نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت قال عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي في امري وما انت اعلم به مني. اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطاياي وعمدي وكل ذلك عندي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى طرفة عين. اما بعد قال رحمه الله تعالى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت. هذه الترجمة معقودة لبيان بهذه الصيغة العظيمة في الاستغفار. وهي من صيغ الاستغفار المأثورة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وقد اثر عنه في الاستغفار صيغ عديدة مر معنا سيد هذه الصيغ واتمها في ترجمة خاصة ولما كان مقام الاستغفار مقام طلب لاقالة الذنوب ولما كانت الذنوب جاءت على اوقات مختلفة واحوال مختلفة وصفات مختلفة فمنها الذنوب القديمة ومنها الذنوب الحديثة ومنها الذنوب التي جاءت على وجه العلن ومنها الذنوب التي جاءت على وجه الاصرار من الذنوب الكبيرة ومن الذنوب الصغيرة لما كانت الذنوب على هذا الشأن ومقام الاستغفار مقام طلب الاقالة من هذه الذنوب باصنافها واوقاتها ناسب هذا المقام التفصيل طلب والا فان هدي النبي عليه الصلاة والسلام هو الاجمال هده في الدعاء الاجمال الذي يشمل تحته التفاصيل الكثيرة مثل ما تقدم قريبا ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة هذي دعوة مجملة حوت الخير كله في الدنيا والاخرة. ولو قال في الاستغفار اللهم اغفر لي ذنبي كله. لاستوعب الذنوب كلها بتفاصيلها القديم والحديث والسر والعلن والدقيق والجليل لكن كما قدمت لما كان المقام مقام طلب الاقالة من ذنب ناسب ان يستحضر العبد انواع ذنوبه. ليطلب من الله الاقالة منها وان من ذنوبه ذنوبا متقدمة ومنها ذنوبا متأخرة ومنها ذنوبا جاءت علانية ومنها ذنوبا جاءت سرا منها الجد ومنها الهزل منها نوع اسراف وتجاوز الحد ومنها نوع تقصير وتفريط منها الدقيق ومنها الجليل فلما كان مقام الاستغفار مقام طلب غفران هذه الذنوب ناسب ان يستحضر المستغفر انواع الذنوب التي وقعت منه. ولهذا جاءت هذه الصيغة وجاء ايضا باستغفار اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. كل هذا من باب ضار تفصيلا لانواع الذنوب التي وقعت. ولهذا المستغفر بهذه الصيغ يستغفر وهو يستحضر انواع الذنوب التي عنده من قديم وحديث وسر وعلانية ودقيق وجليل وجد وهزل وخطأ وعمد استحضر ان عنده هذه الانواع الكثيرة من الذنوب ويطلب من ربه سبحانه وتعالى ان يغفر له. قال رحمه الله تعالى عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي خطيئتي مفرد خطيئات والمفرد اذا اضيف يعم فقول خطيئتي اي خطيئاتي والمراد بالخطيئات الذنوب التي وقع فيها العبد وارتكبها. وقوله وجهلي الجهل ضد العلم. يعني ما وقعت فيه من الذنوب ما وقعت فيه من الذنوب جهلا وآآ كل كل ذنب يقع فيه العبد فيه جهالة من العبد. كل ذنب يقع فيه العبد فيه بجهالة من العبد. ولسبب هذه الجهالة وقع في الذنب ولهذا عندما يكون وقوع العبد في الذنب يغيب عنه او يقع في نوع من الجهالة خطورة الذنب وعقوبته وتعظيم الرب والخوف منه سبحانه وتعالى خطر الذنوب ومضرتها على العامل في دنياه واخراه. قال خطأي وجهلي. واسرافي في امري فالاسراف مجاوزة الحد. والمراد بالحد حد الشريعة. بما ينبغي ان يكون عليه العبد من طاعة لله سبحانه وتعالى وبعد عن نواهيه جل في علاه فمن تجاوز حد الشريعة فهو مسرف وهذا يبين لنا ان الاسراف ليس خاصا كما هو شائع في اذهان كثير من الناس بتبذير الاموال هذا نوع من الاسراف. والاسراف اعم من ذلك. الكافر مسرف بكفره والعاصي مسرف بمعصيته لله جل وعلا والمبتدع مسرف وارتكابه للبدعة الاسراف مجاوزة الحد. مجاوزة حد الشريعة. اسرافي في امر اسرافي في امري. امر هنا مضاف وهو مفرد. اي اموري التي لزمتني نحوك طاعة وتعبدا وامتثالا واثمارا بامر الله سبحانه وتعالى. فمن جاوز الحد الذي به في الشريعة فهو مسرف. ولهذا من الاسراف ما هو كفر ومنه ما هو معصية من كبائر الذنوب بحسب نوع اسراف المرء وعرفنا ان الاسراف هو تجاوز الحد. فمن تجاوز حد الشريعة الى الكفر فاسرافه كفر. والكافر مسرف اشنع المسرفين. واشنع الناس وقوعا في الاسراف. قال واسرافي في بامر وما انت اعلم به مني وهذا فيه ان العبد يرتكب ذنوبا كثيرة ثم ان اراد التوبة قد يستحضر بعضا ويغيب عنه بعضا. قد يستذكر او يتذكر بعض تلك الذنوب وينسى الكثير منها كما قال الله احصاه الله ونسوه ذنوب العبد منها ذنوب يذكرها العبد. ومنها ذنوب لا يذكرها. نسيها. والله يعلمها فجاء بهذه الدعوة لتشمل كل ذنب فعله العبد ونسيه في طلب منه من الله سبحانه وتعالى ان يغفر له ذلك قال ما انت اعلم به مني. اللهم اغفر لي هزلي وجدي. اي ما وقع مني من الذنوب على وجهه الهزل وضد الجد وما وقع مني على وجه الجد. واغفر لي هزلي وجدي وخطأي وعمدي اي ما وقعت فيه من الذنوب خطأ وما وقعت فيه منها عمدا القصد لان المراد بالخطأ ظد العمد وخطأ وخطاؤه نعم وخطايا وعمد وكل ذلك عندي وكل ذلك عندي وهذا اعتراف من العبد ان هذه الانواع من الذنوب كلها عند العبد. والعبد واقع في هذه الانواع. وعرفنا ان المقام مقام يطالب مقام اه طلب اقالة العثرة وغفران هذه الذنوب. فناسب المقام ان يستحضر انواع ذنوبه. وان يفصل في ذلك لان المقام مقام ام طلب اقالة عثرة؟ فالتفصيل في هذا المقام ابلغ من الاجمال. نعم. قال رحمه الله تعالى تحت الامام البخاري رحمه الله تعالى باب فضل التهليل. عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه قال من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كان له عدل كان له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت احد بافضل مما جاء به الا رجل عمل اكثر منه نعم وعن ابي ايوب الانصاري وابن مسعود رضي الله عنهما قالا في الحديث عن النبي قال في هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال عشرا كان كمن اعتق رقبة من ولد اسماعيل. قال باب فظل اي ما ورد في التهليل وهو قول لا اله الا الله من فضائل عظيمة تدل على عظيم كانت التهليل ورفيع شأنه. والتهليل وهو قول لا اله الا الله هو افضل الذكر واجله على الاطلاق. فافضل الذكر كما صح الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم لا اله الا الله. وهو اعلى شعب الايمان. الايمان بضع سبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله. وله من الفضائل العظيمة والثمار الكريمة. فالدنيا والاخرة ما لا يحصى مما يدل على عظيم شأن هذه الكلمة. وقد اورد في هذه الترجمة حديث ابي هريرة رضي الله وعن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. في يوم مئة مرة. في يوم مئة مرة لا اله الا الله هذه كلمة التوحيد. ولا توحيد الا بلا اله الا الله وهي قائمة على على ركنين النفي والاثبات. نفي عام واثبات خاص. نفي عام لكل ما يعبد من دون الله. واثبات خاص للعبودية بكل انواعها لله وحده. وهذا هو التوحيد لا اله الا اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. افراد الله بالعبادة والبراءة من الشرك منه. وهذه الكلمة انما تكون نافعة قائلها اذا كان محققا مما دلت عليه من التوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى. ولهذا جاء آآ ما يدل على ان قبول هذه الكلمة والانتفاع بها لا يكون الاتيان بقيودها وشروطها مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه ومثل قوله من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله ومثل قوله من قال لا اله الا الله صدقا من قلبه ذكر العلم وذكر الصدق وذكر الاخلاص. وهذه قيود وضوابط وشروط. لا تكون لا اله الا الله مقبولة الا بها. فانه لا ينتفع قائلها بالنطق بهذه الكلمة الا حيث يستكمل هذه الشروط التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقوله وحده لا شريك له هذا تأكيد للتوحيد. الذي هو مدلول لا اله الا الله. فان لا اله الا الله كما تقدم قائمة على النفي والاثبات فاكد الاثبات بقوله وحده واكد بقوله لا شريك له. وهذا اهتمام بمقام التوحيد واهتمامه بما دلت عليه كلمة التوحيد. قال وحده لا شريك له. وقوله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. هذه الثلاث براهين للتوحيد. ودلائل على وجوب توحيد الله واخلاص الدين له. فان فانه لا لا اله الا الله لانه له الملك وحده وله الحمد وحده وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى فهذا الكمال والجلال والعظمة هي صفات الالوهية التي استحق بها ان يؤله وان يخضع له ويذل سبحانه وتعالى قال في يوم مئة مرة استحباب فيه استحباب ان يقول المسلم هذه التهليل هذه التهليلة المباركة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مئة مرة والاتيان بها مئة مرة لا بد فيه من عد. ان لم يعدها ها ان لم يعدها ربما زاد او نقص والنبي صلى الله عليه وسلم حدد هذا العدد مئة. مئة مرة. فالاتيان بهذا العدد يحتاج الى عد. والنبي صلى الله عليه وسلم في يده المبارك وسنته العظيمة استعمل اصابعه في عد الذكر. مع انه يوجد في زمنه الخرز التي تنظم في حبل تستعمل في العد كان في زمن الخرز والخيوط وما نقل اطلاقا انه عليه الصلاة والسلام استعمل شيئا من الخرز لعد التسبيح او التهليل والله جل وعلا يقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا للامة في كل باب ومن ذلكم ذكر الله. على الصفة التي كان يفعل وبالالفاظ التي كان كربه بها فهو اسوة لامته. عليه الصلاة والسلام. وهو ناصح لامته فاظافة الى انه لم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام انه عد تسبيحاته بخرز او حصى او غير ذلك فانه لم ينقل عنه انه امر او حث على استعمال الحصى او الخرز في التسبيح فكل ذلك لم ينقل عنه لا امرا ولا فعلا ولا اقرارا وخير الهدي هديه عليه الصلاة والسلام. والعمدة في في هذا الباب على الصحيح الثابت اما ما يروى مما لا يثبت في نقد النقاد من اهل الدراية والخبرة بحديثه عليه الصلاة والسلام فلا اعتبار به. وانما الاعتبار بما صح. وثبت عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وقد نقل الصحابة رضي الله عنهم عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يعد التسبيح بيده وفي بعض الروايات بيمينه ما كان يستعمل الة لا خرزا ولا آآ حصى ولا غير ذلك وانما يعده بيده. وخير الهدي هديه عليه الصلاة والسلام مئة تهليلة وكذلك الثلاث وثلاثون تسبيحة وتحميدة وتكبيرة والعشر ايضا تهليلات ونحو ذلك من العدد الذي جاء عنه عليه الصلاة والسلام من السهل على المرء ان يعده بيده. واليد مستنطقة يوم القيامة يد العبد مستنطقة يوم القيامة. فليحرص على تحريك يده. بذكر لله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليطرح ما يستعمله كثير من الناس من الات او خرز او غير ذلك فان هذه الاشياء اضافة الى ما فيها من مخالفة للهدي فانها قد جرت على بعض الناس بوابا من البدع كنحو اعتقاد من بعضهم في بعض هذه بعض هذا الخرز المستعمل كنحو ايضا توريطا للانسان في ابواب من الرياء من حيث لا يشعر كأن تكون السبحة في يده وقد اعتادت يده على تحريكها فيكون لاهيا غير مسبح لا بلسانه ولا بقلبه ويده متحركة على الفها بتحريك هذا الخرز في فمن يمر به يظن من المسبحين. هو غير مسبح لا بلسانه ولا بقلبه وقد كتب الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله تعالى رسالة قيمة عن السبحة ينبغي لا سيما طالب العلم ان يطلع عليها. فهي نافعة جدا ومفيدة في هذا الباب وهي جزء من كتابه الكبير تصحيح الدعاء افردها برسالة طبعت مستقلة قوله كانت له عدل عشر رقاب الى اخر الحديث هذه قائل لمن اتى بهذه المئة التهليلة في يومه. الفضيلة الاولى كانت له عدل عشر رقاب. كانت له عدلا اي ما يعادل عتق عشر رقاب فانظر هذا الفضل ما اعظمه. من يعتني بهذه التهليلات كل يوم يكون اتى كل يوم بما يعادل عتق عشر رقاب. في سبيل الله كانت عدل عشر رقاب وجاء في بعض الروايات من ولد اسماعيل من ولد اسماعيل. وهذا اشارة الى ان ان الفضل المذكور هنا في عتق رقاب من افضل الرقاب وانفسها واحسنها قال وكتب له مئة حسنة كتب له مئة حسنة فكل حسنة. ومحيت عنه مائة سيئة. ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي. حرزا اي حافظا راقيا لم يزل عليه حافظ ولا يقربه الشيطان. حتى يمسي. وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت احد بافضل مما جاء به الا رجل عمل اكثر منه. ليس المراد عمل اكثر من انه عد مائة وعشرة. فان الذي يعد من التهليلات مئة. ثم بعد ذلك كمن تساوى معه في المئة وجاء باعمال اخرى من الاذكار المأثورة فاقه فالفضل لمجيئه بما هو اكثر منه اضافة الى ما قد جاء به واشتراكه معه في المئة التهليلة ومما ينبغي التنبه له في ما يتعلق بهذه هذه التهليلة المئة ان الانسب ان يؤتى بها في بداية اليوم وباكورة اليوم في اول الصباح مع ان الحديث قال في يومه كان الانسب ان يؤتى بها في اول اليوم. في اول اليوم. اولا مسارعة الخيرات ومسابقة ومعلوم ان باب الذكر باب منافسة ومسابقة كما في الحديث سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. فكأن الذاكرين في ميدان سباق ومضمار السباق وكأن العابدين في ميدان سباق فباب مسابقة ومسارعة وثانيا لان المرء لا يدري ما يعرض له. ولا يدري ما قد يقطع فهو يحول بين وبين الاتيان به. وثالثا ان هذه الفضائل ومنها ان يحفظ الى ان يمسي تحصيلها من اول اليوم خير للعبد. ومن ذلك الحفظ. كما في قوله في اخره وكانت حرزا له من الشيطان فهذا الحرز يناسب ان ان يحصله العبد من اول اليوم. ان يحصله من اول يوم ارأيتم لو ان شخصا جاء بهذه التهليلات المئة ظهرا على سبيل المثال فانه يحصل هذه الفضائل مئة حسنة وحطت عنه وكانت عدل عشر رقاب وكانت حرزا له حتى يمسي. حرزا له حتى يمسي. لكنه فاته هذا الحرز فترة اول اليوم الى الى ما قبل الظهر كان من المناسب ان المسارعة فيه. المسارعة فيه والاتيان به في اول اليوم نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب فضل التسبيح قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطت عنه خطاياه وان كانت مثل زبد البحر. قال باب فضل التسبيح تسبيحه وقول سبحان الله ومعنى سبحان الله اي انزه الله. عن كل ما لا يليق به كما قال الله سبحانه سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. قال جل وعلا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه اي تنزه التسبيح والتنزيه التنزيه لله عن كل ما لا يليق به جل وعلا ومن اسماء ربنا جل وعلا السبوح اي المنزه المقدس عن كل ما لا يليق به قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبوح قدوس. رب الملائكة والروح وكل من الاسمين السب والقدوس من اسماء التنزيه. لان اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى انواع. ومنها هذه الانواع ان من اسمائه اسماء تنزيه. ومنها اسماء دالة على صفات ذاتية. ومنها اسماء دالة على الصفات فعلية ومنها اسماء دالة على التنزيه ومنها اسماء دالة على معاني عديدة لا على معنى واحد قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله وبحمده من قال سبحان الله هذه الكلمة سبحان الله وبحمده جمع فيها بين التسبيح والتحميد بين سبحان الله والحمد لله وهما من احب الكلام الى الله كما في الحديث احب الكلام الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. والجمع بين هاتين الكلمتين سبحان الله والحمد لله في عدد ليس بالقليل من الاذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم مناسب تمام المناسبة اعني الجمع بينهما. لان التسبيح تنزيه لله. عن كل ما لا يليق به. والحمد اثبات الكمال لله جل وعلا والثناء عليه. فناسب الجمع بين الامرين التنزيه والثناء تنزيه والثناء تنزيه لله عما لا يليق به والثناء عليه. بكماله وصفاته العظيمة ومحامده الجليلة سبحانه وتعالى. وعلى هذين الاصلين يقوم باب توحيد اسمع الصفات لان لان الاسماء والصفات يقوم على اصلين اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل. ويقوم على الاثبات والتنزيل. الاثبات في الحمد والتنزيه في التسبيح. الاثبات في حمد اثبات الكمال والتنزيه في في التسبيح في تسبيح الله سبحانه وتعالى وهذا يفيدنا ان المسبح بهذا التسبيح لا ينبغي ان يكون مجرد قولا يتلفظ به بلسانه. لا ينبغي ان يكون منه هذا التسبيح مجرد قول يتلفظ به بلسانه. بل ينبغي ان يستحضر ما تدل عليه هاتين الكلمتين من وثناء تنزيه للرب وثناء عليه. بكماله سبحانه وتعالى. قال من قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة في يوم مئة مرة فيه فظل قول هذه الكلمة مئة مرة. والقول في هذه المئة كالقول في المئة السابقة المبادرة اليها في اول اليوم اولى. مئة مرة حطت عنه خطاياه وان كانت مثل زبد البحر. حطت عنه خطاياه اي غفرت ذنوبه حطت عنه خطاياه وان كانت مثل زبد البحر والمراد بقول مثل زبد البحر اي وان بلغت بالكثرة وان بلغت كثرة ما بلغت فان فانها تحط عنه والمراد بالخطايا هنا المراد بالخطايا هنا الصغائر المراد بالخطايا هنا الصغائر الصغائر الذنوب. واما الكبائر كبار الذنوب لابد فيها من توبة. لابد فيها من توبة الى الى الله سبحانه وتعالى من تلك الذنوب وانظر في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما ما اجتنبت الكبائر. والصلوات الخمس فيها تهليل وفيها تسبيح. الكلمات الاربع موجودة في الصلوات الخمس ومع ذلك قال عليه الصلاة والسلام ما اجتنبت الكبائر. مع ذلك قال ما اجتنبت الكبائر اي ان الكبائر لابد فيها من توبة. نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب فضل ذكر الله عز وجل. عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه سبحانه وتعالى مثل الحي والميت اعد. قال عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه عز وجل مثل الحي والميت. قال باب فظل ذكر الله واورد هذا الحديث حديث ابي موسى الاشعري في فضل ذكر الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. ففي هذا الحديث من فضائل الذكر ان انه حياة للقلوب ولا حياة لها الا به وحاجة القلوب لتحيا حاجة القلوب الى الذكر لتحيا كحاجة السمكة الى الماء كما يقول ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فذكر الله حياة القلوب لا حياة لها الا وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذاكر مثل الحي والغافل عن ذكر مثله مثل الميت. فالذكر لله حياة والغفلة عن ذكره موات وجاء هذا الحديث في بعض رواياته في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله مثل الحي والميت. فيستفاد من الحديث بلفظيه ان استفاد من الحديث بلفظيه فظل ذكر الله في البيوت وان البيت الذي يذكر فيه الله قراءة للقرآن وتعلما للعلم ان من ذكر الله العلم الشرعي من ذكر الله وتسبيحا وتهليلا وتحميدا ونحو ذلك البيت الذي يكون فيه هذا الذكر لله بيت حي. مثل هذا البيت مثل بيوت الاحياء التي فيها احياء. ومثل البيت الذي لا يذكر فيه الله كمثل بيوت الاموات وهي المقابر ومثل القلب الذي يذكر ربه مثل الحي والقلب الذي لا يذكر ربه مثل القلب الميت او مثل الميت. ويستفاد من ذلك ان القلب الميت عافانا الله اه عفوا يستفاد من ذلك ان القلب الغافل عن ذكر الله عافانا الله اجمعين من ذلك حاله في صدر صاحبه كميت كميت مدفون في قطعة من الارض. هذا حال قلبه. فقلبه مدفون. ومكان دفن صدر هذا الانسان فهو قلب ميت. لا حياة فيه لان حياة القلوب بالذكر. بذكر الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله عز وجل ان ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون اهل الذكر. فاذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل تنادوا هلموا الى حاجتكم فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا. قال فيسألهم ربهم وهو اعلم بهم ما يقول عبادي قالوا يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. قال فيقول هل رأوني؟ فيقولون لا والله ما رأوك؟ قال فيقول وكيف لو رأوني؟ قال يقولون لو رأوك كانوا اشد لك عبادة واشد لك تمجيدا واكثر لك تسبيحا. قال يقول فما يسألوني؟ قالوا يسألونك الجنة. قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها. قال يقول فكيف لو انه رأوها؟ قال يقولون لو انهم رأوها كانوا شد عليها حرصا واشد واشد لها طلبا. واعظم فيها رغبة. قال فمما يتعوذون؟ قال من النار قال يقول وهل رأوها؟ قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها. قال يقول فكيف لو رأوها؟ قال يقولون لو رأوها كانوا اشد منها فرارا واشد لها مخافة. قال فيقول فاشهدكم اني قد غفرت لهم قال يقول ما لكم من الملائكة فيهم فلان ليس منهم انما جاء لحاجة قال هم الجلساء ولا يشقى بهم جليسهم. اللهم انا نسألك الجنة اللهم انا نسألك الجنة اللهم انا نسألك الجنة اللهم انا نعوذ بك من النار اللهم انا نعوذ بك من النار اللهم انا نعوذ بك من النار. هذا الحديث العظيم ساقه المصنف رحمه الله تعالى لبيان ما فيه من فضل عظيم لذكر الله وفضل عظيم للمجالس القائمة على ذكر الله سبحانه وتعالى. وان مجالس الذكر مجالس ذكر الله سبحانه وتعالى من فضلها او من فضائلها انها مجالس الملائكة فان لله سبحانه وتعالى فان لله سبحانه وتعالى ملائكة وظيفتهم طلبها بها المجالس والبحث عنها في الارض. كل ما وجدوا مجلسا من هذه المجالس تنادوا اي نادى بعضهم بعضا هلم الى حاجتكم فهذه حاجتهم هذه حاجة هؤلاء الملائكة. حاجتهم يطوفون في الارض بحثا عن مجالس الذكر كل ما وجدوا مجلسا من هذه المجالس تنادوا اي نادى بعضهم بعضا هلم الى حاجتكم اي تعالوا الى حاجتكم فيستفاد من هذا الحديث ان مجالس الذكر مجالس الملائكة مجالس الملائكة وضد مجالس الذكر وهي مجالس الغفلة مجالس الشياطين ومتنزل الشياطين فمن جلس مجالس الغفلة رضي لنفسه ان يكون في مجلس تتنزل فيه الشياطين على اهله. وتكون جلاس لاهله ومن اختار لنفسه مجالس الذكر وصبر نفسه عليها فقد رضي لنفسه مجالس الملائكة مجالس الملائكة فان الملائكة تطلب هذه المجالس وتطوف بحثا عنها تتنادى ينادي بعضهم بعضا لهذه مجالس هلم الى حاجتكم اضافة الى ما ورد ان الملائكة تحفهم ان الملائكة تحفهم باجنحتها رضا بصنيعهم ومحبة لهم وتعظيما لشأنهم. وهذا كله مما يدل على فضل مجالس الذكر. ومن ما ينبغي ان يعلم ان مجالس الذكر تشمل اه آآ ما يكون فيها من حمد وثناء وتمجيد للرب وما يكون فيها من دعاء وسؤال وطلب ولا سيما سؤال الله الجنة والنجاة من النار وتشمل فيها وتشمل ايظا ما كان فيها من بيان للحلال والحرام والاحكام والتعريف بالرب المعبود بذكر اسمائه وصفاته عظمته فكل ذلك ذكر لله. كل ذلك ذكر لله سبحانه وتعالى قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة يطوفون هنا في الطرق يلتمسون اهل الذكر. فاذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل تنادوا هلموا الى حاجتكم تنادوا اي نادى بعضهم بعضا هلموا اي اقبلوا الى حاجتكم فيه ان حاجتهم هو البحث عن هذه المجالس. ليس لهم الا هذه الحاجة. البحث عن هذه المجالس. قال فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا. فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا. وهذا الحف بالاجنحة بصنيع هؤلاء قال فيسألهم ربهم وهو اعلم بهم ما يقول عبادي؟ قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك اي ان مجالسهم مجالس ثناء وتعظيم لله سبحانه وتعالى مجال ثناء وتعظيم لله جل وعلا بحمده والثناء عليه وتنزيهه جل وعلا عما لا يليق به قال يسبحونك ويحمدونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك اي انها مجالس قائمة على هذا. قائمة على التسبيح والتحميد والثناء على الله تمجيد لله سبحانه وذلك بالثناء على الله والتنزيه لله والتقديس لله وبيان شرع الله التعريف بالله سبحانه وتعالى وآآ ذكر الله بالثناء عليه جل وعلا. وليس المراد هذا الحديث التسبيح الجماعي والتحميد الجماعي مثلا يجتمع قوم ويقوم واحد منهم ويقول سبحوا مئة فيسبحون جماعة او هللوا مئة فيهللون جماعة فان الذكر بهذه الصفة بدعة من البدع التي لا اصل لها في شرع وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصحابة رضي الله عنهم انكروا ذلك وعدوه من البدع كما جاء في سنن الدارمي عن عبد الله ابن مسعود انه قام او وقف على جماعة في مسجد وعليهم رجل ليقول سبحوا مئة فيسبحوا كبروا مئة فيكبرون هللوا مئة فيكبرون. قال عدوا خطيئاتكم فاني ضامن على الله الا يضيع من حسناتكم شيء. عدوا خطيئاتكم. وقال اما انكم جئتم ببدعة ظلما او اصحاب محمد علما. قالوا والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير. قال وهل كل من اراد الخير ادركه ليس المراد بقوله يسبحونك ويحمدونك ويمجدونك التسبيح الجماعي والتحميد الجماعي والتهليل الجماعي فان هذا بدعة لا اصل له ولكن المراد الاجتماعي الاجتماع على اه تعلم ذكر وتعلم شرع الله والتعظيم لله والثناء على الله والتمجيد لله سبحانه وتعالى انظروا رعاكم الله الى مجالس العلم. التي تعقد لبيان دين الله. كم يكون فيها من التسبيح لله؟ وكم يكون فيها من وكم يكون فيها من الثناء؟ وكم يقوم فيها؟ كم يقوم منها الجلاس في تلك المجالس مثنين على الله ذاكرين لله على ذكر الله سبحانه وتعالى فهذا هو المراد هذا هو المراد بقوله هناك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. قال فيقول هل رأوني قال فيقول هل رأوني؟ فيقولون لا والله ما رأوك فيقول وكيف لو رأوني؟ قال يقولون لو لو رأوك كانوا اشد لك عبادة لو رأوك كانوا اشد لك عبادة واشد لك تمجيدا وتحميدا واكثر لك تسبيحا قال قال يقول فما يسألونني قال يسألونك الجنة قال وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو انهم رأوها؟ قال يقولون لو انهم لو انهم رأوها كانوا اشد عليها وتصبر مم واشد لها طلبا واعظم فيها رغبة قال فمما يتعوذون؟ قالوا يقولون من من النار قال يقول وهل رأوها؟ قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول كيف لو رأوها كيف لو رأوها؟ كيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا اشد منها فرارا واشد لها مخافة قال فيقول فاشهدكم اني قد غفرت لهم اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا ولوالدينا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا يا رب العالمين. اللهم اغفر لنا لوالدينا اللهم اغفر لنا ولوالدينا اللهم مغفرة من عندك يا ذا الجلال والاكرام قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم انما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم. نسأل الله الكريم من فضله. نسأل الكريمة من فظله نسأل الله الكريم من فضله اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا يا رب العالمين. اللهم مغفرة من عندك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا