بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول علامة السعدي رحمه الله تعالى القول في علو الباري ومباينته لخلقه واستوائه على عرشه هذا الاصل العظيم لم يزل الصحابة والتابعون لهم باحسان يعترفون ويعلمون علما لا يرتابون فيه بما دل عليه الكتاب والسنة من علو الله تعالى وانه فوق عباده وانه على العرش استوى وان له جميع معاني العلو علو الذات وعلو القدر وعظمة الصفات وعلو القهر لجميع الكائنات حتى نبغت الجهمية ومن تبعهم فانكروا المعنى الاول لا ببرهان عقلي فان العقل دل على علو الله تعالى على خلقه بذاته دلالة فطرية واضحة ولا ببرهان نقلي فان جميع النصوص تنافي قولهم وتبطله وتثبت له تعالى كمال العلو من كل وجه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف الامام عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى لما انهى كلامه وبيانه لاسماء الله تبارك وتعالى الحسنى شرع تتميما لذلك في بيان ما يتعلق بالصفات وذكر على ذلك بعض الامثلة مقتصرا عليها فذكر ما يتعلق بعلو الله سبحانه وتعالى ثم مما يتعلق بالنزول النزول الالهي وما يتعلق بالرؤية رؤية الله في الدار الاخرة اختصر على ذلك لان القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر فاذا اشار ببعض الامثلة على الطريقة والمنهج والمسلك المتبع عند اهل السنة وائمة الهدى في صفات الله تبارك وتعالى فان المسلك نفسه هو الذي ينهج ويسلك في كل صفات الله تبارك وتعالى لان القول في بعض الصفات كالقول في بعض اه في البعظ الاخر وجادة اهل السنة في صفات الله تبارك وتعالى واحدة وهي انهم يثبتون لله ما اثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل من غير تكييف ولا تمثيل وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلوات الله وسلامه عليه من النقائص او من ان يكون له مثل تنزه الله وتقدس عن ذلك قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فجادتهم في هذا الباب انهم يدورون مع الكتاب والسنة حيث دارا نفيا او اثباتا كما اثبت في الكتاب والسنة اثبتوا وما نفي في الكتاب والسنة نفوه لا يتجاوزون كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال الامام المبجل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى امام اهل السنة قال ونصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز قرآن والحديث اي حدنا في ذلك الكتاب والسنة فلا نتجاوز كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذا مبني هذا التقرير مبني على آآ اصل مهم في هذا الباب لابد ان يدرك الا وهو ان الله سبحانه وتعالى بالنسبة لنا غيب لم نره سبحانه وتعالى وانه لا احد اعلم بالله من الله ولا احد اعلم بالله من خلقه من رسوله ومصطفاه. صلى الله عليه وسلم وهذا يوصل المتأمل الى ان القول في الصفات لا يتجاوز فيه كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال المصنف رحمه الله القول في علو الباري ومباينته لخلقه ومباينتي لخلقه واستوائه على عرشه ذكر رحمه الله ان هذا الاصل متفق عليه ومتقرر من لدن زمن اصحاب النبي ومن اتبعهم باحسان لا يرتبون في ذلك وليس عندهم شك ولا ريب في علو الله سبحانه وتعالى على خلقه علوا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه ويؤمنون بما اخبر به عن نفسه في مواطن من القرآن انه استوى على عرشه المجيد والعرش سقف المخلوقات واعلاها وارفعها واستواء الله على العرش هو استواء يليق بجلال الرب وكماله سبحانه وتعالى مع غنى كامل عن العرش وما دونه فالله سبحانه وتعالى الغني الحميد والعرش وما دونه كل كل هذه المخلوقات فقيرة الى الله سبحانه وتعالى ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا. ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا فالله غني سبحانه وتعالى ولهذا نعتقد انه مستو على العرش ونعتقد انه غني نعتقد انه مستو على العرش ونعتقد انه غني فاذا قال قائل ان الاستواء على العرش يستلزم الحاجة فهذا من جهله بربه من جهله بربه حيث شبه استواء الرب استواء المخلوق فهذا الذي ذكر ان الاستواء يكون عن حاجة هذا استواء المخلوق اذا استوى على شيء فكان محتاجا اليه كان محتاجا الى هذا المخلوق. اما الله سبحانه وتعالى مستو على العرش وهو في نفس الوقت قني غني عن العرش وعن غيره من المخلوقات فنحن نؤمن باستواء الرب سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه نؤمن بكمال غناه سبحانه وتعالى عن عن المخلوقات كلها وبين رحمه الله ان العلو ثابت لله بمعانيه الثلاثة لان العلو له ثلاث معاني علو الذات وعلو القدر وعلو القهر فهذه كلها ثابتة لله علو الذات فهو علي سبحانه وتعالى بذاته فوق عرشي علوا يليق بجلاله سبحانه وعلو القدر اي المكانة وما قدروا الله حق قدره ما لكم لا ترجون لله وقارا اي عظمة وتعظيما وعلو القهر وهو القاهر فوق عباده مشيئته سبحانه وتعالى فيهم نافذة وقدرته سبحانه شاملة ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء وذكر رحمه الله ان الجهمية الذين هم اتباع الظال الجهم ابن صفوان الذي سن سنة الضلال سنة التعطيل في في الامة فله وزرها ووزر من عمل بها وقال بها الى يوم القيامة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سن في الاسلام سنة سيئة ولا اعظم في السنن السيئة من تعطيل صفات الرب وجحدها وتكذيبها وهذا من اول من سن هذه السنة الضالة الباطنة التي تتعلق بصفات الرب العظيمة ونعوته الجليلة فانكروا يقول المعنى الاول عرفنا ان العلو له ثلاث معاني علو الذات وعلو القدر وعلو القهر فانكرت الجهمية المعنى الاول الذي هو علو الذات انكروا علو الذات وتبعهم على ذلك من تبعهم. قال الشيخ رحمه الله وليس عندهم على ذلك لا رهان عقلي ولا برهان نقلي لم يستندوا في هذا لا على عقل ولا على ولا على نقل قال اما العقل فقد دل على علو الله على خلقه بذاته دلالة فطرية واضحة وليس عندهم برهان نقلي لان النقل الذي هو الكتاب والسنة اه فيه في مواطن كثيرة منه تقرير العلو واثباته بانواع من الادلة سيأتي اشارة الشيخ رحمة الله عليه الى بعض نعم قال رحمه الله في القرآن العلي في مواضع كثيرة وفيه الاعلى. وذلك يدل على ان علوه من لوازم ذاته. وان جميع معانيه ثابتة لله تعالى بدأ الان يذكر الادلة على او يذكر انواع الادلة على علو الله لان علو الله سبحانه وتعالى دلت عليه انواع كثيرة من الادلة وكل دليل منها او كل نوع منها يدخل تحته افراد كثيرة من الادلة فالنوع الاول ويمكن ان ترقم هذه التي ذكر. فالنوع الاول اه اسماء الله الدالة على علوه العلي الاعلى وكذلك الذي الاسم الذي جاء في سورة الرعد المتعال وفي قراءها المتعالي باثبات الياء هذه الاسماء الثلاثة كلها اسماء دالة على ثبوت العلو لله بمعانيه الثلاثة لان العلو له ثلاثة معاني علو الذات وعلو القدر وعلو القهر فهذه الاسماء الحسنى لله العلي الاعلى المتعال تدل على ثبوت العلو لله سبحانه وتعالى بمعانيه الثلاث فاذا قال قائل انما هي انما هي تدل فقط على علو القدر وعلو القهر دون علو الذات قيل له هذا تحكم بلا دليل ولا مستند فهذه باقية على الاصل دلالتها على العلو بمعاني الثلاثة فمن قصرها على بعظ معانيها دون بعظ بلا مستند كان تحكما بلا دليل وهذا من اعظم القول على الله وفي اسمائه وصفاته سبحانه وتعالى بلا علم. نعم وفيه الاخبار عن فوقيته للمخلوقات لقوله يخافون ربهم من فوقهم هذا نوع اخر من انواع الادلة على علو الله النصوص التي تثبت الفوقية النصوص التي تثبت الفوقية وهي كثيرة اه كثيرة في كتاب الله اه سنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام ففي القرآن مثل قوله تعالى يخافون ربهم من فوقهم ومثلها ايضا وهو القاهر فوق عباده وفي السنة مثل ما جاء في الحديث في قصة زينب قالت زوجكن اهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات من فوق سبع سماوات نعم والاخبار بعروج الاشياء اليه وصعودها وبنزولها منه. لقوله تعرج الملائكة والروح اليه اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وكقوله حميم تنزيل الكتاب من الله في عدة مواضع فيدل ذلك على علوه وعلى ان القرآن كلام الله غير مخلوق. هذا ايضا نوع اخر من انواع الادلة على العلو ما جاء في القرآن في مواطن من الاخبار بعروج الاشياء اليه وصعودها اليه سبحانه وتعالى وايضا بنزولها منه جل وعلا فمثال العروج عروج الاشياء تعرج الملائكة والروح اليه ومثال الصعود اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ومن المعلوم ان الصعود والعروج انما هو الى اعلى الى علو وهو عروج الى الله تعرج الملائكة والروح الي اي الى الله. اليه يصعد الكلم الطيب اي الى الله سبحانه وتعالى فهذا من الدلائل على علو الله. كذلك اخبار اخباره في مواطن بنزول اه بنزول اه بعظ الاشياء منه سبحانه وتعالى. مثل تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. مثل قوله تنزيل كتاب من الله نزل بها الروح الامين وانه لتنزيل رب العالمين نزل بها الروح الامين على قلبه لتكون من المنذرين والنزول انما يكون من العلو. فهذا نوع اخر من الادلة على علو الله سبحانه وتعالى نعم وكذلك قصة موسى وفرعون. اذ قال فرعون وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى وهذا ظاهر غاية الظهور ان فرعون قد انكر ما قاله موسى صلى الله عليه وسلم من علو الله على فقال هذه المقالة موهما وملبسا على قومه. ولذلك كان السلف يسمون الجهمية الفرعونية نية باعتقادهم نفي العلو كما اعتقده وانكره فرعون. هذا ايضا نوع اخر من انواع الادلة على علو الله سبحانه وتعالى وهي قصة موسى وفرعون وهذه ذكرها الله سبحانه وتعالى في موطنين من القرآن ذكر الشيخ احدهما او احدهما قال وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا والموطن الثاني آآ وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فاجعل بصرحا لعلي اطلع الى اله موسى واني لاظنه من الكاذبين. واني لاظنه من الكاذبين هذا السياق واضح الدلالة وضوحا بينا ان موسى عليه السلام من جملة ما اخبر به عن الرب العظيم سبحانه وتعالى انه في العلو انه في العلو علي سبحانه وتعالى على عرشه علوا يليق بجلاله وكماله فرعون اراد بزعمه ان يقوم بعمل يظهر فيه كذب موسى بزعمه يقوم بعمل يظهر فيه كذب موسى لان موسى اخبر بعلو الله فقال يا هامان ابن لي صرحا الصرح هو البناء العالي الرفيع ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى هذا يفيد ان موسى اخبر بماذا ان الاله العظيم فوق ان الاله العظيم سبحانه وتعالى فوق له العلو وانه مستو على عرشه فرامى فرعون ان يبني صرحا فيصعد ليظهر بزعمه كذبا آآ كذب موسى وكذلك زين لفرعون سوء عمله فهذا هذا يعني هذا الاعتقاد الذي عليه فرعون هو من اسوأ الاعتقاد وابطله وهو من اعظم ائمة الضلال وقادة الشر اذا كان لكل قوم وارث فان الجهمي اخذت بنصيب من هذا الانكار من هذا الانكار لعلو الله. ولهذا كان بعض السلف يسمي الجامية الفرعونية لانهم شاركوا فرعون في هذا الانكار لعلو الله سبحانه وتعالى على عرشه المجيد علوا يليق بجلاله وكماله وعظمته نعم ومن ذلك اسمه الظاهر حيث فسره صلى الله عليه وسلم انه الذي ليس فوقه شيء. هذا ايضا نوع اخر من انواع الادلة اسم الله الظاهر وهذا ورد في اول سورة الحديد هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ومر معنا قريبا ان النبي عليه الصلاة والسلام فسر هذا في مناجاته لربه عندما يأوي الى فراشه اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر وهذا موطن الشاهد فليس فوقك شيء هذا فيه اثبات علو الله سبحانه وتعالى. نعم ومن ذلك اختصاصه لبعض مخلوقاته بقربه وعنديته كقوله عن الملائكة وله من في السماوات والارض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته يتضح وجه الاستدلال بهذا النوع من الادلة على علو الله وهو اخباره بقربه وعندياته كقوله عن الملائكة وله من في السماوات والارض ومن عنده ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته يقال لتقرير هذا الوجه ان من ينكر علو الله لا مناص له بعد انكار العلو من احدى عقيدتين. كل واحدة افسد من الاخرى واشنع اما ان يعتقد تعالى الله عن ذلك ان الله في كل مكان ان الله في كل مكان فاذا كان يعتقد ان الله في كل مكان فما معنى تخصيص بعض المخلوقات بالقرب والعندية ما معنى تخصيص بعض المخلوقات بالقرب والعندية؟ اذا كان يعتقد ان الله في كل مكان على عقيدته ليس هناك وجه لتخصيص بعض المخلوقات بانها عنده لانه بزعم هذا انه في كل مكان تعالى الله عما يقولون وهذه العقيدة يلزم عليها لوازم فاسدة كثيرة بينها اهل العلم رحمهم الله تعالى والاعتقاد الثاني الذي يلزمه ان انكر العلو ان يعتقد ان الله لا فوق ولا تحت ولا داخل عالم ولا خارجه وهذه عقيدة الجهمية الا ان نفات يعتقدون ذلك تعتقدون ذلك ومحصل هذا القول محصل هذا القول جعل الله تعالى الله عما يقولون عدم لانه لو اراد احد ان يصف العدم لم يجد صفة ابلغ من هذه التي يصف بها هؤلاء ربهم تعالى الله عما يقولون لا فوق ولا تحت لو قيل لقاء صف العدم قال العدم هو الذي لا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه يقال ما ابلغ جوابك وما اوفاه ببيان العدم الجامية جعلوا هذا صفة الرب تعالى الله عما يقولون تعالى الله عما يقولون وايضا على هذا المعتقد ليس هناك وجه لذكر العندية لان محصل هذا المعتقد اثبات العدم تعالى الله عما يقولون فالحاصل ان من الادلة على العلو تخصيص بعض المخلوقات بانه بانها عنده وله من في السماوات والارظ ومن عنده يعني الملائكة التي هي في السماوات الملائكة التي هي في السماوات والملائكة الذين حول العرش وحملة العرش نعم واما استواؤه على العرش فقد ذكره الله في سبعة مواضع من القرآن مثل قوله الرحمن على العرش استوى فالاستواء معلوم والكيف مجهول. كما يقال مثل ذلك في بقية صفات الباري فان الكلام فيها مثل الكلام في الذات. فكما ان لله ذاتا لا تشبهها الذوات فله تعالى صفات لا تشبهها الصفات. هذا ايضا نوع اخر من انواع الادلة على العلو وهو الايات التي جاء فيها اثبات الاستواء وهي كما قال الشيخ سبع ايات واحدة منها في سورة طه الرحمن على العرش استوى وست ايات آآ جاءت بلفظ ثم استوى على العرش ثم استوى على العرش هذه الايات هذه الايات وهي في ست مواضع من القرآن الكريم كلها تثبت استواء الله على العرش وباجماع السلف الاستواء معناها العلو والارتفاع استوى على العرش اي علا وارتفع عليه علوا يليق بجلال الرب وكماله سبحانه وتعالى والعرش المجيد هو سقف المخلوقات واعلاها وارفعها والله سبحانه وتعالى مستو على العرش استواء يليق بجلاله و كماله وعظمته سبحانه وتعالى وكذلك من انواع الادلة على علو الله رفع الايدي اليهم بالدعاء وهذا جاء في احاديث كثيرة رفع الايدي يقول عليه الصلاة والسلام ان الله حيي كريم يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه اذا رفع اليه اين الله يديه فهذا الرفع اليدين الى الله سبحانه وتعالى هذا دليل النقل وهو فطري ايضا القلوب مفطورة عندما تتجه الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ترفع ايديها والقلب نفسه لا يتجه يمنة ولا يسرة ولا الى تحت وانما القلب يتجه الى العلو في مناجاة الله وسؤاله قد نرى تقلب وجهك في السماء قد نرى تقلب وجهك في السماء هذا المعنى ذكر ايضا في في معنى آآ هذه الاية نعم فصفة العلو لله تعالى ثابتة بالسمع والعقل. كما تقدم وصفة الاستواء ثبتت في الكتاب بها السنة النعمة قال رحمه الله تعالى القول في نزول الرب الى السماء الدنيا واتيانه ومجيئه يوم القيامة وذلك ان الله تعالى فعال لما يريد. وقد تواترت السنة بنزول الرب الى السماء الدنيا. والكتاب قد دل على كمال قدرته وانه الفعال لما يريد وانه ليس له مثيل ولا شبيه فاذا اخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم بنزوله الى السماء الدنيا فما عذر المؤمن اذا لم ما اخبر به صلى الله عليه وسلم وانه ليس كمثله شيء فهو ينزل كيف يشاء مع كمال علوه فان علوه من صفاته الذاتية ونزوله واتيانه من افعاله الاختيارية التابعة لقدرته ومشيئته وقال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. وقال تعالى هل ينظرون الا اي ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك وهذا صريح لا يقبل التأويل بوجه ومن تأول هذا فكل صفاته بل واسمائه الحسنى يتطرق اليها هذا التأويل بل التحريف الباطل نافي للكتاب والسنة في ما ذكر رحمه الله قبل هذا في الاستواء ذكر كلاما جميلا قال فالاستواء معلوم والكيف مجهول وهذه الكلمة منقولة عن الامام مالك ابن انس امام دار الهجرة رحمه الله تعالى لان سائلا فسأله قال الرحمن على العرش استوى كيف استوى كيف استوى فاخذ يتصبب عرقا من الغضب الذي اه يعني بسبب هذا السؤال على علاه الرحظاء اي العرق ثم قال رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة مراده رحمه الله ان بقوله الاستواء معلوم اي معناه معلوم معناه معلوم معناه واضح وباتفاق السلف ان الاستواء معناه العلو والارتفاع استوى على العرش اي على عليه وارتفع عليه علوا يليق هذه وكماله سبحانه وتعالى والكيف مجهول كيفية الاستواء مجهولة لان الله سبحانه وتعالى اخبرنا انه استوى على العرش ولم يخبرنا كيف استوى. فنثبت ما اخبرنا به ولا نخوض فيما لم يخبرنا به والخوظ في كيفيات صفات الله سبحانه وتعالى هذا من القول على الله بلا علم ومن القفو لما ليس للمرء به علم وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئول فهذه المقولة مأثورة عن اه الامام مالك رحمه الله يقول الشيخ كما يقال مثل ذلك في بقية صفات الباري يعني هذه الكلمة الاستوى معلوم قلت كيف مجهول الى اخره تصلح قاعدة في كل الصفات في كل الصفات مثلا النزول لو سأل سائل قال كيف كيف ينزل؟ يقال له النزول معلوم اي معناه معلوم. والكيد مجهول والايمان به واجب والسؤال عن اي عن كيفية النزول بدعة لو قال قائل كيف يد الله؟ يقال اليد معلومة وكيفيتها مجهولة والايمان بها واجب والسؤال عنها بدعة وهكذا في جميع الصفات الذاتية والفعلية فهذه المقولة تعتبر قاعدة جامعة عظيمة نافعة تقال في الصفات فكلها يقول الشيخ فالكلام فيها اي الصفات مثل الكلام في الذات فكما ان لله ذاتا لا تشبه الزوال فله تعالى صفات لا تشبه الصفات. كما قال الله تعالى ليس كمثله شيء وكما قال الله تعالى هل تعلم له سميا ثم ذكر المصنف اه رحمه الله تعالى ما يتعلق بالعقيدة في نزول الرب وهذه العقيدة دلت عليها السنة الصحيحة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما حيث قال الصلاة والسلام ينزل ربنا الى سماء الدنيا. في ثلث الليل الاخر فيقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري ثم يقول من يسألني فاعطيه من يدعوني فاستجيب له من يستغفرني فاغفر له فهذا النزول حق وهو داخل في عموم قوله فعال لما يريد فالله سبحانه وتعالى آآ آآ قد دلت النصوص على كمال قدرتي وانه الفعال لما يريد وانه ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى فاذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ينزل اذا اخبر ان الله ينزل نقول فحال لما يريد نقول فعال لما يريد سبحانه وتعالى اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ان ربنا ينزل نقول يفعل ما يشاء. فعال لما يريد سبحانه وتعالى لكن كل ما يتعلق بنزول المخلوق من النقص فالله منزه عن ذلك لان الصفة بيضاء اذا اظيفت الى الله سبحانه وتعالى فانها تخصه وتليق بجلاله. وكماله وعظمته سبحانه وتعالى فنثبتها مع التنزيه له عن المماثلة لخلقه على حد قول الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال فاذا اخبر المعصوم بنزوله الى سماء الدنيا فما عذر المؤمن اذا لم يعتقد ما اخبر به عليه الصلاة والسلام؟ لا والله ليس له وعذر يخبر اعلم خلقه به عنه سبحانه وتعالى انه ينزل ثم يتجرأ الانسان ويقول لا لا ينزل سبحان الله هذا لا عذر له بلى الحجة عليه قائمة بكلام الرسول عليه الصلاة والسلام الصادق المصدوق ان الذي لا ينطق عن الهوى فالحاصل اننا نؤمن بالنزول وفي الوقت نفسه نؤمن بانه ليس كمثله شيء اي لا في نزولي ولا في علوي ولا في جميع صفاته سبحانه وتعالى قال الشيخ العلو من صفاته الذاتية العلو من صفاته الذاتية. ونزوله واتيانه وقل ايضا كذلك واستواؤه على العرش هذا كله من صفاته الفعلية الاختيارية التابعة لقدرته ومشيئته سبحانه وتعالى ثم ذكر ما يتعلق بالمجيء قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وقال تعالى هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك هذا جاء في آآ مقام مقام التهديد للذين يصدفون عن ايات الله كما في الاية التي قبلها مقام التهديد للذي يكذب بايات الله ويصدف عنها ان يعرظ عن ايات الله فيقول الله سبحانه وتعالى في مقام التهديد لهؤلاء هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة اي لقبض ارواحهم او يأتي ربك اي للفصل بين العباد يوم القيامة وجاء ربك والملك صفا صفا. او يأتي بعض ايات ربك والايات التي هي اه الايات هنا التي هي اشراط الساعة التي لا ينفع معها الايمان. يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا فالايمان حينئذ لا يكون نافعا لان الايمان النافع انما هو ايمان الغيب اما ايمان المشاهدة عندما يشاهد ملك الموت جاء لقبض روحه لا ينفع الايمان هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة اي لقبض الارواح فيؤمنون حينئذ ويصدقون بالايات هذا لا ينفع او اه او اه او تأتي بعظ الايات التي هي امارات عظمى وكبرى على قيام الساعة فيؤمنون حينئذ لا ينفع الايمان لا ينفع الايمان لانه ايمان مشاهدة والنافع انما هو ايمان الغيب لاحظ الشيخ ماذا قال لما ذكر الاية انتبه لكلامه قال وهذا صريح لا يقبل التأويل بوجه لماذا قال الشيخ وهذا صريح لا يقبل التأويل بوجه لان الاية فيها تقسيم للاتيان ذكر اتيان الملائكة وذكر اتيان الرب وذكر اتيان بعض ايات الرب سبحان الله لما تنظر الى من ينكر الاتيان مثلا وجاء ربك يتأولون بعضهم يقول جاء ربك اي الملك وبعضهم يقول جاء ربك اي جاء اامر امر ربك يتأولون فهذه الاية يقول اهل العلم التقسيم الذي فيها يمنع يمنع هذا التأويل وهي صريحة في في اثبات اتيان الرب. لانه ان قالوا هناك وقولهم باطل ان قالوا هناك الاتيان هو اتيان الملائكة او اتيان امر الرب فماذا يصنعون بهذه التي قسم فيها فذكر ثلاث انواع من اتيان الملائكة واتيان الرب واتيان امر الرب سبحانه وتعالى الذي هي اشراط الساعة وعلاماتها. ولهذا قال الشيخ وهذا صريح لا يقبل تأويل بوجه وهذا صريح لا يقبل التأويل بوجه ومن تأول يعني هذا الصريح فكل صفات الله بل كل اسماءه يتطرق اليها هذا التأويل بل هذا التحريف الباطل المنافي للكتاب والسنة نعم قال رحمه الله القول في رؤية المؤمنين ربهم في الاخرة على هذا جميع الصحابة والتابعين لهم باحسان وائمة الدين والهدى وبه اخبر الله في كتابه في في ايات منها قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة اي حسنة النيرة من السرور والنعيم تنظر الى وجه الملك الاعلى. قال رحمه الله القول في رؤية ربهم في الاخرة وهذه الرؤيا هي تكرمة لاهل الايمان ومنة عظيمة عليهم وهي اعظم المنن واجلها لان اعظم نعيم يناله اهل الجنة في الجنة ان يشرفهم الله بالرؤية والنظر الى وجهه الكريم سبحانه وتعالى ولهذا جاء في في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله هل تريدون شيئا؟ ازيدكم؟ فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تدخلنا الجنة؟ الم تنجنا من النار؟ قال يكشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى وجهه الكريم سبحانه وتعالى ما اعطوا شيئا ما اعطوا شيئا تذكر وانت تقرأ هذه الجملة ما اعطوا شيئا انهم في نعيم آآ ووصف بانه ما لا عين رأت. ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في نعيم هو تمام النعيم. وكماله وحسنه وجماله. هذا النعيم الذي هم فيه اذا رأوا اه اكرمهم الله بالنظر اليه اه اه وشرفهم بهذه الرؤية فما اعطوا شيئا احب اليهم من من هذا النظر فهو اكمل نعيم تكرمة لاهل الايمان ومنة عظيمة عليهم قال الشيخ آآ هذه الرؤية للمؤمنين يوم القيامة محل اجماع بين الصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان والادلة عليها كثيرة جدا في الكتاب والسنة فمن الادلة ادلة القرآن قول الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ناضرة بالضاد من النظرة تعرف في وجوه نظرة النعيم النظرة هي الحسن والجمال والبهاء ناظرة اي حسنة بهية قال الحسن البصري رحمه الله لما قرأ هذه الاية قال حق لها ان تكون ناظرة اي حسنة بهية وهي تنظر الى الله سبحانه وتعالى حق لها ذلك فناظرة اي حسنة بهية تزدان وتزداد حسنا وظياء ونورا وجمالا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة اثبت النظر هنا وعداه بالاء واسنده الى الوجه وجوه واسنده الى الوجه وهذا لا يكون الا النظر بالعين لا لا محمل له اي محمل اخر لا يكون هذا الا بالنظر الى العين وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة فاثبت النظر وعداه باله واظافه الى الوجه وهذا لا يكون الا في النظر بالعين بالباصرة فهو نظر حقيقي الى ربهم الكريم سبحانه وتعالى. هذا دليل من القرآن. الدليل الثاني وقال تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. وهذا من وهذا من من ادل الادلة التي على ان المؤمنين غير محجوبين عن ربهم لان الله توعد المجرمين بالم الحجاب فيستحيل وان يحجب المؤمنين عنه ويكونوا كاعداءه آآ هذا الدليل الثاني من القرآن على الرؤيا قال الله في حق الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون اذا كان حجب الكفار في السخط فهذا دليل على ان المؤمنين يرونه في الرظا اولئك سخط عليهم فحجبهم فمفهوم ذلك ان المؤمن رضي عنهم فيكرمهم لا يحجبهم بل يرونه سبحانه وتعالى فالاية كما قال الشيخ من ادل الادلة على ان المؤمنين غير محجوبين عن ربهم على ان ادل المؤمن ان المؤمنين غير محجوبين عن ربهم لان الله توعد المجرمين بالم الحجاب فيستحيل ان يحجب المؤمنون عنه ويكونون كاعداءه ويكونون كاعدائه فهذه من ادل الادلة على علو على ثبوت الرؤية رؤية المؤمنين ربهم سبحانه وتعالى احد العوام هذه ارويها لكم طرفة مفيدة. احد العوام يخبرني يقول جمعني مرة في احد المجالس شخص ينكر الرؤيا وبدأ يقول يتفلسف علينا باشياء يعني كلام فقلت انتظر قلت انتظر ويكون المجلس فيه فيه ناس قلت انت ما تثبت الرؤية ولا تؤمن بها؟ قال لا قال انا الان ابرفع يديني وادعو وامن انت واريد الحاضرين كلهم يؤمنون يقول فرفعت يدي قلت اللهم ان هذا الرجل ينكر رؤيتك فاسألك ان تحجبه قال لا لا لا تدعو لا تدعو يقول فمنعني قال لا تدعو فآآ هذه العقيدة والعياذ بالله عقيدة يعني ما جاءت الا عن فساد وحرمان من الخير واذا كان سبحان الله ينكر الرؤيا ينكر رؤيا ونشأ على هذه العقيدة اذا لم يقم في قلبه طمع قط ان ينال هذه الكرامة نبينا عليه الصلاة والسلام كان يقول في صلاته اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك اسألك لذة النظر اولئك الذين ينكرون الرؤيا هل يقوم في قلوبهم هذا الطمع ولهذا بعض السلف قال حري بمن ينكر رؤية الله رؤية المؤمنين لربهم ان يحرم منها حري بمن ينكر رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة ان يحرم منها يوم القيامة. لانه جاحد لها اصلا ولم يقم في قلبه يوم طمع ان ان يكرمه الله سبحانه وتعالى بذلك نعم وفي عموم قوله تعالى على الارائك ينظرون. ما يدل على رؤية الباري. هم ينظرون الى ما هم مولاهم من النعيم الذي اعظمه واجله رؤية ربهم والتمتع بخطابه ولقائه. هذه الاية مما استدل بعمومها على الارائك ينظرون يعني ينظرون الى النعيم الذي اجله واعظمه اكمل النعيم الذي هو رؤية المؤمنين ربهم سبحانه وتعالى نعم. وقال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة يعني للذين احسنوا في عبادة الخالق بان عبدوه كانهم يرونه. فان لم يصلوا الى ذلك استحضروا رؤية الله تعالى واحسنوا الى عباد الله بجميع وجوه البر والاحسان القولي والفعلي والمالي فهؤلاء لهم الحسنى وهي الجنة بما احتوت عليه من النعيم المقيم وفنون السرور ولهم ايضا زيادة على ذلك وهو رؤية الله والتمتع بمشاهدته وقربه ورضوانه والحظوة عنده. بذلك فسرها النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. هذا ايضا دليل اخر من القرآن على اثبات الرؤية للذين احسنوا حسنى وزيادة. الحسنى الجنة وما فيها من انواع النعيم وما حوته من فنون النعم وانواع المسرات والملذات التي اعدها الله سبحانه وتعالى لاهلها فيها وزيادة يعني زيادة على الذين احسنوا الحسنى وزيادة زيادة على الجنة والنبي صلى الله عليه وسلم فسرها كما في صحيح مسلم بالرؤية فسرها بالرؤية فهذا من الادلة على اه رؤية المؤمنين ربهم. نعم وكذلك قوله تعالى نسأل الله لنا اجمعين الحسنى والزيادة. امين. نسأل الله لنا اجمعين الحسنى وزيادة نسأل الله لنا اجمعين ولوالدينا والديهم واهلينا وذرياتنا الحسنى وزيادة بمنه وكرمه. نعم وكذلك قوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها جمعت كل نعيم ولدينا مزيد وهو النظر الى وجه الله الكريم والتمتع بلقائه وقربه ورضوانه. نعم هذا ايضا دليل اخر على اثبات الرؤية لهم ما يشاؤون فيها هذي تجمع كل نعيم ولدينا مزيد هو النظر الى او وجه الله الكريم. وجاء تفسيرها بذلك عن غير واحد من السلف نعم وكذلك ما في القرآن من التعميم لجميع اصناف النعيم. فان اعظم ما يدخل فيه رؤية وجهه الذي هو اعلى من كل نعيم. في قوله تعالى وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وكل ما تعلقت به الاماني والشهوات والايرادات فهو في الجنة حاصل لاهلها وجميع ما تلذه الاعين من جميع المناظر العجيبة المسرة فانه فيها على اكبر ما يكون. نعم هذا ايضا دليل اخر على الرؤية يقول ما في القرآن من التعميم لجميع اصناف النعيم مثل قوله وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين مثلا اعين فقوله آآ تلذ الاعين يعني جميع المناظر العظيمة التي اعظمها النظر الى التلذذ بالنظر الى وجه الله اجمع بين تلذ الاعين وقول النبي صلى الله عليه وسلم اسألك لذة النظر لذة النظر فهذا ايضا من بعمومه يفيد ذلك. نعم وقوله تحيتهم يوم يلقونه سلام. فهذا اخبار عن تحية الكريم لهم. وان سلمهم من جميع الافات وسلم لهم جميع اللذات والمشتهيات. واخبار عن رؤيته وقربه رضوانه لان اللقاء تحصل به هذه الامور. وهذا الدليل السابع من الادلة ادلة القرآن على على الرؤية رؤية المؤمنين تحيتهم آآ يوم يلقونه سلام تحيتهم يوم يلقونه سلام آآ يقول الشيخ رحمه الله في تقرير يعني وجه الدلالة يقول اه لان اللقاء تحصل به هذه الامور. تحصل هذه بهذه الامور. يعني يوم يلقونه والتحية التي يلقونها منه سبحانه وتعالى سلام من مقتضياتها او مما يدخل فيها رؤيتهم وقربهم فوزهم برظوان الله سبحانه وتعالى آآ مثلها الاية التي في سورة يس ان ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وازواجهم من باب في ظلال نعم عن ارائك متكئون؟ على الارائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم فيها ما يدعون سلام قولا من رب رحيم فهذا ايضا ذكر في في فيما تتناوله هذه الاية في معناها آآ في عمومها آآ الرؤية رؤية المؤمنين ربهم سبحانه وتعالى اختصر الشيخ هنا رحمه الله على آآ ادلة القرآن لان الكتاب في هذا الباب يعني باب في خلاصة معاني القرآن واما السنة في اثبات الرؤيا فالاحاديث في هذا الباب تواترت وحكى تواترها وقرر تواترها جمع من اهل العلم فهي متواترة تواتر النقل بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باثبات ذلك في احاديث كثيرة عن غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منها الحديث العظيم المشهور الذي قال فيه وهو في الصحيحين قال فيه عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعل وهذا الحديث العظيم يفيد ان ثمة صلة وثيقة وعظيمة بين الصلاة والرؤيا في الحديث يقول عليه الصلاة والسلام هذه الرؤية التي اشتقتم لها لما اخبر بها عليه الصلاة والسلام لا تنال الا بالمحافظة على هذه الصلاة فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعل فمعنى ذلك ان غلب على الصلاة غلب على ماذا الفوز بالرؤية من غلب على الصلاة غلب على الفوز بالرؤيا فهناك ارتباط بين اه الصلاة والرؤيا. وهذا الارتباط الذي بين الصلاة والرؤيا دلت عليه ايضا اه الايات التي في سورة القيامة قال الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة. تظن ان يفعل بها فاقرة كلا فاذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق. ما سبب هذا فلا صدق ولا صلى. اما الاولون لا اهل صلاة وجوه يومئذ ناظرة. هؤلاء اهل صلاة واهل المحافظة على الصلاة اما القسم الاخر وجوه يومئذ باسرة ذكرت عقوبتهم وذكر سبب ذلك سبب العقوبة وسبب الحرمان قال فلا صدق ولا صلى فهذا يدل على ان هناك ارتباط بين الصلاة وبين الرؤية ولهذا الارتباط الوثيق كان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمار ابن ياسر يقول في دعائه في اخر صلاته قبل ان يسلم اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك الكريم والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. واله وصحبه