بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى ومن البراهين على التوحيد وعلى صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وهو داخل في الايمان بالله ورسوله والايمان بالغيب ما قصه الله في كتابه من الغيوب الماضية والحاضرة والمستقبلة التي لا تزال تحدث شيئا فشيئا طبق ما اخبر به القرآن فمن ذلك ما اخبر به عن تفاصيل الوقائع الماضية في قصص الرسل في انفسهم ومع اقوامهم من اتباعهم واعدائهم تفصيلا ليس لاحد طريق الى تحصيله الا الوحي الذي جاء به صلى الله عليه وسلم ونهاية ما عند خواص اهل الكتاب من تلك التفاصيل نتف وقطع لا لا يحصل منها قريبا مما يحصل بالقرآن ولهذا يخبر في اثناء هذه القصص ان اتيان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بها دليل على رسالته لقوله بعدما ذكر قصة موسى مبسوطة وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الامر وما كنت من الشاهدين ولكنا انشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر. وما كنت ساويا في اهل تتلو عليهم اياتنا ولكنا كنا مرسلين. وما كنت بجانب الطور اذ نادينا ولكن رحمة من رب ربك لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون اي انه لا سبيل لك الى معرفة هذه الامور بتلق عن احد ولا وصول لذلك الا من جهة الوحي الذي اوحاه اليك وكذلك ذكر الله هذا المعنى في اخر قصة يوسف المطولة في قوله وما كنت لديهم اذ معوا امرهم الاية. وفي قصة مريم وزكريا وما كنت لديهم اذ يختصمون فكل هذا يدل اكبر دلالة على رسالة على رسالة وصحة ما جاء به من التوحيد حيث جاءتهم هذه الامور المفصلة بطريقة لا سبيل اليها الا بالوحي ومثل ذلك خبره عن الملائكة والملأ الاعلى وقصة ادم وسجود الملائكة له بعد تلك المراجعات فقال ما كان لي من علم بالملأ الاعلى اذ يختصمون واعظم من ذلك كله واجل اخباره صلى الله عليه وسلم عن الرب العظيم وقصه لصفاته العظيمة مفصلة بحيث جاء هذا القرآن بما لم يأتي به كتاب قبله. واخبر عن اخبارا عظيمة عجزت قدر الاولين والاخرين ان يأتوا بما يقاربها او بما ينقضها او ينقض بعضها فجميع الكتب السماوية المنزلة على الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين جميع ما فيها من الخبر لله فانه في القرآن وفي القرآن زيادات عظيمة وتوضيحات تدل اكبر دلالة على ان من جاء به امام الرسل الخلق وان هذا القرآن مهيمن على ما قبله من الكتب. وان كل حق قاله وتكلم به احد من الخلق فهو في ضمن القرآن. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فاننا لا نزال مع المصنف رحمه الله تعالى في سوقه لبراهين التوحيد ودلائله المتنوعات فذكر هنا رحمه الله تعالى ان من براهين التوحيد العظيمة وهي في الوقت نفسه من ايات صدق الرسول عليه الصلاة والسلام وصدق ما جاء به وهي كذلك من الايمان بالغيب الذي هو من اعظم صفات اهل الايمان هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب اي بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم رسل الله فمن هذه البراهين ما جاء في القرآن وما قصه الله سبحانه وتعالى على عباده في القرآن الكريم من اخبار ماضية وتفاصيل دقيقة جدا لتلك الاخبار الماضية نقلها الرسول عليه الصلاة والسلام للناس وبلغها للامة بوحي اوحي اليه وتنزيل من الله نزل عليه فاخذ يقص تلك التفاصيل بدقة مع انه عليه الصلاة والسلام لم يكن في ذلك المكان الذي حدثت فيه تلك القصص ولم يكن شاهدا لها لكنه يروي عليه الصلاة والسلام وينقل تفاصيل تلك الاخبار كانه يحدث عن شيء يراه بعينه لانه يحدث او يخبر عن شيء يراه بعينه مع انه ما كان شاهدا مثل ما قال الله وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا مع ذلك قص ما كان هناك عليه الصلاة والسلام قال وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون اي اخوة يوسف وكذلك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون فهذه التفاصيل اخبر بها عليه الصلاة والسلام اخبارا دقيقا وما كان عليه الصلاة والسلام شاهدا ولا حاضرا ولا كان في ذلك المكان فهذا من براهين صدقه عليه الصلاة والسلام وهي في الوقت نفسه من براهين توحيد الله الرب المعبود سبحانه وتعالى قل مثل ذلك في اخبارات النبي عليه الصلاة والسلام عن الامور المستقبلة التي وقع كثير منها طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام وكثير منها لم يقع لكنه سيقع طبقا لما اخبر فالاشياء المستقبلة التي اخبر عنها بوحي الله سبحانه وتعالى اما ما جاء من ذلك في القرآن او في سنته عليه الصلاة والسلام فانها تقع شيئا فشيئا طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام وكلما وقع شيء مما اخبر به عليه الصلاة والسلام تجددت تجددت الاية على صدقه وتجدد البرهان على صدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وصدق ما جاء به اعظم من ذلك واجل اخبارات النبي عليه الصلاة والسلام عن اسماء اسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة وافعاله الجليلة سبحانه وتعالى فجاء عنه من ذلك اخبارات عظيمة عن عن الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا بالنسبة للعباد غيب لم يروه لا سبيل الى الاخبار عنه باسمائه وصفاته الا بالوحي وحي الله سبحانه وتعالى حتى ان الله جل وعلا قال لرسوله عليه الصلاة والسلام وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري. ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا ننادي به من نشاء من عبادنا فهذه التفاصيل لا سبيل الى العلم بها الا من خلال الوحي ولهذا قال العلماء رحمهم الله اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته توقيفية يعني يتوقف في اثباته على الوحي المنزل من الله جل في علاه فهذه الاخبارات الكثيرة التي يخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام عن الرب العظيم وقصه لصفاته العظيمة المفصلة في القرآن الكريم وفي سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام هذا كله من امارات صدقه عليه الصلاة والسلام وهو في الوقت نفسه من براهين اه التوحيد نعم قال رحمه الله فان قيل فكيف تجعلون هذا البرهان الذي هو الخبر عن الله وعن كماله ونعوت جلاله من براهين رسالة محمد وادلة التوحيد. وانتم في مقام التكلم مع الموافق والمخالف والمعترف برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والمنكر لها. وذلك من امور الغيب التي لا يعترف بها الا كل مؤمن وانتم تريدون جعله برهانا يسلم بصحته حتى المخالفون المنكرون لرسالته اذا سلكوا طريق الانصاف والاعتراف بالحقائق الثابتة التي يسلمها جميع العقلاء المعتبرين. هذا اورده الشيخ رحمه الله تعالى ليجيب عنه بالاجابة المفصلة النافعة يقول لو ان معترظا اعترض وقال كيف تذكرون وهذه الامور التي المخالف اصلا ينكرها اصلا ينكرها فكيف تجعلونها برهانا تقيمون بها الحجة عليه ليسلم بصدق الرسول عليه الصلاة والسلام ويقر بتوحيد الله عز وجل وهو اصلا هذه الامور هو اصلا لا يقر بها. فكيف يجعل هذا الذي هو اصلا لا يقر به برهانا ودليلا فمن اي وجه جعل هذا برهان وودليل على صدق الرسول عليه الصلاة والسلام وتوحيد وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى مع ان المخالف الذي نريد ان نلزمه بهذا هو اصلا لا يقر بهذه هذه الاشياء وهذا ايراد قد يرد في الاذهان او قد يريد يورده بعض الناس في هذا المقام لكن الشيخ رحمه الله بما اتاه الله من علم وفهم وبصيرة في دين الله اجاب عن ذلك باجوبة عظيمة مسددة مفيدة غاية فائدة لطالب العلم وطالب الحق والهدى نعم قيل في الجواب عن هذا الايراد. هذا البرهان يتضح وينجلي بامور منها ان الذي جاء به رجل امي لا يقرأ ولا يكتب. وقد نشأ بين اميين لم يجالس احدا من اهل العلم ولم يدرس كتابا ولم يزل على هذه الحال حتى جاء بهذا الكتاب الذي معظمه هذه الاخبارات دليلة المتناسبة المحكمة فبمجرد النظر الى هذه الحالة التي عليها محمد صلى الله عليه وسلم. واتيانه بهذا الكتاب برهان قوي يضطر اليه الناظر انه حق. وما احتوى عليه حق. وانه لا سبيل له الى ذلك الا والرسالة اجاب رحمه الله عن هذا الايراد بخمسة اجوبة الاول منها فهذا الجواب الذي ذكر رحمه الله تعالى وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام الذي اخبر بهذه الاخبارات العظيمة وهذه القصص قصص الاولين واخبارهم والذي ايظا اخبر عن الله سبحانه وتعالى اخبارات عظيمة مفصلة واخبر عن امور تكون في المستقبل وبعضها وقع حتى في زمانه اخبر بها ثم وقعت يخبر بها اليوم ثم تقع غدا في زمانه طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام حصل من ذلك في زمانه ثم حصل ايضا من وقوع اخبارات بعد وفاته مباشرة ثم بدأت تظهر وتقع شيئا فشيئا طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام فهذه الاخبارات المفصلة الواسعة الدقيقة لامور ماضية وامور مستقبلة وامور تتعلق بالله امور تتعلق بالملائكة امور تتعلق باشياء يا مغيبة يخبر عنها بهذا التفصيل ثم هو في نفسه عليه الصلاة والسلام امي لم يقرأ ولم يكتب ولم يجالس احدا من اه اه احدا من العلماء ولم يقرأ كتابا عليه الصلاة والسلام فهو نبي امي بهذا وصفه جا وصفه في القرآن لا يقرأ ولا يكتب. ولما جاءه جبريل قال له اقرأ قال ما انا بقارئ معنا بقارئ فرجل هذه شأنه عليه الصلاة والسلام وهذه حاله وهذه من صفته ثم يأتي بهذه الاخبار والتفاصيل لا شك ان هذا برهان واضح هذا برهان واضح وبين على صدقه وصدق ما جاء به. وانه انما اه يتكلم من الله ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى نعم ثانيا انه صدق جميع الكتب وجميع ما اخبرت به الرسل. فجميع ما في كتب الله من التوحيد والصفات. وما اخبرت به الرسل عن الله فما جاء به محمد يصدق ذلك ويوافقه. ويشهد له مع ما هو عليه صلى الله عليه سلم من الوصف المذكور. نعم يعني هذا ايضا امر اخر يشهد اه لصحة هذا البرهان استقامة ان الرسول عليه الصلاة والسلام الذي جاء به تصديق لما جاءت به الرسل قل ما كنت بدعا من الرسل جاء باشياء امور يصدق فيها آآ المرسلين. مع انه امي لم يقرأ ولم يكتب ولم يجالس عالما ثم يأتي بامور عظيمة جدا يصدق فيها الانبياء قبله ويأتي بكتاب عظيم يا صفة هذا الكتاب انه مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فجاء النبي عليه الصلاة والسلام بكتاب هذا وصفه وهذا شأنه مع انه صلى الله عليه وسلم كما تقدم امي لا يقرأ ولا يكتب ولا جالس عالما ولا قرأ كتابا صلوات الله وسلامه عليه ثم جاء بهذه الامور العظيمة والتفاصيل الدقيقة التي تصديق لما عن ان النبيين قبله. ولهذا اخبر عليه الصلاة والسلام ان دعوة الانبياء واحدة وان ما عنده هو الذي عند النبيين قبله. دعوة واحدة نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى اي الشريعة قد تختلف لكن الاصول والقواعد والعقائد واحدة عند جميع الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه. نعم ثالثا ان هذه الاسماء الحسنى والصفات العليا التي اخبر بها عن الله كلها متصادقة. يصدق بعضها بعضا ويناسب بعضها بعضا حيث دل كل معنى منها على الكمال المطلق بكل وجه وبكل اعتبار. الذي لا كمال فوقه بل لا يمكن عقول العقلاء ان تتصور معنا واحدا من معاني تلك الاوصاف فهذا اكبر دليل على ان انها حق وان من جاء بها هو رسول الله حقا. نعم هذا الاخبار الذي جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يخبر به عن ربه سبحانه عن اسماء الرب العظيمة اه اسماء الرب الحسنى وصفاته تبارك وتعالى العظيمة. عندما ينظر الناظر لهذه الاشياء التي اخبر بها عن لا يجد ان كما قال المصنف متصادقة يصدق بعضها بعضا ويناسب بعضها بعضا. يعني لم يأتي باخبارات عن الله متعارضة او متناقضة او يصادم بعضها بعضا بل جاء باخبارات عظيمة كلها ذكر لكمال الرب وعظمة الرب وجلاله وجماله فهي اسماء ووصفات متصادقة ان يصدق بعضها اه اه بعضا ويناسب بعضها بعضا وقد قال الله سبحانه وتعالى اه عن القرآن الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها التشابه هنا هو هذا المعنى الذي يتحدث عنه الشيخ هنا التجانس والتناسب والتوافق فليس هناك فيما اخبر به سواء عن الله او الاخبارات الاخرى ليس فيه تعارض بين ولا ولا تناقض ولا تصادم بل هي متجانسة سواء فيما اخبر به عن ربه جل وعلا او اخبر به عن اليوم الاخر او عن الملائكة او غير ذلك من المغيبات او حتى ايظا الاوامر والنواهي هو كتاب متجانس متشابه يؤيد بعظه بعظا ويشهد بعضه لبعض فهذا ايضا من البراهين على صدق هذا الرسول. وقد قال الله تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا نعم رابعا ان اثارها ومتعلقاتها في الوجود والخلق والامر مشهودة محسوسة فاثار ما اخبر به من العظمة والملك والسلطان واثار ما اخبر به من العلم المحيط والحكمة الواسعة واثار ما اخبر به من الرحمة والجود والكرم واثار ما اخبر به من اجابة الدعوات وتفريج الكربات وازالة الشدات واثار ما اخبر به من كمال القدرة ونفوذ الارادة وكمال التصرف والتدبير الى غير ذلك مما اخبر به لله فان اثاره تلك في الوجود مشهودة لكل احد. لا ينكرها او يتوقف فيها الا فهو يخبر صلى الله عليه وسلم عن غيب محكم يشاهد الخلق من اثاره ما يدلهم دلالة قاطعة على ذلك. هذا ايضا جواب الراء رابع يذكرون رحمه الله ان ما يتعلق باخبارات النبي عليه الصلاة والسلام عن الله اسمائه الحسنى وصفاته العليا هذه الاسماء التي ذكرها عن الله والصفات التي ذكرها عن الله سبحانه وتعالى اثارها موجودة اثارها موجودة بل هذا الخلق هذا الخلق وبهذا الاحكام وهذا الاتقان وهذا الانتظام دليل على علم خالقه واحاطته الا يعلم من خلق فهو اللطيف الخبير الخلق دليل على العلم علم علم الخالق واحاطة علمه ودليل على قدرته وانه على كل شيء قدير مثل ما قال الله سبحانه وتعالى الله الذي اه خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. هذا الخلق دليل على العلم دليل على القدرة دليل على الاحكام دليل على الحكمة دليل على الخبرة دليل على القوة هذه كلها هذه اثار اثار يشاهدها المرأة يشاهدها الخلق دليلا على عظمة الخالق وكمال اسمائه وصفاته سبحانه وتعالى مثل ما قال القائل وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد اذا هذه الاثار التي يراها الناس هي برهان على صدق الرسول فيما اخبر الله فيما اخبر به عن الله سبحانه وتعالى وعظمة اسمائه وعظمة صفاته وعظمة اه نعوته جل في علاه نعم قال رحمه الله خامسا هذه النعوت العظيمة التي اخبر بها عن الله لا يمكن التعبير عن اثار معرفتها في العارفين بها من التعظيم والاجلال الذي ليس له نظير. ومن الود والسرور والابتهاج الذي ذات الدنيا بالنسبة اليه اقل من قطرة بالنسبة الى البحر وهم خلق لا يحصي عدد ولا لا يحصي عددهم الا الذي خلقهم وهم علية الخلق وخلاصة الوجود واكمل الناس اخلاقا وادابا وارجحهم عقولا واصوبهم الا وقد اتفقوا على هذا الامر العظيم ليس اتفاقا علميا فحسب بل هو اتفاق اعتقادي علمي يقيني وجداني ضروري فهذا الاتفاق الذي ليس له نظير وهو من اثار ما اخبر به النبي صلى الله محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه من الكمالات من اعظم البراهين على صدق رسالته وصحة ما جاء به من التوحيد الخالص نعم هذا الوجه الخامس وهو قريب من الذي قبله في اثار اسماء الله سبحانه وتعالى في الخلق اثار اسماء الله وصفاته في الخلق الاول الاثار التي اه تدل من هذه المخلوقات على العلم على القدرة على الحكمة على الخبرة الثاني على آآ اثار هذه المعرفة بالله سبحانه وتعالى في قلوب العارفين وقلوب اولياءه واتفاقهم على ذلك اتفاقهم على ذلك وتواطؤ قلوبهم على هذه المعرفة التي فطر الله سبحانه وتعالى العبادة عليها ثم جاءت براهين الوحي مغذية لهذه الفطرة مكملة لهذا لهذا الايمان وهذه المعرفة بالله سبحانه وتعالى وانه الرب العظيم الخالق الجليل المستحق لان يفرد وان يذل الخضوع والذل اه الانقياد جل في علاه اه انتهى ما ذكره رحمه الله من البراهين لكن هناك برهان اخر ايضا مهم جدا اه في هذا الباب مستفاد من قول الله سبحانه وتعالى في سورة الشورى ام يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك فيمحو الله الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور ونظيرها ايظا قول الله سبحانه وتعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه آآ لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين وتوضيح هذا البرهان ان هذا النبي صلوات الله وسلامه عليه منذ ان ظهر وهو وهو يقول عن نفسه انه رسول من رب العالمين. وان الله سبحانه وتعالى ارسله. وانه ينزل عليه وحي من من الله سبحانه وتعالى ثم يخبر عن الله قال الله كذا وقال كذا واوحى الله الي بكذا يخبر عن الله سبحانه وتعالى اخبارات تلو اخبارات فلو كان يتقول على على الله لحصل له هذا الذي ذكر الله سبحانه وتعالى. لكن الواقع انه منذ ظهر وودينه في علو وامره في رفعة ولا يزال منتصرا على اعدائه لا يزال له التمكين لا يزال له النصر يوما تلو يوم وهو في ظهور وعلو هذا من من الامارات على صدقه هذا من البراهين على صدقه لانه لو كان آآ متقولا على الله لا لكان الامر كما قال الله ولو تقول علينا بعظ الاقاويل لاخذنا منهم باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين لكن هذا هذا برهان واضح على على صدق اه هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. ولهذا الامام ابن القيم في كتابه اه الصواعق يذكر رحمه الله ان آآ مناظرة دارت بينه وبين احد النصارى وكان ذلك النصراني يكذب بالرسول عليه الصلاة والسلام فذكر له ابن القيم رحمه الله هذا البرهان ذكر له هذا البرهان واوضحه له فقال الرجل هذا دليل على انه نبي صادق قال هذا دليل على انه نبي صادق قال قال اذا كنت تقول انه نبي صادق فما يمنعك ان ان تتبعه قال وموسى نبي صادق يقول فقلت له ان كنت تقول انه نبي صادق وتقر بذلك فانه اخبر ان كل من لا يصدق ولا يتبعه ولا يؤمن بالذي جاء به ان ان انه حق على الله ان يدخله النار فاما ان يكون صادقا في ذلك فيلزمك ان تتبعه او لا يكون صادقا في ذلك فلا يكون نبي صادق جاءوا بهذا الالزام رحمه الله وانا اسوق المناظرة بمعناها فقال له ذلك النصراني لما وضعه في هذا المضيق قال له حدثنا في غير هذا يعني طلب ان ينهى الموضوع وان ينتقلوا بحديث غير غير هذا الموضوع لانه اتاه بامر ملزم اه مفهم مقنع نعم قال رحمه الله فان قلت كيف وان قلت قد يتفق طوائف من الخلق على بعض الامور التي ليست بحق ويكثرون جدا وقد اتفق العقلاء على ان ذلك ليس دليلا على صوابهم ان لم يكن لهم بذلك برهان فالجواب ان الامر كذلك ولكن ما ذكرنا من اتفاق اهل المعرفة بالله لا يشبه شيء من تواطئ الطوائف واتفاقها كما ذكرنا انه مبني على العلم اليقيني والبرهان الوجداني والاثار الجميلة الجليلة التي لا يمكن ان تقع خطأ اه او عن غير بصيرة وهم بهذا الوصف الذي ذكرنا ولهذا قال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم فذكر شهادة اولي البصائر من الانبياء والعلماء الربانيين على التوحيد وانها من اعظم البراهين على على وكذلك اخبر عن الملائكة والجنة والنار وتفاصيل ذلك بامور يعلم انه لا يمكن. يعلم انه لا يمكن ان يأتي الا نبي مرسل موحى اليه من الله بذلك ومعارف الخلق وعلومهم تقصر غاية القصور عن بيان بعض ذلك ولكنها رحمة الله وهدايته لعباده بعثها على يد خاتم الرسل واكملهم رسالة. وحظهم من الرحمة بحسب نصيبهم من هذه الهداية واما الغيوب الحاضرة والمستقبلة الدال كل واحد منها على صدقه وحق وحقية ما جاء به. فكيف بجميعها فكيف اذا انضمت الى براهين رسالته التي لا تحصى اجناسها فضلا عن افرادها فمن ذلك ما في القرآن من وعده لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ان يتم الله امره وينصره ويعلي دينه اظهر على الدين كله ويخذل اعداءه ويجعلهم مغلوبين مقهورين اذلين وهذا كثير جدا مثل قوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون والله متم والله متم نوره ولو كره الكافرون. وينصرك الله نصرا عزيزا وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين الى غير ذلك من الايات التي اخبر بها بهذه الامور العظيمة والاوعاد الصادقة التي وقعت طبق ما الله به فازداد بذلك المؤمنون ايمانا. ولهذا يذكر تعالى نعمته في قوله تذكيرا لعباده المؤمنين واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم ايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون وكذلك قوله يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم وقوله لرسوله والمؤمنين وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وقد فعل واخبر ان صلح الحديبية فتح مبين مع ما فيه من تلك الشروط التي كرهها اكثر المؤمنين ثم وتبين لكل احد بعد ذلك انه فتح مبين. فيه من المصالح للاسلام والمسلمين ما لا يمكن احصاءه ومن ذلك قوله يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا بعد ماذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله. الاية وقد وقع ذلك كله. نعم هنا اه يذكر الشيخ ايضا من البراهين آآ ان الغيوب الحاضرة والمستقبلة الدان كل واحد منها على صدق الرسول و ان ما جاء به حق صلوات الله وسلامه عليه كثيرة جدا كل واحد منها كافي على صدق صدقه وصدق ما جاء به فكيف بها مجتمعة ثم ذكر نماذج كثيرة اطال فيها رحمه الله تعالى اقامة لهذا البرهان وتتميما لايضاحه وزيادة في النفع والفائدة فاطال رحمه الله في ذكر امثلة كثيرة مما في القرآن بدأ بقوله وهذا كثير جدا يعني في القرآن ثم اخذ يذكر امثلة على اشياء وعد الله سبحانه وتعالى بها رسوله ثم حصلت وقعت كما اخبر جل وعلا وكما وعد رسوله عليه الصلاة والسلام وايضا امورا اخبر الله سبحانه وتعالى بها فوقعت ولهذا يعقب الشيخ رحمه الله هذه الاشياء التي يذكر بان هذا وقع او هذا فعله الله او حصل هذا الامر فهذه الاشياء كل واحد منها برهان على صدق هذا الرسول فكيف بها مجتمعة نعم واخباره انه سيتوب على كثير من ائمة الكفر وينصر عباده عليهم كقوله قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين. ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء. هذه الاية جمعت عدة اخبارات عن امور يعني ستقع اه اخبر بان نصره للمؤمنين اخزائه الكافرين وايضا توبته على بعضهم فكل ما اخبر الله سبحانه وتعالى به ووعد به رسوله عليه الصلاة والسلام كل ذلك حصل ومن يقرأ السيرة النبوية يجد اه الشواهد على ذلك نعم. وقوله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم وقوله عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة. والله قدير والله غفور رحيم. وقد فعل ذلك نعم يعني بعظ الذين كان عليه الصلاة والسلام يدعو عليهم كان يدعو عليهم باسمائهم انزل الله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم. بعض هؤلاء الذين كانوا يدعو عليهم تاب الله عليهم سبحانه وتعالى فهذا كله من البراهين والشواهد نعم وقوله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم. وقد قالوا ذلك. نعم اخبر عن شيء وتعالى سيقال فقيل كما اخبر جل وعلا نعم. وقوله فسيكفيكهم الله. نعم وكفاه الله اياهم والله يعصمك من الناس وعصمه سبحانه وتعالى منهم اليس الله بكاف عبده واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين هذا التآمر الذي كان من المشركين والذي على اثره هاجر عليه الصلاة والسلام اه الى المدينة الليلة الاخيرة التي كانت له في في مكة واحاط المشركون ببيته وهم كانوا اجتمعوا آآ ماذا يصنعون اي شيء يصنعونه اه كانوا يعني الاراء التي تقررت عندهم لا تخرج عن هذه الثلاثة التي ذكر الله عنهم ليثبتوك او يقتلوك او او يخرجوك فكانت الاراء حول هذه الامور الثلاثة يثبتوك آآ يثبتوك اي يضعوه في حجرة ويبقى فيها الى ان يموت لا لا يأذن لاحد يدخل عليه ولا يستطيع ان يدعو احد ولا يستطيع ان احد يسمع منه شيئا يبقى محتجزا فيها الى ان يموت يوضع له طعام وشراب ويغلق ولا ويمنع من الوصول اليه فكان هذا رأي والرأي الاخر ان يخرج من اه من مكة وينفى منها الى بلاد بعيدة حتى يتخلص هم بزعمهم من من شره وما ومن دعوته او يقتلوه وهذا الذي قرر قرارهم عليه واتفقوا على ان ان يقتلوه اذن الله سبحانه وتعالى له آآ الهجرة قال واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين نعم انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. فمهد الكافرين امهلهم رويدا. وقد اوقع بهم مصداق ذلك من الاخذات ما اوقع وقوله وللاخرة خير لك من الاولى. اي كل حالة متأخرة من احوالك خير لك من سابقتها ومن تتبع سيرته واحواله صلى الله عليه وسلم وجد ذلك عيانا كل وقت خير مما قبله في والتمكين واقامة الدين الى ان قال له في اخر حياته اليوم اكملت لكم دينكم واتممت نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وقال تعالى الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين وقد وقع ذلك كما اخبر وقال تعالى وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. وقال وسيعلم الكفار لمن عقب الدار وهذا وعيد وهذا وعيد بان عواقبهم ستكون وخيمة. فوقع طبق ما اخبر. وقوله يبصروا ويبصرون بايكم المفتون. وقد ابصر كل احد انهم هم المفتون وقوله فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. سيجعل الله بعد عسر يسرا. وقد يسر الله الامور بعد عسرها وسعها بعد ضيقها وشدتها وقوله وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخدفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا الايات وقد فعل وله الحمد ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون وقال تعالى قل للمخلفين من الاعراب ستدعون الى قوم اولي بأس شديد تقاتلونهم او يسلمون وقد دعوا لذلك في وقت ابي بكر وعمر والخلفاء والملوك الصالحين وقوله انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وقوله وكان حقا علينا نصر المؤمنين. اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا. وان الله على نصرهم لقدير وقوله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امين محلقين رؤوسكم ومقصرين. الاية وقوله سيقول المخلفون وقوله سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم. وقد قالوا ما ذكر الله انهم سيقولونه وقوله تعالى ام يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. وقد وقع ذلك في بعد هذا الكلام ومن ذلك قوله تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ما له وما كسب سيصلى نارا ذات ذهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد وقوله ذرني ومن خلقته وحيدا الى قوله ساصليه سقر. الايات فاخبر عن ابي لهب وامرأته وعن هذا الوحيد بصلي النار ومن لازم ذلك بقائهم على كفرهم وتكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم فوقع وبقوا على ذلك حتى هلكوا وقوله انا كفيناك المستهزئين. فوعده بكفايته اياهم فاوقع بهم العقوبات المتنوعة وهي معروفة بين اهل السير وقوله لما ذكر مكر رؤساء الكفر جند ما هنالك مهزوم من الاحزاب. وقوله فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون وقوله في ايات التحدي فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار. فاخبر انهم لن يفعلوا في المستقبل فلم يفعلوا وكذلك في تحدي اليهود قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين. ولن يتمنوه ابدا. الاية فلم يقع منهم التمني في في التحدي الذي دل عليه السياق. وقوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. فاخبر بعدة جاء قبل وقوعها بمجيء نصر الله والفتح ودخول الناس في دين الله افواجا وانه عند ذلك قد حان اجلك وقربت وفاتك فاختم حياتك الشريفة بالتسبيح والحمد والاستغفار وقوله ان شانئك هو الابتر. اي مقطوع الذكر الجميل. مقطوع من الخير ووقع ذلك وقوله قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين؟ ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او باي فتربصوا انا معكم متربصون وقل جاء الحق وزهق الباطل. ان الباطل كان زهوقا وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق. واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وقد فعل على ذلك وقوله تعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وهذا خبر منطبق على مخبره في في جميع الاوقات وقوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. وهذا شامل لحفظ الفاظه ومعانيه بحيث لا يأتي الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وحفظه مشاهد محسوس وقوله يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. وقد على ذلك وقوله واية لهم انا حملنا في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة. ويخلق ما لا تعلمون. وهذا شامل لخلق ما ما لا لا يعلمه العباد في تلك الاوقات الماضية مما لم يشاهدوا له نظيرا. فيدخل فيه جميع المخترعات التي حدثت والتي تحدث الى يوم القيامة من المراكب البرية والبحرية والهوائية وما خلقه وعلمه انسان بواسطة الكيمياء والكهرباء من المخترعات المدهشة ونقل الاصوات والانوار من الاماكن الشاسعة في اسرع وقت وهذا من الايات والبراهين التي دل عليها القرآن حيث لا لا يحدث حادث جليل او حقير او صغير الا وفي القرآن تصريح به. او ادخاله في عموم او مفهوم. وانه لم يأتي ولن يأتي علم صحيح ولا حادث حقيقي ينقض شيئا من ادلة القرآن فانه تنزيل من حكيم محيط علمه بكل شيء من حكيم محيط علمه بكل شيء نفذت ارادته ومشيئته في كل شيء وقوله تعالى قل هو القادر الا قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. وقد وقعت القنابل المهلكة والديناميت لم لما باشره لما باشره او قرب منه والدخان الخالق وما اشبه ذلك وهذا ينطبق على موصوفه غاية الانطباع. وفيه التنبيه على حدوث الالات المقربة للمواصلات. كما بسطنا ذلك في مواضع اخر. نعم الشيخ له رسالة مطبوعة كلها حول هذا الاشياء التي يذكر عليها امثلة هنا اسماها الدلائل القرآنية في ان العلوم والاعمال النافعة العصرية داخلة في الدين الاسلامي نعم قوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب اليم. وقد ذكر الله التنادي بين اهل الجنة واهل النار مع البعد المفرط والترائ. وقد اظهرت المكتشفات الكهربائية والكيماوية. مصداق ذلك بعدما كان كثير من المكذبين يسخرون باخبارات الرسل في هذا الباب ويستبعدونها. فاظهر الله في هذه الاوقات من البراهين ما يكذب المكذبين الجاحدين وهذا من مصداق قوله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق فلم يزل فلم يزل يري عباده ويحدث لهم من البراهين الدالة على صدق الرسل. وان ما جاءوا به هو الحق. وما خالفه هو باطل ولكن ابى المباهتون المكابرون الا عتوا ونفورا ومن ذلك قوله تعالى وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. وقوله علم الانسان مالا ام يعلم فهذه المنافع التي علمها الله الانسان فلم يزل يفرعها الانسان ويرقيها حتى وصلت الى ما وصلت اليه وهو جاد في طريقه في تنمية الصناعات والمخترعات وذلك كله داخل في تعليم الله له والهامه والهامه وايجاده تبارك وتعالى المنافع والقوى في مخلوقاته فالله تعالى هو الذي اوجد فيها القوى الصالحة لايجاد المخترعات النافعة منها. والله هو الذي علم الانسان ذلك وذلك من اياته في الافاق وفي النفوس الدالة على ان ما جاء به الرسول حقا وان لم يهتد لذلك الخلق ضلالا عن الادلة الحقيقية او عن وجه عن او عن وجه دلالتها او قيام عقائد باطلة صارفة وصادفة عن الحق. نعم. نكتفي بهذا نسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين