بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى الايمان باليوم الاخر. ومن تمام الايمان بالله ورسله وكتبه الايمان باليوم الاخر وهو كل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت بالاحوال الموت والبرزخ والقبر والقيامة والجنة والنار. ومتعلقات ذلك كله. داخل بالايمان باليوم الاخر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد فهذا بيان اصل عظيم من اصول الدين وركن عظيم من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر هو يوم الجزاء والحساب اليوم الذي يلقى فيه المرء جزاء عمله فيه يجزي الرب سبحانه وتعالى ان نحسن باحسانه والمسيء باساءته ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى هذا الايمان باليوم الاخر يتناول كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى كل ما يكون بعد الموت ولهذا فان هذا التعريف الذي ذكره رحمه الله تعالى من من اجمع التعاريف للايمان باليوم الاخر فالايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت مما اخبرت به رسل الله الايمان بكل ما يكون بعد الموت مما اخبرت به رسل الله ولهذا فان فتنة القبر وعذاب القبر ونعيم القبر الايمان به من الايمان باليوم الاخر لان القبر هو اول منازل الاخرة ومن مات قامت قيامته ومن مات قامت قيامته وقد جاء في الحديث الذي رواه الامام احمد في مسنده وغيره ان عثمان ابن عفان رظي الله عنه وقف على حافة قبر فبكى حتى بل لحيته فقيل له وقفت على على القبر فبكيت يأتي ذكر الجنة والنار يأتي ذكر الجنة والنار فلا تبكي قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان القبر اول منازل الاخرة فمن نجا منه كان ما بعده ايسر فمن نجا منه كان ما بعده ايسر فالحاصل القبر هو اول منازل الاخرة ومن مات قامت قيامته. ولهذا التعريف الجامع للايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت قل ما يكون بعد الموت لان بالموت تنتهي الدنيا وتبدأ الاخرة والموت يعد فاصلا بين دار العمل ودار الجزاء على العمل الموت فاصلا فاصل بين العمل وبين الجزاء على العمل فبالموت تنتهي فرصة العمل تنتهي فرصة العمل لان دار العمل تنتهي بالموت ويبدأ الحساب ويبدأ الحساب وتبدأ المجازاة على الاعمال والمجازاة على الاعمال تكون اول ما تبدأ مع المرء في قبره فاما ان يكون منعما في قبره او ان يكون معذبا فيه قال الشيخ رحمه الله في تعريف الامام باليوم الاخر وهو كل ما جاءت به كل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت هذا اجمع ما يكون في تعريف الايمان باليوم الاخر ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت وما بعده هو اشارة الى بعض هذه التفاصيل لكن التعريف هو هذا ما الايمان باليوم الاخر هو الايمان بما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت نعم وقد تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم الاحاديث المتنوعة في فتنة القبر وعذابه ونعيمه وان الميت ان الميت تعاد اليه روحه في قبره فيسأل عن ربه ودينه ونبيه فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن الله ربي ومحمد نبيي والاسلام ديني فيفسح له في قبره وينور له فيه. وينعم فيه الى يوم القيامة. كما وصف ذلك وفصل في السنة واما الكافر والمنافق فيضله الله عن الصواب لظلمه وكفره في ضيق عليه قبره. ولا يزال يعذب الى ان تقوم الساعة. نعم قال رحمه الله تعالى وقد تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم الاحاديث في فتنة القبر وعذابه ونعيمه وهذا حديث من المصنف رحمه الله تعالى عن اول ما يكون مما يتعلق باليوم الاخر وهو ما يكون في القبر وهو ما يكون في القبر من فتنة ثم ما يتبع هذه الفتنة من عذاب او نعيم وكما ذكر المصنف تواترت الاحاديث بذلك عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان الناس يفتنون في قبورهم وانهم من بعد هذه الفتنة يكونون في قبورهم اما في نعيم او في عذاب اما في نعيم او في عذاب. فمنهم من قبره روضة من رياض الجنة ومنهم من قبره حفرة من حفر النار الفتنة في القبر جاء بيانها في السنة وانه يأتي ملكان يقال لاحدهما المنكر والاخر النكير فيجلسان الميت ويقولان من ربك ما دينك؟ من نبيك ولهذا فان اسئلة فتنة القبر معينة ومعلومة الاسئلة معينة ومعلومة هذه الثلاثة الاسئلة هي التي يسأل عنها الميت في في قبره وسبحان الله اذا كان المرء سيدخل اختبارا مهما بالنسبة له ثم كانت الاسئلة معينة محددة كيف ستكون عنايته بها كيف ستكون عنايته بالاسئلة اذا كان سيدخل اختبار وقيل له الاسئلة ثلاثة الاول كذا الثاني كذا الثالث كذا لا شك ان عناية عنايته ستكون بها عظيمة جدا لهذا ينبغي على المسلم ان ان تعظم عنايته بهذه الاصول الثلاثة وانصح متقربا بنصيحة هذه الى الله سبحانه وتعالى كل مسلم ان يقرأ قراءات متكررة بل يحفظ ان استطاع كتاب الاصول الثلاثة للامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله فان الله سبحانه وتعالى اكرم هذا الامام وفتح عليه بافراد هذه الاصول الثلاثة في رسالة خاصة ولا اعلم احدا سبقه رحمه الله تعالى بافرادها. يأتي شرحها في ثنايا كلام اهل العلم لكن افرادها في رسالة خاصة مبسطة واضحة مدعومة بالادلة والبراهين من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله وعليه وسلم فهذه من الفتوحات التي فتح الله سبحانه وتعالى بها على هذا الامام رحمه الله فهذه الاصول الثلاثة يحتاج المسلم ان يحيا معها وان تكون هي حياته فاذا كانت كذلك كان من كان من الفائزين في هذا الامتحان لان الثبات في الامتحان راجع الى الثبات مع هذه الاصول في هذه الحياة ثبات يتبعه تثبيت فاذا ثبت المرء على هذه الاصول في حياته ثبته الله ولهذا قال الله سبحانه وتعالى يثبت الله الذين امنوا يثبت الله الذين امنوا في الحياة الدنيا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء فالمثبت هو الله وموجب التثبيت وسبب نيله الثبات على هذه الاصول وعلى الايمان في هذه الحياة الدنيا ولهذا جاءت السنة بما يجعل المرء باستمرار يستذكر هذه الاصول كل يوم كل ليلة ولهذا مع كل اذان شرع لنا ان نستذكر هذه الاصول الثلاثة كما في حديث سعد ابن ابي وقاص في صحيح مسلم وفي غيره اذا قال المؤذن اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله يقال وانا اشهد رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا قال عليه الصلاة والسلام من قال ذلك غفر له ذنبه غفر له ذنبه وثبت ايضا اه عن نبينا عليه الصلاة والسلام آآ ان مما يشرع ان يقوله المسلم كل صباح ثلاث مرات وكل مساء ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا والحديث بذلك ثابت عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فهو من الاذكار التي يواظب عليها المسلم كل صباح ومساء يجدد يجدد بهذا الذكر الايمان بهذه الاصول. ولهذا ينبغي ان ان نفهم ان الاذكار المشروعة الموظفة منها والمطلقة كلها تجديد للايمان وتمتين للعقيدة وتقوية للصلة بالله سبحانه وتعالى ليست مجرد كلمات تقال فقط بل هي كلمات تحمل اعظم المعاني واجل الاصول واهم المقاصد وذكر الله بها في هذه الاوقات المعينة في السنة هو تجديد للايمان وتقوية للصلة بالله سبحانه وتعالى الحاصل ان هذه الاصول اصول عظيمة جدا وينبغي لمن اراد لنفسه النجاة والفوز ان يعتني بها. من ربك ما دينك؟ من نبيك قال فيقول المؤمن الله ربي ومحمد نبي والاسلام ديني. ظاهر الجواب انه سهل لكنه في ذلك الموطن يحتاج الى تثبيت من الرب العظيم. نسأل الله ان يثبتنا اجمعين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة بعد النجاح في هذه الفتنة قال المصنف فيفسح له في قبره وينور له فيه وينعم فيه الى يوم القيامة كما وصف ذلك وفصل في السنة اي في احاديث عديدة عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال واما الكافر والمنافق فيظله الله عن الصواب لظلمه وكفره فيظيق عليه قبره ولا يزال يعذب الى ان تقوم الساعة. نعم ومن المذنبين من يعذب في القبر مدة بقدر ذنوبه. ثم يرفع عنه العذاب. ومنهم من يرفع عنه بشفاعة او دعاء او صدقة او نحو ذلك. مراد الشيخ رحمه الله بهذا ان ينبه الى ان عذاب بالقبر على نوعين عذاب القبر على نوعين النوع الاول عذاب الكافر والمنافق والمشرك فهذا عذابه دائم مستمر لا ينقطع مستمر دائم لا ينقطع مثل ما انه يوم القيامة اذا دخل النار فعذابه فيها دائم لا ينقطع والنوع الثاني من العذاب عذاب القبر عذاب العصاة عذاب العصاة عصاة آآ اهل الايمان عصاة الموحدين الذين لم تبلغ معاصيهم حد الكفر بالله الناقل من الملة فهؤلاء يعذبون عذابا يختلف عن عذاب الكافر بل هو كما قال المصنف رحمه الله مدة بقدر ذنوبهم مدة بقدر ذنوبهم فعصاة الموحدين عذابهم في قبورهم على قدر معاصيهم على قدر معاصيهم مثل ما انهم يوم القيامة اذا اوجبت معاصيهم دخولهم النار فانهم لا يخلدون فيها بل يعذبون في النار على قدر ذنوبهم ثم يخرجون منها. فهكذا الشأن في القبر هكذا اجسام في القبر يعذبون فيه على قدر ذنوبهم ثم يرفع عنه العذاب ثم يرفع عنه العذاب ومنهم من يرفع عنه العذاب بالشفاعة او دعاء او صدقة او نحو ذلك وهذه الامور حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم لانها تنفع الموتى تنفع الموتى الدعاء لهم الصدقة الصدقة عنهم فهذه تنفع تنفع الميت ينفع الميت باذن الله سبحانه وتعالى اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له فالصدقة الجارية تنفعه والدعاء دعاء ولده دعاء قرابته دعاء المسلمين ينفعه نسأل الله عز وجل ان يغفر لنا ولموتانا وموتى المسلمين نعم ثم اذا تكامل الادميون وماتوا جميعا امر تعالى اسرافيل بالنفخ في الصور فيخرجون من قبورهم الى موقف يوم القيامة. حفاة عراة غرلا. مهطعين الى كانهم الى نص يوفدون يوم يوم يحشر المتقون الى الرحمن وفدا ويساق المجرمون الى جهنم وردا يقفون موقفا عظيما. لا تتصور العقول عظمه وفظاعته وهوله ولكن الله يخففه على المؤمنين. قال رحمه الله تعالى ثم اذا تكامل الادميون وماتوا جميعا وماتوا جميعا. الموت الذي يكون للجميع في اخر الزمان يكون بنفخة ينفخها ملك الصور في الصور فيصعق الجميع ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ في رافئ اذا هم قيام ينظرون فاذا تكاملوا اه اجمعين موتا بعد ذلك يأمر الله سبحانه وتعالى ملك السور بالنفخ فيه النفخة الاخرى ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون وهذه تسمى نفخة البعث والاولى نفخة الصعق والموت ينفخ هذه النفخة الاخرى يخرجون من قبورهم الى موقف يوم القيامة قال رحمه الله امر تعالى اسرافيل اه هذا الملك ذكر في الاحاديث فيما تعلق بهذا الامر بالوصف قال كيف انعم وقد التقم ملك الصور وبعض اهل العلم عين اسمه وانه اسرافيل استنباطا لكن لم يأتي في اه في نص عن نبينا صلى الله عليه وسلم التصريح بذلك. لكن بعظ اهل العلم اخذ ذلك استنباطا من بعض عمومات الاحاديث فيخرجون من قبورهم الى موقف يوم يوم القيامة. حفاة عراة غرلا حفاة اي لا نعال عليهم. عراة اي لا ملابس تسترهم وتغطيهم غرلا اي غير مختونين وجاء ايضا في بعض الاحاديث بهما وفسره النبي صلى الله عليه وسلم قال اي ليس معهم من الدنيا شيء ليس معهم من الدنيا شيء حتى لو كان الرجل يملك من الدنيا مثل ما كان يملك قارون فانه يقف من في ذلك اليوم وليس معه من الدنيا ولا فلس واحد ليس معهم من الدنيا شيء وانما يقفون ومعهم الحسنات والسيئات يقفون ولهذا القصاص يوم القيامة ليس بالدراهم ولا بالدنانير وانما هو بالحسنات والسيئات فيقفون حفاة عراة غرلا هذا حقيقة ايظا فيه تنبيه ينتبه له حفاة عراة يعني هذا يوضح انه فعلا لا يكون معهم من الدنيا اي شيء يعني حتى ما يستر به عورته او او يقي به قدميه في مشيه ووقوفه ليس ماء من الدنيا شيء يقفون كما خلقهم الله حتى عائشة اهمها الامر رضي الله عنها لما سمعت ذلك قالت يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض قال الامر اعظم من ان يهمهم ذلك اعظم من ان يهمهم ذلك فالامر عظيم والخطب جسيم وكل في ذلك اليوم لا يرجو الا شيئا واحدا نجاة نفسه وفكاكها من عذاب الله ونجاتها من النار ليس له هم الا هذا هذا الامر يقفون فقال رحمه الله فيخرجون من قبورهم مهطعين الى الداء كانهم الى نصب يوفظون النصب العلمي يعني كأنه كأنه نصب لهم علم يتجهون اليه فكلهم يتجه بذل وخضوع وانقياد الى هذا الموطن الذي آآ يحشر فيه ويجمع فيه الاولون والاخرون على صعيد واحد ثم صفة حشر آآ المتقين كما قال رحمه الله يوم يحشر المتقون الى الرحمن وفدا يحشر المتقون كما جاء في اواخر سورة مريم وفدا اي مكرمين معززين لهم كرامتهم ولهم مكانتهم فيحشرون وفدا وانظر ذكرى الله عز وجل باسم الرحمن لعظيم نصيبهم من رحمة الله سبحانه الى الرحمن فلهم حظ عظيم من رحمة الله في ذلك اليوم ونصيب وافر. ولهذا قال الى الرحمن الى الرحمن فذكر ذلك باسم الرحمن لما لهم من النصيب الوافر والحظ العظيم من رحمة الله سبحانه وتعالى بخلاف المجرم فان المجرمين يساقون الى جهنم وردا اي عقاشا في اشد ما يكونون من العطش يساقون الى الى جهنم. هؤلاء يساقون الى يحشرون الى الرحمن وفدا مكرمين اه منعمين معززين وهؤلاء يحشرون وردا اي عطاسا قال فيقفون موقفا عظيما لا تتصور العقول عظمه وفظاعته وهوله اولا من حيث المدة الزمنية فالموقف اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بل دل القرآن على ذلك انه مقداره خمسين الف سنة مقداره خمسين الف سنة المعمر في الدنيا كم عمره ثمانين تسعين مئة مئة وعشرين ماذا تقارن ماذا يقارن العمر القصير في هذه الدنيا مع موقف يوم القيامة؟ مقداره خمسين الف سنة مقداره خمسين الف سنة يقول الشيخ رحمه الله ولكن الله يخففه على المؤمنين ولكن الله يخففه عن المؤمنين ما نوع هذا التخفيف يوم مقداره خمسين الف سنة جاء في المستدرك للحاكم بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يهون ذلك اليوم على المؤمن فيكون كمقدار ما بين الظهر الى العصر فيكون كمقدار ما بين الظهر الى العصر قال في تحديد المدة التي يهون فيها قال ما بين الظهر الى العصر وهذا فيه اشارة الى ماذا نعم اشارة الى ماذا؟ الى ان التهوين له ارتباط بالصلاة الى ان التهوين تأوين الموقف له ارتباط بين الصلاة فهما موقفان يقفهما العبد بين يدي الله الاول في الدنيا وهي هذه الصلاة وهي موقف عظيم بين يدي الله وعلى قدر حظ العبد من هذا الموقف في هذه الحياة الدنيا يكون حظه من التهوين والتخفيف والتيسير والنعيم يوم القيامة اذا احسن الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى في هذه الصلاة في هذه الحياة الدنيا هون عليه وخفف عليه في ذلك الا العظيم في ذلك الموقف العظيم في يوم القيامة. نعم ويسيل العرق منهم فيكونون على قدر اعمالهم. منهم من يأخذه الى كعبيه والى ركبتيه والى حقويه والى حلقه. ومنهم من يلجمه العرق الجاما. وتدنو الشمس منهم كونوا على قدر ميل منهم. نعم يعني اه في ذلك اليوم وذلك الموقف تدنو الشمس من رؤوس الخلائق وهم في موقف ليس فيه شجر ولا فيه ابنية ولا فيه اماكن يستظل بها تدنو الشمس من رؤوس الخلائق فيتفاوتون في العرق على حسب اعمالهم على حسب اعمالهم وفي ذلك اليوم يكرم الله سبحانه وتعالى من يكرم من عباده بان يظلهم في ظله يوم لا ظل الا ظله. نعم ويصيب الخلق ويصيب الخلق من الهم والكرب ما الله به عليم. فيفزعون الى من يشفع لهم الى بهم ليريحهم من هذا الموقف ويفصل بينهم فيأتون ادم ثم نوحا ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى وكلهم يعتذر ويدفعهم الى من بعده فاذا جاءوا الى عيسى صلى الله عليه وسلم قال اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتون محمدا صلى الله عليه سلم فيجيب طلبتهم ويلبي دعوتهم ثم يأتي الى تحت العرش فيسجد لله سجدة عظيمة. يفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد لله ما لم يفتحه على احد من الاولين والاخرين. ويقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع ويبعثه الله ذلك المقام المحمود الذي يحمده فيه الاولون والاخرون. اهل السماء اهل الارض نعم هنا ذكر رحمه الله تعالى ان الخطب يعظم والكرب يشتد على الناس في ذلك اليوم فيفزعون الى الانبياء يطلبون منهم الشفاعة عند الله سبحانه وتعالى في ان يبدأ في الفصل بين العباد والقضاء بينهم ليعرف كل منهم سبيله اما الى الجنة واما الى النار فيأتون ادم عليه السلام ويذكرون له من مناقبه وخصائصه ويطلبون من ان يشفع لهم عند الله فيعتذر ويحيلهم الى نوح فيعتذر ويحيلهم الى ابراهيم فيعتذر ويحيلهم الى موسى فيعتذر ويحيلهم الى عيسى فيعتذر ويحيلهم الى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها وهؤلاء بعد ادم هم اولو العزم من الرسل صفوة الخلق فزع الخلائق اليهم طلبا منهم الشفاعة دليل على ظهور مكانتهم في ذلك اليوم وعلوم منزلتهم فيقصدونهم يطلبون منهم ويذكرون لهم مناقبهم وخصائصهم وفضائلهم ومالهم من المكانة عند الله سبحانه وتعالى فكل منهم يعتذر ويحيل الى الاخر الى ان يحيل عيسى عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم يجيب لعل ضبطها طلبتهم يجيب طلبتهم ويلبي دعوتهم ثم يأتي الى تحت العرش. ثم يأتي الى تحت العرش فيسجد لله سجدة عظيمة سجدة عظيمة يفتح الله عليه في هذه السجدة العظيمة من الثناء والتحميد والتمجيد لله ما لم يفتحه على احد من الاولين والاخرين حتى قال عليه الصلاة والسلام يعلمني فيها من محامده وحسن الثناء عليه ما لا اعلمه الان ما لا اعلمه الان يفتح الله عليه في ذلك اليوم بمحامد وثناء على الله ومن الثناء على على الله يثني عليه باسماء حسنى تكون مدخرة لذلك اليوم مثل ما جاء في الحديث او استأثرت به في علم الغيب عندك فيثني على الله باسمائه اه الحسنى وصفاته العظيمة يمجد الله يثني على الله يحمد الله سبحانه وتعالى ثم يقول الله له يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع وهذا هو المقام المحمود الذي قال الله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا الذي يحمده عليه الاولون والاخرون. نعم وينزل الله وينزل الله للفصل بين عباده ومحاسبتهم. وحينئذ تنشر دواوين الاعمال الحاوية لحسنات العباد وسيئاتهم وكل يعطى كتابه فيكون عنوان اهل السعادة ان يعطوا كتبهم بايمانهم. فيكون ذلك او ولا البشرى بما بما تحتوي عليه كتبهم من الخيرات. نسأل الله الكريم من فضله نعم ويعطى اهل الشقاء كتبهم بشمائلهم. ومن وراء ظهورهم بشارة لهم بالشقاوة وفضيحة لهم بين الخلائق. بعد هذه الشفاعة العظمى لنبينا عليه الصلاة والسلام وقول الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع يأتي الرب سبحانه وتعالى للفصل بين العباد وهذا الاتيان ذكره الله سبحانه وتعالى في مواطن من القرآن منها قوله سبحانه وتعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام وقول الله عز وجل هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك؟ او يأتي بعض ايات ربك وكذلك في قوله سبحانه وتعالى وجاء ربك والملك صفا صفا اي الملائكة محيطة بالخلائق صفوف من وراء صفوف فيجيء الرب سبحانه وتعالى مجيئا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى ليس كمثل ربنا شيء جل وعلا يأتي هو عز وجل كما اخبر هو بذلك عن نفسه وكما اخبر عنه بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم قال وحينئذ تنسر دواوين الاعمال تنشر دواوين الاعمال وتتطاير الصحف صحائف الاعمال الحاوية لحسنات العباد وسيئاتهم وكل في ذلك اليوم يعطى كتابه فيكون عنوان اهل السعادة ان يعطوا كتبهم بايمانهم وعنوان اهل الشقاوة ان يعطوا كتبهم بسمائلهم من وراء ظهورهم فهذا اول البشارة لاهل الايمان واول بشارة لاهل الكفر والعياذ بالله فمن يؤتى كتابه بيمينه فهذا علامة الفوز والنجاة فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء مقرؤوا كتابيه. اني ظننت اني ملاق حسابها. كنت في الدنيا اعتقد ان هناك حساب واعددت لهذا الحساب عدته هذا هو سبب النجاة اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم اي قدمتم ثم في الايام الخالية اي الحياة الدنيا واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابها ولم ادري ما حسابي يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ماليا ان كان ذا مال هلك عني سلطانيا ان كان ذا سلطان خذوه فغلوه ثم الجحيم فصلوه. ثم في سلسلة درغى سبعون ذراعا فاسلكوه هذا الاعطاء والايتاء للكتب باليمين لاهل الايمان وبالشمائل لاهل الكفر هو بداية الامر او البشارة بشارة هؤلاء بالخير وبشارة هؤلاء بالعذاب نعم فمن جاء بالحسنة فله عشر امثالها. ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها ويحاسب الكفار من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وهذا من فضل الله ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثله هذا من عدله سبحانه لا يظلم احدا لا يظلم احدا سبحانه وتعالى. نعم ويحاسب الكفار محاسبة توبيخ وفضيحة بين القلائق ثم يؤمر بهم ثم يؤمر بهم الى النار. ويحاسب الله بعض المؤمنين حسابا يسيرا يضع الله عليه كنفه ويقرره بذنوبه كنفه اي ستره. نعم فاذا ظن انه هالك قال الله له اني سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك كاليوم فلا يطلع عليها احد من الخلق. ويعطى كتابه بيمينه. وتوضع الموازين اتيت توزن بها الاعمال الصالحة والسيئة فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون نعم. وينقسم الناس ثلاثة اقسام قسم المستحقون للثواب المحض. سالمون من عقاب وهم السابقون واصحاب اليمين. الذين ادوا الواجبات وتركوا المحرمات وتابوا مما جنوه من المخالفات وقسم المستحقون للعقاب المحض والمخلدون في نار جهنم وهم جميع من لم يؤمن بالرسل الصحيح من مشرك ومستكبر وجاحد ومنافق ويهودي ونصراني ومجوسي وجميع من حكمت عليه النصوص الصحيحة بالخروج من الاسلام. وقسم ثالث ظالمون لانفسهم مخلطون فهؤلاء من رجحت حسناته على سيئاته. دخل الجنة ولم يدخل النار. ومن استوت حسناته وسيئاته فهم اهل الاعراف. وهو موضع عال مشرف على الجنة والنار يقيمون فيه ما شاء الله تعالى ثم يتداركهم المولى برحمته فيدخلهم الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته فلابد من دخوله النار بقدر ذنوبه ثم بعد ذلك قولوا الجنة الا ان تحصل له شفاعة. فان الشفاعة لاهل الذنوب والمعاصي ثابتة يشفع محمد صلى الله عليه وسلم ويشفع الانبياء ويشفع خواص المؤمنين في من احق النار الا يدخلا وفي من دخلها واعماله تقتضي الزيادة على تلك المدة ان يخرج ويخرج الله من النار اقواما برحمته نعم هذه الجملة يؤجل كلام عليها الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وهدى وتوفيقا انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه