نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه فتح الرحيم الملك العلام الفتاح للفتاح معنيان احدهما يرجع الى معنى الحكم الذي يفتح بين عباده ويحكم بينهم بشرعه ويحكم بينهم باثابة الطائعين وعقوبة العاصين في الدنيا والاخرة لقوله تعالى قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين فالاية الاولى فتحه بين العباد يوم القيامة. وهذا في الدنيا بان ينصر الحق واهله ويذل الباطل واهله ويوقع بهم ويوقع بهم العقوبات المعنى الثاني فتحه لعباده جميع ابواب الخيرات قال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها الاية يفتح لعباده منافع الدنيا والدين. فيفتح لمن اختصهم بلطفه وعنايته اطفال القلوب ويدر عليها من المعارف الربانية والحقائق الايمانية ما يصلح احوالها وتستقيم به على الصراط المستقيم واخص من ذلك انه يفتح لارباب محبته والاقبال عليه علوما ربانية واحوالا روحانية وانوار ساطعة وفهوما واذواقا صادقة ويفتح ايضا لعباده ابواب الارزاق وطرق الاسباب ويهيئ للمتقين من الارزاق واسبابها ما لا يحتسبون ويعطي المتوكلين فوق ما يطلبون ويأملون وييسر لهم الامور العسيرة ويفتح لهم الابواب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وارزقنا الفقه في اسمائك الحسنى وصفاتك العليا واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد الفتاح هذا اسم من اسماء الله الحسنى وهو ثابت في القرآن الكريم في سورة سبأ قول الله تعالى وهو الفتاح العليم فهو اسم من اسماء الله تبارك وتعالى والصفة المثبتة من هذا الاسم الفتح وهو نوعان كما بين الشيخ رحمه الله تعالى فتح يرجع الى معنى الحكم الا القظاء بين عباده والحكم الشرعي والنوع الثاني فتحه لعبادي ابواب الخير والبر والتوفيق الصلاح والعلم والهداية وغير ذلك الفتاح اسم من اسماء الله تبارك وتعالى دال على ان الله سبحانه وتعالى يفتح بما يشاء ان يقضي ما بين عباده جل وعلا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم آآ هذا الاول في قوله يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا هذا في الفتح بين العباد يوم القيامة بإثابة المطيع ومعاقبة العاصي على عصيانه وقوله ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق فهذا في الدنيا بنصر اهل الحق ودحر ودحظ اهل الباطل فالحاصل ان هذا الاسم من اسماء الله تبارك وتعالى يدل على هذا المعنى ويدل على معنى اخر اخر وهو فتحه لعباده جميع ابواب الخيرات جميع ابواب الخيرات فاذا مثلا وفق العبد الى العبادة والطاعة وانشرح صدره لها واقبلت نفسه عليها فهذا فتح من الله عليه فتح الله عليه فاقبل اقبلت نفسه على الطاعة اذا اخذ بطريق العلم واقبلت نفسه على العلم وحسن فهمه لمسائل العلم وقويت حافظته وظبطه لامور العلم فهذا ايضا من الفتح فتح الله سبحانه وتعالى على عبده ايظا اذا وفق الله سبحانه وتعالى العالم الى تحقيق المسائل بشكل دقيق وبيانها عرضها بالعرض الجميل الحسن وفق لحسن الاستنباط وانتزاع الادلة والنصوص في مواطنها فهذا كله من الفتح ولاجل هذا المعنى ولاجل هذا الملحظ سمى رحمه الله كتابه هذا الذي بين ايدينا فتح الملك العلام لان هذا هذا استشعار منه رحمه الله ان هذه المعاني وهذا التيسير فهذا الفهم انما هو من فتح الله وتوفيقه وتيسيره فهذا الملحظ لاجله سمى اه اهل الجماعة من اهل العلم كتبهم بالفتح مثل فتح الباري لابن رجب وفتح الباري ايضا لابن حجر وكلاهما في شرح صحيح البخاري وابن رجب هو الاسبق في التسمية ومثل فتح القدير للشوكاني في التفسير مثل فتح المجيد لعبد الرحمن ابن حسن شرح كتاب التوحيد في كتب كثيرة لاهل العلم يلحظ هذا المعنى ويستشعر هذه المنة ويستحضر هذا الفتح فتح الله عليه وتيسيره له سبحانه وتعالى فيجعل ذلك عنوانا لكتابه يجعله عنوانا لكتابه. لانه يعتقد ان كل ما يسر له في الكتاب هو من فتح الله وشرع لنا في كل مرة ندخل بيت الله او بيوت الله ان نقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي ابواب رحمتك اللهم افتح لي ابواب رحمتك وهذا من المعاني التي يدل عليها هذا الاسم. لان ابواب الرحمة فتحها بيد الله ولا يفتح للعبد شيء منها الا اذا فتح الله سبحانه وتعالى الفتاح سبحانه وتعالى اذا فتح عليه بذلك ولهذا شرع للمسلم ان يسأل الله هذا السؤال متكررا ان يفتح له ابواب الرحمة ان يفتح له ابواب الرحمة والحاصل ان كل ما يكون من الفتح العبد فهو من اثار هذا الاسم العظيم الفتاح من الفوائد الايمانية التربوية السلوكية المستفادة من الايمان بهذا الاسم ان يستشعر العبد فقره الى الله وانه لا يمكن ان يحصل شيئا لا من العبادة ولا من العلم ولا من الرزق ولا غير ذلك الا اذا فتح الله عليه الا اذا فتح الله عليه ويسر له فتحا من عنده فرزقه اه ما ما يحب ومن عليه سبحانه وتعالى بما يريد. فالحاصل ان هذا الاسم من اسماء الله الحسنى الثابتة هي كتاب الله عز وجل والفتح كله بيد الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى الرزاق الذي تكفل بارزاق المخلوقات كلها واوصل اليها ارزاقها ومعايشها وعلم احوالها واماكنها وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وقد هيأ لعباده في الارض جميع الارزاق قال تعالى انا صوبنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا فانبتنا فيها حبا وعنب وغضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابا متاعا لكم انعامكم والله تعالى هو الرزاق الذي يرزق قلوب خيار المؤمنين من العلوم والمعارف وحقائق الايمان ما تتغذى به وتنمو وتكمل ويرزق الحيوانات كلها من اصناف الاغذية ما تتغذى به. وتنمو نموها لائقة وتنمو نموها اللائق بها فينبغي للعبد اذا سأل الله الرزق ان يستحضر الامرين بان يرزقه رزقا حلالا واسعا ويرزق قلبه العلم والايمان والعرفان. قال رحمه الله تعالى الرزاق هذا ايضا من اسماء الله الحسنى الثابتة في القرآن الكريم وقد ورد هذا الاسم في موطن واحد في سورة اه الذاريات قال الله تعالى ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ايضا من اسمائه تبارك وتعالى الحسنى الرازق وهذا دل عليه القرآن ودلت عليه السنة في القرآن جاء هذا الاسم بصيغة الجمع وهو خير الرازقين وفي السنة جاء في الحديث لما قيل للنبي عليه الصلاة والسلام سعر لنا قال ان الله هو الباسط الرازق ان الله هو الباسط المانع الرازق المسعر فالحاصل ان هذا من اسماء الله وهذان الاسمان لله عز وجل يدلان على ان الرزق بيد الله وان الله سبحانه وتعالى هو المتفضل به على من يشاء فالخلق خلق والرزق رزق والفضل فظله سبحانه وتعالى وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ونبه المصنف رحمه الله ان الرزق الذي هو تفضل الله سبحانه وتعالى الرزاق آآ له معنيان معنى عام يتناول جميع الخلائق حتى الكفار بان يرزقهم ما يكون به قوام عيشهم وصحة ابدانهم وتوفر المساكن لهم والصحة والعافية وغير ذلك هذا رزق عام حتى الدواب والبهائم كل دابة الذي تكفل برزقها الرزاق سبحانه وتعالى فهذا النوع هذا عام هذا النوع عام يشمل المسلم والكافر والبر والفاجر والمطيع والعاصي ويشمل الانسان والحيوان والبهيم والطير وكل هذا يتناوله هذا المعنى العام للرزق وما من دابة في الارظ الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين فهذا المعنى الاول المعنى الثاني الرزق الذي هو رزق القلوب بالايمان والطاعة اه العبادة وحسن الاقبال على الله تبارك وتعالى فهذا النوع خاص الاول عام وهذا النوع خاص خاص آآ عباده واولياءه واصفيائه ومن اراد لهم سبحانه وتعالى الخير والهداية فيرزق قلوبهم من الايمان والطاعة وحلاوة اه العبادة ويرزقهم ايضا الفهم لدينه. والاقبال على طاعته فهذا النوع من الرزق نوع خاص لا يكون لكل احد وانما يكون لمن اه اختارهم الله وهداهم الى دينه القويم وصراطه المستقيم قال فينبغي للعبد اذا سأل الله الرزاق ان يستحظر المعنيين بان يرزقه رزقا حلالا واسعا ويرزق قلبه العلم والايمان والعرفان. هذا نوع وهذا نوع ان يرزقه المال الحلال الطيب وان يرزقه ويرزق قلبه العلم والايمان والعرفان وكان نبينا عليه الصلاة والسلام في كل يوم بعد صلاة الصبح بعد ان يسلم يسأل الله هذا وهذا فكان يقول في دعائه اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا فكان يسأل الله ان يرزقه العلم وان يرزقه المال الحلال الطيب وان يرزقه العبادة وحسن اه الاقبال على الله سبحانه وتعالى فهذا رزق الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين في هذه الحياة الدنيا ثم يتم لهم رزقه بادخالهم الجنة. ان هذا لرزقنا ما له من نفاد فيتم عليهم الرزق بادخالهم الجنة في رزقهم في الدنيا الطاعة ويرزقهم في الاخرة ثواب الطاعة. بان يدخلهم اه جنته فدار آآ دار كرامته سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ورزقه لعباده ايضا نوعان نوع له سبب كما جعل الله الحراثة والتجارة والصناعة وتنمية المواشي والخدمة ونحوها طرقا يرتزق بها جمهور الناس قال تعالى وجعلنا لكم فيها معايش اي اسبابا ترتزقون بها ونوع يرزق الله به عبده بغير سبب منه بان يقيض الله له رزقا قدريا سماويا محضا او على يد غيره من غير ان يكون من المرتزق سعي في ذلك لاجل الاحتراز عن السؤال فانه من جملة الحرف ولاجل الاحتراز عما عمن تجب نفقته عليه من زوج او قريب او سيد او مالك فان هذه اما من عمل الانسان يعني من اثار عمله واما ان يكون تابعا لغيره ولكن نريد انه يوجد بعض المخلوقات لا شيء عندها ولا عمل لها ولا سعي منها اما عاجزة عجزا كليا واما كسلانة عن طلب معيشتها. والله تعالى قد قدر لها من الطاف رزقه ما تستغني به من وجوه لا تحتسبها وطرق لا ترتقبها وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم. قال رحمه الله ورزقه لعباده ايضا نوعان نوع له سبب نوع له سبب قال كما جعل الله الحراث والتجارة والصناعة وتنمية المواشي الخدمة ونحوها طرقا يرتزق بها جمهور الناس ولهذا قال سبحانه وتعالى فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه يعني بالاسباب بذل بذل الاسباب تمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو هذا هذه اسباب تبذلها الطير تغدو اي تنطلق من عشها في الصباح الباكر تبحث عن اه العيش تغدو خماصا اي جائعة طاوية البطون وتروح بطانا اي شبعة نوع من من الرزق يكون باسباب اسباب وكل يوفق ويسر لما يسر الله له من من ابواب الرزق وكتب له من ابواب الرزق ونوع من الرزق يصل الانسان بدون بذل سبب منه نوع يصل الانسان بدون سبب منه فكان يعني مثلا يأتيه ميراث او مثلا اه تأتيه هدية او او نحو ذلك يصله بدون آآ سبب منه لكن قد يكون فقد يكون آآ من الاسباب التي بذلها الدعاء ان يرزقه الله سبحانه وتعالى لكن لا يعني هذا تعطيل الاسباب لان الشريعة جاءت بالامر ببذل الاسباب والنهي عن التواكل ان يبقى الانسان معطلا الاسباب ومنتظرا الرزق بل العبد مأمور ان يبذل السبب كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله وقال للرجل الذي سأله عن الناقة اعقلها واتوكل او اطلقها واتوكل قال اعقلها اي بالسبب تبذل السبب لحفظها فالعبد مأمور بفعل السبب لكن لا يعتمد على السبب وانما يعتمد ويتوكل على الله سبحانه وتعالى يقول اه اه قد يكون هناك بعض المخلوقات عاجزة عجزا كليا فيهيئ الله الرزاق سبحانه وتعالى المتكفل بالارزاق آآ يهيئ لها اسباب الرزق من اللطائف الجميلة في هذا الباب ما اورده ابن كثير رحمه الله في كتابه التفسير ان آآ قال ان قال كان من دعاء داود عليه السلام يا رازق النعاب في عشه يا رازق النعاب في عشه وقال في شرح ذلك النعاب هو صغير الغراب والغراب كما هو معلوم ريشه اسود فاذا خرج صغير الغراب من البيضة يكون اه ابيظ الريش فتجد امه على غير لونها فتعافه وتتركه لما يخرج من بيظة تراه ابيظ على غير لونها فتتركه وهو في العش ما ما من تجلب له الطعام التي هي الام تتركه تعافه فيكون بعد خروجه من البيضة عليه مادة لزجة فيهيأ الله له حشرات صغيرة تطير فتلتصق بهذا هذه المادة يطعم منها فترة من الزمان ثم يبدأ لونه الى السواد فتأتي امه مرة اخرى فتراه بدأ يسود اللون فتقبل عليه وتبدأ تأتي له بالطعام هذا يذكر مثالا في في ان الله عز وجل يرزق العاجز عن الرزق لان الله تكفل ما من ما من دابة ولا نفس تموت الا وقد استوفد الرزق الذي قسمه الله تبارك وتعالى لها وكتبه لها. نحن نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا نعم قال رحمه الله وباللطائف رزقه انه قد يرد على الانسان العاجز عن ادراك رزقه قوة حال وقوة توكل ييسر الله له سببها رزقا عاجلا وقد يأتيه ذلك بدعوة مستجابة وخصوصا عند الاضطرار امن يجيب المضطر اذا دعاه وكما ان الباري اذا رأى عبده مضطرا الى كفايته منقطعا تعلقه بغيره اجاب دعوته وفرج كربته كذلك المضطر الى طعام او شراب متى وصل الى حالة ييأس فيها من كل احد ويوقن بالهلاك اتاه من رزق ربه والطافه ما به يعرف غاية المعرفة ان الله هو المرجو وحده لكشف الشدائد والكروب فكم من الوقائع الكثيرة في هذا الباب الدالة على لطف الملك الوهاب. من ذلك القصة التي جاءت في السنة الذي اظل راحلته بفلات حتى يأس منها بذكر فرح الله العظيم بتوبة عبده المثل الذي ذكره فقال الرجل من شدة الفرح لما وقع يد دابته اه خطام دابته بيده قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فقد يصل الانسان الى ان يتيقن الهلاك ثم يهيئ له الله سبحانه وتعالى بابا من الرزق ما كان يشعر به ولا يخطر اه له على بال. وقد قال الله سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب نعم ومن الطاف رزقه ان كثيرا من المرضى يبقون مدة طويلة لا يتناولون طعاما ولا شرابا. والله تعالى يعينهم على تماسك ابدانهم فضلا منه وكرما. ولو بقي الصحيح بعض هذه المدة عن الطعام والشراب لهلك ومن لطائف رزقه ان الاجنة في بطون الامهات جعل غذائها في ارحام الامهات بالدم الذي يجري عروقها لانها لا تحتمل غذاء تأكله وتشربه. ولو فرض ذلك لاضر به في الرحم. واضر بامه بما يخرج منه من الفضلات ثم لما وضعت الحوامل اولادها وكان من ضعفه لا يحتمل الاغذية العادية اجرى له الباري من ثديي امه لبنا لطيفا خالصا سائغا للشاربين فيه الغذاء الطعامي والغذاء الشرابي. فلم يزل كذلك حتى قوي على تناول الاطعمة الغليظة وكذلك لما كان في حال وضعه غير مقتدر على مباشرة ذلك بنفسه حنن الله الامهات من الادميين والحيوانات واوقع في قلوبها الرحمة العظيمة والرقة على اولادها. فاعانت اولادها على تناول الارزاق والاغذية فتبارك الله اللطيف الخبير وتنوع الارزاق وكثرة فنونها لا لا يحصيها وصف الواصفين ولا تحيط بها عبارات نعم يعني هو لما ذكر رحمه الله تعالى شيئا من الامثلة على ذلك نبه الى ان اه اه تنوع الارزاق وكثرتها وفنونها آآ وشواهد هذا الاسم وبراهينه في في خلق الله سبحانه وتعالى من وفور الرزق وتنوع النعم وصنوف اه المنن كلها شواهد على انه الرزاق وان الرزق بيده. وانه لا لا لا يمكن ان ينال عبدا آآ شيء من الرزق الا تفضل الرزاق ومنه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى الواحد الاحد الفرد اي هو الواحد المتفرد بصفات المجد والجلال المتوحد بنعوت العظمة والكبرياء والجمال فهو واحد في ذاته وواحد في اسمائه لا سمي له وواحد في صفاته لا مثيل له وواحد في افعاله لا شريك له ولا ظهير ولا عوين وواحد في الوهيته فليس له ند في المحبة والتعظيم ولا له مثيل في التعبد له والتأله واخلاص الدين له وهو الذي عظمت صفاته ونعوته حتى تفرد بكل كمال وتعذر على جميع الخلق ان يحيطوا بشيء من دلوقتي او يدركوا شيئا من نعوته فضلا عن ان يماثله احد في شيء منها فاحاديته تعالى تدل على ثلاثة امور عظيمة واحد نفي المثيل والند والكفء من جميع الوجوه اثنين واثبات جميع صفات الكمال بحيث لا يفوته منها صفة ولا نعت دال على الجلال والجمال ثلاثة وان له منك من كل صفة من تلك الصفات اعظمها وغايتها ومنتهاها وان الى ربك منتهى ذكر هنا رحمه الله تعالى ثلاثة اسماء الاول الواحد وهذا اسم ثابت في القرآن في مواطن عديدة وايضا في مقامات وسياقات متنوعة جلها في تقرير الوحدانية ووجوب افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له والهكم اله واحد. لا اله الا هو الرحمن الرحيم ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار فكثيرا ما يأتي هذا الاسم في مواطن من القرآن في مثل هذا المقام تقرير الوحدانية وان الله سبحانه وتعالى هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وانه يجب ان يفرد وحده بالعبادة وان يخلص الدين له جل وعلا واما اسمه تبارك وتعالى الاحد فهذا جاء في موطن واحد في السورة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بانها تعدل ثلث القرآن وهي سورة الاخلاص وهي اخلصت لبيان صفة الرب قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد قل هو الله احد في هذا اثبات الاحد اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى وهو دال على الاحدية احدية الله سبحانه وتعالى وهي تعني التفرد على المعاني التي سيأتي اه بيانها عند المصنف رحمه الله تعالى واما الفرج فهذا يدخل في باب الاخبار عن الله ولا يدخل في الاسماء الحسنى لان ليس في في النصوص نصوص الكتاب والسنة ما يدل على ثبوت الفرد اسما من اسماء الله الحسنى واسماء الله توقيفية فاطلاقه على الله سبحانه وتعالى هو من باب الاخبار فالفردين المتفرد بالجلال والكمال العظمة والجلال ولا ريب في صحة هذا هذا المعنى واستقامته آآ قال اي هو الواحد المتفرد بصفات المجد والجلال المتوحد بنعوت العظمة والكبرياء والجمال فواحد في ذاته واحد في اسمائه واحد في صفاته وواحد في افعاله وواحد في الوهيته فتأمل هنا ان هذا الاسم له تعلق بانواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات فالواحد الاحد هو المتفرد بالربوبية فلا ند له والمتفرد بالاسماء الحسنى والصفات العلى فلا شبيه له ولا نظير والمتفرد بالالوهية فلا شريك له ووحده المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ثم بين رحمه الله تعالى ان احدية الله قل هو الله احد احد احادية الله تدل على ثلاثة امور عظيمة الاول نفي المثل والند والكفؤ من جميع الوجوه ولهذا من احادية الله ما ذكر في السورة لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فهذا التنزيه هو تابع للاحدية فالاحد الذي لا ند له ولا كفؤ ولا ولا مثال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. هل تعلم له سميا فلا تضربوا لله اه الامثال الامر الثاني مما يدل تدل عليه الاحادية اثبات جميع الصفات صفات الكمال بحيث لا يفوته منها صفة ولا نعت دال على الجلال والجمال فمن معاني الاحد اي الذي له صفات الكمال والجلال كلها تفرد بها تفرد بها سبحانه وتعالى وكما ان فيه معنى التنزيه ففيه ايضا معنى الاثبات كما ان فيه معنى التنزيه الذي هو مر معنا في الرقم الاول ففي معنى الاثبات فان الاحد الذي له الصفات الكاملة والنعوت العظيمة نعوت الجلال والجمال فهو متفرد بها الامر الثالث ان له من كل صفة من تلك الصفات اعظمها وغايتها ومنتهاها وهذا الذي يتفق مع الاحدية فله الكمال له الكمال وله من كل صفة اه اعظم الصفة وغايتها ومنتهاها كما قال الله تعالى وان الى ربك المنتهى ومما يستفاد من هذين الاسمين الواحد الاحد ان يفرد سبحانه وتعالى بالعبادة ويخلص له الدين فان الواحد دال على الوحدانية والوحدانية التفرد فالله سبحانه وتعالى هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وهو ايضا يدل على بطلان اتخاذ الانداد والشركاء مع الله كيف يتخذ ند مع الواحد كيف يتخذ ند مع الواحد وكيف يجعل للواحد شريك هذا يتنافى مع الوحدانية الوحدانية تعني التفرد فاذا جعل مع الواحد شريك تنافى هذا الجعل مع الوحدانية الواجب اثباتها لله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى الصمد اي السيد العظيم الذي قد كمل في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وعظمته وجميع صفاته فهو واسع الصفات عظيمها الذي صمدت اليه جميع المخلوقات وقصدته كل الكائنات باسرها في جميع شؤونها فليس لها رب سواه ولا مقصود غيره تقصده وتلجأ اليه في اصلاح امورها الدينية وفي اصلاح امورها الدنيوية تقصده عند النوائب والمزعجات. وتضرع اليه اذا عرتها الشدات والكربات وتستغيثوا به اذا مستها المصاعب والمشقات لانها تعلم ان عنده ان عنده حاجتها ولديه تفريج كرباتها لكمال علمه وسعة رحمته ورأفته وحنانه وعظيم قدرته وعزته وسلطانه قال رحمه الله الصمد وهذا الاسم هو من اسماء الله الحسنى وهو ثابت في سورة الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد وقد تنوعت المعاني التي ذكرها السلف رحمهم الله تعالى لهذا الاسم فمن قائل الصمد الذي تصمد اليه الخلائق في حاجاتها ولا غنى لها عنه ومن قائل الصمد السيد الكامل في سؤدده كما جاء هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما الكامل في حلم الكامل في علمه ومن قائل الصمد اي الغني الذي لا جوف له لا لا يأكل ولا يشرب منزه عن ذلك وهو يطعم ولا يطعم منزه تبارك وتعالى عن ذلك ما اريد منه من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين الى غير ذلك من المعاني وكلها كما ذكر اهل العلم حق ويدل عليها هذا الاسم ولهذا فان اسم الله تبارك وتعالى الصمد معدود في الاسماء الحسنى الدالة على معان عديدة لا على معنى مفرد الدالة على معان عديدة لا على معنى مفرد ولهذا يقول الشيخ هنا اي السيد العظيم الذي قد كمل في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وعظمته وجميع صفاته وهذا التفسير جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما لهذا الاسم فواسع الصفات عظيمها هذا معنى يدل على سعة الصفات وعظمة الصفات وكمال آآ صفات الله سبحانه وتعالى لان السيد هو العظيم الذي كمل في عظمته الصمد العظيم الذي كمل في عظمته الذي كمل في رحمته الذي كمل في حلمه الى اخر ذلك فهو فهو يدل على سعة الصفات وعظمتها المعنى الاخر اي الذي صمدت اليه جميع المخلوقات الذي صمدت اليه جميع المخلوقات فهو من جهة يدل على غنى الرب وكماله في صفاته ومن جهة يدل على افتقار المخلوقات اليه وانها لا غنى لها عنه طرفة عين فالصمد الذي تصمد اليه جميع المخلوقات في حاجاتها وطلباتها ورغباتها وقصدته كل الكائنات باسرها في جميع شؤونها فليس لها رب سواه ولا مقصود غيره تقصده وتلجأ اليه في اصلاح امورها الدينية وفي اصلاح امورها الدنيوية فالصمد الذي تصمد اليه آآ الخلائق وتلجأ اليه في حاجاتها في شدائدها في كرباتها في ملماتها فعاد في الجملة مدلول هذا الاسم ومعناه الى كمال الرب وكمال الغناء وكمال عظمته وكمال صفاته لان الصمد الكامل في الصفات والمعني الثاني صمود المخلوقات اليه يعني فزعها التجاؤها اليه وافتقارها اليه سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيق اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا. واهد قلوبنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين وفرج كرب المكروبين واقضي الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير