نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى الودود اي المتودد الى خلقه بنعوته الجميلة والاءه الواسعة والطافه الخفية ونعمه الخفية والجالية فهو الودود بمعنى الواد. وبمعنى المودود يحب اولياءه واصفيائه ويحبونه. فهو الذي احبهم وجعل في قلوبهم المحبة. فلما احبوه احبهم حبا اخر جزاء لهم على حبهم فالفضل كله راجع اليه فهو الذي وضع كل سبب يتودد بهم. يتوددهم به. ويجلب ويجذب قلوبهم الى وده تودد اليهم بذكر ما له من النعوت الواسعة العظيمة الجميلة الجاذبة للقلوب السليمة افئدة المستقيمة فان القلوب والارواح الصحيحة مجبولة على محبة الكمال والله تعالى له الكمال المطلق. فكل وصف من صفاته له خاصية في العبودية وانجذاب القلوب الى مولاها ثم تودد لهم بالائه ونعمه العظيمة التي بها اوجدهم. وبها ابقاهم احياهم وبها اصلحهم وبها اتم لهم الامور. وبها كمل لهم الضروريات والحاجيات والكماليات وبها هداهم للايمان والاسلام. وبها هداهم لحقائق الاحسان. وبها يسر لهم الامور وبها فرج عنهم الكربات وازال المشقات. وبها شرع لهم الشرائع فسرها ونفى عنهم الحرج وبها بين لهم الصراط المستقيم واعماله واقواله. وبها يسر لهم سلوكه واعانهم ذلك شرعا وقدرا وبها دفع عنهم المكاره والمضار كما جلب لهم المنافع والمسار وبها لطف بهم الطافا شاهدوا بعضها وما خفي عليهم منها اعظم فجميع ما في الخليقة من محبوبات القلوب والارواح والابدان الداخلية والخارجية الظاهرة والباطنة فانها من كرمه وجوده يتودد بها اليهم. فان القلوب مجبولة على محبة المحسن اليها فاي احسان اعظم من هذا الاحسان؟ الذي يتعذر احصاء اجناسه فظلا عن انواعه فظلا عن وكل نعمة منه تطلب من العباد ان تمتلئ قلوبهم من مودته وحمده وشكره والثناء عليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا اسم عظيم من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وهو اسمه تبارك وتعالى الودود والودود فيه انتظام لامرين الاول كماله سبحانه وتعالى بكمال اوصافه وعظمتها ولهذا فانه يحب ويود لعظمة صفاته وكمال نعوته وجلاله وجماله ويتضمن تودده سبحانه وتعالى الى عباده بانواع النعم وصنوف المنن فهو ينعم عليهم الليل والنهار ويده سحا بالعطاء لا يغيظها نفقة وباب التوبة العصاة والمقصرين مفتوح يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويفرح سبحانه وتعالى بتوبة التائبين ويهيئ لهم من اسباب التوبة وسلوك طريقها ثم تاب عليهم ليتوبوا وهو سبحانه وتعالى ودود بمعنى واد اي يحب اصفيائه يحب اولياءه يحب المطيعين من عباده ويحب الطاعات ويحب الممتثلين لطاعاته سبحانه وتعالى والتقرب اليه فهو يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحبوا التائبين وهذه كلها من المعاني التي ينتظمها هذا الاسم العظيم اسم الله تبارك وتعالى الودود وهو اسم ثابت في القرآن الكريم ورد في موضعين من كتاب الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى ومن تودده ان العبد يشرد عنه فيتجرأ على المحرمات ويقصر في الواجبات. والله يستره ويحلم عنه ويمده بالنعم. ولا يقطع عنه منها شيئا ثم يقيض له من الاسباب والتذكيرات والمواعظ والارشادات ما يجلبه اليه فيتوب اليه وينيب فيغفر له تلك الجرائم ويمحو عنه ما اسلفه من الذنوب العظائم ويعيد عليه غده وحبه ولعل هذا والله اعلم سر اقتران الودود بالغفور في قوله وهو الغفور الودود وجه من الوجوه التي يدل عليها هذا الاسم العظيم من اسماء الله اسم الله تبارك وتعالى الودود من ذلكم تودده سبحانه وتعالى لمن يشرد يعني يشرد يقصر في جنب الله تنفلت نفسه الى المعاصي الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده فعندما تغلب عبده من شهوة او تزل به قدم او يجنح الى معصية لله سبحانه وتعالى فيتجرأ على محرم او يقصر يقصر في واجب فمنا المعاني التي يدل عليها هذا الاسم العظيم ان الله يتودد الى الى هذا اولا بستره يستر عليه جل وعلا ولا يهتك ستره سبحانه وتعالى ثم يهيئ له اسباب التوبة واسباب نيل المغفرة بوعظ يسمعه او ناصح يرشده او اية من كتاب الله سبحانه وتعالى توقظه الى غير ذلك من الموقظات والعظات التي يهيئها الله سبحانه وتعالى فتكون سببا سببا لعود هذا الى الله ورجوعه الى صراطه المستقيم فهو يتودد اليهم بان يهيئ لهم ويلطف بهم سبحانه وتعالى حتى يعودوا الى اه الى الله سبحانه وتعالى يقول الشيخ رحمه الله وهذا تنبيه لطيف يقول ولعل هذا سر اقتران آآ الودود بالغفور وهو الغفور الودود ان من معاني التودد التي يدل عليها سبحانه وتعالى الا اسم الله تعالى الودود توددا الى عباده لينالوا مغفرته توددا الى عباده لينالوا مغفرته سبحانه وتعالى يكون من اهلها. فيهيئ لهم من اسباب الانابة والاوبة والرجوع الى الله سبحانه وتعالى توددا منه ولطفا ما ينالون به مغفرة الله عز وجل ورحمته جل وعلا وان الودود من اسماء الله ورد كما اشرت في موضعين هذا احدها في سورة البروج والاخر في سورة هود جاء مقترنا مع اسمه تبارك وتعالى الرحيم. واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود نعم قال ومن كمال مودته للتائبين انه يفرح بتوبتهم اعظم فرح يقدر. وانه ارحم بهم من والديهم واولادهم والناس اجمعين وان من احبه من اوليائه كان معه وسدده في حركاته وسكناته. وجعله مجاب الدعوة عنده كما في الحديث القدسي لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت عن شيء انا فاعله. ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته. قال رحمه الله ومن كمال مودتي للتائبين انه يفرح بتوبة اعظم فرح يقدر اعظم فرح يقدر ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى مخبرا عن الله سبحانه وتعالى قال لا الله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من احدكم اظل راحلته بفلاة وعليها طعامه وشرابه. حتى اذا ايس منها استظل بظل بشجرة ينتظر الموت فبين هو كذلك اذا بخطام ناقته او دابته عند رأسه فامسك بخطامها وقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فالشيخ هنا يقول ان من كمال مودته سبحانه وتعالى للتائبين انه يفرح بتوبتهم اعظم فرح يقدر يفرح اعظم فرح يقدر. لان الصورة التي ذكر نبينا عليه الصلاة والسلام لفرح المخلوقين هي اعظم صورة فرح يقدر. لانه تصور الان هذا الفرح رجل في صحراء قاحلة وانفلتت دابته التي عليها طعامه وشرابه وجلس تحت ظل الشجرة في هذه الصحراء القاحلة ينتظر الموت يصل اليه تدريجيا يموت تدريج فسيعاني من الام والجوع والعطش والشدة والى اخره الان ان تخرج نفسه الى ان تخرج نفس فاذا بخطام ناقته عند رأسه. اذا بختام ناقته عند رأسه فامسك بخطام الناقة وقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي هذا اشد فرح يتصور فنبينا عليه الصلاة والسلام يخبر عن فرح الله جل في علاه بتوبة التائبين انه اشد من فرح هذا هذا الفرح الذي هو عند المخلوقين هو اشد فرح يقدر فرح الله سبحانه وتعالى بتوبة عبده اذا تاب هو اشد من من هذا الفرح هذا من تودده من تودده لعبادة ولطفه بعباده والا توبة التائب وانابة المنيب واستغفار المستغفر وطاعة المطيع وذكر الذاكر كل ذلك لا ينفع الله شيئا غني عن العباد غني عن العباد وعن طاعاتهم وعن عباداتهم يا عبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ظري فتضروني. لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا فهو سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين ومع ذلك فانه سبحانه وتعالى من عظيم رحمته وجميل تودده يفرح بتوبة التام يفرح بتوبة التائب اذا تاب ايضا الله جل وعلا ارحم بعباده من والديهم واولادهم الناس اجمعين. الرحمة التي في الوالدين وما يصحبها من تودد وعطف ورحمة واحسان في عظم قدر هذه هذا التودد وهذه الرحمة التي من الابوين والناس يسمعون في ذلك قصصا عجبا في رحمة الوالدين وتوددهم ولطفهم باولادهم الله سبحانه وتعالى ارحم بعباده من آآ من الام بولدها حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم في مرة من المرات جاءت امرأة في سبي تبحث عن ولدها وقلبها مضطرب وقلق جدا فابحث عن ولدها فاذا بها تظفر بولدها فاخذته مباشرة بعد ان فقدته وقتا وظمته الى صدرها ثم اخذت ترضعه في ود ورحمة غاية في الجمال والحسن فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه هل ترون هذه طارحة ولدها في النار تتصورون ذلك؟ هل هي طارحة ولدها في النار؟ قالوا لا يا رسول الله. قال لله ارحم بعباده من هذه بولدها لله ارحم بعباده من هذه. هذا ايضا من تودد من تودد الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى ولطفه بعباده ولهذا لا يهلك على الله الا هالك والا الله رحيم سبحانه ودود آآ غفور شكور محسن لا يهلك على الله الا الا هالك من هلك فلا يلوم الا نفسه شرد شرودا عظيما استحق به سخط الله والا الله سبحانه وتعالى ودود وشكور وحليم وهيا من ابواب الخير والتوفيق وابواب البر لعباده ارسل الرسل وانزل الكتب وهيأ ابواب الخير لعباده فلا يهلك الا هالك لا يهلك الا هالك ومن هلك لا يلوم الا الا نفسه. من وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا الا نفسه ايضا لما يوفق الله سبحانه وتعالى عبده لان يصبح عبدا مطيعا معتنيا بطاعة الله محافظا على عبادة الله مكثرا من النوافل يزداد وشأنه عند الله وحب الله سبحانه وتعالى له جل في علاه كما في الحديث لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه هذا الحديث يعرف عند العلماء بحديث الاولياء الذي يريث الذي يريد ان يعرف من هم الاولياء ما هي صفتهم؟ يقرأ هذا الحديث. تعرف عند العلماء بحديث الاولياء. او حديث الولي لماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في اوله قال الله تعالى من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب كانه قيل يا الله من هو الولي الذي من عادى؟ فقد اذنته بالحرب فذكر صفة الولي جل وعلا قال ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه هذا الذي يحافظ على فرائض الاسلام ويتجنب المحرمات هذا ولي من اولياء الله يحافظ على الفرائض ويتجنب الحرام هذا ولي من اولياء الله لكن هناك رتبة في الولاية اعظم من هذه وهي انه مع هذه المحافظة على الفرائض والتجنب الحرام يزيد في ماذا المستحبات ولهذا قال في ذكر الدرجة الثانية من من الولاية ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه حتى احب يعني هذا الذي يتقرب الى الله بالفرائض يحبه الله لكن هذا الذي يزيد في النوافل ينال من حب الله سبحانه وتعالى اعظم من من اه مما اه مما يناله من كان مقتصرا على الفرائض تاركا للمحرمات. وهو من يوصف بانه المقتصد لان منهم مقتصد منهم سابق بالخيران فالسابق الخيرات مقامه اعلى ومنزلته ارفع وحظوا من حب الله له اكبر قال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها اي ان الله يسدده في حواسه وقواه وجوارحه ودعوته عند الله مستجابة ولئن سألني لاعطينه ولان استعاذ بي لاعيذنه. نعم قال رحمه الله واثار حبه لاوليائه واصفيائه عليهم لا تخطر ببال. ولا تحصيها الاقلام واما مودة اوليائه له فهي روحهم وروحهم وحياتهم وسرورهم. وبها فلاحهم وسعادتهم بها قاموا بعبوديته وبها حمدوه وشكروه وبها لهجت السنتهم بذكره وسعت جوارحهم بخدمته وبها قاموا بما عليهم من الحقوق المتنوعة. وبها كفوا قلوبهم عن التعلق بغيره وخوفه رجاء وجوارحهم عن مخالفته وبها صارت جميع محابهم الدينية والطبيعية تبعا لهذه المحبة اما الدينية فانهم لما احبوا ربهم احبوا انبيائه ورسله واولياءه واحبوا كل عمل يقرب واحب ما احبه من زمان ومكان وعمل وعامل واما المحبة الطبيعية فانهم تناولوا شهواتهم التي جبلت النفوس على محبتها من مأكل ومشرب وملبس وراحة على وجه الاستعانة بها على ما يحبه مولاهم. وايضا فكما قصدوا بها هذه الغاية الجليلة فان تناولوها بحكم امتثال الاوامر المطلقة في مثل قوله وكلوا واشربوا. ونحوها من الاوامر والترغيبات المتعلقة بالمباحات والراحات. فصار السبب الحامل لها امتثال الامر. والغاية التي قصدت لها الاستعانة بها على محبوبات الرب. فصارت عاداتهم عبادات وصارت اوقاتهم كلها مشغولة بالتقرب الى محبوبهم وكل هذه الاثار الجميلة الجليلة من اثار المحبة التي تفضل بها عليهم محبوبهم قوى هذه المحبة بحسب ما في القلب وتقوى وتقوى هذه هذه الامور وتقوى هذه الامور بحسب ما في القلب من الحب الذي هو روح الايمان وحقيقة التوحيد وعين التعبد واساس التقرب فكما ان الله ليس له مثيل في ذاته واوصافه. فمحبته في قلوب اوليائه ليس لها مثيل ولا نظير لاسبابها وغاياتها. ولا في قدرها واثارها. ولا في لذتها وسرورها وفي لبقائها ودوامها ولا في سلامتها منكدات والمكدرات من كل وجه. نعم يعني لانها محبة خالصة صافية كاملة والذين امنوا اشد حبا لله يحبهم ويحبونه ومن الدعاء الذي يؤثر في هذا عن نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك. نعم قال رحمه الله تعالى الحليم الصبور الشاكر الشكور في الحديث الصحيح لا احد اصبر على غدا سمعه من الله يجعلون له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم فصبره تعالى على معاصي العاصين ومحاربة المحاربين صبر عن قوة واقتدار. وهو الصبر فان العباد يتبغضون اليه بالمعاصي وهم مضطرون اليه. وهو يتحبب اليهم بالنعم مع ما لغناه وهو تعالى يحلم عن زلاتهم ويسترهم مع كثرة هفواتهم ويتمادون في الطغيان والله تعالى لا يزيده ذلك الا حلما وكرما ومن حلمه تعالى ان العبد يسرف على نفسه. والله تعالى قد ارخى عليه حلمه. فاذا تاب العبد فكأنه ما جرى منه جرم ومع كمال حلمه وصبره فهو تعالى الشكور لعباده. الذي يغفر الكثير من الذلل. ويقبل القليل من الى العمل واذا اخلص العبد عمله ضاعفه بغير حساب وجعل القليل كثيرا والصغير كبيرا ويتحمل عبده من اجله بعض المشاق فيشكر الله له ويقوم بعونه ويكون معه قلبوا تلك المشاق والمصاعب سهولات وتلك المتاعب راحات. ذكر هنا رحمه الله تعالى هذه الاسماء الاربعة الحليم الشاكر اه الحليم الصبور الشاكر الشكور آآ الحليم الشاكر الشكور هذه الاسماء الثلاثة كلها ثابتة في القرآن الكريم واما اه اسم الصبور فهذا جاء في الحديث الذي اشرت اليه عند الترمذي وغيره والذي فيه سرد للاسماء الحسنى يرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد عرفنا انه باتفاق ال المعرفة بحديثه الصلاة والسلام انه لا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا لا يكون عمدة في في هذا الباب. فمن اثبت الصبور اسما لله اما ان يكون اخذه من هذا الحديث والحديث ليس عمدة في هذا الباب واما ان يكون اشتق هذا الاسم من الفعل كما في الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى. وهذا ايضا لا يكفي وهذا لا يكفي في في اثبات الاسم. لكن الاخبار عن الله بالصبور لدلالة اه الوصف والفعل علي لا حق لا ريب فيه. فيطلق عليه من باب من باب اه الاخبار لكن لا يعد في اسماء الله الحسنى لان الاسماء الحسنى توقيفية قال في الحديث الصحيح لا احد اصبر على اذى على اذى سمعه من الله يجعلون له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم هذا من الصبر الصبر هذه صفة لله تليق بجلاله وكماله على القاعدة المعروفة عند اهل العلم ان ما يضاف الى الله سبحانه وتعالى من الصفات فهو يخص الله ويليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى وما يلزم الصفة باعتبار اظافتها للمخلوق من نقص لا يعد لازما للصفة باعتبار اظافتها الى الله لان الصفة اذا اظيفت الى من ليس كمثله شيء كانت ايضا الصفة ليس كمثلها صفة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير واذا اظيفت الصفة الى الناقص فهي ايضا تليق بنقصه وظعفه ولهذا لو جاء شخص وقال يلزم من الصبر كذا وكذا يعدد اللوازم التي ماذا التي تلزم صبر المخلوق فيقال له هذه لوازم تلزم صبر المخلوق فهي خاصة بالمخلوق فان فان اظفتها الى الله هذا نوع من التشبيه اللهم نزهه عن ذلك ليس كمثله شيء ولهذا نقول ان الله سبحانه وتعالى موصوف بالصبر وهو صبر يليق به ويليق بجلاله وكماله وعظمة ونبينا عليه الصلاة والسلام ذكر في هذا الحديث مثالا من صبره سبحانه وتعالى قال لا احد اصبر على اذى سمعه من الله يجعلون له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم يجعلون له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم فهذا من الصبر هذا من الصبر الذي هو صفة لله سبحانه وتعالى فصبره تعالى على معاصي العاصين ومحاربة المحاربين صبر عن قوة واقتدار وهو الصبر الكامل والصبر الكامل فان العباد هي يتبغضون اليه بالمعاصي وهم مضطرون اليه مفتقرون اليه. وهو يتحبب اليهم بالنعم مع كمال غناه سبحانه وتعالى عنهم وهو تعالى يحلم عن زلاتهم ويسترهم مع كثرة هفواتهم يتمادون في الطغيان والله تعالى لا يزيده ذلك الا حلما وكرما وهذا ايضا من من الحلم وهو الاسم الاخر الذي ذكره رحمه الله وحلم الله سبحانه وتعالى على عباده انه لا يعاجلهم بالعقوبة لا يعاجلهم بالعقوبة يحلم هم في في معاصي وهو يمهل امهاله للعاصي هذا من حلمه سبحانه وتعالى ولهذا تجد احيانا معاصي آآ عظيمة جدا ثم ترى ان الله سبحانه وتعالى لم يحل بهذا العاصي او الطاغية او عقوبته عاجلا. يعني انظر حلم الله مع فرعون وشدة طغيانه وعتوه تقرأ عجب يعني في في شدة الطغيان ثم الله سبحانه وتعالى يقول موسى عليه السلام آآ اذهب الى فرعون انه طغى فقولا له فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى. قولا له قولا لينا ارجع الى كتب التفسير انظر ماذا قال الصحابة وعموم المفسرين عن معنى قوله قولا لينا بعض المفسرين من الصحابة وغيرهم قالوا قولا له قولا لينا اي كنه لما تناديه يا ابو فلان وهذا التكنية اهلها لها اثر على على النفوس هذا وجه من التلطف الله قال قولا له قولا لينا. هذا يتناول كل قول لين يحصل به تليين القلب تلين القلب فهذا كله من حلم الله من حلمه سبحانه وتعالى انه لا لا يعاجل العصاة بالعقوبة بل يمهل جل وعلا ولا يهمل اسم الله تبارك وتعالى الشكور والشاكر في آآ شكره للعباد فهو عز وجل يغفر الكثير من الزلل ويقبل القليل من العمل. ويضاعف على القليل ويضاعف على القليل آآ الاجور المضاعفة الاجور المضاعفة كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب اه هذا من شكره سبحانه وتعالى هذا من شكره وهو شكور سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولان كفرتم ان عذابي لشديد. نعم قال رحمه الله تعالى الرقيب اي المطلع على ما في القلوب وما حوته العوالم من الاسرار والغيوب المراقب لاعمال عباده على الدوام الذي احصى كل شيء واحاط بكل شيء ولا يخفى عليه شيء وان دق الذي يعلم ما اسرته السرائر من النيات الطيبة والايرادات الفاسدة ومن تعبد الله باسمه الرقيب اورثه ذلك المقام المستولي على جميع المقامات وهو مقام المراقبة لله في حركاته وسكناته لان من علم انه رقيب على حركات قلبه وحركات جوارحه والفاظه السرية والجهرية واستدام هذا العلم فانه لا بد ان يثمر له هذا المقام الجليل وهذا سر عظيم من اسرار المعرفة بالله. انظروا الى ثمراته وفوائده العظيمة. واصلاحه للشؤون الباطنة والظاهرة الرقيب هذا اسم من الاسماء الحسنى الثابتة في كتاب الله عز وجل والمعنى اي المطلع على ما في القلوب وما حوته العوالم من اسرار والغيوب المراقب لاعمال عباده على الدوام المراقب لاعمال عباده على الدوام فهو مطلع عليهم على اعمالهم كلها حسنها وسيئها قال سبحانه وتعالى في آآ سيء العمل يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول دبيتون ما لا يرضى من القول. وكان الله على وكان الله بما يعملون محيطا. وكان الله بما يعملون محيطا فهو سبحانه وتعالى محيط بالعباد مطلع عليهم لا تخفى سبحانه وتعالى عليه عليه من العباد خافية وفي في جانب العمل الصالح يقول الله سبحانه وتعالى وما تكونوا وما تكون فيه من شأن وما تكون في شأنه. وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن وما تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارظ ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين فالله سبحانه وتعالى شهيد ورقيب ومطلع على اعمال العباد الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ولهذا يقول الشيخ ومن تعبد الله باسمه الرقيب اورثه ذلك المقام المستولي على جميع المقامات وهو مراقبة الله وكم هو عظيم بالعبد نافع له غاية النفع في استقامته وصلاح سلوكه ان يكون دائم المراقبة يراقب الله اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب فيستحضر دائما اه اطلاع الله له. ان كان في طاعة وعبادة عمل على تكميلها وتحسينها وتتميمها لان الله لانه يستحضر اطلاع الله سبحانه وتعالى عليه واذا كان في تحركت نفسه لمعصية كفها وزجرها عن المعصية لانه يستحضر ان الله سبحانه وتعالى مطلع عليه. فمقام المراقبة مقام المراقبة هذا مقام ما عظيم يكون به صلاح العبد في سلوكه اعماله كلها. نعم قال رحمه الله تعالى القريب المجيب اي هو تعالى القريب لكل احد. وهو اقرب الى الانسان من حبل الوريد. وقربه تعالى نوعان عام بعلمه وخبرته ومراقبته ومشاهدته واحاطته فهو اقرب الى كل احد من نفسه وقرب خاص من عابديه وداعيه ومحبيه. قرب لا يدرك له حقيقة. وانما تعلم اثاره ومن لطفه بعبده وعنايته به وتوفيقه وتسديده وحضور القلب عنده في تلك الحال التي حصل فيها القرب ومن اثاره الاجابة للداعين والاثابة للعابدين وما احسن اقتران القريب بالمجيب. قال تعالى الا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي وقال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم وهو المجيب اجابة عامة للداعيين مهما كانوا واين كانوا؟ وعلى اي حال كانوا كما وعدهم الوعد المتلقى وهو المجيب اجابة خاصة للمستجيبين له. المنقادين لشرعه. ولهذا عقب ذلك بقوله فليستجيبوا اولي اي فاذا استجابوا لي اجبتهم وتقدم الحديث الذي فيه حالة المحب المستجيب لربه بفعل النوافل بعد الفرائض وان الله يقول ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وهو المجيب ايضا اجابة خاصة للمضطرين. كما قال امن يجيب المضطر اذا دعاه وكذلك من قطع رجاؤه من المخلوقين وقوي طمعه وتعلقه بالله رب العالمين. فما اسرع الاجابة لهذا وكلما قويت حاجة العبد وقوي طمعه بربه حصل له من الاجابة حسب ذلك قال رحمه الله القريب المجيب هذان الاسمان ثابتان لله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم والقريب آآ هو قربه سبحانه وتعالى من عباده واصفيائه واولياءه ومقتضى هذا القرب انه يقبل دعواتهم يا يحقق آآ رجائهم ولا يخيب امالهم ويغفر زلاتهم سبحانه وتعالى ويقبل ايضا عباداتهم وطاعاتهم جل وعلا ولهذا الاقرب في في دلالة هذا الاسم هو القرب الخاص القرب الخاص يعني بعض بعض اهل العلم يقسم القرب الى عام وخاص اكل اقرب ان القرب انما هو خاص الذي ينقسم المعية الى خاصة وعامة المعية العامة آآ المعية العامة في مثل قوله آآ وهو معكم اينما كنتم الا هو معهم اينما كانوا والخاصة انني معكما اسمع وارى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون لا تحزن ان الله معنا الى غير ذلك من الايات فا المعية عامة وخاصة اما القرب لا يكون الا خاصا وهذا حققه آآ ابن القيم رحمه الله وغيره من اهل العلم ولابن القيم تحقيق في في في هذا في كتابه الصواعق المرسل او في غيره من كتبه والاستدلال بقول الله عز وجل ونحن اقرب اليه من حبل الوريد على على العلم آآ على القرب العام ليس واضحا في واضحا في الاستدلال بالاية عليه لان الصحيح ان هذا القرب كما يدل عليه السياق بالملائكة. نحن اقرب اليه بملائكتنا. ولهذا قال ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. مثلها كذلك فالحاصل ان القرب هو قربا خاص بالاولياء والاصفياء والمتقين من عباد الله فيه من لطف الله بهم وتوفيقه وتسديده جل وعلا ومن اثار اجابته لدعاء الداعين الاثابة للعابدين قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان قال فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وبالمناسبة مناسبة ذكر المصنف رحمه الله لهذه الاية هذه الاية الكريمة وقعت في سورة البقرة في اثناء ايات الصيام لان قبلها ثلاثة واربع ايات كلها في الصيام وبعدها اية في في في الصيام وهذا يدل على ان لرمضان شهر الصيام خصوصية في الدعاء لرمضان خصوصية في الدعاء وان ان الاجابة فيه للدعاء احرى وهو شهر اجابة للدعوات واقالة للعثرات وغفرانا الذنوب نعم قال رحمه الله تعالى الحسيب الكافي الحفيظ. اعد قوله وهو المجيب ايضا اجابة خاصة. قال رحمه الله الله تعالى وهو المجيب ايضا اجابة خاصة للمضطرين. كما قال امن يجيب المضطر اذا دعاه وكذلك من انقطع رجاؤه من المخلوقين وقوي طمعه وتعلقه بالله رب العالمين. فما اسرع الاجابة لهذا وكلما قويت حاجة العبد وقوي طمعه بربه حصل له من الاجابة بحسب ذلك هذا اه من الاجابة ان هناك اجابة خاصة للمضطرين يدل عليه قول الله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه هذا المعنى حقيقة كثير من الناس يغفل عنه خاصة في ضرورته وشدته مثلا شخص يعاني من وطأة الالم وشدته او الهموم والاحزان ثم يلقى بعض من يتوسم فيهم الصلاح ويقول ادعوا الله لي انا في كربة انا في شدة هو ان دعا لنفسه دعوته ما نوعها ما نوعها؟ دعوة مضطر والاخر عندما يدعو له ربما يدعو له مجاملة ادع لي اقول الله ييسر امرك يعني قد يدعو ليست دعوة الحاح واقبال وانما دعوة عطف ومجاملة. لكن هو ان دعا لنفسه دعوته لنفسه دعوة مضطر لانه وهو الذي يحس بمعاناة نفسه يحس بالام نفسه كثير من الناس يغفل عن هذا المعنى. امن يجيب المضطر اذا دعاه هذا يجب ان يفقه ولهذا من جميل ولطيف ما يذكر ان مطرف ابن عبد الله ابن السخير من علماء التابعين عاد مريضا فقال له المريض ادع الله لي فقال له مطرف ابن عبد الله ادع لنفسك امن يجيب المضطر قال ادع لنفسك نبهه على هذا المعنى. قال ادع لنفسك امن يجيب المضطر يعني انت اذا دعوت لنفسك في هذه الحال دعوتك مضطر ودعوة المضطر مستجابة اما غيرك الامر مختلف قد يدعو لك وهو لا يحس بحجم المعاناة التي انت فيها والالم الذي انت فيه. والضرورة التي انت فيها وربما تحدثه عن الامك ويظن انك تبالغ وان الامر فيك اهون من ذلك وهذا يحصل كثير لكن هذا من الفقه العظيم في في معاني الاسماء الحسنى والصفات العلى امن يجيب المضطر اذا دعا هذه اجابة خاصة يقول الشيخ للمضطرين ونسأل الله جل وعلا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا طيب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه