الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والاخلاق والاحكام المستنبطة من القرآن قال رحمه الله تعالى الملك المالك للملك اي الذي له جميع النعوت العظيمة الشأن التي تفرد بها ملك الملوك من كمال القوة والعزة قدرة والعلم المحيط والحكمة الواسعة ونفوذ المشيئة وكمال التصرف وكمال الرأفة والرحمة والحكم العام للعالم العلوي والعالم السفلي والحكم العام في الدنيا والاخرة والحكم العام للاحكام الثلاثة التي لا تخرج عن انهى جميع الموجودات فالاحكام القدرية حيث جرت الاقدار كلها والايجاد والاعدام. والاحياء والاماتة والايجاد والاعداد والامداد كلها على مقتضى قضائه وقدره والاحكام الشرعية التي ارسل رسله وانزل كتبه وشرع شرائعه وخلق الخلق لهذا الحكم وامرهم ان يمشوا على وامرهم ان يمشوا على حكمه في عقائدهم واخلاقهم واقوالهم وافعالهم وظاهرهم وباطنهم ونهاهم عن هذا الحكم الشرعي كما اخبرهم كما اخبرهم ان كل حكم يناقض حكمه فهو شر جاهلي من احكام الطاغوت والاحكام الجزائية وهو الجزاء على الاعمال خيرها وشرها في الدنيا والاخرة. واثابة الطائعين وعقوبة العاصين تلك الاحكام كلها تابعة لعدله وحكمته وحمده العام. فهذه النعوت كلها من معاني ملكه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا ارزقنا الفقه في اسمائك الحسنى وحسن المعرفة بصفاتك العلا على الوجه الذي يرضيك عنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام هذا اما بعد فهذا بيان من المصنف رحمه الله لهذا الاسم العظيم من اسماء الله الملك وكذلك من اسمائه تبارك وتعالى المليك اما الملك فقد جاء في خمسة مواطن من القرآن منها قول الله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو الملك وجاء اسم المليك في موطن واحد في اخر سورة القمر عند مليك مقتدر وهما دالان على ثبوت كمال الملك لله عز وجل وانه تبارك وتعالى ما لك الملك وان الملك كله بيده وان العبد وان الخلق كلهم ملك له طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن في ملكه عطاء ومنعا خفضا ورفعا قبضا وبسطا عزا وذلا حياة وموتا فالامر امره والملك ملكه سبحانه وتعالى يعطي ويمنع يخفض ويرفع يقبض ويبسط يعز ويذل قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل فهذا كله من ملك الله سبحانه وتعالى ومن معاني ملكه فالله هو الملك اي الذي بيده الملك وهو مالك الملك يحكم في ملكه بما يشاء ويقضي بما يريد جل وعلا لا معقب لحكمه ولا رادا لقضائه فمن اراد الملك ان يعزه فلا مذل له وما رأى من اراد الملك سبحانه وتعالى ان يذله فلا معز له ومن يهن الله فما له من مكرم فالله سبحانه وتعالى الملك الذي بيده الملك كله سبحانه وتعالى يدخل كما بين الشيخ رحمه الله تعالى في معاني الملك آآ ان الموجودات كلها تحت ملكه وحكمه فالملك هو الذي يحكم في الخلق بما يشاء الذي يحكم في الخلق بما يشاء فمن معاني الملك ان له الحكم بمعاني الحكم الثلاثة الحكم القدري والحكم الشرعي والحكم الجزائي فالملك سبحانه وتعالى الذي له الملك وله الحكم يقضي ما يشاء يحكم ما يشاء يشرع ما يشاء الخلق خلق والملك ملك والعبيد عبيده سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى آآ ان آآ الملك يشمل معاني الحكم الثلاثة التي لا تخرج عنها جميع الموجودات الاول الحكم القدري الحكم القدري انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فالحكم القدري الكوني لله عز وجل فهو الملك الذي يقضي في خلقه سبحانه وتعالى بما يشاء عطاء ومنعا خفضا ورفعا قبضا وبسطا عزا وذلا كل ذلك له سبحانه وتعالى كل ذلك له ولا راد لقضاءه سبحانه وتعالى فمن معاني الملك انه يحكم في خلقه بما يشاء ويقدر سبحانه وتعالى ما يشاء لا راد لحكمه ولا معقب لقضائهم ويدخل تحته ايضا الاحكام الشرعية. فالاحكام الشرعية هي للملك وحده سبحانه وتعالى هو الذي يشرع ما يشاء ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه امر الا تعبدوا الا اياه. فالحكم لله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله يأذن به الله ان يشرعه سبحانه وتعالى لانه هو الملك هو الذي يأذن بما يشاء ويشرع ما يشاء الملك الذي له الدين له الشرع يقضي بعباده او بين عباده بما يشاء بما يشرعه من احكام واوامر مثل قوله وقضى ربك الا تعبدوا اياه. هذا الملك سبحانه وتعالى يقضي بما يشاء ان يشرع يشرع ويأمر وينهى هذا كله له لا شريك له سبحانه وتعالى آآ في شيء من ذلك ويدخل الحكم الجزائي الذي هو العقوبات سواء منها الدنيوية او الاخروية فهذا امره الى الملك جل وعلا سبحانه وتعالى فالجزاء على الاعمال خيرها وشرها في الدنيا او الاخرة هذا كله لله من اثابة للمطيع وعقوبة المعاصي للعاصي كل ذلك لله وبيده جل في علاه. نعم قال رحمه الله ومن معاني ملكه ان جميع الموجودات كلها ملكه وعبيده المفتقرون اليه المضطرون اليه في جميع شؤونهم ليس لاحد خروج عن ملكه ولا لمخلوق غنى عن ايجاده وامداده ونفعه ودفعه. هذا ايضا من المعاني وهو تخرج عما عما سبق ان جميع الموجودات كلها ملكه كلها ملكه وعبيده المفتقرون اليه لانه سبحانه وتعالى هو وحده الذي اوجدهم من العدم وهو وحده الذي فطرهم وبرأهم وهو الذي امدهم بانواع النعم فهذا كله من من معاني ملكه سبحانه وتعالى لا خروج لهذه المخلوقات او لا غنى لهذه المخلوقات عن الملك سبحانه وتعالى فهم مفتقرون اليه من كل وجه والملك غني عنهم من كل وجه سبحانه وتعالى فهذا من معاني الملك قال جل وعلا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد فالمخلوقات كلها مفتقرة اليه لا غنى لها عن عنه طرفة عين ولا خروج لها عن ملكه وقضائه وحكمه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومن معاني ملكه انزال كتبه وارسال رسله وهداية العالمين وارشاد الضالين واقامة الحجة والمعذرة على المعاندين المكابرين. ووضع الثواب والعقاب مواضعها. وتنزيل الامور منازلها. نعم وهذا من ملكي وهو لا يخرج عما سبق لكن لمزيد الايضاح ذكره رحمه الله تعالى من معاني ملكه انزال كتبه وارسال رسله وشرع الشرائع الامر بما يشاء والنهي عما يشاء فالملك ملكه سبحانه وتعالى يشرع ما يشاء سبحانه وتعالى جل وعلا قال من معاني ملكه انزال كتبه وارسال رسله وهداية العالمين بداية العالمين لا ما خلقهم لاجله الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى هداية من شاء من عباده الى طاعته وتوفيقهم توفيق من يشاء من عبادة الى عبادته فهذا من تصرف الملك سبحانه وتعالى في ملكه يهدي من يشاء ويضله من يشاء الملك ملكه جل في علاه يدخل ارشاد آآ ارشاد الضالين افساد الضالين بهدايتهم الى الصراط وتوفيقهم الى الاستقامة وانقاذهم من من الضلال واقامة الحجة والمعذرة على المعاندين المكابرين بما ينزله الملك من ايات بينات وحجج ظاهرات ويدخل ايضا في في المعنى وضع الثواب والعقاب مواضعها وتنزيل الامور منازلها. هذه كلها من المعاني التي تندرج تحت اه الملك نعم قال رحمه الله كما ان من معاني ملكه انه كل يوم هو في انه كل يوم في شأن يغفر ذنب ويفرج كربى ويكشف غما ويزيل المشقات ويغيث اللهفات ويجبر الكسير ويغني الفقير ويهدي ضال ويخذل معرضا موليا ويعز قوما ويذل اخرين. ويرفع قوما ويضع اخرين ويغير ما شاء من الامور الجارية على نظام واحد. ليعرف العباد كمال ملكه ونفوذ مشيئته وعظمة سلطانه هذا من من معاني الملك وهو كذلك لا يخرج عن ما سبق بيانه لكن يذكره رحمه الله لمزيد البيان والايضاح انه كل يوم سبحانه وتعالى هو في شأن كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن كل يوم هو في شأن كل يوم هو في شأن اي في ملكه كل يوم هو في شأن اي في ملكه سبحانه وتعالى قضاء وتقديرا وتصرفا تدبيرا يعز ويذل يخفض ويرفع يقبض ويبسط يضحك ويبكي يحيي ويميت يصح ويمرض يتصرف سبحانه وتعالى في في في ملكه اه بما يشاء وفق حكمة بالغة علم وخبرة فهو عليم خبير حكيم جل في علاه فمن معاني الملك انه يتصرف في في في هذا الملك كل يوم بما بما يشاء التغيرات التي تكون في الناس وفي المخلوقات وفي الكون هذه كلها من تدابير الملك لا يخرج شيء منها عن تدبير الملك سبحانه وتعالى ومن ذلك ما اشار اليه الشيخ بقوله ويغير ما شام الامور الجارية على نظام واحد ليعرف العباد كمال ملكه لانه يأتي اشياء موقظة للعباد يعني مثلا خسوف اهتزاز الارض ووقوع الزلازل الفياضانات الاشياء التي تأتي على غير النظام الذي اعتاده الناس هذه توقظ القلوب فيها تنبيه للعباد مثل ما قال الله سبحانه وتعالى وما نرسل بالايات الا الا تخويفه فيها تخويف فيها ايقاظ فيها تنبيه في ارشاد للعبادة ان هذا الكون ملك لله سبحانه وتعالى وانه فوق وانه طوع تدبير الله سبحانه وتعالى وماضي بقضاء الله جل وعلا وقدره وتدبيره. نعم قال رحمه الله فالملك يرجع الى ثلاثة امور صفات الملك التي هي صفاته العظيمة وملكه للتصاريف والشؤون في جميع العوالم وان جميع الخلق مماليكه وعبيده فهو الملك الذي له ملك العالم والسفلي وله التدبيرات النافذة فيها ليس لله في شيء من ذلك مشارك. اعد فالملك فالملك يرجع الى ثلاثة امور صفات الملك التي هي التي هي صفاته العظيمة وملكه للتصاريف والشؤون وملكه للتصاريف والشؤون في جميع العوالم. وان جميع الخلق مماليكه وعبيده. فهو الملك الذي له ملك العالم العلوي والسفلي وله التدبيرات النافذة فيها. ليس لله في شيء من ذلك مشارك. قال رحمه الله تلخيصا تلخيصا المعاني التي ينتظمها هذا الاسم العظيم من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى قال فالملك يرجع الى ثلاثة امور يرجع الى ثلاثة امور الاول منها صفات الملك التي هي صفاته العظيمة الملك الملك الذي له الصفات العظيمة الصفات العظيمة الكاملة مثلا كمال مشيئة كمال العلم كمال القدرة كل هذه المعاني العظيمة او الصفات العظيمة لله سبحانه وتعالى هي صفات للملك هي صفات للملك. فالملك الذي له الارادة النافذة وله القدرة الشاملة وله العلم المحيط وله الخبرة ببواطن الامور والاطلاع على خفايا الامور هذه كلها معاني آآ كلها معاني من المعاني التي ينتظمها او يدل عليها سواء الدلالة التي هي دلالة المطابقة او دلالة التظمن فالملك اه عليم خبير مشيئته نافذة قدرته شاملة فالملك الذي له صفات العظمة له صفات العظمة صفات الملك صفات الملك هذا الاول الثاني ملكه للتصاريف والشؤون في جميع العالم لا شريك له في شيء من ذلك ملكه للتصاريف المخلوقات كلها طوع تدبيره وتسخيره وقضائه وقدره لا خروج لاي مخلوق عن ملك الله سبحانه وتعالى وتدبيره جل في علاه والمعنى الثالث ان جميع الخلق مماليكه وعبيده فالملك الذي جميع المخلوقات ملك له عبيد له لا غنى لها عنه طرفة عين قال فهو الملك الذي له ملك العالم العلوي والسفلي وله التدبيرات النافذة فيه ليس له فيه شيء من ذلك ليس له في شيء من ذلك مشارك من الامور المهمة في هذا الباب وهذا تجده في مواضع كثيرة جدا في القرآن ان ثبوت الملك لله والايمان بانه الملك وحده سبحانه وتعالى بما ينتظم هذا الاسم من معاني عظيمة لله عز وجل هذا من اعظم البراهين والدلائل على انه وحده المعبود لا معبود بحق سواه سبحانه وتعالى وانه يجب ان يفرد وحده بالذل والخضوع والا يتخذ معه الانداد والشركاء ولهذا يكثر في القرآن ابطال الشرك ببيان ان المتخذين من الانداد لا يملكون شيئا اتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ظرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا لا يملكون لا يملكون. هذه من الدلائل على ان هذه المتخذة ان هذه المعبودات المتخذة من دون الله سبحانه وتعالى لا تملك شيئا لا لنفسها ولا لغيرها فظلا ان تملك لغيرها فكونها غير مالكة كونها غير مالكة دليل على انها لا تستحق من العبادة شيئا وان الذي يستحق العبادة هو الملك وحده الذي بيده الملك سبحانه وتعالى لا شريك له قال الله عز وجل ذلكم قال الله سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحوينا لا يملكون ابطل الشرك بانها لا تملك مثلها قوله سبحانه وتعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ومثلها قول الله عز وجل في سورة سبأ قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك وماله وماله منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فابطن شرك المشركين بانهم لا يملكون فالذي لا يملك لا يستحق وانما المستحق للعبادة الملك لا شريك له سبحانه وتعالى وهذه الاية من سورة سبأ وصفها بعض اهل العلم بانها قطعت شجرة الشرك من عقود من عروقها واجتثتها من اصولها ولم تبق لمشرك متعلق لان كل التعلقات التي يتعلق بها مشركون في اتخاذهم للانداد من دون الله اتت عليها هذه الاية اتيان مرتبا بالابطال فلم تبق لمشرك متعلق وبيان ذلك ان من يدعى لا يدعى حتى يكون مالكا حتى يكون مالكا لا يدعى حتى يكون مالكا فان لم يكن مالك لا يستحق آآ ان يدعى قال الله عز وجل قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض لا يملكون مثقال ذرة في السماوات والارض لان السماوات والارض كلها ملك لله سبحانه وتعالى ومن ملك شيئا لم يملكه استقلالا وانما ملكه بتمليك الله اياه والذي اعطاه اياه ينزعه منه قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء فان لم يكن مالكا ثمة امر اخر ان وجد استحق ان يدعى ان وجد استحق ان يدعى وهو ان يكون عنده مشاركة للمالك ولو في شيء يسير من الملك فابطل الله سبحانه وتعالى ذلك قال وما لهم فيهما من شرك وما لهم فيهما من شرك يعني هؤلاء الذين يدعون من دون الله ليس لهم اي مشاركة ولا في شيء قليل من هذا الملك اذا لا مالك ولا ايظا ماذا؟ ولا شريكا للمالك هناك امر اخر ان وجد استحق ايضا ان يدعى وهو ان يكون معين للمالك ليس مشاركا له لكنه يعين المالك ظهير له ومعين له فابطل الله سبحانه وتعالى ذلك. قال وما له اي الله منهم اي المدعوين من دونه من ظهير ليس هناك معين لله تنزه وتقدس وجل عن ذلك اذا لا مالك ولا شريكا للمالك ولا معين للمالك هناك امر رابع او اقل من الرتب الثلاثة المتقدمة ان وجد ايضا استحق ان يدعى وهو ان يملك الشفاعة الابتدائية لمن اراد عند المالك بدون اذن من المالك وهذا كان يعتقده عباد الاصنام في معبوداتهم يعتقدون فيها ذلك يعتقدون فيها ذلك ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فكانوا يعتقدون هذا في اصنامهم فقال الله عز وجل ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن ادين له ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له بهذا القيد اذن الله للشافع ورضاه سبحانه وتعالى عن المشروع ابن الله للشافع ورضاه عن المشروع ما يملكون شيئا من ذلك. لان الشفاعة باذن الله قل لله نعم الشفاعة جميعا ملك ملك لله ولهذا من اراد ان يحظى بشفاعة الانبياء والاولياء والصالحين من عباد الله فعليه ان يطلبها ممن ممن من الملك سبحانه وتعالى الذي له الملك ملك الشفاعة فلا يمد يديه ملتجئا الى ولي او غيره يطلب منه الشفاعة وانما يلجأ الى الله الذي بيده الملك الذي يأذن للشافع ان يشفع فيقول في دعاه اللهم شفع في انبيائك او اللهم اجعلني ممن يشفع لهم انبياؤك يسأل الله سبحانه وتعالى يسأل الله لان خلقا من الناس دخلوا في الشرك والعياذ بالله من هذا الباب من هذا الباب الشفاعة اصبحوا يلجأون الى المقبورين يبكون عند قبورهم ويذل يذلون لهم بكاء وخشوعا وخضوعا طالبين منهم ملتجئين اليهم مظهرين فقرهم اليهم هذه عبادة وان سميت شفاعة هذه عبادة لا تكون الا لله سبحانه وتعالى فمن اراد شفاعة الانبياء والصالحين من عباد الله فليطلبها من الملك سبحانه وتعالى فليطلبها من الملك جل وعلا الذي له ملك الشفاعة قل لله الشفاعة جميعا هي ملك ملك لله عز وجل فاذا هذا كله من الاشياء التي آآ يدل عليها ويهدي اليها ايمان العبد بهذا آآ الاسم العظيم لله سبحانه وتعالى اذا هؤلاء الذين يذهبون هنا وهناك الى القبور والاضرحة والقباب والاشجار والاحجار طلبا وسؤالا وذلا وخضوعا ذاك يعرض عليهم مرضه وتلك تطلب منهم ولدا وذاك يطلب غناء من فقر الى اخره. هل عرف الملك سبحانه وتعالى هل فقهوا فقهوا هذا الاسم العظيم؟ لله جل وعلا ولهذا كل هذه المظاهر الباطنة كلها من الخلل العظيم في معرفة اسماء الله وعظمة الله وان الملك لله سبحانه وتعالى وان الامر امر هو الخلق خلقه سبحانه وتعالى فالملك الايمان به يهدي من احسن الايمان بهذا الاسم الا يلجأ الا الى الله والا يفتقر الا الى الله. والا يذل الا الى الله. لان الامر بيد الملك لا يمكن ان يتغير شيء في هذا الكون الا باذن الملك سبحانه وتعالى حاجاتك امورك الخاصة كلها بيد الملك سبحانه وتعالى من صحة او عافية او هداية او غنى او قوة او ما شئت من الامور كلها لن يحصل لك شيء منها الا باذن الملك سبحانه وتعالى فكلما قوي ايمان العبد بهذا الاسم وقويت معرفته بهذا الاسم زاد تعلقه بالله وافتقاره الى الله وحسن التجائه اليه وتفويضه الامر كله اليه سبحانه لان الامر كله بيد الملك جل وعلا نعم قال رحمه الله القدوس السلام اي الذي له كل اي الذي له كل قدس وطهارة وتعظيم وتقدس عن عن صفات النقص فالقدوس يرجع الى صفات العظمة والى السلامة من العيوب والنقائص. كما ان السلام يدل على المعنى الثاني. فهو السالم ومن كل عيب وافة ونقص. نعم هذان قسمان لله عز وجل القدوس السلام وهو من اسماء التنزيه وهما من اسماء التنزيل لان اسماء الله عموما باعتبار المعاني التي تدل عليها انواع فهناك اسماء تدل على صفات ذاتية هناك اسماء تدل على صفات فعلية وهناك اسماء لا تدل على معنى مفرد وانما تدل على معاني عديدة مر معنا اشارة الى ذلك عند كلام المصنف عن الاسم الاعظم هناك اسماء تدل على معاني عديدة مثل المحيط ومثل مجيد ومثل الحميد ومثل الصمد هذه كلها تدل على على معاني لا على معنى مفرد او معنى واحد وهناك نوع من من الاسماء اسماء تدل على التنزيه اسماء تدل على التنزيل منها هذان الاسمان وهما قد واردان في القرآن الكريم القدوس والسلام ومثل هذين الاسمين اسم ثالث ورد في السنة عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو السبوح هذا من اسماء الله وهو يدل ايضا على على التقديس والتنزيه لله سبحانه وتعالى فكان عليه الصلاة والسلام كان في الحديث الصحيح يقول في ركوعه وسجود السبوح قدوس رب الملائكة والروح سبوح قدوس رب الملائكة والروح فجمع بين الاسمين السبوح والقدوس في قولهما في ركوعه وفي سجوده والجمع بينهما في هذا المقام نظير ما ذكره الله عن الملائكة ونحن نعم نسبح بحمدك ونقدس لك. فجمعوا بين اه التسبيح والتقديس الحاصل ان هذه الاسماء الثلاثة لله عز وجل السلام القدوس السبوح هذه كلها اسماء تنزيه لله عز وجل عن كل ما لا يليق به جل في علاه قال الشيخ اي الذي له كل قدس القدوس الذي له كل قدس وطهارة وتعظيم وتقدس عن صفات النقص فالقدوس يرجع الى صفات العظمة. القدوس الذي اهله الكمال له العظمة الجلال يرجع الى التنزه عن العيوب قدوسه المنزه القدوس الذي له اه معاني العظمة والجلال والقدوس الذي هو منزه عن النقائص قال كما ان السلام اي اسم الله السلام يدل على المعنى الثاني فالسلام اي السالم من كل نقص وعيب السالم والمنزه من كل نقص وعيب نعم قال رحمه الله ومجموع ما ينزه عنه شيئان احدهما انه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله فان له المنتهى في كل صفة كمال فهو موصوف فهو موصوف بكمال العلم وكمال القدرة منزه عما وينافي ذلك من النسيان والغفلة وان يعزب عنه وان يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر ومنزه عن العجز والتعب والاعياء واللغوب وموصوف بكمال الحياة والقيومية منزه عن ضدها من الموت والسنة والنوم وموصوف بالعدل والغنى التام منزه عن الظلم والحاجة الى احد بوجه من الوجوه. وموصوف بكمال الحكمة والرحمة منزه عما يضاد ذلك من العبث والسفه. وان يفعل او يشرع ما ينافي الحكمة والرحمة وهكذا جميع صفاته منزه عن كل ما ينافيها ويضادها الثاني انه منزه عن مماثلة احد من خلقه. او ان يكون له ند بوجه من الوجوه. فالمخلوقات كلها وان عظمت وشرفت وبلغت وبلغت المنتهى الذي يليق بها من العظمة والكمال اللايق بها فليس شيء منها شيء منها يقارب او يشبهه او يشبه الباري. او او يشابه الباري فليس شيء منها يقارب او يشابه الباري بل جميع اوصافها تضمحل اذا نسبت الى صفات باريها وخالقها. بل جميع ما فيها من المعاني والنعوت والكمال هو الذي اعطاها اياه فهو الذي خلق فيها العقول والسمع والابصار والسمع والابصار والقوى الظاهرة والباطنة وهو الذي علمها والهمها وهو الذي نماها ظاهرا وباطنا وكملها. قالت الرسل والملائكة لا علم لنا الا ما علمتنا وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته. الى اخر الحديث فهو المنزه عن كل ما ينافي صفات المجد والعظمة والكمال. وهو المنزه عن الضد والند والكفء والامثال وذلك داخل في اسمه القدوس السلام يقول اه الشيخ رحمه الله ومجموع ما ينزه عنه شيئان عرفنا ان ان هذين الاسمين القدوس السلام وكذلك الاسم الثالث الذي ثبتت به السنة السبوح هذه الاسماء كلها تدل على التنزيه تنزيه الله سبحانه وتعالى قال الله عز وجل سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين سبحان ربك رب العزة اي تنزه وتقدس جل وعلا عما يصفون اي عما يصفه به اعداء الرسل واعداء دينه مما لا يليق بجلاله كماله وعظمة ولهذا اذا نسب الى الله ما لا يليق به فمقام المؤمن هنا تنزيه ربه وتقديس مولاه جل في علاه وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه سبحانه اي تنزه وتقدس فاذا نسب اليه ما لا يليق به جل وعلا فالمقام مقام تنزيه وهذا هدي نتعلمه من القرآن سبحان ربك رب العزة عما يصفون اي وصف يوصف به الله مما لا يليق به فمقام الايمان هنا مقام تنزيه الله وتقديسه جل في علاه فهذه الاسماء هذه الاسماء اسماء تنزيه لله فاذا قال القائل نعم عرفنا انها اسماء تنزيه لله فعن ماذا يكون التنزيه؟ عن اي شيء يكون قال الشيخ مجموع ما ينزه عنه شيئان مجموع ما ينزه عنه شيئان. يعني كل معاني اه التنزية والامور التي ينزه الله عنها ترجع في الجملة الى شيئين الاول انه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله انه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله وانتبه ايضا في اخر هذا هذا الموضع قال وهكذا جميع صفاته منزهة عن كل ما ينافيها ويضادها لتدرك من خلال ذلك ان التسبيح والتقديس ما وما يدل عليه اسمه السلام الذي هو السلامة هذا يتناول كل الاسماء هذا يتناول كل اسماء الله تبارك وتعالى تناول جميع الاسماء فان كل اسم لله سبحانه وتعالى يثبت منه لله صفة الكمال اللائقة بجلاله عظمته سبحانه وتعالى وينزه عما يضادها وينزه عما يضادها فهو سبحانه وتعالى ينزه عن كل ما يتنافى مع صفات كماله مع كل ما يتنافى مع صفات كماله مثلا وما ربك بظلام للعبيد هذا ينزه الله عنه لانه يتنافى مع كمال عدله. هو العدل الذي له كمال العدل مثلا قول الله تعالى وما مسنا من لغوب اي تعب هذا ينزه الله سبحانه وتعالى عنه لانه يتنافى مع كمال قوته وكمال قدرته جل وعلا مثلا لا تأخذه سنة ولا نوم هذا يتنافى مع كمال حياته وقيوميته مثلا قوله وما كان ربك نسيا. هذا يتنافى مع كمال علمه فاذا مما تدل عليه هذه الاسماء الثلاثة السبوح القدوس السلام تنزيه الله تبارك وتعالى تنزيه الله تبارك وتعالى عن كل ما ينافي صفاتك مالا عن كل ما ينافي صفات كماله. فان له المنتهى في كل في كل صفة ففي كل صفة كمال فهو موصوف بكمال العلم وكمال القدرة منزه عما ينافي ذلك من نسيان والغفلة وان يعزب عنه مثقال ذرة وموصوف بكمال الحياة والقيومية منزلا عن ضدها من الموت والسنة والنوم موصوف بالعدل والغنى التام منزه عن الظلم والحاجة الى احد بوجه من الوجوه وموصوف بكمال الحكمة والرحمة منزه عما يضاد ذلك من العبث والسفه وان يفعل او يشرع ما ينافي الحكمة اه الرحمة وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين ما خلقنا اه اه وما خلق ما خلقنا السماوات والارض باطلا ذلك ظن الذين كفروا. فويل الذين كفروا من النار الله منزه عن ذلك الله جل وعلا منزه عن ذلك لانه موصوف بكمال الحكمة آآ وكمال الرحمة سبحانه وتعالى نعم الثاني قال رحمه الله الثاني انه منزه عن مماثلة احد من خلقه او ان يكون له ند بوجه من الوجوه فالمخلوقات كلها وان عظمت وشرفت وبلغت المنتهى الذي يليق بها من العظمة والكمال اللائق بها فليس شيء منها يقارب او يشابه الباري بل جميع اوصافها تضمحل اذا نسبت الى صفات باريها وخالقها بل بل جميع وما فيها من المعاني والنعوت والكمال هو الذي اعطاها اياه فهو الذي خلق فيها العقول والسمع والابصار والقوى الظاهرة باطنة وهو الذي علمها والهمها وهو الذي نماها ظاهرا وباطنا وكملها. قالت الرسل والملائكة لا لا علم لنا الا ما علمتنا وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته الى اخر الحديث. هذا المعنى الثاني المعنى الثاني التي يرجع اليها قال يرجع التنزيه الى امرين المعنى الثاني انه منزه عن مماثلة احد من خلقه كما قال الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وكما قال الله تعالى فلا تضربوا لله الامثال كما قال الله سبحانه وتعالى ولم يكن له كفوا احد وكما قال الله سبحانه وتعالى هل تعلم له سميا فان الاستفهام هنا بمعنى النفي اي لا سمي له لا مثيل ولا نظير له سبحانه وتعالى فاذا المعنى الثاني من آآ المعاني التي يفيدها او تفيدها تلك الاسماء لله السبوع القدوس انه منزه عن المثال والنظير والشبيه فهو سبحانه وتعالى سبوح قدوس لا مثيل له في صفاته وهو سبحانه سبوح قدوس لا نقص في شيء من صفاته تنزه عن النقص فهذان المعنيان اللذان يرجع اليهما التنزيه تنزيه الله عن النقائص والعيوب وتنزيه الله تبارك وتعالى عن ان يكون له آآ نظير او مثيل او كفؤ او منزه عن ذلك كله سبحانه وتعالى قال انه منزه عن مماثلة احد من خلقه او ان يكون له ند بوجه من الوجوه فالمخلوقات كلها وان عظمت وشرفت وبلغت المنتهى الذي يليق بها من العظمة وليس شيء منها يقارب او يشابه الباري بل اعظم من هذا اعظم من هذا الذي يقدره الانسان في ذهنه اعظم كمال يقدره في ذهنه ويبلغه ذهنه فالله اعظم من ذلك فالله سبحانه وتعالى اعظم من ذلك ولهذا من المعاني المستفادة من قول المسلمين الله اكبر اكبر من كل شيء ما المعاني التي تدخل تحته اكبر من ان يبلغ الواصفون كنها صفاته مهما قدروا في اذان من الكمال فكل ما يقدره المرء في ذهنه من الكمال يظنه هو صفة الله فالله اكبر من ذلك واعظم. لا يمكن ان تبلغ العقول كنها كمال الله سبحانه وتعالى ولهذا فان الله منزه عن التكييف منزه عن التكييف و الخوظ في كيفية الصفات امر باطل. والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك. لان مهما قدر المقدر في ذهنه كمالا يظنه صفة لله فالله اكبر واجل الله سبحانه وتعالى اكبر واجل واعظم من ذلك جل في علاه. نعم قال رحمه الله فهو المنزه عن كل ما ينافي صفات المجد والعظمة والكمال وهو المنزه عن الضد والند والكفء والامثال هذا التلخيص للمعنيين الذين اشار لهما الاول منزه عن كل ما ينافي صفات المجد والعظمة والكمال الثاني منزه عن الضد والند والكفؤ والمثال. فخلاصة ما ينزه الله عنه امران عن كل ما ينافي صفات المجد والكمال والعظمة وعن الضد والند والكفؤ والمثال نعم قال رحمه الله وذلك داخل في اسمه القدوس السلام. نعم قال رحمه الله كذلك كما اشرت اسمه السبوح الذي ثبتت به السنة نعم قال رحمه الله المؤمن الايمان يرجع معناه الى التصديق والاعتراف وما يقتضيه ذلك من الارشاد وتصديق الصادقين واقامة البراهين على صدقهم فهو تعالى المؤمن الذي هو كما اثنى على نفسه وما عرفه رسله وعباده من اسمائه وصفاته. واثار ذلك مما مما هو اعظم واثار ذلك مما هو. نعم واثار ذلك مما هو اعظم اوصاف خيار الخلق من معرفته والايمان به هو شيء يسير بالنسبة الى ما له من الكمال من كل وجه فهو كما اثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده وهو تعالى الذي صدق رسله وشهد بصدقهم بقوله وفعله واقراره حيث اخبر عن صدقهم وفعل تعالى الم كثيرة من معجزات وايات وخوارق كثيرة وبراهين متنوعة تعرف العباد بصدقهم وتشهد بالحق الذي الذي جاءوا به وتشهد بالحق الذين جاءوا به. فكل المطالب والمسائل العظيمة لم يبق منها شيء. الا اقام عليه من البراهين شيء كثيرا وقال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق فالايمان الراجع الى المعرفة والمحبة الله احق به واولى به. ولنقتصر على هذه الاشارة في هذا المحل العظيم في تفسير المؤمن المؤمن هذا الاسم هو من اسماء الله عز وجل الثابتة قد جاء في القرآن في اواخر سورة الحشر في ذكر الله عز وجل جملة من اسمائه عدتها على التوالي في ثلاث ايات سبعة عشر اسما لله سبحانه وتعالى قال الله عز وجل في الاية الثانية من هذه الايات الثلاث هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر. المؤمن هذا اسم من اسماء الله وكما قال الشيخ الايمان يرجع معناه الى التصديق والاعتراف والاقرار يرجع الى الى هذا ولهذا ذكر السلف رحمهم الله من معاني او ما يدل عليه هذا الاسم المؤمن ما دل عليه قول الله سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله الا هو شهد الله انه لا اله الا هو قال مجاهد المؤمن اي الذي وحد نفسه الذي وحد نفسه شهد الله انه لا اله الا هو وقال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد من المعاني التي يدل عليها هذا الاسم انه يصدق المؤمن من عباده ويصدق انبياءه واولياءه ويؤيدهم بالبراهين الدالة على وجوب الايمان به واخلاص الدين له وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة فيدخل في في هذا الاسم تأييد الله سبحانه وتعالى انبيائه رسله الكرام بالبراهين الدالة على وحدانيته سبحانه وتعالى وتصديقه للصادق في شهادته وتعظيمه وتكبيره وتنزيهه لله سبحانه وتعالى كما قال في الحديث صدق عبدي لا اله الا انا صدق عبدي آآ لا اله الا انا صدق عبدي. انا الله الاكبر او كما جاء في الحديث. فهو الذي يصدق عبادة وذكر ايضا بعض اهل العلم وينقل عن ابن عباس رضي الله عنهما من معاني المؤمن الذي يؤمن الخائف الذي اطعمهم من جوع وامنهم من من خوف فهو ينتظم اه ينتظم هذا الاسم آآ معاني عديدة كلها تندرج تحت اه تحت هذا الاسم العظيم قال وهو تعالى الذي صدق رسله نعم قال رحمه الله وهو تعالى الذي صدق رسله وشهد بصدقهم بقوله وفعله واقراره حيث اخبر عن صدقه وفعل تعالى افعالا كثيرة من معجزات وايات وخوارق كثيرة وبراهين متنوعة تعرف العباد بصدقهم وتشهد بالحق الذين جاءوا به. فكل المطالب والمسائل العظيمة لم يبق منها شيء الا اقام عليه من البراهين شيئا كثيرا وقال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق فالايمان الراجع الى المعرفة والمحبة والمحبة الله احق به واولى به. ولنقتصر على هذه الاشارة في هذا المحل العظيم من سورة المؤمن من تفسير المؤمن نعم ونكتفي بهذا ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا مطرنا بفظل الله ورحمته. اللهم اجعله صيبا نافعا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه