الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بعد فهذه وقفة مع اية من كتاب الله تبارك وتعالى وهي جزء اية من قوله تعالى وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون هذه الاية تصور لنا مشهدا من مشاهد يوم القيامة هذا اليوم العظيم الذي لا كان ولا يكون مثله هذا اليوم العظيم الذي تتجلى فيه ربوبية الله تبارك وتعالى على الخلق اجمعين هذا اليوم العظيم الذي يقول الله فيه لمن الملك اليوم فلا يجيبه احد فيجيب نفسه بنفسه ويقول لله الواحد القهار هذا اليوم العظيم الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ان الله يقبض السماوات والاراضين بيمينه ويهزهن هزا ويقول لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه احد فيجيب نفسه ويقول لله الواحد القهار يوم القيامة ايها الاخوة يوم عظيم. ولهذا قال سبحانه يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم ولكن عذاب الله شديد يوم يشيب فيه الولدان واذا العشار عطلت من قوة وعظمة هذا اليوم يوم يبدأ من كسوف الشمس وسقوطها وتساقط السماوات وتفجر البحار الى ان يدخل اهل الجنة ان واهل النار النار في هذا الموقف العظيم مشهد من مشاهد يوم القيامة يقول الله فيه ولو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثل مثله معك لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبوا ولو ان للذين ظلموا وهنا الاية ظلموا ولم يقل كفروا مع ان في ايات اخرى ذكر الكافرين وان اموالهم وان الارض لو صارت ذهبا وملكا وافتدوا بذلك ما قبل الله منهم صرفا ولا عدلا ولو ان للذين ظلموا ما في الارض ومثله معه سواء كان هذا الظالم عند الاطلاق الكافر او المشرك او المنافق النفاق الاكبر او الظالم لنفسه الذي تعدى حدود الله عز وجل. وترك واجبات الله تبارك وتعالى حينما يعرض يوم القيامة يتمنى لو يكون الارض وما فيها يتمنى لو يقبل منه يفدي نفسه يفك نفسه في هذه الدنيا لو قيل للانسان ان هذه رفاهية عيش. في مقابل كل ما تملك لا يقبل بل ان اصحاب الاموال لو خطف اولادهم عياذا بالله وقيل اما ان تدفع كذا وكذا من الاموال والا قتلنا ابنك لربما يتلكى بعضهم ظنة بالدنيا والمال تصوروا معي هذا المشهد لو ان للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون كيف بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. قد سبقت الرسالات وانزلت الكتب وجاءت وبينت الادلة وذكرت لهم المشاهد والحالات فما الذي منعهم؟ عن الامتثال حتى تمنوا يوم القيامة الزوال. يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا يقول الله وبدا لهم من الله بدا بمعنى ظهر. ظهر لهم من الله شيء ما كانوا يتوقعون حنا بالعامية نقول ما تتوقع وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون يحتسبون بمعنى يظنون او يحتسبون بمعنى ما كانوا يتوقعونه ما هي هذه المشاهد التي بدت لهم ما كانوا يحتسبونها ننظر الى بعض هذه الصور منهم الكفار والمشركون كانوا يظنون ان الياتهم وشفعائهم ينفعونهم هم يوم القيامة فلما رأوا ما رأوا بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبوا فحينئذ ينكرون الكفر والشرك قالوا تالله ما كنا مشركين. يقسمون بالله عز وجل ولا ذاك ننظر الى مشهد اخر نجد ان من الكفار ومن المشركين من يظن نفسه على خير لانه لا يرى ان هذا الشرك يحبط عمله. فاذا جاء يوم القيامة قال الله عنهم وقدمنا الى ما عملوا من عمل هم عملوا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا حينئذ بدأ لهم ما لم يكونوا يحتسبوا صنف ثالث من الناس عياذا بالله عملوا اي نعم عملوا لكن ليس على هدايات الرسل ولا على وفق الايات من الله وفق الرغبات والاهواء والنفوس هل اتاك حديث الغاشية؟ وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة عاملة عملت ناصبة نصبت من العمل تصلى نارا حامية. لماذا؟ لانها لم تعمل لله خالصا ولم تعمل للشرع متبعا عاملة ناصبة تصلى نارا حامية حينئذ بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبوا صنف اخر من الناس يظن انه يعمل الخيرات والصالحات. وهو لا يشعر انه يفقد الاخلاص لا يشعر كما قال عز وجل في اخر سورة الكهف قال فاذا جاء وعد ربي جعله دكة وكان وعد ربي حقا. وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض نفخ في الصور فجمعناهم جمعا وعرظنا جهنم يومئذ للكافرين عرظا. الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري. وكانوا لا يستطيعون سمعه افحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دوني اولياء انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا. قل هل انبئكم بالاخسرين اعمالا من هم الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا عياذا بالله. هذا امر تطير ان يكون الانسان على شيء ويظن نفسه ان على خير وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فحين حينئذ يبدو لهم ما لم يكونوا يحتسبون صنف اخر من الناس يقيس قياسا فاسدا قياسا باطلا يرى نعمة الله عليه في الدنيا وما هو فيه من الخيرات فيقول لئن رددت الى ربي لاجدن خيرا منها منقلبا قياس فاسد فيبدو له يوم القيامة حينما يحشر ما لم يكن يحتسب ظل علمه في الدنيا حينما ظن ان عطاء الله له دليل الخير اياه. وما علم ان الله يعطي الدنيا لابليس اعطى له الخلود الى يوم القيامة. ولا لا اذا ليس هذا دليل على الخير فبدا له يوم القيامة ما لم يكن يحتسب وصنف من الناس صنف من الناس يأتي يوم القيامة ويقول لنجحد فيقول لم تفعل كذا وكذا؟ قال لا يا ربي ما فعلت. فيقول الله بلى. قد فعلت. قال لا يا ربي ومن يشهد علي؟ فيقول الله كتبت ملائكتي فيقولون لا يا ربي لا اقبل الا شاهدا من نفسي. فيختم الله على او على فيه فتنطق جوارحه. وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبوا تنطق يده بما فعل اختلاس سرقة ضرب ظلم اعتداء لسانه مختوم ما يستطيع ان يحاجج عن نفسه يتكلم رجله جلده حينئذ يبدو للانسان ما لم يكن نحاس صنف اخر من الناس يظن نفسه خير ثم لما يعطى كتابه ولما يرى الى كتابه وينظر اعماله قال ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا يبدو للانسان حينئذ ما لم يكن يحتسب هذا بالنسبة لما يتعلق في تفسير هذه الاية بضميمة ما قبلها. اما اذا اخذنا على العموم اذا اخذنا الاية بعمومها انها تدل على امور عظيمة اخرى كثيرة منها يبدو للانسان ما لم يكن يتوقع من العذاب ما لم يكن يخطر له على بال يرى النار هذه التي وصفت لنا بانه يؤتى به يوم يؤتى بالنار يوم القيامة. لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونه يوضع النار بين ارض المحشر وبين القنطرة التي بعدها الجنة منها يرتقي الناس الى الجنان من اراد الجنة لابد ان يسلك لما يرون زفير النار شهيق النار يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون كثير من الناس اليوم اي شيء تقول له لا يقول لك الا شيء واحد. تقول له صل قل الله غفور رحيم اتق الله يقول الله غفور رحيم. لا تظلم يقول الله غفور رحيم. ماذا سيبدو له يوم القيامة الله يقول في القرآن واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ويقول واني نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. ما يجوز ان ناخذ طرفا ونترك لا ينبغي لعبد ان يغتر برحمة الله في ترك العمل انما يرجو رحمة الله من يعمل من يعلم ان ربه كريم يكرمه لانه يعلم ان الكريم اذا اكرم ازداد اكراما فينبغي على العبد ان يخشى من مثل هذه الصور التي تظهر يوم القيامة لا تظن انهم مشاهد القيامة كمشاهد الدنيا كما قال ابن عباس ليس شيء مما هو في الاخرة من الدنيا الا الاسم والا فعقلا لا يتصور. كيف يحاسب الله العباد في ساعة من نهار وهو واحد وهم جميع عقلا هذا لا يمكن. لكن الله سريع الحساب كما قال عن نفسه امور يوم القيامة امور عظيمة ازا كان الانبياء ادم ابو البشر الذي خلقه الله بيده واكرمه واسجد له ملائكته وتاب عليه وهدى ونوح العبد الشكور وابراهيم خليل الرحمن وموسى كليم الله وعيسى كلمة الله كل هؤلاء الخيار الاخيار يأبون الشفاعة عند الله عز وجل العزيز القهار. وكلهم يقولون كما في حديث ابي هريرة وابي سعيد في الصحيحين يقولون ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله قط اذهبوا الى غير نفسي نفسي يوم عظيم في مثل هذا اليوم يبدو للناس لما ينظرون لعذاب الله يبدو لهم ما لم يكونوا يحتسبون زفيرا وشهيق ريح منتنة عذاب عظيم لا يمكن الوصول الى الجنة الا بالمرور على الصراط. وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقظيا هذا حتم لازم هذا باب لا بد ان يدخله كل احد هذا الصراط لا بد ان يمر عليه كل احد. لكن اترون ان من لم يكن على الصراط في الدنيا ايمكنه ان يجاوز الصراط يوم القيامة من كان في الصراط في الدنيا في صراط الله الاسلام والتوحيد والسنة والعبادة والاخلاق الحميدة من كان متلكيا سيبتلكأ حينئذ على الصراط ومن كان سابقا بالخيرات يكون سابقا بالخيرات. منهم من يمر كالبرق ومنهم ومنهم ومنهم. ومنهم من يمشي زحفا ومنهم من تصيبه كلاليب النار فتخدشه. فينجو فيقول الحمد لله الذي نجاني منك. ومنهم من هو مكتوب منكوس في النار عياذا بالله تعالى. ومنهم من لا يضع قدمه الا وهو ملقى في النار على منخره. او على رأس امي رأسي في النار عياذا بالله تبارك وتعالى وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبوا من مثل هذه المظاهر التي تبدو للناس يوم القيامة ما لم يكن يحتسب احد ان الله بعد يرحم السابقين يتمنى المقتصدون ان لو سابقوا في الخيرات وكانوا من المسارعين في الطاعات. لما يرى من فضل الله عليهم. ويكرم الله اهل المقت اهل الايمان والمقتصدين في الطاعات بعد وان لم يكونوا من المسارعين. ما يتحسر معه المسلم الظالم لنفسه يتمنى لو كان مثل هؤلاء ونتمنى لو لم يكن مع فلان وفلان لانه اذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ. ولا يتساءلون واذا نفخ في الصور فلاخلاء يومئذ بعضهم بعض عدو الا المتقين الا المتقين الامر عظيم مشهد جليل. وعندما يرى الكفار رحمة الله بالمؤمنين الموحدين الذين يتجاوز الله عنهم يقولون مع انفسهم ان الله سيرحمنا وعندما يرون ان الله يخرج ويأمر باخراج الموحدين من نارهم بعدما نقوا وهذبوا يظن الكفار ويبدو لهم ان الله سيتجاوز عنهم فيقال لهم اخسئوا فيها ولا تكلموا حينئذ بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون كثير من الناس يقول انا احسن الظن بربي لكن اي عباد الله ان من علامات احسان الظن بالله احسان العمل احسان العمل الذي يقول لك انا محسن الظن بربي فعلامة ذلك ان يكون محسن العمل ونحن اليوم نرى في دنيانا ان من يحسن الظن بصاحب العمل يتقن العمل. لماذا يتقن العمل؟ يقول اكرمني يستاهل. ومن يسيء الظن بصاحب العمل. يسيء العمل. يقول هذا ما راح يعطيني حقي. ليش اداوم هذا ما يعطيني حقي ليش احسن؟ فليحذر الانسان لان من يزعم انه يحسن الظن هو يسيء العمل سيبدو من الله ما لم يكن يحتسب. عياذا بالله من يريد رحمة الله فليعرض نفسه لنفحات الله. ان رحمة الله قريب ما كان من الظالمين. ولا قال من الكافرين ولا قال من الفاسقين. قال ان رحمة الله قريب من المحسنين. من المحسنين نحن نستيقن اننا لسنا معصومين لسنا معصومون ولكننا نقول اذا كنا غير معصومين لكنا نقول ينبغي التوبة وعدم الاصرار على الذنب والاوبة وهو الرجوع الى الله تبارك وتعالى قبل ان يأتي احدنا المنية فلا ينفع حينئذ الندم اختم هذه الكلمة بقول الله عز وجل فاذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الانسان ما سعى تتذكر كل شريط حياتك. اليوم لو نسألك ما ستستطيع ان تتذكر. لكن ذلك الوقت تتذكر وبرزت الجحيم لمن يرى. فاما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم. واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ونهى النفس عن الهوى مشتهياتها. رغباتها فان الجنة هي المأوى نسأل الله جل وعلا ان يغفر لنا ولكم وان يرزقنا واياكم رحمته وان يدخلنا واياكم في فضله وان يجعلنا واياكم من اهل مغفرته وسابقين الى جناته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين