نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى الصدق في الاقوال والافعال وجميع الاحوال قد امر الله بالصدق ومدح الصادقين واخبر ان الصدق ينفع اهله في الدنيا والاخرة وان لهم المغفرة والاجر العظيم قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم والايات في مدح الصدق كثيرة جدا والصدق يهدي الى كل بر وخير كما ان الكذب يهدي الى كل شر وفجور والصادق حبيب الى الله حبيب الى عباد الله معتبر في شرف دينه ودنياه بل عنوان الشرف والاعتبار وعلو المنزلة الصدق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا بيان لخلق اخر عظيم من الاخلاق الاسلامية التي دعا الله جل وعلا اليها في كتابه ودعا اليها رسوله عليه الصلاة والسلام في سنته وهو الصدق والصدق ضد الكذب الصدق ضد الكذب وهو من الايمان وشعبه كما ان الكذب من النفاق ومن شعب النفاق كما قال عليه الصلاة والسلام اية المنافق ثلاث وذكر منها اذا حدث كذب فالكذب من شعب النفاق والصدق من شعب الايمان والصدق يهدي صاحبه الى كل خير وفضيلة ورفعة في الدنيا والاخرة ولهذا فان الله سبحانه وتعالى امر عباده به وحثهم على الصدق ورغبهم فيه وامرهم ان يكونوا مع الصادقين وان الصدق ينفع الصادق وينجيه في دنياه واخراه كما قال الله سبحانه وتعالى هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم فالصدق منجاة لصاحبه في الدنيا والاخرة والكذب خيبة وحبله مقطوع ونهايته مؤلمة سواء في الدنيا او في الاخرة ولهذا فان الصدق خلق عظيم من اخلاق الاسلام وهو كما قال الشيخ رحمه الله يهدي الى كل كل بر وخير ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث آآ الصحيح قال عليكم بالصدق فانه يهدي الى البر. والبر يهدي الى الجنة عليكم بالصدق اي الزموه وحافظوا عليه وكونوا من اهله فانه يهدي الى البر والبر هذه الكلمة تجمع الخير ولهذا اقرأ الارتباط بين الصدق والبر في اية البر المعروفة في سورة البقرة قول الله سبحانه وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس قال ماذا اولئك الذين صدقوا صدقوا اي اهل هذه الاوصاف اولئك هم المتقون قال اولئك الذين صدقوا وهذا اية بينة على فظيلة الصدق وان الصادق يهديه صدقه الى كل فضيلة يهديه الى صحة الاعتقاد الى سلامة العمل الى طيب السلوك الى حسن المعاملة الى محبة الخلق يهديه الى كل فضيلة بخلاف الكذب الكذب والعياذ بالله وانطواء الشخص عليه يجره الى كل رذيلة والى كل فساد ولهذا المؤمن ابعد ما يكون عن عن الكذب المؤمن ابعد ما يكون عن الكذب لان الكذب اه مضراته كثيرة وافاته عديدة كما ان الصدق فوائده واثاره عظيمة. قال عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر والبر يهدي الى الجنة. قال واياكم والكذب فانه يهدي الى الفجور لاحظ خطورة الكذب يهدي الى الفجور يعني الكذب يجر صاحبه الى انواع من الاثام وابواب من الفجور وانواع من التعديات والظلم ثم هذا يجره الى النار ويسوقه الى الى النار قال والصدق يهدي الى كل بر وخير كما ان الكذب يهدي الى كل شأن وفجور وهذا واضح في الحديث الذي اشرت اليه عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام والصادق حبيب الى الله حبيب الى عباد الله حبيب الى الله سبحانه وتعالى لان الله عز وجل يحب الصادقين وامر عباده ان يكونوا مع الصادقين واعد للصادقين المنازل العالية والدرجات الرفيعة واعظم الصدق الصدق مع الله جل في علاه ايمانا به وتحقيقا لطاعته وطلبا لرظاه جل وعلا هذا اعظم الصدق الصدق مع الله جل وعلا فالله يحب اه الصادقين والكاذبين معه هم شر الخليقة وهم في الدرك الاسفل من النار ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار والا المنافقون الخلص هم اعظم الناس كذبا مع الله سبحانه وتعالى لانهم يقولون امنا بالله هكذا باللسان وقلوبهم خراب ليس فيها الا الكفر ليس فيها الا الكفر بالله سبحانه وتعالى قال والصادق حبيب الى الله حبيب الى عباد الله وهذا معروف الشخص الذي يعرف بالصدق تاجرا او موظفا او ايا كان الناس ترتاح اليه وتألفه وتحب التعامل معه ويرشد بعضهم بعضا اليه يشيدون بصفته وانه ما نعرف عنه الا الصدق واذا قيل عن شخص لا نعرف عنه الا الصدق مالت النفوس اليه محبة ورغبة في اه التعامل معه واطمأنت النفوس اليه لان الصادق حبيب الى عباد الله معتبر في شرف دينه ودنياه. الصدق معتبر في شرف دينه بل ان الدين لا يتحقق شرفه الا اذا كان صادق التدين اذا كان صادقا مع الله سبحانه وتعالى في تدينه. فالدين اعتباره بحسب صدق صاحبه في دينه وتدينه وتقربه الى الله سبحانه وتعالى ومعتبر ايضا في دنياه معتبر في دنياه شرف الشخص ولهذا الصادق في التعامل مع الناس شريف عندهم شريف عندهم والكاذب في التعامل مع الناس الذين عهدوا عنه الكذب وديدنه الكذب هذا يكون وضيعا عندهم ليس له شرف فالصدق معتبر في شرف المرء في دينه ودنياه بل عنوان الشرف والاعتبار وعلو المنزلة الصدق نعم قال رحمه الله وللصدق فوائد عظيمة منها هذه الامور العظيمة التي اشرنا اليها من امتثال امر الله وحصول الاجر والثواب العظيم والمغفرة وان الصادق ينتفع بصدقه في الدنيا والاخرة. وانه يدعو الى البر والبر يهدي الى الجنة. ولا الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا في اعلى الدرجات وارفع المقامات قال رحمه الله للصدق فوائد عظيمة منها ما تقدم لان تقدم ذكر فوائد متنوعة للصدق مثل محبة الله للصادقين ومحبة العباد له وان الشرف معتبر بحسب حال الصدق سواء الشرف الديني او الدنيوي وان الصدق يهدي الى كل بر والى كل خير والى كل فضيلة وما اعده الله سبحانه وتعالى للصادقين من الثواب والاجر وان الصدق ينفع صاحبه ينجيه في اه الدنيا والاخرة هذه كلها فوائد عظيمة للصدق مر حديث الشيخ عنها قال ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا باعلى الدرجات وارفع المقامات وهذه المنزلة التي هي الصديقية والتي تبوأ من هذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام ارفع منازلها واعلى مقاماتها ابو بكر رضي الله عنه فهذه المنزلة انما توصل يوصل اليها من خلال هذا الخلق العظيم الصدق بان يكون الرجل صادقا ويتحرى الصدق ولا يزال يتحرى الصدق. وهكذا حياته ودأبه في كل اوقاته صادقا يتحرى الصدق حتى يكتب صديقا عند الله حتى يكتب صديقا عند الله ان يصل الى هذه المنزلة ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا فالصديقية هذه منزلة رفيعة لا يمكن ان يصل اليها اه الشخص الا من خلال اه التحري للصدق والتحلي به. نعم ومن عرف تحريه للصدق ارتفع مقامه عند الخلق كما كان مرتفعا عند الخالق واطمأن الناس لاقواله وافعاله وصار له مرتبة عالية في الشرف وحسن الاعتبار والثناء الجميل وامن الناس من بوائقه ومكره وغدره ففي جميع المقامات الدينية والدنيوية لا تجد الصادق الا في الذروة العليا تعد ومن عرف تحريه بالصدق ارتفع مقامه عند الخلق كما كان مرتفعا عند الخالق واطمأن الناس لاقواله وافعاله وصار له مرتبة عالية في الشرف وحسن الاعتبار والثناء الجميل وامن الناس من بوائقه ومكره وغدره. نعم هذا من من فوائد الصدق وتحريه وان الرجل لا يزال صادقا يتحرى الصدق حتى يرتفع مقامه عند الخلق مثل ما هو مرتفع عند الخالق سبحانه وتعالى لكن ينبه هنا الى ان المؤمن عندما يصدق في تعامله مع الخلق يصدق معهم في تعامله تقربا الى الله سبحانه وتعالى يصدق في تعامله معهم تقربا الى الله وهذا الذي يميز خلق المسلم الصادق عن خلق غير المسلم الصادق فالمسلم الصادق صدقه قربة الى الله يتقرب به الى الله لان الله يحب الصادقين وان ولان الله سبحانه وتعالى امر عباده ان يكونوا مع الصادقين لكن غير المسلم الصادق في حديثه هل يفعله قربة لله هل يتحرى عليه شيئا آآ يوم لقاء الله سبحانه وتعالى. بعضهم يتحرى الصدق في في التعامل لمصالحه الدنيوية الانية حتى لا يتعامل الناس الا معه لا يريد شيئا في الدار الاخرة ولا فكر اصلا في الدار الاخرة وانما يتعامل بالصدق لانه وجد انه اذا تعامل بالصدق يكسب الناس. والناس لا يتعاملون الا معه. وانه اذا كذب عليهم او ظبطوا وعليه كذب نفروا ونفر بعضهم بعضا منه فهو يتعامل بالصدق لاجل هذا الامر لمصالح الدنيا بينما المسلم لا يصدق قربة لله يصدق لانه يريد على صدقه وتحريه للصدق شيئا عند الله. مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام ولا يزال المسلم يصدق ويتحرى الصدق حتى ايكتب عند الله صديقا لانه لانه يفعل ذلك قربة لله سبحانه وتعالى فهذا الفرق بين سواء في الصدق او في غيره. بين خلق المسلم خلق غير المسلم قد يكون عند غير المسلم بعض هذه الاخلاق وقد تكون ايضا قوية فيه جدا ويعرف بها لكنها ليست قربة لله بينما المسلم في اخلاقه الفاضلة الكريمة من صدق وغيره يفعل ذلك تقربا الى الله سبحانه وتعالى وطلبا لمرضاته جل في علاه فينال بذلك مثل ما ذكر الشيخ ارتفاع المقام عند الخلق كما انه مرتفعا عند الله سبحانه وتعالى واطمأن الناس لاقواله وافعاله وصار له مرتبة عالية في الشرف وهذه الاشياء كلها مكاسب تأتي تبعا وانما الامر اصالة قربى لله وشي يرجو عليه ثواب الله نعم ففي جميع المقامات الدينية والدنيوية لا تجد الصادق الا في الذروة العليا ان كان في مقام الافتاء والتعليم والارشاد لم يعدي للناس بقوله لقول احد واطمأنوا الى ارشاداته وتعليمه وتفهيمه. لانه مؤسس على الصدق. نعم يعني اه الصدق دائما شرف علول صاحبه ولهذا مثل ما قال الشيخ لا تجد الصادق الا في الذروة العليا الا في الذروة العليا بينما الذي يعرف عنه الكذب يرى الناس فيه الكذب او يضبط عليه الكذب تقل مكانته تقل مكانته مثل ما قال الشيخ ان كان في مقام الافتاء والتعليم والارشاد ان كان صادقا لم يعدل الناس بقوله لقول احد غيره. لكن ان كان يعرف بالكذب النفوس تقل رغبتها في التلقي عنه ولهذا مما يذكر ان احد آآ طلاب العلم قديما رحل الى شخص يعرف بالحديث ليأخذ عنه ليأخذ عنه الحديث فلما جاء الى مكانه واذا دابة له شاردة وهو يريد ان يمسكها فعمل بثوبه رفع ثوبه كأن فيه طعام واخذ يدعو الدابة يغريها كان في الثوب طعام وهو ليس فيه طعام فلما رآه هذا الطالب على هذا الخلق رجع ما اطمأنت نفسه للاخذ عنه فالحاصل ان الصدق في كل المقامات في مقام العلم العالم او المفتي او او الواعظ اذا كان يعظ الناس وهو متحلي بالصدق معروف به يكون بالذروة العليا. والمكانة الرفيعة واذا كان آآ يعرف بالكذب فالنفوس لا تطمئن اليه لا تقبل على الاخذ عنه والتلقي عنه نعم وان شهد شهادة عامة او شهادة خاصة ثبتت الاحكام بشهادته. نعم يعني في حتى في مقام الشهادات ان شهد يطمئنون الناس اليه لكن اذا كان آآ يعرف بالكذب وشهد بالشهادة تجد من يسمع يعني قد يجامله ولكن في قراءة نفسه ما يتقبل ولا يطمئن لكلامه نعم. وان اخبر بخبر خاص او عام وثق الناس بخبره وعظموه واحترموه حتى لو اخطأ في شيء من ذلك لوجدوا له محملا صالحا. سبحان الله الصادق يجدون له محمل يعني لو اخطأ في الخبر هو معروف بالصدق يعني اه يجدون له محمل يقولون لعل ما انتبه لعله لكن الاخر اذا اخطأ يقال ان هذا معروف كذاب هذا فرق بين هذا وهذا الاول يقول لعله ما انتبه لعلك هذا يجدون له عذر اما الاخر المعروف بالكذب مجرد ما يخطئ حتى خطأ يقول له اتركه هذا معروف كذاب هذا يعني الصدق له اثر في كل المقامات شرفا ورفعة والكذب له اثر في كل المقامات وظاعة وانحطاطا. نعم وان عامل الناس معاملة دنيوية ببيع او شراء او واجارة او تجارة او حق من الحقوق الكبيرة او والصغيرة تسابق الناس الى معاملته واطمأنوا لذلك غير مرتابين. نعم وحسبك بهذا الخلق الذي يخضع لحسنه وكماله الباء الرجال ويعترف بكماله اهل الفضل اهل الفضل والكمال. فهو من جملة البراهين على صدق الرسول. وكما ما جاء به من هذا الدين القيم الذي هذا الخلق العظيم من اخلاقه وكل اخلاقه على هذا النمط نعم والله اعلم. نعم يعني هذا الخلق يعني خلق معروف في معروف في شرفه ومكانته ورفعته الاعتراف ذوي العقول بكماله قال فهو من جملة البراهين على صدق الرسول لان الرسول عليه الصلاة والسلام هو في نفسه امام الصادقين ودينه كله دعوة للصدق دينه كله دعوة للصدق فدعوته للصدق وتحري الصدق هذا من براهين آآ صدق الرسول عليه الصلاة والسلام ومن محاسن هذا الدين ولهذا ابراز هذه المحاسن ابراز هذه المحاسن عن الدين كافية في ترغيب الناس فيه فمثلا هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق الى اخره ثم قال واياكم والكذب الى اخره. هذا لو شرح لبعض غير المسلمين وقيل هذا الاسلام وهذا مثال امثلة التي يدعو اليها من الفضائل والكمالات كثيرة جدا لرغبت نفسه واقبل على هذا الدين ولهذا الشيخ ابن باز رحمة الله عليه له كلمة عظيمة في هذا الباب جدا يقول والله الذي لا اله الا هو لو بينت محاسن الدين الاسلامي للناس كما ينبغي لدخلوا في دين الله افواجا لدخلوا في دين الله افواجا ولهذا ينصح الداعية ان يقتنص هذه الاحاديث وان يجمعها وان يبرزها لغير المسلمين. الاسلام يدعو الى كذا. الاسلام يدعو الى كذا. الاسلام يدعو الى كذا. يذكر محاسن الدين وهذه الفضائل والكمالات التي كثير منهم ما سمع منها يوما ولوجد من يوجه اليها فاذا وجد الاسلام يدعو الى هذه الاشياء الجميلة الحسنة احب هذا الدين وكانت سببا في دخوله كثير من الناس دخل الاسلام بسبب خلق واحد من اخلاق الدين. فكيف لو عرض عليه مجموعة من الاخلاق بشكل جميل وعرظ جيد فهذا من احسن الوسائل البرهنة على صدق هذا الدين وصدق ما جاء به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وايضا الدعوة دعوة غير المسلمين الى هذا الدين العظيم نعم قال رحمه الله تعالى الشجاعة هذا الخلق العظيم قد امر الله به في ايات كثيرة وهي ايات الجهاد كلها واثنى على اهله واخبر انه طريق الرسل وسادات الخلق ونهى عن ضده وهو الجبن والفشل والخوف من الخلق في سبيل جهاد الدعوة وفي سبيل جهاد السلاح وهذا الخلق الجليل قد يكون غريزة مع العبد ويتقوى بموجبات الايمان وقد يحتاج العبد الى التمرن عليه وسلوكي الطرق المعينة على ذلك فالشجاعة قوة القلب وثباته وطمأنينته في المقامات المهمة والاحوال الحرجة وكل يحتاج اليه. وخصوصا الرؤساء الذين تناط بهم المهمات والامور. فحاجتهم اليه ضرورية. نعم هذا ايضا من من الاخلاق الاسلامية العظيمة الشجاعة فالاسلام رغب في في الشجاعة وحث عليها ونهى عن ظدها وهو الجبن الخور والوهن والفشل مثل ما ذكر الشيخ رحمه الله وكان نبينا عليه الصلاة والسلام من جملة تعوذات التعوذ بالله من الجبن وتعوذك بالله من الجبن يتضمن اه سؤاله سبحانه وتعالى ضده وهو الشجاعة الجبن ضد الشجاعة فالتعوذ منه هو هو طلب للشجاعة. وان يكون الانسان شجاعا ليس خوافا جبانا والشجاعة خلق خلق يمضي يمضي بصاحبه في في معالي الامور نصرة الحق والدعوة اليه والنصح لعباد الله واصلاح عن اه اه الاصلاح بين الناس الى غير ذلك من المنافع لكن الشجاعة النافعة هي الشجاعة المضبوطة بضابط الشرع لان من الناس من يكون شجاعا قويا قويا في شجاعته ولكنه ليس مزموما بزمام الشرع شجاع ولكنه ليس مزموما بزمام الشرع ولا مضبوطا بضوابطه فهذا هلاك على الناس هذا هلاك على الناس مثله مثل شاحنة منطلقة في طريق بدون سائق هذي مظرة على الناس مضرة على الناس هذا اذا كان شجاع ومقدام وليس منضبط بضوابط الشرع. حتى وان كان يعني يزعم انه مثلا يريد ان يصلح في المجتمع. اذا كان يصلح بغير ضوابط الشرع وهو شجاع عنده شجاعة يعني قوية يهلك يهلك الناس من حيث اه من حيث يظن انه يصلح فيأتي مثلا الى جماعة عندهم مثلا معاصي بدلا يعظهم وينصحهم ويأخذهم الى الجنة ويدعوهم اليه ربما يأتي ويفجر فيهم يقتل نفسه والاخرين معه فالشجاعة اذا كانت غير مظبوطة بظابط الشرع هي هلاك ودمار هي هلاك ودمار ولهذا الشجاعة بدون ضوابط الشرع نوع من التهور ودائما وهذي قاعدة نبه عليها حتى ابن القيم رحمه الله الاخلاق الفاضلة اذا تجاوز الانسان فيها حدها وضابطها وقيودها انقلب الامر فيها الى الضد ضد الامر الذي يرجى من هذا الخلق ولهذا الشجاعة اذا لم تكن مضبوطة ضابط الشرع تتحول الى ضرب من دروب التهور التهور والهلاك. الهلاك للنفس وايضا الاخرين نعم وقد ادعى القرآن اليه ودعا الى كل وسيلة تعين عليه فامر بخوفه وحده والا يخشى العبد الخلق. فمتى قصر العبد خوفه على الله وحده؟ وعلم ان الخلق لن يقدر على نفعه وضره الا بمشيئة الله قوي قلبه ثم اذا توكل على الله وقوى اعتماده عليه ازدادت قوت قلبه كما قال تعالى عن خيار الخلق الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل هذا هذا تنبيه على طريقة تحصيل المرء لهذا الخلق العظيم. كيف يحصل هذا الخلق قال وقد دعا القرآن لي ودعا الى كل وسيلة تعين عليه الشجاعة خلق عظيم كيف يكتسبها المرء؟ كيف يحصلها الركن الاساس في هذا الباب ان المرء يعود نفسه ان يجعل خوفه من الله وحده ان يجعل خوفه من الله سبحانه وتعالى والا يخشى الا الله سبحانه وتعالى والا يخشى العبد الخلق فمتى قصر العبد خوفه على الله وعلم ان الخلق لن يقدروا على نفعه ولا ضره الا بمشيئة الله ثم توكل على الله وقوي اعتماده عليه ازدادت قوة قلبه التي هي الشجاعة التي هي الشجاعة. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. يعني اقصروا خوفكم علي خافوا خافوا الله سبحانه وتعالى من خاف الله خافه كل شيء ومن لم يخف الله خاف من كل شيء ومن لم يخف الله خاف من كل شيء ولهذا من اعظم الامور التي تكسب المرء الشجاعة وقوة القلب ان يقصر خوفه على الله سبحانه لان الله هو الذي جل في علاه بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض نعم ثم اذا علم ما يترتب على القوة في الدين والشجاعة من الاجر والثواب ازدادت قوته وتضاعفت شجاعته كما نبه الله على هذه الحالة بقوله ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما الا يرجون؟ نعم هذا ايضا من من الامور التي تقوي هذا الامر ان المسلم يرجو يرجو شيئا عند الله سبحانه على اقدامه وشجاعته التي هي في الحق وعلى طريق الحق وبالمنهج الحق يرجو شيئا عند الله سبحانه وتعالى وان كان يألم مثل غيره لكن يعوضه ويصليه في هذا المقام انه يرجو شيئا على ذلك عند الله عز وجل نعم وكلما تأمل الخلق وعرف احوالهم وصفاتهم وانهم ليس عندهم شيء من نفع ولا من النصرة والدفع وان مدحهم لا يغني عن العبد شيئا. وذمهم لا يضره شيئا. وانهم مع ذلك لا يريدون لك الخير الا لمصالحهم عرف ان تعليق القلب بهم خوفا وهيبة وخشية ورغبة ورغبا ورهبا ضائع بل ضار وانه يتعين على العبد ان يعلق خوفه ورجاءه وطمعه وخشيته بالله وحده الذي عنده كل شيء وهو الذي يريد لك الخير من حيث لا تريده لنفسك ويعلم من مصالحك ما لا تعلم ويوصل اليك منها ما لا تقدر عليه ولا تريده. نعم هذا يؤكد فيه المعنى السابق وهو ان من دواعي الشجاعة وسبل اكتسابها ان تقصر الخوف خوفك على الله ويعينك على ذلك ان تتأمل في حال الخلق مهما كانوا فان اه فانهم ليس عندهم شيء ليس عندهم شيء من النفع او الضر او الدفع لان الامر كله بيد الله سبحانه واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمع على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك. ولهذا هذا الحديث اه ظبطه والعناية بتحقيقه من الامور التي تكسب الشجاعة باذن الله. نعم ومن دواعي الشجاعة ان يعرف العبد ان الجبن مرض وضعف في القلب يترتب عليه التقاعد عن المصالح وتفويت المنافع ويسلط عليه الضعفاء ويتشبه صاحبه خفيرات من النساء نعم ومن فوائد الشجاعة امتثال امر الله وامر رسوله والاتصاف باوصاف اهل البصائر من اولي الالباب ومن فوائد ذلك انه بحسب قوة القلب ينزل الله عليه من المعونة والسكينة ما يكون اكبر وسيلة لادراك المطالب والنجاة من المصاعب والمتاعب ومن فوائده انه يتمكن صاحبه من ارشاد الخلق ونفعهم على اختلاف طبقاتهم بالحكمة والموعظة الحسنة واما الجبان فانه يفوته خير كثير. وتمنعه الهيبة من بركة علمه. وارشاده ونصحه للعبادة نعم يعني قد يكون الشخص مثلا عنده علم غزير محصل لكنه لهذا لضعف هذا الجانب فيه لا يستطيع ان يبين يعني لا يستطيع مثلا ان يقف خطيبا او لا يستطيع ان يقف واعظا او يتكلم في مقام نصحا وتحذيرا لان هذا الخلق ضعيف فيه بينما اذا كان فيه هذا الخلق متحليا به بعيدا عن الجبن فان هذا باذن الله سبحانه وتعالى معونة له على رباطة قلبه وثباته ومن ثم حسن بيانه لما يريد ان يبين لان الجبان حتى وان قام يبين فان جبنه يلعثم حديثه ولا يجعله يبين ما يريد على احسن ما يكون للظعف الذي آآ للذي في قلبه نعم ومنها ان الشجاعة تنجي العبد من كثير من الشدائد وتوجب له السكينة اذا مرت النوائب والمصائب فيقابلها بما يحبه الله من الصبر والثبات واحتساب اجر نعم ولهذا الشجاعة ليست في كل احوالها اقدام يعني الشجاعة في بعض احوالها ثبات ورباطة جائش في المواقف وحسن تصرف وتأمل نظر في المواقف الشديدة الصعبة هذا كله داخل في في هذا الباب باب الشجاعة نعم واما الجبان فانه اذا اعترته هذه الامور ان ماع وذهل عن مصالحه. نعم حتى لا يحسن ان يفكر ولا سنا ان يختار الطريق المناسب او المسلك يعني ربما تخور قواه ويبقى في مكانه ولا يحسن ان يتسرب ومما يضرب به المثل في هذا المقام في اه الدواب يقولون حيرة الظب يصيبه حيرة الظم الظب يعني في يضرب به المثل اذا اغلق عليه الجحر الذي يدخل فيه يحتار ما يدري اين اذهب ويبقى مكانه حتى يؤتى ويؤخذ يصيبه حيران ده غير غير الشجاعة اذا جاءت الامور الا يحسن ان يفكر يتعطل عنده التفكير والنظر ولهذا الشجاعة اكثر من ان تكون فقط اقدام حتى ايظا رباطة قلب في المواقف وحسن تصرف وحسن تدبير ونظر في الامور نعم وتنوعت به الافكار الضارة فعملت معه المصائب والشدائد عملها الاليم وفوتته الخيرات والثواب الجسيم وهذا الخلق الحميد من جملة الاخلاق الفاضلة التي تتولد من هذا الخلق الجامع وهو الصبر يقول هذا الخلق الحميد الذي هو الشجاعة من جملة الاخلاق الفاضلة التي تتولد من هذا الخلق الجامع وهو الصبر الان سينتقل للحديث عن الصبر لكن الصبر كما يصف رحمه الله خلق عظيم تتولد منه اخلاق كثيرة تتولد منه اخلاق كثيرة من ضمن الاخلاق التي تتولد عن الصبر الشجاعة فالشجاع لابد ان يكون متحلي في الصبر لا يمكن ان يصل الى الشجاعة الا بالصبر بدون الصبر ما يمكن ان يصل الى الى الشجاعة. من هنا ان انطلق رحمه الله في الحديث عن الصبر نعم الصبر هو الاساس الاكبر لكل خلق جميل والتنزه من كل خلق رذيل. هذا ننتبه له هذه فائدة حقيقة فائدة ثمينة جدا ننتبه لها يقول الصبر الاساس الاكبر لكل خلق جميل ولهذا الصبر خلق يصحب المسلم في كل اموره ان جئت الى باب الاخلاق كلها لا يمكن ان يأتي المرء شيئا منها او يتحلى به الا ان يكون صبورا اذا لم يكن صاحب صبر ما ما يوصله عدم صبره الى الخلق. فالوصول الى الخلق الوصول الى القمم العالية في الاخلاق يحتاج الصبر في الصعود اليها نعم البلوغ الى القمم العالية الرفيعة في الاخلاق يحتاج الى صبر في الصعود لا اليها والوصول اليها اذا ما كان عنده صبر انقطع في اول الطريق وقالت نفسه له هذه طريق صعبة لا تستطيع اليها. فجلس في الاخلاق الرديئة وبقي فيها فالخلق يحتاج الى مران والمران يحتاج الى صبر فاذا لم يكن عنده صبر ما يمكن ان يصل الى الاخلاق الفاضلة وان جئت الى باب العبادة صلاة وصيام وغير ذلك من الطاعات. اذا لم يكن عنده صبر اذا لم يكن عنده صبر هل ينهض وينشط العبادة تحتاج الى صبر ايضا كف النفس عن المعاصي وعن الاخلاق الدميمة يحتاج الى صبر اذا كان ما عنده صبر ما يمكن ان يمنع نفسه من خلق ذميم او من اعمال مشينة ومحرمة ولهذا الصبر مثل ما قال الشيخ الاساس الاكبر لكل خلق جميل والتنزه من كل خلق رهين في مقام التحلي بالاخلاق الفاضلة تحتاج الى صبر وفي مقام التخلي عن الاخلاق الرذيلة ايضا يحتاج المرء الى الصبر نعم وهو حبس النفس على ما تكره وعلى خلاف مرادها طلبا لرضا الله وثوابه. هذا تعريف الصبر الصبر حبس النفس ومنعها حبس النفس ومنعها طلبا للرضا الله سبحانه وتعالى ويدخل فيه ويدخل فيه الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى اقدار الله المؤلمة. فلا تتم هذه الامور الثلاثة التي تجمع الدين ان كل الا بالصبر. الصبر يدخل في هذه الابواب الثلاثة كلها. الطاعات ويدخل في الطاعات الاخلاق الفاضلات الكريمة فالطاعات كلها وايظا الاخلاق الكريمة لا يمكن ان يوصل اليها الا بالصبر. يصبر نفسه وآآ مثل ما قال عليه عليه الصلاة والسلام آآ انما العلم بالتعلم وان وانما العلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى آآ الشر يوقى والذي يتصبر يصبره الله سبحانه وتعالى يحتاج العبد في الطاعات كلها الى الصبر والمعاصي ايضا تحتاج الى صبر والاخلاق السيئة ايضا تحتاج الى صبر حتى يكف النفس ويمنعها عن هذا فاذا لم يكن متحليا بالصبر ما يستطيع ان يمنع نفسه عن المعصية او يكفها عن خلق ردين ولهذا من لا صبر عنده لا يستطيع قياما بطاعة ومن لا صبر عنده لا يستطيع مقاومة لمعصية فبغير بدون الصبر لا يستطيع القيام ولا المقاومة لا يستطيع القيام ولا المقاومة لا يستطيع القيام الخير والطاعات والفضائل ولا ايظا مقاومة المعاصي والذنوب والاعمال السيئة نعم واقدار الله المؤلمة ايضا تحتاج الى صبر تحتاج الى صبر ولهذا قال الله ولا ولا نبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين نعم الطاعات خصوصا الطاعات الشاقة كالجهاد في سبيل الله والعبادات المستمرة كطلب العلم والمداومة على الاقوال النافعة والافعال النافعة لا تتم الا بالصبر عليها وتبريد النفس على الاستمرار عليها وملازمتها ومرابطتها واذا ضعف الصبر ضعفت هذه الافعال ورب ومن قطعت نعم هذا محك يبين للمرء مدى اتصال فبالصبر هذا محك جميل يعني بين اشار اليه الشيخ يبين مدى اتصاف الشخص بالصبر يعني مثلا طلب العلم لو كانت محاضرة تلقى في يوم واحد ويسمعها ويتفرغ لها هذا ليس محكا للصبر لكن لو فتح احد العلماء كتابا يحتاج الى سنة كاملة حتى يختم الكتاب تجد اول ما يفتح الكتاب يحضر العشرات وقل المئات لكن اذا وصلت الى خاتمة الكتاب تجد الذين صبروا معه الى الخاتمة قلة تجد الذين صبروا معه الى خاتمة الكتاب قلة فهذا محك يقول الشيخ رحمه الله الا الامور التي اه اه تحتاج الى استمرار ومداومة الامور تحتاج الى استمرار ومداومة ولهذا اذا ما عنده صبر ينقطع في اول الطريق هنا اروي لكم قصة طريفة مفيدة آآ سمعتها مباشرة من آآ الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه كنا مرة في آآ ضيافة اعدها شخص للشيخ رحمة الله عليه وجعل في الظيافة فاكهة كثيرة منوعة فالشيخ اخد ينظر للفاكهة واراهن وهو ينظر اليها ثم التفت الينا وقال اول مرة في حياتي ارى التفاح اول مرة في حياتي ارى التفاح آآ كنت بدأت مع مجموعة من الطلاب مع الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي صاحب هذا الكتاب نقرأ كتاب القواعد لابن رجب يقول والكتاب ثقيل مادته قوية يقول فكنا مجموعة مع الشيخ يقول فبدأ العدد يقل حتى لم يبقى معه الى ان اكمل كتاب الا انا وحدي يقول ما بقي الا انا واكملت معه الكتاب حتى خاتمته حتى ختمت عليه الكتاب تقول لقيني بعدها الشيخ واخرج لي من جيبه تفاحة وكانت اول مرة في حياتي ارى التفاح ما سبق ان رأيته قلت هذا ما هو؟ قال هذا تفاح قلت كيف نصنع به قال هذا يوكل قلت نطبخه قال لا ما يطبخ هذا يوكل مباشرة يقطع ويؤكل. يقول فاخذت التفاحة الى البيت ودعوت الاهل فوجئت بصحن وسكين وجمعتهم حولي واخذت اقطع هذه التفاحة واعطي كل قطعة منها وكلهم اول مرة يرون التفاح. شاهد القول من هذه القصة الصبر على الطلاق وهذا يحصل كثير جدا اما الدورات العلمية يوم يومين ثلاثة هذي يصبر عليها كثير يصبر عليها كثير لكن الشيء الذي فيه استمرار وطول نفس يحتاج الى سنة يحتاج الى سنتين تجد اه كثير يصبر شهر يصبر شهرين يصبر ثلاثة ثم نفس تمل وتسأم ثم ينقطع ويتعلل بامور واشياء وينقطع الذي يظهر فيه هذا الخلق ومكانته في في الشخص الاشياء التي تحتاج الى مداومة قال كطلب العلم والمداومة على الاقوال النافعة والافعال النافعة هذي كلها لا لا تتم الا بالصبر وتمرين النفس عليه قول الشيخ تمرين النفس عليه هذا مهم في هذا الباب يعني قد يكون الشخص ضعف نعم صبره ضعيف. قد يكون صبره ضعيف لكن نفسه تتمرن ان مرنها. ان استسلم من اول الطريق تعطل عن مصالحه لكن ان مرن نفسه وصبرها من يتصبر يصبره الله ولهذا يحتاج في هذا المقام الى التصبر وصحبة الصابرين لانهم يعينونه ويشدون من عضده على على الصبر نعم قال وكذلك كف النفس عن المعاصي وخصوصا المعاصي التي في النفس داع قوي اليها. لا يتم الترك الا بالصبر والمصادرة على مخالفة الهوى وتحمل مرارته. نعم الصبر في باب المعاصي يحتاج اليه حاجة شديدة جدا ومن لم ومن لا صبر عنده لا يستطيع ان يقاوم المعاصي لا نستطيع ان يقاومها لكن بالصبر باذن الله يقاومها مهما قوي الداعي لان الشيخ نبه على هذه المسألة قال المعاصي التي هناك داعي قوي اليها مهما قوي الداعي اذا كان الصبر قويا يدفع الداعي وان قوي لكن اذا ضعف الصبر وقوي الداعي هذا موطن الهلاك هذا موطن الهلاك ولهذا الصبر خلق يحتاج اليه المسلم في المقامات كلها مقام الطاعة ومقام تجنب المعصية ومقام ايضا الاقدار المؤلمة وقصة يوسف عليه السلام تجلت فيها مقامات الصبر كلها بانواعها في جميع مجالاته ولهذا في خاتمة القصة لما عرفه اخوته قالوا ائنك لانت يوسف؟ قال انا يوسف وهذا اخي انه نعم من يتق ويصبر انه من يتق ويصبر فهو صبر انواع الصبر كلها اجتمعت في قصته ولهذا من اراد ان يقف على الصبر في في جميع صوره وجميع انواعه يقرأ هذه القصة العظيمة نعم وكذلك المصائب حين تنزل بالعبد ويريد ان يقابلها بالرضا والشكر والحمد لله على ذلك. لا يتم وذلك الا بالصبر واحتساب الاجر. ومتى مرن العبد نفسه على الصبر ووطنها على تحمل المشاق والمصاعب وجد واجتهد في تكبير ذلك صار عاقبته الفلاح والنجاح وقل من جد في امر تطلبه واستصحب ابى الصبر الا فاز بالظفر. نعم آآ هذا الباب باب المصائب المؤلمة التي تصيب العبد يحتاج فيها الى ان يتحلى الصبر يتحلى بالصبر والصبر اذا تلقى به المرء المصاب وقوي عنده ربما ارتقى به الى الرضا والشكر ومقامهما اعلى في في في المصاب الحاصل ان المصائب المؤلمة تحتاج الى صبر ومن يؤمن بالله يهدي قلبه المؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم يقول الشيخ متى مرن العبد نفسه على الصبر ووطنها على تحمل المشاق والمصائب وجد واجتهد في تكميل ذلك صار عاقبته الى الفلاح يعني لا يقول الانسان عن نفسه والله انا اعرف نفسي ما اصبر. هذي يقولها كثير من الناس يقارب نفسي ما عندي صبر ولا اصبر هذا طبعي يقول ما استطيع هذا طبعي لا لا يستسلم بيمرن نفسه يمرن نفسه ويدعو ربه اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا الا انت. فيتحرى الخير ويسأل ربه ويأتي الله سبحانه وتعالى الخير لكن لا يستسلم لا يقول انا ما عندي صبر ولا عندي قدرة على الصبر لا يمرن النفس ويدربها وايضا يدعو الله سبحانه وتعالى ومن اه انفع ما يكون في هذا المقام من انفع ما يكون في هذا المقام انه اذا جاء مقام من المقامات التي تحتاج صبر قل لنفسك في ذلك المقام هذه فرصة التدرب على الصبر ضع نفسك في ذلك المقام مقام المتدرب والمتمرن على الصبر. قل الان هذا موقف موقف صبر مرن نفسك وخذ من الصبر اعلم اعلى درجة فيدخل في مران للنفس لا يستسلم ولا ينهزم ولا يفشل بل يدخل في مران مع نفسه ويدعو الله سبحانه وتعالى والله سبحانه يأتي جل وعلا بالخير ثم ختم بهذا البيت جعله هكذا مع الكلام هذا ايضا من تقصير المعتني عفا الله عنه. والا هذا بيت الاصل ان يكون يعني يكتب اه آآ مفصولا بين شطريه في سطر واحد ويروى اه ينسب الى علي بن ابي طالب ينسب الى علي بن ابي طالب يقول اني رأيت وفي الايام تجربة وفي الايام تجربة للصبر عاقبة محمودة الاثر ثم قال بعده وقل من جد في امر تطلبه واستصحب الصبر الا فاز بالظفر فالصبر ظفر واي امر من الامور ومصالح العبد اذا استصحب معه فيها الصبر يظفر باذن الله سبحانه الصبر معه الظفر باذن الله. نعم وقد امر الله بالصبر واثنى على الصابرين واخبر ان لهم المنازل العالية والكرامات الغالية في ايات كثيرة من القرآن. واخبر انهم يوفون اجرهم بغير حساب نعم كما قال الله انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. نعم وحسبك من خلق يسهل على العبد مشقة الطاعات ويهون عليه ترك ما تهواه النفوس من المخالفات ويسليه عن المصيبات ويمد الاخلاق الجميلة كلها. ويكون لها كالاساس للبنيان. هذه جملة بالذهب جميلة للغاية وخلاصة بديعة يعني الرجل اوتي حسن البيان رحمة الله عليه هذا كلام عظيم جدا يقول حسبك من خلق يعني يقصد الصبر. حسبك من خلق يسهل على العبد مشقة الطاعات ويهون عليه ترك ما تهواه النفوس من المخالفات ويصليه عن المصيبات ويمد الاخلاق الجميلة كلها لانه اساس للاخلاق الجميلة كما تقدم ويكون لها كالاساس للبنيان. هذي خلاصة عظيمة جدا تختصر لك جملا طويلة نعم ومتى علم العبد ما في الطاعات من الخيرات العاجلة والاجلة وما في المعاصي من الاضرار العاجلة والاجلة وما في الصبر على المصائب من الثواب الجزيل والاجر الجميل. سهل الصبر على النفس وربما اتت به منقادة مستحلية لثمراته واذا كان اهل الدنيا يهون عليهم الصبر على المشقات العظيمة لتحصيل حطامها. فكيف لا يهون على المؤمن الموفق الصبر على ما يحبه الله لحصول ثمراته ومتى صبر العبد لله مخلصا في صبره كان الله معه فان الله مع الصابرين بالعون توفيق والتأييد والتسديد هذه الخاتمة يعني يجيب فيها اه الشيخ على مسألة وهي اذا اه اذا عرفت فظل الصبر اذا عرفت فضل الصبر ومكانته كيف اتحلى به؟ ما الذي يعينني على التحلي به قال الشيخ رحمه الله انظر اولا في الطاعات وما يترتب عليها من الخيرات العاجلة والاجلة وانظر ايضا في المعاصي وما يترتب عليها من الاضرار العاجلة والاجلة وانظر ايضا ما في آآ اه الاحتساب عند المصيبة من الثواب والاجر الجزيل تجد ان هذه الامور الثلاثة ما يمكن ان تصل اليها الا بماذا ما يمكن ان تصل اليها الا بالصبر هذه الطاعات وما فيها من ثواب والنجاة من المعاصي وما يترتب عليها من العقاب والفوز ايضا مقامات الصبر على المصائب لا يمكن ان يوصل الى الى الى ذلك الا بالصبر فهذا يسهل على العبد تصدير النفس واطرح على الصبر وان تأتي المنقادة مستحلية بثمراته واسير هنا الى ان الشيخ رحمه الله تعالى له رسالة عن الخلق الحسن اه طبعت مفردة وهي موجودة ضمن آآ ظمن اظن فتاواه الفتاوى السعدية اظنها ظمنها اه او او ضمن كتاب الرياظ الناظرة المهم انها افردت اه في رسالة صغيرة عن الخلق الحسن تميزت هذه الرسالة ما الذي يعينك على التحلي بالاخلاق حقيقة جاء الشيخ فيها بكلام بديع جدا لان لانه شوق فيها اولا للاخلاق الحسنة ثم ثم طرح سؤال ما الذي يعينني على ذلك ذكر كلام ربما مات ما تكاد تجده محررا مجموعة مثل ما هو في تلك الرسالة فاوصي بها واذكر انني عقدت مجلس او مجالس في التعليق على تلك الرسالة فهي نافعة جدا في اه في هذا الباب نسأل الله ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يهدينا الى صراطه المستقيم. وان يهدينا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسننا الا هو. وان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئة الا هو انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل جزاكم الله خيرا