نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى كتاب الدعوات واورد تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب لكل نبي دعوة مستجابة قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها واريد ان دعوتي شفاعة لامتي في الاخرة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال رحمه الله تعالى كتاب الدعوات هذا الكتاب افرده رحمه الله لايراد جملة من الدعوات المأثورة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه سواء منها ما كان مطلقا او مقيدا بوقت من الاوقات او حال من الاحوال وجمع رحمه الله تعالى جملة من الدعوات العظيمة المأثورة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والدعاء مكانته من الدين لا تخفى فهو كما قال عليه الصلاة والسلام العبادة قال الدعاء هو العبادة ثم تلا قول الله تبارك وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فسمى تبارك وتعالى استكبارهم عن الدعاء استكبارا عن العبادة والدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة لان الخيرات كلها بيد الله جل وعلا فهو المعطي المانع القابض الباسط المعز المذل المحيي المميت المدبر جل في علاه لا يأتي بالحسنات الا هو ولا يصرف السيئات الا هو الامر امره وكل شيء بقضائه وقدره جل وعلا فالدعاء مفتاح كل خير ومن وفق لهذا المفتاح مفتاح الخيرات فقد وفق للخير كله ولهذا كان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اني لا احمل هم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء بمعنى ان من اعطي هذا المفتاح ووفق الدعاء وفق لحسن الاقبال على الله تبارك وتعالى وحسن الالتجاء اليه جل في علاه فانه يفوز خيرات الدنيا والاخرة فالدعاء شأنه عظيم ومكانته من الدين عليا ومن اعظم العبادات واجلها فلا يدعى الا الله ولا يلتجأ الا الى الله ولا يطلب الا منه جل في علاه ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض فلا يدعى الا الله ولا يطلب صلاح الامر وفلاح العبد في دنياه واخراه الا من الله تبارك وتعالى والدعاء كما ان من شرطه من شرط قبوله الاخلاص فلا يدعى الا الله فكذلك من شرط قبوله المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام والحذر من الاعتداء في الدعاء فان الاعتداء في الدعاء من موجبات رده ويكون الاعتداء فيه بمخالفة الهدي عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام او بالتكلف والاحداث قد قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه اورد رحمه الله ابوابا عديدة جاء منها في هذا المختصر قوله باب لكل نبي دعوة مستجابة اي ان الله جل وعلا خص كل نبي من انبيائه دعوة يطلبها فلا ترد وتجاب كل نبي عليه الصلاة والسلام تعجل دعوته المستجابة في الدنيا ونبينا عليه الصلاة والسلام ادخرها شفاعة لامته يوم القيامة ادخرها عليه الصلاة والسلام شفاعة لامته يوم القيامة كما في هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها واريد ان اختبئ دعوتي في بعض الروايات واني ادخرت دعوتي شفاعة لامتي في الاخرة شفاعة لامتي في الاخرة فادخر عليه الصلاة والسلام شفى دعوته شفاعة لامته شفاعة لامته وجاء ايضا في بعض الروايات انه عليه الصلاة والسلام قال وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا قال وانها نائلة ان شاء الله ففيه ان الامور بمشيئة الله والشفاعة انما تقع باذن الله. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وفيها ان على الشرك لا حظ لهم ولا نصيب من شفاعته وانما اهل الحظ والنصيب من شفاعته عليه الصلاة والسلام هم اهل الاخلاص والتوحيد كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قمت يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فشفاعته عليه الصلاة والسلام لا تنال يوم القيامة باذن الله الا من كان موحدا من اهل لا اله الا الله علما وعملا تحقيقا وتطبيقا ولا اله الا الله هي كلمة التوحيد كلمة الاخلاص ولهذا قال اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب افضل الاستغفار قال عن شداد ابن اوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد الاستغفار ان تقول اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت. اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل ان يمسي فهو من اهل الجنة. ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل ان يصبح فهو من اهل الجنة قال باب افضل الاستغفار المراد بافضل الاستغفار اي افضل صيغ الاستغفار الواردة المأثورة فان نبينا عليه الصلاة والسلام ورد عنه في الاستغفار صيغ كثيرة كلها عظيمة كلها فاضلة كلها جدير بالمسلم ان تعظم عنايته بها وان يكون مكثرا من الاستغفار فان نبينا عليه الصلاة والسلام وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان اكثر الناس استغفارا عليه الصلاة والسلام وكان يحصى عليه في المجلس الواحد او يحصى له في المجلس الواحد. استغفر الله واتوب اليه اكثر من مئة مرة حتى قال ابو هريرة رضي الله عنه ما رأيت احدا اكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استغفر الله واتوب اليه وقد رأى خيار العباد عباد الامة رعينها الاول خير امة محمد عليه الصلاة والسلام وافظلها عبادة رأهم رظي الله عنه ويقول ما رأيت احدا اكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استغفر الله واتوب اليه والاستغفار سبب كل خير سبب نيل كل خير ودفع كل شر في الدنيا والاخرة قال الله سبحانه وتعالى فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا هذه كلها خيرات دنيوية وهي من اثار وثمار الاستغفار وفي هذه الاية دليل على ان الانبياء كانوا يحثون اممهم على الاكثار من الاستغفار والعناية به ويبينون لاممهم ان الاستغفار موجب لتحصيل الخيرات ودفع الشرور والبليات وان العبد ينبغي ان يكون مكثرا من الاستغفار ليكون مكثرا من الاستغفار قال يرسل السماء عليكم مدرارا من اسباب نزول الغيث ولهذا مما يؤثر عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب بخلافته وقد اصاب الناس جدب وقحط فخرج بهم يستسقي فلم يزد على الاستغفار لم يزد على الاستغفار فقيل له في ذلك فقال رضي الله عنه لقد سألت الله بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر قد سألت الله بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر قوله مجاديح هذا جمع مجدح وهو نو من الانواع كان كانت العرب في الجاهلية ينسبون اليه مثل قولهم مطرنا بنوء كذا وكذا من هذه الانواع المجزح نوء يقال له المجدح واراد رضي الله عنه الرد على هذه الجاهلية الرد على هذه الجاهلية عندما قال مجاديه اي ليس كما يظن المشركون من التعلق بالانواء ونسبة الغيث ونزوله اليها وانما سبب الغيث هو ذل العباد بين يديه واستغفارهم له وتوجههم اليه بالدعاء والصلاة والطلب والدعاء الحاصل ان الاستغفار مجلبة للخيرات ومدفعة للشرور والبليات وفي الحديث طوبى لمن وجد في صحيفته يوم القيامة استغفارا كثيرا. نستغفر الله ونتوب اليه فالعبد ينبغي عليه ان يعتني الاستغفار هنا اورد رحمه الله تعالى حديث شداد ابن اوس رضي الله عنه في ذكر افضل صيغ الاستغفار في ذكر افضل صيغ الاستغفار قال عليه الصلاة والسلام سيد الاستغفار ان تقول ثم ذكر هذه الصيغة العظيمة بالاستغفار قال سيد الاستغفار والسيد هو المقدم على غيره المقدم على غيره لاجتماع الاوصاف العظيمة التي استحق بها التقديم استماعنا اوصاف العظيمة التي استحق بها التقديم استحق بها ان يقدم فالسيد الاستغفار اي افضل صيغ الاستغفار الجامع للمعاني العظيمة الكاملة في باب الاستغفار قال السيد الاستغفار ان تقول اللهم انت ربي لا اله الا انت اللهم انت ربي لا اله الا انت انت ربي اي خالقي ومالكي مدبر امري فالرب هو الخالق المالك المدبر الذي لا شريك له قال انت ربي لا اله الا انت اي لا معبود حق سواك فانت المعبود بحق ولا معبود بحق سواك وهذا هو معنى لا اله الا الله وفي هذا التلازم بين التوحيدين الربوبية والالوهية انت ربي لا اله الا انت مثل قول الله عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم ومثل قوله جل وعلا وانا ربكم فاعبدون فكما انه وحده الرب لا شريك له في الخلق والرزق والتدبير فليفرد وحده بالعبادة فلا يصرف شيء منها الا له قال انت ربي لا اله الا انت انت ربي اي انت خالقي مالكي ومدبر امري لا اله الا انت اي لا معبود حق سواك خلقتني وانا عبدك وهذا تقرير للمعنى المتقدم وتأكيد لهذا التوحيد العظيم بنوعيه العلمي والعملي العلمي في قوله خلقتني والعمل في قوله وانا عبدك وهذان التوحيدان هما الغاية التي خلق الله الخلق لاجلها واوجدهم لتحقيقها كما قال الله سبحانه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما وقال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون الاية الاولى فيها خلق لتعلموا والثانية خلق لتعبدوا فلاجل هذين النوعين من التوحيد خلق الله الخلق للعلم والعمل وهذان النوعان مجتمعان في قوله خلقتني وانا عبدك خلقتني هذا العلم وانا عبد كذا العمل كما انك تورطت بالخلق فانا افردك بالعبادة افردك بالذل والخضوع فلا ادعو الا الله ولا اذبح الا لله ولا اصرف شيئا من العبادة الا لله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له قال وانا على عهدك ووعدك ما استطعت وانا على عهدك الدين عهد بين العبد وبين ربه وينبغي ان يلتزم ان يلتزم العبد بهذا العهد عندما تقول لا اله الا الله عندما تقول في سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين هذا عهد بينك وبين الله الا تعبد الا الله ولا تستعين الا بالله والا تصرف شيئا من العبادة الاله هذا عهد فينبغي ان يكون العبد على هذا العهد ماضيا ملتزما مستمسكا محافظا انا على عهدك وعدك ما استطعت ووعدك اي ما وعدتك عليه من طاعتك وامتثال امرك والخظوع لشرعك ما استطعت كما قال الله جل في علاه فاتقوا الله ما استطعتم كما قال عليه الصلاة والسلام ما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانا على العهد والوعد ما استطعت والله جل وعلا لا يكلف نفسا الا وسعها اعوذ بك من شر ما صنعت اعوذ بك من شر ما صنعت ايستعيذ بك يا الله واطلب منك ان تعيذ ان تعيذني من كل شر صنعته ومن شر صنيع وشرور اعمال اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي ابوه اي اعترف واقر ابوء لك بنعمتك علي اي اعترف بنعمتك وانك انت المنعم لا شريك لك وان كل نعمة بي فهي منك. وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فانا اقر بذلك واعترف بنعمك علي في المال والصحة والعافية والدين اعترف بكل نعمة انعمت بها علي في القديم والحديث في السر والعلانية في الخاصة والعامة في الاهل والمال والمعافاة اعترف بذلك فان قوله بنعمتي مفرد مضاف والقاعدة ان المفرد اذا اظيف يفيد العموم فقول ابوء لك بنعمتك علي اي بنعمك علي كلها القديم والحديث الخاص والعام السر والعلن كلها ابوء لك اي اعترف لك بنعمتك اي بجميع نعمك الظاهرة والباطنة الخاصة والعامة المتقدم والمتأخر كل نعمك اعترف انك انت الذي تفضلت علي وانت الذي انعمت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي ابوء ان يقر بذنبي اي ذنوبي لان هنا بذنبي مفرد مظاف فيفيد العموم ابوء بذنبي اي ابوء بذنوبي اعترف اعترف بذنوبي اعترف بانني عبد مذنب مقصر مخطئ اقر بذلك والاعتراض بالذنب بوابة التوبة والمدخل اليها بخلاف من لا يقر بذنبه ولا يعترف فاذا اعترف العبد بذنبه وخطيئته واقر بها تحرك في قلبه الندم واقبل على ربه تبارك وتعالى تائبا منيبا فالاعتراف بالذنب بوابة التوبة قال ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي هذا هو المطلوب ثم سبق توسلات بين يدي هذا المطلوب وانظر انواع التوسلات المطلوب فاغفر لي هذا هو المطلوب المطلوب المغفرة وما سبق كله توسلات اول وسيلة التوحيد اول وسيلة وهي اعظم وسيلة توحيد الله لا اله الا الله اعظم وسيلة توحيد الله بنوعي التوحيد العلمي والعملي هذه اعظم الوسائل ومن الوسائل الالتزام بالطاعة والخضوع لله والوفاء مع الله ما عاهد العبد عليه ربه وعد ربه من خضوع وذل وامتثال لاوامر الله فهذه كذلك من اعظم الوسائل واجلها كذلك من الوسائل الاعتراف بالنعمة والاعتراف بالذنب والتقصير والخطيئة هذه كلها وسائل قال فاغفر لي اي اطلب منك يا الله ان تغفر ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب الا انت فانه لا يغفر الذنوب الا انت ومن يغفر الذنوب الا الله فهذا فيه معرفة العبد بربه وانه غفار سبحانه ويغفر الذنوب ولا يتعاظمه ذنب ان يغفره جل في علاه لا يغفر الذنوب الا انت وهذا ايضا توسل الى الله بانه جل وعلا الغفار الذي يغفر الذنوب فانه لا يغفر الذنوب الا انت فهذه الصيرة صيرة عظيمة جدا وجامعة ووصفها نبينا عليه الصلاة والسلام بسيد الاستغفار سيد الاستغفار والامام البخاري رحمه الله تعالى بوب هذا الحديث بافضل الاستغفار افضل الاستغفار اي افضل صيغ الاستغفار وهذه الصيغة المباركة العظيمة يستحب للمسلم ان يقولها في الصباح مرة وفي المساء مرة في جملة اذكار الصباح والمساء ان يقولها في الصباح مرة وفي المساء مرة ويعتني بها كل يوم يبدأ يوم ويختم يومه بهذه الصيغة المباركة العظيمة قال عليه الصلاة والسلام من قالها من النهار موقنا بها من قالها من النهار هذا استفاد منه ان ان يؤتى بها في اول النهار ان يؤتى بها في اول النهار وبدايته فمات من يومه لان لان المبادرة والمسارعة خير للعبد والاب ايضا لا يدري متى يموت في اول النار ولا في اخره فيسارع ويبادر الى هذه الصيغة من اول النهار قال من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل ان يمسي فهو من اهل الجنة انظر فظل هذه الصيغة ما اعظمه اذا قالها من يومه يعني اذا قالها في الصباح ومات في اثناء اليوم او من اهل الجنة ومن قالها من الليل ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل ان يصبح فهو من اهل الجنة فهو من اهل الجنة فالحاصل ان هذا الاستغفار العظيم يستحب المسلم ان يأتي به مرتين مرة في الصباح ومرة في المساء مرة في الصباح ومرة في المساء ولكن هذا الثواب الذي في الحديث قيد بقيد ينبغي التفطن له والثواب الذي جاء على عمل مقيدا بوصف مقيدا بوصف فان نيل الثواب لا يكون الا بهذا القيد والا لم تكن هناك فائدة لذكره فاذا قوله في الحديث موقنا بها هذا قيد ينال به هذا الثواب اما من قالها لا عن يقين قالها لا عن يقين وانما اتى بها عن لسانه قولا مجردا فان فانه لا ينطبق عليه ما رتب على عليه في هذا الحديث مما مثوبة فهو من اهل الجنة ولابد في اليقين من استحضار المعاني من استحضار المعاني وفهم الدلالات لان فهذا الاستغفار يشتمل على معاني عظيمة من اجل المعاني واجمعها فيقوله عن يقين يقول عن يقين واليقين هو كمال العلم وانتفاء الشك فاذا قالها كان من اهل هذا الفظل العظيم والثواب الجزيل كان من اهل الجنة. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة قال باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكم كان استغفاره عليه الصلاة والسلام قال استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة في اليوم والليلة وقد كان عليه الصلاة والسلام وهو الاسوة لامته اكثر الناس استغفارا اكثر الناس استغفارا فتقدم الاشارة الى قول ابي هريرة رضي الله عنه ما رأيت احدا اكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استغفر الله واتوب اليه فكان كثير الملازمة للاستغفار وكان عليه الصلاة والسلام يختم اعماله الصالحة بالاستغفار اذا سلم من صلاته استغفر ثلاث مرات الصلاة نفسها اعظم ابواب المغفرة ونيل المغفرة ولهذا جاء الاستغفار في كل احوال الصلاة في الاستفتاح من صيغه استغفار وفي الركوع والسجود من صيغه استغفار سبحانك اللهم وبحمدك ربنا اللهم اغفر لي وفي الجلسة بين السجدتين استغفار وفي الرفع من الركوع استغفار وهذا يغفل عنه كثير من الناس وهو في صحيح مسلم كان يقول عليه الصلاة والسلام في الرفع من الركوع اللهم طهرني من خطاياي بالماء والثلج والبرد. اللهم طهرني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الوسخ كان يقول ذلك في الرفع من الركوع قبل السلام استغفار قال ابو بكر رضي الله عنه علمني دعاء ندعو الله به في صلاته. قال تقول اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم وبعد السلام استغفار في كل حركات الصلاة تنقلات الصلاة استغفار فالصلاة من اعظم ابواب نيل المغفرة كان عليه الصلاة والسلام يختم اعماله الصالحة بالاستغفار الصلاة كما تقدم والحج قال الله في تمامه ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفر الله وكان عليه الصلاة والسلام يختم مجالسه بالاستغفار وكفارة المجلس المأثورة عنه صلوات الله وسلامه عليه والتي تكون المسلم في مجلسه كالطابع عليه وختم حياته كلها بالاستغفار عليه الصلاة والسلام وكان من اخر ما قال كما روت ذلك ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها اللهم اللهم اغفر لي والحقني بالرفيق الاعلى اللهم اغفر لي والحقني بالرفيق الاعلى هذا كان من اخر ما قال عليه الصلاة والسلام فكما انه يختم العبادات والمجالس بالاستغفار ختم حياته العامرة كلها بطاعة الله بالاستغفار صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال عن ابي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة اكثر من سبعين قد لا يكون المراد العدد نفسه لان من طريقة العرب والمعهود عنهم استعمال مثل هذا العدد في التكثير لا يريدون العدد نفسه ومنه قول الله تعالى ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لنا. المراد استغفارا كثيرا تستغفر لهم سبعين مرة اي ان تستغفر لهم استغفارا كثيرا ليس من مواد العدد السبعين لكن مراد استفارا كثيرا الف الفين ثلاث كله يدخل في قوله السبعين مرة المراد ان تستغفر لهم استغفارا كثيرا لن يغفر الله لهم فكان من عادة العرب والمعهود عنهم استعمال هذا العدد في التكثير استعمال هذا العدد في التكثير ان تستغفر لهم سبعين مرة قال واني والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب التوبة قال عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه حدث بحديثين احدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والاخر عن نفسه قال ان المؤمن يرى ذنوبه كانه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه وان الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على انفه فقال به هكذا ثم قال لله افرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه. فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اذا اشتد عليه الحر والعطش او ما شاء الله قال ارجع الى مكاني فرجع فنام نومه ثم رفع رأسه فاذا راحلته عنده قال باب التوبة قال باب التوبة اي الى الله وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون والتوبة هي الرجوع الى الله بترك الذنوب والتخلي عنها والاقبال على الله ولا تكون التوبة صادقة نصوحا الا الا بترك الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العودة اليه واذا كانت الذنوب تتعلق بحقوق للعباد يضاف الى ذلك رد الحقوق الى اهلها او طلب المسامحة منهم قال باب التوبة اي فظل التوبة وعظيم شأنها واورد هذا الحديث عن ابن مسعود انه قال انه حدث بحديثين احدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والاخر عن نفسه احدهما عن النبي يعني يرويه عن النبي عليه الصلاة والسلام والاخر من نفسه اي معنى يا يذكره هو موقوفا عليه لا يرفعه الى النبي عليه الصلاة والسلام قال ان المؤمن يرى ذنوبه كانه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه هذا المعنى الذي ذكره اه ابن مسعود رضي الله عنه او الحديث الذي ذكره عن نفسه رضي الله عنه قال ان المؤمن يرى ذنوبه كانه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه من شدة خوفه من ذنوبه شدة خوفه من ذنوبه لان المؤمن يدرك تماما وعنده يقين انه سيقف بين يدي الله وان هذه الذنوب تعرض في ذلك اليوم ويحاسب عليها العبد ويعاقب والعقاب امره ليس بالهين فيكون في اشد ما يكون خوفا من ذنوبه خائف مشفق انا كنا قبل في اهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم هذا الاشفاق الذي في قلب المؤمن والخوف يسوقه او يزجره عن المحرمات ويسوقه الى الفضائل والخيرات فالمؤمن يخاف يخاف من ذنوبه واذا وقع في امر ولو كان يسيرا يخاف يخاف خوفا عظيما يقول ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه اي ان الذنب عنده شيء عظيم مثل الذي تحت جبل ويخشى ان يسقط عليه الجمل من شدة خوفه من الذنوب قال وان الفاجر نسأل الله العافية والسلامة وان الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على انفه فقال به هكذا فقال لي هكذا يعني طير الذباب عن انفه يعني لا يراها شيء ذنوبه لا يراها شيئا مثل شخص وقع على انفه ذباب وقال بيدها كذا ما يراها شي ما يراها شي ثقيل ولا امر مخيف الان ذباب لو وقع على ام فالانسان على رأسه هل يهتم لسانه او يقلقه او يعني فقط يسير بيدها كذا ويطير وينتهي عنده فالفاجر ما يراها شيء ذنوبه. يرتكب ذنوب عظيمة وشأن ذنوبه عنده كما وصف رظي الله عنه من حال الفاجر انها كأنها ذباب وقع على انفه فقال بها كذا وطار. ما يبالي بخلاف المؤمن المؤمن يخاف المؤمن يخاف من ذنوبه واما الفاجر ما يبالي. الذنب تلو الاخر والذم من بعده ذنب ولا يبالي اصلا ولا يقع في قلبه خوف واش فاق وان انه قد يموت قد يفارق هذه الحياة قد يلقى الله بهذه الذنوب بعض العصاة من شدة عدم مبالاته قد يسافر من بلد الى بلد بعيد وليس عنده اصلا نية في هذا السفر الا فعل الحرام ما عنده اصلا شيء في سفره الا امور محرمة يريد ان يفعلها. اما مثلا ربا وتجارات محرمة او معاصي واشياء محرمة او فجور ونحو ذلك ما عنده اصلا شيء في سفره الا امور محرمة ما يخاف قد يموت في الطريق قد تفارق روحه جسده في الطريق لكنه ما يخاف ما يبالي هو يفكر اصلا استولت عليه الغفلة اهلكته آآ الذنوب واقبال نفسي عليها فلا يبالي فالذنوب عنده ليس امرها عظيم ولا شيء مخيف كانه ذباب وقع على انفه وقال بها كذا وصار بخلاف المؤمن المؤمن يخاف ويدرك خطورة الذنوب عليه في دنياه واخراه ثم قال لله افرح بتوبة عبده هذا مرفوع الى النبي عليه الصلاة والسلام لله افرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة يعني في صحراء مع دابته عليها الطعام والشراب وفي صحراء في مهلكة ان فقدت الدابة هلك لان عليها الطعام والشراب فان فقدت الدابة معنى ذلك هلاك في مهلكة رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ استيقظ وقد ذهبت راحلته فظل راحلته بالفلاة وعليه الطعام والشراب حتى اذا اشتد عليه الحر والعطش او ما شاء الله من الشدة يعني قال ارجع الى مكاني فرجع فنام في نومه وجاء في بعض الروايات ينتظر الموت في مهلكة والدابة بحث عنها هنا وهناك حتى ايس منها بحث عنها في الجهات المختلفة واشتد به الجوع واشتد به العطش ما عاد يستطيع يبحث ايضا مرة اخرى فقرر ان يأوي الى المكان الذي كان نائما فيه ويبقى فيه ينتظر الموت يأتيه بالتدريج جوع وعطش وجهد تاب ينتظر الموت يأس من راحلته النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر هذا المثال اراد منا ان نستحضر فعلا هذه السورة ونتصور مثل هذه الصورة رجل في بهذه الصفة تصور رجلا معه دابته وعليها طعامه وشرابه وهو في صحراء مهلكة وفقد راحلته وبحث في كل الجهات ما وجدها واشتد به الجوع والعطش ورجع الى مكانه وجلس في مكانه او نام في مكانه ينتظر الموت يأس من رحمته بينما هو كذلك اذ رفع رأسه فاذا راحلته عنده كيف يكون هذا الفرح هذا مثال ذكره النبي عليه الصلاة والسلام لبيان اعظم فرح يتصور في الانسان اعظم فرح يتصوف الانسان رجل بهذه الصفة فقد رحلته ويأس منها وجلس تحت ظل شجرة ينتظر الموت ثم بينما وكذلك اذا ناقته عند رأسه وجاء في بعض الروايات فاخذ بخطام الناقة امسك مسكة الفرح اشد ما يكون من الفرح امسك بخطام ناقته وقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح ذهل من شدة فرحه قال هذه الكلمة اخطأ من شدة الفرح انت ربي وانا عبدك يقول هذا هذه الصورة للفرح هي اشد صورة تتصور وهذا البيان من كمال نصح النبي عليه الصلاة والسلام لامته يبين لهم فضل التوبة فضل التوبة وان الله يفرح بتوبة عبده اذا تاب وان وان فرح الله بتوبته توبة عبده اشد من هذا الفرح الذي هو اشد فرح يكون بين الناس لله اشد فرحا الله افرح او ببعض الروايات اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من رجل سبحان الله ربنا جل في علاه مع غناها الكامل عن العبد وعن توبته وعن عبادته من عظيم فظله وجزيل منه جل وعلا يفرح بتوبة عبده اذا تاب وهو فرح عن غنى فرح العبد بدابته فرح عن ماذا؟ عن حاجة فرح عن حاجة فرح عن فقر وحاجة لكن فرح ربنا جل وعلا فرح عن غنى توبة العبد الى الله ما تزيد في ملك الله شيء الله غني عن العباد وعن توباتهم وعن عباداتهم وعن جميع طاعاتهم يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله الغني الحميد ان يشاء يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز فالحديث القدسي يقول جل في علاه يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك بملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكه شيئا وقال قبل ذلك في الحديث نفسه انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضرني فتضروني. فلا تنفعها طاعة المطيئين ولا معصية العاصي ومع ذلك من من عظيم منه واسع فضله واحسانه جل في علاه يفرح بتوبة عبده اذا تاب اشد من فرح ذلك الرجل الذي اظل دابته في فلاة حتى يأس منها واخذ ينتظر في مكانه الموت فبينما وكذلك واذا بخطام ناقة عند رأسه هذا فرح يعد اشد ما يتصور من فرح آآ الناس فيقول نبينا عليه الصلاة والسلام لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب. فالحاصل ان هذا فيه فضل التوبة فضل التوبة وعظيم شأنها ومحبة الله سبحانه وتعالى للتائبين وفرحه بتوبة عبده اذا تاب ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت اللهم اغفر لنا مغفرة من عندك فانه لا يغفر الذنوب الا انت ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا انا ظلمنا انفسنا ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا فانه لا يغفر الذنوب الا انت اللهم انا نستغفرك انك كنت غفارا. فارسل السماء علينا مدرارا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا صحا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير اجل اللهم اغث قلوبنا بالايمان وديارنا بالمطر اللهم انا نسألك سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب لاب ولا غرق اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا سحا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير اجل اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا الى انفسنا طرفة عين واصلح لنا شأننا كله لا اله الا انت سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا