بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى ومن ذلك اخباره ان سنته في خليقته في نظام العالم وفي الاسباب والمسببات والجزاء بالحسنى وبالسوء واحدة لا تتغير ولا تتبدل كلها جارية على مقتضى الحكمة التي يحمد عليها وهذا مشاهد شرعا وقدرا وقد يري عباده تعالى انه يغير بعض المخلوقات عن نظامها المعتاد ليعرف العباد انهم متفرد بالقدرة والتصرف وان جميع الحوادث خاضع وان جميع الحوادث خاضعة لمشيئته وقدرته وان ما اخبرت به الرسل من امور الغيب كلها حق. ولكن ابى الجاحدون الا ان ينكروا ما كان الله اخبر على السنة رسله مما كانوا الان يعقلون هم نظيره فانقلب عليهم الامر وقلب الله قلوبهم كما لم يؤمنوا به لما جاءهم واستكبروا بعقولهم على الحق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اما بعد فلا يزال المصنف الامام عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى يسوق الادلة البراهين على وجوب تصديق وجوب توحيد الله سبحانه وتعالى والايمان به وافراده وحده تبارك وتعالى بالعبادة فذكر هنا ان من ذلك اخباره ان سنته في خليقته في نظام العالم وفي الاسباب والمسببات والجزاء بالحسنى وبالسوء لا تتغير ولا تتبدل اي ان سنته في هذا كله ماضية باحكام كل ذلك من حكيم عليم خبير سبحانه وتعالى ففيها دلالة على هذا الانتظام فيه دلالة على كمال الرب وحكمته وخبرته وسعة علمه وكمال قوته وتمام مشيئته سبحانه وتعالى اخباره ان سنته في نظام العالم وفي الاسباب والمسببات والجزاء بالحسنى والسوء واحدة قال الله سبحانه وتعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان وقال تبارك وتعالى ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء فهذه سنة ماضية هذه سنة ماضية لله سبحانه وتعالى ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى سنة الله سبحانه وتعالى ماضية وهذا ايضا من كمال عدله كمال عدله جل وعلا ان الجزاء على الاعمال بحسبها لتجزى كل نفس بما تسعى لتجزى كل نفس بما تسعى فهذا الامر ماظ ومنتظم وسنة الله سبحانه وتعالى لا تتغير ولا تتبدل فهذا كله من براهين توحيده جل وعلا ووجوب اخلاص الدين له قال وهي كلها جارية على مقتضى الحكمة التي يحمد عليها كلها جارية على مقتضى الحكمة التي اه التي يحمد عليها وهذا مشاهد شرعا وقدرا. مشاهد شرعا اي في الادلة الحجج البينة على ذلك في الكتاب والسنة وقدرا مما يراه الناس في باب الاحسان في باب العقوبات في باب الاسباب والمسببات يعني مثلا في باب الاسباب والمسببات العلم الذي فظله في الشرع عظيم ومكانته علية لابد فيه من اسباب ينال بها. مثل ما قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم ومصالح الانسان عموما قال احرص على ما ينفعك رتب سبحانه وتعالى المسببات على اسبابها على اسبابها وهذا بقدر الله وهذا بقدر الله فكل ذلك بقدره سبحانه وتعالى فهذا هذا الانتظام وهذا الاحكام الدال على حكمة الله خبرته وعلمه وسعة اطلاعه جل وعلا هذا كله من براهين توحيد الله ووجوب اخلاص الدين له قال وقد يري عباده انه يغير بعظ المخلوقات عن نظامها اشار قبل قليل ان سنته في خليقته في نظام العالم واحدة لا تتغير لكن قد يري عباده قد يري عباده تغيرا في هذه السنة الماضية المنتظمة ليعرفهم من خلال هذا التغير ان الامر بقدرته واعتبر في هذا الباب ما يحدث احيانا في العالم من مثلا هزات ارضية او فيضانات او غير ذلك من الامور التي قال الله سبحانه وتعالى فيها وما نرسل بالايات الا تخويفا فمثل هذا التغير الذي يحدث احيانا هو تغير يذكر بان هذا العالم طوع تدبير خالقه وتسخير مولاه سبحانه وتعالى وهذا كله ايظا من براهين التوحيد ولهذا امر الناس عند حدوث هذه التغيرات ان يفزعوا الى التوحيد ان يفزعوا الى التوحيد ذلا لله ودعاء وصلاة مناجاة لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومن اعظم علوم الغيب التي اخبر بها القرآن وابداها واعادها انه اخبر انه لا سبيل الى صلاح البشر وسعادتهم وفلاحهم في الدنيا والاخرة الا باتباع هذا الدين والاخذ بارشاده وهدايته وهذا امر لا يستريب فيه احد فان هذه الامة في عصر الخلفاء الراشدين والملوك الصالحين لما كانوا مهتدين بعلم وارشاده وتربيته الخاصة والعامة صلحت دنياهم كما صلح دينهم وصاروا المثل الاعلى في القوة والعزة والعدل والرحمة وجميع الكمالات المستعد لها البشر ثم لما ضيعوا هدايته العلمية والعملية تحللوا وانحلوا ولم يزالوا في نقص وضعف وذلة حتى يراجعوا دينهم ثم في مقابلة ذلك من العجب العجيب الذي ليس بغريب ارتقاء الامم الاخرى في هذه الاوقات في الصناعات المدهشة والاختراعات الخارقة المعجزة القوة والقوة الضخمة انه لم يزدادوا بها الا شقاء حتى صارت حضارتهم التي يعجبون بها ويخضع لها غيرهم مهددة كل وقت بالتدمير العام وجميع ساستهم وعلمائهم في حيرة عظيمة من تلافي هذا الخطر ولن يتلافى الا باتباع ما جاء به القرآن والاسترشاد بهدي محمد صلى الله عليه وسلم. الجامع بين العلم والعمل والعدل. والرحمة والحكمة ومصلحة الروح والجسد واصلاح الدين والدنيا والاخرة فالعلوم المادية والقوة المادية المحضة ضررها اكثر من نفعها وشرها اكثر من خيرها حيث لم تبنى على الدين الحق وانظر بعينك ترى العجائب فهذا الارتقاء المادي الذي لم يشاهد العالم العالم له نظيرا. اذ خلا من رح الدين هو الحبوط والهبوط الحقيقي والدنيا الان كلها في خطر مزعج لا يعلم مدى مدى ضرره مدى ضرره وفضائعه الا الله تعالى هذا الذي يذكر رحمه الله تعالى آآ ان صلاح البشرية لا يمكن ان يكون ولا يمكن ان تتحقق لها السعادة الا بهذا الدين هذا الذي ذكره اه رحمه الله تعالى هو امر اخبر الله عز وجل به وان السعادة انما هي مرتبطة بهذا الدين والفلاح انما هو مرتبط بهذا الدين والسلامة من الشقاء والهلاك انما هو مرتبط بهذا الدين فعزوا المرء في دين الله وطاعة مولاه جل في علاه ولهذا يقول الله عز وجل فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى تكفل سبحانه وتعالى لمن اتبع هداه الا يضل والا يشقى وضد الضلالة الهداية وضد الشقاء السعادة فالسعادة انما هي في هذا الدين والعز انما هو في هذا الدين ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين والفلاح انما هو في هذا الدين قد افلح المؤمنون ثم ذكر صفاتهم والنجاة في الدنيا والاخرة انما هي اهل هذا الدين العظيم فسعادة البشرية وفلاحها هو في هذا الدين العظيم ولا يمكن ان تنال عزا ولا فلاحا ولا رفعة الا بلزومها لدين الله سبحانه وتعالى وفي هذا تأتي الكلمة العظيمة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال نحن قوم اعزنا الله بالاسلام. فمن ابتغى العز بغيره اذله الله فعزنا في ديننا سعادتنا في ديننا فلاحنا في دنيانا واخرانا في ديننا ولزومنا لطاعة ربنا واتباعنا لسنة نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لكن قد يفتن قد يفتن المسلمون وينبهر ببعض الحضارات المدهشة العجيبة العظيمة فيفتنون بها فتحدث في بعضهم تغيرا بنفسي وتخليا عن دين ربه سبحانه وتعالى واتباع اهل هذه الحضارات في الحقرات التي هم عليها من الكفر والفسوق والعصيان والفساد وربما توهم ان هذا الذي هم عليه من التحلل هو سبب اه هذه الحضارات وهذه حقيقة من المشكلات المشكلات العظيمة ومن الفتن الجسيمة التي اظرت في بعظ الناس اظرت في بعظ الناس في اديانهم وعباداتهم وطاعاتهم لربهم سبحانه وتعالى وقد قال الله عز وجل عن الكفار في سورة في سورة الروم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا في الحياة الدنيا وهم عن الاخرة وهم غافلون فاثبت لهم علما ونفى علما اثبت لهم علما ونفى علما قال ولكن اكثر الناس لا يعلمون اي لا يعلمون الدين الذي خلقوا لاجله واوجدهم الله سبحانه وتعالى لتحقيقه والذي به سعادتهم وفلاحهم وعزهم في دنياهم واخراهم هذا لا يعلمونه هم من اجهل الناس به ثم قال يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يعني عندهم علوم دنيوية تتعلق هذه الحياة ولهذا احد المشايخنا توفي رحمة الله عليه ذكر بعض المخترعات او المنجزات التي وجدت عندهم فاحد الحاضرين وكنت جالسا ذلك المجلس كذب ذلك قال هذا ما يصدق قال احد ايضا الحاضرين قال هذا شيء معروف ما يمكن ان ان ينكر فالشيخ هذا الذي احدثكم عنه قال لا قال للاخ هذا قال لا تنزعج كثيرا نحن نخبرهم بان الله سبحانه وتعالى هو المعبود بحق ولا يقبلون هذا. وهذي اكبر الحقائق فما يضرنا ان انكرنا شيء من هذه علومهم الدنيوية ما يضر لو انكرناها ما يظرنا يقول فلا تنزعج كثيرا نحن نخبرهم باكبر الحقائق واعظم العلوم ان الله وحده والمعبود بحق لا يقبل منا ذلك. وهل هناك حقيقة اعظم من هذه الحقيقة وهل في العلوم اعظم من هذا العلم واكبر يقول هم ما ما يقبلون ينكرون ذلك ويجحدون يجحدون اكبر الحقائق فماذا لو حصل للانسان ان ينكر شيء اتمنى اه من هذه الاشياء لم يقتنع بها. فالحاصل ليس في القصد ليس في مسألة انكار علومهم وانما فيما هم ينكرون من الحقائق العظيمة التي اكبر الحقائق التي هي العلم بالله سبحانه وتعالى وهذا المعنى واضح في الاية الكريمة قال ليعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا. العلم الذي عندهم هو يعني حد واحد او نصيب الواحد منهم من هذا العلم الى ان يموت ثم اذا وقف امام الله لا ينفع شيء اذا وقف امام الله سبحانه وتعالى لا ينفعه لان الذي ينفع هو الدين. الذي انزل الله به وحيه ان الدين عند الله الاسلام. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ورضيت لكم الاسلام دينا فالحاصل ان عز الامة وفلاحها وسعادتها ورفعتها في الدنيا والاخرة انما هي في هذا الدين هذا الاتباع لشرع رب العالمين ومهما ابتغت الامة وطلبت عزا ورفعة وسموا وفلاحا بغير هذا الدين لن تحصل الا المهانة والذل ومن ابتغى العزة بغير هذا الدين كما قال عمر رضي الله عنه اذله الله نعم قال رحمه الله ومن براهينه التي وقعت مطابقة للواقع والحس والتجارب انه اخبر انه ايات لاولي الالباب لقوم يعقلون ولاولي النهى وهي ايات كثيرة تبين ان اهل العقول وارباب البصائر بقدر ما اعطوا من هذه النعمة الكبرى من العقل الرصين اللب الكامل والرأي الصائب يكون حظهم من هدايته وارشاداته والانتفاع به فتأمل هداة هذه الامة وائمتها ومرشديها. هل تجد اكمل منهم عقولا والبابا واصوب اراء اه وتأمل هل يوجد مسألة الاصولية او فروعية في هذا الدين؟ قد شهد احد من العقلاء المعتبرين على فساديها او نقصها وكل من قدح في شيء منها بين بالبراهين المعترف بها بين العقلاء ان الخلل في عقله ولبه وفهمه او في قصده وارادته واذا اردت تفصيل هذه الجملة العظيمة فاقرأ كتاب العقل والنقل لشيخ الاسلام والمسلمين ابن تيمية. وكيف برهن البراهين العقلية على ضعف عقول القادحين في شيء من هذا الدين. وان ما زعموه عقليات جهليات وخرافات وقد تحدى الباري جميع الناس ان يأتوا بمثله او ببعضه او بعجز سور او بسورة من مثله وهذا هو وعين هذه المسألة. نعم يقول رحمه الله ومن براهينه التي وقعت مطابقة الواقع والحس والتجارب انه اخبر انه ايات لاولي الالباب لقوم يعقلون ولاولي النهى هذا يأتي في ايات كثيرة في اه القرآن يخبر آآ فيها سبحانه وتعالى عن القرآن انه ايات لاولي الالباب ايات لاولي آآ النهى آآ ايات لقوم يعقلون هذا يأتي في القرآن كثيرا يقول الشيخ هذا الامر جدير بان يتأملها الامر بان يتأمله المرء فينظر كيف ان اه ايات القرآن العظيمة الباهرة انما يفوز منها بالنصيب الاوفر والحظ الاكمل ذوو العقول ذوو البصائر ذوو الالبان اما من سواهم فشأنهم كما قال الله سبحانه وتعالى وكم من كما قال الله سبحانه وتعالى آآ آآ من اية يمرون عليها نعم في سورة يوسف نعم فالحاصل ان ها وكم من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. فالحاصل ان آآ الايات انما تنفع لو الالباب من يعملون البابهم وعقولهم يتفكرون في عظمة خالقهم ومولاهم وربهم سبحانه وتعالى هذا هذا ايضا من البراهين من البراهين على عظمة هذا القرآن وهذا الوحي وهو من براهين توحيد الله سبحانه وتعالى نعم قال ومن ذلك ما ذكر الله من احكامه لكتابه وانه لا يأمر الا بكل معروف وصلاح ولا ينهى الا عن المنكر والفساد. وقد استمرت له هذه الاوصاف الجليلة في كل وقت وزمان وجرت ارشاداته الجميلة صالحة لجميع الاوقات والاحوال والاشخاص. ولهذا اظن ان الشيخ نفسه رحمه الله هو الذي نقل ذلك في اظن في التوضيح والبيان او في احد رسائله ان احد الاعراب سئل بما عرفت صحة هذا الدين؟ قال ما رأيته امر بشيء فقال ليت فقال العقل ليته لم يأمر به ولا رأيته نهى عن شيء فقال العقل ليته لم ينهى عنه فاوامره كلها اوامر عظيمة محكمة كاملة تامة توافق العقول السليمة ونواهيه ايضا نواهي عن شر وفساد وظرر على اه ان العباد وحفظ لعقولهم حفظ لاديانهم حفظ لانسابهم اه هذا هذا من احكامه سبحانه وتعالى لكتابه ان اوامره كلها اه كلها خير ورحمة وفضل وبركة ونواهيه كلها نواهي عن شر وعن فساد وعن ظرر على الناس في عقولهم اديانهم ابدانهم اعراضهم الى غير ذلك نعم قال فليرنا فليرن المنكرون حكما واحدا من احكامه مخالفا لهذا الوصف الذي اخبر به حين انزاله وتحقق وتحققا لا ينكره الا مباهت او مقلد له. فهو الذي يصلح لكل وقت ولا يصلح الامم اصلاحا حقيقيا سواه. وقد اكمل الله به الدين واتم به النعمة. وقد تحقق هذا بتكميله قائد والاخلاق والاعمال والاحوال كلها والدنيا والدين وكل قصور وتقصير حاصل في كل وقت فلفقده او نقصه وهذه الجمل والاصول العظيمة نتحدى بها جميع البشر. وانه جاء بجميع المحاسن والمصالح الظاهرة والباطنة ونهى عن القبائح والمضار الظاهرة والباطنة فليأتوا بمثال واحد صحيح مخالف لهذه الاصول التي اسسها القرآن وجعلها قواعد يهدي بها البشر على توالي الزمان هذا اشارة لطيفة في اخبار القرآن عن امور محسوسة مشاهدة بالابصار قد وقعت طبق ما اخبر به نعم اما اخباره بما تفعله هداية القرآن في القلوب والارواح والاخلاق. ووجود مخبره كما وصف. فاكثروا من ان يذكر واعظم من ان ينكر ويعرفه اولو الالباب والبصائر والاهتداء التام بهدايته العلمية والعملية وهم ازكى الناس واعدل الخلق شهادة وشهادتهم عن علم ويقين ووجدان وحق يقين فمن ذلك اخباره انه يهدي بكتابه من اتبع رضوانه سبل السلام وقال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فمن جمع بين هذين الوصفين وهما الاجتهاد التام وبذل المجهود مع حسن القصد لطلب رضوان الله هداه السبيل الموصلة اليه والى دار كرامته وحصول الهداية العلمية وهي العلم النافع والهداية الفعلية هداية التوفيق اتباع الحق لازمة للاجتهاد وحسن القصد لا تتخلف عنهما فمن عدمت هدايته او ضعفت فلفقدهما او فقد احدهما او ضعفهما نعم هذا برهان اخر يتعلق بعظمة هذا القرآن وكماله وانه وحي من الله سبحانه وتعالى وانه في الوقت نفسه وهو المقصود اصالة برهان على وجوب توحيد الرب واخلاص الدين له وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة فمن هذه البراهين اخبار بما تفعله هدايات القرآن والله عز وجل قال عن هذه الهدايات ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وللامام محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى كلام عظيم جدا على هذه الاية هدايات القرآن هدايات القرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فهذه الهدايات في القلوب والارواح والاخلاق وعظيم تأثير القرآن على العباد واهتدائهم به هذا كله من البراهين على كمال هذا القرآن وعظمته ذكر رحمه الله امثلة على ذلك قال فمن ذلك اخبار انه يهدي بكتابه من اتبع رظوانه سبل السلام قال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فمن جمع بين هذين الوصفين وهما الاجتهاد التام وبذل المجهود مع حسن القصد لطلب رظوان الله سبحانه وتعالى هداه السبيل الموصل اليه هداه السبيل الموصل اليه. هذا امر اخبر الله سبحانه وتعالى عن اخبر انه يهدي بكتاب من اتبع رضوانه سبل السلام اتبع رظوانا وفي الاية الاخرى قال والذين جاهدوا فينا فذكر المجاهدة للنفس وذكر اتباع الرضوان وان هذا يترتب عليه ولابد حصول الهداية اصول الهداية حصول الهداية ونيل آآ هذا الفظل من الله سبحانه وتعالى فمن جمع بين هذين الوصفين وهما الاجتهاد التام وبذل المجهود مع حسن القصد لطلب رضوان لله هداه السبيل الموصل اليه. الاجتهاد التام وبذل مجهود دلت عليه اية العنكبوت والذين جاهدوا فينا وحسن القصد لطلب رضوان الله في التي قبلها آآ آآ الذي هو اتباع رظوان الله اتباع آآ اتباع رضوان الله سبحانه وتعالى قال فمن جمع بين هذين الوصفين وهما الاجتهاد التام وبذل مجهود مع حسن القصد لطلب رضوان الله هداه سبل السلامة اليهم والى دار كرامته وحصول الهداية العلمية وهي العلم النافع والهداية الفعلية التي هي اه اه اتباع الحق لازمة للاجتهاد وحسن القصد. يعني احتاج من الامر من المرء الى امرين الى مجاهدة للنفس وحسن نية وحسن نية وصلاح نية فاذا اجتمع حسن النية والمجاهدة للنفس هداه الله سبحانه وتعالى سبل السلام نعم وقال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم هم باحسن ما كانوا يعملون وهذا مشاهد لاهل البصائر ان من جمع بين الايمان الصحيح والعمل الصالح وهو ما يحبه الله ويرضاه ان الله سيحييه في هذه الدار حياة طيبة واصل الحياة الطيبة طيب القلب وراحته وسروره والقناعة والرضا عن الله فلو كان المؤمن الصادق في اضيق عيش لكانت هذه الحياة الطيبة حاصلة له بوعد الله الصادق الذي لا يخلف الميعاد وقال تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله تطمئن القلوب وحصول طمأنينة قلوب المؤمنين الصادقين بذكر الله والانس به وعبادته امر لا يمتلي فيه احد من اهل والوجد وما يجده اهل الاحسان الصادقون من ذوق حلاوة الايمان وحقائق اليقين والانس بذكر الله والطمأنينة والاحوال الزكية والشواهد المرضية على ما اخبر به الرسول اجل واعظم من كثير من البراهين الحسية فانهم وصلوا في هذه الامور الى حق اليقين الذي هو اعلى مراتب اليقين والحق وقال تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه فقد تكفل الله بهداية القلوب لكل مؤمن صادق الايمان. وانما يكون مؤمنا حقا اذا حقق اصول الايمان وكان ايمانه بالمأمورات يطلب منه امتثالها وبالمنهيات يقتضي خوفه تركها وايمانه بالقضاء والقدر يعلم ان المصائب من عند الله العزيز الحكيم الرحيم فيرضى بذلك ويسلم وهذا امر معلوم لاهل الايمان الصحيح. هذه الان ثلاث امثلة يذكرها رحمه الله لاثر اه هدايات القرآن مما يشاهد ويحس اه اه المثال الاول لمن اه عمل الصالحات وهو مؤمن بالله وبما امره سبحانه وتعالى بالايمان به بان الله يحييه الحياة الطيبة. وهذا امر يجده تجده اهل الايمان في انفسهم وفي غيرهم ممن لزم طاعة الله والايمان به وحافظ على عبادته ان الحياة الطيبة والسعادة الدنيوية انما هي مرتبطة بهذا وفي المثال الثاني طمأنينة القلوب طمأنينة القلوب انما تكون بذكر الرب سبحانه وتعالى وهذا يجده كل احد من نفسه اذا كان قلبه في انزعاج وهم والم وضجر ان اعانه الله واشتغل بذكر الله ولا سيما الاذكار التي تقال في في الكرب والشدائد يجد ان قلبه يطمئن كما اخبر الله الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله فهذا امر يجده الناس يجد انه يشتد به القلق وانزعاج القلب والم النفس فاذا اعانه الله واشتغل بذكر الله عز وجل انزاح عن قلبه ذلك وحصلت له الطمأنينة كذلك هداية القلب من ثبار الايمان قال ومن يؤمن بالله يهدي قلبه فمن ثمار الايمان العظيمة واثاره حصول اه هداية القلب ولا سيما في في المصائب والشدائد والكرب ولهذا قال احد السلف في معنى هذه الاية هو المسلم تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فهذا من ما من اثار الايمان العظيمة هداية القلوب الى ما به طمأنينتها وفلاحها وسعادتها نعم قال ومن ذلك جميع ما نذكره في دلالة القرآن على الاخلاق الجميلة الحميدة والامر بها ونهيه عن الاخلاق الرذيلة هذا الذي سيفصله الان في النوع الثاني قالوا من ذلك اما جميع ما نذكره في دلالة الاخلاق الجميلة الحميدة والامر بها ونهي عن الاخلاق الرذيلة وهذا سيأتي تفصيله في النوع الثاني من علوم القرآن ومقاصده علم الاداب والاخلاق الكاملة نعم فهذا من براهين التوحيد والرسالة وصحة وصحة جميع ما جاء به محمد صلى الله عليه الاخلاق التي يدعو اليها الاسلام الفاضلة الكاملة هي من براهين من براهين عظمة هذا الدين وكماله وانه مشتمل على اكمل الاخلاق واتمها ارفعها وهذه الاخلاق نفسها هي داعية الى التمسك بهذا الدين ممن كان من اهله وداعية ايظا للدخول في هذا الدين وكم من اناس كانت آآ هدايتهم بسبب هذه الاخلاق العظيمة التي يدعو اليها دين الله سبحانه وتعالى ويأمر عباده بها ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله