وانا على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنستغل هذه الفرصة قبل مجيء مشايخنا في ذكر الله تبارك وتعالى و ونتذاكر بالعلم وفي فضل العلم العلم ايها الاخوة كما تعلمون به عبد الله تبارك وتعالى على الوجه الذي يريده العلم به ارسل الله الرسل وانزل الكتب وهذا الكتاب المنزل انزله الله تبارك وتعالى بالعلم. قال جل في علاه انزله بعلمه قال بعض المفسرين انزله وفيه علمه انزله وفيه علمه ولهذا ايها الاخوة يجب علينا ان ندرك اهمية العلم ليس فقط اهمية العلم لاخرتنا بل ان فضائل العلم عاجلة قبل ان تكون هذه الفضائل اجلة فظائل العلم كثيرة جدا لذلك نجد ان الله تبارك وتعالى اثنى على اهله ثناء لم يثني على احد سواهم قال تبارك وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم وقال تبارك وتعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقال النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم ان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما انما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر ولنتأمل في هذا الفضل العظيم الذي يقول فيه نبينا صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته ان الله وملائكته واهل السماوات واهل الارض حتى النملة في جحرها والحيتان في البحر لا تصلي على معلم الناس الخير. شيء غريب وعجيب ولهذا ينبغي علينا ان نعرف قدر العلماء ايها الاخوة لمشايخنا والذين سبقونا بالعلم من اهل العلم الذين بذلوا اعمارهم وبذلوا حياتهم بنشر كتاب الله عز وجل ونثر احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال ابو عبد الرحمن السلمي لما سمع حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال هذا الحديث اجلسني هذا المجلس يعني في مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يعلم الناس القرآن قال منذ ثلاثين سنة. منذ ثلاثين سنة شيخنا الشيخ عبيد الله ابن عطا الافغاني رحمه الله جلس في مسجد بيت المقدس ما يقرب من سنتين يقرأ الناس القرآن ثم خرج من بيت المقدس وجاء الى مكة ويقرئ الناس القرآن ما يدرس شيء اخر يقول اذا جاءني طالب والح علي غير القرآن يقول ادرسه البخاري فقط غير البخاري ما يدرس شيء ثم ذهب الى الجنوب لما حسبت مدة تدريسه للقرآن تأملوا معي انه بدأ بتدريس القرآن وعمره واحد وعشرين سنة وتوفي وقد جاوز السبعين. كم سنة يدرس الناس القرآن لا اله الا الله شي غريب يا اخوان لذلك هؤلاء العلماء جعل الله تبارك وتعالى لهم علينا حقوق وهذه الحقوق منقسمة الى ثلاثة اقسام حقوق قلبية وهي المهمة التي ينبغي علينا ان نهتم بها وحقوق عملية وحقوق قولية اما الحقوق القلبية فاعظمها حبهم حب العلماء كما قال معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه كن عالما او متعلما او محبا لهم ولا تكن الرابحة فينبغي للانسان يحب العلما والامر كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب هذه اشارات فقط والا فان الادلة والوقائع كثيرة وقد كان السلف والعلماء يشهد بعضهم بعضا على حب من سبق ومن سلف من اهل العلم على حب من سبق وسلف من اهل العلم و الامر الثاني من حقوق العلماء القلبية علينا ان نبغض من يبغضهم لله تبارك وتعالى ان نبغض من نبغضهم بل قال بعض العلماء ان بغض العلماء لعلمهم وهو لامر دنيوي بغض العلماء لعلمهم لا لامر خارج عن ذلك ناقض من نواقض الاسلام وهو يدخل في عموم قوله تعالى قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون فان العلماء هم الذين يحملون هذه الايات وهذه الاحاديث الى الناس فالواجب على المسلم ان يحبهم وان يبغض من يبغضهم وآآ الحب في الله والبغض في الله من اوثق عرى الايمان الامر الثالث وجوب اعتقاد فظلهم وجوب اعتقاد فظلهم ونتأمل الايات والاحاديث الواردة في فضل اهل الايمان فاول من يدخل في فضل والفظائل الواردة في الكتاب والسنة لاهل الايمان اول من يدخل فيه هم اول من يدخل في هذه النصوص هم العلماء العاملون لابد ان تدرك هذا المعنى لما تسمع قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون لما تسمع ان المتقين في جنات ونهر فلا بد ان تدرك ان العلماء العاملين من اوائل هؤلاء الذين يدخلون تحت هذه العمومات فتعتقد ان لهم فظايا من حيث العموم هم داخلون في كل الفظائل بل قال السفارين رحمه الله ناقلا مقررا ان مداد اقلام العلماء خير من دماء الشهداء ولولا مداد اقلام العلماء لما عبد الله عز وجل ولما عرف المجاهد كيف يجاهد فالمسألة ايها الاخوة ان الواجب علينا ان نعتقد فضل العلماء لا يظن ان ظال انه قرأ كتابه كتابين الف رسالة ورسالتين او ثلاث جلس في مجالس العلم سنة او سنتين انه اصبح مساويا لهم يضع رأسه في رأسهم ويقول ابن عساكر رحمه الله في تبيين كذب المفتري يقول ناقلا ومقررا ان رجلا كان لا يحترم العلماء ويقول عن الامام مالك كذا وكذا ويقول عن فلان كذا وكذا فقال له جليسه لا نحترمك ما دمت لا تحترم العلماء يجب ان نعتقد فضل العلماء وهذا امر مهم جدا ايها الاخوة العلماء هم ورثة الانبياء لا سيما ان هذه الشريعة ليس فيها نبي بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تعلمون ان بني اسرائيل كانت تسوسهم الانبياء كلما هلك نبي بعث الله لهم نبيا يجدد لهم دينهم. اما هذه الامة فالمجددون فيها من اهل العلم من اهل الرواية والدراية من اهل الحديث والنظر ولذلك ايها الاخوة ينبغي علينا ان تدرك ادراكا كبيرا ان فضائل العلماء كثيرة حتى ان العلماء الفوا في فضائل العلماء احاديث جمعوها ووضعوا لها مؤلفات بيان فضل العلم واهله جامع بيان فضل العلم واهله كما فعل الامام ابو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى الامر الرابع القلبي من حقوقهم علينا مع اعتقادنا فظلهم ان نعتقد التفاضل بينهم والتفاضل بينهم من جهة خدمتهم لهذا العلم ومن جهة نشرهم لهذا العلم. ومن جهة كلامهم في دين الله تبارك وتعالى وتأثيرهم على عباد الله تبارك وتعالى وبذلهم الوسع فهذه اربعة حقوق قلبية للعلماء علينا. ينبغي علينا ان ندركها وان نعمل بها. اما الحقوق العملية فهي كثيرة ولكن نذكر بعضا منها اول هذه الحقوق العملية توقيرهم وتقديرهم. ولا نعني بذلك ما يفعله بعض المتصوفة من التمسح بالعلماء او بالتزلف بالعلماء بمسح ثيابهم وابدانهم وتقبيل الرؤوس والايدي لا انما المقصود بالتقدير والتوقير التقدير والتوقير الشرعي. الذي قال فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا وفي بعض روايات الحديث ويعرف قدر عالمنا فهذا المقصود والله عز وجل امرنا ان نوقر النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم ووراثه هم الذين يستحقون التوقير من بعده لانهم يحملون رسالته قال الله عز وجل يا ايها النبي انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتعزروه وتوقروه الظمير راجع للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم فتقوية العلماء واعانة العلماء وتقدير العلماء هو من تقدير رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولهذا ينبغي علينا ان نعرف لعلمائنا قدرهم نوقرهم نخدمهم هذا من من الامور العملية ايضا يدخل في هذا الامر العملي الاحترام وان كانت هذه الكلمة كلمة الاحترام فارسية ليست عربية الاصل لكن كما قال بعض اللغويون انها عربت خلاص والا الاصل الذي يدل على هذا المعنى هو يعني بدلت تحت الاحترام هو التقدير او التوقير لكن المقصود ان نعمل كما قال بعض العلماء ابن الجماعة وغيره قال لا يتقدم بين ايديهم لا بالفتوى ولا بالمشي ولا بالبداءة ولا بالتقدم بعض الناس اليوم يعني لا يعرف هذه الامور يتقدم بين يدي العلما والله ايها الاخوة كنا نحظر لشيخنا الشيخ عبد المحسن العباد. وكان هناك من المشايخ الذين نعرف جلالة قدرهم وعلو كعبهم في الفقه وفي غيره وان الشيخ عبد المحسن يسأل والله لا يتكلم وانا رأيت هذا بعيني في عدة من مشايخنا الذين كانوا يحضرون درس شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد اساتذة ودكاترة يحضرون درس شيخنا ولا احد منهم يتكلم اذا سئل الشيخ هذا امر عملي ينبغي علينا ان نهتم به كذلك من الامور العملية ان نخدم علومهم. وان نخدم ما يخدم علومهم وان نعينهم على نشر العلم وعلى بث العلم وعلى نشر العلم اذا كان المجاهد في سبيل الله من يعينه فهو مثله فكيف من يعين طالب العلم ومن يعين العالم في نشر العلم الذي يعطي بعيرا للمجاهد في سبيل الله يجاهد عليه فكيف بمن يعين العلماء يفتح لهم دواوينه ييسر لهم اقامة دروس وحلق العلم وييسر لهم مجيء الطلاب هذا امر عظيم وهو من الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى ينبغي علينا ان نهتم بهذا الامر لا نكون كما ذكرت من قبل كالمتصوفة الذين يقدسون علمائهم لكن في المقابل لا يجوز ان نكون كالمعتزلة والخوارج الذين لا يقدرون للعلماء قدرهم ويتقدمون بين ايديهم فان التقدم بين يدي العلماء هي سما سمة من سمات الخوارج تأملوا معي مع وجود عثمان رضي الله تعالى عنه ومع وجود كثير من العشرة المبشرين بالجنة الطلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص وعلي بن ابي طالب الا ان الخوارج تقدمون عليه يفتاتون عليهم ولذلك الامر الوسط هو المطلوب خدمة العلماء خدمة ليس فيها اهانة كما قال ابن مسعود لما مشى معه بعض الطلاب قال ان لا تمشي معي فان في ذلك ذل للتابع وفتنة للمتبوع هذا شيء ينهى عنه لكن شيء ينشر العلم مشيعين على نشر العلم على حلق العلم فهذا امر عظيم من الامور او من حقوق العلماء القولية علينا اولا الترحم عليهم فما يذكر العالم الا وينبغي ان الترحم عليهم ينبغي علينا ان ان نكون ممن قال الله عز وجل فيهم والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. هذه الاية يكاد المفسرون يطبقون ان المقصود به المؤمنون بعد المهاجرين والانصار وانهم هذا حالهم معهم لكن بعض المفسرين نبه على ان هذه الاية عامة في كل خلف في موقفه مع كل سلف بعض الناس اليوم هو يعيش في القرن الرابع عشر الهجري او الخامس عشر الهجري لسانه وصل الى العلماء في القرن الثاني الهجري اذى الناس في قبورهم ولعل بعظهم كما قال الذهبي وغيره قال لعل بعظهم ممن نتكلم فيهم يعني بالجرح والتعديل قد وضع قدمه في الجنة بعض العلماء يتكلم عليهم الان ويثار عليهم امور غريبة جدا يا اخي اما تقرأ القرآن تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون جاء رجل للامام ابي حنيفة رحمه الله فقال يا امام ما تقول فيما جرى بين عائشة وعلي وبين علي وبين معاوية. فقال رحمه الله قال تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا فنسأل الله ان يعصم منها السنتنا هذه طريقة السلف الترحم على العلماء كما نترظى عن العلما نترحم على نترضى عن الصحابة نترحم على العلماء ايضا من حقوق العلماء القولية علينا وهو الحق الثاني الدعاء لهم على وجه العموم قال آآ عبد الله بن الامام احمد يا ابتي كثيرا ما اراك تدعو للشافعي قال اني لادعو له منذ ثلاثين سنة يدعو للشافعي منذ ثلاثين سنة والله شيء غريب جدا عبد الله بن وهب من شيوخ مصر يقول سمعت ان اه فلان من تلامذة الامام مالك جاء الى مصرة قال فحمدت الله اني ادركه قال ما لبث ان جاء ومرظ حتى مات فدفناه. قال فاخذت على نفسي عهدا الا ازور المقابر الا دعوت له ليش؟ شو مسوين؟ بس لانه نشر علم الامام فينبغي علينا ان نهتم بهذا الامر الدعاء لهم والترحم عليهم والثناء عليهم وهذا هو الحق الثالث من حقوق العلماء علينا. الثناء عليهم بما هم اهله نسأل الله جل وعلا ان ينفعنا واياكم بما نقول ونسمع وقد وصل مشايخنا فنكتفي بهذا ونجعل مجال لهم ولا نتقدم بين ايديهم نعم