نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه به اجمعين اما بعد فيقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى الاشارة الى ما في القرآن من براهين التوحيد توحيد الالهي الالوهية والعبادة لما كان توحيد الباري اعظم المسائل واكبرها وافرضها وافضلها وحاجة الخلق اليه وضرورتهم فوق كل ضرورة تقدر فان صلاحهم وفلاحهم وسعادتهم متوقفة على التوحيد نوع الله الادلة والبراهين على ذلك وكانت ادلته واضحة وبراهينه ساطعات. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا فصل نافع ومفيد جدا في اشارة الى براهين التوحيد ويقصد بالتوحيد هنا التوحيد العملي توحيد العبادة توحيد الالوهية الذي هو افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له ومعرفة براهين التوحيد تفيد المسلم من جهتين من جهة قوة الايمان والعناية بالتوحيد والتعظيم له والمحافظة عليه ومن جهة الرد على من زل في هذا الباب او ظل وانحرف فاذا كان المسلم على علم بهذه البراهين فانها تكون سلاحا له في الرد على من ظل عن سواء السبيل وانحرف وتخطفته الشياطين فاوقعته في عبادة غير الله سبحانه وتعالى في صدر بيان الشيخ رحمه الله لهذه البراهين براهين التوحيد اشار الى امر مهم في هذا الباب حيث قال وحاجة الخلق اليه اي التوحيد وضرورتهم اليه فوق كل ضرورة وسعادتهم متوقفة على التوحيد فاذا لما كانت الحاجة اليه اشد الحاجة والضرورة اليه اشد الظرورة نوع الادلة والبراهين عليه هذا فيه تنبيه على ان الامر كلما زادت حاجة الانسان اليه كانت وسائل نيله وسبل تحصيله ايسر من غيرها واظرب امثلة من حاجيات المرء وضرورياته الدنيوية نعتبر من خلالها في هذا الباب العظيم هناك ثلاثة اشياء الحاجة بل الضرورة اليها قائمة الهواء والماء والطعام اي هذه الامور الثلاثة الحاجة اليه والضرورة اليه اشد الهواء الهواء الحاجة اليه اشد ولهذا الهواء معك ولا يحتاج ان ان تذهب الى مكان لتطلبه او تبحثه معك اينما كنت لان هذا الهوى لو انحبس لحظة مات الانسان فهو معك اينما كنت ولا يحتاج ان تذهب الى مكان لتشتريه او تبحث عن ثم يلي الحاجة بعد الهواء حاجة المرء الى الماء ولهذا تجد توفر الماء وتيسر الوصول اليه اكثر من تيسر الطعام لان حاجة المرء للطعام اقل من حاجته للماء وهذه سنة كونية هذه سنة كونية لله سبحانه وتعالى ان الحاجة الى الشيء كلما كانت اشد كانت سبل تحصيله ووسائل نيل ايسر من غيره وهنا سؤال يتعلق بموضوعنا حاجة المرء للتوحيد مثل حاجته الى الهواء والماء والطعام او اشد الماء اذا الماء والهواء والطعام اذا انحبس على الانسان مات وفارق هذه الحياة لكن اذا انحبس عنه التوحيد ما الذي يحدث له يحصل له نوع من الموت اخر موت القلب وهو اشد من موت البدن موت القلب الذي يفضي بصاحبه الى الى العذاب الابدي. السرمدي في نار القيامة فحاجة المرء للتوحيد اشد من حاجته الى الهواء والى الماء والى الطعام فلما كانت الضرورة الى التوحيد اعظم الضرورات والحاجة الى التوحيد اعظم الحاجات كانت براهين التوحيد ودلائل آآ ودلائله اوضح الدلائل وابينها ولكنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور والا ففي كل شيء له اية تدل على انه الواحد فبراهين التوحيد ودلائله لا حصر لها والمصنف رحمه الله تعالى سيذكر من ذلك امثلة نافعة جدا المسلم نعم ومن اوضح ادلته واجلاها الاستدلال على ذلك باعتراف الخلق برهم وفاجرهم الا شرذمة ملحدة معطلة للباري فالخلق كلهم مسلمهم وكافرهم قد اعترفوا بان الله هو الخالق وما سواه مخلوق. وهو الرازق ومن سواه مرزوق وهو المدبر وما سواه مصرف مدبر وهو المالك وما سواه مملوك فهذا يدل اكبر دلالة على انه لا يستحق العبادة سواه نعم. ولهذا يستدل به على المشركين ويأخذهم باعترافهم. لقوله قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم؟ سيقولون لله قل افلا تتقون؟ قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فانى تسحرون وايات كثيرة جدا فيها هذا المعنى لانه برهان واضح. ينقل ينقل الذهن من ينقل الذهن منه باول وهلة بان من هذا شأنه وعظمته انه هو المنفرد بالوحدانية المستحقة للعبودية واخلاص الدين له. هذا البرهان الاول من براهين توحيد العبادة الا وهو توحيد الربوبية وان الله سبحانه وتعالى وحده المتفرد بالخلق والرزق الايجاد لا شريك له سبحانه وتعالى في شيء من ذلك فتفرده وحده جل وعلا بالربوبية دليل على وجوب افراده وحده في العبادة كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وانتم تعلمون انه لا خالق لكم غير الله فعلمكم بانه لا خالق لكم غير الله هذا برهان بين ودليل واضح على وجوب افراده بالعبادة وان تفردوه وحده بالتوحيد. فلا تدعو الا اياه ولا تسألوا الا اياه ولا تصلبوا شيئا من العبادة الا له سبحانه وتعالى فالشيخ يقول عن هذا البرهان انه من اوضح البراهين اوضح البراهين واجلاها وابينها والناس كلهم مقرون بربوبية الله. الا شرذمة من الملاحدة الا شرذ ماء من الملاحدة وايضا كثير من الملاحدة انكاره لربوبية الله في الظاهر مثل ما قال الله عنا امام الملاحدة فرعون قال جل وعلا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا هذا الملحد فرعون الذي يقول ما علمت لكم من اله غيري وقل وما رب العالمين قال له موسى كما في خواتيم سورة الاسراء لقد علمت لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات انت تعرف هذا وتعلم هذا في قرارات نفسك لكنه ظلما وعلوا يجحد. ويقول وما رب العالمين ويقول وما ما علمت لكم من اله غيري الحاصل ان توحيد الربوبية يعترف به الخلق الا سرذمة قلة والا الخلق يعترفون بربوبية الله وان الرب سبحانه وتعالى واحد هو الذي تفرد بالخلق والرزق والاحياء والاماتة. حتى المشركون عباد الاصنام الذين بعث فيهم محمد عليه الصلاة والسلام كانوا يقرون بربوبية الله ولهذا تجد في في القرآن مثل ما قال الشيخ ايات كثيرة جدا تشير الى هذا الاقرار اقرار المشركين مثل ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولا انسان تم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم ومثل هذه الايات في سورة المؤمنون التي ذكر رحمه الله قل من رب اه قل من رب اه قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله. فانى تسحرون فالاولى قال فانى تذكرون والثانية قال افلا تذكرون؟ وفي الثانية قال افلا تتقون والثالثة قال فانى تسحرون يعني هذا البرهان بين امامكم واظح ظاهر تعرفونه الا تتذكرون فترجعون الى التوحيد؟ الا تتقون الله فتتركون الشرك انا تسحرون اين تذهب عقولكم مع البرهان الواضح؟ وانتم مقيمون على الشرك وعلى عبادة غير الله سبحانه وتعالى الاقرار بروية الله دليل على وجوب افراده بالعبادة فكما انه وحده تفرد بالربوبية فيجب ان يفرد بالعبادة وهذا يأتي ذكره مختصرا في القرآن في مواطن وانا ربكم فاعبدون. هذا البرهان يأتي ذكره مختصرا في مواطن من القرآن بهذا اللفظ وانا ربكم فاعبدون وانا ربكم اي كما اني وحدي تفردت بالربوبية خلقا رزقا احياء اماتة تصرفا تدبيرا فاعبدون اي فافردوني وحدي بالعبادة الربوبية افعال الله والعبادة افعال العبد فكما ان الله سبحانه وتعالى متفرد افعاله لا شريك له خلقا ورزقا وتدبيرا فيجب ان يفرد بافعال العباد فلا يتخذ معه الانداد بل يفرد وحده سبحانه وتعالى بالعبادة فهذا البرهان الاول نعم. من براهين التوحيد اخباره في عدة ايات ان جميع ما يعبد من من دونه مخلوق فقير عاجز لا يستطيع نفعا ولا دفعا ولا جلب خير لعابده. ولا وقاية شر ولا ينصر من عبده ولا فهم ينصرون ومن كان بهذه المثابة فمن السفه والحمق الجنوني عبادته وخوفه ورجائه وتعليق القلوب به انما يجب تعليق القلوب بالغني المطلق الذي ما بالعباد من نعمة ولا خير الا منه. ولا يدفع كاره الا هو. هذا برهان اخر من اه براهين التوحيد الا وهو المعرفة بعجز المعبودات المتخذة من دون الله وفقرها وانها لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا فضلا ان تملك شيئا من ذلك لغيرهم فهي في نفسها عاجزة في نفسها فقيرة هذا بحد ذاته برهان يعني معرفة عجز هذه المعبودات برهان على بطلان عبادتها وان الواجب ان يعبد الله انظر ماذا قال نبي الله الياس عليه السلام لقومه وان الياس لمن المرسلين اذ قال لقومه الا تتقون اتدعون بعلا اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين؟ الله ربكم ورب ابائكم الاولين. تدعون بعلا البعل ما ينفع نفسه ولا ولا يملك نفعا لنفسه فظلا ان يملك او دفعا عن نفسه فظلا ان يملك شيئا من ذلك لغيره مالك البعل لو احتاج ذبحه واتى بالسكين ليذبحه وما دفع عن نفسه البعل. ويدعونه من دون الله. اين العقول اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين الله ربكم ورب ابائكم الاولين فالمعرفة بعجز هذه المعبودات وفقرها وانها لا تملك اصلا لنفسها نفعا او دفعا هذا دليل على بطلان عبادتها وان الواجب عبادة الله وحده جل في علاه ولهذا مما يذكر في اخبار المشركين ان قبل عهد آآ يعني قبل قبل عهد النبوة احدهم من مسافة بعيدة اتجه الى صنم من الاصنام المعبودة اتجه اليه ليعبده وليعرض عليه حاجته كما هي طريقة المشركين ولما وصل الى الصنم واذا بثعلب فوق رأس الصنم يبول والبول يصب من فوق رأس الصنم الى قدميه وهذا قطع مسافة طويلة ليسأل هذا الصنم ولما رأى المنظر ثعلب يبول فوق رأسه ويصب البول الى قدمه وهو قطع مسافة ليعبده لما رأى الصنم بهذه الصفة ادرك وهذا هو البرهان نفسه الذي نتحدث عن ان هذه هي اصلا فقيرة هي اصلا محتاجة الى تملك ان تدفع عن نفسها قال بيتا من الشعر ورجع قال ارب يبول الثعلبان برأسه؟ لقد هان من بالت عليه الثعالب ورجع وتركه وضح له البرهان وانا اذكر قرأت مرة قديما في احدى الصحف واحد من الهنادكة يسألونه عن قصة اسلامه قال ذهبت مع ابي للمعبد وانا صغير فلما دخلت المعبد مع الوالد يقول رأيت كلب يبول على رجل الصنم يبول على رجل الصنم يقول فكرهت هذه المعبودات كلب يبول على رجلي يقول وانا في صغري كرهتها. واصبحت نفسي كارهة لها. كان هذا سبب اسلامي ذكرني بقصة هذا الاول فالحاصل ان ان هذا هذا برهان معرفة عجز هذه المعبودات وانها لا تملك مثل ما قال الله سبحانه وتعالى في اول سورة الفرقان واتخذوا من دونه آآ نعم اتخذوا من دونه الهة يذكرونا بالاية لا يملكون لانفسهم ظرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا فهذا الشأن يعني اذا عرفت بالعجز والفقر وانها ما تملك لنفسها هذا بحد ذاته من براهين التوحيد وان جميع هذه المعبودات المتخذة عبادتها باطلة. لانها لا تغني شيئا ولا تملك شيئا لا تملك شيئا لنفسها فضلا من ان تملك لغيرها نعم قال رحمه الله وهذا ايضا برهان اخر انه لا يأتي بالحسنات الا هو ولا يدفع السيئات الا هو وهو وهو وهو الذي يجيب المضطرين وينقذ المكروبين ويكشف السوء عن المضطهدين وهو الذي جعل لعباده الارض قرارا واجرى لهم فيها انهارا وجعلها مهادا مهيئة لجميع مصالحهم ومنافعهم وانزل من السماء ماء فانبت به حبا ونباتا وجنات الفافا وانبت به حبا وعنب وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابا متاعا لكم ولانعامكم وهو الذي يطعم عباده ويسقيهم. واذا مرضوا يشفيهم. وهو الذي يحيي ويميت. واذا قضى امرا قال له كن فيكون وهو الذي يطعم ولا يطعم ويجير ولا يجار عليه. ويغيث ولا يغاث. وهو الذي خلق الانسان وعلمه الكتابة والبيان وعلم القرآن وجعل الشمس والقمر والكواكب للمصالح المتنوعة والحسبان والسماء رفعها ووضع الميزان وامر عباده ان يسلكوا طريق العدل ولا يطغوا في الميزان وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون منه حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخل لتبتغوا من فضله ولا لعلكم تشكرون وهو الذي سخر لعباده جميع ما في السماوات والارض واصبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة واتاهم من كل ما سألوه بلسان المقال ولسان الحال وهو الذي جعل لهم الليل لباسا والنهار معاشا. ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا وهو الذي جعل لهم السمع والابصار والافئدة والقوى الظاهرة والباطنة. وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها وفي ظلمات البر والبحر وهو الذي بيده الملك والحمد وبيده الخير ويعز ويذل ويعطي ويمنع ويقبض ويبسط وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى. وهو الذي جعل لعباده الانعام فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب. وتحمل اثقالهم الى بلد لم يكونوا بالغيه الا بشق الانفس والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون وهو الذي اوحى الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون. الايات وهو الذي خلق لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات وهو الذي جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين وهو الذي خلق لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا تتزينون به وهو الذي جعل لكم المساكن كفاة احياء في الدور وامواتا في القبور الم نجعل له الم نجعل له عينين؟ ولسانا وشفتين؟ وهديناه النجدين الم نطلبكم ماء مهين فجعلناه في قرار مكين الى قدر معلوم فقدرنا القادرون الم يتفضل بما هو اعظم من ذلك بالنعم الدينية والاخروية التي هي السبب في السعادة الابدية الم يمن على المؤمنين بالاسلام والايمان ويبعث فيهم رسولا يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون الم يوضح لهم الم يوضح لهم الصراط المستقيم؟ ويكمل لهم الدين ويمن عليهم بالهداية التامة هداية التعليم والتفهيم والارشاد وهداية التوفيق والعمل والانقياد الم يخرجهم من ظلمات الجهل الى نور العلم؟ ومن ظلمات الكفر الى نور الايمان ومن ظلمات المعاصي الى نور الطاعة ومن ظلمات الغفلة الى نور الانابة اليه وذكره الم ييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى. الم يحبب اليهم الايمان ويزينه في قلوبهم. ويكرر اليه ويكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان. ويجعلهم من الراشدين فضلا منه ونعمة. والله عليم الم يعصمهم من موبقات الاثام ويحفظهم من فتن الشكوك والشبهات والاوهام الم يفتح لهم ابواب التوبة والرحمة؟ ويأمرهم بالاسباب التي يدركون بها رحمته. وينجون بها من عقاب الم يجعل الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة والسيئة بواحدة ومآلها العفو والصفح والغفران. وهو الذي يقبل التوبة عن عباده. ويعفو عن السيئات. ويأخذ صدقات وان الله هو التواب الرحيم قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى. الم يكن جانب فضله وكرمه ورحمته في جميع الامور سابقا وغالبا ان رحمتي سبقت غضبي وفي لفظ غلبة فللرحمة السبق والاحاطة والسعة ولها الغلبة بحيث يضمحل معها اسباب العقوبة كما تقدم في الحسن والسيئات وان العبد لو افنى عمره في المعاصي ثم في ساعة واحدة قبل ان يغرغر تاب واناب غفر له كل ذلك وابدل سيئاته حسنات وان ادنى مثقال حبة خردل من ايمان يمنع الخلود في النار وان الكفار والفجار واصناف العصاة يبارزون المولى بالمخالفات والعظائم وهو يعافيهم ويرزقهم ويدر عليهم النعم ويستعتبهم ويعرض عليهم التوبة. ويخبرهم انهم ان تابوا عفا عنهم وغفر لهم حتى اذا ماتوا وهم كفار ولم يكن فيهم من الخير مثقال ذرة ولاهم ما تولوا لانفسهم ورضوا ورضوا بها ورضوا لها من الشقاء الابدي واذا كان جميع ما فيه واذا كان جميع ما فيه الخلق من النعم والافراح والمسرات اسبابها ومسبباتها ظاهرة منها والباطنة الدينية والدنيوية كلها من الله وهو الذي تفضل بها من غير سبب انهم فان حصل بعض فان حصل بعض الاسباب الواقعة من الخلق التي ينالون بها نعمه ورحمته الاسباب هو الذي اعطاهم اياها. فمنه كل شيء محبوب. وجميع الشرور والمكاره هو الذي الذي دفعها ويسر دفعها فمن كان هذا شأنه العظيم وخيره الجسيم اليس هو الذي يستحق ان يبذل له خالص العبودية وصفو الوداد واحق من عبد واولى من ذكر وشكر فتبا لمن اشرك به من هو مضطر اليه في كل احواله فقير في جميع اموره. لما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى ان من براهين التوحيد ان جميع من يعبد من دون الله مخلوق فقير محتاج لا يملك لنفسه نفعا ولا ظرا ولا دفعا فظلا من ان يملك شيئا من ذلك لغيره او ان يجلب شيئا من ذلك لعابديه فاذا كانت آآ هذه المعبودات المتخذة هذا شأنها فان من السفه بل غاية السفه ان تتخذ اندادا مع الله سبحانه وتعالى من هنا دخل اه الشيخ رحمه الله في بيان ان آآ لما بين ان من السفه تعلق القلوب بهذه المعبودات المتخذة بين ان الواجب ان يكون تعليق القلوب بالغني الملك الذي بيده سبحانه وتعالى الامر الغني المطلق الذي ما بالعباد من نعمة الا من ولا يدفع عنهم مكروه الا هو ولا اه تنال حسنة الا بفظله لا يأتي حسنات الله ولا يصرف السيئات الا هو. فدخل من هنا الى برهان اخر من براهين توحيد الله الا وهو ان الامر بيد الله سبحانه وتعالى لا يأتي بالحسنات الا هو ولا يصرف السيئات الا هو. وانطلق من هنا في عد نعم الله العظيمة ومننه الجسيمة وانه سبحانه هو الذي يفرج الكروب وهو الذي يجيب المضطرين وهو الذي يغيث الملهوفين وهو الذي يجبر الكسير وهو الذي اضحك وابى ابكى واغنى وافقر وهو الذي يحيي ويميت وهو الذي يصح ويمرظ وهو الذي بيده الامر لا شريك له سبحانه وتعالى في شيء من ذلك اخذ يعدد رحمه الله صنوف منن الله وانواع عطاء عطاياه جل وعلا وانه اه المتفرد بالعطاء وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ولهذا هذا النوع من البرهان هذا النوع من البرهان تراه في ايات كثيرة جدا او في سور كثيرة من القرآن تجد اه ان الله عز وجل يعدد نعما كثيرة ثم يختم عده جل وعلا لهذه النعم عده لهذه النعم ببيان انها برهان على وجوب عبادته اقرأ امثلة على ذلك في اوائل سورة الرعد عد فيها سبحانه وتعالى نعما متنوعات ثم ختم هذا العد ببيان انه اه وحده سبحانه وتعالى الذي يجب ان ان ان يفرد بالعبادة وان يذل له وحده وان لا يدعى معه غيره وان الذين يدعون من دونه لا يملكون شيئا اقرأ ايضا مثل ذلك في سورة النحل التي تعرف بسورة النعم عدد فيها جل وعلا نعما كثيرة ثم ختم عده لهذه النعم بقوله جل وعلا آآ في في خاتمة عده آآ لنعمه ختم ذلك بقوله لعلكم تسلمون يعني هذه النعم التي انعم بها عليكم وتفضل بها عليكم من اجل هذا الامر ان تسلموا لله وان توحدوه وان تخلصوا آآ الدين له جل في علاه ختم النعم بقوله والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم عليكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين والله جعل لكم مما خلق ظلال الا وجعل لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بئسكم كذلك يتم نعمته عليكم من اجل ماذا؟ لعلكم تسلمون لعلكم تسلمون هذه النعم ومعرفتها هو برهان على وجوب الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك والبراءة منه. نعم قال رحمه الله ومن براهين التوحيد ما يصف الله به الاوثان ومن عبد من دونه من النقص العظيم وانها فاقدة للكمال وربما كانت فاقدة ايضا للاقوال والافعال وانها لا تخلق ولا ترزق باعتراف عابر وليس لها ملك ولا شركة في الملك. وليس لها وليس لها مظاهرة لله ولا بوجه من الوجوه وليس الله محتاجا اليها ولا الى غيرها. بل هو الغني الحميد والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. ولا ينصرونهم ولا انفسهم ينصرون ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا فانقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين الهم ارجل يمشون بها؟ ام لهم ايدي يبطشون بها؟ ام لهم اعين يبصرون بها؟ ام لهم اذان يسمعون بها. قل ادعوا شركاءكم ثم كيدوني فلا تنظرون افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا. وان اوهن البيوت العنكبوت لو كانوا يعلمون الى غير ذلك من الصفات الناقصة التي وصف الله بها كلما عبد من دونه. وهي معلومة حتى عند العابدين ان لها ولكنهم يزعمون الزعم الباطل انهم يريدون ان تشفع لهم او تقربهم اليه زلفى وهذا القصد الخبيث اعظم مبعد لهم عن الله. فانه لا يتقرب اليه الا بما يحب. ولا توسلوا اليه الا بالايمان والتوحيد الخالص والاعمال الخالصة لوجهه. ومن تقرب اليه بالشرك لم يزدد منه الا بعدا. وبذلك قطع الصلة بينه وبين ربه. فاستحق الخلود في النار وحرم ما الله عليه الجنة. وهذا برهان اخر من ابراهيم التوحيد ما وصف الله سبحانه وتعالى به الاوثان المتخذة من دونه من النقص العظيم وانها فاقدة للكمال ولهذا تجد في القرآن ذكر لاوصاف لهذه المعبودات المتخذة مثل انها لا تسمع ولا تعقل مثل انها لا تملك نفعا ولا دفعا مثل ما ذكره الله سبحانه وتعالى عنها في قوله الهم ارجل يمشون بها؟ قال ام لهم ايد يبطشون بها؟ ام لهم اعين يبصرون بها؟ الى اخر الاية. فهذا كله نقص ظاهر في هذه المعبودات المتخذة فكيف تتخذ ندا للرب العظيم الذي بيده الامر وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وتعالى عما يشركون فهذه المعبودات المتخذة هي في نفسها ناقصة هي في نفسها ضعيفة هي في نفسها غير مالكة فكيف تتخذ ندا للملك العظيم والرب الذي بيده الامر سبحانه وتعالى قال الشيخ ليس لها ملك ولا شركة في الملك وليس لهم مظاهرة لله ولا معاونة بوجه من الوجوه يشير الى الايات في سورة سبأ قول الله سبحانه وتعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وساق رحمه الله ايات ختمها بقول الله عز وجل مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيته كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون. يعني هؤلاء الذين يتخذون الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى مثلهم في اتخاذ هذه الانداد مثل العنكبوت تتخذ بيتا وبيت العنكبوت عندما يراها الرائي وينظر اليه الناظر يجد انه لا انه واهي اي شيء يخترقه اما مطر ان برد ان عدو ما يقي اوهن البيوت ومن الاخطاء الشائعة عندما يريدون ان يذكروا ضعف شيخ اوهى من بيت العنكبوت الصواب ان يقال ان اوهى البيوت بيت العنكبوت مثل ما قال الله يقول اوهى من بيت العنكبوت لكن الصحيح ان يقال في وهاء بيت العنكبوت او مثل بيت العنكبوت الله جل وعلا يقول وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت. بيت العنكبوت لا يقي لا من برد ولا من حر. ولا من من عدو وهي تختبئ في في هذا البيت تختبئ في هذا البيت. اما هذا مثل ذكره الله سبحانه وتعالى للذين يتخذون المعبودات سبحان الله من من لطيف ما يذكر هنا في هذا المقام ان الاماكن التي اه يذهب اليها من يتخذ ندا مع الله من يتخذ ندا الاماكن التي يذهبون اليها ويقفون عند الند المتخذ لو نظروا في سقوفها وجدوا بيت العنكبوت لو وجد لو نظروا في سقوف تلك الاماكن لوجدوا بيت العنكبوت. ينظرون اليه يصور لهم حالهم امام هذا امامهم الصورة امامهم يرفع رأسه وينظر بيت العنكبوت هذا البيت حاله هو في اتخاذ هذا المعبود من دون الله مثل هذا العنكبوت التي اتخذت بيته وهذا مثل عظيم في بيان فساد هذه الانداد المتخذة من دون الله انها هي اصلا لا تملك شيئا فاتخاذها معبودة هو مثل العنكبوت اتخذت بيتا. وانا اوهن البيوت لبيت العنكبوت. نعم قال رحمه الله ومن براهين التوحيد ايامه بين عباده واكرامه للرسل واتباعهم الذين قاموا بتوحيده وانجائهم من الشرور والعقوبات واحلاله المثلات بالامم المشركة بالله المستكبرة عن عبادة الله المكذبة لرسل الله لما حذرهم وانذرهم واقام عليهم الحجج المتنوعة والايات المفصلة على توحيده وصدق رسله. فكذبوا وقع بهم انواع العقوبات المتنوعة فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومن منهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ثم خاتمة ذلك ما نصر به خاتم رسله محمدا صلى الله عليه وسلم. حين بعثه بالتوحيد الخالص والنهي عن الشرك فقاومه اهل الارض الاقربين منهم والابعدين ومكروا في نصر باطنهم وابطال الحق الذي المكرات العظيمة فخذلهم الله ونصر نبيه واتباعه النصر الذي لا مثيل له. ان في ذلك لاية على ان دين الله الذي هو التوحيد والايمان هو الحق. وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان رسوله هو الصادق الامين. وان جميع من عاداه لفي اعظم الغي والضلال والشقاء وهذا ايضا برهان اخر من براهين التوحيد النظر في ايام الله في عبادة وهذا يعني البرهان يظهر النظر في احوال الامم عبر التاريخ والله سبحانه وتعالى قص لنا من ذلك القصص الكثير وفيها نصر الله لانبيائه واوليائه واصفيائه وتأييده لهم ودفاعه عنهم وفيها انزاله سبحانه وتعالى المثلات والعقوبات والخزي باداء الرسل وقد قال الله تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد فهذا النصر لانبياء الله واولياءه وحملة التوحيد والانصار لدين الله سبحانه وتعالى هذا من من صحة التوحيد لان الله سبحانه وتعالى ايد اهله ونصرهم ودافع عنهم ومكن لهم اه مثل ما قال جل وعلا وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض. كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون فتأييده جل في علاه لاولياءه وانبيائه اصفيائه الذين حققوا التوحيد ونصروا التوحيد ودعوا اليه وانزاله العقوبات المثلات باعداء الرسل هذا من براهين التوحيد هذا من براهين التوحيد ودلائله وايضا مضى الشيخ في عده البراهين نكتفي آآ بهذا القدر نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين