الحمد لله خالق الارض والسماوات ومدبر الليل والنهار ومقلب الاوقات. والصلاة والسلام على سيد البريات نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه السادات وبعد فان طالبة العلم وطالب العلم عليه من الله نعم عظيمة ومنها ان الله جل وعلا سلك به مسلك طلب العلم. وفي الحديث الا ان الدنيا ملعونة ملعون ما فيها. الا ذكر الله وما والاه وعالم او متعلم. الا ذكر الله وما والاه. وعالم او متعلم فتأملي رعاك الله انك خرجت من اللعنة بسبب طلبك للعلم. وهذه نعمة ينبغي ان تشكر الله جل وعلا عليها ثم يضاف عليك من النعم انك بعد ايام وفي هذه الايام قد اقبلت على اوقات فراغ هي من النعم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس. فالصحة والفراغ. ولو احسن طالب العلم استعمال هاتين النعمتين لاجتمعت عنده النعم. بل اصبح متقلبا في الخيرات عظيم الاثرات قليل العثرات فكيف تستغلين يا طالبة العلم؟ هذه النعم الكثيرة في هذه الاجازة الطويلة تبدأ الاجازة من نهاية الشهر السادس الافرنجي وحتى نهاية رمضان المبارك. اي ما يقارب ثلاثة اشهر خمسة وسبعون يوما تقريبا ولنتأمل ان هذه الدنيا فانية كفناء ما سبق من اعمارنا. وان الاخرة يرعاكن الله باقية بابقاء الله الازلي لها وحينها لا تنفعك الا صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له اذا علينا ايتها الفضليات كطلبة علم وطالبات علم الا نهمل جانب وتنفيع الناس بالعلم فان ذلك اعظم اثرا من تنفيعهم بالمال فان المال يذهب ذكره مع ذكره. والعلم يبقى اثره في الخلق ولنا في ائمة الدنيا قدوة وفي خلود ذكراهم عبرة وفي تحصيلهم الدعاء عظة يتحصلون الرحمات والدعوات وهم قد دفنوا منذ القرون ومئات السنين والسنوات واما اهل الدنيا فقد اندثرت احوالهم وذهبت ايامهم فلا يذكرون لكن ايتها الفضليات العلم لا ينال الا بالتعب والمشقة. ومن لم يتحمل ذل التعلم ساعة تجرع كأس الجهل ابد الدهر فتلقي العلم عن اهله فمن دخل في العلم وحده ولم يطلب العلم من بابه خرج وحده. ولذا ينبغي عليكن طلب العلم من من يوثق بعلمهم من المشايخ المتبعين للسلف الذين جانبوا الاهواء والبدع الخلفية والتحزبات البدعية هذا العلم بحاجة الى صبر صبر في طلبه وتحصيله. وبحاجة الى الصبر للعمل صبر للعمل به ونشره. وبحاجة الى الصبر. صبر في تعليمه ونثره وبهذا يكون طالب العلم وطالبة العلم حياته كلها صبر في صبر في صبر والصابر موعود بالجنان. قال الله تعالى سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار واضع بين ايديكن يا ايتها الفضليات منهجا علميا متكاملا. ومقترحا للاجازة الصيفية. لعل الله جل وعلا ان يبارك لنا في وان يحفظ لنا الدقائق والساعات. اولا حفظ ايات وسور من القرآن الكريم فينبغي لكل واحدة منكن ان تحدد لنفسها وقتا معينا. لا يترك هذا الوقت مهما كانت الظروف اجعلها بعد صلاة العصر مثلا. ولنتأمل يا رعاكن الله خمسة ايات خمس ايات في اليوم في خمس وسبعين يوما ستحفظين خلال الاجازة الصيفية خمسا وسبعون وثلاث مئة اية يعني اكثر من سورة البقرة وال عمران يا للفوز ثانيا حفظ احاديث من كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. كالاربعين النووية ومن كانت قد حفظت الاربعين فلتبدأ بالبلوغ مثلا وليجعل لذلك وقتا بعد صلاة الفجر كل يوم ولنتأمل انا لو حفظنا في اليوم حديثين في خمس وسبعين في خمسة وسبعين يوما لاصبح لدينا خمسون ومئة حديث الله اكبر غنيمة عظيمة يغفل عنها. كثير ممن يريدون الغنائم. واذا كان ثم حفظ لهذا الذي ذكرناه فينبغي ان يبدل بالمتون العلمية الاخرى الامر الثالث الامر الثالث ايتها الفضليات العبادة الملازمة. العبادة الملازمة التي ليست بحاجة الى اي شروط اخرى سوى الاسلام والايمان العبادة الملازمة التي ليست بحاجة الى طهر كامل انها انه الذكر. الذكر قياما وقعودا وذهابا وايابا ولان طالب العلم وطالبة العلم قد تنشغل عن النوافل الاخرى فعليه بملازمة هذه النافلة والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما رابعا وضع برنامج لقراءة كتاب مع الرفيق في فنون مختلفة واؤكد على مسألة الصحبة فان طالب العلم وطالبة العلم اذا لم يكن لها من يعينها فانها تعطب اولا في التفسير فلنحاول ان ننهي تفسير السعدي رحمه الله تعالى وانا اسألكن ايتها الفضليات كم واحدة منكن قد انهت تفسير كتاب الله جل وعلا ربما يؤسفني ان يكون القول لا احد فاذا اغتنم هذه الاجازة المباركة ثانيا كتاب في العقيدة تقرأينه مع زميلتك شرح الواسطية قرة عيون الموحدين واي كتاب اخر من الكتب التي تذكر العقيدة وتذكرنا بما قد درسنا ثالثا الجوامع مثل جامع العلوم والحكم فانه كاسمه جمع العلوم والحكم. وطالب العلم وطالبة العلم بحاجة الى هذه الجوامع تذكيرا واستئناسا واعتراضا اما الفقه فاوصي بمراجعة وقراءة الملخص الفقهي واما الاصول فينبغي لنا على الاقل ان نراجع كتاب الشيخ محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله تعالى اما او اذا كنا قد قرأنا كتابا في النحو من قبل فلنقرأ شرح ابن عقيل. والا فلنقرأ شرح الاجر الرومية للشيخ عبد الحميد اما في السيرة فلنقرأ الرحيق المختوم لشيخنا المبارك رحمه الله تعالى صفي الرحمن المباركفوري فلنقرأ في المصطلح اختصار علوم الحديث فان كان المتعلم قد قرأ هذه الكتب يمكن ان ينتقل الى ما فوقها او يكون ذلك استذكارا لما قرأ ودرس ومن لم يكن قد قرأ فسيحصل خيرا كثيرا باذن الله تبارك وتعالى. وما ذكرته انما هو تذكرة للمنتهي وبداية للمبتدي خامسا ينبغي علينا ايتها الفضليات انشغال اوقاتنا بالبحوث والتأليف طالبة العلم اذا لم تمسك القلم لتجمع الاقوال في المسألة ولتحيط بالقضية فانها ليست بطالبة علم وكان علي ابن المديني رحمه الله يقول الباب اذا لم يجمع طرقه لم يعلم صوابه انشغال بالبحوث والتأليف فينبغي الاهتمام بهذا الجانب ولو في اليوم تكتبين خمسة اسطر فان ذلك يعين على البحث باذن الله جل وعلا ويجيد الكتابة والتأليف وليس من الشرط ان نخرج ما نكتب او ان نطبع ما نؤلف فان الاسراع في الاخراج دليل على اي في عرظ الامور على الناس وبالتالي النقد وانما كثر النقد في هذا الزمن بسبب كثرة التأليفات التي لا زمام لها. وانما هي منطلقات من اناس مسكوا الاقلام بايد سيالة وعقول فياضة من غير اصول علمية شرعية ثابتة سادسا ان نهتم بالتعليم فينبغي لكن ايتها الفضليات الاهتمام بتعليم من حولكن فاخواني كنا وابنائي كنا وجيرانكن واهل حيكن والجلوس معهم وتعليمهم ولو في امور يسيرة خصوصا في الاوقات الفاضلة الفايضة التي تذهب من طالب العلم من غير ارادة منه الاوقات الاجتماعية ونحوها ينبغي الاهتمام بالتعليم ولو لواحدة او لاثنتين سابعا الدعوة الله الله في الدعوة الى الله جل وعلا وان ابليس قد اهلك في هذا الباب قسمين من الناس اهلك اناسا ركبوا الدعوة الى الله والتبليغ بحجة ان الواجب تبليغ والذهاب والسفر والاياب فهذا ليس من منهج الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم وفيها ازاء هؤلاء اناس اخرين تركوا الدعوة الى الله جل وعلا وسمع لا عقب وظنوا ان الدعوة الى الله انما هي وظيفة اهل العلم الراسخين فحسب لا الدعوة الى الله واجب على كل من تعلم مسألة على سبيل اليقين ان يعلم من حوله ان يعلم اهله له واولاده فيدعو الانسان من حوله من الناس كبارا وصغارا كلا بحسب ما يناسب حالهم. لا نكون مع الدعوة جافين. ولا نكون مع الدعوة مفرطين ثامنا زيارة وصلة ينبغي لكن ايتها الفضليات ترتيب الاوقات فتجعلنا اوقاتا الزيارات والصلات وذلك يكون سببا في تنشيط الاذهان فتزورين الاهل وتخصصين لهم الوقت والجيران والخلان ويكون ذلك مع التعليم والدعوة الى الله جل وعلا تاسعا وهو امر مهم حضور حلق العلم خصوصا في هذا الصيف المبارك الذي يكثر فيه حلقات العلم زادوا فيه الدروس العلمية والمنهجية والدورات الصيفية حضور حلق العلم والمواظبة على هذه الدورات العلمية والدروس المنهجية والمواعظ الوقتية عاشرا سماع الاشرطة النافعة سواء الدروس كاشطة الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى او العلامة المحدث العصر محمد الدين الالباني او مفتي الزمان سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز او العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان او من الموثوقين بعلمهم ولا ينبغي احذر نفسي واياكن من اخذ العلم من غير اهله. فان ذلك مدحضة مزلة. ينبغي ان نأخذ العلم من الموثوقين بعلمهم ولا مانع من سماع الاشرطة الوعظية لترقيق القلوب ولنحذر جميعا من ضياع الاوقات في سماع الاناشيد والترانيم فان ذلك يكسب القلب الى عدم سماع كتاب الله جل وعلا ويجعل القلب يحس بالقسوة مع احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأينا اناسا كانوا يميلون الى سماع الاناشيد والترانيم الصوفية وغيرها ممن شابهوا فاذا به بعد مضي وقت لا يجد في قلبه لذة في طلب العلم وسماع التفاسير وسماع الفقه من الاحاديث الحادية عشر تربية الاولاد لمن كن منكن اما نعم عليكن ايتها الفضليات الاهتمام بتربية الاولاد بمختلف وسائل التعليم والترويح عنهم ودمج التعليم باللعب فان ذلك من الاشياء النافعة كل لعب تخلطينه بنوع من التعليم فان ذلك انفع له في الدنيا والاخرى اخيرا الرفيق الصالح والرفيقة الصالحة فان ذلك خير معين على اداء ما ذكرته. فان الرفيق يعين على ما يضعف عليه الانسان ويذكره ما قد يفوت بسبب الغفلة والنسيان. ولنتأمل قول الله جل وعلا واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ومع ما ذكرت فان الواجب يا طالبات العلم البعد عن الصوارف والشواغل الملهيات كلها اسلام القلب لله جل وعلا اسلام القلب لله جل وعلا خلوصا واخلاصا وحبا ومحبة ورهبة ورغبة فان القلب اذا خلص جل وعلا كان ذلك سببا في شدة الاقبال على الله جل وعلا كذلك ابعاد العقل عن الصوارف مثل والقلب عن الصوارف والعين عن الصوارف والاذن عن الصوارف وما اكثر الصوارف والشواغل الملهيات اليوم هذه القنوات الفضائية وهذه الشبكة العنكبوتية بما فيها من المواقع التي الانسان اما في ما لا ينفعه في الدنيا والاخرة. واما فيما يضره خصوصا لمن لم يحسن استعماله له ثم الملاهي ثم الجرائد ثم المجلات ثم الموظات ثم الذهاب والاياب الى الاسواق فهذه والله مضيعة ومشغلة وقديما قيل كما روي عن الشافعي لو كلفت شراء بصلة ما حفظت مسألة ولنعلم جميعا ايتها الفضليات ان في مجانبة هذه الشواغل صيانة للاديان وصفاء للاذهان وحفظ للازمان ومسابقة للاقران وصحة في الابدان. فنزه سمعك وبصرك اما يلوث فكرك ويسيء الى سلوكك ويفسد اخلاقياتك فتنبذ العلم ثم تعيش في الحضيض بسبب ماذا؟ بسبب لفتة وفلتة الى بعظ هذه الملهيات ولنحذر يا طالبات العلم ولنحذر من السهر فانه مخالف للفطر معاكس للامر الكوني من رب البشر وفي العاجل ظرر وفي الاخر شرر تعب للبدن ومجلبة للخمول والكسل. ولنملأ فراغ من حولنا. فان كثيرا من تظهر في اوقات الفراغ مع الحضور ان الشباب والفراغ والجدى مفسدة للمرء اي مفسدة ومجمع الخير فيما ذكرت الاستعانة بالله جل وعلا ومجمع الخير الاستعانة بالله جل وعلا في تلقي العلم الموروث عن النبي الكريم عليه افضل الصلاة وازكى التسليم والانطراح بين يدي الله جل وعلا وطلب الخير مما في يديه جل وعلا ولنتذكر جميعا قوله تبارك وتعالى لخليله صلى الله عليه وسلم فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب وقال عز وجل واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ولعلي اختصرت المحاضرة نظرا لضيق الوقت واقول اخيرا ايها الاخ الحبيب ويا ايتها الاخت الفاضلة ان الاجازة فرصة لا تعوض وهي ايام من العمر ستقوظ فاحرص على اغتنام الفرص وبادر باهتمام وحرص. وجد في ان تخرج هذه السنة بمكاسب وموانئ ونتائج طيبة واعمال جليلة نافعة. اسأل الله تبارك وتعالى البركة لي ولكن في اعمارنا واوقات والتوفيق للعمل الصالح في كل ايامنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله اصحابه اجمعين والحمد لله رب العالمين