بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى العلم قد امر الله بتعلم جميع العلوم النافعة لاسيما علم ما انزل الله على رسوله من الكتاب والحكمة الذي يجمع كل علم نافع وامر بسؤال اهل العلم لمن لم يعلم واخبر برفعتهم في الدنيا والاخرة وانهم سادات الخلق في دنياهم واخراهم وائمتهم الذين بهم يقتدون وعلى اثارهم يهتدون وعلى طريقتهم يسلكون فالعلم يقصر التعبير عن كنه فضله وعلو مرتبته ويكفي في هذا ان جميع الاقوال والافعال والايرادات متوقفة في صحتها وفسادها وكمالها نقصها وفي جميع صفاتها على العلم ما حكم به العلم من ذلك فهو كما قال وان العلم نور للصدور. وحياة للقلوب به يعرف الله وبه يعبد. وبه يعرف الحلال من الحرام. والطيب من الخبيث وبه يميز بين الابرار والفجار واهل الجنة واهل النار بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد ذكر رحمه الله تعالى هنا العلم في جملة الاخلاق العظيمة التي تدعو اليها هذه الشريعة وكما لا يخفى الخلق كله لا سبيل الى تحقيقه الا بالعلم ولا سبيل الى معرفته الا بالعلم فبالعلم يميز المرء بين الخبيث والطيب الحسن والسيء الصالح والطالح الحق والضلال لا يمكن ان يميز بين هذه الاشياء الا بالعلم ولهذا فان العلم نور لصاحبه وضياء وجه عده في الاخلاق الاسلامية لانه اساسها لانه اساس الاخلاق ومنبعها فلا يهتدى الى الاخلاق الا به ولا تعرف الا به ولا يعرف فضلها وعظيم شرفها الا به ولا تعرف اثارها وعوائدها ومنافعها الا به فالعلم هاد لصاحبه الى كل فضيلة ان وفقه الله سبحانه وتعالى للاهتداء بالعلم ووفق لان يكون العلم الذي يتعلم من العلم النافع الذي يهتدي به صاحبه الى كل فضيلة وخير ورفعة في الدنيا والاخرة وقد ذكر الشيخ رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى امر عباده بالعلم وحثهم عليه ورغبهم فيه وميز اهل العلم عن غيرهم وانهم لا يستوون مع غيرهم بل رفعهم عن غيرهم درجات واعلى منازلهم بما اتاهم الله سبحانه وتعالى من العلم والفهم والبصيرة لدين الله سبحانه وتعالى وامر بسؤال فسروا اهل الذكر وان الرجوع انما يكون الى اهل العلم واذا جاءهم امر من امر من الامن والخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه من اولي الامر هنا العلماء الذين آآ بصرهم الله بدينه ورزقهم سبحانه وتعالى الفقه في في دينه فامر سبحانه وتعالى بالرجوع اليهم سؤالهم واخبر برفعتهم في الدنيا والاخرة يرفع الله الذين امنوا منكم والذين قوتوا العلم درجات قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وانهم سادات الخلق في دنياهم واخراهم وائمتهم الذي الذين بهم يقتدون على اثارهم يهتدون على طريقهم يسلكون قال فالعلم يقصر التعبير عن كونه فظله لا لعظيم فضله ورفيع مكانته وقد جاءت فضائل العلم فئات كثيرة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يقول رحمه الله يكفي بهذا ان جميع الاقوال والافعال والايرادات متوقفة في صحتها وفسادها وكمالها ونقصها وفي جميع صفاتها على العلم لان الاقوال لا تكون مقبولة مشكورة من القائل الا اذا كانت مستندة على العلم وقائمة عليه افعال العبد لا تكون مقبولة مشكورة الا اذا كانت مستندة على العلم وقائمة عليه ايرادات المرء ونياته كل ذلك لا لا يكون نافعا الا اذا كان مستندا الى العلم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه وامر النبي الذي هو دينه وشرعه وسنته لا سبيل الى معرفته الا بالعلم والتعلم والتفقه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقه في الدين قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا التمسوا فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة ذكر رحمه الله ان العلم نور للصدور وحياة للقلوب وبه يعرف الله وبه يعبد وبه يعرف الحلال والحرام والطيب من الخبيث وبه يميز الابرار من غيرهم فهذا كله لا يمكن ان يميز الا الا بالعلم. فالعلم نور يهدي صاحبه الى كل خير وفضيلة ويقيه باذن الله من كل شر ورذيلة ان كان عمل بعلمه؟ نعم قال رحمه الله والعلم يقوم معوج من الصفات ويكمل ما نقص من الكمالات ويسد الخلل ويصلح العمل وبه صلاح الدين والدنيا وبضده فسادا ذلك ونقصه. نعم يعني هذا ايضا من ما يظهر مكانة العلم ومنزلته العلية ان العلم يقوم معوج من الصفات وهذا امر يلمسه الانسان في نفسه وفي غيره السلوكيات الخاطئة تصح عند صاحبها اذا علم وفهم او فهم وتعلم العلم وعرف ان هذا السلوك الذي هو عليه خطأ فيتركه لما حصله من العلم ولهذا دائما تتغير سلوكيات في الناس بما يهدون اليه وييسر لهم من العلم فالعلم كما ذكر رحمه الله يقوم معوجا من الصفات يعني السيئة ويكمل ما نقص من الكمالات اذا كان عند الانسان نقص بابواب الخير فالعلم يكمله ويزيد من حظه ونصيبه ونصيبه فيها وايضا يسد الخلل ويصلح العمل وبه صلاح الدين والدنيا فهذا كله مما يبين مكانة العلم العلية الرفيعة نعم العلم ميراث الرسول والعلماء ورثة الانبياء. فان الانبياء لم يورثوا الا العلم. فمن اخذ به اخذ بحظ وافر ولولا العلم لكان الناس كالبهائم والحاجة الى العلم اعظم من الحاجة الى الطعام والشراب. قال العلم ميراث الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا ذكره نبينا عليه الصلاة والسلام في حديث جامع في فضل العلم حديث ابي الدرداء ذكر فيه جملة من الفضائل ختمها بقوله وان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر من فضائل العلم الشرعي انه ميراث النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا من لطيف ما يذكر ان آآ ان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه كان جالسا في المسجد واناس يتدارسون القرآن فدخل رجل وسأل ابن مسعود قال ما يصنع هؤلاء قال ما يصنع هؤلاء قال ابن مسعود رضي الله عنه يتقاسمون ميراث النبي عليه الصلاة والسلام قال يتقاسمون ميراث النبي صلى الله عليه وسلم وقصة ابي هريرة ايضا في هذا الباب معروفة عندما جاء الى السوق وقال تبيعون وتشترون هنا وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد ما تأخذون نصيبكم منه فهرعوا الى المسجد ظنوا ان مالا يقسم في المسجد فهرعوا الى المسجد ثم رجعوا اليه وهو ينتظرهم قالوا ما وجدنا ميراثا يقسم قال ما وجدتم آآ في المسجد آآ من يعلم دين الله سبحانه وتعالى؟ قالوا بلى قال هذا ميراث هذا ميراث النبي صلى الله عليه وسلم فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم. فمن اخذه اي العلم اخذ مما من ميراث النبوة. بحظ وافر ويقول رحمه الله ولولا العلم لكان الناس كالبهائم. وهذه كلمة مأثورة عن احد السلف لولا العلم لكان الناس مثل البهائم لماذا؟ لان العلم هو الذي يعرف المرء بالهدى من الخير الحق من الباطل الصلاح من الفساد كل هذه لا يمكن ان يميز بينها الا بالعلم لا يمكن ان يميز بينها الا بالعلم قال رحمه الله الحاجة الى العلم اعظم من الحاجة الى الطعام والشراب وهذا المعنى ينقل عن الامام احمد رحمه الله وعن بعض السلف لان العلم غذاء الارواح والطعام والشراب غذاء الابدان واذا حبس الطعام والشراب على الانسان مات بدنه لكن اذا حبس عنه العلم مات قلبه والقلب لا يحيى الا بالعلم او من كان ميتا فاحييناه يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فالحياة الحقيقية انما تكون بالعلم الشرعي المتلقى من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام نعم قال والعلم النافع هي العلوم الشرعية نعم كذا في الاصل لكن لعله والعلوم النافعة هي العلوم الشرعية وما وما اعان عليها من علوم العربية بانواعها ومن العلوم الشرعية تعلم الفنون المعينة على الدين وعلى قوة المسلمين وعلى الاستعداد للاعداء للمقاومة والمدافعة. فانها داخلة في الجهاد في سبيل الله فكل امر امر به الشارع وهو يتوقف على امور كانت مأمورا بها. والله اعلم. قال رحمه الله والعلوم النافعة هي العلوم اه الشرعية العلوم الشرعية المقصد بالعلوم الشرعية اي علم الكتاب والسنة قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو العلم آآ النافع ويدخل في ذلك ما اعان عليه ما عان عليه من علوم العربية بانواعها وهذي تسمى علوم الالة وهي علوم مساندة وعلوم معينة ولهذا فان من حصلها لتكون عونا له في فقه الكتاب والسنة دخلت في في صالح عمله ومن حصلها لتكون هي غايته ليس مقصده منها ان تعينه على العلوم الشرعية لا تدخل في لصالح عمله تدخل في صالح عملي اذا صلحت النية في تعلم هذه العلوم. فهذه العلوم علوم مساندة. علوم اه معينة للعبد على اه اه الفقه وحسن الفهم لكلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واذا كانت العلوم المساندة لفهم الدين تدخل في هذا الباب باب الثواب على تعلم العلم فان العلوم المساندة للدين نفسه العلوم المساندة للدين نفسه التي ينصر بها دين الله كما قال الله سبحانه وتعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم فهذا العلم علم يا ينصر به دين الله ولهذا فان من تعلمه لهذا الغرض فانه يثاب على ذلك فانه يثاب على ذلك ان يكون تعلمه لهذا العلم لنصرة دين الله سبحانه وتعالى ويحذر في هذا المقام من الاعمال التي يزعم اهلها انها نصرة لدين الله وانها من الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى وهي انما اه وهي انما هي في الحقيقة ظرر على اصحابها وعلى المسلمين ولهذا بالتجربة في في تاريخ الامة على طوله وامتداده فان الخوارج في اعمالهم الجهادية التي يسمونها جهادا ونصرة لدين الله سبحانه وتعالى لم يكن بها نصرة للدين ولا للمسلمين بل كما قال شيخ الاسلام رحمه الله ما اقاموا دينا ولا ابقوا دنيا يفسدون على الناس دنياهم ولا يقيمون دين الله لان طريقتهم طريقة مجانبة للشرع مباينة لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان ويسمون هذا جهادا في سبيل الله نعم قال رحمه الله تعالى التوسط في كل الامور والاعتدال والاقتصاد هذا الخلق الجليل قد دل عليه القرآن في ايات كثيرة عامة وخاصة فمن العامة الامر بالعدل والقسط في عدة ايات والاخبار بان هذه الامة وسط وذلك في كل امورها وهم وسط في الايمان بالانبياء والقيام حقوقهم بين من غلوا فيهم حتى جعلوا لهم او لبعضهم من حقوق الله الخاصة ما جعلوه من الغلو فيهم والعبادة لهم وبين من جفوهم فكفروا ببعضهم او لم يقوموا بحقهم وهذه الامة ولله الحمد امنت بكل رسول ارسله الله واعترفت بجميع ما فضلهم الله به وخص به من المزايا والخصائص التي جعلتهم ارفع الخلق في كل صفة كمال ولم يغلو فيهم. هذا من ان الاخلاق العظيمة والاداب الكريمة التوسط في كل الامور والاعتدال والاقتصاد التوسط اي بين الغلو والجفاء بين الافراط والتفريط قال الله سبحانه وتعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا التوسط هو ان يكون الانسان بين في قوام بين آآ بين الغلو والجفاء بين الافراط والتفريط وما من امر من امور دين الله سبحانه وتعالى العقائد والعبادات والاخلاق الا والناس فيه على ثلاث مراتب غلاة وجفاة ووسط وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها والوسطية الحقة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع شرعه ولهذا ليست الوسطية اراء تخترع او افكار تنسى الوسطية اتباع للنبي عليه الصلاة والسلام وحظ المرء من الوسطية بحسب حظه من اتباع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لانه امام الهدى وقدوة عباد الله والاسوة لهم في كل شيء لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ولهذا احيانا بعض الناس يسلك منهجا مخالفا للسنة ويزعم انه التوسط ويزعم انه التوسط وهيهات ان يكون التوسط بمفارقة السنة ومجانبة الهدي الذي كان عليه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فالوسط هو الاتباع الوسط والوسطية هو الاتباع للرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الايات التي فيها الامر بالعدل والقسط مثل ان الله يأمر بالعدل ومثل واقسط ان الله يحب المقصدين هذه كلها فيها امر بالوسطية. لان القسط العدل والقصد ايضا واقصد القصد هذه كلها تعني الوسطية تعني الوسطية المجانبة آآ الغلو والجفاء والافراط والتفريط ثم ذكر امثلة على وسطية الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام فمن الامثلة في وسطيتهم وكونهم وسط فالايمان بالانبياء بين غلو من غلا وجفاء من جفى فمثلا النصارى غلوا في عيسى فجعلوه الها او ابنا للاله واليهود جفوا فيه وقالوا فيهم من اقبح ما يقال وامة الاسلام وسط وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه هذه هي الوسطية بين غلو النصارى وجفاء اليهود كذلك جعلناكم امة وسطا فلما يغلو في الانبياء فيجعل لهم من الحقوق والخصائص ما ليس الا لله ولم يجفوا في حقهم مثل جفاء اليهود ومن الجفاف حق الانبياء تكفير تكفير الانبياء وقتل الانبياء هذا كله من اه من صور الجفاء او الاساءة اليهم اضافة اضافة الاوصاف الذميمة السيئة اليه ماذا كله من الجفاء قال هذه الامة ولله الحمد امنت بكل رسول ارسله الله واعترفت بجميع ما فضلهم الله به وخصهم به من المزايا والخصائص التي جعلتهم ارفع الخلق في كل صفة كمال ولم يغلو فيهم ولم يجفوا ايضا فيهم وانما كانوا في اه الانبياء وسطا عدولا نعم قال وهم وسط بين من حرم الطيبات من الرهبان المتعبدة والمشركين الذين حرموا ما لم يأذن به الله اتباعا لخطوات الشيطان وبين من استحل المحرمات والخبائث بل اتبعوا النبي الامي الذي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث هذا مثال اخر في الوسطية وسطية الامة انهم وسط بين من حرم الطيبات وبين من استحل المحرمات هذا موجود وهذا موجود هناك من حرم الطيبات التي احلها الله سبحانه وتعالى آآ لعباده قل من حرم زينة الله التي اخرج العبادة والطيبات من الرزق فمن الناس من حرم هذه الطيبات او حرم شيء منها وضد هؤلاء وعلى خط النقيض لهؤلاء من يستحل المحرمات ما يستحل المحرمات والخبائث فاهل الحق وامة محمد عليه الصلاة والسلام وسط بين هؤلاء وهؤلاء قال بل اتبعوا النبي الامي صلوات الله وسلامه عليه كما قال الله سبحانه وتعالى الذين يتبعون النبي الامي الذي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث فاتبعوه عليه الصلاة والسلام فيما احل لهم من الطيبات فالحلال ما احله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واتبعوه فيما حرمه من الخبائث والحرام ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولهذا جاء في الحديث عليه الصلاة والسلام انه قال ان الحلال بين. وان الحرام بين الحلال ما احله الله ورسوله بين في القرآن وفي السنة والحرام بين ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. هناك اشياء قد تشتبه لا يتبين المرء لقصور علمه وقلة بصيرته اهي من الحلال ام من الحرام قال وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ما قال لا يعلمهن كل الناس اي ان العلماء يعلمونها اهل الفقه والبصيرة في دين الله لا لا يعلمهن كثير من الناس ما الطريقة مع هذه؟ قال فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه اي فيما بينه وبين الله وعرظه اي فيما بينه وبين آآ الناس نعم قال رحمه الله وقد امر الله بالتوسط والاعتدال في النفقات في قوله ولا تبذر تبذيرا ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا واثنى على المتوسطين فقال والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وهذا يشمل النفقة عن النفقة على النفس والاهل والعيال والمماليك من الادميين والبهائم في جميع وجوه الانفاق فان هذه الحال فيها اعتدال خلق الانسان وكمال حكمته. حيث قام بالواجبات وبما فينبغي وترك ما لا ينبغي نعم آآ اه هذا ايضا مثال في التوسط التوسط في النفقة التوسط في النفقة نفقة الانسان على نفسه على اهله على ولده فهذه النفقة امر العباد ان يتوسطوا فيها بين التبذير والتقدير ان يكون وسط بين التبذير والتقدير وان يكونوا قواما بين ذلك والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما يعني وسطا القوام هو الوسط امر الله سبحانه وتعالى التوسط في النفقة ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك يعني تقتيرا وتضييقا على نفسك واهلك وولدك ولا تبسطها كل البسط فتضيع ما لك وتضيع ايضا من تعول بالاسراف والتبذير فتقعد ملوما محصورة تندم فيما بعد على هذا الاسراف والتظييع للمال لان الانسان احيانا يصبح بيده وفرة يسيرة في المال فلا يحسن التصرف فيبدر ثم يأتي عليهم يوم يندم ويتحسر كيف انه اخذ يبذر ذلك المال يا يضيعه الحاصل ان النفقة يكون المرء فيها وسطا وهذا فيه فوائد يشير اليها الان او سيشير اليها الشيخ رحمه الله نعم قال ومن فوائد ذلك ايضا ان في الاعتدال سر بركة وما عال من اقتصد وانه يمنع العبد الندم فان المسرف في الانفاق اذا املق واحتاج لعبت به الحسرات وجعل يقول بلسان مقاله او لسان حاله يا ليتني لم افعل ذلك واما المقتصد فانه لا يندم العاقل على على نفقة وضعها في محلها وقام بها واجبا من الواجبات او سد بها حاجة من الحاجات فان المال لا يقصد الا لمثل هذه الحالة وايضا فان المسرف في النفقات لا بد ان يكون مترفا معتادا امورا اذا عجز عنها شق عليه الامر مشقة كبيرة وكبر عليه الصبر وثقل عليه حمله بخلاف معتدل فانه سالم من هذه الحالة وايضا فان الاعتدال في النفقة احد قسمي الرشد فالرشد الذي هو معرفة تدبير الدنيا ان يعرف الطرق التي يحصلها فيها في سلك النافع منها ثم اذا حصلت عرف كيف يصرفها ويبذلها. وعلم التدبير من العلوم النافعة دينا ودنيا وشرعا وعقلا نعم هنا يذكر فائدة التوسط في النفقة وما يترتب على ذلك من المنافع العظيمة ان الاعتدال في النفق الذي هو التوسط فيه بركة للعبد في بركة للعبد في ماله من اسباب البركة في في المال ان يعتدل الانسان في نفقته ولا شك ان التزام امر الله عز وجل والتقيد به بركة على الانسان في حياته فالتقتيل لا بركة فيه والاسراف لا بركة فيه والتوسط في النفقة الذي هو الاعتدال هو الذي فيه البركة هو الذي فيه البركة لان الله عز وجل انما يدعو عبادة الى ما فيه البركة والخير والفائدة والنفع لهم قال رحمه الله وما عال من اقتصد وما على من اقتصد عالة من العيلة التي هي الفقر العيلة التي هي الفقر فما يفتقر من يقتصد لان لان الاقتصاد كما تقدم بركة على الانسان بركة على الانسان اه حسن تدبير المال وحفاظ عليه وسياسة في انفاقه فلا يقتل ويضيق على نفسه وعلى اهله وولده ومن ومن يعول ولا ايظا يسرف ويبذر في المال ويضيع المال من فوائده ايضا انه يمنع العبد الندم يمنع العبد من ندم لانه لو اسرف وضاع المال ندم ولا ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا يعني يندم فان المسرف في الانفاق اذا املق واحتاج لعبت به الحسرات يعني اشتد به الندم اذا اذا اسرف ثم احتاج للمال يندم ويبدأ يتذكر يقول كان عندي انا المبلغ الفلاني وعندي المال الفلاني وعندي ولكنني بذرت وظيعت وتلعب به الحسرات والتندم على ما حصل وجعل يقول بلسان مقالة او لسان حاله يا ليتني لم افعل ذلك يا ليتني لم افعل ذلك لكن الندم ما ما يفيد المرء اما المقتصد فانه لا يندم لا يندم العاقل على نفقة وضعها في محلها واقام بها واجبا من الواجبات او سد بها حاجة من الحاجات فان المال لا يقصد الا لمثل هذه الحالات فهو لا يندم اذا كان انفق باعتداله في الوجوه الصحيحة قالوا ايظا فان المسرف في النفقات لابد ان يكون مترفا تعودت حياته على الترف واعتاد على ذلك فاذا عجز وذهب المال الذي كان في يده وضيع بهذا الاسراف يشق عليه الامر مشقة عظيمة لان جسمه تعود على الترف واخذ على الترف فيشق عليه الامر مشقة كبيرة ويثقل عليه الصبر بخلاف المعتدل فانه سالم من ذلك كله يقول ايضا الاعتدال في النفقة احد قسمي الرشد فالرشد الذي هو معرفة تدبير الدنيا هذا هذا القسم الذي يعنيه السير الرشد الذي يتعلق بتدبير الدين ومعرفة الدين هذا القسم الاول فالرشد آآ يراد به الرشد في امور الدين دراية بها ومعرفة وفقها ويراد به الرشد في تدبير امور الدنيا والحفاظ على المال مثل ما جاء في الاية الاية الكريمة وابتلوا اليتامى حتى وابتلوا اليتامى آآ نعم فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم. فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم. يعني اه رشدا في المال وعدم تضييع المال حسن تدبير للمال ومحافظة على المال ان انستم منهم ذلك فادفعوا اليهم اه اموالهم نعم وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم هذا هو المراد بالرشد؟ قال الرشد الذي هو معرفة تدبير الدنيا تدبير الدنيا ان يعرف الطرق التي يحصل فيها فيسلك النافع منها ثم اذا حصلت عرف كيف يصرفها ويبذلها وعلم التدبير من العلوم النافعة ويسمى ايضا الان علم الاقتصاد يعني في تدبير المعيشة نعم قال رحمه الله الاحسان والعفو كم في كتاب الله من الحث على الاحسان الى الخلق وان الله يحب المحسنين ويجزيهم الحسنى على احسانهم ويامر بالعفو والصفح عن الزلات والاساءات وان ذلك من اعظم الحسنات فالاحسان هو بذل المعروف القولي والفعلي والمالي الى الخلق فاعظم الاحسان تعليم الجاهلين وارشاد الضالين والنصيحة لجميع العالمين ومن الاحسان اعانة المحتاجين واغاثة الملهوفين وازالة ضرر المضطرين ومساعدة ذوي الحوائج على حوائجهم وبذل الجاهي والشفاعة للناس في الامور التي تنفعهم ومن الاحسان المالي جميع الصدقات المالية سواء كانت على المحتاجين او على المشاريع الدينية العامة ومن الاحسان الهدايا والهبات للاغنياء والفقراء خصوصا للاقارب والجيران. ومن لهم حق على انسان من صاحب ومعامل وغيرهم. ومعامل من صاحب ومعامل وغيرهم ومن اعظم انواع الاحسان العفو عن المخطئين المسيئين والاغضاء عن زلاتهم والعفو عن هفواتهم نعم آآ هنا يذكر هذا الخلق العظيم الذي هو الاحسان والعفو فيقول كم في كتاب الله من الحث على الاحسان الى الخلق واخبار الله سبحانه وتعالى انه يحب آآ المحسنين ويجزي ويجزيهم الحسنى على اه على احسانهم ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ويأمر بالعفو والصفح عن الزلات والاساءات وان ذلك من الاحسان مثل ما في الاية الكريمة والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين فهذا كله من الاحسان وذكر رحمه الله تعالى ان الاحسان باب واسع باب واسع جدا في نفع الناس قوليا او فعليا وقضى مصالحهم ومساندتهم هدايتهم وارشادهم ونصعهم وسلامة القلب ايضا تجاههم هذا من اعظم الاحسان من الغل والحقد والحسد والحسد وغير ذلك فهذا كله من الاحسان فالاحسان الى العباد يكون بالقلب ويكون بالقول ويكون بالجوارح وكل ما عظم نفع الانسان لاخوانه كان اعظم في ثوابه عند الله وارفع بشرط ان يكون يحسن اليهم متقربا باحسانه اليهم الى الله سبحانه وتعالى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. بهذا الشر يكون قاصدا بالتقرب الى الله سبحانه وتعالى ووجوه الاحسان والنفع كثيرا والشيخ رحمه الله اشار الى امثلة كده متنوعة منها نعم قال وللاحسان بوجوهه كلها فوائد لا تحصى منها حصول محبة الله للمحسنين التي هي اعلى ما يناله العبد ومنها حصول الجزاء الكامل. قال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقال هل جزاء الاحسان الا الاحسان فالجزاء من جنس العمل. فكما احسنوا الى عباد الله احسن الله اليهم. واعطاهم افضل ما يعطي اولياءه من الجزاء الاوفى الاكمل ومنها ان هذا من اكبر اسباب محبة الخلق له. من وصل اليه احسانه ومن لم يصل اليه. وثناؤهم عليه وكثرة ادعيتهم له وذلك من الامور المتنافس فيها ومنها انه يستفيد بذلك سرور القلب وراحته وطمأنينته لا سيما احسان العفو فانه اذا عفا عمن ظلمه واساء اليه زال اثر ذلك من قلبه. وعلم انه اكتسب من ذلك من ربه افضل جزاء واعظم ثواب وايضا فمن عفا عن عباد الله عفا الله عنه. ومن سمح عنهم سامحه الله ومن افضل الاحسان الذي يتمكن به الموفق من معاملة الناس على اختلاف طبقاتهم البشاشة وحسن معهم ومعاشرتهم باللطف والكرم وابداء كل ما يقدر عليه من ادخال السرور عليهم وخصوصا الاقارب والاصحاب ونحو ممن يتأكد حقهم على العبد وان العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ولهذا نقول حسن الخلق. نعم هذه وجوه عديدة يذكرها رحمه الله تعالى فضل الاحسان وعظيم ثوابه وما يترتب عليه من الاثار العظيمة قال هي فوائد لا تحصى لكنه اشار رحمه الله تعالى الى جملة منها فذكر رحمه الله اه فوائد عظيمة للاحسان من جهة محبة الله عز وجل للمحسنين وعظيم ثوابهم عنده يوم القيامة ومحبة الخلق للمحسنين ثنائهم عليهم وذكرهم بالجميل والدعاء لهم ومنها ان المحسن ينال باحسانه سرورا في قلبه وانسا في قلبه وراحة في نفسه فهذه من من الثمار المعجلة في في الاحسان لانه عندما يحسن يا يدخل الله سبحانه وتعالى عليه باحسانه من الانس والسرور والفرح وهذه من الثمرات المعجلة التي يعجلها الله سبحانه وتعالى للمحسنين بهذه الحياة الدنيا الحاصل ان الاحسان فضائله وثماره واثاره عظيمة وكثيرة والشيخ رحمة الله عليه انما اشار الى طرف منها او شيء منها نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يهدينا اجمعين لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم مآت نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. واله وصحبه اجمعين