نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله وتعالى باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ولا يحل ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر التحاسد هو ان يحسد المرء اخاه على نعمة الله عليه اما بكراهية حصول هذه النعمة له او بتمني زوالها او بالعمل على زوال النعمة ولهذا ذكر العلماء رحمهم الله تعالى ان الحسد مراتب التدابر ان يعطي كل اخاه دبره معرضا عنه هاجرا له والاسلام هو دين التحاب والتآخي والتعاون ومر معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا قال عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تباغظوا اي احذروا من ان توجد البغظة بينكم ان يبغظ بعظكم بعظا احذروا من وجود التباغض بينكم والنهي عن التباغظ نهي عن اسباب وجوده ولهذا قال بعض شراح الحديث في قوله لا تباغضوا نهي عن البدعة لان وجودها موجد للبغظة وهكذا كل امر يكون سببا في التباغظ ينهى عنه ويدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تباغظوا اي لا تفعلوا اي امر يفضي بكم الى التباغظ بان يبغظ بعظكم بعظا قال ولا تحاسدوا هذا نهي عن الحسد والحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير وهو ثلاث مراتب بينها العلماء كراهية النعمة اذا حصلت للغير يبغض ذلك ويكره حصولها لغيره والمرتبة الثانية ان يتمنى ان تزول والثالثة ان يعمل على زوال هذه النعمة والحاسد عدو نعمة الله على عباده ففيه شبه بالشيطان لان الفضل بيد الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء والواجب على المسلم اذا رأى نعمة على اخيه الا يحسده على نعمة اتاه الله تبارك وتعالى اياها كما انه هو في نفسه لا يحب ان اوتي نعمة ان يحسد عليها او ان يتمنى او ان يتمنى الاخرين زوالها فليحب لاخوانه ما يحب لنفسه وليأتي اليهم ما يحب ان يؤتى اليه وقوله ولا تدابروا اي احذروا ان تكون بهذه الصفة كل يعطي اخاه دبره معرضا عنه وصاد عنه وغير مقبل عليه فان هذا مما يتنافى مع الاخوة الايمانية قال وكونوا عباد الله اخوانا كونوا عباد الله اخوانا اي حققوا بينكم ما تقتضيه الاخوة الايمانية والرابطة الدينية قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون وهذا الحديث ذكر الاخوة الايمانية وحذر فيه من امور تتنافى مع الاخوة وتظعفها وتوهيها قال لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا ولا يبع بعضكم على بيع بعض والاية الكريمة كذلك ذكرت الاخوة الايمانية ثم حذر في السياق من نفسه من امور تظعف الاخوة وتوهيها قال يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه. واتقوا الله ان الله تواب رحيم فالاية نظير فالحديث نظير الاية ذكرت الاخوة الايمانية ثم حذر في السياق نفسه من امور تتنافى مع هذه الاخوة. قال لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجسوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وفي الاية قال لا يسخر قال ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب قال اجتنبوا كثيرا من الظن قال ولا تجسسوا قال ولا يغتب بعضكم بعضا فذكر الاخوة الايمانية في الاية ثم حذر من امور تتنافى مع هذه الاخوة والحديث نظير الاية ذكرت الاخوة الايمانية وحذر من امور تتنافى مع هذه الاخوة قال ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام لا يحل مسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام وهذا انما هو في الهجر الامور الشخصية والخلافات الشخصية والامور الدنيوية لا يحل للمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام ابيح له ثلاثة ايام فما دون لان النفس قد يبقى فيها شيء قد يحصل بعض الغضب قد يحصل قد يحصل بعض الانزعاج او نحو ذلك فأبيح له في حدود ثلاثة أيام لكن لا يجوز له ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام اذا كان الهجر لامر دنيوي او لخلافات شخصية اما اذا كان لاجل الدين فهذا باب اخر. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا قال باب يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا في هذا القدر من الاية والذي اورده رحمه الله تعالى نهي عن الظنون الاثمة ظن المسلم الظن السيء في اخوانه المسلمين والاصل ان يلتمس في حق اخوانه محاسن الظنون ويستبعد السيئة الظنون وكما قيل لا تظنن بكلمة قالها اخيك سوءا وانت تجد لها على الخير محملا. دائما التمس المحامل الحسنة ولا ان تخطئ مع اخيك في احسان ظن به خير من ان تخطئ معه باساءة ظن فيه لانك ان اسأت الظن فيه وانت مخطئ في ظنك بنى قلبك على ذلك ربما بغضة لاخيك او كراهية له او معاداة او نحو ذلك وتكون مبنية على اساءة ظن خاطئة من الاخ لاخيه او من الاخ في اخيه المسلم وفي الاية نهي عن التجسس والتجسس هو تتبع العورات والتفتيش عنها بالنظر او بالسؤال او بالتصنت او نحو ذلك قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم والظن اي احذروه فان الظن اكذب الحديث اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث ولهذا لا يجوز للانسان ان يبني اموره او اعماله او اقواله على الظنون لا يبنيها على الظن لان الظن شأنه كما وصفه النبي صلوات الله وسلامه عليه اكذب الحديث فكيف يبنى امر او قول او فعل على امر وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بانه اكذب الحديث قال ولا تحسسوا ولا تجسسوا الاولى بالحاء والثانية بالجيم الاولى بالحاء والثانية بالجيم وقيل في التفريق بينهما ان التحسس هو الاستماع والانصات الى حديث القوم وهم كارهون والتجسس تتبع العورات التحسس هو الاستماع للاحاديث تحسس مأخوذ من استعمال الحاسة استعمال الحاسة او حواس الانسان من نظر او استماع او نحو ذلك لا تحسسوا ولا تجسسوا والتجسس هو التتبع لعورات الناس والتفتيش عنها بالسؤال او بالنظر او نحو ذلك وكل منهما محرم قال لا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجسوا التناجس من صوره ان يزيد المرء في السلعة لا لغرض الشراء وانما لغرض تنفيع شخص او اضرار باخر ولا تحاسدوا اي لا يحسد بعضكم بعضا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا فهذه الكلمات الثلاث تقدمت في حديث انس في الباب الذي قبله. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ما يجوز من الظن عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ما اظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا وفي رواية يعرفان ديننا الذي نحن عليه قال باب ما يجوز من الظن في الترجمة التي قبلها التحذير من الظن وان اكثر الظن اثم وهنا في بيان ما يجوز من الظن والاصل في المسلم المعروف بالسلامة في دينه وعرظه الاصل فيمن كان كذلك ان يحسن به الظن وان تحمل اقواله وافعاله على احسن المحامل هذا هو الاصل اذا كان المسلم معروفا بالسلامة معروفا بالسلامة في دينه والسلامة في عرظه محافظا مستقيما فالاصل في ذلك ان يحسن فيه الظن هذا هو الاصل لكن اذا كان شخص عرف مثلا بالشر او عرف بالفساد واشتهر بذلك واصبح معروفا عنه فذكر عنه خصلة من خصال الفساد التي عرفت عنه ذكر عنه ذلك او اشير اليه بشيء من ذلك فالظن انه من اهل ذلك الفعل مبني على ما عرف من تفريطه وعدم استقامته ولهذا ما ينهى عنه من الظن فيما كان آآ الشخص على استقامة وديانة ومحافظة على طاعة الله تبارك وتعالى اورد حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم ما اظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا ما اظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا وفي رواية يعني يعرفان ديننا الذي نحن عليه ديننا الذي نحن عليه وهذا او مثل هذا يقال في الشخص الذي عرف منه الصدود والاعراض والتفريط والاهمال فاذا ظن فيه مثل هذا الظن فهو ظن في الغالب في محله لانه معروف بتفريطه واهماله وعدم مبالاته وعرف بتضييعه للامور فمثل هذا اذا ظن فيه مثل هذا الظن فهو ظن في محله نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ستر المؤمن على نفسه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل امتي معافا الا المجاهرين وان من المجانة ان يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه قال باب ستر المؤمن على نفسه اي اذا ابتلي بمعصية ووقع في ذنب وستره الله فليستتر بستر الله ولا يجاهر بالمعصية ولا يحدث الناس بها بل عليه ان يستتر بستر الله فان من كان كذلك حري بالمعافاة. كل امتي معافى الا المجاهرون فاذا استتر ستر الله تبارك وتعالى حري باذن الله سبحانه وتعالى ان يعافى. اما اذا كان يجاهر بالرذيلة يجاهر بالفساد فهذا بعيد عن المعافاة هذا بعيد عن المعافاة قال عن ابي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل امتي معافى الا المجاهرين. اي الا من بالمعصية وبين صورة من المجاهرة بالمعصية قال وان من المجانة اي عدم المبالاة وعدم الاكتراث ان يعمل الرجل بالليل عملا اي عملا سيئا معصية ذنبا ثم يصبح وقد ستره الله لم يطلع او لم يطلع احد من الناس على الذنب الذي وقع فيه فيقول يا فلان يعني يحدث اصحابه ورفقائه عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه فمثل هذا مجاهر مجاهر بالمعصية ومن المجاهرة بالمعصية شيئا وجد في زماننا هذا لم يوجد في زمان قبله ان يتحدث بعضهم على عن معاصيه وافعاله المشينة عبر وسائل الاتصال واسعة الانتشار فيتحدث عن قبائحه واعماله المشينة متفاخرا بها والعياذ بالله لان بعض الناس يبلغ به السوء القبح والفساد ان يعد اثامه ومعاصيه من المفاخر فيتحدث بها على وجه الافتخار يفتخر في الرذيلة والعياذ بالله وهذا من شدة السوء والقبح الذي انطوت عليه نفسه عياذا بالله فمثل هؤلاء بعيد عن المعافاة لكن اذا كان العبد يستتر بستر الله ينطوي على نفسه في معصيته وهو يرجو ان الله سبحانه وتعالى ان يعافيه منها فهذا حري باذن الله بان يعافى من هذه المعاصي او تلك الاثام بخلاف المجاهر نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الهجرة وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لرجل ان يهجر اخاه فوق ثلاث عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرظ هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام قال باب الهجرة وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لرجل ان يهجر اخاه فوق ثلاث اي ان ما رخص فيه من الهجر للامور الدنيوية لا يتجاوز ثلاثة ايام يكون في حدود ثلاثة ايام فاقل. وهذا رخص فيه. لان النفس يحصل لها من الظجر والانزعاج في بعظ المواقف فتلجأ الى الهجر وتميل اليه فرخص له في حدود ثلاثة ايام لا يزيد على ذلك. حتى يذهب في هذه المدة الذي في نفسه وهذه المدة كافية هذه المدة ثلاثة ايام كافية في ذهاب ما في نفسه اذا كان الهجر لامر دنيوي ولمصالح شخصية ونحو ذلك. اما اذا كان لامر الدين كان يهجر يهجره لبدعة او ليسلم من بدعته لان الاصل في الهجر الزجر طلب السلامة الزجر وطلب السلامة ويصار اليه في حدود المصلحة ولهذا يراعى في هذا الباب قاعدة الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد فليس هو الدواء دائما وانما ينظر في الدواء في كل مقام بحسب ما تقتضيه قاعدة الشريعة في طلب او في جلب المصالح ودرء المفاسد بعض الناس مباشرة لا يلجأ الا الى الهجر عند ادنى امر لا هناك حلول اخرى جاءت بها الشريعة ودلت عليها السنة وعمل بها السلف ليس العلاج هو الهجر فينظر في معالجة الامر في ضوء قاعدة الشريعة جلب المصالح ودرء المفاسد قال عن ايوب عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل ان يهجر اخاه فوق ثلاث فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرظ هذا ويعرظ هذا. وخيرهما الذي يبدأ بالسلام والهجر في الحديث كما تقدم انما هو في امور في امور الدنيا او لاجل مصالح الدنيا او الخلافات الدنيوية ونحو ذلك فلا يحل المرء اي ان هذا محرم لا يجوز لا يحل للمرأة ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرظ هذا ويعرظ هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام وهذا يتضمن حث النبي عليه الصلاة والسلام على تحصيل هذه الخيرية يتضمن حث النبي صلى الله عليه وسلم على تحصيل هذه الخيرية فمن بدأ بالسلام فاز بهذه فاز بهذه الخيرية التي رغب فيها. النبي صلى الله عليه وسلم قوله خيرهما الذي يبدأ بالسلام فليحرص المرء في مثل هذا المقام ان يسارع وان يبادر الى السلام ليكون الاخير بشهادة النبي عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وما ينهى عن الكذب قال عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار. وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. قال باب قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين كونوا مع الصادقين اي كونوا منهم بالاتصاف بالصدق والتحلي به وان يكون الصدق رائدكم وصفتكم وحليتكم وزينتكم كونوا من اهله فان الله تبارك وتعالى جعل العاقبة الحميدة والمآل الرشيد للصادقين في الدنيا والاخرة والصدق من صفات الايمان والكذب من صفات النفاق قد قال عليه الصلاة والسلام اية المنافق ثلاث وذكر منها اذا حدث كذب الصدق من صفات الايمان وصفات اهل الايمان والكذب من صفات النفاق واهله من تحلى ويصدق قد تحلى بصفة من صفات الايمان وخصلة من خصاله ومن اتصف والعياذ بالله بالكذب ففيه شعبة من شعب النفاق وصفة من صفات المنافقين قال عن عبد الله اي ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الصدق يهدي الى البر ان الصدق يهدي الى البر يهدي اي يرشد ويدل ويفضي بالانسان الى البر والبر فهذه الكلمة تعني جماع الخير هذه الكلمة تعني جماع الخير فالبر كلمة تشمل الدين كله عقيدة وعبادة واقرأ في ذلك الاية التي في سورة البقرة المعروفة باية البر ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى الى تمامها جمعت هذه الاية وصفا للبر بين العقيدة والشريعة بين العلم والعمل. فالدين كله بر فقوله الصدق يهدي الى البر يعني يهدي الى كل فضيلة والى كل خير يهدي الى كل فضيلة ويهدي الى كل خير والبر يهدي الى الجنة والبر يهدي الى الجنة اي يهدي صاحبه الى جنات النعيم والفوز بثواب الله والنجاة من عقابه وان الرجل ليصدق حتى يكون صديقا في بعض الروايات لا يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا والصديقية هي رتبة عالية من رتب الدين مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا فالصديقية رتبة عليا من رتب الدين والصدق وتحريه والعناية به يفضي بالعبد الى نيل هذه الرتبة الرفيعة حتى يكتب عند الله صديقا وان الكذب يهدي الى الفجور والفجور كلمة مضادة للبر تعني اجتماع الشرور وانواع الفساد في المرء وان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار ان يفضي بصاحبه الى النار وسخطه الجبار سبحانه وتعالى وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا فانظر هذا التدرج في الصدق وما يفضي اليه وايضا في الكذب وما يفضي اليه وان الواجب على العبد المؤمن ان يصدق في حديثه وان يتحرى الصدق وان يجاهد نفسه على التحلي به حتى يكتب عند الله صديقا. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الصبر في الاذى عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس احد اصغر على اذى سمعه من على اذى سمعه من الله انهم ليدعون له ولدا وانه ليعافيهم ويرزقهم قال باب الصبر في الاذان وهذا من انواع الصبر المطلوبة من المسلم فالمسلم مطلوب منه ان يصبر على الطاعة وان يصبر عن المعصية وان يصبر على الاذى اذا اوذي في الله وفي نصحي لعباد الله ودعوته الى دين الله وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك اي من اذى ان ذلك من عزم الامور. فالصبر على الاذى ملازم عناية المسلم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر عناية بالدعوة الى الله بنصيحة عباد الله لان في الغالب ان مثل هذا الطريق لا يسلم فيه الانسان من الاذى اما القول او الفعلي او كلاهما معا ولهذا قال الله سبحانه والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فان التواصي بالحق لا بد معه من التواصي بالصبر. لانه لا بد من الاذى فكما انه كما ان اهل الحق يتواصون بالحق نصحا لعباد الله ودعوة الى دين الله وامرا بالمعروف ونهيا عن المنكر فينبغي ان يتواصوا بالصبر وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. اولئك اصحاب الميمنة قال عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس احد اصبر على اذى سمعه من الله وهذا فيه وصف الله بالصبر جل في علاه الصفات التي تضاف الى الله جل وعلا تخصه وتليق بجلاله وكماله وينبغي ان تنزه كل صفة من صفات الله تبارك وتعالى عن مماثلة صفات المخلوقين على حد قول الله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله تبارك وتعالى هل تعلم له سم يا استفهام هنا بمعنى النفي اي لا سمية له وقال جل وعلا ولم يكن له كفوا احد وقال جل وعلا ولا تضربوا لله ولا تضربوا لله الامثال فالله عز وجل صفاته ونعوته جل في علاه تليق بجلاله. وما اظيف الى الله من الصفات يخصه ويليق به والقاعدة ان الاظافة تقتضي التخصيص فما يضاف الى الله يخصه ويليق بجلاله وما يضاف من الصفات الى المخلوق يخص المخلوق ويليق بنقصه وظعفه وينبغي التنبه ان ما يلزم الصفة من نقص باعتبار اظافتها الى المخلوق لا يجوز ان يظاف الى الله لان ما يضاف الى الله تبارك وتعالى من الصفات يخص الله جل وعلا ويليق بجلاله وكماله ولهذا قاعدة ال السنة رحمهم الله تعالى في الصفات ان يؤمن بها كما جاءت وان تمر كما وردت بلا تمثيل ينزه او تنزه كل صفة من صفات الله تبارك وتعالى عن التمثيل لان صفات الله تخص الله وتليق به فهنا اظاف النبي عليه الصلاة والسلام الصبر الى الله فيثبت لله كما اثبته النبي عليه الصلاة والسلام لله على الوجه اللائق بجلال الله وكماله والقول في الصبر المضاف الى الله كالقول في كل صفة تضاف الى الله فانها تخص الله وتليق بجلاله وكماله وعظمته وليحذر في هذا المقام من التأويل فان فانه من مسالك اهل البدع فالضلال وانما القول في الصفات ان تمر كما جاءت وان يؤمن بها كما وردت بلا تعطيل ولا تحريف وبلا تكييف ولا تمثيل قال ليس احد اصبر على اذى سمعه من الله وذكر مثالا عليه الصلاة والسلام قال انهم ليدعون له ولدا انهم ليدعون له ولدا. وقالوا اتخذ الرحمن ولدا قال جل وعلا سبحان اي تنزه وتقدس عن ذلك انهم ليدعون له ولدا وانه ليعافيهم ويرزقهم هذا مثال ذكره عليه الصلاة والسلام تجد في الناس من يضيف الى الله الولد او يضيف الى الله من الصفات والامور ما لا يليق بالله او تجد في الناس مثلا من يحاد الله جل وعلا في امره ويبارز الله تبارك وتعالى بالمعاصي والاثام والله سبحانه وتعالى يعافيه ويرزقه يعافيه ويرزقه وهو جل وعلا يمهل ولا يهمل جل وعلا والامهال صبر والايمان صبر فالحاصل ان هذا الحديث فيه اضافة الصبر الى الله تبارك وتعالى والله سبحانه وتعالى يحب من عباده ان يتصفوا هذه الصفات فهو كريم يحب الكرم جواد يحب الجود محسن ويحب اه الاحسان صبور جل وعلا يحب الصبر ويحب من يتحلى بالصبر فالله سبحانه وتعالى يحب من عباده ان يتحلوا بهذه الصفات ان يكون متحلين بهذه الصفات يحب تبارك وتعالى من عباده ذلك كريم يحب الكرم محسن يحب الاحسان حيي يحب الحياء واهله نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الحذر من الغضب عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب قال باب الحذر من الغضب الحذر من الغضب الغضب آآ اعتقاد او جمرة تتقد في قلب الانسان في المواقف المؤذية او المزعجة او المضجرة له اذا انساق الانسان مع الغظب وثورته ربما قال ما لا يجمل ان يقوله او فعل ما لا يحسن ان يفعله ولهذا كما سيأتي في الحديث قال عليه الصلاة والسلام لا تغضب لا تغضب وهذا نهي عن الغضب ونهي ايضا عند وجود الغضب عن تعاطي الامور التي يفضي اليها الغضب من الاقوال او الافعال وغالب تصرفات المرء عند غضبه قال تصرفات المرأة عند غضبه تصرفات غير سليمة. من الاقوال او الافعال ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي هريرة ليس الشديد بالصرعة ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ليست الشدة ان يصرع الانسان من امامه او ان يغلب من امامه او ان يطرح من من امامه او ان يلكم من امامه او ان يظرب من امامه ليست هذه الشدة. الشدة ان يملك نفسه وقت غضبه. فيتعامل مع مواقف الغضب بالهدوء. هذا هو القوة هذا الرجل القوي فعلا هذا هو الرجل القوي فعلا اما الشخص الذي تمتد يده هكذا تلقائيا خبطا وضربا ولسانه سبا وشتما هذا ليس عنده قوة. القوة حقيقة في من يملك نفسه في المواقف المغظبة يهدأ ويتكلم بهدوء ويتعامل مع المواقف بهدوء فعلا اذا رأيت ترى فيه قوة مفقودة في كثير من الناس فالقوي الذي يملك نفسه وقت الغضب وثمة امور ثلاثة وجه اليها النبي صلى الله عليه وسلم عند وجود الغضب تحقق للمرء هذا الوصف الا وهو ان يملك نفسه امور ثلاثة اذا بادر اليها الانسان ملك نفسه عند غضبه الامر الاول ان يسارع الى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم لان الشيطان يحظر فورا عند الغظب ويدفع الانسان الى ما لا يحمد من الاقوال والافعال فعلى المرء ان يبادر اولا الى التعوذ بالله من الشيطان حتى لا يحضر حتى لا يحضره الشيطان وقت غضبه حتى يسلم من الشيطان فاذا غضب يبادر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مبادرة يسارع اليها ويجعلها على لسانه فورا الامر الثاني ان يمنع نفسه من اي كلمة وقت الغظب وللعلم مدة الغضب في الغالب دقيقتين دقيقة ثلاث دقائق اربع هذه مدتها ودائما النكبات والمصائب الامور العظيمة كلها تحصل في الدقائق هذه ثلاثة دقائق اربع دقائق دقيقة في هذا الحدود فعلى الانسان في فورة الغضب ان يمنع نفسه من اي كلمة لا ينطق باي كلمة. قال عليه الصلاة والسلام اذا غضب احدكم فليسكت لا يتكلم بكلمة لان الكلام في الغالب الاعم غير موزون غير منضبط فيترك الكلام حتى يهدأ وينضبط كلامه بعد هدوءه وسكون نفسه الامر الثالث ان يمنع نفسه من اي تصرف بجوارحه لا بيده ولا بقدمه ولا بشيء من جسمه يمنع نفسه من ذلك والى هذا الاشارة في قوله عليه الصلاة والسلام اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس فان سكن غضبه والا فليضطجع فبهذه الامور الثلاثة اذا وفق العبد لها باذن الله سبحانه وتعالى يحقق هذه الصفة صفة القوة وليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. نعم قال رحمه الله تعالى وعنه رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب فرد مرارا قال لا تغضب قال وعنه اي ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب فردد مرارا يطلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يوصيه وفي كل ذلك يقول لا تغضب والنهي عن الغضب نهي عن آآ حصول الغضب والاسترسال مع الامور التي يفضي اليها الغضب فمطلوب من العبد ان يتجنب الغضب وان وجد الغضب فعليه الا يفعل الامور التي يدعوها يدعوه اليها غضبه بل عليه ان يتجنب كل قول او فعل وقت الغضب لان التصرفات او الاقوال في الغالب وقت الغضب غير غير محمودة تصرفات المرء واقواله وقت غضبه غير محمودة ومن مما مما وصف به الغضب قول بعض اهل العلم الغضب اوله جنون واخره ندم اوله جنون يعني التصرفات التي تكون من المرأة وقت الغضب في فورة الغضب تصرفات غير منضبطة لا في الاقوال ولا في الافعال يزبد ويرعد ويهذي يرفع صوته ويزمجر وتتحرك يده بحركات غير لائقة وليست جميلة فاوله جنون واخره ندم في النهاية سيندم على التصرفات التي كانت منه والافعال التي كانت من وقت الغضب ولهذا القوة الحقيقية ان الانسان وقت الغضب يملك نفسه ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب نسأل الله الكريم ان يزيننا اجمعين بالاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا انت اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاخلاق والاهواء والادواء اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل يا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا