الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين قال في كتابه فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والاخلاق والاحكام المستنبطة من القرآن. قال في شرح اسماء الله الحسنى الواردة في القرآن الشهيد المهيمن المحيط قال رحمه الله اي المطلع على جميع الاشياء الذي احاط علمه بالظواهر والبواطن والخفيات والجليات والماضيات والمستقبلات. وسمع جميع الاصوات خفيها والجليات. وابصر جميع الموجودات دقيقا وجليلها وصغيرها وكبيرها واحاط علمه وقدرته وسلطانه واوليته واخريته وظاهريته وباطنيته بجميع الموجودات فلا يحجبه عن خلقه ظاهر عن باطن ولا كبير عن صغير ولا ولا قريب عن بعيد ولا يخفى على علمه شيء ولا يشد عن ملكه وسلطانه شيء. ولا ينفلت عن قدرته وعزته شيء. ولا يتعصى عليه شيء ولا يتعاظمه شيء. وجميع اعمال العباد قد احصاها وقد علم مقدارها ومقدار جزاءها في الخير والشر وسيجازيهم بما تقتضيه حكمته وحمده وعدله ورحمته والملوك والجبابرة وان عظمت سطوتهم وعظم ملكهم واشتد جبروتهم وتفاقم طغيانهم فان الله لهم بالمرصاد قد احاط باحوالهم واحصى وراقب كل حركاتهم وسكناتهم ونواصيهم بيده وليس لهم خروج عن تصرفه وارادته ومشيئته. اين المفر والاله الطالب والمجرم المغلوب ليس الغالب؟ فهذه الاسماء الثلاثة ترجع الى سعة علمه واحاطته بكل شيء والى عظمة ملكه وسلطانه والى شهادته وعلى عباده باعمالهم والى الجزاء وانفراد الرب بتصرف العباد. وانفراد الرب بتصريف العباد واجرائهم احكام القدر واحكام الشرع واحكام الجزاء والله اعلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد ذكر الشيخ رحمه الله تعالى هذه الاسماء الثلاثة الشهيد المهيمن المحيط وهي من اسماء من اسماء الله الثابتة في القرآن الكريم وهذه الاسماء كما اوضح رحمه الله تعالى تدل على احاطة علم الله وسعة قدرته ونفوذ مشيئته سبحانه وتعالى وانه جل وعلا الشهيد اي المطلع على اعمال العباد البصير بهم العليم حركاتهم وسكناتهم الذي لا تخفى عليه منهم خافية والشهيد عليهم باحصاء اعمالهم عليهم وتوفيتهم اياها واجورها والثواب عليها ان كانت صالحة او او العقوبة التي اعد لها اعدها لها ان كانت اعمالا سيئة وهو جل وعلا محيط بالعباد والاحاطة تتناول احاطة العلم واحاطة القدرة واحاطة الاطلاع وانه سبحانه وتعالى محيط بالعباد مطلع عليهم لا تخفى عليه منهم خافية وهو جل وعلا مهيمن الهيمنة تعني ان الله عز وجل لا يخرج عن قدرته شيء ومشيئته سبحانه وتعالى نافذة في العباد ولا يتعاظمه سبحانه وتعالى شيء فالحاصل ان هذه الاسماء الثلاثة ترجع في خلاصة ما ذكر رحمه الله الى سعة العلم واحاطته بكل شيء والى عظمة ملكه وسلطانه والى شهادته لعباده وعلى عباده باعمالهم شهادته لعباده وعلى عباده باعمالهم اي صالحة كانت او سيئة والى الجزاء وانفراد الرب بتصريف العباد فهو سبحانه وتعالى مهيمن على عبادة امره نافذ فيهم وقدرته وقدرته سبحانه وتعالى آآ وسعت كل شيء ان الله على كل شيء قدير وهو ايظا حكيم خبير عليما بكل اعمال العباد وجزاؤه ايضا نافذ فيهم المحسن باحسانه والمسيء باساءته ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. نعم قال رحمه الله الحميد المجيد اي الذي له جميع المحامد والمدائح كلها وهي جميع صفات الكمال. فكل صفة من صفاته يحمد عليها. ويحمد على اثارها ومتعلقاتها. فيحمد وعلى كل تدبير دبره ويدبره في الكائنات ويحمد على ما شرعه من الشرائع واحكمه من الاحكام ويحمل على توفيقه لاوليائه وعلى خذلانه لاعدائه. كما يحمد على على اثابته للطائعين. وعقوبته للعاصين وله الحمد على ما تفضل به على العباد من النعم والخيرات والبركات التي لا يملك العباد احصاؤها ويتعذر عليهم استقصاؤها فحمده تعالى قد ملأ العالم العلوي والسفلي وله الحمد في الاولى والاخرة. وقد عم حمده كل ما يتقلب فيه العباد لكون ذلك راجعا الى حكمته وعدله وفضله واحسانه ووضعه الامور مواضعها وهو الحميد الذي يحمده انبياؤه واصفياؤه وخيار خلقه. وهو تعالى الحميد الذي يحمدهم على ما انعم به عليهم فمنه السبب والمسبب واما المجد فهو سعة الصفات وعظمتها. فالمجيد يرجع الى عظمة اوصافه وكثرتها وسعتها. والى عظمة ملكه وسلطانه والى تفرده والى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق الذي لا يملك العباد ان يحيطوا بشيء من ذلك. فاذا جمع بين الحميد المجيد صار اسم الحميد اخص بكثرة الاوصاف وسعتها المجيد اخص بعظمتها وتوحده بالمجد ثم ذكر رحمه الله تعالى هذين الاسمين العظيمين لله سبحانه وتعالى ووهما الحميد المجيد وكثيرا ما يأتي هذين الاسمين مقترنين في مواضع عديدة في القرآن وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وفي التشهد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تختم الصلاة وكذلك الدعاء للبركة بهذين الاسمين الحميد المجيد فهما اسمان يكثر اقترانهما في في النصوص نصوص الكتاب والسنة والحمد الحميد يدل على الحمد الحميد يدل على الحمد ان الله سبحانه وتعالى جل وعلا محمود على اسمائه الحسنى وصفاته العظيمة وافعاله الجليلة وشرعه الحكيم ومحمود على نعمه المتوالية والاءه المتتالية ومننه التي لا تعد ولا تحصى ولهذا فان الحمد يرجع الى هذين الامرين حمد على الاسماء والصفات وحمد على النعم والعطايا والهبات يحمد تبارك وتعالى على اسمائه على اسمائه الحسنى فاسماؤه كلها حمد وصفاته كلها حمد وافعاله تبارك وتعالى كلها حمد وشرعه كله حمد ويحمد تبارك وتعالى على نعمه على عبادة التي لا لا تعد ولا تحصى فهو سبحانه وتعالى اهل الثناء والحمد لجماله وكماله وعظمته وعظمة اسمائه وصفاته ولنعمه والاءه ومننه وعطاياه وافظانه سبحانه وتعالى على عباده قال الحميد اي الذي له جميع المحامد والمدائح كلها وهي جميع صفات الكمال لاحظ هذا المعنى يوضح لك ان هذا الاسم الحميد هو من الاسماء الدالة على معان عديدة لا على معنى مفرد وعرفنا ان اسماء الله من حيث دلالاتها منها ما يدل على معنى مفرد منها ما يدل على التنزيه والتقديس كما مر معنا قريبا ومنها ما يدل على معاني عديدة فالحمد حمد الله جل وعلا اي الذي له جميع المحامد وهي جميع صفات الكمال وهي جميع صفات الكمال ولهذا يجب ان نعتقد ان صفات الله سبحانه وتعالى كلها حمد سمعه حمد بصره حمد آآ علمه حمد حكمته حمد جميع صفاته سبحانه وتعالى كلها حمد كلها حمد وهي محل ثناء وتعظيم لان الله يثنى عليه سبحانه وتعالى بها يثنى عليه آآ ما له من الاسماء الحسنى وما له من الصفات العلا وما له من الافعال العظيمة يثنى على الله بها لانها كل لانها كلها حمد كلها حمد ويثنى عليه سبحانه وتعالى ويحمد على النعم التي يتفضل بها على اه العباد وما يوليهم سبحانه وتعالى من المنن والعطايا والهبات لاحظ في سورة الفاتحة التي نقرأها فرضا في اليوم سبعة عشرة مرة الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين هذا كله حمد على اسماء الله وعلى صفاته وعلى ربوبيته فنحمده لالوهيته ونحمده لربوبيته ونحمده لرحمته نحمده لعموم ملكه. فيحمد سبحانه وتعالى على اسمائه الحسنى جل وعلا ويحمد ايضا على المنن والعطايا من الحمد على الاسماء صدر آآ سورة سبأ الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وهو وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يجري في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما فيها وهو الرحيم وهو الرحيم الغفور هذا كله حمد على هذه الاسماء وعلى الملك الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب حمد على نعمة نزول الوحي والمنة على العباد بذلك. الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق حمد على فالله يحمد على اسمائه وصفاته ويحمد سبحانه وتعالى على نعمه ومننه والائه جل وعلا واما المجيد فوسع سعة الصفات لان اصل اصل هذه الكلمة في اللغة في مدلولها كلمة تدل على السعة لما تقول العرب استنجد المرخ والعفار نوعان من الشجر اي كثر وصار هناك سعة وكثرة في هذا هذين النوعين كانوا يستعملونها في الايقاد امجد الشيء اي اوسع منه واكثر الكلمة تعني السعة فالمجيد اسم الله تبارك وتعالى اسم دال على سعة صفاته وكمالها اه عظمتها يوضح لك دلالة هذا الاسم الحديث القدسي الذي يتعلق بالفاتحة حديث ابي هريرة حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قسمت الصلاة المقصود بالصلاة ما هو الفاتحة قسمت الصلاة اي الفاتحة. قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين اي ان الفاتحة مقسومة بالنصف نصفها الاول للرب ونصفها الاخير للعد. قسمت الصلاة اي الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين النصف الذي يتعلق في الرب الذي هو في اولها يقول الله في هذا في الحديث القدسي فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي فاذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي المجلس ساعة لما يكثر العبد من حمد الله والثناء عليه باسمائه و صفاته وعظمته احمده على ربوبيته احمده على رحمته يحمده على ملكه هذه الساعة قال مجدني مجدني عبدي التمجيد والمجد هذا السعة في اه في الصفات صفات الله سبحانه وسبحانه وتعالى فالحاصل ان هذا الاسم المجيد ما الاسماء التي لا تدل على معنى مفرد؟ وانما هو يدل على معاني عديدة لا يدل على معنى مفرد وانما هو يدل على معاني عديدة ولهذا قال المجد سعة الصفات عظمتها فالمجيد اي واسع الصفات عظيم آآ الصفات فالمجيد يرجع الى عظمة اوصافه وكثرتها وسعتها والى عظمة ملكه وسلطانه والى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق الذي لا يمكن العباد ان يحيطوا بشيء من ذلك قال فاذا جمع بين الحميد والمجيد صار اسم الحميد اخص بكثرة الاوصاف وسعتها مثل ما تقدم قال الحميد الذي له جميع المحامد وهي جميع صفات الكمال واسم المجيد اخص بعظمته وتوحده بالمجد توحده بالمج اي العظمة والكبرياء والكمال والجلال نعم قال رحمه الله الحكيم بل الموصوف بكمال الحكمة وبكمال الحكم بين عباده فالحكمة هي سعة العلم والاطلاع على مبادئ الامور وعواقبها وعلى سعة الحمد حيث يضع الاشياء مواضعها وينزلها منازلها ولا يتوجه اليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال فله الحكمة في خلقه وامره اما الحكمة في خلقه فانه خلق الخلق بالحق ومشتملا على الحق. وكان غايته ونهايته الحق خلقها باحسن النظام ورتبها باكمل اتقان واعطى كل مخلوق خلقه اللائق به بل اعطى كل جزء من اجزاء المخلوقات وكل عضو من اعضاء الحيوانات خلقته وهيئته اللائقة به. بحيث لا يرى الخلق في خلق الرحمن تفاوتا ولا فطورا ولا خللا ولا نقصا بل لو اجتمعت عقول الخلق ليقترحوا مثلا واحسن من هذه الموجودات لم يقدروا وهذا امر معلوم قطعا من العلم بصفاته. فاذا كان من المعلوم لكل منصف مؤمن ان الله له الكمال الذي لا يحيط به العباد وانه ما من كمال تفرضه الاذهان ويقدره المقدرون الا والله اعظم من ذلك واجل. كانت افعاله ومخلوقاته وجميع ما وجميع ما اوصله الى الخلق اكمل الامور واحسنها وانظمها واتقنها صنع الله الذي اتقن كل شيء فالفعل يتبع في كماله وحسنه فاعله. والتدبير منسوب الى مدبره. والله تعالى كما لا يشبهه احد في صفاته في عظمة والحسن والجمال فكذلك لا يشبهه احد في افعاله. وقد تحدى عباده في مواضع كثيرة من كتابه. هل يجدون او يشاهدون في مخلوقاته نقصا وخللا ومن ادعى شيئا من ذلك بسفاهة عقله وعظم جرائته فقد نادى على عقله بين العقلاء بالحمق والجنون واما الحكمة في شرعه وامره فانه تعالى شرع الشرائع وانزل الكتب وارسل الرسل ليعرفه العباد ويعبدوه فاي حكمة اجل من هذا واي فضل وكرم اعظم من هذا فان معرفته تعالى وعبادته وحده لا شريك له واخلاص العمل له وحمده وذكره وشكره والثناء عليه افضل العطايا امنه لعباده على الاطلاق واجل المناقب لمن يمن الله عليه بها. واكمل السعادة والفلاح والسرور للقلوب والارواح كما انها هي السبب الوحيد للوصول الى السعادة الابدية والفلاح السرمدي فلو لم يكن في امره وشرعه الا هذه الحكمة التي هي اصل الخيرات. واكمل اللذات واكبر الوسائل والمقاصد. ولاجلها خلقت الخليقة ولاجلها حق الجزاء ولاجلها خلقت الجنة والنار ولاجلها جرت على الخليقة احكام الملك الجبار الشرعية والجزائية لكانت كافية شافية هذا وقد اشتمل شرعه على كل خير فاخباره تملأ القلوب علما وعقائد صحيحة وتستقيم بها القلوب ويزول ويحصل لها ويحصل لها من المعارف افضل الغنائم والمكاسب. واوامره كلها منافع ومصالح. واوامره كلها منافع ومصالح وتثمر الاخلاق الجميلة والمناقب الثمينة والاعمال الصالحة والهدي الكامل والاجر العظيم والثواب الجسيم ونواهيه كلها موافقة للعقول الصحيحة والفطر المستقيمة لانها لا تنهى الا عما يضر الناس في عقولهم واخلاقهم واعراضهم وابدانهم واموالهم وبالجملة. فالمصالح الخالصة او الراجحة تأمر بها والمفاسد الخالصة او الراجحة تنهى عنها فهو الحكيم في خلقه وامره وكذلك احكام الجزاء على الاعمال في غاية المناسبة والموافقة للحكمة جملة وتفصيلا والله اعلم ذكر رحمه الله تعالى هنا اسم الله تبارك وتعالى الحكيم وهذا الاسم العظيم من اسماء الله تبارك وتعالى له دلالتان الاولى دلالة كمال الحكم وان الله سبحانه وتعالى هو الحكم لا شريك له ان ان الحكم الا لله له تبارك وتعالى الحكيم اي الذي له الحكم الحكم بمعانيه وقد تقدم ذكرها عند المصنف في اسم الله الملك له الحكم ان الكون القدري وله الحكم الشرعي الديني وله الحكم الجزائي. فالحكم الذي له الحكم سبحانه وتعالى. فالحكم لله الحكم لله يقضي في خلقه سبحانه وتعالى بما يشاء وحكمه نافذ حكمه الكوني القدري نافذ في عبادة لا راد لحكمه ولا معقبا لقضائه انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وله الحكم الشرعي فهو وحده سبحانه وتعالى الذي يشرع ما يريد ويحكم ما يريد ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه من الحكم اي الشرعي الا لله امر الا تعبدوا الا اياه وفي السورة نفسها في ما ذكره الله سبحانه وتعالى عن آآ نبيه يعقوب عليه السلام قال يا قال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة ان الحكم الا لله عليه توكلت هذا الحكم الكوني فالحكم تارة يطلق يطلق ويراد بالكون القدري وتارة يطلق ويراد به الحكم الشرعي الديني. فالحكم لله وكذلك الحكم الجزائي وهو ثوابه سبحانه وتعالى لعباده المطيعين وعقوبته سبحانه وتعالى العاصين هذا كله لله فالحكيم اي الذي له الا آآ له الحكم قال اي الموصوف بكمال الحكمة وبكمال الحكم بين عباده وبكمال الحكم هذا الذي هو كمال الحكم هذا احد المعنيين والمعنى الثاني كمال الحكمة وهي التي فصل الشيخ رحمه الله تعالى القول فيها هنا الحكيمة اي الذي له كمال الحكمة والحكمة هي وضع الامور مواظيعها وانزال الاشياء منازلها لسعة العلم والاطلاع على مبادئ الامور وعواقبها وعلى سعة الحمد حيث يظع الاشياء مواظعها وينزلها منازلها فهو سبحانه وتعالى حكيم له الحكمة البالغة فكل افعاله حكمة وكل اقواله حكمة وكل شرعه سبحانه وتعالى حكمة فلا يقضي قضاء ولا يقدر امرا الا عن حكمة بالغة الا عن حكمة بالغة تنزه سبحانه وتعالى عن الباطل وتنزه تبارك وتعالى عن اه ان يكون خلق الخلق هكذا سدى كل ذلك منزه عنه وتنزه ان يكون خلق الخلق لعبا الله منزه عن ذلك كله. فخلقه وتقديره للاشياء هذا كله عن حكمة كله عن حكمة وكذلك شرعه ولهذا بين الشيخ رحمه الله تعالى ان لله سبحانه وتعالى الحكمة في خلقه وامره الا له الخلق والامر فهو حكيم في الخلق اي ما يقضي ويقدر بين الخلائق وحكيم ايضا في الامر الذي هو الشرع الذي يشرعه ويأمر به سبحانه وتعالى اما الحكمة في الخلق فان فانه خلق الخلق بالحق ومشتملا على الحق وكان غايته ونهايته الحق كان غايته ونهايته الحق آآ فخلق الخلق باحسن نظام ورتبها اه ورتب المخلوقات باكمل اتقان سبحانه وتعالى فالحاصل ان خلق الله جل وعلا المخلوقات وايجاده للكائنات كله عن حكمة وجاءت المخلوقات بحكمة الحكيم الخبير العليم منتظم امرها وفق حكمة خالقها ومبدئها وموجدها وفاطرها سبحانه وتعالى لا ترى في خلق الرحمن من فطور ولا تفاوت ولا خلل ولا نقص بل لو اجتمعت عقول الخلق ليقترحوا احسن من هذا لم يقدروا على ذلك. فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق في احسن تقويم تبارك الله احسن الخالقين فيما يتعلق الحكمة في الشرع فانه تعالى شرع الشرائع وانزل الكتب وارسل الرسل ليعرف ليعرفه العباد ويعبدوه فاي حكمة اجل من هذا؟ واي فضل وكرم اعظم من ذلك وهذا فيه ان الله سبحانه وتعالى لم يوجد الخلق عبثا بل واوجدهم عن حكمة والحكمة من اه ايجادهم وخلقهم هي ان يعرفوه وان يعبدوه امران مقصودان للخلق ان يعرفوه وان يعبدوه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لماذا نعم لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما وخلق الخلق يعبدوه ويفردوه بالذل والخضوع والانكسار كما قال الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالحاصل ان الله سبحانه من اسماءه الحكيم والحكيم هو الذي له كمال الحكم وله كمال الحكمة سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله السميع البصير العليم الخبير اي السميع لجميع الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات. سرها وجهرها سواء منكم من اسر القول من جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار البصير الذي ابصر كل شيء دق وجل فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل ويبصر جريان ويبصر جريان الاغذية في عروق الحيوانات واغصان النباتات النباتات. ولقد احسن من قال يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الالي. الاليل. الاليل ويرى نياط عروقها في نحرها والمخ بين العظام والنحل. النحل ويرى نياط عروقها في نحرها والمخ بين عظامها النحلي امل عظامها ها والمخ من بين العظام النحل امل علي بتوبة تمحو بها ما كان مني في الزمان الاول العليم بكل شيء الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ولا يعزب عن علمه شيء احاط علمه بالواجب احاط علمه بالواجبات والمستحيلات والجائزات. وبالماضيات والحاضرات والمستقبلات. وبالعالم العلوي والسفلي وبالخفي والجليات وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر. وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. يعلم السر واخفى ويعلم ما اكنته الصدور وما توسوس به النفوس وما فوق السماوات العلى وما تحت الثرى الخبير الذي ادرك علمه السرائر واطلع على مكنون الضمائر وعلم خفيات البذور ولطائف الامور ودقائق الذرات في ظلمات الديجور فالخبير ارجعوا الى العلم بالامور الخفية التي هي في غاية اللطف والصغار وفي غاية الخفاء ومن باب اولى واحرى علمه بالظواهر والامور الجلية والعليم يدل بالمطابقة على الامرين وكثيرا ما يأتي ذكر هذه الاسماء الكريمة في سياق الاعمال وجزائها ليوقظ القلوب وينبهها على اكمالها واحسانها واتقانها واخلاصها وليرغبهم ويرهبهم نعم اورد هنا آآ اه الاسماء اربعة لله عز وجل السميع البصير العليم الخبير لكن قبل الدخول فيها اشير الى مرة ثانية الى الاية الكريمة من سورة يوسف آآ قول الله سبحانه وتعالى فيما ذكر وعن يعقوب قال يا بني لا تدخلوا من من يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا ابواب متفرقة وما اغني عنكم من الله من شيء ان الحكم الا لله امر الا ان الحكم الا لله عليه توكلت عليه فليتوكل المتوكلون آآ هنا ذكر رحمه الله تعالى اربعة اسماء حسنى عظيمة لله جل وعلا السميع البصير العليم الخبير والسميع البصير كثير ما يأتي اقتران هذين الاسمين في مواضع وكذلك العليم الخبير كثيرا ما يأتي اقتران هذين الاسمين اما اسم الله تبارك وتعالى السميع فهو دال على ان الله سبحانه وتعالى وسع سمعه الاصوات كلها وسع سمعه تبارك وتعالى الاصوات كلها آآ سواء كان الصوت عاليا او كان الصوت مخافتة ومناجاة فسمعه سبحانه وتعالى وسع الاصوات كلها كما قال الله في سورة الرعد سواء منكم اي عند الله سبحانه وتعالى. من اسر القول ومن ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار فان الله سبحانه وتعالى سمعه وسع كل شيء وعلمه سبحانه وتعالى وسع كل شيء فسواء عند الله جل وعلا اه الصوت العالي او الصوت الخافت وسواء عنده كان المرء في آآ العلن اه ظاهرا يرى او ترى اعماله او كان مختفيا في سرداب او في اي مكان فان الامر هذا كله عند الله سواء لانه سبحانه وتعالى السر عنده علانية والغيب عنده شهادة ولا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية ولما جاءت المرأة التي جاءت الى بيت النبي عليه الصلاة والسلام تجادله في زوجها تجادله في زوجها وتشتكي الى الله كانت عائشة في البيت قريبة منها وكان الامر بين بين هذه المرأة وبين النبي صلى الله عليه وسلم مناجاة وعايش في الدار نفسها فتقول كنت اسمع بعض كلامها ويغيب عني بعضا فما ان انتهت المرأة من المناجاة الا ونزل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير فلما نزلت هذه الاية قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات سبحان الذي وسع سمعه الاصوات لانها تخبر عن نفسها انها كانت في الدار وقريبة من تلك المرأة التي تناجي النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها فما كانت تسمع كل الكلام تسمع ويغيب عنها بعض تسمع بعضا ويغيب بعضا ونزل قول الله قد سمع الله قد سمع الله تقول اه رضي الله عنها سبحان الذي وسع سمعه الاصوات كلها وسع سمعه الاصوات كلها لو ان الناس او الثقلين الجن والانس من اول الدنيا الى اخرها اجتمعوا كلهم في صعيد واحد وكلهم في لحظة واحدة سألوا الله وكل سأل حاجة وكل يسأل بلهجته ولغته لسمعهم سبحانه وتعالى اجمعين. دون ان يختلط عليه صوت بصوت او حاجة بحاجة او لغة بلغة فهو سميع بسمع وسع به سبحانه وتعالى الاصوات كلها وايمان العبد ان الله سميع وان سمعه سبحانه وتعالى وسع كل شيء يربيه على المراقبة والادب مع الله والكثرة من ذكر الله سبحانه وتعالى وتزيين الصوت بتلاوته لكلام الله جل في علاه يعتني بهذا ويبتعد عن كل ما ما لا يليق من القول اتقوا الله وقولوا قولا سديدا فيحرص على القول السديد وعلى صيانة لسانه وعلى حسن الادب مع ربه سبحانه لان الله سبحانه وتعالى سميع لي جل وعلا الاصوات كلها الاصوات كلها قال البصير الذي ابصر كل شيء دق وجل يعني صغر او كبر فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل ويبصر جريان الاغذية في عروق الحيوانات ويبصر ما هو ادق ذلك هذه ادق من ذلك هذا مجرد مثال يذكر لسعة آآ بصري سبحانه وتعالى وانه يرى بصير ببصر يرى سبحانه وتعالى جميع المخلوقات جميع الكائنات صغيرها وكبيرها دقيقها وجليلها قال ابن القيم رحمه الله تعالى ولقد احسن من قال يا من يرى مد البعوض جناحا في ظلمة الليل البهيم الال يعني الليلة المدلهم المظلم في مثل هذه الحالة اطلاقا ما ترى البعوضة فضلا عن ان يرى جناحها وهو يمتد اصلا لا ترى ولهذا في الليلة البهيمة الاليل وانت نائم تأتي البعوضة الى ارنبة انفك وتقع عليه ما تدري بها. عند عينك تقع ثم ما تدري الا بعد ان تؤدي مهمتها ما تشعر بها اصلا الا بعد القرصة تحس بالالم والا هي امام عينك وقعت امام عينك وقعت ما تراها اصلا يا من يرى مد البعوض جناحها في في جناحها في ظلمة الليل البهيم الاليم. ويرى نياط عروقها في نحرها والمخ من بين العظام النحلي طمن علي بتوبة تمحو بها ما كان مني في الزمان الاولي فهذا فيه آآ ان بصر الله سبحانه وتعالى محيط بكل شيء جل في علاه. وهذا ايضا علم العبد به واستحضاره يورث العبد ايضا مراقبة لله سبحانه وتعالى في كل حركاته وسكناته وايضا يورثه المراقبة لله آآ في تعبده وتقربه لله سبحانه وتعالى فيحرص على الاحسان في العمل ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك اذكر ان الله بصير مطلع على كل شيء يرى سبحانه وتعالى كل شيء الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين العليم بكل شيء هذا ايضا يتعلق بعلم الله ان نؤمن بان الله سبحانه وتعالى عليم بعلم وسع كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فعلمه سبحانه وتعالى وسع كل شيء احاط بكل شيء علم سبحانه وتعالى ما كان وعلم ما سيكون وعلم ما لم يكن ان لو كان كيف يكون. مثل ما قال الله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. هذا لا يكون لا يردون للدنيا. لكن لو ردوا وامر لا يكون لعادوا لما نهوا عنه. فعلم ما لم يكن ان لو كان كيف يكون سبحانه وتعالى يعلم السر واخفى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وانت تمشي في الصحراء او بين الاشجار وتتساقط الاوراق وترى البذور وترى الحبوب وترى لا يحصيه الا الله. علم الله محيط بذلك كله. كل ورقة تسقط محيط بها علم الله سبحانه وتعالى كم من هذه الاوراق التي تسقط تتساقط ولا سيما في الخريف في العالم كله فعلم الله سبحانه وتعالى محيط بكل شيء. هذا ايضا يورث العبد مراقبة لله سبحانه وتعالى وتقوى لله ولهذا يعني اتفق اهل العلم ان اعظم رادع للعبد اعظم رادع للعبد واكبر زاجر له ان يستحذر ان الله عليم وان الله محيط وان الله بصير وان الله خبير وان الله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه من العباد خافية وان الله شديد العقاب يستحظر هذا هذا الاستحضار هو اعظم رادع عن كل منكر وعن كل شر وهو ايضا اكبر معين على للعبد على صلاحه في اعماله كلها ولهذا تجد في القرآن ايات كثيرة جدا تختم ان الله ما تعملون خبير ان الله خبير بما تعملون ان الله ما تعملون بصير والله بصير بما تعملون ان الله بصير بالعباد ايات كثيرة جدا تختم بهذا في مقام الترغيب او في مقام الترهيب والخبير الذي ادرك علمه السرائر واطلع على مكنون الضمائر وعلم خفيات البذور ولطائف الامور ودقائق الذرات في ظلمات او في ظلمات الديجور يعني الظلام المدلى يعني علم الله سبحانه وتعالى او اسم الله الخبير يدل على اطلاعه على خفايا الامور ودقائق الاشياء كعلمه سبحانه وتعالى بظواهرها يتضح لك ذلك عندما تقرأ مثلا اه قول الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان يا بني انها ان تك مثقال هذا شيء خفي دقيق جدا انا ان تك مثقال حبة من خردل فتكون في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير ختم بهذا الاسم لانه ذكر دقائق واشياء فالخبير هو الذي يطلع على خفايا الامور ودقائق اه الاشياء وبواطنها وخفيها الخبير الذي احاط علما وخبرة الامور ودقيقها وخفية لا تخفى سبحانه وتعالى اه عليه خافية مثلها ايضا في سورة الحج آآ قول الله سبحانه وتعالى في اه عدد من الايات تقريبا سبع ايات متواليات كل اية منها ختمت باسمين من اسماء الله تبارك وتعالى بالمناسبة هذه الايات السبع اقرأ اقرأ كلاما جميلا اه حولها في كتاب القواعد الحسان للمصنف رحمه الله تعالى في قاعدة اه خصها ببيان ان اه ختم الايات القرآنية باسماء حسنى لله يكون لهذه الاسماء التي ختمت بها الايات تعلق بالمعاني او الاحكام التي ذكرت في الاية فالاية لا تختم الا باسم له تعلق بالمعنى الذي ذكر فيها ووضح ذلك وظرب على ذلك امثلة عديدة منها هذه السبع الايات سردها رحمه الله آآ الاية الخامسة من هذه الايات السبع قال الم ترى ان الله انزل من السماء ماء نعم الم ترى ان المتر ان الله انزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير فهذا البذور وخروج النبات وهذه الاشياء الدقيقة ختم جل وعلا ذكره لهذا المعنى اللطيف الخبير واللطيف سيأتي الكلام عليه بعد هذا مباشرة اما الخبير فهو الذي كما ذكر رحمه الله الذي ادرك علمه السرائر وقال على مكنون الظمائر وعلم خفيات البذور ولطائف الامور ودقائق الذرات ونكتفي بهذا قال والعليم يدل بالمطابقة على الامرين العليم يدل على الامرين يعني على اطلاع على اه اه الامور الجلية والامور الخفية وكثيرا ما يأتي ذكر هذه الاسماء الكريمة في سياق الاعمال وجزائها. انتبه لهذه الفائدة حقيقة لابد نقف عندها وكثيرا ما يأتي ذكر هذه الاسماء يعني السميع البصير العليم الخبير في سياق الاعمال وجزائها. لماذا ان يوقظ القلوب وينبهها على اكمالها واحسانها واتقانها واخلاصها ويرغبها ويرهبها ولهذا تختم كثير من الايات ايات الوعد والوعيد ايات الترهيب والترهيب ايات الاوامر والنواهي كثيرا ما تختم بهذه اه الاسماء نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به عليك مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من هدانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين