالعمل وذكر اليوم الاخر لان اليوم الاخر هو دار الجزاء على العمل ذكر الايمان بالله لان الله هو المقصود بالعمل وذكر اليوم الاخر لان اليوم الاخر هو يوم الجزاء على العمل وهذان امران لابد من استحضارهما في الاعمال قال الله سبحانه وتعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره والاذية للجار تتناول الاذية بالاقوال او الاذية بالافعال بالاقوال سبا او شتما او غيبة او نميمة او سخرية واستهزاء والاذية بالافعال بازعاج الجار تعدي عليه اخذ شي من حقوقه او الاستطالة عليه او التلصص والنظر والتجسس على عليه او على عوراته او غير ذلك هذا كله من الاذية للجار كل ذلك من الاذية للجار ولا ذية للجار محرمة ومن كبائر الذنوب وهي تتنافى مع كمال الايمان الواجب قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه فليكرم ضيفه واكرام الضيف امر اوجبته الشريعة ولا سيما في المكان الذي لا يتهيأ للانسان ان يجد فيه طعاما كما هو الحال في الزمان الاول اذا دخل قرية لا يوجد امكنة تبيع الطعام ولا امكنة تبيع الغذاء وما ثمة الا اهل البيوت يكرمون من يأتيهم وان لم يكرم هلك جوعا وتضرر وان كان الجو شاتيا ايضا تضرر لكن الان كثرت في البلدان المساكن التي بالايجار واماكن الطعام وما الى ذلك فاذا لم يكن ثمة مكان فان فان الامر يكون واجبا وان كان الامكنة مهيأة ميسرة ومتوفرة فانه يكون من الامور المستحبة ومن مكارم آآ الاخلاق ونبيلها وفاضلها وطيبها قال ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت والمعنى ان يزن اعماله ان يزن اقواله قبل ان يتكلم وينظر فيما سيقول هل هو من الخير او من الشر فان كان من الخير البين تكلم وان كان من الشر البين احجم وان لم يتبين له خير الكلام من شره توقف عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه يتوقف حتى يتبين له والكلمة اذا خرجت من العبد ملكته وقبل ان تخرج يملكها ولهذا ينبغي على المرء ان يزن كلامه وان يعد كلامه من عمله وهو من عمله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد واللسان يجب ان يصن وان يحفظ وان يحبس الا من الكلام الطيب كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يقسم بالله ان ما هناك شيء احوج الى طول سجن من اللسان لان الانسان خطير جدا وآآ كما قال عليه الصلاة والسلام وهل يكب الناس فالنار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم فامر اللسان ليس بالهين قد يلقي المرء كلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب كل معروف صدقة عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة قال باب كل معروف صدقة وهذا نص الحديث الذي اورده حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة كل معروف اي يبذله المرء ويقدمه قوليا او فعليا فهو صدقة وابواب المعروف والاحسان واسعة لا حد لها وقد جاء في بعض الاحاديث تفصيل لذلك تفصيل لقوله قال في كل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تحميدة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة. وذكر امور كثيرة جدا فباب الصدقة باب واسع فيما يتهيأ للمرأة ويتيسر من اقوال الطيبة والكلمات الطيبة وايضا الافعال الحسنة الطيبة فباب المعروف باب واسع كل معروف صدقة او باب الصدقة باب واسع ليس منحصرا على الصدقة بالمال بل واسع جدا. قال كل معروف صدقة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الرفق في الامر كله عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحب الرفق في الامر كله قال رحمه الله تعالى باب الرفق في الامر كله ان ان يكون المرء في تعاملاته مع اهله وجيرانه ومع قراباته ومع كل من يتعامل معهم يتعامل بالرفق وما دخل الرفق في شيء الا زانه والرفق خير كله واورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب الرفق في الامر كله والحديث مر معنا عند المختصر برقم الف ومئتين وخمسة وسبعين قالت رضي الله عنها دخل اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك لعنتهم عائشة رضي الله عنها قالت فلعنتهم وفي بعض الروايات قالت وعليكم السام واللعنة فقال ما لك النبي عليه الصلاة والسلام؟ او قال قالت او لم تسمع ما قالوا قال اولم تسمعي ما قلت وعليكم وجاء في بعض الروايات قال يستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في فعاملهم بالرفق عليه الصلاة والسلام مع انهم دعوا هذه الدعوة قالوا السامو اي الموت عليكم فالنبي صلى الله عليه وسلم عاملهم بالرفق قال وعليكم وقالوا يستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في. عاملهم برفق عائشة رضي الله عنها غضبت وحق لها ان تغضب قالت وعليكم السام واللعنة فقال كما في هذه الرواية مقتصر المختصر هنا على ايراد هذا الجزء الذي لم يرد في الموضع الاول فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة مهلا يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله قال مهلا يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله لاحظ الان ماذا يدخل تحت الامر كله وانظروا القصة التي ورد فيها هذا السياق يهود ويدعون على النبي عليه الصلاة والسلام بالموت يهود من الامة الغضبية ويدعون على النبي صلى الله عليه وسلم بالموت. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة مهلا حتى في هذا المقام حتى في هذا المقام يقول لها مهلا ان الله يحب الرفق في الامر كله فالامر كله هذي لا بد ان ينتبه لها لان بعض الناس قد يظن ان بعظ المواقف لا لا يحسن فيها ان يترفق بل ان ان بعض الناس حتى في تعامله مع بعض اخوانه وبعض اصدقائه في بعض المواقف التي قد يخطئون عليه فيها لا يعاملهم بالرفق ولا يرى ان ان الموقف جدير بان يترفه فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذا المقام ان الله يحب الرفق في الامر كله. وقال لعائشة مهلا وانتبه ايضا لكلمة مهلا فانها مدعاة الى حصول الرفق اذا تمهل المرء فيما يقوله او فيما سيفعله والتأد وتأنى فانه باذن الله سبحانه وتعالى يتحقق له الرفق في امره لا يستعجل في المواقف التي يفاجأ فيها المواقف الشديدة والمواقف العنيفة لا لا يستعجل يتأنى فالبلاء والاشكال في عدم التأني عدم التمهل فالانسان يتأنى قليلا يتريث لا يتخذ قرارا لا في اقواله ولا في افعاله سريعا. بل يتأنى ويتريث. قال مالا يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين اصابعه نعم. قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا اذ جاء رجل يسأل او طالب حاجة اقبل علينا بوجهه؟ فقال اشفعوا فلتؤجروا وليقضي الله على لسان نبيه ما شاء قال باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا تعاون المؤمنين بعضهم بعضا اي معاونة المؤمنين بعضهم بعضا وكما يحب المرء لنفسه ان يعان وان يساعد في المواقف التي تشتد به فليكن كذلك مع اخوانه وليحب لاخوانه ما يحب لنفسه وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه وهذا من خلق هذا الدين العظيم وادابه العلية واورد رحمه الله حديث ابي موسى الاشعري رظي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك صلى الله عليه وسلم بين اصابعه ثم شبك صلى الله عليه وسلم بين اصابعه قال كالبنيان يشد بعضه بعضا. البنيان معروف عندما توضع لبنة على اخرى. ثم توضع فوقها الثالثة وهكذا فان البنيان يشد بعضه بعضا تجده يكون متماسكا لان بعضه يسد بعضا ولو كانت لبنة على حدة في الارض ودفعها الشخص بطرف قدمه تحركت عن مكانها لكن اذا جعلت من ضمن البنيان فالبنيان يشد بعضه بعضا. ويكون في تمام التماسك وشبك عليه الصلاة والسلام بين اصابعه وهذا فيه استعمال الاشارة في التعليم استعمال الاشارة في التعليم والبيان فشبك عليه الصلاة والسلام بين اصابعه اشارة الى ان هذا هو مثل المؤمنين في تعاونهم في تكاتفهم في تعاضدهم فان لم يكن كذلك ان لم يكونوا كذلك فهذا من نقص ايمانهم وظعف دينهم وضعف هذه المعاني في المسلمين من علامات ضعف الايمان من علامات ضعف الايمان لان المؤمن للمؤمن هذه حاله كما وصف عليه الصلاة والسلام كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين اصابعه قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا اذ جاء رجل يعني بعد ان بين لهم حال المؤمن مع اخيه المؤمن وكان جالسا معهم جاء رجل يسأل او طالب حاجة اقبل علينا بوجهه فقال اشفعوا فلتؤجروا اشفعوا اي لاخيكم لان اخاكم راغب في حاجته فاذا ظممتم صوتكم الى صوته صار شفعا صار شفعا انضمت رغبته انضمت رغبتكم الى رغبته في في طلب حاجته. فاذا مضى احدكم معه وشفع له يكون بذلك ضم صوته الى صوته وضم رغبته الى رغبته وفي هذا اجر ولابد سواء حصل الطالب حاجته او لم يحصلها قال اشفعوا فلتؤجروا اي ما انتم تؤجرون على الشفاعة سواء حصل ما اراده الطالب او لم يحصل فالاجر حاصل بالشفاعة ولهذا الشافع اذا بذل الشفاعة لا ينبغي له ان يحزن ان ردت لان اجره حصل واما الامر الذي لهذا الطالب لم يقدره الله لم يقدره الله ولهذا قال في تمام الحديث وليقظي الله على لسان نبيه ما شاء فالامر بمشيئة الله ولن يقع الا ما شاء الله وقدره الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا تفحشا عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لاحد ادنا عند المعتبة ما له ترب جبينه قال باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وحاشاه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بل كان اكمل الناس خلقا واعلاهم ادبا واطيبهم معاملة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وكان خلق اكمل الخلق وادبه افضل الادب صلوات الله والسلام عليه قال عن انس رضي الله عنه لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا وصيغة المبالغة هنا لا يراد بها المبالغة لانها قد تطلق هذه الصيغة ويراد اصل الفعل مثل قول الله تبارك وتعالى وما ربك بظلام للعبيد؟ اي ليس بذي ظلم فقول هنا ولا لعانا اي وليس بذي لعن ليس المراد النفي هنا للمبالغة في الفعل بل المراد بقوله ليس لعانا اي اي ليس بذي لعن وليس بذي طعن وليس بذي فحش صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال وكان يقول لاحدنا عند المعتبة يعني عند معاتبته على خطأ او تقصير او نحو ذلك ما له كربا جبينه ما له ترب جبينه ومعنى ترب جبينه اي مس جبينه التراب نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل عن جابر رضي الله عنه قال ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط؟ فقال لا وعن انس رضي الله عنه قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي اف ولا لما صنعت ولا الا صنعت قال باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل هذه الترجمة في بيان فظل حسن الخلق في احوال المرء وتعاملاته كلها و السخاء اي فظل السخاء وهو البذل وكرم النفس والسخاء ليس في المال فقط بل بالمال والعلم والنفس وما يكره من البخل وهذا فيه ذم البخل والتحذير منه. الله يقول ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون واورد حديثين الاول عن جابر رضي الله عنه قال ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا اي ان كان العطاء سائغا ومتيسرا بذل عليه الصلاة والسلام ولم يتردد وان كان غير سائق او غير متيسر لا يقول لا يسكت عليه الصلاة والسلام لكنه لا يقول لا نعم واورد الحديث الاخر حديث انس قال خدمت النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنين فما قال لي اف ما قال لي اف يعني لم يحصل منه ولا مرة ان تأفف من فعلي او من قولي قال ما قال لي اوف ولا لما ولا ولا لما صنعت ولا الا صنعت يعني لم يقل لم صنعت كذا؟ لم صنعه مما لا يرغب النبي صلى الله عليه وسلم ان يفعله على تلك الصفة والا صنعت كذا فيما ترك ومن ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد منه ان يصنع وان يفعله. وهذا كله من كمال خلق النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه رزقنا الله اجمعين حسن الاهتداء بهديه والاقتداء بسنته والاتباع له صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهدانا اجمعين صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك اتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا