بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى الحسيب الكافي الحفيظ اي هو الكافي عبادة كلما اليه يحتاجون الدافع عنهم كلما يكرهون فكفايته عامة وخاصة اما العامة فقد كفى تعالى جميع المخلوقات وقام بايجادها وارزاقها وامدادها واعدادها لكل ما خلقت له وهيأ للعباد من جميع الاسباب ما يغنيهم ويغنيهم. ويطعمهم ويسقيهم واما كفايته وحسبه الخاص فهو كفايته للمتوكلين وقيامه باصلاح احوال عباده المتقين قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه كل اموره الدينية والدنيوية وقال تعالى اليس الله بكاف عبده اي من قام بعبوديته الظاهرة والباطنة كفاه الله ما اهمه وقام تعالى بمصالحه ويسر له اموره قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا اي من جميع المكاره والمضايق ويرزقه من حيث لا يحتسب واذا توكل العبد على ربه حق التوكل بان اعتمد بقلبه على ربه اعتمادا قويا كاملا في تحصيل صالحه ودفع مضاره وقويت ثقته وحسن ظن وحسن ظنه بربه حصلت له الكفاية التامة حصلت له الكفاية التامة واتم الله له احواله وسدده في اقواله وافعاله وكفاه همه وجلى ظمه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا اللهم فقهنا في اسمائك الحسنى وصفاتك العلى اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثلاثة اسماء حسنى لله جل وعلا كلها ثابتة في القرآن الحسيب والكافي والحفيظ والحسيب له معنيان له دلالتان الاولى بمعنى الكفاية وهو بهذا المعنى يكون متقاربا في معناه مع اسم الله تبارك وتعالى الكافي ولهذا يمكن يقال الكافي هو هو بمعنى الحسيب في احد معنيه واما المعنى الثاني الحسيب اي الحفيظ على عبادة اه اعمالهم المحصي لها وهو بهذا المعنى يشترك مع اسم الله تبارك وتعالى الحفيظ الحسيب الكافي في هذان الاسمان الايمان بكفاية الله سبحانه وتعالى لعبده وان من اتقى الله وقام ومن توكل عليه سبحانه وتعالى فالله حسبه اي كافيه لو كادته السماوات والارض ومن فيهن لجعل الله سبحانه وتعالى له مخرجا فان الامر بيده ونواصي العباد طوع تسخيره وتدبيره سبحانه وتعالى فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وقد اوضح الشيخ رحمه الله ان الكفاية التي يدل عليها اسم الله الحسيب نوعان عامة وخاصة العامة تتناول جميع المخلوقات تتناول جميع المخلوقات وهو كفايتها وفي ارزاقها ومصالحها الدنيوية وعافيتها في ابدانها وكفايتها في مساكنها مطعمها ومشربها وغير ذلك فهذه كفاية عامة لكنها في حق الا المؤمن نعمة ومعونة على طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا فان المؤمن يمتاز عن غيره بان هذه الاشياء يذكر دائما انها نعمة الله عليه فيتعبد الله بالحمد والثناء على الله واستعمالها فيما يرضيه وعدم استعمالها فيما يسخطه سبحانه وتعالى ولهذا ثبت في الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه كان اذا اوى الى فراشه قال الحمد لله الذي اطعم اطعمنا وسقانا وكفانا واوانا وكم ممن لا كافي له ولا مؤوي فهذا هذا شأن المؤمن فالمؤمن في هذه الاشياء التي من كفاية الله له يحمد الله على نعمائه وعلى فضله وعطائه. ويعرف انها نعمة الله عليه بخلاف الكافر يعرفون نعمة الله ثم ينكرونه يقول قائلهم اوتيته على علم عندي او ورثته كابرا عن كابر او نحو ذلك الحاصل ان الكفاية نوعان عامة هي لجميع المخلوقات وخاصة انما هي لاهل الايمان اهل طاعة الله سبحانه وتعالى المتقين المتوكلين على الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه والمراد بالكفاية هنا اي الخاصة التي تقتضي حفظه لعبده المؤمن وتسديده له والدفع عن وهدايته لمراشد اموره وابواب الخير ومن يتق الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا وهنا لطيفة عظيمة نبه عليها ابن القيم رحمه الله تعالى في بعض كتبه وهي ان من توكل على الله حقا فالله كافيه فالله كافيه لكنه لا يستعجل قد جعل الله لكل شيء قدرا قد جعل الله لكل شيء قدرا فهي حاصلة ومتحققة في الوقت الذي اراده الله سبحانه وتعالى وهيأه عبده المؤمن الكفاية الخاصة هي كفاية الله للمتوكلين وهي كفاية لهم في امورهم الدنيوية وامورهم الدينية ولهذا في الدعاء المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر فالمؤمن على صلة بالله وعلى ثقة به جل في علاه ومؤمن ان كفايته في اموره كلها الدينية والدنيوية والاخروية انما هو بيد ربه وسيده وخالقه ومولاه قال الله تعالى اليس الله بكاف عبده؟ بلى اذا حقق العبد العبودية وصدق الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى كفاه الله ما اهم ويسر له امره ورزقه من حيث لا يحتسب وجعل له من كل اه بلاء وشدة مخرجا وعافية نعم قال رحمه الله تعالى ومن معاني الحسيب انه الحفيظ على عباده كل ما عملوه احصاه الله ونسوه وعلم تعالى ذلك وميز الله صالح العمل من فاسده. وحسنه من قبيحه. وعلم ما يستحق من الجزاء ومقداره من الثواب عقاب وهو في هذا المعنى بمعنى الحفيظ. نعم. يقول من معاني الحسيب انه الحفيظ على عباده نحن عرفنا ان الحسيب له معنيان الاول اي الكافي اي الكافي الذي يكفي عبده ما امنه وهو بهذا يشترك مع اسم الله تبارك وتعالى الكافي وله معنى اخر وهو الحفيظ على العباد كل ما عملوه اي الذي احصى الحسيب اي الذي احصى اعمال اه العباد كلها واحاط علمه بها احصاه الله واحصاه الله ونسوه فهذا المعنى الثاني الحسيب يشترك فيه مع معنى الحفيظ نعم قال وللحفيظ ايضا معنى اخر يقارب معنى الكافي الحسيب وهو الذي تكفل بحفظ مخلوقاته وابقائها ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا فهذا حفظ عام واما الحفظ الخاص فقد قال صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك. فمن حفظ اوامر الله بالامتثال ونواهيه اجتناب وحفظ فرجه ولسانه وجميع اعضاءه وحفظ حدود الله فلم يتعدها حفظه الله في دينه من الشبهات القادحة في اليقين. وحفظه من الشهوات والارادات المناقضة لما يحبه الله ويرضاه وحفظ عليه ايمانه وما كان الله ليضيع ايمانكم. وحفظ الله عليه دنياه وحفظه في اولاده ليه؟ ومن يتصل به وكذلك ينقله الله من حالة اعلى من ذلك وهي انه من حفظ الله وجده امامه وتجاهه يسدده ويوفقه وتحصل له معية الله الخاصة التي لا تحصل الا لخواص الخلق. على هذا اسم الله سبحانه وتعالى اه الحفيظ وكذلك الحافظ الحافظ والحافظ كلاهما من اسماء الله والصفة التي آآ يدل عليها هذان الاسمان الحفظ والحفظ الذي يدل عليه اسماء الله الحافظ والحفيظ آآ نوعان حفظ تعلقه بالعلم وهو الذي قدم الحديث عنه بقوله الحفيظ على عبادة كل ما عملوه احصاه الله ونسوه وعلم تعالى ذلك والمعنى الثاني الحفيظ تعلقه بالقدرة قدرة الله سبحانه وتعالى فهو الحفيظ اي الحافظ عباده الكافي لهم الحسيب ولهذا اشار الى المصنف الى انه بهذا المعنى يشترك مع الكافي الحسيب فالحفيظ اي الحافظ لهم وحفظه لهم نوعان عام وخاص حفظ عام للمخلوقات كلها وحفظ خاص لاولياءه وعباده المقربين وهذا الحفظ هو بحسب حظ العبد من حفظه لحدود الله بحسب حظ العبد من حفظه لحدود الله قال احفظ الله يحفظك على حسب هذا الحظ من حفظ العبد لحدود الله سبحانه وتعالى يكون حظ حظ العبد نصيبه من حفظ الله سبحانه وتعالى له وكفايته سبحانه وتعالى له فكلما كان العبد اعظم حفظا لحدود الله كان اعظم حظا ونيلا من حفظ الله سبحانه وتعالى له وهذا الحفظ هو ايضا يتضمن معنى معية الله الخاصة ولهذا قال في في الحديث احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده امامك تجده امامك امامك اي حافظا ومسددا وهاديا ومعك معية خاصة تقتضي التسديد والحفظ والمعونة نعم قال رحمه الله تعالى الاول الظاهر الباطن قد فسرها صلى الله عليه وسلم بتفسير جامع واضح. حيث قال في دعاء الاستفتاح انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطل فليس دونك شيء فبين معنى كل اسم ونفى ما يناقضه. وهذا اعلى درجات البيان. وهنا نكتفي بهذا التفسير والبيان الذي لا يحتاج الى غيره هذه اسماء اربعة وردت في القرآن في موطن واحد مجتمعة في اه اول سورة الحديد هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وهي اسماء تدل على احاطة الله سبحانه وتعالى المخلوقات الاحاطة الزمانية والمكانية اما الزمانية ففيه هذين الاسمين الاول والاخر فهو الاول الذي ليس شيئا قبله والاخر الذي ليس شيء بعده هذه احاطة زمانية والاحاطة الاخرى احاطة مكانية الظاهر الذي ليس شيء فوقه والباطن الذي ليس شيء دونه الظاهر الذي ليس شيء فوقه لعلوه على مخلوقاته ومباينته لهم فهو علي عليهم مستو على عرشه المجيد وعرش سقف المخلوقات واعلاها والله سبحانه وتعالى فوق العرش مستو عليه استواء يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى والباطن دليل على انه مع علوه سبحانه وتعالى ومحيط بالعباد قريب منهم لا لا تخفى عليه سبحانه وتعالى من اه العباد خافية جل وعلا وهذه الاسماء الاربعة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه المأثور عن والذي يرويها بابي هريرة وهو يقال عند النوم ورد في ادعية النوم وليس في ادعية الاستفتاح استفتاح الصلاة وكان عليه الصلاة والسلام يقول اذا اذا اوى الى فراشه اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء ومليكه فالق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء اقضي عني الدين واغنني من الفقر وهذه دعوات عظيمات مباركات يستحب للمسلم ان يقولها في كل مرة يأوي الى فراشه لينام مقتديا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وفيه هذه التوسلات العظيمة بهذه الاسماء الاربعة لله الاول الاخر الظاهر الباطن واتبع عليه الصلاة والسلام توسله الى الله بهذه الاسماء الاربعة اتبع كل اسم منها ببيان معناه ومدلوله الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطن الذي ليس دونه شيء وقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاسماء الاربعة الذي الذي يذكر عقب كل اسم معناه هذا يؤكد القاعدة المعروفة عند اهل العلم ان اسماء الله ليست على من محضه لا تدل على معاني كما يقوله المبطلة. بل هي اعلام واوصاف اعلام واوصاف اسماء دالة على معاني فهي حسنى كما قال الله ولله الاسماء الحسنى كل اسم منها دال على معنى ولهذا اتبع النبي صلى الله عليه وسلم في توسله الى الله بهذه الاسماء اتبع كل اسم منها ذكر معناه وتفسيره ومدلوله قال الشيخ عبدالرحمن رحمه الله فبين معنى كل اسم ونفى ما يناقضه وهذا اعلى درجات البيان وهنا نكتفي يقول بهذا التفسير والبيان الذي لا يحتاج الى غيره لا يحتاج الى غيره نعم قال رحمه الله الواسع اي واسع الصفات والنعوت ومتعلقاتها بحيث لا لا يحصي احد ثناء عليه. بل هو كما اثنى على نفسه واسع العظمة والسلطان والملك. فجميع العوالم العلوية والسفلية الظاهرة والباطنة كلها لا قال تعالى ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم وواسع العلم والحكمة وعام القدرة ونافذ المشيئة وواسع الفضل والاحسان والرحمة. ربنا وسع بعت كل شيء رحمة وعلما ومن لطائف التعبد لله باسمه الواسع ان العبد متى علم ان الله واسع الفضل والعطاء وان فضله غير محدود بطريق معين بل ولا بطرق معينة بل اسباب فضله وابواب احسانه لا نهاية لها انه لا يعلق قلبه بالاسباب بل يعلقه بمسببها ولا يتشوش اذا انسد عنه باب منها فان يعلم ان الله واسع عليم. وان طرق فضله لا تعد ولا تحصى. وانه اذا انغلق من شيء انفتح غيره مما قد يكون خيرا واحسن للعبد عاقبة قال تعالى مشيرا الى هذه الحال التي كثير من الناس لا يوفقون لها وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته لما كانت هذه الحال وهي حال الفراق يغلب على كثير من الزوجات الحزن ويكون اكبر داع لهذا الحزن ما اتوهمه من انقطاع رزقها من هذه الجهة التي تجري عليها. فوعد الله الجميع وبشرهم بفتح ابواب بالخير لهم وانه سيعطيهم من واسع فضله وكم من عبد بهذه المثابة له سبب وجهة من الجهات التي يجري عليه الرزق من غلقت ففتح الله له بابا او ابوابا من الرزق والخير وبهذا يعرف الله ويعلم ان الامور كلها منه. وانه ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ومن سعته وفضله مضاعفة الاعمال والطاعات. الواحدة بعشر الى سبع مئة الى اضعاف كثيرة بغير عد ولا حساب ومن سعته ما احتوت عليه دار النعيم من الخيرات والمسرات والافراح واللذات المتتابعات مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وخير الدنيا والاخرة والطافهما من فضله وسعته. وجميع الاسباب والطرق المفضية الى الراحات الخيرات كلها من فضله وسعته. هذا بيان عظيم جدا وجميل لهذا الاسم العظيم من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وهو اسم الله تعالى الواسع وهذا كثر ذكره في مواطن من كتاب الله تبارك وتعالى وايضا السعة التي هي الصفة التي يدل عليها هذا الاسم تكررت في مواطن عديدة في كتاب الله سبحانه وتعالى الواسع اسم من اسماء الله الحسنى يدل على ان الله واسع الصفات واسع النعوت واسع ايضا متعلقات صفات الله تبارك وتعالى ونعوته جل في علاه. ولهذا السعة صفة السعة في اسماء الله تبارك وتعالى صفة تدل على معاني عديدة متعلقا بصفات الله الحسنى صفات الله العظيمة واسمائه الحسنى جل وعلا ولهذا السعة التي هي صفة الله لها تعلق بالرحمة لها تعلق بالرزق او الرزق لها تعلق بالمغفرة لها تعلق بالعلم لان هذه الصفات لله سبحانه وتعالى كلها صفات واسعة كلها صفات واسعة. ربنا وسعت كل شيء. رحمة وعلما فرحمته واسعة مغفرته واسعة اه فضله سبحانه وتعالى واسع مغفرته جل وعلا واسعة ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما آآ عظمته وسلطانه وملكه واسع فجميع العوالم العلوية والسفلية الظاهرة والباطنة كلها له وهذا من سعة سلطانه وملكه سبحانه وتعالى كما قال الله تعالى ولله المشرق والمغرب هذا الملك واسع لله وحده وهذا من من دلائل اسمه جل وعلا الواسع ولهذا ختم الاية بقوله ان الله واسع عليم ان الله واسع عليم قال الشيخ رحمه الله ومن لطائف التعبد لله باسمه الواسع ان العبد متى علم ان الله واسع الفضل والعطاء وان فظله غير محدود انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء وان فظله غير غير محدود بطريق معين بل ولا بطرق معينة بل باسباب فضله وابواب احسان بل اسباب فضله وابواب احسانه لا نهاية لها هذا حقيقة الكلام الذي يذكره الشيخ يعالج مشكلة سلوكية يقع فيها كثير من الناس كثير من الناس اذا تعلقت نفسه بباب معين من ابواب الرزق سعى وقتا لتحصيله واجتهد بطرق عديدة لنيله ثم انسد هذا الباب ولم يجد له فيه طريقا او مسلكا يصاب بالاحباط ويعتقد ان الطرق كلها مغلقة وانه آآ ابواب الرزق مسدودة في وجهه. وهكذا ظنون فيقع والعياذ بالله بسوء بسوء ظن بربه الواسع سبحانه وتعالى ابواب رزق الله سبحانه وتعالى واسع فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واذا انغلق على الانسان باب من ابواب الرزق. كم من ابواب الرزق مفتحة بل ما يدريك ايها العبد قد يكون هذا الباب الذي انغلق في وجهك ولم يتهيأ لك اراد الله بك خيرا الا يكون باب رزقك من هذا الطريق حفظا لك لان بعض ابواب الرزق التي يفرح بها بعض الناس قد تكون هي نفس هي نفسها باب هلاك له فاذا اغلق هذا الباب قد يكون شر صرفه الله عنك المهم ان يعتقد العبد ان ابواب الله سبحانه وتعالى وابواب البر وابواب الفضل وابواب العطاء واسعة ابواب الرزق واسعة فعليه حينئذ الا يعلق قلبه بالاسباب لا يعلق قلبه بالاسباب سواء انغلق منها سبب او اثنين او لا يعلق قلبه بها بل يعلقه بمسببها رب العالمين جل وعلا ولا يتسوس اذا انسد عنه باب منها لماذا؟ لانه يعلم ان الله واسع ان الله واسع فيسأل الله من واسع رحمته يسأل الله من واسع فضله ويبذل الاسباب الاخرى والله سبحانه وتعالى يهيئ له ولهذا من سعة آآ الرزق وسعة الفضل ما مر معنا في الاية الكريمة ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب هذا من السعة ترزقه من حيث لا يحتسب. قد يظن الانسان ان هذا هو الطريقة وان اذا ما حصل اه ياه يا يقنط وييأس حتى في باب العلم حتى في باب تحصيل العلم. احيانا بعض طلاب العلم تتعلق نفسه بجهة معينة تعليمية ويجتهد كثيرا ان يلتحق بها وان يكون من طلابها ثم يجتهد المرة والتنتين والثلاثة لا يحصل فيصاب باحباط وينقطع عن العلم وهذا خطأ من الذي قال ان العلم في هذا في هذه الجهة او تلك فقط ابواب تحصيل العلم واسعة والله هيأ للعبد وفي زماننا هذا تهيأت من الابواب الواسعة في تحصيل العلم عظيمة جدا فعلى العبد آآ يعني هذا هذا التعبد لله سبحانه وتعالى بهذا الاسم العظيم حقيقة يا اخوان يقضي على القنوط الذي يصاب به العبد لان من يؤمن بالسعى سعة فظل الله سعة علمه سعة رحمته سعة مغفرته الى اخر ذلك هذا يقضي على القنوط حتى في باب التوبة بعض الناس تكثر ذنوبه وخطاياه ومعاصيه ثم اذا حدثته نفسه بالتوبة او حثه احد عليها اصابه يأس لما يراه من كثرة ذنوبه و عظمها فيقنط وييأس ويتوقف عن التوبة وسلوك سبيلها لكن لو لم ينظر الى هذا ونظر الى سعة مغفرة الله وسعت رحمته وان الواسع الرحمة سبحانه وتعالى لا يتعاظمه ذنب ان يغفره قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا هذا من السعة الواسع ان الله يغفر الذنوب جميعا مهما عظمت الذنوب وكثرت فرحمة الله ماذا نعم اوسع رحمة الله سبحانه وتعالى اوسع لا يتعاظمه ذنب مهما كان الذنب ومهما عظم الجرم ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم في باب التعبد والتقرب لله سبحانه وتعالى من السعة التي يدل عليها اسم الله سبحانه وتعالى الواسع سعة الثواب والاجر والمضاعفة الصوم لي وانا اجزي به. اذا قرأت هذا الحديث الصوم لي وانا اجزي به. تذكر اسم الله الواسع اذا قرأت مثلا قول آآ قول الله سبحانه وتعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله. تذكر انه واسع سبحانه وتعالى والعطية على قدر نعم المعطي اذا كان المعطي واسع سبحانه وتعالى. فالعطية تكون واسعة والفضل واسع. والمضاعفة واسعة انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب هذا من السعة هذا من السعادة بغير حساب مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة. انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله لمن يشاء والله واسع هذا من السعة ولهذا باب السعة الذي هو صفة الله سبحانه وتعالى باب عظيم جدا وباب واسع سعة في الرحمة سعة في المغفرة سعة في العلم سعة في الفضل يغني الله كلا من سعته ففظل الله واسع رحمته واسع علمه واسع ولهذا ايضا من التعبد عندما يتذكر العبد هذه السعة ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما علم الله وسع كل شيء هذا يقتضي ان العبد يتقي الله ويراقب الله في اعماله لان الله ان علم الله واسع محيط بكل شيء لا تخفى عليه سبحانه وتعالى من العباد خافية يقول رحمه الله كثير من الناس لا يوفقون لها يعني لما ذكر المعنى المتقدم وان طرق الفضل واسعة وعديدة ومتنوعة وان اذا انغلق باب اه فالابواب الخير كثيرة يقول كثير من الناس لا لا يوفقون لها لا يعني لا ينتبه لهذا المعنى ثم اورد الاية وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته. يعني انتبه لقضية موجودة موجودة وكثيرا ما تقع الان عندما تحصل حالة طلاق امرأة في كنف زوج وفي بيته مهيأ لها امورها المسكن والمطعم والمشرب الى اخره ولها اولاد ثم يحصل فرقة لسبب او لاخر ثم تنقطع عنها تنقطع عنها هذه الاشياء كثير من الناس النساء تصاب باحباط في هذا الموضع لكن لو تركت هذه التعلقات بالاسباب وعلقت قلبها بالواسع جل في علاه. ولا جاءت اليه ماذا قال الله قال يغني الله كلا من سعته فهي لا تلتفت الى هذا السبب المعين الذي انقطع فتحبط تركبها الهموم والغموم والاحزان بل عليها ان تنظر الى فضل الواسع سبحانه وتعالى وتسأل الله سبحانه وتعالى واسع واسع فضله وقد يكون هذا الباب الذي اغلق دونها يهيئ الله لها من ابواب ابوابه الواسعة وفضله العظيم ما هو اعظم لها وافضل من ذلك قد يكون الانسان مثلا في عمل معين ويرى ان ان رزقه في هذا العمل ثم يفاجأ انه يوم اقصي من هذا العمل فيصاب باحباط لا لا ينظر الى هذا الباب ينظر الى ماذا الى الواسع سبحانه وتعالى يغني الله كلا من من سعته فهذا هذا الاسم العظيم يحتاج فعلا الناس ان يتأملوا فيه وان يحسنوا التعبد الى آآ الله بهذا الاسم وجهل الناس باسماء الله وصفاته هو الذي يحدث خلل كبير في السلوكيات في الاخلاق في التعامل الى غير ذلك قال ومن سعة فضله مضاعفة الاعمال. اشير اليه. ومن سعة اه ومن سعة اه سعته سبحانه ما احتوت عليه دار النعيم من الخيرات هذا حديث عظيم جدا عن السعة لما يتأمل الانسان في النصوص والحديث عن الجنة وسعتها ونعيمها وفضل الله سبحانه وتعالى الواسع ما لا عين رأت ولا اذن سمعت هذا كله من الشواهد على اه السعة التي يدل عليها اسم الله تبارك وتعالى الواسع رزقنا الله اجمعين من واسع فضله. نعم قال رحمه الله تعالى النور الهادي الرشيد النور من اوصافه تعالى على نوعين نور حسي وهو ما اتصف به من النور العظيم الذي لو كشف الحجاب عن وجهه لاحرقت سبحات وجهه ونور جلاله انتهى اليه بصره من خلقه وهذا النور لا يمكن التعبير عنه الا بمثل هذه العبارة النبوية المؤدية للمعنى العظيم وانه لا لا تطيق المخلوقات كلها الثبوت لنور وجهه لو تبدى لها ولولا ان اهل دار القرار يعطيهم الرب حياة كاملة ويعينهم على ذلك لما تمكنوا من رؤية الرب العظيم وجميع الانوار في السماوات العلوية كلها من نوره. بل نور جنات النعيم التي عرضها السماوات الارض وسعتها لا يعلمها الا الله من نوره. فنور العرش والكرسي والجنات من نوره فضلا عن نور الشمس والقمر والكواكب والثاني والنوع الثاني نوره المعنوي وهو النور الذي نور قلوب انبيائه واصفيائه واوليائه وملائكته من انوار معرفته وانوار محبته فان لمعرفته في قلوب اوليائه المؤمنين انوارا بحسب ما عرفوه من نعوت جلاله وما اعتقدوه من صفات جماله فكل وصف من اوصافه له تأثير في قلوبهم فان معرفة المولى اعظم المعارف كلها. والعلم به اجل العلوم. والعلم النافع كله انوار في القلوب فكيف بهذا العلم الذي هو افضل العلوم واجلها واصلها واساسها فكيف اذا انضم الى هذا نور محبته والانابة اليه؟ فهنالك تمتلئ اقطار القلب وجهاته من الانوار وظنون اللذات المتشابهة في الحسن والنعيم فمعاني العظمة والكبرياء والجلال والمجد تملأ قلوبهم من انوار الهيبة والتعظيم والاجلال والتكبير ومعاني الجمال والبر والاكرام تملؤها من انوار المحبة والود والشوق ومعاني الرحمة والرأفة والجود واللطف تملأ قلوبهم من انوار الحب النامي على الاحسان. وانوار الشكر وانوار الشكر والحمد بانواعه والثناء ومن معاني الالوهية تملؤها من انوار التعبد ومعاني ومعاني الالوهية تملؤها من انوار التعبد وضياء التقرب وثناء التحبب واصرار التودد وحرية التعلق التام بالله رغبة رهبة وطلبا وانابة وانصراف القلب عن تعلقه بالاغيار كلها اهدنا الصراط المستقيم لقبلها. قال ومعاني العلم والاحاطة والشهادة والقرب الخاص تملأ قلوبهم من انوار رقبته وتوصلهم الى مقام الاحسان الذي هو اعلى المقامات كلها ان تعبد الله كانك تراه ان لم تكن تراه فانه يراك فكل معنى ونعت من نعوت الرب يكفي في امتلاء القلب من نوره. فكيف اذا تنوعت وتواردت على القلوب الطاهرة الزكية الذكية. وهنا يصدق على هذه القلوب القدسية انطباق هذا المثل عليها وهو قوله مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. نور على نور. يهدي الله نوره من يشاء وهذا النور المضروب هو نور الايمان بالله وبصفاته واياته مثله في قلوب المؤمنين مثل هذا النور الذي جمع جميع الاوصاف التي فيها زيادة النور وهو اعظم مثل يعرفه العباد. وقد دعا صلى الله عليه وسلم لحصول هذا النور فقال الله اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا. اللهم اجعلني نورا ومتى امتلأ القلب من هذا النور فاض على الوجه فاستنار الوجه وانقادت الجوارح بالطاعة راغبة وهذا النور الذي يكون في القلب هو الذي يمنع العبد من ارتكاب الفواحش. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ولا يشرب الخمر حين يشربها اوهو مؤمن فاخبر ان وقوع هذه الكبائر لا يكون ولا يقع مع وجود الايمان ونوره. نعم. لعل الكلام على هذا الاسم او هذه الاسماء يكون في لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما يبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير