ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون اما بعد ايها المسلمون اكرم الله تعالى المؤمن وحرم الاعتداء عليه بجميع انواع الاعتداء سواء كان ذلك في دينه او في نفسه او في عرضه او في ماله فحرمة المسلم عظيمة. ومكانته عند الله كبيرة. جاء في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عند مسلم والترمذي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم واخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرظه ماله ودمه التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر ان يحتقر اخاه المسلم واكد هذه الحرمة وبين هذه المكانة في يوم عظيم ومكان عظيم وفي بلدة عظيمة حيث كان في مكة فقال صلى الله عليه وسلم في خطبته المشهورة ما جاء من حديث ابي بكرة رضي الله عند مسلم قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال اتدرون اي يوم هذا؟ قلنا ورسوله اعلم فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه فقال اليس بيوم النحر؟ قلنا بلى قال فاي شهر هذا؟ قلنا الله ورسوله اعلم فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال اليس بذي الحجة؟ قلنا بلى. قال فاي بلد هذا؟ قلنا الله ورسوله اعلم يتحتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال اليس بالبلد الحرام؟ قلنا بلى. قال فان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا فليبلغ الشاهد الغائب ايها المسلمون ان من اعظم الذنوب والبلايا واكبر السيئات والخطايا سفك الدم المعصوم الحرام وقد جاءت الادلة الكثيرة من القرآن ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى قال قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم ثم ذكر ضمن المحرمات ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ذلكم وصاكم به بل توعد الله تعالى القاتل المتعمد للمؤمنين بوعيد شديد حتى قال ومن يقتل مؤمن متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما وذكر تبارك وتعالى ان القتل من اسباب مضاعفة العذاب له يوم القيامة. وقرنه الشرك بالله وبالزنا الا ان يتوب. فقال تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا النفس التي حرم الله الا بالحق. ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب والقتل من الموبقات العظيمة والمهلكات الجسيمة التي يجب على المسلم ان يبتعد عن وان يبتعد عن اسباب القتل. فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة عند البخاري ومسلم اجتنبوا السبع الموبقات. وذكر منها قتل النفس التي حرم الله الا بالحق. عباد الله اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة القتل وانتشاره وانه من علامات الساعة مما ما يدفعنا للتحذير من اسباب انتشاره ودواعي وقوعه. فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج. قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال القتل القتل رواه البخاري ومسلم واللفظ له. وان من اعظم اسباب انتشار القتل. سرعة الغضب وخصوصا عندما يعرض للمسلم بعض الجهلاء يفعلون او يقولون الحماقات ومثل هؤلاء يعاملون بالاعراض واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. فالشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. ومن اسباب انتشاره تقليد الغرب في افعالهم وفي اظهار الفتوة كما يفعلون في افلامهم. فيتأثر بعض الشباب بذلك فينتشر القتل بين المسلمين. ومن اسباب انتشاره وقوع العبد في بلايا المخدرات. وذهاب اقلب المسكرات فيصل به الامر الى قتل قتل اقرب الناس اليه. فهنا يجب على الانسان ان يحذر من رفقة السوء ويحذر من التساهل معهم لان لا يوقعه في شباك المخدرات ويوردوه المهالك والمسكرات عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما. رواه البخاري. وعند البخاري ايضا من حديثه قال ان من ورطات التي لا مخرج لمن اوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام سفك الدم الحرام بغير حله والقتل لشدة امره يبقى حق المقتول يأخذه منه يوم القيامة وان تاب القاتل ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة وناصية يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورسوا بيده. واوداجه تشخب دما. يقول يا ربي هذا قتلني حتى يدنيه من العرش. رواه احمد والترمذي. وجعل الله تبارك وتعالى في كتابه قتل نفس كقتل كل الناس حتى قال جل في علاه من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا. ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا. اقول ما تسمعون واستغفروا الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومجتباه. عباد الله كما ان الاعتداء على الناس محرم فكذلك حرم الله ورسوله قتل المسلم نفسه بيده وهو ما يسمى اليوم بالانتحار. وجعل الله جزاء ذلك العذاب الاليم مهما كانت الظروف. فقال تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما من يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا. وفي حديث ثابت ابن الضحاك رضي الله عنه في البخاري ومسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة. ايها المسلمون ان من بلايا العصر هوس بعض الناس تصوير الحوادث والجرائم والحرص على نشرها في وسائل وقنوات التواصل. بل ربما يكون هناك من قدموا ذلك على مساعدة المحتاج. وهو بهذا الفعل يكون سببا في زيادة مصيبة اهله. بل ربما متهاونا متسببا مشاركا. واعلموا رحمني الله واياكم ان الواجب شرعا الاعانة على واعلموا رحمني الله واياكم ان الواجب شرعا الاعانة على ازالة المنكر لا الانشغال بالتصوير وسفك الخبر. واعلموا رحمني الله واياكم ان المؤمنين كما قال الله عنهم والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وكما قال جل في علاه الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. وحماية الارواح ليست مسؤولية رجال الامن فحسب بل كل من قدر على منع سفك دم فعليه ان يظهر الشهامة وان يكون رجلا بمعنى الكلمة وان يقوم ويمنع قتل النفس. والا فاننا سنكون كل يريد ان يقتل والاخرون يشاهدون. هذه سلبية ما عهدناها من المسلمين. ولا في مجتمعات وانما هي سلبيات مستوردة فاحذروا رحمني الله واياكم من الاخلاق البذيئة التي ربما بسبب هذه الوسائل العصرية الحديثة فترد علينا فنترك تغيير المنكر وننظر الى المنكر وكأننا متفرجون عياذا بالله. اللهم انا نسألك ان تديم الامن والامان في هذا البلد. اللهم ادم والامان في هذا البلد خاصة وفي سائر بلاد المسلمين. اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر وبلاد المسلمين اللهم ادفع عنا الوباء والبلاء اللهم ادفع عنا الضراء والبأساء اللهم ادم علينا النعم وادفع عنا النقم اللهم وفق امير البلاد لما تحب وترضاه. اللهم اجعل عمله في رضاك. اللهم انا نسألك يا مولانا ان تغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم امنا في اوطاننا وفي دورنا. اللهم احفظنا من بين ايدينا من خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ونعوذ بعزتك ان نغتال من تحتنا. اقول ما تسمعون وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله