بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فبين ايدينا رسالة مباركة ومؤلف قيم يتعلق بمعاني القرآن الكريم والتدبر في هداياته العظيمة لامام علم فقيه مفسر هو الامام عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وله رحمه الله تعالى عناية خاصة بالتفسير وقد افرد مصنفات عديدة كثيرة في تفسير القرآن وبيان معانيه منها المختصر ومنها المطول وفي هذا الكتاب الذي بين ايدينا فتح الملك العلام في العقائد والاداب والاحكام المستنبطة من القرآن نهج الشيخ رحمه الله تعالى في هذه الرسالة منهجا لطيفا نافعا مفيدا جدا لطالب العلم معينا له على حسن فهم القرآن الكريم من خلال بيان موجز لاهم علوم القرآن واعظمها وهي ثلاثة العقائد والاداب والاحكام فجعل لكل نوع من هذه الانواع الثلاثة فصلا خاصا جمع فيه معاني القرآن او ما تيسر له من معاني القرآن وهداياته حول كل نوع من هذه الانواع وحرر رحمه الله تعالى في تلخيص القول في ذلك وايجاز العبارة فيه حرر تحريرا مفيدا للغاية لما من الله سبحانه وتعالى عليه به من عظيم العناية بكتاب الله سبحانه وتعالى وتأليفه هذه الرسالة التي بين ايدينا جاء بعد تفسيره للقرآن كاملا وقال رحمه الله ان نفوس كثير من الناس لا تصبر على قراءة المطولات وكثير من الناس ليس عنده نفس ليقرأ المطولات فرأى رحمه الله ان يكتب هذه الخلاصة وكتبها كتابة لم يراعي فيها ترتيب السور كما هو معروف في كتب التفسير وانما ركز على هذه الانواع الثلاثة العقائد الاداب الاحكام افرد لكل منها فصلا ثم اخذ رحمه الله تعالى يبين ما يتعلق بكل نوع من هذه الانواع مما جاء تبيانه وايظاحه في كتاب الله سبحانه وتعالى حاصل القول ان هذه الرسالة رسالة قيمة وهي تتناسب مع وقتنا الشريف وموسمنا الفاضل شهر رمظان المبارك شهر القرآن كما قال الله سبحانه وتعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فتعين فتعيننا هذه الرسالة باذن الله سبحانه وتعالى في شهرنا الفظيل وموسمنا الكريم على الفهم لكتاب الله جل وعلا وخاصة في اعظم علومه وهي هذه الثلاثة التي افردها رحمه الله تعالى في هذه الرسالة وهي العقائد والاداب والاحكام وفي كل فصل او باب من هذه الانواع الثلاثة ذكر خلاصة موجزة نافعة غاية النفع فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجزيه خير الجزاء وان يغفر له وان يسكنه فردوسه الاعلى انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول علامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى في كتابه فتح الرحيم للملك العلام. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي نزل الكتاب هدى وشفاء لما في الصدور. واودع فيه من اصناف المعارف وانواع العلوم. ما تستقيم به الامور للمتذكرين وبينه للمتدبرين وكشفه للمتفكرين واصلح به الظاهر والباطن والدنيا والدين وجعله من فضله وكرمه حاويا لعلوم الاولين والاخرين. ومهيمنا على الكتب والبقالات واية للمستبصين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في ملكه وسلطانه. ولا مثيل له في نعوته واوصافه. وكرمه ولا ولا نديد له في الوهيته وصمديته وعظمة كبريائه وشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المؤيد باياته وبرهانه الهادي الى جنته ورضوانه. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه واتباعه على الحق واعوانه وسلم تسليما. اما بعد نعم بدا رحمه الله بهذا الاستدلال هذا الاستهلال حامدا الله جل وعلا مثنيا عليه بما هو اهل مظمنا حمده لله ذكرى النعمة العظيمة بنزول القرآن كتاب رب العالمين الذي انزله الله تبارك وتعالى هداية للعباد وشفاء لما في الصدور وصلاحا للعباد وزكاة لنفوسهم ودلالة لهم الى كل فضيلة وخير وانقاذا لهم من كل شر وبلاء فهو كتاب انعم الله سبحانه وتعالى به على العباد ليخرجهم به من الظلمات الى النور وليهديهم به الى كل سبيل اقوم وطريق ارشد. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فحمد المصنف رحمه الله تعالى الله جل وعلا الذي انزل الكتاب هدى وشفاء لما في الصدور ثم ذكر شيئا من اوصاف هذا القرآن العظيم في مقام حمد الرب سبحانه وتعالى المتفضل على عباده الممتن عليهم بانزال هذا الكتاب والله جل وعلا يحمد على اسمائه وصفاته ويحمد على مننه وعطاياه وهباته والقرآن كلام الله منزل من الله تبارك وتعالى تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين وانه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين فهو كلام الله ووحيه سبحانه وتعالى انزله على العباد هداية لهم وشفاء لصدورهم وصلاحا لاحوالهم وزكاة لنفوسهم وانقاذا لهم من كل شر وضر وفساد وهذا الحمد الذي بدأ به هو متظمن مقصود الكتاب فلما كان كتابه رحمه الله عن هدايات القرآن ومعانيه العظام حمد الله جل وعلا بهذا الحمد الدال على المقصود الذي لاجله رحمه الله تعالى الف هذا الكتاب وقوله رحمه الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في ملكه وسلطانه ولا مثيل له في نعوته واوصافه وكرمه واحسانه ولا نديد له في الوهيته وصمديته وعظمة كبريائه وشأنه وعظمة كبريائه وشأنه ضمن هذه الشهادة انواع التوحيد الثلاثة ضمن هذه الشهادة انواع التوحيد الثلاثة الاول ان الله لا شريك له في ملكه وسلطانه وهذا توحيد الربوبية والثاني في قوله لا مثيل له في نعوته واوصافه وكرمه واحسانه وهذا توحيد الاسماء والصفات والثالث ولا نديد له في الوهيته وصمديته وعظمته وكبريائه وشأنه وهذا في توحيد العبادة واخلاص الديني له سبحانه وتعالى وانه وحده الذي يصمد اليه ويلجأ اليه ويقصد بالعبادة والذل والخضوع والانكسار نعم قال رحمه الله تعالى اما بعد فقد كتبت سابقا كتابا مطولا في تفسير القرآن فصار طوله من اكبر الدواعي لعدم نشره بفتور الهمم ومللها من الطول ثماني بعد ذلك استخلصت منه ومن غيره قواعد تتعلق كلها باصول التفسير. وهي نعم العون يا نعم العون وهي نعم العون على للراغبين في علم التفسير الذي هو اصل العلوم كلها فبلغت سبعين قاعدة ويسر المولى طبعها ونشرها فتكرر علي الطلب في السعي في نشر التفسير. فاعتذرت بالعذر المذكور. ولكن لا زلت افكر في تلخيصه واختصاره نعم هنا يذكر رحمه الله انه اولا وابتداء كتب رحمه الله كتابا مطولا في تفسير القرآن وهذا الكتاب المطول طبع طبعاات كثيرة وايضا ترجم الى لغات عديدة ونفع الله سبحانه وتعالى به نفعا كبيرا طبع باسم تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان هذا تفسير مطول يقول الشيخ رحمه الله فصار طوله من اكبر الدواعي لعدم نشره هذا قبل ان ينشره لكنه نشره بعد ذلك لفتور الهمم ومللها من الطول يعني همم كثير من الناس ما تصبر على آآ المطولات عصرنا هذا يسمى ماذا نعم عصر اه الوجبات الخفيفة ما الوجبات الخفيفة؟ ما ما يصبرون على المطولات يريد مطوية يريد رسالة صغيرة في عشرين صفحة اذا اعطي مجلدا كاملا كع منه وانكمش وانقبضت نفسه واستوحش ورأى انه حملا ثقيلا وجبلا عظيما لا يطيق حمله لكن اذا كان مطويا او اوراق او صفحة او صفحتين يقبلها وبالكاد ان يقرأها بعض الناس لفتور الهمم وضعفها وقصورها فاذا كان يتحدث الشيخ عن الملل في وقته مع صفاء الاذهان فكيف بالملل الان مع الزخم الكبير الذي شغلت به الاذهان في الاجهزة التي استهلكت اوقات الناس استهلاكا شديدا فصرفتهم عن العلم والهدى والخير الحاصل انه الف اولا تفسيرا مطولا في القرآن قال ثماني بعد ذلك استخلصت منه ومن غيره من من التفسير الذي الفه ومن غيره من كتب اهل العلم في التفسير وقواعد التفسير استخلصت اه قواعد تتعلق كلها باصول التفسير وهي نعم العون للراغبين في علم التفسير الذي هو اصل العلوم كلها فبلغت سبعين قاعدة فبلغت سبعين قاعدة وكما ذكر رحمه الله في مقدمته وهو طبع بعنوان القواعد الحسان تفسير او لاي القرآن فهذا طبع بدأ رحمه الله بكتابة هذه القواعد وتحريرها في واحد رمضان وانتهى منه في نهاية الست من شوال بمعدل قاعدتين في اليوم بمعدل قاعدتين في اه اه في اليوم فهو كتب سبعين قاعدة او تزيد عليها بقليل يقول رحمه الله ويسر المولى طبعه ونشره ويسر المولى طبعا ونشرا وايضا نقول تحدثا بنعمة الله ويسر المولى شرحه وتعليقه في هذا المكان في مجالس اظنه كان ذلك في شهر رمظان من اه في في السنوات الفائتة مررنا على هذا هذه القواعد العظيمة النفيسة كاملة قال فتكرر علي الطلب بالسعي في نشر التفسير فاعتذرت بالعذر المذكور يعني انه مطول ولا يتحمل الناس قراءته لكنه بعد ذلك نشره رحمه الله ولكن لا زلت افكر في تلخيصه واختصاره ايضا هذا الشيء الذي يفكر فيه الذي كان يفكر فيه فعله فكتب خلاصة للتفسير غير كتابنا هذا كتب خلاصة في اه التفسير سماها تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن وهي خلاصة عظيمة جدا في مجلد واحد في تفسير اه القرآن نعم فظهر لي ان الاولى والانفع افراد علوم التفسير كل نوع على حدته ولو لزم من ذلك ترك ترتيب التفسير بل لو لزم من ذلك ترك الكلام على كثير من الايات القرآنية اذا تكلمنا على نظيرها او ما يقاربها فان الاحاطة على جميع الايات القرآنية ليس من شروط علم التفسير لان من خواص تيسير الله لمعاني تابه انه جعله اصولا وقواعد واسسا اذا عرف العبد منها شيئا وموضعا عرف نظيره ومشابهه ومقاربه في كل المواضع. فمعرفة بعضه يدعو الى معرفة باقيه لاحظ دقة عبارة الشيخ رحمه الله يعني هذا الذي قدمه الان وخلاصة خلاصة في تفسير القرآن سلك فيها هذا المسلك وهو انه اتى على مهمات علوم القرآن آآ العقيدة والاداب والاحكام واتى باهم ما فيها واتى باهم ما فيها لم يراعي في هذه الخلاصة ترتيب السور كما هو الشأن في كتب التفسير ولم يراعي ايضا اه استيفاء الايات لانه ليس مقصوده استيفاء الكلام على الايات كل اية على حدى وانما الغرض هو اه تلخيص ما يتعلق هذه اه العلوم فيكون ما ذكر دالا على ما لم يذكر لاحظ العبارة الدقيقة الجميلة التي ختم بها قال فمعرفة بعضه يدعو الى معرفة باقيه ما قال يغني او يكفي عبارة دقيقة جدا وينبهك بهذه العبارة ان هذا الكتاب يكون لك مفتاحا تتذوق من خلاله معاني القرآن فيهفو قلبك ويشتاق الى التعمق في معاني القرآن وهداياته فهو لا يكفي وانما يدعو الى ما وراءه يجعل في العبد همة ورغبة ونشاطا في اه اه التزود من هذا العلم العظيم المبارك. نعم قال رحمه الله ثم نظرت فاذا علوم التفسير كثيرة جدا وفي استيعابها يطول الكتاب جدا فرأيت اهم علوم القرآن على الاطلاق ثلاثة علوم علم التوحيد والعقائد الدينية وعلم الاخلاق والخصال المرضية وعلم الاحكام للعبادات والمعاملات ورأيت الاقتصار على هذه الثلاثة اولى وانفع واحسن موقعا وكل واحد من هذه الثلاثة يقتضي كتابا مطولا وخصوصا علو الاحكام ولكن اتينا بمقاصدها ونصوصها من الكتاب وجمعناها في فنها واختصرنا الكلام فيها اختصارا. لا يخل بالمقصود ولا يغلق العبارات بل اتينا بذلك بعبارات واضحة ليس فيها حشو ولا تعقيد ونسأل المولى تعالى ان يعيننا على ذلك وان يجعله خالصا لوجهه الكريم وان ينفعنا به وسائر اخواننا المسلمين وان يعفو عن خطأنا وتقصيرنا واسرافنا في امرنا انه جواد كريم وسميته فتح الرحيم العلام في علم العقائد والاخلاق والاحكام المستندة الى كتاب الله الكريم نصا واستنباطا وتنبيها وارشادا. نعم يعني ذكر ان آآ هذا الكتاب اشتمل على هذه العلوم الثلاثة التي هي اهم علوم القرآن العقائد والاداب والاحكام اقتصر يقول على هذه الثلاث لانه انفع واحسن لان اهم ما يكون من امور الدين هذه الامور الثلاثة والامور الثلاثة التي جمعها قد جمعها النبي عليه الصلاة والسلام في آآ وصيته لمعاذ حيث قال له اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها تمحها وخالق الناس بخلق حسن وخالق الناس بخلق حسن واشار رحمه الله الى ان كل واحدة من هذه الثلاثة يقتضي كتابا مطولا وخصوصا علم الاحكام لكننا يلخص لك ماذا فعل لكننا اتينا بمقاصدها ونصوصها من الكتاب وجمعناها في فنها واختصرنا الكلام فيها اختصارا لا يخل بالمقصود اذا هذا الكتاب يميل الى الايجاز والاختصار مع ذكر بعض الايات الجامعة في كل باب يا يبين رحمه الله معانيه ثم بعد ذلك يبين المعاني المستفادة منها بايجاز اختصار لا يخل بالمقصود ولا يغلق العبارات نعم قال رحمه الله تعالى النوع الاول من علوم القرآن علم العقائد واصول التوحيد وهذا هو اشرف العلوم على الاطلاق وافضلها واكملها وبه تستقيم القلوب على العقائد الصحيحة وبه تذكر الاخلاق وتنمو وبه تصح الاعمال وتكمل. هذا بيان لي النوع الاول من الانواع الثلاثة من علوم القرآن وهو علم العقائد واصول التوحيد وهذا العلم هو اهم العلوم واشرفها وافضلها على الاطلاق لانه الاساس الذي يقوم عليه دين الله تبارك وتعالى فان مثل هذه الاصول والعقائد في الدين كمثل الاصول للاشجار وقد قال الله سبحانه وتعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء فكما ان الاشجار لا تقوم الا على اصول ثابتة فان الدين لا يقوم الا على اصول ايضا ثابتة في القلب وهي العقيدة وهي العقيدة فالدين لا يقوم الا عليها وكما ان الشجر اذا زال اصلها ماتت فان الدين اذا زال اصله انهدم ولم ينتفع بعمل مهما كثر لان لان الدين انما يكون قيامه على هذه الاصول قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين ثم هذه العقائد كلما قويت وصحت في القلوب كان لها الاثر على الاخلاق والاعمال مثل ما بين الشيخ رحمه الله قال وبه تستقيم القلوب على العقائد الصحيحة وبه تزكو الاخلاق وتنمو وبه تصح الاعمال وتكمل والعقيدة اذا صحت كانت سببا لصلاح العمل واستقامة المرء على الخلق الفاضل والادب الكامل واذا فسدت فسد كل ما قام عليها وبطل لان دين الله سبحانه وتعالى لا يقوم الا على اعتقاد صحيح قويم نعم وموضوع هذا العلم البحث عما يجب لله من صفات الكمال ونعوت الجلال وما يمتنع ويستحيل عليه من اوصاف النقص والعيب والمثال وما يجوز عليه من ايجاد الكائنات وانه الفعال لما يريد ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكذلك البحث عما يجب الايمان به من الرسل وصفاتهم وما يجب لهم ويمتنعوا في حقهم ويجوز والايمان بالكتب المنزلة على الرسل والايمان بما اخبر الله به واخبرت به رسله عن الحوادث الماضية والمستقبلة وعن الايمان باليوم الاخر والجزاء والثواب والعقاب والجنة والنار. وما يتبع ذلك ويتعلق به فهذه مجملات مواضيع هذا العلم الجليل. نعم هذي اه اه هذه الخلاصة لما يحتويه هذا النوع الذي هو علم العقائد علم العقائد يدور حول هذه المعاني التي ذكر رحمه الله تعالى فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى ربا خالقا معبودا وله الاسماء الحسنى والصفات العلى وفيما يتعلق بكتبه المنزلة ورسله الكرام وملائكته سبحانه وتعالى وما يتعلق ايضا باقداره وقضائه جل وعلا وما يتعلق بيوم القيامة دار الجزاء والحساب وهذه الاصول هي اصول الاعتقاد هي اصول الايمان وقد جمعت في بعض الايات مثل قول اه قول الله سبحانه وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال سبحانه وتعالى اه كل امن بالله وملائكتي وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. هذا الايمان باليوم الاخر وقال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا وايضا في في اول سورة البقرة ولما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان اي عن اصوله قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره اذا هذه العلوم اه علوم العقائد هي موطن الحديث في في هذا الفصل وهذا الباب نعم قال والقرآن العظيم قد بين هذه هذه الامور غاية التبيين ووضحها توضيحا لا يقاربه شيء من الكتب المنزلة ولم يبقي منها اصلا الا بينه وجمع فيه بين البيان والبرهان بين المسائل المهمة الجليلة والبراهين القاطعة العقلية والنقلية والفطرية. نعم يقول الشيخ رحمه الله ان هذه الاصول بينت في القرآن اتم بيان من حيث ذكر الدلائل والشواهد ومن حيث بيان المراد والمقصود والمطلوب من العباد تجاه هذه الاصول العظيمة فهذا كله بين في القرآن اتم بيان وكيف لا يكون بين فيه اتم بيان وهو اعظم مقاصد القرآن واجلها وهذه الاصول التي ذكر رحمه الله متفق عليها بين جميع النبيين وفي جميع الكتب المنزلة فانها اصول متفق عليها مقررة لدى جميع انبياء الله ورسله لكن كما ذكر الشيخ رحمه الله تميز القرآن الكريم بانها بانه وضحها توضيحا لا يقاربه شيء من الكتب المنزلة. الكتب المنزلة وضحت هذه الاصول توضيحا وافيا لكن القرآن وضحها توضيحا اوفى من الكتب التي اه انزلت على الانبياء قبل نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال وهذا النوع اقسام اولها ومقدمها علم التوحيد وهو العلم بما لله من جميع صفات الكمال وان الرب تفرد بها وان له الكمال المطلق الذي لا تقدر القلوب ان تبلغ كنها ولا الالسن على التعبير عنه. ولا يقدر الخلق على ولا يقدر الخلق على الاحاطة ببعض صفاته فضلا عن جميعها وهذا العلم مبني على اعتقاد وعلم وعلى تأله وعمل اما الاعتقاد والعمل قال رحمه الله اولها ومقدمها علم التوحيد آآ علم التوحيد علم يختص بالرب المعبود والاله المقصود سبحانه وتعالى من حيث المعرفة به والعلم بربوبيته واسمائه وصفاته سبحانه وتعالى ومن حيث اه اه الالتجاء اليه بالذل والخضوع ان يفرد وحده سبحانه وتعالى بالعبادة ولهذا هذا النوع كما بين الشيخ رحمه الله مبني على اعتقاد وعلم وعلى تأله وعمل مبني على اعتقاد وعلم وعلى تأله وعمل ولهذا قال آآ بعض اهل العلم التوحيد نوعان علمي وعملي توحيد علمي الذي هو اشار اليه بقوله اعتقاد وعلم وعملي وهو الذي اشار الي بقوله تأله وعمل وكل من هذين النوعين من التوحيد مقصود للخلق فان فان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق يعرفوه وخلقهم ليعبدوه هذان توحيدان خلق الخلق لاجلهما قلقهم ليعرفوه من هو سبحانه باسمائه وصفاته وعظمته وربوبيته وجلاله وكماله وكبريائه جل وعلا وخلقهم ليفردوه وحده بالعبادة اقرأ في الاول قول الله سبحانه وتعالى في اخر اية من سورة الطلاق الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لماذا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما فهو خلق للعلم خلق الخلق ليعلموا ليعرفوا الله بقدرته وعلمه واحاطته وكماله وجلاله هذا مقصود للخلق وهذا هو النوع الاول التوحيد العلمي ويقال له توحيد المعرفة والاثبات الثاني التوحيد العملي اقرأ فيه قول الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي يوحدون ويفردون بالعبادة والذل والخضوع فالله خلق الخلق للعلم والعمل للمعرفة والتأله قلقهم لهذا وهذا وكل من هذين الامرين مقصود للخلق. نعم اما الاعتقاد والعلم فان يعتقد العبد ان جميع ما وصف الله به نفسه من الصفات الكاملة ثابت لله على اكمل الوجوه وانه ليس لله في شيء من هذا الكمال مشارك وانه منزه عن كل ما ينافي هذا الكمال ويناقضه. مما نزه به نفسه او نزهه رسوله صلى الله عليه وسلم هذه خلاصة في هذا النوع من التوحيد الذي هو توحيد المعرفة والاثبات او التوحيد العلمي خلاصة المطلوب بهذا النوع ما ذكره الشيخ ان يعتقد العبد ان جميع ما وصف الله به نفسه من الصفات الكاملة ثابت لله على اكمل وجه كل ما نقرأ في القرآن او في سنة النبي عليه الصلاة والسلام من اسماء الرب العظيمة وصفاته اه جل وعلا العظيمة نؤمن به ونثبته لله جل وعلا ونعتقد انه ثابت لله على اكمل وجه نعتقد انه ثابت لله على اكمل وجه ونعتقد ايضا انه ليس لله في شيء من هذا الكمال مشارك تفرد سبحانه وتعالى بالكمال والجلال والعظمة والكبرياء فلا ند له ولا ميثال كما قال الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وكما قال سبحانه وتعالى هل تعلم له سميا؟ الاصطفاف هنا بمعنى النفي. اي لا سمي له سبحانه وتعالى وقال جل وعلا ولم يكن له كفوا احد فالله سبحانه لا مثيل له لا مثيل له ولا ند له ولا نظير له فنؤمن بالصفات نثبتها لله على وجه الكمال له جل وعلا وفي الوقت نفسه نعتقد انه ليس لله مشارك في شيء من صفاته وايضا ننزه الله عن كل ما ينافي هذا الكمال ويناقضه ننزه الله عن كل ما ينافي هذا الكمال ويناقضه. قالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه اي تنزه. ننزهه عن عن ذلك. لان هذا ينافي احد سبحانه وتعالى فكل ما ينافي هذا الكمال ننزهه عنه ينافي كمال حياته الزنا والنوم والموت فننزه عن ذلك الله لا اله الا هو الحي القيوم لا لا تأخذه سنة ولا نوم وتوكل على الحي الذي لا يموت ننزهه عن نثبت له كمال العلم وننزهه عن النسيان وما كان ربك نسيا وهكذا فنحن نثبت لله سبحانه وتعالى صفاته كماله ونعوت جلاله وفي الوقت النفسي ننزهه تبارك وتعالى عن كل ما ينافي هذا الكمال ويناقضه مما نزه به نفسه او نزهه او نزهه رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا ايضا ينبه فيه الشيخ الى ان باب الصفات في الاثبات والنفي متوقف على ماذا الكتاب والسنة بمعنى ان ندور في هذا الباب اثبات الصفات او التنزيه والنفي مع الكتاب والسنة حيث دار فنثبت ما ثبت في الكتاب والسنة ونم في ماء ما نفي في الكتاب والسنة كما قال الامام اه احمد رحمه الله نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث نعم قال واما التأله والعمل فان يتقرب العبد الى ربه باعماله الظاهرة والباطنة الى الله ويخلصها لوجهه وينيب اليه ويتألم اهو محبة وخوفا ورجاء وطلبا وطمعا فيقصد وجهه الاعلى بما يعتقده من العقائد الصحيحة وبما يقصده ويريده من الارادات الصالحة والمقاصد الحسنة التابعة اعمال القلوب وبما يعمله من الاعمال الصالحة الراجعة للقيام بحقوق الله وحقوق عباده. وبما يقوله ويتكلم به من ذكر الله والثناء عليه وقراءة كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام اهل العلم الذي يرجع اليه الذي يرجع الى ذلك يرجع الى ذلك يعني الى الكتاب والسنة نعم. ومن الكلام الطيب والنصح للعباد في امور دينهم ودنياهم ومن ذلك تعلم العلوم النافعة وتعليمها فكل هذه الاشياء يجب اخلاصها لله وحده. وبتمام الاخلاص يتم التوحيد والايمان هذا النوع الثاني من التوحيد وهو توحيد التأله والعمل ويقال له توحيد الارادة والطلب ويقال له التوحيد العملي ويقال له توحيد العبادة ويقال له توحيد الالوهية كلها اسماء لمسمى واحد هذا التوحيد المراد به ان يتقرب العبد الى ربه باعماله الظاهرة والباطنة الظاهرة من صلاة وصيام وصدقة وحج وغير ذلك من الاعمال الظاهرة والاعمال الباطنة التي في القلب مثل المحبة والانابة والخشية والتوكل والرضا وغير ذلك فيتقرب العبد الى ربه باعماله الظاهرة والباطنة الى الله ويخلصها لوجهه وينيب اليه ويتألهه محبة وخوفا ورجاء وطلبا وطمعا فيقصد وجهه الاعلى سبحانه وتعالى بالعقائد هذا امر ويقصده بالارادات الصالحة الطيبة التي تقوم في القلب ويقصدوا بالاعمال الصالحة الراجعة للقيام بحقوقه او حقوق عباده ويقصدوا ايضا بما يقوله ويتكلم اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يقصد ايضا بكلامه فيتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالقول الحسن والكلام الطيب من ذكر وقراءة قرآن وامر بمعروف ونهي عن منكر وقراءة للعلم وتعليم الله وغير ذلك فهذه الاشياء كلها توحيد الله بالعبادة ان يقصد بها وحده يقصد بالاعتقاد الصحيح بالارادات الطيبة بالاعمال الصالحة بالاقوال اه السديدة كل ذلك يقصد به الله ويفرد به وحده جل في علاه كما قال سبحانه قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له نعم قال فبهذا التقرير يكون التوحيد يرجع الى امرين توحيد الاسماء والصفات ويدخل فيه توحيد الربوبية وهذا يرجع الى العلم والاعتقاد وتوحيد الالهية والعبادة وهذا يرجع الى العمل والارادة. عمل القلوب وعمل الابدان كما تقدم ويسمى توحيد الالهية لان الالهية وصف الباري تعالى. ويسمى توحيد العبادة. لان العبادة وصف العبد الموحد المخلص لله في اقواله واعماله وجميع شؤونه والقرآن العظيم يكاد كله ان يكون تقريرا لهذه الاصول العظيمة. ودفعا لما يناقضها ويضادها من تعطيل والتشبيه والتنقيص ومن الشرك الاكبر والاصغر والتنديد قال رحمه الله فبهذا التقرير يكون التوحيد توحيد الله سبحانه وتعالى يرجع الى امرين اشار اليهما فيما سبق الامر الاول اعتقاد وعلم والامر الثاني تأله وعمل اما الاول الذي هو الاعتقاد والعلم فهذا يدخل تحته توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات لان المطلوب في هذين التوحيدين هو اعتقاد وعلم المطلوب في هذين التوحيدين هو اعتقاد وعلم فتوحيد الربوبية هو توحيد اعتقادي علمي وتوحيد الاسماء والصفات توحيد اعتقادي علمي هذا هو المطلوب معرفة واثبات والنوع الثاني الذي هو العملي يدخل تحته توحيد العبادة ويقال له توحيد الالوهية يقال له توحيد الالوهية او الالهية باعتبار ان هذا التعبد يقصد به الاله وحده فيفرد وحده الذل وانواع العبادة سبحانه وتعالى ويقال له توحيد العبادة باعتبار وصف العبد من حيث ذل العبد وخضوعه لله وافراده لربه سبحانه وتعالى اه العبادة توحيد الالوهية باعتبار ان الله هو المألوف المعبود المقصود الملتجىء اليه وتوحيد العبادة باعتبار ان العبد مطلوب منه ان يفرد الله بالتألق الخضوع والذل لله سبحانه وتعالى قال وهذا يرجع الى العمل والارادة عمل القلوب وعمل الابدان كما تقدم ويسمى هذا النوع توحيد الالهية لان الالهية وصف الباري الله لان الالهية وصف الباري الله اي ذو الالوهية ويسمى توحيد العبادة لان العبادة وصف العبد الموحد المخلص لله فهو يقال له توحيد الالهية باعتبار صفة الرب واستحقاقه لان يفرد بالذل والخضوع ويقال له توحيد العبادة باعتبار صفة العبد التي يدل العبد خضوعه بان يكون لله وحده سبحانه وتعالى بان يكون مخلصا لله في اقواله واعماله وجميع شؤونه قال والقرآن العظيم يكاد كله ان يكون تقريرا لهذه اه الاصول العظيمة وفي اواخر كتاب مدارج السالكين الامام ابن القيم تجد تقريرا متينا نافعا ببيان ان القرآن كله في تقرير ذلك نعم قال رحمه الله تعالى وجوب تصديق الله ورسوله في كل خبر وتقديم ذلك على غيره قال تعالى قل صدق الله ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا ولا ينبئك مثل خبير قل اانتم اعلم ام الله قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم والايات في هذا المعنى العظيم كثيرة تدل اوضح دلالة على ان افرض الفروض على العباد ان يصدقوا الله تعالى في كل ما اخبر به عن نفسه من صفات الكمال وما تنزه عنه من صفات النقص وانه اعلم بذلك من خلقه وشهادته على ذلك اكبر شهادة وخبره عن نفسه وعن جميع ما يخبر به اعلى درجات الصدق وذلك يوجب للعبد الا يدخل في قلبه ادنى ريب في اي خبر يخبر الله به. وان ينزل ذلك من قلبه منزلة العقيدة الراسخة التي لا يمكن ان يعارضها معارض ولا يعتريها شك وان يعلم علما يقينيا انه لا يمكن ان يرد شيء يناقض خبر الله وخبر رسوله وان كل ما عارض ذلك ونفاه من اي علم كان فانه باطل في نفسه وباطل في حكمه وانه محال ان يرد علم صحيح يناقض ما اخبر الله به وتدل اكبر دلالة ان من بنى عقيدته على مجرد خبر الله وخبر رسوله فقد بناها على اساس متين بل على اصل الاصول كلها ولو فرض وقدر معارضة اي معارض كان فكيف والادلة العقلية والفطرية والافقية والنفسية كلها تؤيد خبر الله وخبر رسله وتشهد بصدق ذلك ومنفعته ولهذا مدح الله خواص خلقه واولي الالباب منهم. حيث بنوا ايمانهم على هذا الاصل في قوله ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا وقالوا سمعنا واطعنا الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب. قال رحمه الله وجوب تصديق الله ورسوله في كل خبر وتقديم ذلك على غيره اي ووجوب تقديم ذلك على غيره هذا اصل عظيم للغاية يبنى عليه كل ما سيأتي لان العقيدة كلها تبنى على هذا الاصل تبنى على هذا الاصل العظيم ان الواجب على كل مسلم ان يصدق الله وان يصدق رسوله في كل ما اخبر الله به واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم اما الله جل وعلا فانه لا اصدق حديثا منه. ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا؟ قل صدق الله ولا ينبئك مثل خبير قل اانتم اعلم ام الله قل اي شيء اكبر شهادة قل الله الايات في هذا المعنى كثيرة اخباره سبحانه وتعالى كلها صدق فيجب على كل مسلم بمجرد ما يصل الخبر عن الله ان يدخله الى قلبه ادخال العقيدة الراسخة التي لا تقبل اي شيء مثل ما اشار الشيخ وهي اشارة نفيسة جدا قال رحمه الله وذلك يوجب للعبد الا يدخل في الا يدخل في قلبه ادنى ريب في اي خبر يخبر الله به وان ينزل ذلك من قلبي منزلة العقيدة الراسخة التي لا يمكن ان يعارضها المعارض هذه فائدة ثمينة ثمينة جدا بمجرد ما يصلك الخبر عن الله في وحي وتنزيله تدخله الى قلبك ويكون فيها عقيدة راسخة لا تقبل مساومة ولا معارضة لان هذا كلامه اصدق القائلين سبحانه وتعالى ومن اصدق من الله قيلان ومن اصدق من الله حديثا فاذا جاء معارض يعارض كلام الرب العظيم سبحانه لم يلتفت اليه ولم يقبل منه ولم يصغى الى كلامه اصلا لتبقى هذه عقيدة راسخة في قلب المؤمن وقل مثل ذلك ايضا فيما يأتي عن الرسول عليه الصلاة والسلام لانه رسول والرسول مهمته ابلاغ كلام من ارسله وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فمهمة ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فمهمته ابلاغ كلام من ارسله سبحانه وتعالى فاذا هذا اصل عظيم ومهم للغاية في هذا الباب باب اه العقائد خاصة ان كل ما يأتي عن الله مما يخبر به عن نفسه او يخبر به سبحانه وتعالى عن ملائكته او يخبر به عن تفاصيل اليوم الاخر او غير ذلك مما يخبر الله عنه يتلقاه المسلم مباشرة اه بالقبول والتصديق والايمان ويجعله في قلبه عقيدة راسخة وايضا ان يكون عنده يقين ان هذا الكلام ليس هناك شيء يعارضه فاذا وجد كلام يقال انه يعارض فهذا فساد في ذلك الكلام فساد في في هذا الكلام وخلل ان كلام الله سبحانه وتعالى ليس له معارض لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا فكلام الله سبحانه وتعالى كله صدق. فاذا جيء بكلام يقال انه يعارض فنقطع مباشرة ان ان هذا الكلام فاسد وكلام باطل كيف يعارظ بعقل واحد من البشر كلام رب العالمين وخالق الخلق اجمعين سبحانه وتعالى نعم وعلم من ذلك ان ابتداع اهل الكلام الباطل ايضا انتبه لهذه الفائدة يقول الشيخ ولهذا مدح الله خواص خلقه واولي الالباب منهم حيث بنوا ايمانهم على هذا الاصل هذه هذه طريقة عباد الله المؤمنين يقولون سمعنا مناديا لنادي الايمان ان امنوا بربكم فامنا ايمان اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين هذي طريقة الخواص طريقة الخواص من عباد الله مباشرة يتلقى دين الله بالقبول ما يظع كلام الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله تحت تجربة ونظر ومقايسة بل يتلقاه مباشرة بالقبول. سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا وقالوا سمعنا واطعنا الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب. نعم وعلم من ذلك ان ابتداع اهل الكلام الباطل لاقوال وعقائد ما انزل الله عليها من سلطان ولم تبنى على الكتاب والسنة بل على عقول قد علم خطأ اصحابها وضلالهم انه من ابطل الباطل واسفه السفه حيث رغبوا عن خبر الله وخبر رسله الى حيث سولت لهم نفوسهم الامارة بالسوء ودعتهم عقولهم التي لم تتزكى بحقائق الايمان. ولا تغذت بالايمان الصحيح واليقين الراسخ يكفي هذا الاصل في رد جميع اقوال اهل الزيغ بقطع النظر عن معرفة بطلانها على وجه التفصيل بانه متى علمنا مخالفتها للقواعد الشرعية والبراهين السمعية علمنا بطلانها لان كل ما نافى آآ الحق فهو باطل وما خالف الصدق فهو كذب. هاتان فائدتان استفادان مما سبق الاولى انه يعلم من ذلك ان ابتداء اهل الكلام الباطل للاقوال والعقائد الى غير ذلك ان هذا كله من ابطل الباطل واسفه السفه لماذا لان الدين لله سبحانه وتعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله الدين لله والعقيدة لله سبحانه وتعالى ينزل بها وحيه وذكره الحكيم سبحانه وتعالى فكل عقيدة تنشأ من افكار الناس وعقولهم وارائهم وفلسفاتهم فهي عقيدة باطلة لان العقيدة نوعان العقيدة نوعان عقيدة نازلة بوحي من الله عقيدة نازلة بوحي من الله سبحانه وتعالى ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان العقيدة النازلة هي التي نزل بها سلطان من الله وحي من الله سبحانه وتعالى وهي الحق هي الحق العقيدة الحق هي التي نزل بها وحي من رب العالمين علامة هذه العقيدة ما هي فيكون الامر واضح تماما ان نقول نعتقد كذا وكذا ونؤمن بكذا وكذا لقول الله سبحانه وتعالى كذا وكذا ونعتقد كذا وكذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا اذا قال قائل في تقرير العقيدة نعتقد كذا وكذا لانه وبدأ يتفلسف ويأتي بعقليات واراء يقال فلسفتك هذه ابقها في في نفسك هذا لا يبنى عليها لا يبنى عليه اعتقاد ولا يقام عليه دين الدين يقام على شيء نازل من الله اذا تريد من الناس ان يعتقدوا اعتقادا صحيحا اذكر لهما الدليل على ان هذا الاعتقاد نزل من الله اما ان تقول اعتقدوا كذا ثم تتفلسف عليهم بما انه كذا اذا كذا ولو كان كذا اذا ليكونن كذا او نحو ذلك هذا لا يمنع عليه عقيدة لان فلسفته تعارظ ايضا بفلسفة اخرى ولهذا اصحاب الفلسفات ما يستقيمون على عقيدة واحدة ما يستقيمون على عقيدة واحدة اذا كان احدهم عنده جدل واسع فقد يلقى من من هو اوسع منه جدلا جاء رجل الى الامام مالك وقال اريد ان اتجادل معك قال فان غلبتك قال اتبعك قال فان غلبتني قال تتبعني. قال وان جاء واحد ثالث وغلبنا قال نتبعه. قال يا هذا الدين ليس لمن غلب الدين ليس لمن غلب الدين لمن نعم لله الدين لله وحي من الله ليست مغالبة الدين لله اوكلما يقول احد السلف او اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا الكتاب والسنة لجدله ما يمكن هذا فالدين لله سبحانه وتعالى اذا علامة العقيدة النازلة ما هي ان يقول صاحبها نعتقد كذا لقول الله سبحانه وتعالى كذا ونعتقد كذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا. هذا النوع الاول العقيدة النازلة وهي الحق النوع الثاني من العقائد العقيدة النابتة نبتت في الارض تولدت من اراء الناس وعقولهم وكل عقيدة نابتة فهي باطلة بلا ريب كل عقيدة نبتت من عقول الناس واراء فهي باطل لان العقيدة الصحيحة وحي من الله يجب ان نعتقد هذا عقيدة الصحيحة هي وحي من الله ولهذا كانت طريقة الانبياء في ابطال عقائد اقوامهم باخبارهم ان ما عندهم فيها شيء منزل على هذا يقيمون ابطالهم لعقائد اقوامهم ما فيها شيء منزل من اه من الله سبحانه وتعالى مثل ما مر معنا في قول موسى قل يوسف عليه السلام ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان اذا الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون الفائدة الثانية المستفادة من هذا السياق ان هذا الاصل اعتقادنا صدق الله صدق الرسول عليه الصلاة والسلام وان هذا هو الذي يؤخذ منه ويتلقى عنه يكفي هذا الاصل في رد جميع اقوال اهل الزيغ بقطع النظر عن التفاصيل يعني بقطع النظر عن التفاصيل يكفي في رد اي باطل ان يقال لقائله ما عندك عليه سلطان من الله ما عندك وحي من الله؟ اذا كان عندك وحي من كلام الله ائتنا به فيكفي ان ترد كل باطل بهذا الاصل انه لم ينزل فيه وحي لم ينزل فيه وحي من الله سبحانه وتعالى هذا يكفي التفاصيل تكون في النظر الى ما يتضمنه القول من وجوه الفساد وهذا مقام لاهل العلم عندما يقول عالم وهذا فاسد من وجوه لكن اجمالا يكفي ان يقول القائل هذا باطل لانه ما في وحي من الله ان كان فيه وحي من الله اذكره هات الدليل عليه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم نكتفي بهذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا بنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا قائد الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا