الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى بكتابه التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب العمل الذي يبتغى به وجه الله عن عتبان بن مالك الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا لا اله الا الله يبتغي به وجه الله الا حرم الله عليه النار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الباب باب العمل الذي يبتغى به وجه الله عقده رحمه الله تعالى لبيان عظيم شأن العمل اذا كان بهذا الوصف لا يريد به العامل الا وجه الله تبارك وتعالى اي بنية خالصة لا للرياء ولا للسمعة ولا لغير ذلك من الاغراض وانما نيته وغرضه وبغيته رضا الله والفوز بجنته وقد قال الله تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا فالعمل الذي يبتغى به وجه الله ليس له ثواب الا الجنة والعمل الذي لا يبتغى به وجه الله فان لعامله ما نوى كما قال عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى اورد حديث عتبان ابن مالك الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يوافي عبد يوم القيامة اي لن يأتي عبد يوم القيامة يقول لا اله الا الله يبتغي بها وجه الله الا حرم الله عليه النار هذا فيه فضل هذه الكلمة فالعظيمة وانها لا تكون نافعة لقائلها موجبة لنيل الثواب والنجاة من العقاب الا اذا قيدت بقيودها والتزم بظوابطها الواردة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فهنا قيدت بهذا القيد ورتب الثواب على ذلك قال يبتغي به وجه الله يبتغي به وجه الله اي بهذا القيد والثواب في النصوص اذا جاء مرتبا على عمل من الاعمال بقيد ما لا يكون آآ الثواب متحققا الا بوجود القيد والا لم يكن لذكره فائدة فقوله يبتغى او يبتغي به وجه الله قيد لا تكون لا اله الا الله مقبولة الا به وهو الاخلاص كما في الحديث الاخر لما سأل ابو هريرة النبي عليه الصلاة والسلام قال من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال من قال لا اله الا ان الله خالصا من قلبه فان قوله يبتغي به وجه الله هو الاخلاص. لان الاخلاص هو ابتغاء وجه الله بالعمل الاخلاص شرط لا قبول لعمل من الاعمال الا به قد قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن ان جزاء اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسبه الا الجنة ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى وهذا حديث قدسي ما لعبدي المؤمن جزاء اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسبه اي بهذا القيد الا الجنة ما لعبدي جزاء الا الجنة فهذا الجزاء الذي هو الجنة بهذا القيد وهو الاحتساب. الاحتساب احتسبه اي احتسبه عند الله يرجو بذلك الاجر والمثوبة عند الله سبحانه وتعالى. ومعنى قوله اذا قبضت صفية اي روح صفيه من ولد او اخ او اخت او زوجة او ام او اب او خال او قريب اذا قبضت صفية اي قبضت روح صفيه واحتسبه واحتسب بهذا القيد يحتسب ذلك عند الله اجرا وثوابا ليس له جزاء الا الجنة فانظر هذا الفضل ما اعظمه لمن يوفق للاحتساب عندما يصاب بفقد ابن او ام او اب او اخ او زوج او نحو ذلك يحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى فليس له جزاء الا الجنة وهذا يدل ان الاحتساب يصير القليل كثيرا ويصير العمل العمل او المصاب الذي يبتلى به العبد بابا من ابواب رفعة العبد عند الله سبحانه وتعالى فهذا مقام عظيم من مقامات نيل الثواب ورفعة الدرجات ان يتلقى المرء مصابه بالصبر والرضا والاحتساب احتسبه اي اجرا وثوابا عند الله سبحانه وتعالى وانظر في هذا الباب الى قول النبي صلوات الله وسلامه عليه والحديث في الترمذي وغيره وحديث صحيح قال عليه الصلاة والسلام بخن بخن خمس ما اثقلهن في الميزان بخ بخ خمس ما اثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والولد الصالح يموت آآ يموت للعبد المؤمن فيحتسبه او كما قال عليه الصلاة والسلام فيحتسبه فانظر ما اثقل يقول ما اثقلهن في الميزان وجعل هذه الخصلة الاحتساب عند فقد الولد جعل ذلك من الامور الثقيلة في الميزان يوم القيامة ومقرونا باربع الكلمات التي احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى فهذا باب عظيم من ابواب رفعة الدرجات وثقل الميزان يوم القيامة وان المؤمن اذا ابتلاه الله سبحانه وتعالى بفقد صفيه بفقد حبيبه ان يحتسب ذلك عند الله اجرا وثوابا فان هذا يصير هذا الامر بابا من اعظم ابواب رفعة الدرجات ونيل الاجور وثقل الميزان يوم القيامة. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ذهاب الصالحين عن من عن مرداس عن مرداس الاسلمي رضي الله عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يذهب الصالحون الاول فالاول ويبقى حثالة ويبقى حفالة كحفالة الشعير او التمر. لا يباليهم الله باله قال باب ذهاب الصالحين اي بالموت ذهاب الصالحين اي بالموت واحدا تلو الاخر الى ان لا يبقى في الناس الا الحثالة. ذهب الصالحون فلم يبقى في الناس او على وجه الارض الا الحثالة. حثالة الناس وهذا من اشراط الساعة هذا من اشراط الساعة وعلاماتها ومن الامور التي تكون في اخر الزمان قال عن مرداس الاسلمي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يذهب الصالحون الاول فالاول اي واحد تلو الاخر وذهابهم بقبض ارواحهم ذهابهم بقبض ارواحهم الاول فالاول اي واحدا تلو الاخر ويبقى حفالة كحفالة الشعير او التمر. حفالة الشعير والتمر الرديء منه الرديء منه يقال له حفالة يقال له حفالة فحتى لا يبقى الا حثالة كحفالة الشعير والتمر حفالة الشعير والتمر هو الرديء منه. الرديء منه فلا يبقى في الناس صالحون وانما يبقى الرديء من الناس يبقى الرديء من الناس وهم اهل الشر والفساد قال لا يباليهم الله باله لا يباليهم الله بالا اي لا يرفع لهم قدرا ولا يجعل لهم سبحانه وتعالى مكانة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ما يتقى من فتنة المال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو كان لابن ادم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من تاب قال باب ما يتقى من فتنة المال باب ما يتقى من فتنة المال هذه الترجمة فعقدها رحمه الله تعالى لذم الحرص على الدنيا وذم شدة التكالب عليها وان تكون هي بغية الانسان غاية مطلبه ونهاية ونهاية مقصده ان تكون غاية مطلبه ونهاية مقصده فهذا مما جاءت اه النصوص بالتحذير منه والنهي عنه وان المسلم يجب ان يكون على حذر من ذلك فهذه الترجمة معقودة في ذم الحرص على الدنيا وان هذا الحرص افة من الافات ان هذا الحرص افة من الافات التي يجب ان تتقى وتحذر قال عن مرداس آآ قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كان لابن ادم آآ واديان من مال لابتغى ثالثا لو كان له واديان من مال ما ابتغى ثالثا يعني لا يشبع من الدنيا نهمته في الدنيا لا تتوقف عند حد يعني في اول امره يتمنى ان يكون عنده واد من مال فاذا اجتمعت له هذه الامنية وحصل له واد من مال لم يقنعه وتمنى واد ثاني فاذا حصل له الوادي الثاني لم يقنع وتمنى واد ثالث واذا حصل الثالث لم يقنع وهكذا فان قوله لو كان له لابن ادم ماديا من مال لابتغى ثالثا اشارة الى انه لا يقنعه شيء. لو جاء الثالث لابتغى رابعا ولو جاء رابعا لابتغى خامسا لا يقنع هذي حال الانسان. قالوا ولا يملأ جوف ابن ادم من التراب ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب يعني لا يقنعه شيء لا لا يقنعه شيء فهذه حال الانسان مع الدنيا وذكر ذلك عليه الصلاة والسلام على وجه الذم هذا الحرص لان لان لو حصل له هذا الوادي والثاني والثالث والرابعة ثم ماذا ثم ماذا؟ هل هذا المال آآ يبقى للانسان وهل الانسان يبقى لهذا المال احدهما سيسبق الاخر المال تعتريه الافات وصاحب المال يأتيه الموت ومفارقة الحياة فلا المال يبقى ولا صاحبه يبقى وليس هناك مثل القناعة ليس هناك مثل القناعة ولا يعني ذلك ذم تحصيل المال واكتسابه لا يعني ذلك لكن ذم الشريعة انما جاء جعل هذا الامر غاية الانسان ونهاية مطلبه لكن من سعى في طلب المال وتحصيله وتوسع الاموال وعنده النية الحسنة في الانفاق والبذل ابواب البر ومجالاته المختلفة والاحسان عنده هذه النية ف ماله ثراؤه يغبط عليه لانه لا غبطة الا الا فتنتين كما جاء بذلك الحديث هذا مما يغبط عليه ان يحصل الانسان مالا كثيرا ويتقي الله سبحانه قال في ما له يؤدي حق الله ويأخذ المال من حلة ويضعه في حلة ويؤدي حق الله في هذا المال هذا من من ابواب الخير وابواب الرفعة ولهذا العلماء اختلفوا خلافا واسعا في ايهما اعظم ثوابا الغني الشاكر او الفقير الصابر ايهما اعظم ثوابه الذي عنده اموال كثيرة وشاكر ولا ما عنده مال وصابر ايهما اعظم ثوابا يقول ابن القيم رحمه الله تعالى سألت شيخ الاسلام ابن تيمية عن عن هذه المسألة فقال الاعظم ثوابا الاتقى لله منهما الاتقى لله منهما قال فقلت له ان كانوا في التقوى سواء قال هم في الاجر سواء قال هم في الاجر سواء الغني الشاكر والفقير الصادر قال هم في الاجر سواء لماذا لماذا قالهما في الاجر سواء لان كلا من الاثنين ممتحن هذا امتحن بالغنى فشكر وهذا امتحن بالفقر فصبر. فكل منهما ادى عبودية امتحانه. بنجاح كل منهما ادى عبودية امتحانه بنجاح. يوضح لك ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره قل له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. نعم وقوله في تمام هذا الحديث ويتوب الله على من تاب ويتوب الله على من تاب وهذا فيه ان باب التوبة للعبد مهيأ وان جمحت به نفسه ومالت الى الدنيا انخرط فيها وقتا من عمره متكالبا على الدنيا حريصا عليها لا ييأس ولا يقنط من فظل الله ورحمته بل من تاب تاب الله عليه ومن اناب الى الله سبحانه وتعالى قبل انابته وهذا فيه ان العبد ولو حصل منه انخراط في فترة ما من حياته وانكباب على الدنيا وانهماك وانشغال عما خلق لاجله يقال له لا تقنط ولا تيأس تب الى الله ومن تاب تاب الله عليه؟ نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ما قدم من ما له فهو له عن عبدالله رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ايكم مال وارثه احب اليه من ماله؟ قالوا يا رسول الله ما منا احد احد الا ما له احب اليه قال فان ما له ما قدم ومال وارثه ما اخر قال باب ما قدم من ما له فهو له ومعنى ذلك ان ما لم يقدمه من ما له فليس له وانما للورثة ومهمته تجاه هذا المال الى ان قبضت روحه انه خازن لهذا المال وحارس هذي مهمته والا هو ليس له للورثة مجرد ان مجرد ان تفارق روحه جسده يصبح المال للورثة يصبح المال للورثة ليس له وانما ماله الشيء الذي قدمه فهو يجد هذا الشيء الذي قدمه عند الله سبحانه وتعالى فهذا هو مال الانسان. اما ما عدا ذلك من المال ليس له. وانما هو للورثة لا يدخل معه الى قبره ولا ينتقل معه في حشره من ماله اي شيء مثل ما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح قال قال عليه الصلاة والسلام يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة بهما قالوا وما بهما يا رسول الله قال ليس معهم من الدنيا شيء ليس معهم من الدنيا شيء لو اوتي الانسان من المال مثل ما اوتي قارون لا يقوم معه من هذا المال يوم القيامة شيء الا ما قدم الا ما قدم اي قدمه اه في سبيل الله يرجو به ثواب الله يوم يلقى الله سبحانه وتعالى فهذا هو مال المرء واما ما سوى ذلك فهو للورثة يقول عليه الصلاة والسلام يتبع الميت ثلاثة يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد يتبع عمله واهله وماله فيرجع اهله وماله ويبقى عمله ويبقى عمله قال عن عبد الله اي بن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ايكم مال وارثه احب اليه من ما له من منكم كذلك مال وارثة احب اليه من ما له قالوا يا رسول الله ما منا احد الا ما له احب اليه. اي من مال وارثه ما احد منا يحب مال وارثه اكثر من محبته لماله انظر هذه المقدمة ما اجملها وهذا النصح ما اعظمه من نبينا عليه الصلاة والسلام قالوا ما منا احد الا ما له احب اليه قال فان ما له ما قدم فان ما له ما قدم اي قدمه يلقاه يوم يلقى الله قدموا لانفسكم يوم يلقى الله سبحانه وتعالى ومال وارثه ما اخر اي ما لم يقدم من ما له فهو للوارث. ليس له نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الغنى غنى النفس. عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس قال باب الغنى غنى النفس الغنى اي الغنى الحقيقي الممدوح المعتبر انما هو غنى النفس وغنى النفس بقناعة النفس بما اوتي العبد ورضاها بما قسم للعبد وبعد النفس عن الجشع والهلع نحو ذلك قال الغنى غنى النفس قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغنى عن كثرة العرض ليس الغنى اي حقا ليس الغنى المعتبر الممدوح صاحبه عن كثرة العرض والمراد بالعرظ اي متاع الدنيا بالعرض لائمة الدنيا يريدون عرظ الدنيا تريدون عرض الدنيا فالعرظ هو متاع الدنيا فليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ولكن الغنى اي المحمود الممدوح المعتبر غنى النفس اي بما اوتي قناعة العبد ورضاه بما اوتي ما قسم الله تبارك وتعالى له نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وتخليهم عن الدنيا وعنه رضي الله عنه انه كان يقول االله الذي لا اله الا هو ان كنت لاعتمد بكبدي على الارض من الجوع وان كنت لاشد الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي كنتم وان كنت لاشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر ابو بكر فسألته عن اية من كتاب الله ما سألته الا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن اية من كتاب الله ما سألته الا ليشبعني فمر فلم يفعل ثم مر يا ابو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال ابا هر؟ قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فاذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح فقال من اين هذا اللبن قالوا اهداه لك فلان او فلانة؟ قال ابا هر؟ قلت لبيك يا رسول الله؟ قال الحق الى اهل الصفة فادعهم لي. قال واهل صفة اضياف الاسلام لا يأوون الى اهل ولا مال ولا على احد اذا اذا اتته صدقة اذا اتته صدقة ثم بعث بها اليهم ولم يتناول منها شيئا. واذا اتته هدية ارسل اليهم واصاب منها واشركهم فيها. فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في اهل الصفة كنت احق انا ان اصيب من هذا اللبن شربة اتقوى بها. فاذا جاء امرني فكنت انا اعطيهم وما عسى ان يبلغني من هذا اللبن ان ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد. فاتيتهم فدعوتهم فاقبلوا فاستأذنوا فاذن فاخذوا مجالسهم من البيت. قال يا ابا هر قلت لبيك يا رسول الله. قال خذ فاعطهم فاخذت القدح فجعلت تعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فاعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح اشربوا حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم القدح فوضعه على يده فنظر الي فتبسم. فقال ابا هر؟ قلت لبيك يا رسول الله. قال بقيت انا وانت صدقت يا رسول الله قال اقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما اجد له مسلكا. قال فارني فاعطيته القدح. فحمد الله وسمى وشرب الفضل نعم يؤجل الكلام على هذا الحديث الى اللقاء القادم واحب ان انبه ان الدرس يتوقف الى يوم الاحد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا وولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير