بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى ذكر اصول الايمان الكلية قد ذكر الله الايمان ذكرا عاما مطلقا في مثل قوله امنوا بالله ورسوله والذين امنوا بالله ورسله ان الذين امنوا وذكره مقيدا بما يجب الايمان به واجمعوا الايات المقيدة هي الاية العظيمة التي فرض الله فيها على الناس الايمان بجميع الكلية وهي قوله تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن لهم مسلمون وقد اخبر ان الرسول والمؤمنين قاموا بهذه الاصول في قوله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا ضعنا غفرانك ربنا واليك المصير. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهنا يذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يتعلق بالايمان وبعض الاصول العظيمة العامة المتعلقة به وبخاصة بيان حقيقة الايمان ايضاح آآ معناه في ضوء موارد مجيئه في كتاب الله سبحانه وتعالى وذكر رحمه الله ان الامر بالايمان في القرآن الكريم جاء على نوعين مطلق ومقيد جاء على نوعين مطلق ومقيد ذكر الله الايمان ذكرا عاما مطلقا وذكر في ايات الايمان ذكرا مقيدا فذكر الايمان العام يتناول الدين كله يتناول الدين كله والمقيد يتناول ما قيد به يتناول ما قيد به ويكون التقييد ليس لتخصيص الامام بهذا الذي قيد به وانما لبيان عظيم شأنه وانه من امور الايمان العظيمة واصوله المهمة تارة يأتي ذكر الايمان او الامر بالايمان مطلقا عاما وتارة يأتي مقيدا تارة يأتي مقيدا وذكر رحمه الله تعالى امثلة على هذا وهذا قال اجمع الايات المقيدة هي الاية العظيمة التي فرض الله فيها على الناس الايمان بجميع اصوله الكلية وهي قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون فهذه كما وصف الشيخ رحمه الله تعالى اية عظيمة فرض فيها الله سبحانه وتعالى على العباد الايمان بجميع اصول الدين الكلية فهي تعد اية جامعة لاصول الدين وجوامعه بدأها سبحانه بالامر بالايمان به سبحانه قال قولوا امنا بالله ومعنى قولوا امنا بالله اي قولوا ذلك بقلوبكم عقيدة وقلوب بالسنتكم نطقا لان القاعدة ان القول اذا اطلق فانه يتناول قول القلب عقيدة وقول اللسان نطقا وتلفظا واما اذا قيد فهو بحسب ما قيد به قولوا امنا بالله ايقول ذلك بالسنتكم وقولوه بقلوبكم اي اعتقادا امنا بالله هذا يتناول اركان الايمان بالله سبحانه وتعالى التي هي الايمان بوحدانيته في ربوبيته ووحدانيته في اسمائه وصفاته ووحدانيته في الوهيته سبحانه وتعالى بانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ويأتي تفصيل لذلك عند المصنف رحمه الله قال وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم هذا فيه الامر بالايمان بما انزل الينا ويشمل الكتاب والسنة لان كلاهما وحي منزل من الله سبحانه وتعالى والايمان هنا ايمان تفصيلي بكل ما جاء في الكتاب والسنة واما ما يتعلق بالكتب السابقة ما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم هذا نؤمن به اجمالا نؤمن ايضا بالتفاصيل التي جاءت عنه او جاء ذكرها عن هذه الكتب في كتاب الله او في سنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لا نفرق بين احد منهم فيه ان التكذيب بنبي واحد تكذيب بالجميع والكفر بواحد منهم كفر بالجميع لانه لا يفرق بين نبيا واخر بان يؤمن بنبي ولا يؤمن باخر فالتكذيب بواحد منهم تكذيب بالجميع والكفر بواحد منهم كفر بالجميع لانهم كلهم رسل الله ومبلغون عن الله ومتفقون في اصول الدين وقواعده العظيمة كلمتهم في ذلك واحدة وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف قد خلت النذر اي الرسل من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله. كلمتهم واحدة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى امهاتنا شتى اي الشرائع قد تختلف من نبي الى اخر مثل ما قال الله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. اما العقيدة والاصول واحدة عند جميع النبيين فالمكذب بنبي واحد مكذب بالجميع ان الذين يكفرون ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض فهذا الذي يفرق بين الانبياء والرسل فيؤمن ببعضهم ويكفر ببعضهم هذا كافر كافر بالجميع وكافر بالله سبحانه وتعالى قال ونحن له مسلمون اي منقادون ممتثلون لامر الله مطيعون له عز وجل خاضعون لامره فجمعت الاية بين العقيدة في قوله امنوا الى اخره والشريعة في قوله ونحن له مسلمون قال وقد اخبر ان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين قاموا بهذه الاصول في قوله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير هذه الاية جاءت في خواتيم سورة البقرة ورد فيها الفضل المعروف من قرأ بالايتين من اخر سورة البقرة في ليلة نعم كفتاه اي من كل شر وكل سوء ومن الحكمة في قراءة هاتين الايتين من اخر سورة البقرة انك كل ليلة تجدد الايمان كل ليلة تجدد الايمان. امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فبهذه القراءة مع التدبر وتحقيق ما تقتضيه هذا تجديد للايمان تجديد للايمان كل ليلة وهذا فيه ان تجديد الايمان قوة للمرء وحفظ له وصيانة من الشرور لان آآ المرء بدون الايمان نهبة لاهل الشر من شياطين الانس والجن لكن الايمان الايمان حافظ للعبد باذن الله سبحانه وتعالى وواقي وجالب للامن الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون في اثناء سورة البقرة في نهاية الجزء الاول قال الله قولوا امنا بالله ولم يختم جل وعلا السورة الا وقد اخبر ان الرسول والصحابة حققوا هذا الايمان في اثناء السورة قال قولوا امنا بالله ولم يختم السورة الا وقد اخبر بان النبي والصحب الكرام حققوا الايمان قال امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون وقوله والمؤمنون يدخل فيه الصحابة دخولا اوليا وهذا فيه دليل على خيرية الصحابة وفضلهم وانهم خير امة محمد عليه الصلاة والسلام كما في الحديث قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وهم السابقون السابقون الى الخيرات والامة في الخيرات للصحابة تبع وخير الناس من هذه الامة اكثرهم تأسيا بالصحابة واتباعا لهديهم القويم رضي الله عنهم وارظاهم وشر الناس في هذه الامة ابعدهم عن الصحابة وعن منهج الصحابة وشرهم من يطعن في الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم هذه الاية من سورة البقرة جمعت اصول الايمان التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره. هذه اصول الايمان اجتمعت هذه الاصول في هذه الاية الكريمة كما انها ايضا اجتمعت في قول الله سبحانه وتعالى في السورة نفسها ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فهذه اصول الايمان هذه اصول الايمان التي عليها قيام الايمان. الايمان لا يقوم الا على هذه الاصول واذا اردت ايضاح ذلك فاقرأ الاية التي في سورة ابراهيم الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء واذا كنت ترى الاشجار لا يمكن ان تقوم الا على اصولها فهكذا الدين لا يقوم الا على اصوله اصوله هي هذه امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. هذا الايمان باليوم الاخر واصول الايمان اجتمعت في اه في هذه الاية الاصول التي لا يقوم الدين الا عليها آآ انطلق الشيخ رحمه الله من هذا لبيان اصول الامام بدءا بالاصل الاول الذي هو الايمان بالله وهو اصل اصول الايمان وبقية اصول الايمان تبع له. وهذا ايضا مستفاد من الاية الاية قال الله فيها كل امن بالله هذا اصل الاصول ثم ماذا وملائكته وكتبه ورسله. اذا هذه الاصول تبع للاصل العظيم الذي هو اصل اصول الايمان وهو الايمان بالله سبحانه وتعالى قال الشيخ رحمه الله في بيان هذا الاصل الذي هو اصل اصول الايمان نعم على كل مؤمن ان يؤمن بالله ويدخل في الايمان بالله الايمان بكل ما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونفي اضدادها واركان ذلك ثلاثة الايمان بالاسماء كالعزيز الحكيم العليم الرحيم الى اخرها والايمان بالصفات كالايمان بكمال عزة الله وقدرته وعلمه وحكمته ورحمته والايمان باحكام الصفات ومتعلقاتها كالايمان بانه يعلم كل شيء ويقدر على كل شيء وسعت كل شيء الى اخرها فهذا الايمان بالله المتعلق بالعلم والاعتقاد ثم يتبع هذا الايمان بالله المتعلق والارادة وهو التأله لله والقيام بعبوديته. امتثالا لامره واجتنابا لنهيه. ولهذا كان القيام بالدين كله تصديقا واعتقادا وانقيادا داخلا بالايمان بالله. هذا بيان من المصنف رحمه الله تعالى لما يدخل في الايمان بالله وبين رحمه الله ان ان الذي يدخل في الايمان بالله نوعان الذي يدخل في ايمان بالله نوعان نوع يتعلق العلم والاعتقاد نوع يتعلق بالعلم والاعتقاد وهذا يسميه العلماء التوحيد العلمي. او التوحيد الاعتقادي او توحيد المعرفة والاثبات فهذا نوع ويدخل تحت هذا النوع المعرفة باسماء الله الحسنى وصفاته العلا وافعاله العظيمة هذا من الايمان بالله من الايمان بالله سبحانه وتعالى معرفة الله باسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكماله وايضا يدخل تحت هذا النوع المعرفة بالربوبية ربوبية الله وتفرده بالخلق والرزق والاحياء والاماتة والتدبير فهذا النوع يقال عن التوحيد العملي. ويقال عنها التوحيد الاعتقادي. ويقال عنها توحيد المعرفة والاثبات ويدخل تحته توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وهذا النوع من التوحيد هو مقصود للخلق كما قال الله سبحانه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن. لماذا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما فالله خلقنا وخلق هذه المخلوقات لنعرف الله سعة علمه وشمول قدرته وكمال صفاته وعظمة نعوته جل وعلا لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما ويدخل في الايمان بالله النوع الثاني وهو الذي يتعلق بالحب والارادة وهذا يسمى التوحيد العملي ويسمى توحيد القصد ويسمى توحيد الارادة والطلب ويسمى توحيد العبادة هذه كلها اسماء لمسمى واحد وهذا النوع آآ الذي هو متعلق بالحب والارادة هو التأله لله والقيام بعبوديته امتثالا لامره واجتنابا لنهيه ولهذا كان القيام بالدين كله تصديقا واعتياق واعتقادا وانقيادا داخل بالايمان بالله داخل داخل آآ داخلا بالايمان بالله سبحانه وتعالى وهذا النوع الذي هو النوع الثاني من انواع الايمان الذي هو متعلق بالحب والارادة ويسمى التوحيد العملي ايضا هو مقصود للخلق كما في اية الذاريات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فاذا اخذت مجموع الايتين اية الذاريات واية الطلاق اه تعرف من خلالهما ان آآ التوحيد الذي خلق الله الخلق لاجله نوعان علمي وعملي علمي وعمل العلم دلت عليه اية الطلاق والعمل دلت عليه اية الذاريات ايضا في ضمن بيان الشيخ هنا وضح رحمه الله ان الايمان ليس مجرد اعتقاد او معرفة في القلب او تصديق في القلب بل يدخل في الايمان بالله العمل ولهذا اتفق اهل السنة والجماعة على ان الايمان قول واعتقاد وعمل التأله الذي هو التعبد لله امتثالا لامره واجتنابا لنهيه هذا كله داخل في الايمان بالله ولهذا سيسوق الشيخ رحمه الله ايات توضح دخول الاعمال التي التعبد لله والتقرب اليه سبحانه وتعالى دخولها في الايمان بالله نعم قال رحمه الله وبهذا يعرف ان اطلاق الايمان في كثير من الايات القرآنية يشمل هذا كله. نعم اطلاق الايمان يشمل هذا كله يعني اه ما يتعلق بالمعرفة والاثبات ويشمل ما يتعلق بالارادة والطلب يشمل آآ التصديق والمعرفة ويشمل التعبد والتقرب لله سبحانه وتعالى يشمل هذا وهذا. نعم لانه رتب على المطلق من الامر والمدح والثواب ما رتبه على المقيد فجميع الاوصاف الجميلة داخلة في الايمان وكذلك الايمان التام ينفي الاخلاق الرذيلة. نعم. يعني الايمان الايمان كما انه كما انه يتناول التصديق والاعتقاد والمعرفة التي بالقلب ايظا هو يتناول العمل يتناول العمل والتعبد لله سبحانه وتعالى فجميع الاوصاف الجميلة داخلة في الايمان بالله الاوصاف الجميلة اي الاعمال الصالحة التي امر الله سبحانه وتعالى بها. هذه كلها داخلة في الايمان بالله سبحانه وتعالى وكذلك الايمان التام ينفي الاخلاق الرذيلة ينفي الاخلاق الرذيلة. فترك الحرام والبعد عن الاثام هذا ايضا داخل في الايمان هذا داخل في الايمان بالله ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن لان هذه هذه المعاصي تتنافى مع الايمان التام فلا يكون بوجود هذه المعاصي لا يكون بوجود هذه المعاصي ايمانه تاما بل يكون ايمانه ناقصا بحسب ما ارتكب من المعاصي ولهذا يقال عن من كان كذلك مؤمن ناقص الايمان نعم ومن قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا. لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. اسأل الله ان يجعلنا اجمعين منهم بمنه وكرمه. نعم ووصفهم بالايمان القلبي واعمال القلوب من التوكل والزيادة في الايمان وباعمال الجوارح من اقامة بالصلاة وايتاء الزكاة بالقيام بحقه وحق خلقه. واخبر ان هؤلاء هم الذين حققوا الايمان وان لهم من الله وان لهم من الله المغفرة الكاملة والثواب التام. هذه الايات العظيمة من اوائل سورة الانفال فيها ذكر لاوصاف واعمال المؤمنين الكمل لان الله سبحانه وتعالى قال انما انما المؤمنون مراد بالمؤمنون هنا المؤمنون الكمل الذين كملوا الايمان وحققوه ولهذا ختم الايات بقوله سبحانه وتعالى اولئك هم المؤمنون حقا اي الذين حققوا الايمان وكملوا الايمان فذكر سبحانه وتعالى من صفاتهم انهم اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اي من خشية الله وخوفه وتعظيمه في قلوبهم انما يخشى الله من عباده العلماء ففي قلوبهم خشية وخوف من الله واذا ذكر الله وجلت قلوبهم اي خوفا من الله سبحانه وتعالى واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا لان الايات والمراد بها المتلوة القرآن الكريم تزيد الايمان مثل ما قال الله سبحانه وتعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا زادتهم ايمانا وهم يستبشرون فالمؤمن يزيده القرآن وتلاوة القرآن وتدبر القرآن يزيده ايمانا الى ايمانه يزيده ايمانا الى ايمانه وهذه الاية فيها الحث على تلاوة القرآن بالتدبر وان وان هذا من اعظم اسباب زيادة الايمان وقوته وثباته باذن الله سبحانه وتعالى وعلى ربهم يتوكلون اي حققوا في قلوبهم صدق التوكل على الله وتمام الثقة به. والاعتماد عليه وحسن تفويض الامور اليه سبحانه وتعالى وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اي يقيمون الصلاة التي كتبها الله عليهم يحافظون عليها باركانها وشروطها واجباتها وسننها ومستحباتها تكميلا لها وتتميما ومما رزقناهم ينفقون هذا فيه ايتاء الزكاة بالقيام بحق المال وادائه كما امر الله سبحانه وتعالى فجمع في اوصافهم صلاح قلوبهم بالاعمال الصالحة واستقامة جوارحهم على طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا قال في تمامها اولئك هم المؤمنون حقا اي اهل هذه الاوصاف اي اهل هذه الاوصاف اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. نعم وقال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. الى ان قال اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون فاخبر عنهم بالفلاح وبشرهم بالمنازل العالية كما وصفهم بالايمان الكامل الذي اثر في قلوبهم الخضوع والخشوع في اشرف العبادات وحفظ السنتهم بخروجهم وجوارحهم وبايقام الصلاة وايتاء الزكاة ومراعاتهم للامانات الشاملة لحقوق الله وحقوق خلقه. وانهم لها قائمون بها وبالعهود التي بينهم وبين الله والتي بينه وبين خلقه نعم هذه الايات من اوائل سورة المؤمنون فيها اوصاف اوصاف المؤمنين الكمل اوصاف المؤمنين الكمل الذين قد تحقق فلاحهم لان قوله قد افلح المؤمنون اي تحقق فلاح المؤمنون الذين هذه اوصافهم الذين هذه اوصافهم ذكرها الله سبحانه وتعالى صفة تلو الاخرى وهذا فيه الشاهد لما ذكره المصنف قريبا ان الامام يدخل في جميع الاوصاف الجميلة وكذلك الايمان التام ينفي الاخلاق الرذيلة ينفي الاخلاق الرذيلة فانظر لما ذكر الله سبحانه وتعالى ذكر اوصاف المؤمنين الكمل ذكرها على نوعين نوع منها فعل للاوصاف الجميلة والاعمال الجليلة والطاعات العظيمة ونوع منها تجنب الاعمال السيئة مثل قوله والذين هم عن اللغو معرضون ومثل قوله والذين هم لفروجهم حافظون فهذا فيه بعدهم عن الاوصاف الذميمة الاخلاق المشينة والاعمال السيئة وهذا فيه ان الايمان كما انه يدخل فيه فعل المأمور فانه يدخل فيه ترك المنهي الايمان كما انه يدخل في فعل المأمور فانه يدخل فيه ترك المنهي لان الله سبحانه وتعالى لما ذكر اوصاف المؤمنين ذكر من اوصافهم فعل المأمورات وذكر من اوصافهم ترك المنهيات فالايمان يتناول هذا ويتناول هذا نعم وقد ذكر ما يشبه ذلك في سورة المعارج وكذلك ذكر الله خصال الايمان في قوله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر الايات وحيث اطلق الله الايمان او اثنى على المؤمنين مطلقا دخلت فيه جميع هذه الامور. نعم اه قال وكذلك ذكر الله خصال فخصال الايمان في قوله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر الى تمام الاية هذه الاية العظيمة من سورة البقرة تعرف باية البر لانها جمعت خصال البر قال جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس. اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون جمعت هذه الاية اوصاف البر واذا تأملت هذه الاوصاف تجد انها على قسمين القسم الاول عقيدة القسم الاول عقيدة واصول يقوم عليها دين الله وهي التي ذكرت في اول الاية ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذي اصول اه لا يقوم الدين الا عليها ولا تقبل الاعمال الا بها ولهذا قال الله سبحانه ومن يكفر بالايمان نعم قد فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. لا يقبل العمل الا بهذه الاصول ولهذا ذكرت قبل ذكرت قبل الاعمال لان الاعمال لا تقوم الا على هذه الاصول والقسم الثاني الاعمال بدلا من قوله واتى المال على حبه الى تمام الاية فالدين افادت الاية ان الدين عقيدة وسريعة علم وعمل آآ ايمان واسلام واستسلام مثل ما مر معنا في الاية الاولى امن الرسول آآ نعم الاية الاولى قولوا امنا بالله ثم ختم بقوله ونحن له مسلمون والاية التي بعدها قال امن الرسول ثم قال وقالوا سمعنا واطعنا فالدين عقيدة وسريعة علم وعمل نعم وحيث اطلق الله الايمان او اثنى على المؤمنين مطلقا دخلت فيه جميع هذه الامور. نعم حيث اطلق الايمان فانه تناول الدين كله حيث اطلق الايمان يعني لم يذكر مقيدا فانه يشمل الدين كله يشمل الدين كله اه يشمل العقيدة ويشمل العبادة ويشمل الاخلاق ويشمل البعد عن اه الاثام ولهذا آآ لا يقول المرء عن نفسه انا مؤمن هكذا لان الايمان اذا اطلق يشمل الدين كله ولكن يقول مؤمن ان شاء الله لا يزكي نفسه لا لا يزكي نفسه. يقول انا مؤمن ان شاء الله او انا مؤمن ارجو لان الايمان اذا اطلق الايمان اذا اطلق يشمل الدين كله فما الذي يدعي لنفسه انه كمل الدين كله واما اذا قيد يكون بحسب ما قيد به ولهذا في الاية قال قولوا امنا بالله يصح ان يقول من امنت بالله او انا مؤمن بالله لكن لما يقول انا مؤمن هكذا بالاطلاق هذا يشمل الدين كله فلا يزكي نفسه بل يقول انا مؤمن ان شاء الله او انا مؤمن ارجو نعم وقد يخص بعضها بالذكر ولكنها متلازمة لا يتم بعضها الا ببعض. نعم قد يخص بعضها بالذكر يعني قد في في ايات يخص بعضها بالذكر مثل يخص الايمان بالله او يخص الايمان بالرسول عليه الصلاة والسلام مثل الايات التي بدأ بها الشيخ فقد يخص يعني بعضها بالذكر قد يخص بعضها بالذكر ولكنه متلازمة لا يتم بعضها الا ببعض لا يتم بعظها الا ببعظ. نعم قال رحمه الله تعالى ومن الايمان بالملائكة الايمان بانهم قد جمعوا خصال الكمال ونزاهم الله في اصل خلقتهم من جميع المخالفات. وهم عباد مكرمون عند ربهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقد جعل الله كثيرا منهم وظائفهم التدبير لحوادث العالم واقسم بهم في عدة ايات وهم المدبرات امرا والمقسمات والملقيات للانبياء والرسل والملقيات للانبياء والرسل ذكرى عذرا او نذرا. وهم الحفظة على بني ادم يحفظونهم بامر الله من المكاره ويحفظون عليهم اعمالهم خيرها وشرها. وقد وصفوا في الكتاب والسنة بصفات جليلة يتعين على العبد الايمان بكل ما اخبر به الله ورسوله عنهم وعن غيرهم. نعم ان الشيخ الان يواصل شرح اصول الايمان ذكر سابقا ما يتعلق بالايمان بالله سبحانه وتعالى وما يدخل فيه ثم ذكر هنا الاصل الثاني من اصول الايمان وهو الايمان بالملائكة الايمان بالملائكة وذكر ما يدخل في هذا الاصل العظيم والملائكة خلق من خلق الله سبحانه وتعالى وجند من جنوده جل وعلى خلقهم سبحانه وتعالى من نور وذكر جل وعلا في كتابه امورا تتعلق اسماء الملائكة واعداد الملائكة وصفات الملائكة ووظائف الملائكة ذكر ذلك في مواطن في مواطن من القرآن وجاء في النصوص عد الايمان بالملائكة اصل من اصل من اصول الايمان وان الايمان لا يكون الا بالايمان بهم فهو اصل من اصول الايمان التي لا ايمان الا بها ولا قبول للاعمال الا بها والايمان بالملائكة هو ايمان اسمائهم واوصافهم واعدادهم ووظائفهم هذه الاربع هو الايمان باسمائهم واعدادهم واوصافهم ووظائفهم. اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما افصل فكلما ورد عنهم سواء مما يتعلق بالاسماء او ما يتعلق بالاوصاف او ما يتعلق بالاعداد او ما يتعلق بالوظائف نؤمن به اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما افصل وكل من هذه الاربع فيها اشياء مجملة وفيها اشياء مفصلة فنؤمن بذلك كله نؤمن بذلك كله والشيخ رحمه الله ذكر عبارة هنا مختصرة تؤدي المقصود في الايمان بالملائكة وانهم فجمعوا خصال الكمال ونزههم الله سبحانه وتعالى في اصل خلقتهم عن المخالفة وانهم لا يعصون الله ما امرهم وانهم عباد مكرمون وانهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون وجعل لهم وظائف وكل منهم قائم بوظيفته على التمام والكمال ما منهم من يعصي الله سبحانه وتعالى لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون نعم قال رحمه الله تعالى ومن الايمان بالرسل صلوات الله وسلامه عليهم الايمان بان الله اختصهم بوحيه ورسالته وجعلهم وسائط بينه وبين عباده في تبليغ رسالاته وامره وشرعه وجمع فيهم من صفات الكمال ما فاقوا فيه الاولين والاخرين من الصدق العظيم والامانة التامة والقوة العظيمة والشجاعة والعلم العظيم والدعوة والتعليم والارشاد والهداية والنصح التام والشفقة والرحمة بالعباد والحلم والصبر الواسع واليقين الكامل فهم اعلى الخلق علوما واخلاقا. واكملهم اعمالا وادابا. وارفعهم عقولا اصوبهم اراء واسماهم نفوسا تارهم الله واصطفاهم وفضلهم واجتباهم بهم عرف الله وبهم وحد وبهم عرف الصراط المستقيم وعلى اثارهم وصل اهل الجنة الى كل نعيم فلهم على العباد الايمان بهم والاعتراف بكل ما جاءوا به ومحبتهم وتعذيرهم وتوقيرهم واحترامهم واقتفاء اثارهم والاهتداء بهديهم نعم قال ومن الايمان بالرسل هذا شروع في بيان الاصل الثالث من اصول الايمان وهو الايمان بالرسل الكرام عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم اجمعين والرسل هم صفوة العباد وخيرهم استباهم الله سبحانه وتعالى واصطفاهم الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. فهم مصطفون مجتبون من خلق الله سبحانه وتعالى فهم خيار الخلق آآ اه اوحى اليهم الله سبحانه وتعالى وحيه الحكيم وذكره العظيم ليبلغوه للناس تبلغوا البلاغ المبين. والرسول مهمته ابلاغ كلام من ارسله. وما على الرسول الا البلاغ فبلغ الرسل وحيا الله تاما كاملا ونصحوا اممهم ما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروا اممهم منه وهم وسائط بين الله وبين خلقه في ابلاغ شرعه وبيان دينه سبحانه وتعالى لعباده واتصفوا باعلى الصفات واجمل الاخلاق من الصدق والامانة والوفاء والشجاعة والقوة والثبات الى غير ذلك من الاوصاف العظيمة كما انهم كانوا هداة للخلق دعاة للحق نصحاء البشرية ما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروهم منه قال فهم اعلى الخلق علوما واخلاقا واكملهم اعمالا وادابا وارفعهم عقولا واصوبهم اراء واسماهم نفوسا. ولهذا هم القدوة للناس اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتدى هم قدوة الناس لانهم ازكى الناس واقوم الناس بطاعة الله وعبادته وامتثال امره سبحانه وتعالى نعم وهذه الامور ثابتة لجميع الانبياء ولنبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الاوصاف اعلاها واكملها فلقد جمع الله به من الكمال ما فرقه في غيره من الانبياء والاصفياء وله على امته ان يقدموا على محبة انفسهم واولادهم ووالديهم والناس اجمعين. وان يقوموا بحقه وهو القيام بشرعه وتعلمه وتعليمه واتباعه ظاهرا وباطنا. ويعتقد انه خاتم الانبياء وافضل الخلق باجمعين وانه اصدق الخلق وانصحهم واعظمهم في كل خصلة حميدة. ومن ومنقبة جميلة وانه اكمل الله به الدين واتم به النعمة على المؤمنين وشرح له صدره ووضع عنه وزره له ذكره وخصه بخصائص لم تكن لاحد قبله من الرسل. وايده بالايات البينات والمعجزات ذات الظاهرات والبراهين القواطع والانوار السواطع. نعم لما ذكر يعني ما يتعلق بعموم الرسل من اتصافهم باكمل الصفات وانهم صفوة الخلق وخيارهم وقدوتهم قال ان هذه الامور الثابتة لجميع الانبياء هي ثابتة لنبينا عليه الصلاة والسلام باعلى ما تكون ولنبينا من هذه الاوصاف اعلاها واكملها لان الله سبحانه وتعالى جمع له من الكمال وعظيم الخصال ما فرقه في غيره من الانبياء والاصفياء ثم بين حقه عليه الصلاة والسلام على امته وان له على امته ان يقدموا محبته على محبتهم لانفسهم آآ والديهم واولادهم والناس اجمعين كما قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب الي من والده ووالده من والده وولده والناس اجمعين وذلك ان شأنه عليه الصلاة والسلام كما اخبر الله اولى بكل مؤمن ومؤمنة من نفسه قال الله تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وهذه وهذا الوصف العظيم والبيان العظيم لقدر النبي ومقامه الكريم عليه الصلاة والسلام يتناول معاني عظيمة جدا النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم هذا يفيد امورا عديدة منها انه عليه الصلاة والسلام انصح لنفسك منك واحرص على نفسك من نفسك لانه اولى بنفسك منك لانه اولى بنفسك منك عليه الصلاة والسلام فهو انصح لكل مؤمن من نفسه واحرص على نفس المؤمن من نفسه عليه الصلاة والسلام لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز علي ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم يدخل في الاية تقديم محبته على محبة النفس لانه اولى بالمؤمنين من انفسهم فمحبته مقدمة على محبة انفسهم واهليهم ووالديهم والناس اجمعين ويدخل فيها اتباعه عليه الصلاة والسلام اذا كان اولى بنفس المؤمن من نفسه واحرص على نفسه من نفسه فيجب ان تقدم طاعته ويقدم اتباعه على اتباع النفس وقد جعل الله سبحانه وتعالى اتباع هذا الرسول علامة على صدق المحبة محبة الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم نعم قال رحمه الله تعالى صفاته صلى الله عليه وسلم من اكبر الادلة على صدقه وانه رسول الله حق اه وما بعث به من الهدى والرشد والرحمة والعلوم الربانية والمعارف الالهية والعبوديات الظاهرة والباطنة المزكية للقلوب المنمية للاخلاق المثمرة لكل خير من اعظم البراهين على وانها من عند الله. نعم يقول يعني قبل هذه الجملة انه ايده بالايات البينات والمعجزات الظاهرات والبراهين القواطع والانوار السواطع التي تدل على صدقه ثم شرع رحمه الله بالاشارة الى شيء من البراهين البراهين الدالة على صدق هذا الرسول وانه مرسل من رب العالمين. فذكر اول ذلك ان صفاته عليه الصلاة والسلام من اكبر الادلة على صدقه ان صفاته من اكبر الادلة على صدقه وانه رسول رسول الله حقا فمن يتأمل صفاته وما بعث به من الهدى والرشد والرحمة والعلوم الربانية والمعارف الالهية الى غير ذلك هذه كلها براهين على صدق رسالته وانه وانها من عند الله نعم وما جاء به من القرآن العظيم وما احتوى عليه من علوم الغيب والشهادة ومن علوم الظاهر والباطن ومن علوم الدنيا والدين والاخرة ومن الهداية الى كل خير والتحذير من كل شر. ومن الارشاد الى اقوم الطرق واهدى السبل واقرب الوسائل وارجح الدلائل كل ذلك دليل وبرهان على انه من عند الله. تنزيل من حكيم حميد وان ما جاء به هو الرسول الامين وان من جاء به هو الرسول الامين والصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. نعم وهذا ايضا من البراهين على صدق الرسول هذا القرآن الذي جاء به وهي وهو المعجزة الخالدة او الاية الخالدة الى قيام الساعة ما احتوى عليه من علوم الغيب والشهادة ومن علوم الظاهر والباطن علوم الدنيا والدين والاخرة ومن الهداية الى كل خير والتحذير من كل شر ومن الارشاد الى اقوم الطرق واهدى السبل واقرب الوسائل وارجح الدلائل كل ذلك دليل وبرهان على انه من عند الله. نعم ولهذا نقول ومن الايمان بالله ورسوله الايمان بهذا القرآن العظيم. وانه كلام الله حقيقة منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وانه تكلم به حقا بلغه جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم وبلغه محمد صلى الله عليه وسلم لامته فنقلته الامة كلها باسرها قرنا بعد قرن. نعم كما قال الله عز وجل وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. نعم ولهذا كان هذا القرآن متواترا تواترا لا يقاربه شيء من الكلام المنقول. وهذا من الله فانه تعالى انزله وتكفل بحفظه ومن تمام الايمان به التصديق التام بكل خبر اخبر به عن الله وعن المخلوقات وعن امور الغيب غيرها وانه لا يمكن ان يأتي خبر صحيح ينقضه او يرد بما يخالف الحس او يرد بما يخالف الحس بل بل يعلم ان كل ما خالفه فانه باطل بنفسه ومن تمام الايمان به الاقبال على معرفة معانيه. والعمل بكل ما دل عليه بالتصديق باخباره وامتثاله لاوامره واجتناب نواهيه. نعم يعني من تمام الايمان بالقرآن التصديق بكل الاخبار التي في القرآن. ومن تمام الايمان بالقرآن الاقبال على معارفه ومعانيه والعمل بهداياته بل لا يكون المرء من اهل القرآن الا بهذا كما قال الله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اي قراءة وحفظا وفهما وعملا بالقرآن العظيم نعم وقد وصف الله القرآن بانه هدى ورحمة وشفاء لما في الصدور من امراض الشبهات وامراض الشهوات وانه تبيان لكل شيء. فما من شيء يحتاجه الناس في امور دينهم ودنياهم الا قد بينه اتم بيان. وامر عند التنازع في الامور كلها ان ترد اليه. فيفصل فيفصل النزاع ويحل ويحل المتشابهات بلفظه الصريح او بمعانيه المتنوعة التي بينتها السنة وبلغها النبي صلى الله عليه وسلم لامته امر العباد بتدبره والتفكر في معانيه. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب نعم واخبر ان احكامه احسن الاحكام. واخباره اصدق الاخبار ومواعظه انجع المواعظ وهو المبين لكل ما يحتاجه الخلق وهو المفصل لجميع العلوم كله محكم من جهة الحكم والحكم والاتقان والانتظام. وكله متشابه في حسنه وبيانه وحقه وتصديق بعضه لبعض. وبعضه محكم من جهة التوضيح والتصريح. وبعضه متشابه من جهة الاجمال والاطلاق يجب ترجيعه ورده الى المحكم. ليتضح الامر ويزول اللبس. فيه الدليل والمدلول يحتوي على جميع الادلة النقلية والعقلية والفطرية. قد جمع الله فيه كل خير ونفع للعباد. قال رحمه الله تعالى في وصف القرآن قال كله محكم من جهة الحكم والحكم والاتقان والانتظام كله محكم كما قال الله عز وجل كتاب احكمت اياته هذا وصف القرآن كله وايضا كله متشابه القرآن كله متشابه اي في حسنه وبيانه وحقه وتصديق بعضه ببعض. كما قال الله سبحانه وتعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. هذه صفة للقرآن كله والاحكام الاول يسمى الاحكام العام والتشابه يسمى التشابه العام وهو يختلف عن الاحكام والتشابه الذي ذكر في الاية التي في اوائل سورة ال عمران قول الله تعالى هو هو الذي نزل هو ان هو الذي نزل الكتاب. نعم. هو الذي انزل عليك الكتاب نعم هو الذي انزل عليك الكتاب هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات ان ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب فهذه الاية ذكر الله سبحانه وتعالى فيها احكاما خاصا وتشابها خاصة يختلف عن الاحكام العامة الذي وصف القرآن كله والتشابه العام الذي هو وصف للقرآن كله فان الاحكام العام الذي هو وصف للقرآن كله هو من جهة الحكم والحكم والاتقان والانتظام والتشابه العام الذي وصف للقرآن كله ومن جهة الحسن والتجانس والتوافق وانه لا يعارظ بعظه بعظا وان بعظه يؤيد بعظا وان بعظه يصدق بعظا اما الاحكام والتشابه الذي في هذه الاية منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فهذا معناه كما قال الشيخ اه اه معناه قال وبعضه محكم من جهة التوضيح والتصريح محكم اي بين واضح الحكم واظح فيه ظاهر وبعضه متشابه من جهة الاجمال والاطلاق يعني اه يكون معناه مشتبه ليس واضحا لكل احد وطريقة الراسخين في العلم ان ما تشابه عليهم من ايات القرآن ردوه الى ماذا الى المحكم فزال الاشتباه وطريقة ال الزير يتبعون ما تشابه منه. ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله اه الحاصل ان هذا كله من الايمان بالقرآن آآ العظيم الذي هو خاتم خاتمة الكتب المنزلة فلا كتاب بعده كما ان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين فلا نبي بعده وشريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيق وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانية وسره. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا. انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل. ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين. ونفس كرب المكروبين واقضي الدين عن المدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. ربنا اتنا في دنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعل الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا. امين. ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك