السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ايها المسلمون من المهلكات من المهلكات التي يجب اجتنابها بعد الشرك والبدع والكبائر ما جاء في حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات ثم فصل في المهلكات فقال صلى الله عليه وسلم فاما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه. وذكر الحديث الذي رواه الطبراني في الاوسط وغيره وحسنه الالباني وفي هذا الحديث النبوي العظيم الذي لا ينطق عن الهوى بيان ثلاث خصال ثلاث خلال تهلك العبد وتأخذ به الى حتفه ثم بيان ثلاث خلال وصفات هي النجاة وسبيل الفكاك اما المهلكات فاولهن الشح المطاع وهو البخل الذي يطيعه صاحبه فلا يؤدي ما عليه من حق الحق سبحانه وتعالى ولا من حق الخلق بل يقصروا في حق الله تعالى فلا يخرج زكاة ما له او يخرجها ناقصة او ونفسه غير طيبة او نفع. او ونفسه غير طيبة بها. ولا يؤدي الكفارات والنذور التي الزم نفسه او الزم بها ويقصر في النفقات التي يلزمه الشرع اداءها. ويقصر في حق الخلق من النفقات والصلات وما يستوجب المروءات فالشح المطاع يؤدي الى عدم الايمان التام والى ارتكاب المحرمات حتى ان صاحبه ربما يسرق او يختلس بخلا وظنا بالمال. قال عز وجل ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم فيطوقون ما بخلوا يوم ما بخلوا به يوم القيامة. ولله ميراث السماوات والارض. والله بما تعملون وقال سبحانه ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ولا يستهان بالشح فقد اهلك امما. وتسبب في انتهاك محارم واستحلال دماء فاعظم بها من مصاب عاقبته في الاخرة شديدة فعن جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة. واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم. رواه مسلم بئس خلة تكون في الرجل الشح والبخل. قال ابو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع رواه الامام احمد وابو داوود والشح الهالع هو الذي يدفع صاحبه الى الحرص على المال والجزع على ذهابه والجبنة الخالع هو الشديد الذي يكاد يخلع فؤاد صاحبه من شدة خوفه. فليحذر المسلم الشح فانه لا يجتمع مع الايمان الكامل في قلب رجل مسلم كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعة لا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد ابدا. رواه احمد والنسائي اخوة لمن حذر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الانف من المهلكة الثانية. وهي اتباع الهوى ميل الطبع الى ما يلائمه وعدم الزامه بما يخالفه. وسمي هوى لانه يهوي بصاحبه في العواقب المذمومة في الدنيا والمهلكات المرضيات في الاخرة فكم وكم حرم الهوى من فضيلة واوقع في رذيلة ونقص من كماله كم من لذة فوتها صاحبها بسبب لذة ولذات. واكلة منعت اكلات. وشهوة كسرت جاها ونكست رأسا وقبحت ذكرا واورثت ذما عاقبة ذلا والزمت عارا. لا يغسله الماء ولا يطهره التراب والناس اما اتباع هدى او اتباع هوى ولا ثالث لهم قال تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. ومن نضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. ان الله لا يهدي القوم الظالمين. وقال عز وجل ولا لا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى ان الهوى يا عباد الله ما خالط شيئا الا افسده. فان كان في العلم اخرج صاحبه الى البدعة والظلالة حتى يشار اليه بذاك وان وقع في العبادة اخرجها عن كونها عبادة الى كونها عادة ولا كان في الزهد الا لبس على صاحبه وصده عن الحق والاعتدال. وان وقع في القضاء قد صاحب الى الظلم والجور او كان في الولاية اخرج صاحبه الى خيانة الله والمؤمنين. فيصبح يولي بهواه ويعزل بهواه ويسمع ويطيع بهواه ويخالف بهواه افرأيت من اتخذ الهه هواه؟ واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه. وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون والمهلكة الثالثة اعجاب المرء بنفسه فانها فانها مرضية. وسببه جهل الانسان بحقيقة نفسه وانه عبد فقير ضعيف واستعظام النفس واستكبارها من الركوع سببها الركون الى النعم. ونسيان اضافتها الى المنعم جل جلاله الو فان من اعجب بنفسه ذلك لانه امن زوال النعم. ونسي ان الله قد خذوا منه العافية لحظة او يأخذ ما له خسفة او يهلك عياله مرضى قد يعجب الانسان بعلمه او رأيه او عمله فيصاب او ماله او جماله فيتلف او عقله وكياسته فيخرف او جاهه ورياسته فيذل او نسبه وحسبه وعشيرته فيضل قال صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد لن يدخل احدا منكم عمله الجنة قالوا ولا انت يا رسول رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله منه بفضل ورحمة وهذا حتى لا يعجب احد بعمله. وعاقبة الاعجاب بالنفس الهلاك والبوار. قال تعالى قارون لما قال اوتيته على علم عندي اي باسباب المكاسب. قال الله شفنا به وبداره الارض. فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله. وما كان من المنتصرين وقال فرعون هذه الانهار تجري من تحتي فاغرقه الله في البحر. كفاني الله واياكم شر الاهواء والادواء وبلغنا منازل الصالحين الاتقياء. اقول ما سمعتم واستغفروا الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. ان انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فاتقوا الله الذي خلقكم واستعينوا على طاعته بما رزقكم عباد الله فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم اسباب النجاة في الحديث السابق فقال عليه الصلاة السلام واما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية واما الكفارات فانتظار الصلاة بعد الصلاة. اي في المساجد والمصليات اسباغ الوضوء في السبرات اي شدة البرد. وفي رواية واسباغ الوضوء في المكروهات ننقل الاقدام الى الجماعات. واما الدرجات فاطعام الطعام وافشاء السلام وصلاة بالليل والناس نيم. الحديث قد صححه العلامة الالباني رحمه الله تعالى عباد الله اعلموا ان نجاتكم بطاعة مولاكم اتباع نبيكم صلى الله عليه وسلم من مهلكات الدنيا ومن فتنها ومن مغرياتها ومن ما يكون فيها من البلاءات وما اكثرها. فان الناس على هذه الدنيا عرضة للخير والشر والفرح والترح والسعادة والشقاوة والتفاؤل والتشاؤم. فتارة يكون في المنجيات وتارة في المهلكات والعقبى لمن كانت عاقبته حميدة. اللهم وفقنا لهداك واجعل تعمل لنا في رضاك. اللهم احفظنا بحفظك. وكلأنا برعايتك. اللهم نسألك ان تجعلنا كما تحب وهم اجعلنا كما تحب يا ربنا من غير بلاء يا رب العالمين. اللهم اجعلنا كما تحب بعافية يا ارحم الراحمين انت القادر على كل شيء طهر قلوبنا من النفاق والشقاق ومن سوء الاخلاق ومن الهوى يا رب العالمين والشح ويا جابن بالنفس يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين. اللهم عليك باليهود الغاصبين اللهم عليك بالصهاينة المعتدين. اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم. اللهم اجعل بأسك بينهم. اللهم الدائرة عليهم. اللهم احفظ اخواننا في غزة وفي فلسطين. اللهم احفظهم بحفظك واكلهم برعايتك. اللهم احفظ من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم كن لهم ناصرا ومعينا يا رب العالمين. اجعل لهم سببا ومددا احقن دماءهم شافي مريضهم. اللهم دماءهم واشف مرضاهم. وعافي مبتلاهم والف بين قلوبهم. اللهم سدد رميهم وثبت اقدامهم. واجعلهم سببا ومددا للنصر يا رب العالمين. اللهم احفظ هذا البلد امنا مطمئن ان سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. وفق ولاة امور المسلمين لما تحب وترضى. ووفق ولينا لما فيه صلاح العباد والبلاد. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين