بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى التوكل على الله والاستعانة به خلق جليل يضطر اليه العبد في اموره كلها دينها ودنيويها لانه وان كان الله تعالى قد اعطى العبد قدرة وارادة تقع بها افعاله الاختيارية ولم يجبره على شيء منها فانه لا حول له ولا قوة الا بالله فاذا اعتمد بقلبه اعتمادا كليا قويا على ربه في تحصيله وتكميل ما يريد فعله من امور دينه ودنياه ووثق به اعانه وقوى ارادته وقدرته ويسر له الامر الذي قصده وصرف عنه الموانع او خففها وتضاعفت قوة العبد وازدادت قدرته لانه استمد واستماح من قدرة من قوة الله التي لا تنفذ ولا تبيد. بسم الله الرحمن الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا بيان من المصنف رحمه الله تعالى لخلق عظيم من اخلاق الاسلام العظيمة الرفيعة وهو خلق التوكل والتوكل عمل القلب باعتماده على الله سبحانه وتعالى وتفويظه الامر اليه جل وعلا ايقانا من العبد ان الامور كلها بتدبيره وطوع تسخيره وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا حول ولا قوة الا بالله العظيم وكما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان التوكل يضطر اليه العبد في اموره الدينية والدنيوية وعليه فان فان التوكل خلق يصاحب المسلم في كل اموره الدينية والدنيوية فالصلاة لا بد فيها من توكل والحج لا بد فيه من توكل والعمرة والصيام وجميع الطاعات لا بد فيها من توكل واستعانة بالله فاعبده وتوكل عليه. اياك نعبد واياك نستعين وكذلك مصالح العبد الدنيوية من بيع او شراء او اخذ او عطاء او اكل او شرب او علاج او غير ذلك جميع هذه المصالح لا بد فيها من توكل على الله سبحانه وتعالى. واعتمادا عليه جل في علاه ولاجل هذا شرع لنا في كل مرة نخرج فيها من البيت لمصلحة دينية او دنيوية ان نقول بسم الله توكلنا على الله لا حول ولا قوة الا بالله لان العبد لا غنى له عن التوكل واؤكد ان هذا الذكر عند الخروج من البيت للمصالح الدنيوية والدينية عظيم الشأن لا بد ان يعتني به المسلم ويواظب عليه وذلك بان يكون خروجه من بيته في كل مرة خروج متوكل على الله مفوضا امره الى الله سبحانه وتعالى معلنا عجزه فاقته وفقره الى سيده ومولاه وانه لا غنى له عنه سبحانه وتعالى طرفة عين التوكل خلق ماض مع المسلم في جميع شؤونه وجميع مصالحه ولا غنى المؤمن عن ربه عز وجل بان يتوكل عليه ويستعين به وان يستملح منه سبحانه وتعالى المد والعون والتوفيق وكما بين الشيخ اذا حصل هذا التوكل بان اعتمد المسلم بقلبه اعتمادا كليا على الله في تحصيل وتكميل ما يريد فعله من اموره الدينية والدنيوية وثق به اعانه الله وقواه وقوى ارادته وقدرته ويسر له الامور كما قال الله سبحانه وتعالى اليس الله بكاف عبده وقالوا ومن يتوكل على الله فهو حسبه قال عليه الصلاة والسلام لو توكلتم على الله حقا توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا نعم والتوكل الحقيقي يطرد عن العبد الكسل نعم التوكل الحقيقي يطرد عن العبد الكسل ولهذا وجود الكسل هذا من ضعف التوكل وجود الكسل من ضعف التوكل لان التوكل مثل ما ذكر الشيخ يطرد عن العبد الكسل التوكل هذا الخلق او العمل القلبي يضعف عند العبد ويقوى هناك امور تقويه عند العبد فاذا قوي عند العبد قويت اثاره وتارة يضعف واذا ضعف ايضا ضعفت الاثار فالعبد بحاجة دائمة الى ان يقوي توكله على الله سبحانه وتعالى لتذل له الامور وتهين وتهون المصاعب وتتيسر له باذن الله سبحانه وتعالى وايظا يقوى وينشط لاعماله واموره نعم ويوجب له النشاط التام على الامر الذي توكل على الله به. اذا اقدم على امر متوكلا على الله سبحانه انا فان هذا يبعثه يبعثه في يبعث فيه النشاط والقوة على آآ تحقيق ذلك الامر لانه لانه خرج من حول نفسي واو برئ من حول نفسي قوته ولجأ الى الله سبحانه وتعالى نعم. ويتصاعد ولا يتصاعد شاقا. ولا يستثقل اي عمل ولا من النجاح وحصول مطلوبه. لانه لا يلتفت الى نفس السبب الذي بذله السبب قد ينجح وقد لا ينجح قد يتهيأ وقد لا يتهيأ قد يوصله الى المقصود وقد لا يوصله لكن التوكل هو النجاح التوكل هو النجاح. التوكل هو التوفيق. نعم عكس ما يظنه بعض المنحرفين الذين لم يفهموا معنى التوكل او فهموه لكن انكار القدر القضاء صرفهم عن الحق فحسبوا ان التوكل يضعف الهمة والارادة واساءوا غاية الاساءة حيث ظنوا بربهم الظن السوء فان الله امر بالتوكل في ايات كثيرة هذا امر او تنبيه غاية في الاهمية. الشيخ قدم ان التوكل يدفع الكسل ويبعث على النشاط هذي حقيقة التوكل. توكل حقيقي يدفع الكسل ويبعث على النشاط يقول رحمه الله هذا هو الحق خلافا لمن ساء فهمه وظن ان التوكل هو الكسل وظن ان التوكل هو الكسل وان يبقى في مكانه معطلا المصالح والاسباب الغايات ويقول انا متوكل على الله سبحانه وتعالى نعم ولهذا يؤثر ان عمر بن الخطاب رأى اه جماعة اه جاءوا للحج او العمرة بغير زاد وقالوا نحن المتوكلون على الله نحن المتوكلون على الله فقال انتم المتواكلون المتوكل الذي يظع بذره ويتوكل على الله يقصد بوضع البذر ان يبذل السبب ان يبذل السبب ولهذا الحديث الذي مر معنا قال له توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا ما قال تجلس في عشها تغدو خماصا اي طاوية جائعة وتروح اي ترجع الى عشية اخر النهار وهي شبعة لكنها بذلت السبب من الناس من فهم التوكل على غير بابه وظن ان التوكل خمول وكسل وقعود وعطالة وترك للعمل ظن ذلك ويقول عن نفسه انه المتوكل على على الله سبحانه وتعالى وهذا الذي يسميه من يفعل ذلك توكلا هو حرمان هو حرمان لان الامور مرتبة على اسبابها مع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى ولهذا قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم ما يقول انا متوكل على الله ويجلس يقول ان اراد الله ان اكون من العلماء الكبار يأتيني العلم واما انا لن اطلب العلم ولا نذهب الى مجالس العلم ولن احفظ حديثا ولن اقرأ ولن الى اخره. هذا ما يحصل علما. العلم بالتعلم العلم بالتعلم انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى لا بد من بذل الاسباب ولهذا الاعرابي او الرجل الذي سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن ناقته قال اعقلها واتوكل او اطلق او اتوكل قال اعقلها وتوكل ابذل السبب فمن يترك الاسباب اعتمادا على التوكل هذا مآله الى حرمان وعلى الظد من هؤلاء قسم اخر يفعل السبب معتمدا عليه متوكلا على السبب نفسه فهذان مذهبان على خطي نقيط والحق وسط بينهما الحق ان يبذل العبد السبب غير معتمدا على السبب بل يكون معتمدا على الله كما قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك هذا بذل السبب واستعن بالله هذا التوكل. نعم قال تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين قبله قال واخبر انه من لوازم الايمان ووعد المتوكلين الكفاية وحصول المطلوب واخبر انه يحبهم وانه لا يتم الدين الا به. ولا تتم الامور الا به. فالدين والدنيا مفتقرات الى التوكل قال تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فاعبده وتوكل عليه. فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو. عليه توكلت على الله توكلنا. ومن يتوكل على الله فهو حسبه اياك نعبد واياك نستعين. نعم هذه كلها ادلة على الجملة التي تقدمت معنا في شأن التوكل وانه من لوازم الايمان وان الله وعد اهله بالكفاية وان الدين لا يتم الا به الى اخر ما ذكر. نعم وللتوكل فوائد عظيمة. هذا مما تفرد به هذا الكتاب عندما يذكر الخصلة من آآ الاداب يتبعها بفوائد فوائد لتلك الخصلة وهي فوائد عظيمة نعم منها انه لا يتم الايمان والدين الا به وكذلك لا تتم الاقوال والافعال والارادات الا به. نعم يعني التوكل لا يتم ايمان العبد الا به ولا تتم اعماله وطاعاته الا به ولا ايظا مصالحه وحاجيات الدنيوية الا به فهو اصل لا بد منه في جميع مصالح العبد الدينية والدنيوية. نعم ومنها ان من توكل على الله كفاه. فاذا وعد الله عبده بالكفاية اذا توكل عليه علم ان ما احصلوا من الامور الدينية والدنيوية واحوال الرزق وغيرها بالتوكل اعظم بكثير مما يحصل ان حصل انقطع قلب العبد عن التوكل. نعم هذا فيه ان التوكل ينال به المتوكل كفاية ربه ومولاه له اه اليس الله بكاف عبده ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه فمن توكل على الله سبحانه وتعالى كفاه كفاه ما اهمه ولهذا في آآ في في الذكر الذي مر معنا في الخروج من البيت اذا قال بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا ولا حول ولا قوة الا بالله يقال هديت وكفيت ووقيت فيحصل له الهداية فيما هو متجه اليه من مصالحه يهدى الى الصواب والى الطريق الحق المستقيم ويكفى ما اهمه ويوقى ايضا السرور في التوكل كل هذه الثمار العظيمة لان الله عز وجل تولى كفاية عبده حفظا وتسديدا ومعونة وتوفيقا. نعم ومنها ان التوكل على الله اكبر ان التوكل على الله اكبر سبب لتيسير الامر الذي توكل عليه وتكبيره وتتميمه ودفع الحائلة بينه وبين تكميله. نعم يعني آآ هذا ايضا فائدة وتنبيه لان التوكل يحتاج العبد اليه في كل مصلحة لا يجعله في مصلحة دون مصلحة بل في كل مصلحة حتى وان قلت يخرج في طلبها متوكلا على الله طالبا مده سبحانه وتعالى وعونه وتوفيقه فمن توكل على الله كان التوكل اكبر سبب لتيسير الامر آآ الذي توكل على الله فيه تيسير الامر الذي توكل على الله فيه وتكميله وتتميمه ودفع الموانع ومن يخرج من بيته لمصلحة لا يدري هل يهدى لها هل يجدها هل تكونوا موجودة او انتهت وانقضت هل يحصلها بسلامة او يغش فيها ويخدع هل هل هناك امور كثيرا لكن اذا فوض امره الى الله كفي كفي ووقي وسدد واعين باذن الله سبحانه وتعالى. نعم ومنها ان المتوكل على الله قد علم انه اعتمد في توكله واستند الى من جميع الامور في ملكه وتحت تصريفه وتدبيره ومن جملتها فعل العبد فكلما فترت همته وضعف نشاطه امده هذا التوكل بقوة الى قوته وقد وثق بكفاية ربه والوثوق والطمع في حصون المطلوب لا شك انه من اعظم الاسباب الباعثة على الاعمال المرغبة في المرغبة المرغبة فيها وهذا امر مشاهد نعم هذا اذا حقق العبد اليقين في قوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه اليس الله بكاف عبده فاذا خرج العبد اليقين والثقة متوكلا على على الله سبحانه وتعالى لا شك ان هذا يبعث فيه القوة والنشاط الهمة العالية لانه لجأ الى من بيده الامر سبحانه وتعالى نعم ومنها ان المتوكل على الله حقيقة قد ابدى الافتقار التام الى ربه. وتبرأ من حوله وقوته ولم يعجب بشيء من عمله يعجب ولم يعجب بشيء من عمله ولم يتكل على نفسه لعلمه انها ضعيفة مهينة سريعة الانحلال بل لجأ في ذلك الى ربه مستعينا به في حصول مطلوبه وهذا هو الغنى الحقيقي لانه استغنى بربه وكفايته وهو مع ذلك قد ابدى غاية المجهود فتبين ان التوكل لا ينافي القيام بالاسباب الدينية والدنيوية. بل تمامه بفعلها. بقوة صادقة وهمة عالية معتمدة على قوة القوي العزيز. نعم هذا ايضا من الفوائد ان المتوكل بتوكله على الله سبحانه وتعالى يبرأ من حول نفسه وقوتها يبرأ من ذكائه وفطنته نباهته ويعلن فقره والتجائها التام الى الله سبحانه وتعالى لا يعطل قوته عن العمل وذكاءه عن لكنه لا يعتمد على هذا بل يبرأ من من هذا كله مهما كان قويا مهما كان ذكيا مهما كان نشيطا يبرأ ولهذا لا حول ولا قوة الا بالله هذي فيها تبرأ من حول النفس وقوتها وتفويض لله تفويض لله سبحانه وتعالى. فالمتوكل يتبرأ من حول نفسه وقوتها ويفوض امره الى الله سبحانه وتعالى فهو يعلن افتقاره التام الى ربه ويتبرأ من حول نفسه وقوتها ولا يكون ايضا معجبا لا بذكائه ولا بقوته ولا بمهارته ولا بحذقه وهذا في كل امر من الامور في كل امر من الامور يعني مثلا اه لنظرب مثالا قيادة السيارة بعض الناس يخرج معجبا بمهارته معجبا بمهارته وقوته ويعتمد على ذلك على المهارة والقوة ولا يكون ملتفتا الى التوكل على الله سبحانه وتعالى فتهلكه مهارته هذه وكم من انسان حصل له ذلك يذكر اه ابن بالدنيا في كتاب العقوبات ان رجلا كان مع رفقة له ومعه ناقة هزيلة فلما ركبوا رفقته قالوا الذكر المأثور سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين مقرنين اي مطيقين فلما قالوا ذلك قال الرجل اما انا فانا مطيق لهذه قادر عليها يعني انها هزيلة وهو قادر عليها فما قال مثلهم قال فمالت به فسقط واندقت عنقه فمات دقت عنقه فمات فلا يلتفت الانسان الى الى مهارته ولا الى قوته ولا الى قدرته ولا الى ذكائه وانما يفوظ امره الى الله امره الى الله سبحانه وتعالى فالتوكل نجاح التوكل توفيق التوكل سلامة من المهالك التوكل تيسير الامور التوكل مجلبة للارزاق والمنافع التوكل معونة على صلاح العمل وقبول الطاعة التوكل امره عجب في من وفقه الله سبحانه وتعالى لصدق التوكل عليه وتمام الالتجاء اليه سبحانه وتعالى قبل الدخول في النصيحة خلق النصيحة نرجع قليلا لموضع مر معنا في الدرس الماظي في صفحة مئة وسبعة وعشرين السطر الثالث من اعلى وقال وقال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والانصار افضل هذه الامة يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا. نعم هذه اه نبهت بالامس على ان اه الصواب يبتغون فضلا من الله ورظانا وان الاحالة تكون على آآ سورة الفتح اه مشيت من الدرس والبال مشغول كثيرا فرجعت الى النسخة الخطية التي بخط السيف فوجدت المثبت في النسخة الخطية يبتغون فضلا من الله ورضوانا والخطأ من المعتني بالكتاب عفا الله عنه وغفر له نعم اذا يسمح لنا المعتري بسؤال نعم يسمح لنا المعتدي بسؤال. نعم الالفاظ احسن الله اليك التي تقدح في التوكل. نعم هناك الفاظ تجري على الالسن واظنها مخالفة الاعتماد على النفس. نعم اه توكلت عليك نعم سوينا كذا والباقي على الله نعم هل هذه تقدح مر معنا ليس في هذا الكتاب وانما في الكتاب الاخر للامام ابن القيم ما يتعلق بشرك الالفاظ وان الشريعة كما جاءت بصيانة المقاصد ايضا جاءت بصيانة الالفاظ وان الالفاظ يحاسب عليها العبد حتى وان كان لم يقصد لانه يجب ان تكون الفاظه سليمة ونقية ولهذا التوكل التوكل هناك في ما يدرج على السنة الناس كلمات تتنافى مع ما ينبغي ان يكون عليه المسلم من تحقيق التوكل على الله سبحانه وتعالى فمثلا ما جاء في السؤال توكلت عليك او حتى توكلت على الله ثم عليك لا هذا ولا هذا يصح لان التوكل عبودية القلب ولا يكون الا على الله سبحانه وتعالى عبودية القلب ولا يكون الا على الله عز وجل ولهذا لا يقال توكلت على الله ثم عليك ولا يقال فظلا عن ان يقال توكلت عليك لكن يوكل الشخص في مصالحه ولا يتوكل عليه يتوكل على الله لا يعتمد عليه وانما يعتمد على الله سبحانه وتعالى ايضا اللفظ الشايع مؤخرا الذي هو الثقة بالنفس الثقة بالنفس الثقة كما يقول ابن القيم في مدارج السالكين هي لب التوكل الثقة هي لب التوكل وآآ لا لا تكون الثقة بالنفس لا تكون الثقة بالنفس بل كما قال بعض اهل العلم كيف يثق بنفسه وهو يقول اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين اذا بنفسه وهو يقول لا تكلني الى نفسي طرفة عين فالثقة بالله الثقة توكل والتوكل لا يكون الا بالله سبحانه وتعالى اه يبذل السبب اجتهد استعمل فطنته ونباهته يستشير يسأل لكن لا يعتمد على شيء من ذلك لا يعتمد على شيء من ذلك وانما يعتمد على الله سبحانه وتعالى ويفوظ امره الى الله جل وعلا واللفظة الثالثة ان فيما وسوينا كذا والباقي على الله. هذي من الالفاظ الدارجة ليس الباقي على الله. كل الامور على الله كل اه الامور على الله سبحانه وتعالى الباقي والاول والاخر كل امور العم آآ على الله لان على الله هذي توكل فلا يقول الباقي على الله يعني اكون متوكلا في الباقي على الله بل في الباقي والاول يكون المرء متوكل على الله سبحانه تعالى نعم قال رحمه الله تعالى النصيحة اخبر صلى الله عليه وسلم ان الدين النصيحة. كررها ثلاثا وفسرها بانها النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم واخبر تعالى ان النصيحة طريقة انبيائه واصفيائه واخبر ان الحرج منفي عن من نصح لله ولرسوله فالنصيحة لله هي القيام التام بحقوقه علما وعملا. ودعوة وتنفيذا والنصيحة لكتابه الاجتهاد في معرفة الفاظه ومعانيه والعمل به والدعوة لذلك والنصيحة لرسوله الايمان به ومحبته واتباعه ونصر سنته وتقديم هديه على هدي كل احد والاجتهاد في كل ما يحبه والنصيحة لائمة المسلمين وعامتهم ان يحب لهم الخير ويكره لهم الشر ويسعى في ذلك بحسب مقدوره فيعلم جاهله ويرشد منحرفهم ويذكر غافلهم ويعظ ويعظ معرضهم ومعارضهم ويدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن. ويسلك كل طريق فيه صلاح اخوانه المسلمين ويسعى في تأليف ذات بينهم وبارشادهم على اختلاف طبقاتهم لمصالح دينهم ودنياهم كل احد على حسب حاله. نعم هذا حديث وبيان هذا الخلق العظيم من الاخلاق الاسلامية وهو النصيحة النصيحة والنصيحة فيها السلامة للقلب وارادته الخير الناصح هو صاحب القلب السليم الذي يريد الخير ويطلبه ويسعى في نيله ويعمل على بذله ووجوده. همته متجهة الى ذلك وعنايته اه اه متجهة الى ذلك النصيحة هي هي ارادة الخير للمنصوح له فاذا كان القلب ينطوي على الغل والحقد والحسد والضغائن والسخائم وغير ذلك فهذا خلاف النصيحة هذا قلب لا ينطوي على نصيحة بل ينطوي على خلافها فالنصح في اه فيه صفاء في القلب ونقاء في السريرة وارادة الخير لان اه للمنصوح لهم همته متجهة الى ذلك وعنايته متجهة الى ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم حث على النصيحة وبين انها الدين لعظم مكانتها من دين الله. قال الدين النصيحة الدين نصيحة الدين النصيحة وهذه الجملة تفيد مكانة الدين مكانة النصيحة من الدين مثل قوله آآ عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة الدعاء هو العبادة وكذلك قوله الحج عرفة فهذا كله يدل على مكانة هذه الاعمال ومنزلتها العلية الرفيعة فالنصيحة لها مكانة عظيمة في في دين الله وانظر حرص الصحابة لما قال مكررا ذلك ثلاث مرات الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يعني كان النفوس استعدت لبذلها لكن لمن؟ والا متهيئين رضي الله عنهم وارظاهم قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم وسيأتي تفسير الشيخ رحمه الله لكل واحدة من هذه قال واخبر تعالى ان النصيحة طريقة انبيائه واصفيائه واخبر ان الحرج منفي عمن نصح لله ولرسوله الحرج منفي يعني اذا قام قلبه وانطوى على النصيحة فان الحرج منفي وهذه سيتحدث عنها المصنف رحمه الله قريبا فثم بين اه النصيحة لله كيف تكون؟ قال هي القيام التام بحقوقه علما وعملا ودعوة وتنفيذا على حد قول الله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فالنصح لله ان يعرف العبد دين الله والعبودية التي خلق خلق الله الخلق لاجلها وان يعرف الله باسمائه وصفاته وعظمته و جلاله سبحانه وتعالى ثم يجاهد نفسه على تحقيق هذه العبودية لله جل وعلا ثم يعدي هذا الخير للغير يوصله للاخرين دعوة وتعليما ونصحا قال والنصيحة لكتابه الاجتهاد بمعرفة الفاظه ومعانيه والعمل به والدعوة الى ذلك كما قال الله سبحانه وتعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته فان قوله يتلونه حق تلاوته يتناول المعاني التي ذكر الشيخ التي هي العناية بالالفاظ والعناية بالمعاني والعناية بالعمل والعناية بالدعوة. كل هذا من تلاوة القرآن حق التلاوة قال والنصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم بالايمان به ومحبته واتباعه ونصرة سنته وتقديم هديه على كل هدي والاجتهاد في كل ما يحبه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم ذكر ما يتعلق بان النصيحة لائمة المسلمين عامتهم بان يحب لهم من الخير ما يحبه لنفسه ويكره لهم من الشر ما يكره لنفس لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه ثم يسعى ببذل ما يستطيع من ايصال الخير وايضا دفع الشر مثل ما قال عليه الصلاة والسلام آآ وان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك وقال خيركم من يرجى خيره خيركم من يرجى خيره وشركم من لا يرجى خيره نعم قال رحمه الله وللنصيحة فوائد عظيمة منها ان الدين لا يتم الا بها بل هي الدين كما ذكره صلى الله عليه وسلم. نعم في الحديث المتقدم قال الدين النصيحة وكرر ذلك فالدين لا لا يتم آآ الا الا بها ان يكون ناصحا ناصحا لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. نعم. ومنها ان الناصح لله ولرسوله ولكتابه وللخلق نفس عمل قلبه هذا واستعداده وتهيئته للنصيحة من اكبر الاعمال المقربة الى رب العالمين فما تقرب احد الى الله بمثل توطين النفس على النصيحة الشرعية المذكورة فالناصح في عبادة مستمرة ان قام او قعد او عمل او ترك العمل. هذه آآ فائدة عظيمة من فوائد النصيحة ان ما قام في قلب الناصح من نصح ومن طوى عليه قلبه من نصح هو بحد ذاته قربة عظيمة هو بحد ذاته قربة عظيمة ناهيك عن الاثار العظيمة التي تترتب عليه لكن هو بحد ذاته هذا الذي قام في قلبه آآ من نصح لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم هذا النصح الذي قام في في قلبه هو نفسه آآ من اكبر الاعمال المقربة الى الله سبحانه وتعالى وما يترتب عليه من العمل هذا ايضا باب اخر من باب الاحسان والاجور نعم ومنها ان من عجز عن العمل الديني اذا كان ناصحا لله ولرسوله ناويا الخير اذا تيسر له انه لا حرج عليه ويشارك العاملين في عملهم فانما الاعمال بالنيات ايضا هذه اه فائدة اخرى ان ان من عجز عن العمل لكن قلبه منطوي على على نصح ومحبة لهذا العمل ورغبة فيه لكنه عاجز عاجز اي بدنيا لا قدرة له على العمل او يكون عاجز ماليا اذا كان العمل يحتاج الى مال ولكن قلبه يهفو الى هذا العمل يا يا متحرك شوقا الى هذا العمل ومحبا له وراغبا فيه فما دام ان النصح موجود في قلبه فالحرج منتفي وله الاجر وله الاجر قال قال الله سبحانه وتعالى ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ولرسوله ما على المحسنين من سبيل قال قال سبحانه يعني عد عملهم احسانا وهم لم يعملوا لعجزهم ما عندهم قدرة ما عندهم مال لكن نفى عنهم الحرج ووصف صنيعهم بانهم احسان لان قلوبهم منطوية على النصيحة النصيحة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وما عندهم قدرة على العمل للعجز ما عنده القدرة على العمل للعجز العجز المالي او العجز البدني ما دام ان القلب آآ آآ منطوي على النصيحة فلا حرج عليه. الحرج مرفوع وايضا في الوقت نفسه هو معدود في المحسنين ولهذا النصيحة احسان ايهما احسان نعم ومنها ان الله ييسر للناصح الصادق امورا لا تخطر له على بال وان الساعي في نفع المسلمين اذا كان قصده النصيحة فانه يفلح وينجح. فان تم ما سعى له فعلا وهو الغالب الا تم اجره فمن عجز عن بعض عمل قد شرع فيه تمم له ذلك العمل. قال تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله وهذا من فوائد النصيحة ان الله عز وجل ييسر للناصح اموره وسبيله وطريقه ويوفقه في اموره وتتحقق له من الخيرات والتيسير ما لا يتحقق لغيره ولو قدر ان انه سار في طريق في طريق هو نصح كله ولم يتم له هذا الطريق حال بينه وبين ذلك حائل اما موت او عجز او غير ذلك فعمله تام عمله تام لهذه النصيحة العظيمة التي قامت في قلبي ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله فاجره تام وتمام الاجر لهذا النصح الذي قام في قلبه والهمة العالية التي آآ اه اه عقد عليها قلبه في تحقيق هذا العمل وانجازه بل هناك ما هو ابلغ من هذا يدل عليه الحديث الذي وهو حديث صحيح الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام فانما الدنيا لاربع انما الدنيا لاربع رجل اتاه الله مالا وعلما فهو ينفق اه فهو يأخذه بحقه وينفق يعني في وجوه الخير في في سبل الخير يبذل من هذا المال ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا فقال لو كان عندي مثل ما لفلان لفعلت مثل عمله لفعلت مثله كما او كما جاء في الحديث فقال عليه الصلاة والسلام هما في الاجر سواء قال هما في الاجر سواء سبحان الله يعني يأتي يوم القيامة ويجدوا اجور مثلا حفر ابار وبنا مساجد طباعة كتب اعمال خيرية عظيمة يجدها في ميزان حسناته وهو في يوم من ايام حياته ما حفر بئرا ولا آآ بنى مسجدا ما كان عنده مال لكن لما كان صادقا مع الله سبحانه وتعالى ناصحا جادا لا همة لو كان عنده من المال مثله لفعل مثل قال هما في الاجر سواء وهذا فضل الله سبحانه وتعالى والله ذو الفضل العظيم نعم ومنها السلامة من الغش فان من غش المسلمين في دينهم ودنياهم فليس منهم والغش من اشنع الخصال القبيحة في حق القريب والبعيد والمخالف والموافق. نعم الغش ما يجتمع مع النص نقيضه نقيضها ولهذا اذا وجدت النصيحة سلم المرء من الغش فان وجد فيه غش فهذا لضعف النصيحة ووهائها في قلبه لان ان وجدت النصيحة تامة انتفى الغش فمن فوائد النصيحة السلامة من الغش فان من غش المسلمين في دينهم ودنياهم فليس منهم وهذي فائدة ايظا ثمينة ينبه عليها الشيخ قال من غشنا فليس منا من غشنا فليس منا. كثير منا يتبادر لذهنه من غشنا اي في البيع والشراء اكثر ما ينصرف الذهن في فهم هذا الحديث الى مسألة البيع والشراء لكن هنا الشيخ ينبه على امر اجل وهو غش الناس في دينهم الذي يدعو الى بدعة هل هو غاش او ناصح الذي غش الناس في بيع المضرة دنيوية لكن الذي غشهم في بدعة وروجها بينهم وحثهم عليها وزخرفها لهم حتى عملوها هذا غشه لهم اشد من غش التاجر الذي يروج سلعه بالغش لان المضرة هنا هنا دنيوية اما هنا مضرة مضرة في الدين ولهذا قوله عليه الصلاة والسلام من غشنا فليس منا يدخل في هذا دخولا اوليا غش الناس في دينهم غش الناس في دينهم بترويج البدع والضلالات وهذا الغش كثير في زماننا خاصا مع الوسائل هذه الحديثة التي تسمى وسائل التواصل تسمى وسائل ماذا التواصل وكثير منها ليس من التواصل في شيء بل هو على الضد له تماما فمن الجور ان يسمى هذا الركام الهائل من الفساد والشر والشبهات تناقل الامور المظرة في الاديان الى غير ذلك ان تسمى تواصل. هذا ليس تواصل هذا فساد هذا ضياع ليس من التواصل في شيء تسمية الاشياء بغير اسمائها ترويجا لها هذا يكثر في زماننا يكثر في زماننا. الحاصل ان من اعظم الغش غش الناس في اديانهم وكم يحصل في هذه الاجهزة من الغش للناس في اديانهم كم تروج من شبه وكم تروج من شهوات وكم تروج من بدع وضلالات والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من غشنا فليس منا نعم فهذا القرآن العظيم يدعو الى هذا الخلق الذي هو افظل الاخلاق وهو النصيحة التي اسس التي اسس عليها دين الاسلام وقام عليها بنيانه وبال بها فضله على كل شيء فان النصح لكل احد محمود شرعا وعقلا وفطرة وضده قبيح شرعا وعقلا وفطرا. نعم هذا بيان لمكانة النصيحة وعلو شأنها وان القرآن دعا اليها وحث عليه مع ما تقدم من ذكر الشيخ رحمه الله لثمارها العظيمة واثارها المباركة جعلنا الله سبحانه وتعالى اجمعين من الناصحين لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعمتي معاذنا اجمعين من الغش واصلح الله عز وجل لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا