الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على ان جمعنا في هذا المنزل المبارك منزل اخينا ابي عبدالله الهاجري نفع الله تبارك وتعالى به وبمنزله وجعله واهله مباركين ونفع الله بكم جميعا ان خير ما يغفل به الانسان وقته طلب العلم وطلب العلم من اعظم الارزاق كما جاء في اه الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فالتفقه في الدين من الخير العظيم تهكمكم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين واذا اراد الانسان بنفسه ان يرتفع عن دعاة الدنيا فعليه ان يبكر في طلب العلم والبكور في طلب العلم من انفع ما ينفع الانسان في العلم. من حيث الفهم ومن حيث الثبات ومن حيث القبول والرضا ومن حيث البركة كل هذه الحيثيات يجعل الانسان يلم ويهتم بطلب العلم في اول النهار واما درسنا في تعليقات على رسالة شيخ الاسلامي ابن عباس احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن شيخ الاسلام بحق رحمه الله تعالى رحمة واسعة. وهي الرسالة المسماة بالحسفة فلابد ان نتصور اولا ما معنى الحسبة؟ وما هي اقوال الناس في الحسبة؟ ثم نقرأ الرسالة لننظر بعد ذلك التصور المختصر كيف نفهم كلام الشيخ الاسلامي ابن تيمية رحمه الله المقصود بالاحتساب في كلام السلف رضوان الله تعالى عليهم هو كيفية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كيفية امر الانساني بالمعروف ونهيه عن المنكر هذا يسمى احتسابا لان الانسان يقوم بفعل ويقول قولا لا يريد من وراء ذلك شيئا من دعاة الدنيا وانما مقصوده الاول والاخر رضا الله تبارك وتعالى. كما جاء في حديث بتميم الداري رضي الله تعالى عنه انه قال قال صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله اي مخلصة ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم هذا الحديث يبين المنهج الذي ينبغي ان يشير عليه الامر بالمعروف والناهي عن المنكر ان يكون قلبه لله خالصا وللنبي صلى الله عليه وسلم متبعا وبكتاب الله سبحانه وتعالى مستنيرا فيكون المقصود بذلك نفع المسلمين من حيث العموم ومن حيث الخصوص كيف يأمر الانسان اهله اذا كان له ولاية عليهم كيف يأمر الانسان من ليس له عليه ولاية ممن هو في مرتبته ومنزلته ودرجته كيف يأمر الانسان من هو فوقه واعلى منه منزلة ودرجة في الدنيا او في العلم الناس في هذه المسائل كلها اتخذوا طريقين مشروعين فسلك من نظر الى القدر مسلك الرضا بالواقع ولو كان مخالفا للشرع فاصبحوا لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر وحال فعلهم بل ولسان مقال بعضهم ان الرضا بالقضاء لازم في كل مقضي وليس الامر كذلك من الواجب على المسلم فضلا عن طالب العلم ان يرضى بالقضاء اذا كان مرضيا لله تبارك وتعالى وان يسخط ما يقع اذا كان مسخوطا لله تبارك وتعالى واذا كان الذي وقع لله تبارك وتعالى مرضيا فانه ينظر ماذا امره الله تجاه ذلك المرضي؟ فيلتزمه وينظر اذا كان الواقع مسخوطا لله تبارك وتعالى ينظر ماذا امره الله تبارك وتعالى فيأتمر وهذا هو الجمع بين الشرع والقدر لكن غلاة الصوفية وهو على وجه الخصوص الطرقية منهم ينظرون الى مسألة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على انها فضلة في الكلام او في الفعال ولذلك لا ترونهم يحركون ساكنا بل ربما يرون المنكرات فيقول بعضهم عياذا بالله ان هذا هو الدين وبايزاء هؤلاء او ضد هؤلاء كما هو الحال في الامور كلها ان الناس يتخذون طرفين حيض واهل الحق هم الوسط العدل الخيار بايزي هؤلاء سلك الخوارج والمعتزلة مسلكا. اذا صح الطفل التعبير سلكوا مسلك التشدد سلكوا مسلك الافراط اولئك وقعوا في التفريط والخوارج والمعتزلة في هذا الباب وقعوا في التشدد وفي الافراط الغلب فالزم الناس بما لا يلزمهم شرعا الزم الناس بما ليس بواجب عليهم شرعا تحت هذا الغطاء غطاء الحسبة خرجوا على ولاة امر المسلمين وزعموا ان ذلك من الجهاد في سبيل تبارك وتعالى فلبسوا الحق بالباطل اولئك قالوا مستدلين باية في كتاب الله بغير وجهها لا يضركم من ضل اذا اهتديتم وهؤلاء قالوا ان تغيير المنكر امر لا بد منه تغيير المنكر امر لا بد منه. واذا لم ينكره الانسان ولم يغيره الانسان فانه ليس المؤمنين ومعلوم ان قوله جل وعلا لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الاية لو ان الانسان فهمها على فهم الصحيح يجد ان في الاية دليلا عليهم لا لهم لان الاية فيها التوصيص لا يضركم من ضل اذا اهتديت ومن الاهتداء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب الوسع والحبة والطاقة وما يستدل به هؤلاء من الحديث من رأى منكم منكرا فليغيره بيده حجة عليهم لو اكملوا الحديث. هم يقولون لا بد من تغيير المنكر ليس هذا هو الشرع. الشرع يأمرك انت انت تنكر المنكر. لا ان تغير المنكر تغيير المنكر هذا قد يكون بيدك وقد لا يكون بيدك انت عليك انكار المنكر ان كنت ذا ولاية تنكر المنكر بيده ان لم تكن ذاوي لا فتنكر المنكر بلسانك. ان خفت على نفسك سوغ الشارع لك ان تنكر المنكر ولو المقصود ان الواجب هو انكار المنكر. اما تغيير المنكر فهذا ليس اليه. تغيير المنكر قد يقع بيدك وتحت طائلتك وقد لا يكون من الامور التي تحت وسعك وقدرتك فاذا كان الناس الحسبة على هذين الطرفين. اناس تركوا الحسبة نظرا الى القدر. واناس غلوة الحسبة نظروا الى الشرع الى بعض النصوص في الشرع. ولم ينظروا الى القدر فان اهل السنة والجماعة وفقهم الله تبارك وتعالى في النظر الى النصوص الشرعية كلها في باب الحسبة مع النظر الى القدر وهذه الرسالة التي بين ايدينا هي حقيقة رسالة عظيمة جدا لم اقف لاحد من العلماء المتقدمين يتكلم عن الحسبة بهذا التفصيل العميق والدقيق الذي تكلم فيه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فنبدأ ان شاء الله بقراءة هذه الرسالة مستفيدين من كلام الامام متنورين بما يقوله واذا كان في شيء لم نفهمه فاننا ان شاء الله تبارك وتعالى نعلق عليه فقط واحد منكم ممكن يرفع ايده بما فهمت هذا. على بركة