بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال المؤلف غفر الله له وينقسم الناس ثلاثة اقسام قسم مستحقون للثواب المحض تعلمون من العقاب وهم السابقون واصحاب اليمين الذين ادوا الواجبات وتركوا المحرمات وتابوا مما جنوه من المخالفات وقسم مستحقون للعقاب المحض والمخلدون في نار جهنم وهم جميع من لم يؤمن بالرسل الايمان الصحيح من مشرك ومستكبر وجاحد ومنافق ويهودي ونصراني ومجوسي وجميع من حكمت عليه النصوص الصحيحة بالخروج من الاسلام وقسم ثالث ظالمون لانفسهم مخلطون. فهؤلاء من رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ولم يدخل النار ومن استوت حسناته وسيئاته فهم اهل الاعراف وهو موضع عال مشرف على الجنة والنار يقيمون فيه ما شاء الله تعالى ثم يتداركهم المولى برحمته فيدخلهم الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته فلا بد من دخوله النار بقدر ذنوبه ثم بعد ذلك يدخل الجنة الا ان تحصل له شفاعة فان الشفاعة لاهل الذنوب والمعاصي ثابتة يشفع محمد صلى الله عليه وسلم. ويشفع الانبياء ويشفع خواص المؤمنين. فيمن استحق النار لا يدخلها وفي من دخلها واعماله تقتضي الزيادة على تلك المدة ان يخرج منها ويخرج الله من النار اقواما برحمته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا مما يتعلق بالامام باليوم الاخر ان نعلم ان الناس في ذلك اليوم اقسام ومنازل ومقامات متفاوتة فاهل الايمان يتفاوتون في منازلهم ودرجاتهم من الرضوان المنازل في جنات النعيم كما قال الله سبحانه وتعالى ولكل درجات مما عملوا وقال يرفع الله الذين امنوا منكم والذين قوتوا العلم درجات قال نرفع درجات من نشاء ايضا اهل المعاصي والكفر هم في العقاب والعذاب متفاوتون فاذا كان اهل الجنة في درجات متفاوتة من النعيم فاهل النار في دركات متفاوتة من الجحيم بحسب اعمالهم لكن الناس اقسامهم من حيث الجملة ثلاثة اقسام ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى القسم الاول آآ من هو مستحق للثواب المحض بدون بدون عقاب اي من له الثواب والجنة بدون عقاب وهذا القسم يدخلون الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب هذا القسم يدخلون الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب نسأل الله الكريم ربنا من واسع فضله لنا اجمعين فهؤلاء القسمة الاول ويندرج تحت هذا القسم قسمان السابقون المقربون والمقتصدون اصحاب اليمين فان هذين القسمين كلاهما يدخل الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب اما اصحاب اليمين المقتصدون فهؤلاء قد فعلوا ما اوجب الله عليهم من الفرائض والواجبات وتركوا ما نهاهم الله سبحانه وتعالى عنه من الكبائر والمحرمات ففعلوا الواجب وتركوا المحرم لكن لم ينشطوا كالسابقين في التنافس في الرغائب السنن والمستحبات وهذا القسم يقال له مقتصد لانه اقتصر على ما اوجب الله عليه واكتفى بذلك ولم ينشط الرغائب والمستحبات لم لم تنشط نفسه لذلك فهذا الذي فعل ما اوجبه الله عليه وترك ما حرم الله سبحانه وتعالى عليه يدخل الجنة وينجو من النار ويكون دخوله للجنة بدون حساب لان آآ الحساب انما يكون على ترك واجب او على فعل محرم وهؤلاء فعلوا الواجب وتركوا المحرم. فيكون دخولهم للجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب واعلى من هؤلاء السابقون المقربون وهم من فعلوا واجتهدوا في الرغائب والسنن والمستحبات اضافة الى رعايتهم وعنايتهم الفرائض والواجبات وبعدهم عن المحرمات فهذا فهذا القسم الاول اهل النعيم المحظ والثواب المحض الذي لا عقاب معه ولا حساب معه لا عقاب معه ولا حساب معه القسم الثاني مستحقون للعقاب المحض ومعنى العقاب المحض الذي لا نعيم معه ابدا ولا مطمع فيه اصلا لرحمة او ني المغفرة فهؤلاء اهل العذاب المحض يعني العذاب التام الخالص الذي لا نعيم معه ولا مطمع لاهله في فوز رحمة الله او مغفرته كما قال الله سبحانه وتعالى وقطع بهذا الامر ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم اي دائم مستمر لا ينقطع فهذا القسم الثاني وهم الكفار على اصنافهم الكثيرة على اصنافهم الكثيرة فالكفار هذا هذه عقوبتهم وهذا مآلهم يوم القيامة ثم القسم الثالث من من قد ظلموا انفسهم وخلطوا عملا صالحا واخر سيئا فعندهم حسنات وعندهم الحسنة العظيمة التي لا قبول للاعمال ولا نفعا لها الا بها وهي حسنة التوحيد ان هذه الحسنة اذا لم توجد لم تنفع الحسنات ولو كثرت ولم ينتفع باي حسنة لابد من وجود حسنة التوحيد التي هي احسنوا الحسنات فهذا القسم الثاني خلطوا عملا صالحا واخر سيئة لكن ليس عندهم في العمل السيء الكفر سيئة الكفر سيئة الشرك وسيئة النفاق الاكبر ليست عندهم لانها لو وجدت هذه لم يكن من ممن يقال عنهم خلطوا بل يكون من القسم الثاني الذين هم اهل العذاب المحض فاذا القسم الثالث اه من عندهم حسنات وعندهم سيئات خلطوا عملا صالحا واخر سيئا ذكر الشيخ ان هؤلاء المخلطون على اقسام ان هؤلاء المخلطون على اقسام قسم منهم من ترجح حسناته على سيئاته لان الاعمال صالحها وسيئها توزن يوم القيامة ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين توضع اعماله اه حسنها وسيئها على كفتي الميزان فان رجحت الحسنات على السيئات بان كانت الحسنات اعظم واكثر فرجحت على سيئاته. قال الشيخ فان كان كذلك دخل الجنة ولم يدخل النار دخل الجنة ولم يدخل النار وهذا من فظل الله هذا من فضل الله سبحانه وتعالى ان من كثرت حسناته وكانت هي الراجحة وهي الغالبة وهي الاكثر والشأن فيه انه معتني بالحسنات ومواظب عليها ويرعاها ويعتني بها لكنه انفلتت نفسه فوقعت في بعض السيئات لكن كان الراجح هو الحسنات فهذا يدخل الجنة وقسم اخر قسم اخر تستوي حسناته وسيئاته تكون متكافئة في الميزان على قدر واحد في الوزن تستوي الحسنات والسيئات فهؤلاء هم اهل الاعراف وذكرهم الله سبحانه وتعالى في سورة عرفت باسم هؤلاء سورة الاعراف وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال فهذا القسم الثاني من هؤلاء وهم الذين استوت حسناتهم مع سيئاتهم استوت حسناتهم سيئاتهم فهم اهل الاعراف. ما هو الاعراف قال وهو موضع عال مشرف على الجنة والنار مشرف على الجنة والنار ولهذا يرون اهل الجنة ويرون اهل النار يرون اهل الجنة ويرون اهل النار ولهذا يلقون السلام على اهل الجنة سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون. اذا اذا نظروا الى جهة اهل الجنة القوا السلام على اهل الجنة وقلوبهم في طمع عظيم ان يكون ذهابهم ومصيرهم الى الجنة. فيلقون السلام على الجنة وهم يطمعون اي في قلوبهم طمع عظيم ان الله سبحانه وتعالى جل في علاه يكرمهم ويلحقهم باهل الجنة والا يدخلوا النار ولا يأخذوا شيء من من عذابها واذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين سألوا الله عز وجل الا يكون مآلهم الى الدخول مع هؤلاء الظالمين. فهؤلاء اناس آآ بين الجنة وبين النار على مكان مشرف على الجنة والنار وهم من استوت او تساوت الحسنات والسيئات يقيمون يقول الشيخ رحمه الله في هذا المكان ما شاء الله تعالى يقيمون ما شاء الله تعالى في هذا المكان الذي هو وبين الجنة والنار في قلوبهم امران طمع اذا نظروا الى اهل الجنة وخوف اذا نظروا الى جهة اهل النار اذا نظروا اهل الجنة في قلوبهم طمع ان الله يكرمهم سبحانه وتعالى بان يلحقوا بهم وان يكونوا معهم واذا صرفت وجوههم تلقاء اصحاب النار ووقع في قلبهم خوف وسألوا الله سبحانه وتعالى الا يجعلهم مع هؤلاء القوم الظالمين قال يقيمون فيه ما شاء الله تعالى ثم يتداركهم المولى برحمته فيدخلهم الجنة ثم يتداركهم المولى برحمته فيدخلهم الجنة فهؤلاء بعد هذه الاقامة كرامة من الله ورحمة من الله سبحانه وتعالى يدخلهم الجنة هناك القسم الثالث من هؤلاء الذين هم المخلطون الذين خلطوا عملا صالحا واخر سيئا هؤلاء قسمهم الثالث من رجحت سيئاته على حسناته كانت حسناته هي الاغلب وهي الاكثر فما مصير هؤلاء قال هؤلاء لا بد من دخول من دخولهم النار لابد من دخولهم النار بقدر ذنوبهم لابد من دخولهم النار بقدر ذنوبهم ثم بعد ذلك يدخل الجنة يدخل الجنة الا ان تحصل له شفاعة ثم بعد ذلك يدخل الجنة الا ان تحصل له شفاعة نعم بعد ذلك يدخل الجنة الا ان تحصل له شفاعة. فهذا مصيره الى النار ان حصلت له شفاعة من الملائكة من الانبياء من صالح عباد الله اه جل في علاه ان حصلت له شفاعة آآ لم يدخل النار ودخل الجنة قال ثم بعد ذلك يدخل الجنة الا ان تحصل له شفاعة ثم فصل الشيخ بالشفاعة قال فان الشفاعة لاهل الذنوب والمعاصي ثابتة يشفع محمد صلى الله عليه وسلم وهو خير الشفعاء وافضلهم ويشفع الانبياء وتشفع ايضا الملائكة ويشفع خواص المؤمنين فيمن استحق النار الا يدخلها وفي من دخلها واعماله تقتضي الزيادة على تلك المدة ان يخرج منها فاذا هؤلاء الذين استحقوا دخول النار الاصل ان يدخلوا النار وان يعذبوا فيها على قدر ذنوبهم يقول الشيخ الا ان حصلت شفاعة فالشفاعة تفيد في جانبهم الشفاعة تفيد في جانبه. في من استحق ان يدخل النار لذنوبه ان لا يدخلها ودليل هذه اه ما جاء في الحديث والانبياء على جنبتي الصراط يقولون اللهم سلم سلم هذه شفاعة هذه شفاعة وقسم اخر اوبقته ذنوبه فدخل النار فيشفع له ان يخرج قبل ماذا قبل ان يستتم المدة لان لان عذابه في النار له مدة وهو قدر الذنوب قدر الذنوب التي ارتكبها فاذا شفع له يخرج قبل قبل هذه المدة قبل اكتمال هذه المدة يكون مستحقا لمدة اطول لكن يخرج قبلها. مثل ما بين الشيخ قال رحمه الله تعالى وفي من دخل واعماله تقتضي الزيادة على تلك المدة ان يخرج منها ان يخرج منها ويخرج الله من النار اقواما برحمتهم يعني بدون ان يشفع لهم احد يقول الله كما في حديث الشفاعة فبقيت رحمة ارحم الراحمين فيخرج الله سبحانه وتعالى اقواما برحمته. وكل هؤلاء الذين يخرجون من النار لابد ان يكون عندهم التوحيد لابد ان يكون عندهم التوحيد. اما من لا توحيد عند فلا مطمع له اصلا في مغفرة الله ورحمته سبحانه وتعالى هذه الاقسام الثلاثة التي ذكر الشيخ آآ القسم الاول هم يستحقون للثواب المحض سالمون من العقاب والقسم الثاني مستحقون للعقاب المحض ومخلدون في النار والقسم الثالث المخلطون الذين ظلموا انفسهم بالمعاصي التي دون الكفر بالله سبحانه وتعالى ذكرهم الله سبحانه وتعالى في في سورة فاطر قال الله سبحانه وتعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها ثم قال سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعما صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير اما القسم الاول من هذه الاقسام الثلاثة فذكره الله سبحانه وتعالى بقوله جل في علاه ومنهم مقتصر ومنهم سابق بالخيرات فهذا القسم الاول الذين يدخلون الجنة كما تقدم دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب والقسم الثاني الذين هم اهل العقاب المحض والخلود في النار هم من ذكرهم الله في هذا السياق بقوله والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير واما القسم الثالث الذين هم المخلطون فقد ذكرهم الله سبحانه وتعالى في اول من ذكر في هذا السياق بقوله فمنهم ظالم لنفسه. فمنهم ظالم لنفسه اي بفعل بعظ المعاصي والذنوب التي دون الكفر بالله سبحانه وتعالى آآ اشير الى فائدة جميلة جدا آآ نبه او اشار اليها الشيخ لكنني اوضحها فقط الشيخ لما ذكر المقتصد والسابق بالخيرات لما ذكر المقتصد والسابق بالخيرات الذي يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب قال هم الذين ادوا الواجبات وتركوا المحرمات وتابوا مما جنوه من المخالفات هذا تحته فائدة مهمة هذا تحته فائدة مهمة جدا قال وتابوا مما جنوا من المخالفات. كانه يقول للعاصي الذي اوبقته الذنوب والمعاصي والكبائر ما دمت في دار العمل فرصتك مهيأة ان ترتقي الى اه المقتصدين. تب الى الله توبة صادقة تب الى الله توبة صادقة من ذنوبك وخطاياك فارتقي الى المقتصدين وسبحان الله قد يتوب الانسان اليوم توبة صادقة الى الله سبحانه وتعالى ويموت غدا تكون منيته غدا فيقبل الله توبته ويكون مع المقتصدين وهذا فضل الله سبحانه وتعالى. ولهذا العبد ما يدري متى تفجأه المنية ومن الخير له ان لا يتمادى في عاصي لا يتمادى في المعاصي ولا يتمادى في الاسراف على نفسه بل يدرك نفسه ما دام في دار العمل يدرك نفسه يتدارك نفسه بالتوبة الصادقة لا تغره الدنيا ولا فتن الدنيا ولا زخرف الدنيا لا يغره ذلك. الدنيا فانية وما عليها فليتغانم نفسه بهذا الذي اشار اليه يتوب مما جنى من مخالفات توبة صادقة مع الله سبحانه وتعالى ويستقبل حياة جديدة عامرة بالطاعة فانه ان تاب واحسن غفر له ما قد مضى لو كان الذي مضى ستين سبعين سنة او اكثر فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم قل يا عبادي الذين اا اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم نعم قال رحمه الله تعالى وينصب الصراط على متن جهنم. يمر الناس عليه على قدر اعمالهم. فمن مر عليه فهو من الناجين ولا الله في النار احدا في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال حبة خردل من ايمان ويبقى فيها اهلها الذين هم اهلها خالدين فيها خالدين ابدا. لا يفتر عنهم عذابها. نعم يا هنا يذكر الشيخ من الامور التي نؤمن بها في ذلك اليوم ان صراطا ينصب على متن جهنم على متن جهنم وصفة في بعض الاحاديث بانه ادق من آآ ادق من احد من السيف وادق من الشعر ينصب على متن جهنم ثم يؤمر الناس بالمرور على هذا الصراط وقبل ايضا هذا الصراط والمرور عليه تقسم الانوار في ظلمة قبل الصراط في ظلمة قبل الصراط يكون الناس في ظلمة ثم تقسم عليهم الانوار على قدر الاعمال ثم يمرون على الصراط على قدر انوارهم التي هي ثمرة وثواب اعمالهم الصالحة في هذه الحياة الدنيا فيتفاوتون في السير على هذا الصراط. منهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كاجاويد الخيل وكركاب الابل ومنهم من يمر جريا منهم من يمر مشيا ومنهم من يمر زحفا على الصراط يزحف زحفا الى ان يكرمه الله سبحانه وتعالى فيخرج ثم اذا خرج ينظر الى النار يقول الحمد لله الذي نجاني منك ومن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز هذا الصراط الذي ينصب على متن جهنم يوم القيامة وعلى جنبتيه كلاليب تخطف الناس باعمالهم حال الناس فيه بحسب حالهم في السير على الصراط في الدنيا لان الله سبحانه وتعالى نصب لعباده صراطا مستقيما وقال وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون نصب لهم صراطا في هذه الحياة الدنيا وامرهم ان يسيروا عليه وحذرهم جل وعلا من ان يخرجوا عن هذا الصراط قال النبي عليه الصلاة والسلام لما خط خطا مستقيما يوضح فيه هذا الصراط المستقيم جعل على جنبتيه سبل قال على كل سبيل شيطان يدعو اليه ولهذا يجب على الانسان ان يحافظ على نفسه في السير على هذا الصراط وبحسب قوة سيره على هذا الصراط وعدم انحرافه عنه يكون سيره على الصراط الذي ينصب على متن جهنم احوال الناس في هذه الدنيا هي في الحقيقة انموذج لما سيكون يوم القيامة احوال الناس في هذه الحياة الدنيا انموذج ومثال لما سيكون عليه الناس يوم القيامة لان الاخرة دار الجزاء. الجزاء على ماذا على هذه الاعمال التي في الدنيا ولهذا اذا كان العبد آآ يسير على هذا الصراط ومعتني به ومحافظ عليه ولا يروغ عنه يمينا وشمالا هذا ينجو على الصراط الذي ينصب على متن جهنم يوم القيامة. واذا اختطفته في الدنيا الاهواء واختطفته الشبهات واختطفته الخطاطيف التي في الدنيا اخرجته عن الصراط هناك ايضا خطاطيف على الصراط الذي على متن جهنم. اذا خطفته في الدنيا الشبهات والاهواء خطفته الكلاليب التي على متن على جنبتي الصراط يوم القيامة فكانت سببا لسقوطه في النار. لان الكلاليب اذا خطفت الشخص اخرجته عن الصراط. مثل ما ان الشبهات والاهواء اذا خطفت الانسان في الدنيا اخرجته عن الصراط ولهذا يجب على الانسان ان يحذر من هذه الخطاطيف التي تخرجه من الصراط لئلا يبتلى يوم القيامة بالخطاطيف التي تخرجه عن الصراط الذي لينصب على على متن جهنم قال فمن مر عليه فهو الناجي ولا يدع الله في النار احدا لان هناك من سيسقط هناك من سيسقط وهم عصاة الموحدين الذين اوبقتهم معاصيهم وذنوبهم فيسقط في النار لكن كما قال المصنف ولا يدع الله في النار احدا في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال حبة من خردل من ايمان فهؤلاء يخرجهم الله سبحانه وتعالى ويكون ايضا خروجهم من النار خروجا متفاوتا لا يخرج هؤلاء كلهم دفعة واحدة ولكن يخرجون كما قال عليه الصلاة والسلام ظبائر ظبائر يعني دفعات دفعات جماعات جماعات لانهم متفاوتين لانهم متفاوتون في آآ ذنوبهم ومعاصيهم فيخرجون ظبائر ظبائر اي جماعات جماعات ثم من يخرج منهم قبل ان يخرج تميته النار اماطة ويخرج متفحم كقطع الفحم. كما جاء في الحديث ثم يلقون في نهر الفردوس فيحيون بماء وينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل كما اخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث المخرج في الصحيحين قال ويبقى فيها اي النار اهلها الذين هم اهلها يبقى فيها بعد اخراج عصاة الموحدين يبقى في النار اهلها الذين هم اهلها خالدين فيها ابدا. لا يفتر عنهم عذابها لا يفتر عنهم عذابها هذا الوقت الذي يبقى فيه اهلها ويخرج عصاة الموحدين يؤتى بالموت ويجعل بين الجنة والنار وينادى اهل الجنة وينادى اهل النار ويسألون جميعا هل تعرفون هذا فكلهم يقول نعم نعرفه وهم يعرفونه كل واحد منهم يعرفه لانه ذاقه فهم يعرفون معرفة جيدة فيقول هل تعرفون؟ يقولون نعم هذا الموت فيذبح حقيقة كما اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام بين الجنة والنار وماذا يعني ذبح الموت قال قال فيذبح بين الجنة والنار ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت. ويا اهل النار خلود فلا موت فيبقى اهل الجنة فيها ابدا اباد ويبقى فيها اهل النار فيها ابدا الاباد لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها نعم قال وقد وصف الله تعالى عذاب النار وصفة اهلها بافظع الاوصاف. وان الله يجمع لهم بين اصناف العقاب يعذبهم بالنار المحرقة التي تطلع على الافئدة. وكلما احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليعاد عليهم العذاب ويذوقوا شدته وبالجوع المفرط والعطش المفرط الجوع والعطش من اعظم العذاب والالام ويغاثون به وما يغاثون به اذا طلبوا الشراب والطعام عذاب اشد وافظع فانهم اذا استغاثوا للشراب اغيثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه. فلا يدعهم العطش الشديد حتى يتناولوه فيقطعوا منهم الامعاء ويستغيثون للطعام فيؤتون بالزقوم الذي حرارته اعظم من حرارة رصاص المذاب وهي في غاية المرارة وقبح الريح فيغلي في بطون في بطونهم كغلي الحميم. ويسلسل المجرمون تلاسل من نار وتضل ايديهم الى اعناقهم ويسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ويترددون في عذابهم بين لهب النار وحرارتها التي لا يمكن وصفها وبين برد الزمهرير البارد الذي يكسر العظام من قوة برده. ويجمع لهم بين جميع الوان العذاب وبين عذاب الحجاب عن ربهم وبين اليأس بالرحمة واخر واخر امره واخر امره واخر امرهم العذاب المؤبد والشقاء السرمدي واما الجنة وما اعد الله فيها لاهلنا من النعيم وما عليه اهلها من السرور القلبي والروحي والبدني. فقد ذكر الله اوصاف جنة مبسوطا مفصلا في كثير من الايات واطلقه معمما شاملا في ايات. مثل قوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد للذين احسنوا الحسنى وزيادة وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين واذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر الى غير ذلك من الايات العامة الشاملة لنعيم الابدان وسرور الارواح وافراح القلوب وشهوات مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ووصف نعيمها مفصلا فتقدم ذكر رؤية الباري الذي هو اعلى نعيم يحصل لاهل الجنة. والتمتع بلقائه ورضوانه كلامه وخطابه واخبر تعالى ان جميع اصناف الفواكه الموجودة في الدنيا موجود في الجنة ما يشبهها في الاسم فقط لا في الحسن واللذة وطيب الطعم وطيب الطعم والتنعم بتناوله وفيها اشياء ليس لها في الدنيا نظير. ولهذا قال فيهما من كل فاكهة زوجان وقوله وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون. وذللت قطوفها اي ثمار تذليلا لقوله وجنى الجنتين دان. يتناوله القائم والقاعد والباشي وعلى باي حال وان انهارها تجري من تحتهم انهار من ماء غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر اللذة للشاربين. وانهار من عسل مصفى. ولهم فيها من كل الثمرات ووصف فرشهم ووصف فرشهم بان بطائنها من استبرق وهو اعلى انواع الحرير فكيف بالظهائر وان لباسهم فيها الحرير وحليهم الذهب والفضة واللؤلؤ وانواع الجواهر الفاخرة. وذلك لذكورهم واناثهم وان ازواجهم الحور العين خيرات الاخلاق حسان الا وجه جمع الله لهن بين الحسن والجمال والظاهر كأنهن الياقوت والمرجان من حسنهن وصفائهن. وانهن عرب متحببات متحببات الى ازواجهن بحسن التبعل. ولطف الاداب وحسن الحركات والالفاظ الرقيقة المليحة وانهن ابكار اتراب في غاية سن الشباب وقوته وفي كمال الصفاء بينهن وعدم وفي كمال الصفاء بينهن وعدم التباغض بل نزع الغل من صدور جميع اهل الجنة. اخوانا على على سرر متقابلين وانهن مطهرات من جميع الافات مطهرات من الادلاس الحسية والادلاس المعنوية كاملات مكملات وانهن قاصرات طرفهن على ازواجهن من حسن ازواجهن وعفتهن قاصرات الطرف ازواق قاصرات طرف ازواجهن عليهن من جمالهن الفائق الذي لا بعلها بها بدلا ولا يقول لو ان هذا الوصف اكمل من هذا لانه يرى ما يحير لبه ويذهب عقله من الحسن الباهر والبهاء التام ويذهل ويذهل عقله من الحسن الباهر والبهاء التام وانه في الجنة متعاشرون مع احبابهم واصحابهم يتزاورون ويتطارحون الكلام الطيب والاحاديث الشائقة ويتذاكرون نعم الله والاء عليهم سابقا ولاحقا. ويسبحون الله بكرة وعشيا. وان الله نزههم من البول والادناس وكل ما لا تشتهيه النفوس بل طعامهم وشرابهم يخرج عرقا اطيب من المسك الاظفر وان الله جمع بينه وبين من صلح من ابائهم وان الله جمع بينهم وبين من صلح من ابائهم وامهاتهم واولادهم وزوجاتهم ليتم نعيمهم ويكمل سرورهم وهذه الاية تجمع كل نعيم تتعلق به الاماني وتطلبه النفوس وهي قوله تعالى افنان وهي جمع فن لا جمع فنن اي كل نوع وجنس من النعيم والسرور موجود فيهما حاصل على اكمل الوجوه واتمها. وتمام ذلك الخلود الدايم والنعيم المستمر والافراح المتواصلة التي تزداد على الدوام وجميع ما ورد به الكتاب والسنة من احوال الدارين وتفاصيل ذلك كله داخل بالايمان في اليوم الاخر نعم نعم هنا ذكر الشيخ رحمه الله شيئا اه مختصرا من التفاصيل التي تتعلق بعذاب اهل النار ونعيم اهل الجنة ومن يقرأ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجد فيهما التفاصيل الكثيرة والمسلم بحاجة الى ان يقرأ هذا وهذا ان يقرأ التفاصيل المتعلقة بعذاب اهل النار لتعظم عنايته بالتعوذ بالله من النار واتقاء النار واسبابها وموجبات دخولها وان يقرأ ايضا كثيرا في نعيم اهل الجنة حتى يقوى طمعه ورجاءه في ان يكون من هؤلاء فيسأل الله ان يجعله منهم ويجاهد نفسه على الاعمال الصالحة التي تقرب الى الجنة. وفي الدعاء المأثور اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل والذي يجب اعتقاده في الجنة والنار اه اجمالا امور الاول ان نعتقد ان الجنة والنار موجودتان مخلوقتان اعد الله سبحانه وتعالى النار آآ اهل سخطه وعقابه سبحانه وتعالى فهي موجودة ومخلوقة الان موجودة ومعدة لاهلها ايظا نعتقد ان الجنة موجودة ومهيئة ومعدة لاهلها هذه اعدت للكافرين النار والجنة اعدت للمتقين وان نعتقد ايضا ونؤمن بجميع اوصاف النار الواردة في الكتاب والسنة وجميع اوصاف الجنة الواردة في الكتاب والسنة فنؤمن بكل ما ذكر عن النار من انواع العذاب والعقوبات ولن تردد في شيء من ذلك ان ثبت في اه كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وكذلك نعيم الجنة جميع التفاصيل التي وردت في نعيم الجنة وما اعده الله سبحانه وتعالى فيه لاهلها فهذا كله اه نؤمن به ايظا نؤمن بان الجنة والنار خالدتان لا تفنيان ابدا باقيتان ابد الاباد من الخير للعبد ان يذكر الجنة ويذكر النار ان يذكر الجنة ويذكر النار حتى يعد نفسه بالاعمال التي تكون سببا لدخوله الجنة وايضا يباعد عن الاعمال التي تكون سببا لدخوله النار نسأل الله عز وجل ان يجعلنا اجمعين من اهل الجنة وان يعيذنا اجمعين من النار وما قرب اليها من قول او عمل نعم قال رحمه الله تعالى والايمان باليوم الاخر على درجتين احدهما التصديق الجازم الذي لا ريب فيه بوجود ذلك على حقيقته فهذا لا بد فيه من الايمان والدرجة الثانية التصديق الراسخ المثمر للعمل فان من علم ما اعد الله للطائعين من الثواب. وما للعاصين من العقاب علما واصلا الى القلب فلا بد ان يثمر له هذا الايمان الجد في الاعمال الموصلة الى الثواب. والحذر من الاعمال الموجبة للعقاب نعم هذه فائدة آآ نفيسة جدا اه نفيسة جدا في الايمان باليوم الاخر وان ايمان المؤمنين باليوم الاخر على درجتين ايمان المؤمنين باليوم الاخر على درجتين الدرجة الاولى درجة التصديق الجازم ومعنى التصديق الجازم اي الذي لا يدخله شك ولا يدخله ريب عنده يقين وتصديق جازم لا شك فيه ولا ريب بوجود ذلك على حقيقته يعني ذلك اليوم على حقيقته بما فيه من نعيم وما فيه من عقاب وهذا القدر لا بد منه في الايمان بمعنى انه اذا انتفى ماذا يحدث يصبح المرء خارج من الايمان كافرا. هذا لابد هذا القدر لابد من آآ في الايمان فان انتفى هذا القدر يخرج المرء من الايمان وتحبط اعماله. مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين هذه درجة الدرجة الثانية والدرجة الاعلى الاتم وهي التصديق الراسخ التصديق الراسخ وهذه درجة اعلى التصديق الراسخ المثمر للعمل فان من علم ما اعد الله للطائعين من الثواب وما للعاصين من العقاب علما واصلا الى قلبه يعني متمكن من قلبه فلا بد ان يثمر له هذا ايمان الجدة في الاعمال الموصلة الى الثواب والحذر من الاعمال الموجبة للعقاب وهذا وهذا الايمان الراسخ اثره عظيم جدا على صلاح العبد واستقامته على طاعة الله سبحانه وتعالى لان رسوخ ايمانه باليوم الاخر حاظر معه في كل مناسبة ان كانت المناسبة طاعة كملها لتعلو درجاته في ذلك اليوم وان كان معصية تجنبها خوفا من العقاب في ذلك اليوم ولهذا لا يزال هذا الايمان حاضرا في قلبه حاضرا في قلبه فهذه درجة عالية ورفيعة جدا وهي الرسوخ في الايمان وهذه الفائدة حقيقة فائدة نفيسة جدا وفي حدود اطلاعي لم اقف على من ذكرها بهذا البيان وهذا الايضاح قبل الشيخ رحمه الله تعالى فمن وقف عليها بمثل هذا التفصيل عند احد قبله فاني ارغب في ان ادل على ذلك لكنني حسب اطلاعي لم اقف على من اه ذكر مثل هذا تفصيل الجميل وان الايمان باليوم الاخر على درجتين الدرجة الاولى درجة الايمان الجازم وهذا حد لا يقبل ادنى منه وعامة اهل الايمان وكثير منهم عنده هذا الحد اما الدرجة الثانية وهي الرسوخ في الايمان فهذا ايمانه باليوم الاخر متمكن في قلبه وحاضر في نفسه فيثمر له الاعمال الصالحة الطاعات الزاكية التي تقربهم الى اه الى الله سبحانه وتعالى وتدنيهم من رحمته جل في علاه نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل سبحان اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه