بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى النور الهادي الرشيد النور من اوصافه تعالى على نوعين نور حسي وهو ما اتصف به من النور العظيم الذي لو كشف الحجاب عن وجهه لاحرقت سبحات وجهه ونور جلاله ما انتهى اليه بصره من خلقه وهذا النور لا يمكن التعبير عنه الا بمثل هذه العبارة النبوية المؤدية للمعنى العظيم وانه لا تطيق المخلوقات كلها الثبوت لنور وجهه. لو تبدى لها ولولا ان اهل اهل دار القرار يعطيهم الرب حياة كاملة ويعينهم على ذلك لما تمكنوا من رؤية الرب العظيم وجميع الانوار في السماوات العلوية كلها من نوره بل نور جنات النعيم التي عرضها السماوات والارض وسعتها لا يعلمها الا الله من نوره فنور العرش والكرسي والجنات من نوره فضلا عن نور الشمس والقمر والكواكب. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد ذكر المصنف رحمه الله تعالى آآ هذه الاسماء الثلاثة النور الهادي الرشيد وتكلم عن كل واحد منها واما النور والهادي فهما اسمان ثابتان لله سبحانه وتعالى واما الرشيد فليس هناك ما يدل على ثبوته اسما لله جل وعلا ولكنه داخل في باب الاخبار لان الرشاد بيد الله سبحانه وتعالى وهو الهادي وحده الى سبيل الرشاد ولقد اتينا ابراهيم رشدا وانا لا ندري شر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا فالرشاد بيد الله سبحانه وتعالى وهو الهادي جل وعلا الى سبيل الرشاد فيخبر عنه بالرشيد لكن عده في الاسماء الحسنى يتوقف الى يتوقف على وجود دليل يدل على ذلك النور اسم من اسماء الله تبارك وتعالى صفاته سبحانه وتعالى كلها نور. النور اسما النور اسم لله ووصف له جل وعلا فصفاته سبحانه وتعالى كلها نور وكما قرر رحمة الله عليه النور آآ من اوصافه تعالى على نوعين نور حسي وهو ما اتصف به سبحانه وتعالى من النور العظيم ما اتصف به سبحانه وتعالى من النور العظيم وهذا امر لا يقادر قدره ولا يمكن ان يبلغ معرفة كنهه ويكفي كما ذكر المصنف دلالة على عظم شأن هذا النور الذي اه هو صفة الله سبحانه وتعالى قول النبي عليه الصلاة والسلام حجابه النور حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه وسبحات الوجه اي بهاء الوجه ونوره وضياؤه قال لاحرقت سبحات وجهي ما انتهى اليه بصره من خلقه هذا الحديث يفيد ان الله سبحانه وتعالى نور قال لاحرقت سبحات الوجه سبحات الوجه نور الوجه وحجابه النور وحجابه النور وهذا فيه اثبات الحجاب عليكم السلام وحجابه النور حجابه النور هذا كما جاء في الحديث الذي آآ في صحيح مسلم الحديث الذي في صحيح مسلم قال صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله سبحانه وتعالى هل تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة؟ الم تنجنا من النار؟ قال في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى وجه الكريم سبحانه وتعالى فهذه الاحاديث فيها اثبات الحجاب والحجاب نور كله الحجاب نور كله فالرب جل في علاه سبحانه وتعالى نور وحجابه النور قال قال في الحديث المتقدم لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه قال الشيخ سبحات لاحرقت سبحات وجهي ونور جلاله من تاء اليه بصره من خنقه وهذا النور لا يمكن التعبير عنه الا بمثل هذه العبارة النبوية لم يثني هذه العبارة النبوية المؤدية للمعنى العظيم يعني هو معنى عظيم لا يقادر قدره ولا يمكن ان يبلغ كنه لكن يكفي اشارة الى عظمة هذا النور هذا الحديث العظيم الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام حجابه الا النور لو احرقت سبحات وجاء على ان لو كشفه لاحرقت سبحات وجهي ما انتهى اليه بصره من خلقه وجاءت هذه جاءت هذه الكلمة في صفة الرب سبحانه وتعالى في اه حديثا عظيم فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام اه اه قال لاصحابه يوما اني محدثكم بخمس كلمات فذكر خمس كلمات عظيمة كلها في باب معرفة الله كلها في باب معرفة الله بدأها بقوله ان الله لا ينام ولا ينبغي له اه ان ينام يخفض القسط ويرفعه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حجابه النور الى اخره فهذه الكلمات العظيمة كلها في معرفة الرب كلها في معرفة الرب وبيان عظمته. حتى ان حتى ان بعض اهل العلم قال في شأن هذا الحديث لعظم ما اشتمل عليه من صفات الرب وكون وكون اخلص في بيان صفات الرب وعظمة الله سبحانه وتعالى قال بعض اهل العلم هذا يعني الحديث يصلح ان يوصف بانه سيد الاحاديث كما ان اية الكرسي سيد آآ اهل القرآن لكونها اشتملت على التوحيد وبراهين التوحيد التعريف بالرب وعظمة الرب سبحانه وتعالى وذكر اسمائه وصفاته وعظمته جل في علاه قال وانه وانه لا تطيق المخلوقات كلها الثبوت لنور وجهه. لو تبدى لها قد يقول قائل اذا فكيف الشأن يوم القيامة اذا كان الامر كما جاء في هذا الحديث حجابه النور لو كشف لاحرقت سبحات وجهه قد دل الحديث الذي اشرت اليه قريبا وفي صحيح مسلم حديث تميم آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله اتريدون شيئا ازيدكم؟ قال في اخره في كشف الحجاب فما اعطوه شيئا احب اليهم من النظر الى الله فاذا كان اذا كشف الحجاب احرقت سبحات وجهه فكيف الشأن اذا يوم القيامة كيف الشأن يوم القيامة كيف تتمكن ابصار الناس ان تنظر الى جمال الرب وجلاله وعظمته قال الشيخ رحمه الله لولا ان اهل دار القرار يعطيهم الرب حياة كاملة ويعينهم على ذلك لما تمكنوا من رؤية الرب العظيم ولهذا الاجسام وقوتها وما يعطيها الله سبحانه وتعالى من القدرة والابصار وقوتها وما يعطيه الله من القدرة في جنات النعيم امر يختلف عن هذا الذي في الدنيا امر يختلف عن هذا الذي في الدنيا نسأل الله الكريم ان يرزقنا اجمعين من واسع فضله وان يرزقنا اجمعين لذة النظر الى وجهه الكريم والشوق الى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة قال ويعينهم على ذلك لما تمكنوا يعني لولا اعانة الله لما تمكنوا من رؤية الرب العظيم نعم قال رحمه الله تعالى والنوع الثاني نوره المعنوي وهو النور الذي نور قلوب انبيائه واصفيائه واوليائه وملائكته من انوار معرفته وانوار محبته فان لمعرفته في قلوب اوليائه المؤمنين انوارا بحسب ما عرفوه من نعوت جلاله وما اعتقدوه من صفات جماله فكل وصف من اوصافه له تأثير في قلوبهم فان معرفة المولى اعظم المعارف كلها والعلم به اجل العلوم. والعلم النافع كله ادوار في القلوب. فكيف بهذا العلم الذي هو افضل العلوم واجلها واصلها واساسها. هذا النوع الثاني النور المعنوي وهو النور الذي نور قلوب انبيائه واصفيائه نور الايمان ونور الوحي ونور المعرفة بالله ولعظمته كماله وجلاله وجماله سبحانه وتعالى هذا النور العظيم كما قال الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولا لكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فهذا النور الذي يملأ قلوب انبيائه واصفيائه واوليائه وملائكته من انوار المعرفة بالله والمحبة والتعظيم لله والاجلال له سبحانه وتعالى والعلم باسمائه وصفاته وعظمته ووجلاله وذكر الشيخ هنا فائدة لما ذكر المعرفة بالله ما اعتقدوه من صفات جماله قال فكل وصف من اوصافه له تأثير في قلوبهم كل وصف من اوصافه له تأثير في قلوبهم وهذا عائد الى عظم معرفة بالله ومعرفتهم بصفاته سبحانه وتعالى. فكل وصف لله له تأثير في قلوبهم فان معرفة المولى اعظم المعارف كلها والعلم به اجل العلوم والعلم النافع كله انوار في في القلوب كله انوار في القلوب. فالعلم اي بشرع الله باسمائه بصفاته جل وعلا. هذا نور نور كله فكيف بهذا العلم الذي هو افظل العلوم. يقول الشيخ اذا كان العلم الشرعي نور كله فكيف العلم بالله واسمائه وصفاته؟ لا شك ان هذا اشرف واعظم لان شرف العلم من شرف المعلوم وليس هناك اشرف من العلم بالله واسماء الله وصفاته وعظمته وجلاله وكماله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله فكيف اذا انضم الى هذا نور محبته والانابة اليه فهنالك تمتلئ اقطار القلب وجهاته من الانوار المتنوعة وفنون اللذات المتشابهة في الحسن والنعيم فمعاني العظمة والكبرياء والجلال والمجد تملأ قلوبهم من انوار الهيبة والتعظيم والاجلال والتكبير ومعاني الجمال والبر والاكرام تملؤها من انوار المحبة والود والشوق ومعاني الرحمة والرأفة والجود واللطف تملأ قلوبهم من انوار الحب النامي على الاحسان وانوار الشكر والحمد انوار الشكر والحمد وانوار الشكر والحمد بانواعه والثناء ومعاني الالوهية تملؤها من انوار التعبد وضياء التقرب وسناء التحبب واصرار التودد التعلق التام بالله رغبة ورهبة وطلبا وانابة وانصراف القلب عن تعلقه بالاغيار بها ومعاني العلم والاحاطة والشهادة والقرب الخاص تملأ قلوبهم من انوار من انوار مراقبته وتوصلهم الى مقام الاحسان الذي هو اعلى المقامات كلها. ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. هذا الذي ذكر رحمه الله تعالى هو بمثابة الشرح عبارة تقدمت عنده وهي قوله رحمه الله فكل وصف من اوصافه له تأثير في قلوبهم كل وصف من اوصافه سبحانه وتعالى له تأثير في قلوبهم فكانه قيل امثلة على ذلك فذكر رحمه الله امثلة عظيمة جدا لبيان هذه الجملة قال فمعاني العظمة والكبرياء والجلال والمجز تملأ قلوبهم من انوار الهيبة والتعظيم والاجلال والتكبير لله فاذا احضروا في قلوبهم اسماء العظمة والجلال اه والكبرياء والمجد هذه تملأ قلوبهم هيبة لله وتعظيم لله وخوف من الله معاني الجمال والبر والاكرام والاحسان واللطف والرأفة ونحوها هذه تملأ قلوبا من انوار المحبة والود والشوق ومعاني الرحمة والرأفة والجود واللطف تملأ قلوبا من انوار الحب النامي على الاحسان اي الزائد وانوار الشكر والحمد بانواع آآ الثناء ومعاني الالوهية التي هي صفات جلاله وكماله التي استحق بها ان يؤله وان يعبد وان يخظع له ويذل تملأ تملؤها من انوار التعبد وظياء التقرب وسناء التحبب فالحاصل ان اسماء الله الحسنى والعلم بها لها اثارها في قلوب اهل الايمان ولهذا والمسلم يقرأ اسماء الله وصفاته في القرآن يجد من الاسماء ما يحرك فيه الشوق والحب الى الله سبحانه وتعالى ومن الاسماء ما يحرك في قلبه الافتقار والذل لله جل وعلا ويجد من الاسماء ما يحرك في قلبه الخوف من الله والهيبة والتعظيم لله جل وعلا ولهذا لا يزال قلب المؤمن مع اشتغاله بهذه المعرفة بالله واسمائه وصفاته سبحانه وتعالى تتنوع عليه هذه الانوار الانوار التي هي ثمرة المعرفة بالله سبحانه وتعالى وباسمائه وصفاته جل وعلا نعم قال رحمه الله فكل معنى فكل معنى ونعت من نعوت الرب يكفي في امتلاء القلب من نوره فكيف اذا تنوعت وتواردت على القلوب الطاهرة الذكية الذكية وهنا يصدق على هذه القلوب القدسية انطباق هذا المثل عليها وهو قوله مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة. الزجاجة كانها كوكب دري توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء وهذا النور المضروب هو نور الايمان بالله وبصفاته واياته مثله في قلوب المؤمنين مثل هذا النور الذي جمع جميع الاوصاف التي فيها زيادة النور وهو اعظم مثل يعرفه العباد وقد دعا صلى الله عليه وسلم لحصول هذا النور فقال اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا وعن يميني نورا وعن ايماني نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا. اللهم اجعلني نورا نعم هنا يعني لما ضرب الامثلة رحمه الله على سبيل الاشارة قال فكل معنى ونعتم من نعوت الرب يكفي في امتلاء القلب من نوره امتلاء القلب من نوره فكيف اذا تنوعت وتواردت عن القلوب الطاهرة الذكية الذكية فانت تنوعت المعرفة باسماء الله سبحانه وتعالى وما يترتب على كل كل اسم من اثر في قلب العبد المؤمن فهنا يعني ينطبق على هذا القلب المثل الذي في هذه الاية الكريمة المثل العظيم الذي هو مضروب كما قال الشيخ لبيان نور الايمان بالله وبصفاته واياته ومثل ومثل هذا الايمان في قلوب المؤمنين ثم ذكر هذا الدعاء الذي كان يدعو به نبينا عليه الصلاة والسلام في خروجه آآ الصلاة اما الفجر او عموم الصلوات كان يقول اللهم اجعل في قلبي نورا اللهم اجعل في قلبي نورا الى اخره اجعل في قلبي نورا اعظم ما يكون يتناوله هذا الدعاء العظيم نور المعرفة بصفات الله نور المعرفة باسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته فان هذه اعظم الانوار اعظم الانوار واجلها وهو التي وهي التي يتحدث عنها رحمه الله تعالى في هذا النوع الذي هو ان النور المعنوي نعم ومتى امتلأ القلب من هذا النور فاض على الوجه فاستنار الوجه وانقادت الجوارح بالطاعة راغبة وهذا النور الذي يكون في القلب هو الذي يمنع العبد من ارتكاب الفواحش. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن من فاخبر ان وقوع هذه الكبائر لا يكون ولا يقع مع وجود الايمان ونوره. هنا يعني يذكر الشيخ فائدة عظيمة جدا للغاية وهي اثر وثمرة امتلاء القلب بهذا النور نور المعرفة بالله نور المعرفة بالله وباسمائه و صفاته سبحانه وتعالى وما يترتب على كل اه اسم من اثره في القلب يذكر هنا الشيخ ان القلب اذا امتلأ بهذا النور اثمر ثمرتين اثمر ثمرتين الاولى تتعلق بفعل الاوامر تتعلق بفعل الاوامر فان هذا النور نور المعرفة بالله و اذا اذا اذا ملئ ملئ وعمر به القلب يثمر انقياد الجوارح بالطاعة لله راغبة مقادة خاظعة متذللة لله سبحانه وتعالى الثمرة الثانية تتعلق بالمعاصي اذا عمر هذا القلب بهذا النور فان هذا النور باذن الله سبحانه وتعالى يحجزه عن المعاصي وحجز هذا النور له عن المعاصي بحسب قوته في قلب المؤمن فكلما كان قوي كلما كان هذا النور قويا في قلب المؤمن كان اعظم حجزا للمؤمن عن المعاصي واستدل لهذا بالحديث قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. اذا متى يزني لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن اذا متى يكون منها هذه الفاحشة والعياذ بالله مع امتلاء قلبه بالايمان بنور الايمان؟ لا. ابدا. ما يمكن هذا معنى قوله لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن اذا اذا وقع هذا الزنا او هذه الفاحشة والعياذ بالله هذا دليل على ان الايمان ونور الايمان وظياء الايمان في قلبه ليس بذاك التمكن وتلك القوة لانه لو كان القلب عامرا بالايمان ونور الايمان لا يمكن ان يقع هذا معنى قوله لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن يعني اذا كان القلب عامرا ممتلئا بنور الايمان لا يمكن ان يزني لا يمكن ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه هذا النور النور هذا حاجز وعاصم باذن الله سبحانه وتعالى وواقي مهما كانت الفتنة والداعي قوة ومهما كانت المغريات ما يمكن ان يقع في هذا الامر واعظم عبرة في في ذلك قصة يوسف عليه السلام حتى العلماء ذكروا ان يوسف عليه السلام اجتمعت عليه في ذلك الموقف مغريات كثيرة جدا كثيرة جدا المرأة اوتيت جمالا عظيما وهي امرأة العزيز لها مكانة ولها شأن تهيأت له هيئت لك تهيأت وتجملت وتزينت وتعطرت غلقت الابواب اغلقت الابواب امرأة في تمام الحسن والجمال وتهيأت تهيؤا كاملا له وذات منصب وذات مكانة امرأة العزيز واغلقت الابواب ثم يوسف شاب في ريعان الشباب واوتي شطر الحسن وفي بلد غريب ليس بلد اهله في بلد غربة ثم زد على ذلك لما امتنع هددته واشتدت عليه وقدت قميصه من دبر ثم لم يتوقف الامر عند هذا لما علم النسوة بشغف قلبها به وتعلق قلبها به واخذنا يتحدثنا بهذا الامر وجمعت النسوة فاصبح الطمع في يوسف ليس منها وحدها بل حتى من النسوة اجتمعت عليهم مغريات وهو شاب ومع هذه المغريات كلها قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه. السجن احب الي مما يدعونني لي والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجنة فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم. ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات. ليسجننه حتى حين. وبكت سنوات سنوات في السجن لا لشيء الا لامتناعه من هذا الامر فالحاصل ان نور الايمان اذا تمكن في القلب لا يمكن ان يقع الانسان في هذا. لا يمكن اصلا لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن. هذه الفواحش وهذه العظائم ما يمكن ان تقع والقلب ممتلئ بنور الايمان اذا من فوائد هذا الحديث العظيمة ان القلب اذا ملئ بنور الايمان كان ماذا نعم كان واقيا كان عصمة للانسان نجاة له من هذه آآ الامور مهما كانت المغريات والدوافع للوقوع فيها نعم قال رحمه الله والهادي الرشيد من اسمائه الحسنى هما بمعنى النور بهذا المعنى فالله يهدي ويرشد عباده الى مصالح دينهم ودنياهم ويعلمهم ما لا يعلمون ويهديهم هداية التوفيق والتسديد ويلهمهم التقوى ويجعل قلوبهم منيبة اليه. منقادة لامره. قال والهادي الرشيد من اسمائه الحسنى هو بمعنى النور بهذا المعنى اي المعنى الثاني بهذا المعنى اي المعنى الثاني لانه ذكر معنيين للنور فالمعنى الثاني آآ الذي هو النور المعنوي الهادي والرشيد من اسمائه الحسنى هما بمعنى النور بهذا المعنى اي المعنى الثاني وعرفنا ان الرشيد هو ليس من الاسماء الحسنى وانما يدخل في باب اه الاخبار عن الله سبحانه وتعالى. وقد جاء هذا الاسم في السرد لا للاسماء لكنه ايضا لا لا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعتمد على ما فيه من سرد نعم الله خلق المخلوقات فهداها الهداية العامة لمصالحها وجعلها مهيئة لما خلقت له وهدى هداية البيان. فانزل الكتب وارسل الرسل وشرع الشرائع والاحكام. والحلال والحرام وبين اصول دين وفروعه وعلوم الظاهر والباطن وعلوم الاولين والاخرين. وهدى وبين الصراط المستقيم الموصل الى وثوابه ووضح الطرق الاخرى ليحذرها العباد وهدى عباده المؤمنين هداية التوفيق للايمان والطاعة وهداهم الى منازلهم في الجنة كما هداهم في الدنيا الى سلوك اسبابها وطرقها ولهذا يقول اهل الجنة حين تتم عليهم نعمة الهداية الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا اهتدي لولا ان هدانا الله وقال تعالى من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فاولئك هم الخاسرون. هنا يذكر الشيخ رحمه الله ان اسم الله الهادي يدل على انواع من الهداية كلها من المعاني التي يدل عليها هذا الاسم من ذلكم الهداية العامة لكل المخلوقات الهداية العامة لكل المخلوقات. سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسووا الذي قدر فهدى والذي قدر فهدى هذه الهداية هداية لكل المخلوقات وهي هدايتها لمصالحها في في معاشها في في ارزاقها في طعامها عندما آآ عندما يولد الصغير منا بني ادم او من البهائم ما الذي يجعله وهو للتو يخرج من الحياة يرفع رأسه؟ يبحث عن ثدي امه لولا هداية الله لولا هداية الله سبحانه وتعالى الطائر يضع يصنع عشا ويبيظ فيه ثم يطير مسافات بعيدة ثم يأتي ويهتدي الى مكان صغير يحمل له الطعام هذا من هدايات الله ولهذا لما ينظر الانسان في آآ عالم عالم البهائم وعالم الحيوانات وعالم الطير وهذه المخلوقات العجيبة يجد انواع من الهدايات على عظمة الهادي سبحانه وتعالى عظمة الهادي جل وعلا لو يتفكر الانسان في النحل وهداياتها يجد امرا عجبا لو ينظر الانسان في النمل وهداياتها النملة تخرج من جحرها تبحث عن طعاما ثم تذهب مسافة طويلة ارتفاع وانخفاض وتعرجات فاذا ظفرت اه لقمة اخذتها وسلكت نفس الطريقة التي شاءت منه سلكت نفس الطريق الذي جاءت منه الى ان تصل في ثم تأخذ الحب الكامل من البذور وتدخله في في جحرها اذا نزلت الامطار ووقف المطر تخرج هذا الحب الخارج لئلا ينبت ان لو بقي في الداخل نبت وفسد عليها كل الاشياء الذي جمعت فتخرجه حتى يجف في الخارج ثم تعيده. هذه النملة هذا كله هدايات الرب العظيم ويقرأ في هذا مفتاح دار السعادة. عقد فيه فصول عجيبة جدا عجيبة للغاية يذكر فيها هذه الهدايات للحيوانات وللطير وللنمل وللنحل وذكر شيئا عجبا يجعل القارئ يسبح الرب العظيم والهادي الجليل سبحانه وتعالى وهناك هداية خاصة هداية خاصة وهي داية الله قلوب آآ عباده الى طاعته وشرح صدورهم للايمان به وهي هداية التوفيق وهذي خاصة بمن يمن الله سبحانه وتعالى آآ عليه بهذه الهداية ويشرح صدره اه الدخول في الدين العلو في درجاته وهناك نوع اخر من الهداية وهي هداية الدلالة والارشاد هداية الدلالة والارشاد واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. الهداية هنا ليست هداية التوفيق لان لو كانت هداية التوفيق لما لما استحبوا العمى على الهدى وانما هي هداية الدلالة والارشاد اي ارشدهم دلهم على طريق الحق لكنهم استحبوا العمى على الهدى لم يقبلوا هدى الله سبحانه وتعالى وهناك هداية عظيمة جدا وهي ثمرة هداية المؤمنين للطاعة طاعة الله وهي هدايتهم الى الجنة. ومنازلهم فيها. ولهذا اذا دخلوا الجنة؟ قالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله نعم قال رحمه الله والهداية المطلقة التامة هي الهداية التي يسألها المؤمنون ربهم في قوله اهدنا الصراط اعطى المستقيم اي اهدنا اليه واهدنا فيه وفي قول الداعي اللهم اهدنا فيمن هديت. هنا يعني اه الشيخ رحمه الله لما ذكر الهداية اكد على كالعناية بهذا الدعاء الدعاء العظيم الذي يتناول آآ الهداية المطلقة التامة هذا الدعاء يتناول الهداية المطلقة التامة اهدنا الصراط المستقيم ولهذا قال اهل العلم ينبغي ان ينبه العوام على ان هذا دعاء اهدنا الصراط المستقيم. لان كثير من العوام يقرأ الفاتحة في عمره مرات ولا يستحضر ان هذا دعاء يدعو الله به بل هذا اعظم الدعاء واجله وليس في الدعوات دعوة فرض الله على العباد ان يدعو بها فرضا متعينا في اليوم مرات كثيرة الا هذه الدعوة فان الله افترض على العباد ان يدعو بهذه الدعوة سبع عشرة مرة بعدد الركعات المكتوبة ولا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب والهداية في قوله اهدنا الصراط المستقيم تتنوع تتناول نوعين من الهداية تسأل الله ان يهديك اياها وهي الهداية الى الصراط والهداية في الصراط اهدنا الصراط المستقيم هذا يتناول الهداية الى الصراط والهداية في الصراط لان الهداية الى الصراط شيء والهداية فيه شيء وهذا نعرفه نحن في الطرق التي نسلكها الطرق الدنيوية اين الطريق الى مكة هذا شيء ان يعرف الطريق الى الى مكة فاذا عرفه احتاج الى معرفة اخرى وهي هداية في الطريق نفسه ان يكون على علم به فالحاصل ان الهداية الى الصراط المستقيم شيء ان يعرف الصراط وان يسلكه وان يسير فيه وان يهدى في الصراط وهذا يتناول المعرفة بالتفاصيل التي تتعلق بهذا الصراط التي اه يحتاج ان يعرفها السالك السائر في هذا الصراط وان يعرف ايضا الا الاشياء التي تخرجه عن الصراط وتبعده عنه حتى يكون منها على حذر. هذا كله من الهداية في الصراط نعم قوله وفي قول الداعي اللهم اهدنا فيمن هديت اي ان سبيل المهديين هذا سبيل مبارك وفق الله سبحانه وتعالى اليه من اصطفاهم من خلقه واعظمهم شأن الانبياء انبياء الله صفوة خلق الله فعندما يدعو الداعي بهذه الدعوة اللهم اهدنا فيمن هديت يسأل الله عز وجل ان يلحقه في هذا الركب المبارك والرفقة العظيمة نعم قال وللرشيد معنى اخر بمعنى الحكيم فهو الرشيد في اقواله وافعاله وهو على صراط مستقيم فيما يشرعه لعباده من الشرائع التي هي رشد وحكمة وفيما يخلقه من المخلوقات ويقدره من الكائنات الجميع رشد وحكمة لا عبث فيها ولا لها عبث فيها ولا شيء يخالف مخالف للحكمة. قال وللرشيد معنى اخر اي معنى الحكيم الرشيد اي الحكيم اعماله كلها رشد وحكمة. اعماله كلها رشد وحكمة. نعم قال رحمه الله تعالى الولي ولايته تعالى وتوليه لعباده نوعان ولاية عامة وهو تصريفه وتدبيره لجميع الكائنات وتقديره على العباد ما يريده من خير وشر ونفع وضر واثبات معاني الملك كزها لله تعالى والنوع الثاني في الولاية والتولي الخاص وهذا اكثر ما يرد في الكتاب والسنة والنوع الثاني في الولاية والتولي الخاص وهذا اكثر ما يرد في الكتاب والسنة. لقوله الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور وان تولوا فاعلموا ان الله مولاكم ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم. قال الشيخ الولي هذا اسم من اسماء الله وكذلك المولى الولي والمولى كلاهما من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وكلا الاسمين قد ورد في القرآن وايضا في سنة النبي عليه الصلاة والسلام وفي الدعاء العظيم وفي صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام اللهم اتي نفسي تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها انت وليها ومولاها فهذان الاسمان يدلان على الولاية والتولي ولاية التي يدل عليه يدل عليها اسمه الولي وتوليه الذي يدل عليه اسمه المولى نوعان ولاية عامة ولاية عامة وهو تصريفه وتدبيره لجميع الكائنات فالله عز وجل تولى هذا الكون ولاية عامة تدبيرا وتصريفا عطاء ومنعا وخفضا ورفعا الامر امره والخلق خلقه سبحانه وتعالى وهذه كلها معاني الملك كلها من معاني الملك قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء فهذا نوع الثاني الولاية هو التولي الخاص الولاية والتولي الخاص وهو خاص باولياء الله واصفيائه وعباده اه المتقين يتولاهم سبحانه وتعالى حفظا لهم وتسديدا ومعونة ودفاعا عنهم ونصرة قال وهذا اكثر ما يرد في الكتاب والسنة كقوله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور يخرجهم من الظلمات الى النور هذا من ولايته الخاصة لهم انه سبحانه وتعالى يخرجهم من الظلمات النور ظلمات الجهل الى نور العلم ظلمات المعاصي الى نور الطاعة الى غير ذلك من انواع الظلمات يخرجهم الله سبحانه وتعالى منها وهذا من توليه جل وعلا لهم وان تولوا فاعلموا ان ان الله مولاكم وان تولوا فاعلموا ان الله مولاكم ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم. وهذه الاية فيها والتي قبلها فيها ولاية الله سبحانه وتعالى لعباده ولاة الله سبحانه وتعالى لعباده بالنصر يعني الاولى فيها ولايته لهم باخراج باخراجهم من الظلمات الى النور وهذه وان تولوا فاعلموا ان الله مولاكم آآ بعدها فنعم المولى ونعم النصير ثم قال ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم. هذا في مقام النصر فهذه ولاية الله بنصره لاولياءه وتأييده لهم ودفاعه سبحانه وتعالى عنهم فاذا هذه الولاية لها مقتضيات منها المقتضى الذي مر معنا في الدعاء اللهم اتي نفسي تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها فمن الولاية ولاية الله لعبده المؤمن ان يزكي قلبه فاذا زكى الله سبحانه وتعالى قلب العبد فهذا من ولاية الله وتوليه للعبد باصلاح قلبه وتطهيره وتزكيته نعم قالوا وهذا التولي الخاص يقتضي عنايته ولطفه بعباده المؤمنين وان الله يربيهم تربية خاصة يصلحون بها للقرب منه ومجاورته في جنات النعيم فيوفقهم للايمان به وبرسله ثم يغذي هذا الايمان في قلوبهم وينميه وييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى ويغفر لهم في الاخرة اولى ويتولاهم برعايته وحفظه وكلاءته ويحفظهم من الوقوع في المعاصي. فان وقعوا فيها بما سولت لهم انفسهم الامارة بالسوء وفقهم للتوبة النصوح فاذا تولوا ربهم تولاهم ولاية اخص من ذلك وجعلهم من خواص خلقه بما يهيئ لهم من الاسباب الموصلة لهم الى كل خير. نعم يعني هذا كله من اثار التولي الخاص تولي الخاص اذا تولى الله سبحانه وتعالى عبده هذه الولاية الخاصة حفظه وايده وسدد وهداه واصلح قلبه وزكى نفسه واعانه على طاعته ووفقه لاعمال الخير وصرف عنه اعمال الشر وان زلت به القدم وفقه للتوبة هذا من كله ومن تولي الله سبحانه وتعالى لعبده ولهذا من من التعبد العظيم اه لله بهذين الاسمين ان تسأل الله ان يتولاك تزكية لقلبك واصلاحا لنفسك لان امورك بيد المولى بيد المولى ونصرك بيده وحفظك بيده وتسديدك بيده وهدايتك بيده ولهذا كان من دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها نعم قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة فاخبر في هذه الاية عن الاسباب التي نالوا بها ولاية الله وهي الايمان والتقوى والفوائد والثمرات العظيمة التي يجنونها من هذه الولاية وهي الامن التام وزوال ضده من الخوف والحزن والبشارة الكاملة في الدنيا بما يبين لهم ويبشرهم به من اللطف والعناية والتوفيق للخيرات والحفظ من المخالفات وبالثناء الحسن بين العباد وبالرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن او ترى له. والبشارة عند الموت وفي القبر وفي عرصات القيامة اه اورد رحمه الله هذه الاية او هاتين الايتين من سورة يونس قول الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فالذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة اه مر معنا قريبا اه استشهاد بالاية التي قبل هذه الاية استشهاد بالاية التي قبل هذه الاية ما هي نعم وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن وما تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه مر معنا ان فيها مقام المراقبة لله سبحانه وتعالى. هذه المراقبة هي التي توصل للولاية. اربط بين الايتين هذه المراقبة هي التي توصل العبد الى هذا المقام مقام الولاية اذا كان العبد باعماله في عباداته في مراقبة لله سبحانه وتعالى واستحضار لاطلاع الله عليه فهذه المراقبة هي التي تثمر هذا المقام الرفيع ولهذا ذكر عقبها الا ان اولياء الله لا خوفا عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون الذين امنوا وكانوا يتقون فذكر عز وجل ان اولياءه اهل هذا المقام الرفيع هم الذين جمعوا بين الايمان والتقوى والايمان والتقوى اذا جمع بينهما فان الايمان يعني صحة المعتقد وصلاح العمل بالطاعات والعبادات والتقوى تعني تجنب المنهيات من من الشرك فما دونه فاولياء الله هم المؤمنون المتقون هم المؤمنون المتقون الذين صحت عقيدتهم وسلمهم الله ووقاهم من الشرك وزانت اعمالهم بالصالحات من الاعمال والزاكيات من الطاعات والطيب من القول وايضا تجنبوا المعاصي واتقوها وابتعدوا عنها فهؤلاء اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لهم البشرى ذكر الله سبحانه وتعالى ثلاثة امور. هي ثمرة هذه الولاية ان قال رحمه الله تعالى والثمرات العظيمة التي يجرونها من هذه الولاية الامن التام وزوال ظده من الخوف والحزن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والخوف والحزن اذا اجتمع فان الحزن يتعلق الاشياء التي يتركها الانسان والخوف من الاشياء التي هو قادم عليها ما سالت وقادم عليها فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا يصيبهم لا هذا ولا هذا لا يصيبهم لا هذا ولا هذا لا الخوف ولا الحزن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة هذي بشارة مطلقة تتناول الدنيا والاخرة فما البشارة التي تكون للاولياء في الدنيا وما البشارة التي تكون لهم في الاخرة ذكر الشيخ خلاصة نفيسة جدا تغني عن كثير من مطولات والبسط قال لهم البشارة الكاملة في الدنيا بما يبين لهم ويبشرهم به من اللطف والعناية والتوفيق للخيرات والحفظ من المخالفات هذي من المبشرات من مبشرات ان يكون العبد محفوظ بحفظ الله يعني مثلا يعرظ له باب فتنة وانحراف ويجد انه سلم هذي من البشارة هذه من البشارة من بشارة انه باذن الله سبحانه وتعالى ممن تولاهم الله هذه مبشرات هدايته للعلم الذي يسوقه الى الخير ويهديه الى دروبه هذا من من المبشرات بالثناء الحسن بين العباد عندما يذكر بالجميل يذكر بالخير يثنى عليه هذا من المبشرات هذا من عاجل بشرى المؤمن ايضا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او ترى له هذي ايظا من المبشرات يرى رؤيا صالحة او ترى ايظا لو رؤيا صالحة هذا كله من المبشرات. ايظا يدخل في الاية كل هذا يدخل في الاية والبشارة عند الموت وفي القبر وفي عرصات يوم القيامة هذي كلها بشائر. عند الموت مثل ما قال الله سبحانه ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون وهناك مبشرات في القبر حتى ان عمله الصالح يأتيه ويبشره بما يسره ويقول من انت وجهك الوجه الذي يجيب الخير يأتيه ويبشره في قبره وفي عرصات يوم القيامة فاذا هؤلاء لهم البشارة التامة في الدنيا والاخرة الا ان اولياء الله لا خوفا عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة هنا ننتبه لامر ان اولياء الله اهل هذه الصفات من صفاتهم العظيمة من صفاتهم العظيمة انهم لا يزكون انفسهم ما منهم واحد يقول انا ولي من اولياء الله اعرفوني انا من الاوليا وانا من ما منهم من يقول ذلك عن نفسه بل كلهم معك مال مقامهم في الولاية ما يرون انفسهم شيء ويرون انفسهم مقصرين وهم في خوف على اعمالهم ان ترد. ما منهم من يزكي نفسه فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ولهذا الولي حقا لا يزكي نفسه لا يزكي نفسه ولا يعلن من شأنها. وانا كذا وانا كذا وانا كذا ليس هذا من صفات الاولياء والذين يؤتون ما اتوا هذه صفات المؤمنين الكمل اولياء الله والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة اي خائفة من ماذا ان لا تقبل اعمالهم عبدالله ابن ابي مليكة يقول ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا. كلهم يخاف النفاق على نفسه ما يزكون انفسهم ولا يدعون لانفسهم انهم اولياء وانهم كذا هذا مقام الاوليا حقا اما مقام ادعياء الولاية فهذا مقام اخر في مصائب عظيمة جرها هذا على الامة من ادعياء الولاية وليس فيهم اوصاف الاولياء واعمال الاولياء ثم يدعون لانفسهم الولاية وانهم من اولياء الله واتباعهم يعتقدون فيهم هذه الولاية. هذه من المصائب هذه من اه من المصائب اه العظيمة فاولياء الله وصفوة الله خيرة الله من من خلقه لكن لا يزكون انفسهم هذي من من اعظم علاماتهم لا يزكون انفسهم فاخبر نعم بعده فهذا قال رحمه الله فهذا تنبيه جامع متوسط بين الاقتصار المخل والطول الممل وفيه من تفصيلات نافعة والنكت اللطيفة والفوائد والفرائض ما لا تكاد تجده مجموعة في محل واحد هذه الجملة لا تتعلق باسم الولي وانما يتعلق بكل ما تقدم من اسماء الله والشرح الذي بينه وافاض فيه واحسن في العرض يقول فهذا تنبيه جامع متوسط بين اختصار المخل والطول الممل يعني لم اطول تطويلا مملا ولم اختصر فيه اختصارا مخلا وفيه من التفصيلات النافعة والنكت اللطيفة والفوائد والفرائد ما لا تكاد تجده مجموعا في محل واحد هل هل مراد الشيخ رحمه الله بهذا الذكر ان نشتمل على فوائده وانه لا تكاد الى اخره؟ هل هذا يقول ثناء على نفسه واعجاب بعمله لا والله وانما يقوله نصحا وترغيبا لطالب العلم ان يستفيد من هذا الجمع واذا كان مثل هذا الكلام بهذا القصد تو من النصح لطلاب العلم فاذا هو قاله نصحا لطالب العلم. يقول له هذه الخلاصة آآ ينبغي ان تعرف انها خلاصة مشتملة على كذا وكذا وكذا وكذا حتى يزيد او تزيد عناية طالب العلم بهذا التحرير المفيد والبيان النافع. نعم قال رحمه الله ولنتبع هذا المقصد الجليل ببقية المقاصد من علوم التوحيد فنقول بيان الاصول التي كثر الكلام فيها بين السلف وبين اهل الكلام وهي متفرعة على اسماء الله الحسنى وصفاته ولكن بزيادة الايضاح نبين دلالة القرآن عليها بخصوصها. نعم يعني الان لما انتهى من شرح الاسماء الحسنى شرع رحمه الله تعالى في بقية المقاصد من علوم التوحيد وخاصة ما يتعلق بالصفات صفات الله يقول الشيخ وان كانت اه الصفات صفات الله متفرعة على اسمائه الحسنى لكنه يريد ان يخوض في بيانها بيانا خاصا لاسباب اه مهمة في هذا الباب اولا نصحا العباد وخاصة وامر اخر وهو ان المتكلمين خاضوا فيها خوضا باطلا فاحتاج الناس فعلا الى اه ان تبين بيانا واضحا صحيحا مستمدا من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فسيذكر شيئا من البيان لبعض صفات الله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك يدخل الى تفاصيل اخرى من اصول الايمان ما يتعلق بالايمان بالرسل والايمان بالكتب والايمان باليوم الاخر. وهكذا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين