بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه فتح الرحيم الملك العلام العلي الاعلى اي الذي له العلو المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات فهو العلي بذاته قد استوى على العرش وعلى على جميع الكائنات وبينها العلي بقدره وهو علو صفاته وعظمتها فان صفاته عظيمة لا يماثلها ولا يقاربها صفة احد بل لا يضيق العباد ان يحيطوا بصفة واحدة من صفاته العلي بقهره حيث قهر كل شيء ودانت له الكائنات باسرها فجميع الخلق نواصيهم بيده فلا يتحرك منهم متحرك ولا يسكن ساكن الا باذنه. وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن والفرق بين العلي والاعلى ان العلي يدل على كثرة الصفات ومتعلقاتها وتنوعها والاعلى يدل على عظمتها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى العلي الاعلى اي ان هذين اسمان لله عز وجل يليقان بجلاله وكماله وعظمته فيهما ثبوت علوه سبحانه وتعالى العلو المطلق التام ذات وقدرا وقهرا فهذان اسمان دالان على العلو ومثل هذين الاسمين قول الله تعالى في سورة الرعد وهو الكبير المتعال وفي قراءة المتعالي هذا ايضا مثل هذين الاسمين في الدلالة على علو الله سبحانه وتعالى وهذه الاسماء الثلاثة الدالة على علو الله كلها ثابتة في القرآن الكريم وفيها ثبوت العلو لله عز وجل بمعاني العلو الثلاثة وهي علو الذات وعلو القدر وعلو القهر ومن قصر المعنى على بعض هذه المعاني دون بعض فهذا تحكم بلا دليل وقول اه لا يقوم على مستند صحيح بل الحامل عليه ما يكون عليه صاحب هذا التحكم من هوى يحول بينه وبين اثبات صفات الله لله على الوجه اللائق بجلاله وكماله ولهذا فان من ينكرون علو الله ذاتا يقصرون المعنى على علو القهر او علو القدر مع ان دلائل العلو علو الذات والبراهين على ذلك كثيرة جدا والشواهد عليه من القرآن كثيرة ولهذا سيأتي عند المصنف تخصيص صفة العلو ببيان لاحق ذكر هناك انواعا من الادلة على علو الله سبحانه وتعالى لان افراد الادلة على العلو كثيرة كثيرة جدا وهي تندرج تحت انواع. سيأتي بيانها لاحقا عند المصنف رحمه الله تعالى الحاصل ان هذه الاسماء الثلاثة دالة على ثبوت العلو لله ذاتا وقدرا وقهرا اما باتا فكما قال المصنف رحمه الله فهو العلي بذاته قد استوى على العرش وعلى على جميع الكائنات وبينها هذا النوع الاول من انواع العلو الثلاثة الثابتة لله والدال عليها اسمه العلي واسمه الاعلى واسمه المتعال فالعلي اي الذي له علو الذات فهو علي بذاتي فوق مخلوقاته مستو على عرشه المجيد استواء يليق بجلاله كما اخبر عن نفسه بذلك في مواطن في كتابه حيث قال ثم استوى على العرش اي علا وارتفع على العرش علوا يليق بجلال الرب العظيم وكمال كماله سبحانه وتعالى والمعنى الثاني من معاني العلو علو القدر وهو علو صفاته عظمتها فان صفاته عظيمة لا يماثلها ولا يقاربها صفات احد فله العلو قدرا له العلو قدرا لعظمة صفاته وكمال نعوته وجلاله وجماله وانه سبحانه وتعالى لا مثيل له ولا نظير سبحانه وتعالى وهو ولهذا قال عز وجل وما قدروا الله حق قدرهم والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه فله جل وعلا علو القدر وله ايضا علو القهر وهو القاهر فوق عباده له علو القهر والمعنى العلي بقهره حيث قهر كل شيء ودانت له الكائنات باسرها فجميع الخلق نواصيهم بيده فلا يتحرك منهم متحرك ولا يسكن ساكن الا باذنه. فما شاء الله كان وما شاء لم يكن الحاصل ان هذه الاسماء الثلاثة العلي الاعلى المتعال او المتعالي هذه الاسماء الثلاثة دالة على ثبوت العلو لله اداة وقدرا وقهرا ثم ان من الاثار التعبدية الايمانية المستفادة من هذا هذا الاسم العظيم ان العلي الاعلى سبحانه وتعالى ووحده المستحق للذل والخضوع وان يفرد وحده بالعبادة فعلوه من براهين توحيده علوه على خلقه سبحانه وتعالى من براهين توحيده ودلائل اه وجوب اخلاص الدين له ولهذا اية الكرسي وهي اعظم ايات التوحيد ختمت بقوله وهو العلي العظيم ذكر برهانا من جملة البراهين التي آآ اه بينت في هذه الاية الكريمة لان اه اية الكرسي فيها اكثر من عشرة براهين على وجوب توحيد الله من هذه البراهين ما يدل عليه اسمه العلي من علوه سبحانه وتعالى ذاتا وقدرا وقهرا فمن هذا شأنه هو وحده الذي يجب ان يفرد بالعبادة ولهذا في سورة سبأ في مقام سوق البراهين والدلائل على التوحيد وابطال الشرك ذكر الله سبحانه وتعالى هذا الاسم العظيم برهانا على وجوب توحيده قال الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فهذا الاسم من البراهين وما يتضمنه من علو الله ذاتا وقدرا وقهرا هذا من البراهين على وجوب توحيد الله ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير ذكر هذا الاسم في مقام التوحيد ووجوب اخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى الكبير العظيم وهو الذي له الكبرياء نعتا والعظمة وصفا قال تعالى في الحديث القدسي الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني شيئا منهما عذبته ومعاني الكبرياء والعظمة نوعان احدهما يرجع الى صفاته وان له جميع معاني العظمة والجلال كالقوة والعزة وكمال القدرة وسعة العلم وكمال المجد وغيرها من اوصاف العظمة والكبرياء ومن عظمته ان السماوات والارض جميعها كخردلة في كف الرحمن كما قال ذلك ابن عباس وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمين ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا. ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان غفورا فله تعالى العظمة والكبرياء الوصفان اللذان لا يقادر قدرهما لا يقادر قدرهما ولا يبلغ العباد وهما النوع الثاني انه لا يستحق احد التعظيم والتكبير والاجلال والتمجيد غيره فيستحق على العباد ان يعظموه بقلوبهم والسنتهم واعمالهم. وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته والذل له والخوف منه واعمال اللسان بذكره والثناء عليه وقيام الجوارح بشكره وعبوديته ومن تعظيمه انه يطاع فلا يعصى ويذكر. ومن تعظيم ومن تعظيمه ان يطاع فلا يعصى. ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر ومن تعظيمه واجلاله ان يخضع لاوامره. وما شرعه وحكم به والا يعترض على شيء من مخلوقاته او على شيء من شرعه ومن تعظيمه تعظيم ما عظمه واحترمه من زمان ومكان واشخاص واعمال والعبادة روحها تعظيم الباري وتكبيره ولهذا شرعت التكبيرات في الصلاة في افتتاحها وتنقلاتها ليستحظر العبد معنى تعظيمه في هذه العبادة التي هي اجل العبادات وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل كبره تكبيرا قال رحمه الله الكبير العظيم هذان اسمان عظيمان لله سبحانه وتعالى دالان على اتصاف الرب سبحانه وتعالى بالكبرياء والعظمة مثل ما عبر الشيخ رحمه الله بقوله الذي له الكبرياء نعتا والعظمة وصفا والنأت هو الوصف لكن هذا من التنويع في العبارة هذان الاسمان فيما اثبات الكبرياء لله والعظمة الكبرياء لله ان الله سبحانه وتعالى هو هو الكبير المتعال الذي لا اكبر منه الذي له الكبرياء جل وعلا ولهذا في المسند وغيره بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام لعدي بن حاتم الى الاسلام قال له يا عدي ما يفرك ما يفرك يعني ما الذي يجعلك تفر من هذا الدين لا تقبل عليه ايفرك ان يقال لا اله الا الله وهل من اله غير الله ثم قال له يا عدي ما يفرك ايفرك ان يقال الله اكبر وهل شيء اكبر من الله وهل شيء اكبر من الله هذا فيه ان اسم الله الكبير دال على كبرياء الله وانه سبحانه وتعالى اكبر من كل شيء وانه لا اكبر منه وان له سبحانه وتعالى الكبرياء قول الله اكبر ذكر حبيب الى الكبير سبحانه وتعالى حبيب الى الله جل وعلا احب الكلمات الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فالله سبحانه وتعالى يحب من عباده ان يكبروه وان وان يعتقدوا كبريائه وعظمته وانه سبحانه وتعالى لا اكبر منه يحب ذلك. جل وعلا فمن الكلمات الحبيبة الى الله التي هي احب الكلام الي كلمة الله اكبر الله اكبر اي الذي لا اكبر منه وهذه الكلمة مثل ما اشار المصنف رحمه الله في في اخر حديثه آآ شرعت التكبيرات في الصلاة التي اعظم العبادات الدينية واجلها افتتاحا وفي التنقل من كل اه شعيرة من كل ركن الى في الانتقال من ركن الى ركن وهذا يدل على مكانة التكبير وعظمته ولو تتأمل بالصلاة المفروضة فقط كم مرة في اليوم والليلة تقول الله اكبر تجد عدد اذا جمعت اليها النوافل اذا ما جمعت اليها الاذان والترداد مع المؤذن فالتكبير يصاحب المسلم وصاحبة عجيبة في ايامه ولياليه وهذا يدل على مكانة التكبير ومكانة اعتقاد انه لا اكبر من الله ولما يقف المصلي بين يدي الله سبحانه وتعالى لاداء هذه الفريضة ثم يفتتحها بقوله الله اكبر قد يكون في القلب تعلقات كبيرة جدا كبيرة من امور الدنيا انشغلت قلبه وكبرت في نفسه وعظمت فاذا قال من قلب الله اكبر كل الاشياء الكبيرة تسقط ولا يكون في في قلبه الا تعظيم العظيم الكبير المتعال سبحانه وتعالى فيقبل على هذه الصلاة مكبرا ربه ومعظما خالقه ومولاه وهذا التكبير يصاحب المسلم في هذه الصلوات الخمس ويصاحبه ايضا في فرائض الاسلام الاخرى مثلا الصيام قال الله قال الله سبحانه وتعالى ولتكملوا العدة نعم ولتكبروا الله على ما هداكم في تمام الصيام شرع التكبير والاكثار من تكبير الله كما انه آآ شرع في الحج شرع في الحج والبدن والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير. فاذكروا الله فاذكروا اسم الله عليها صواف فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر كذلك سخرها لكم لاي شيء نعم لتكبروا الله. فالتكبير ايضا في في فريضة الحج يصاحب اه المسلم بل هو يصاحب المسلم مصاحبة يومية يصاحبه مصاحبة يومية في اذكاره اه التي يقبل على الله سبحانه وتعالى بها ولهذا يجب ان يعتقد المسلم انه عندما يقول الله اكبر ليست هذه مجرد كلمة فقط يقولها ليست مجرد كلمة يقولها بل كلمة تحمل معنى من اشرف المعاني واعظمها وهو ان يعتقد قائل الله اكبر ان ربه لا اكبر منه. وان الكبرياء كله لله والتعظيم كله لله سبحانه وتعالى ولهذا من يقول الله اكبر صادقا لا يمكن ان يتكبر لا يمكن ان يتكبر من يقول الله اكبر صادقا لا يمكن ان يتكبر اذا تكبر هذا خلل في تكبيره لله لان التكبير لله والعظمة لله الكبرياء لله فالذي يتكبر على عباد الله ويتعالى عنده خلل في هذه العقيدة في عقيدة الله اكبر انه لا اكبر من الله وان الكبرياء اه لله سبحانه وتعالى وحده ولهذا اورد المصنف هذا الحديث القدسي العظيم المتعلق بهذين الاسمين الكبير والعظيم قال الله الكبرياء ردائي والعظمة ازارهم فمن نازعني شيئا منه ما عذبته من من نازعني شيئا منه ما عذبته اي ان هذا موجب سخط الله وعذابه وعقابه قال الكبرياء ردائي والعظمة ازاري و اه الردا كما هو معلوم اشرف من الازار واعلى شأنا. ولهذا التكبير امره اعظم من التعظيم بل هو يتضمن التعظيم والزيادة بل ويتضمن التعظيم وزيادة. فالتكبير اعظم ولهذا لا لا يعوض عن هذه الكلمة ما يقاربها من الكلمات فلو ان رجلا افتتح صلاته بالله اعظم او الله اجل لا يصح لا يصح الا بهذه الكلمة الله اكبر لان هذه الكلمة تحمل معاني عظيمة جليلة من اثبات كبرياء الله عظمته وان وانه سبحانه وتعالى لا اكبر منه جل في علاه قال رحمه الله ومعاني الكبرياء والعظمة نوعان احدهما يرجع الى الصفات صفات الله سبحانه وتعالى وانه جل وعلا له له جميع معاني العظمة والجلال كالقوة والعزة وكمال القدرة وسعة العلم وكمال المجد. هذا كله من عظمة الله من عظمة الله ولهذا العظمة والكبرياء للصفات كلها العظمة والكبرياء للصفات كلها فصفات الله كلها عظيمة كلها كبيرة سبحانه وتعالى قال الشيخ ومن عظمة ان السماوات والارض جميعها كخردلة في كف الرحمن وهذه اللفظة جاءت عن ابن عباس رضي الله عنهما بما خرجه عن ابن جرير الطبري وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه والسماوات مطيات بيمينه اذا اراد ان يتأمل المرء ويزداد في اه التفقه في الله اكبر وكبرياء الله وان الله سبحانه وتعالى لا اكبر منه يتأمل في هذا الكون يتأمل في هذا الكون الان لما يقف آآ الرجل عند جبل كبير جدا يشده كبر هذا الجبل ويأخذ ينظر في اطراف الجبل وهذا الكبر لما ينظر الى هذا الجبل مقارنة بالشجرة التي هو واقف عندها لا يرى الشجر شيء يرى الجبل هذا هو اكبر ما يكون لكن لو قارن هذا الجبل بالارظ كلها يجد الجبل هذا صغير جدا الذي كان يراه قبل قليل من اكبر ما يكون يراه صغير جدا اذا قارنه بالارض مترامية الاطراف فاذا قارن الارض بالسماوات التي احاطت بالارض يجد ان الارض صغيرة جدا فاذا قارن الارض والسماوات كلاهما بالكرسي الذي قال الله عنه في اعظم اية في القرآن وسع كرسيه السماوات والارض وفي الحديث الذي في المسند حديث ابي ذر قال النبي عليه الصلاة والسلام ما السماوات السبع والاراضين السبع في الكرسي الا كحلقة من حديد القيت في فلاة من الارض في صحراء قدحة حديدة صغيرة وظعها في الصحراء وقارن بين الحديدة والصحراء الواسعة ماذا تكون هذه الحديدة؟ فالسماوات والارض في السماوات والارض بالنسبة للكرسي بالنسبة للكرسي هذا هذا شأنها كحلقة حلقة صغيرة من حديد القيت في صحراء اي شيء تكون العديد هذه ثم يقول عليه الصلاة والسلام الكرسي في العرش مثل ذلك يعني حال الكرسي الذي وسع السماوات والارض مع العرش كحلقة من حديد القيت في فلاة ارجع قليل الى الجبل ماذا اصبح الجبل ولهذا الله سبحانه وتعالى قال للمتكبر انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. الجبل هذا الذي آآ يتطاول المتكبر وهو لن يبلغ الجبال طولا فيتكبر. لكن ماذا ماذا عن هذه المخلوقات العظيمة فاذا وصلت الى العرش في هذا التأمل تصل الى ما يدلك على التعظيم لله وانه لا اعظم من الله ولا اكبر من الله. ولهذا قال العلماء ان ذكر عظمة الكرسي وسعته في اية الكرسي وسع كرسيه السماوات والارض توطئة لاثبات عظمة الله الذي ختمت به الاية وهو العلي العظيم توطئة لاثبات عظمة الله الذي ختمت به الاية. حيث قال وهو العلي العظيم العظيم والكبير هذا هذان اسمان يدلان على عظمة الرب وكبريائه سبحانه وتعالى وانه لا لا اكبر منه وهما ايضا من براهين وجوب توحيده والذل بين يديه والخضوع له جل في علاه ولهذا كثير من ايات التوحيد ختمت بهذين الاسمين العلي والكبير و العلي والكبير والعظيم بل جاء قران آآ العظيم مع العلي والكبير مع العلي جاء قرانهما في ايات من القرآن الكريم. الحاصل ان آآ آآ المعنى الاول من معاني الكبرياء والعظمة يرجع الى جميع معاني صفات الله سبحانه وتعالى على فله تعالى العظمة والكبرياء الوصفان اللذان لا يقادر قدرهما ولا يبلغ العباد كنههما النوع الثاني مترتب على الاول انه لا يستحق احد التعظيم والتكبير والاجلال والتمجيد غير غيره سبحانه وغير العظيم الكبير المتعال سبحانه وتعالى ويستحق على العباد ان يعظموه بقلوبهم والسنتهم واعمالهم وذلك ببذل الجهد في معرفة ومحبته وهذا يفيدك امرا مهما في باب الاسماء والصفات ان التفقه في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته له اثاره العظيمة من العبودية والذل والخضوع لله سبحانه وتعالى وان العبد كلما كان بالله اعرف وباسمائه وصفاته كان ذلك اقوى وامكن بتعبده لله وخضوعه وذله له جل في علاه نعم قال رحمه الله تعالى الجليل الجميل اما الجليل فهو الذي له معاني الكبرياء والعظمة كما تقدم التنبيه عليها. قال رحمه الله تعالى الجليل الجميل ذكر رحمه الله هذان الاسمان اما الجميل فقد ثبت في السنة الصحيحة عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله جميل يحب الجمال ان الله جميل يحب الجمال آآ فهذا يدل على ثبوت هذا الاسم لله سبحانه وتعالى اما اما الجليل بهذا الاسم ورد في السرد الذي اشرت اليه بالامس لاسماء الله الذي الحق بالحديث. ان لله تسعة وتسعين اسما من بعظ الرواة وادرج فيه وظن انه من قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو ليس من قوله باتفاق اهل المعرفة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ولا اعلم في في النصوص ما يدل على ثبوت اسما لله الجليل لكن يخبر عنه بذلك يخبر عن الله سبحانه وتعالى بذلك لدلالة صفاته عليه ولهذا سيأتي عند المصنف في الاسماء اسماء الله ذو الجلال ذو الجلال والاكرام الجلال يستفاد من الاخبار عن الله بانه جليل سبحانه وتعالى لكن عدوا في الاسماء الحسنى هذا يحتاج الى آآ نص يدل على ذلك آآ لان اسماء الله تبارك وتعالى توقيفية لان اسماء الله توقيفية وبعض العلماء له توسع في في هذا الباب ولهذا عد عدد من اهل العلم او بعض اهل العلم الجليل ونحوه في آآ اسماء الله تبارك وتعالى بعضهم اعتمد ما في الحديث الذي اشرت اليه ان الذي فيه السرد للاسماء وبعضهم اخذه من الافعال والصفات. افعال الله سبحانه وتعالى ووصفاته قال اما الجليل فهو الذي له معاني الكبرياء والعظمة الذي تقدم قبل قليل فالجليل الذي له صفات الكمال والجلال والعظمة والكبرياء ولهذا لم يفصل الشيخ اكتفاء بما تقدم في كلامه على اه اه معنى اه اسم الله الكبير واسمه تبارك وتعالى العظيم نعم واما الجميل فانه جميل بذاته جميل باسمائه جميل بصفاته جميل بافعاله فاسماؤه كلها حسنى وهي في غاية الحسن والجمال فلا يسمى الا باحسن الاسماء واذا كان الاسم يحتمل المدح وغيره لم يدخل في اسمائه كما يعلم من استقراء اسمائه الحسنى قال تعالى ولله الاسماء الحسنى هل تعلم له سميا وذاته تعالى اكمل الذوات واجمل من كل شيء ولا يمكن ان يعبر عن كنه جماله كما لا يمكن التعبير عن كنه جلاله حتى ان اهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم الذي لا يوصف والسرور والافراح واللذات التي لا يقادر قدرها اذا رأوا ربهم وتمتعوا وتمتعوا بجماله لعلها والسرور ترى ما قبلها حتى ان حتى ان اهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم الذي لا يوصف والسرور والافراح واللذات التي لا يقادر قدرها اذا رأوا ربهم وتمتعوا بجماله نسوا ما هم فيه من النعيم وتلاشى ما هم فيه من الافراح وودوا او ان لو تدوم لهم هذه الحال التي هي اعلى نعيم ولذة واقتسوا من جماله جمالا الى ما هم فيه من الجمال وكانت قلوبهم دائما في شوق عظيم ونزوع شديد الى رؤية ربهم حتى انهم ليفرحوا بيوم المزيد فرحا تكاد تطير له القلوب مع ان هذه اللذة وان كانت تبعا لمعرفتهم بربهم ومحبته والشوق اليه ولكن عند رؤية محبوبهم ومشاهدة جماله وجلاله تتضاعف اللذة وتقوى المعرفة والحب وكذلك هو الجميل في صفاته فانها صفات حمد وثناء ومدح فهي اوسع الصفات واعمها واكثرها تلعن واكثرها تعلقا خصوصا اوصاف الرحمة والبر والاحسان والجود والكرم فانها من اثار جماله. ولذلك كانت افعاله كلها جميلة. لانها دائرة بين افعال البر والاحسان التي يحمد عليها ويثنى عليه ويشكر عليها وبين افعال العدل التي يحمد عليها لموافقة فيها الحكمة والحمد فليس في افعاله عبث ولا سفه ولا ظلم. بل كلها هدى ورحمة وعدل ورشد ان ربي على صراط مستقيم فافعاله كلها في غاية الحسن والجمال وشرعه كله رحمة ونور وهدى وجمال وكل جمال في الدنيا وفي دار النعيم فانه اثر من اثار جماله وهل وهو تعالى وهو تعالى له المثل الاعلى فمعطي الجمال احق بالجمال وكيف يقدر احد ان يعبر عن جماله؟ وقد قال اعرف الخلق به لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك هذا بيان من المصنف الامام عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله تعالى لهذا الاسم العظيم من اسماء الله تبارك وتعالى الجميل وقد عرفنا ان اه هذا هذا الاسم ثبتت به السنة ثبتت به السنة عن نبينا عليه الصلاة والسلام لما قال للصحابة ذات يوم آآ لا يدخل الجنة من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من كبر فقال احد الصحابة يا رسول الله ان احدنا يحب ان يكون اه ثوبه جميل واو حسن ونعله حسن فقال عليه الصلاة والسلام ان الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس اما كون الرجل يختار الثوب الجميل والنعل الجميل والهيئة الجميلة ويعتني بنظافة نفسه فالله جميل يحب الجمال وقوله عليه الصلاة والسلام ان الله جميل يحب الجمال اول هذا الحديث خبر واخره سلوك اوله خبر واخره سلوك اوله ان الله جميل هذا خبر عن الله باثبات اه الجميل اسما له والجمال صفة له لان اه اسماء الله تبارك وتعالى كلها حسنا والحسن فيها من جهة انها كلها دالة على صفات كمال ونعوت جلال لله سبحانه وتعالى فالله جميل يدل هذا الاسم على ان الجمال صفة الله صفة الله اللائقة بجلاله والجمال الذي يضاف الى الله الذي يدل عليه اسمه الجميل اربع مراتب ذكرها الشيخ رحمه الله اربع مراتب ذكرها الشيخ رحمه الله جمال الذات وجمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال على البيان الذي تقدم معنا عند الشيخ رحمه الله فجمال الله سبحانه وتعالى الذي يدل عليه اسم الجميل هو جمال في ذاته وجمال في اسمائه وجمال في صفاته وجمال في افعاله جل وعلا ان الله جميل هذا خبر واخر الحديث سلوك يحب الجمال يحب الجمال يحب من من عباده ان ان يتجملوا والجمال الذي يحبه الله سبحانه وتعالى لا يقتصر على لا يقتصر على الامر الذي سئل عنه في الحديث فهو اعم من ذلك لا يقتصر عن الامر الذي سئل عنه عليه الصلاة والسلام في الحديث بل هو اعم من ذلك سئل عن جمال الهيئة باللباس والنعل هذا من الجمال الذي يحبه الله لكنه ليس كل الجمال هناك ايضا اعظم من ذلك ولهذا العبادات الدينية والعناية بها والمحافظة على الطاعات هذا من اعظم الجمال هذا من اعظم الجمال يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ولباء اي التزين بلباس التقوى والتجمل بذلك خير قال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وفي الدعاء المأثور اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين فالايمان باعماله واوصافه وخلاله العظيمة هو اجمل الجمال واعظم الزينة واعظم الزينة ايظا الاخلاق الاسلامية والاداب التي حثت عليها الشريعة كلها جمال وكلها حصن ايضا تعفف المرء وبعده عن الكبائر والمعاصي والذنوب هذا جمال لان هذه النزاهة المؤمن نزه المؤمن نزيه من جماله تنزهه عن هذه الرذائل والخسائس والامور الحقيرة التي تسخط الله سبحانه وتعالى ولهذا الوقوع في المعاصي نقص في الجمال ومر معنا في الكتاب الاخر كتاب ابن القيم رحمه الله كيف ان المعاصي تسبب الظلمة ظلمة الوجه هذا ذهاب الجمال المعاصي تذهب الجمال تذهب الجمال تذهب البهاء والحسن فالله جميل يحب الجمال يحب الجمال سبحانه وتعالى ولهذا فان المسلم يتعبد ويتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالجمال الذي يحبه على المعنى الواسع للجمال آآ الجميل هذا اسم لله يدل على جمال الله في آآ ذاتي واسمائي وصفاتي وافعاله وذكر في بيان ذلك وتوضيحه رحمه الله تعالى ما فيه كفاية ثم ختم امرين آآ عظيمين في هذا الباب الاول ان الجمال الذي هو وصف الله سبحانه وتعالى كما انه آآ دلت عليه دلت عليه النصوص وهو ثابت فيها فالعقل ايضا يدل عليه من جهة قياس الاولى قياس الاولى الذي يدل عليه قول الله تعالى ولله المثل الاعلى ولله المثل الاعلى ولهذا يقول الشيخ وهو تعالى له المثل الاعلى له المثل الاعلى فمعطي الجمال احق بالجمال معطي الجمال احق بالجمال هذا من جهة من جهة اخرى او فائدة اخرى قال وكيف يقدر احد او يقدر احد ان يعبر عن جماله اي ان جمال الله سبحانه وتعالى ان جمال الله سبحانه وتعالى لا يمكن للعقول مهما بالغت في التقدير من الوصف والحسن والجمال لا يمكن ان تبلغ كنها كمال جمال الله سبحانه وتعالى ويكفي في قطع ذلك قولنا الله اكبر فان من المعاني المستفادة من هذا ان الله سبحانه وتعالى اكبر من كل تقدير في الاذهان يقدر انه جمال او كمال او عظمة لله سبحانه وتعالى فالله اكبر من كله قال الشيخ رحمه الله وكيف يقدر احد ان يعبر عن جماله وقد قال اعرف الخلق به لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. نعم قال رحمه الله تعالى الحكم العدل اي هو تعالى الملك الحكم الذي له الحكم في الدنيا والاخرة ففي هذه الدار لا يخرج الخلق عن احكامه القدرية بل ما حكم به قدرا نفذ من غير مانع ولا منازع وما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن ولا ولا يخرج المكلفون عن احكامه الشرعية التي هي احسن الاحكام والتي هي صلاح الامور وكمالها ولا يستقيم لهم دين ورشد الا باتباع هذه الاحكام التي شرعها على السنة رسله ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا وفي الاخرة لا يحكم على العباد الا هو. ولا يبقى لاحد قول ولا حكم حتى الشفاعات كلها منطوية تحت ارادته واذنه ولا يشفع احد عند ولا يشفع عنده احد الا اذا حكم بالشفاعة وهذه الاحكام كلها بالحكمة والعدل فهو الحكم العدل الذي تمت كلماته صدقا في الاخبار وعدلا في الاوامر والنواهي فاوامره كلها عدل لانها منافع ومصالح فهي عدل ممزوجة بالرحمة ونواهيه كلها لكونه لا ينهى الا عن الشرور والاضرار. وهي ايضا مقرونة برحمته وحكمته ومجازاته العباد باعمالهم عدل لا يهضم احدا من حسناته ولا يزيد في سيئاتهم او يعذب بغير جرم اجترحوه ولا تزر وازرة وزر اخرى وحكمه بين العباد كله مربوط بالعدل. فلا يمنع احدا حقه ولا يغفل عن الظالمين. ولا يضيعه حقوق المظلومين فعدله فعدله تعالى شامل للخليقة كلها حتى الحيوانات غير المكلفة فانه يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء من كمال عدله ومن كمال عدله انه ارسل الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة ولان لا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ومن كمال عدله انه اعطى عبادة الاسماع والابصار والعقول والقدرة على افعالهم على افعالهم ارادة ومكنهم من جميع ما يريدون ولم يجبرهم على افعالهم فعدله وحكمته ورحمته يبطل بها يبطل بها مذهب الجبرية كما ان كمال قدرته ومشيئته وشمولها وشمولها لكل شيء حتى افعال العباد تبطل مذهب القدر الذين يزعمون انهم اهل العدل وهم في الحقيقة اهل الظلم فالحق هو ما ذهب اليه اهل السنة وهو ما دلت عليه البراهين العقلية والبراهين النقلية ودلت عليه اسماء الحسنى كما نبهنا عليه ان افعال العباد واقعة تحت اختيارهم وارادتهم خيرها وشرها مع ذلك فلا خروج لها عن قضائه وقدره قال رحمه الله تعالى الحكم العدل هذان اسمان ذكرهما رحمه الله تعالى اما الحكم هذا الاسم فهذا ثابت في السنة الصحيحة في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم وله الحكم الحكم هذا اسم من اسماء الله معناه كما قال عليه الصلاة والسلام وله الحكم. فالحكم لله بانواعه وقد مرت معنا انواع الحكم الثلاثة في بيان المصنف رحمه الله لاسم الله الملك وهي الحكم الشرعي الديني والحكم الكوني القدري والحكم الجزائي فالحكم لله ان الحكم الا لله. الحكم كله لله الشرع لله لا يحكم ويشرع الا الله ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله والحكم الكوني القدري لله وحده سبحانه وتعالى يحكم قدرا في خلقه ما يشاء ويقضي فيه بما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقظائه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله وله الحكم الجزائي فهو يجزي المحسن بما شاء من الثواب والنعيم وقرة العين ويجزي المسيء باساءته ولا يظلم ربك احدا واما العدل فهذا في باب الاخبار يكون في باب الاخبار عن الله سبحانه وتعالى يخبر عنه بذلك العدل لكن عدوا في في الاسماء الحسنى هذا لا اعلم عليه دليلا وهو من الاسماء التي جاء سردها في الحديث الذي هو آآ اولا في السرد الذي ادرج في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وليس من اه قوله وكلامه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد قال الله سبحانه وتعالى ان الله يأمر بالعدل فهذا فهذا ونظائره كثيرة يدل على ثبوت العدل وصفا لله سبحانه وتعالى وايضا الاخبار عنه سبحانه وتعالى بانه العدل جل في علاه لكن عدوا ذلك في الاسماء الحسنى هذا يحتاج الى توقيف ودليل خاص يدل على ذلك من اه سنة النبي اه الكريم عليه الصلاة والسلام بين الشيخ رحمه الله فيما يتعلق بالحكم اي الذي له الحكم بمعاني الحكم الثلاثة وقد مر معنا سبق تفصيلها واعاد الكلام هنا بما يقارب ما سبق في اثبات المعاني الثلاثة للحكم لله جل وعلا الحكم القدري والحكم الشرعي الديني والحكم الجزائي في الاخرة وفي الاخرة لا يحكم على العباد الا هو ولا يبقى لاحد قول ولا حكم قال حتى الشفاعات التي تكون يوم القيامة لا تكون الا باذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ثم ربط بين الحكم والعدل ربط بين هذين الاسمين الحكم والعدل بقوله وهذه الاحكام اي احكام الله القدرية والشرعية والجزائية كلها بالحكمة والعدل فهو الحكم العدل فهو الحكم العدل فاحكامه كلها عدل لا ظلم فيها اوامره كلها عدل لانها منافع ومصالح ونواهيه كلها عدل لانها نهي عن شرور ومضار وجزاؤه كله عدل لا يظلم احد لا لا يظلم احد ولا مثقال ذرة ولا مثقال ذرة. ان الله لا يظلم الناس شيئا ولا ولا شيئا قليلا ولا امران ولا امرا يسيرا لا يهضم احدا من حسناته ولا يزيد في سيئاتهم ومن يعمل من الصالحات ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما فلا يخاف ظلما ولا هظما لا يخاف ان يظلم بان ان يزاد عليه سيئات ليست له واعمال سيئة ليست له. ولا هضما ان يهضم من حسناته وهذا من كمال عدل الله سبحانه وتعالى فجزاؤه واحكامه الجزائية كلها عدن ومن عدل الله سبحانه وتعالى ان الحقوق كلها مؤداة يوم القيامة ان الحقوق كلها مؤداة يوم اه القيامة ولهذا سبحان الله من كمال عدل الله ان ما نراه الان في هذه الدنيا من اعتداء بعض البهائم على بعض والطير بعضها على بعض تجد عنزا تنطح اخرى هذه النطحة لا تنتهي في هذا الموطن بل من كمال عدل الله سبحانه وتعالى ان هذه البهائم والطيور كلها تحشر يوم القيامة. ويقتص لبعضها من بعض. ثم يقال لها كوني ترابا هذا من كمال عدل الله البهائم يقتص من بعضها قال عليه الصلاة والسلام لتؤدن الحقوق يوم القيامة حتى انه يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء فهذا من كمال عدل الله كل هذه آآ آآ تحشر يوم القيامة. قال الله سبحانه وتعالى وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون فقالوا اين الوحوش حشرت فكل هذه تحشر ويقتص لبعضها من بعض حتى انه جاء في حديث صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه بعد فراغ القصاص من هذه البهائم بعد فراغ القصاص لبعضها من بعض يقال لها كوني ترابا. قال عليه الصلاة والسلام فذاك حين يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا يعني مثل هذه البهائم لكن كما قال الله لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها فمن كمال عدل الله سبحانه وتعالى ان الحقوق مؤداة يوم القيامة ولو قضيبا من اراك ولو كان شيئا يسيرا. الحقوق كلها مؤدات حتى جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال حتى اللطمة لطمة يلطم الاخر او بجمع يدي يضربه ويظن ان الامر انتهى لا الحقوق كلها مؤداة يوم القيامة والقصاص يوم القيامة ليس بالدرهم ولا بالدينار لان الدراهم والدنابرير كلها تنتهي في الدنيا وانما يكون بالحسنات والسيئات ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم عنده ولا متاع هذا مفلس ولا ولا ليس بمفلس ها من لا درهم عنده ولا متاع مفلس ولا غير مفلس هذا مفلس لا درهم ولا هذا مفلس هذا فقال عليه الصلاة والسلام ان المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد ظرب هذا وشتم هذا وقذف هذا واخذ مال هذا وقتل هذا فيؤخذ من حسناتهم فيعطون فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار هذا اشد ما يكون في الافلاس وهذا كله من كمال عدل الله سبحانه وتعالى ومن كمال عده انه ارسل الرسل وانزل الكتب لئلا يكون للناس على الله حجة ولان لا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فمن كمال عدلي ان اقام الحجة وازال المعذرة ببعثة آآ المرسلين ومن كمال عدله انه اعطى عباده الاسماء والابصار والعقول والقدرة على افعالهم على افعالهم والارادة ومكنهم من جميع ما يريدون ولم يجبرهم على افعالهم ولهذا قال الله لمن شاء منكم ان يستقيم. العبد له مشيئة ولهذا اه يؤمر بالصلاة والصيام والصدقة والطاعات عموما وينهى عن المعاصي لان عنده مشيئة. من لا مشيئة له لا يؤمر ولا ينهى لكن العبد له مشيئة له مشيئة وله اختيار وهذه المشيئة التي عنده هي تحت مشيئة الله لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا الا ان يشاء الله رب العالمين قال فعده وحكمته الذي اشار الى معناه قريبا يبطل اه بها مذهب يبطل بها مذهب الجبرية يبطل بها مذهب الجبرية لان مذهب الجبرية ان الانسان لا مشيئة له وانه كالورقة في مهب اه الريح وهذا يتنافى مع العدل مذهبهم يتنافى مع العدل لان من كمال عدل الله انه اعطى الانسان مشيئة وارادة وعقل ومكنه من الفعل ولهذا لو ان ادميا اكره على الكفر لم يفعله برغبة منه واختيار وانما اكره عليه لا لا يعاقبه الله وان قال ما قال من الكفر او فعل ما فعل من الكفر ان كان مكرها من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان هذا لا يعاقبه فالله ان الله تجاوز عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه قال فعدله وحكمته ورحمته يبطل به مذهب الجبرية كما ان كمال قدرتي ومشيئتي وشمولها لكل شيء حتى افعال العباد تبطن مذهب القدرية القدرية يقولون ان الانسان هو الخالق لفعل نفسه ويزعمون انهم اهل العدل وهم في الحقيقة اهل الظلم فالحق هو مذهب ما ذهب اليه اهل السنة وهو وسط بين ضلالتي الجبرية والقدرية فمذهبهم حسنة بين سيئتين وهدى بين ضلالتين ضلالتي الجبرية من جهة والقدرية النفات من اه جهة اخرى اه نكتفي بهذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وهدى وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه