نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى حسن الخلق هذا هو مادة الاخلاق الجميلة كلها وقد اتفق الشرع والعقل على حسنه ورفعة قدره وعلو مرتبته ومداره على قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين اي خذ ما تيسر وعفى وتسهل من خذ ما تيسر وعفى وتسهل من اخلاق الناس ولا تطالبهم بما لا تقتضيه طباعهم ولا تسمح به اخلاقهم هذا فيما يأتيك منهم واما ما تأتي اليهم تأمر بالعرف وهو نصحهم وامرهم بكل مستحسن شرعا وعقلا وفطرة واعرض عن من جهل عليك بقوله او فعله فلله ما احلى هذه الاخلاق! وما اجمعها لكل خير! بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى حسن الخلق وذكر رحمه الله ان هذا هو مادة الاخلاق الجميلة حسن الخلق الخلق فيه سيء وحسن الحسن من الخلق ان يأتي المرء للناس الذي يحب ان يؤتى اليه وان يحب للناس ما يحب ان يؤتى اليه. هذا جماع الخلق الحسن فانه يكون بالقلب محبة ونصحا وارادة الخير ورغبة في نفع الناس وايصال الخير لهم وسلامة القلب وبالجوارح احسانا في التعامل معهم بالمعاملة التي يحب ان يعامل بها ولهذا يجتمع حسن الخلق في حديثين قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه والحديث الاخر الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام وان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك فالخلق فيه حسن وسيء. ولهذا قال في الدعاء اللهم اهدني اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت وما يحب ان يعامل به المرء من قول او فعل ويرضاه لنفسي هو حسن الخلق ما لا يحب ان يعامل به من قول او فعل هو سوء الخلق لان الا الخلق الحسن تألفه النفوس وتحبه وتحب صاحب الخلق الحسن محبة عظيمة بخلاف سوء الخلق فانه النفوس تنفر منه ولا يرظى يرضاه احد لنفسي فما لا يرضاه لنفسه من الاقوال والافعال لا يعامل به الاخرين وما يحبه لنفسه من الاقوال والافعال فليعامل به الاخرين فهذا هو جماع حسن الخلق قال المصنف رحمه الله تعالى ومداره على قوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وهذه هذه الاية الكريمة فيها جماع الخلق الحسن فيها اجماع الخلق الحسن فيما يأتي الى الناس منك وفيما ايضا يأتيك منهم هذا وهذا فقوله سبحانه وتعالى خذ العفو اي لا تتصور وتظن ان مستوى الناس في الخلق على درجة واحدة وان طبائعهم على مستوى واحد حتى الاخوة ترى فيهم السمح واللين والغليظ والشديد والفظ اخلاق وطباعهم متفاوتة ليسوا على درجة واحدة والله جل وعلا يقول خذ العفو خذ العفو اي من اخلاق الناس وتعاملات الناس لا تنتظر ان تأتيك اخلاق الناس على وتيرة واحدة كلها عالية وكلها حسنة طيبة بل الاخلاق متفاوتة ومتباينة والطباع ايضا متباينة فحال الناس في طباعهم مثل الارظ الارض فيها السهل وفيها الحزن فيها الصعب فيها الشديد وفيها الارض السهلة التي اذا جلست فيها قلت ما اجمل هذه الارض وما اطيبها وما احسنها وما احسن الجلوس فيها وفي الارظ ارظ صعبة شديدة وعرة يتأذى الشخص جلوسا او مرورا وهذي وهذا يصور لك طباع الناس يصور لك طباع الناس واخلاق الناس والمعادن التي عليها الناس فاذا كان الناس معادن وطباع فاذا عود نفسك على ان تعمل بهذه الاية خذ العفو العفو مثل ما وضح الشيخ ما تيسر وعفى وتسهل من اخلاق الناس خذ ما تيسر خذ الذي يأتيك واذا جاءك خلق من من انسان لا يعجبك هذا الخلق اعتبر هذا المعنى ان اخلاق الناس متفاوتة فخذ ما سمحت به طباع الناس ولانت به نفوسهم وتيسرت باحوالهم حتى انه في بعض المقامات الرجل يكون ذا خلق حسن لكنه في نفسي يمر بامور صعبة لا علاقة له فيمن يعامله لكنها تؤثر في تعامله مع الاخرين فاذا طبقنا هذه الاية خذ العفو لانت الامور وسهلت باذن الله اما اذا كان الانسان يريد التعاملات كلها من الناس على مستوى واحد لا يرظى الا ان تكون عالية ورفيعة ثم يغضب اذا كانت خلاف ذلك يتعب في هذه الحياة لكن اذا طبق هذا التوجيه الرباني خذ العفو يعني ما سمعت به طباع الناس ولانت به نفوسهم وتيسرت بحسب طباعهم ومعادنهم فان المرء يرتاح هذا فيما يأتيك منهم واما ما يأتيهم منك فالله جل وعلا يقول وامر بالعرف يعني ليكن تعاملك وقولك وكلامك كله نصح وعرف وطيب وخير وفضل لا يخرج عن ذلك واعرض عن الجاهلين ستبتلى في الناس من هو جاهل السفيه سيء التعامل عنيف في تعامله فمثل هؤلاء ان بليت احد منهم فاعرظ عنه مر به وهو يغلظ القول وقل في نفسك آآ لا يعنيني ولقد امر بالسفيه يسبني فامر ثمة واقول لا يعنيني اقول لا كأن الامر لا يعنيك امضي في طريقك اعرض عنك كما ارشد الله سبحانه وتعالى فان هذا يريح المرء هذا نفس خلق هذا هو بنفس بحد ذاته هو الخلق الخلق ان يطبق هذا الامر الالهي خذ العفو وامر بالعرف واعرظ عن الجاهلين نعم وقال تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. وما يلقاها الا الذين صبروا. وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. وهذا ايضا من كمال الخلق الحسن ورفيعه الدفع بالتي هي احسن وهذا الدفع بالتي هي احسن يحتاج اليه المرء مرات وكرات خاصة من كان له علاقات بالناس ببيع او شراء او تعامل او غير ذلك الدفع بالتي هي احسن هذا خلق عظيم جدا ورفيع الى الغاية ولا يؤتى كل احد لكن يؤتاه من امده الله بالصبر وامده الله بالحلم والاناة واللين ليس كل احد يستطيع ان يدفع بالتي هي احسن الدفع بالتي هي احسن هذا هذا يعد في رفيع الاخلاق وكامل الاداب وجميلها اذا مر الانسان مواقف في تعاملات شديدة من الاخرين لا يعامل شدتهم بشدة ولا غلظتهم بغلظة ولا فظاظتهم بفظاظة ولا سبهم بسب لا لا يقابل هذا بهذا وانما يدفع بالتي هي احسن اذكر اه مر علي كلاما عظيم الموقع لاحد ائمة السلف في سير اعلام النبلا وهو عون ابن عبد الله قالوا في ترجمته كان اذا اشتد غضبه من شخص كان اذا اشتد غضبه من شخص قال بارك الله فيك اذا اشتد غضبه من شخص قال بارك الله فيك اذا اذا كان مرتاح اذا كان الشخص الذي امامه لم يغضبه مرتاحا ماذا سيقول؟ اذا كان في شدة الغضب بارك الله فيك هذا من الدفع بالتي هي احسن لكن ما يؤتها ما يؤتى هذا كل احد ما يؤتى الا ذو حظ عظيم من الخلق الرفيع العالي المتين الذي يكرمه الله سبحانه وتعالى به. ماذا يترتب عليه؟ قال ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم كانه صديق من اعز الاصدقاء وفعلا هذا يؤثر الان لو شخص لو ان شخصا غلط عليك وقلت له المعذرة يا اخي سامحني المعذرة وهو الذي غلط انت بهذا تربيه تربيه على ان يلين ان يهدأ ان يعرف كيف يتعامل معك فهذه تربية منك له ولهذا الفظاظة التي عنده يمحوها ويخفف وطأتها عليه لينك انت فيتحول كما امر الله سبحانه وتعالى كأنه ولي حميم اي كأنه صديق من اعز الاصدقاء وهذا يعطي فائدة مهمة وهي ان الخلق مؤثر ان الخلق مؤثر ولابد يؤثر في الناس مهما كانت شدتهم مهما كانت عداوتهم الخلق مع الاستمرار عليه والمداومة عليه يؤثر لانه يفتت الغلظة يفتت الغمضة التي في النفوس ويلين الحدة التي فيها ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حم يعني كانه صديق من اعز الاصدقاء لكن وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم فيسأل اه المؤمن ربه ان يلقيه هذه الاخلاق وان يمن عليه بها فبالدعاء فبالدعاء والمجاهدة للنفس تحصل حتى لو قال الانسان آآ بعضهم لما يتحدث عن الاخلاق الفاضلة يقول نحن قبيلتنا كلها حارة وكلنا نار في نار وكلنا غضب ما ما هذا طبعنا يقول حذر جبل ولا تحدر طبع هكذا تأتيه كلمات يعني تجعله مكانه في لكن انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى ومن يتوقى الشر يوقى فاذا جمع بين امرين المجاهدة والدعاء باذن الله تحسن اخلاقه وترتقي الى الى الكمال نعم قال ويمده الصبر والحلم وسعة العقل وفضل هذا الخلق ومرتبته فوق ما يصفه الواصف. يقول يمده الصبر والحلم وسعة العقل. هذه الامور الثلاثة تمد الخلق الحسن المرء الذي ما عنده صبر لا يمكن ان تحسن اخلاقه. ان الاخلاق الاخلاق تحتاج الى صبر الصبر منع النفس النفس احيانا يكون فيها رعونة فيها شدة تميل الى العنف تميل الى الانتقام تميل الى الاخذ بالثار تميل للاشياء كثيرة من هذا القبيل فاذا منعها هذا هو الصبر حبسها عما تميل اليه من شدة او او غلظة او فظاظة اذا منعها هذا هذا خلق خلق عظيم ان يمنع نفسه مما تريد من اندفاع او تهور او شدة او غلظة فيحتاج الى صبر ويحتاج الى حلم يتأنى في الامور يتروى ويحتاج الى سعة عقل حتى يفكر وينظر ليست الحلول عند حدوث المواقف الصعبة حل واحد وهو الغضب والشدة هناك حلول اخرى لكن ما يمكن يصل اليها الا بسعة العقل. يوسع عقله في النظر والتأمل ماذا افعل؟ ماذا اقول ابدأ مع سعة العقل يصل الى حلول افضل مما من الحل التي الذي تندفع اليه نفسه لاول وهلة اه في في بما لا لا يحمد عاقبته وسبحان الله كم يحصل قظايا في البيوت؟ في الاسر في في التعامل مع في البيع في الشراء دائما يحصل يعني مشكلات كثيرة كلها بسبب هذا الاندفاع لكن لو وجد صبر ووجد اناة ووجد سعة عقل لا وصلوا الى الحل الامثل الذي تأتلف به القلوب ولا تختلف وتجتمع به النفوس ولا تفترق باذن الله سبحانه وتعالى نعم قال ومن فوائد هذا المقام الجليل ان صاحبه مستريح القلب مطمئن النفس قد وطن نفسه على ما يصيبه من الناس من الاذى وقد وطن نفسه ايضا على ايصال النفع اليهم بكل مقدوره وقد تمكن من ارضاء الكبير والصغير والنظير وقد تحمل من لا تحمله من ثقله الجبال وقد خلفت عنه الاثقال وقد انقلب عدوه صديقا حميما وقد امن من فلتات الجاهلين ومضرة الاعداء اجمعين وقد سهل عليه مطلوبه من الناس وتيسر له نصحهم وارشادهم والاقتداء بنبيه في قوله تعالى في في وصفه فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. الاية ويتولد عنه خلق الرحمة نعم هنا يعدد كما هي عادته وطريقته رحمه الله تعالى الفوائد التي يجنيها صاحب الخلق الحسن الفوائد التي يجنيها صاحب الخلق الحسن وهي فوائد كثيرة جدا من هذه الفوائد راحة القلب وطمأنينة النفس وفعلا صاحب الخلق آآ الحسن في راحة ونعيم معجل في هذه الحياة الدنيا لان خلقه خلقه الحسن يعلوا به على سفساف الامور وراديها ولا يقف عندها ولا يقف عندها ولا يبالي لها بل اه يدفعها بالتي هي احسن وهو ماضي في علو اخلاقه ورفعتها. فيبقى مرتاحا بخلاف الذي يقابل السوء بالسوء والغلضة بالغلظة والفظاظة بالفظاظة الى اخره هذا ينزعج قلبه. ولا تطمئن نفسه ويبقى في غير وغل واذا اوى الى فراشه تتراكم عليه آآ الالام من المواقف التي حصلت وانه لم يأخذ حقه كما ينبغي الى اخره بينما صاحب الخلق الحسن ينام قرير العين لان لانه منتصر في كل احواله رفيع في كل مقاماته بما اتاه الله سبحانه وتعالى من خلق حسن رفيع قد وطن نفسه على ما يصيبه من الناس من الاذى يعني هو متوقع هذا متوقعة ان الاذى حاصل والناس اجناس ومعادن ويتفاوتون فلا يظن ان الاخلاق يعني في في الناس واحدة كما تقدم بل متفاوتون والاذى متوقع ولهذا يقابل هذه كلها بالخلق الحسن من صبر وحلم ولين ودفع بالتي بالتي هي احسن فبهذا يكون قد تمكن من ارضاء الكبير والصغير والنظير يصبح محبوبا مألوفا ترتاح الناس اليه ويصبح في مجتمعه مدرسة في الاخلاق يتربى كثير من من الناس على اخلاقه دون ان يكلمهم وهذا في التربية ابلغ من مجرد الوعظ هذا تربية بالقدوة ولهذا بعض الناس يعني حتى انت لو فكرت ونظرت في في تاريخ حياتك تجد اناس من جيرانك من اساتذتك من معلميك من الذين تعاملت معهم اقتبست منهم معاني في الخلق في الادب بقيت معك. وربما لم يخاطبوك يوما او لم يعظوك ولم ينصحوك فيكون له تأثير رفيع جدا في آآ في انتشار الاخلاق وسموها في المجتمع الذي يكون فيه لانه يؤثر في الناس بالقدوة الصالحة فهذا من من من فوائده وهو من حسن خلقه يتحمل ما لا يتحمله غيره قد خفت عنه الاثقال وقد انقلب عدوه صديقا حميما وقد امن من فلتات الجاهلين ومضرة الاعداء لان عنده هذا الاسلوب الرفيع الذي هو الدفع الذي اه دفع بالتي هي احسن الذي يقيه باذن الله سبحانه وتعالى اه عدوان المعتدين واذى المؤذين نعم قال رحمه الله تعالى الرحمة وهي رقة القلب وصفوه ورحمته للخلق وزوال قسوته وغلظته وهو من اخلاق صفوة الخلق قال تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم مؤمنين رؤوف رحيم. ورأفته صلى الله عليه وسلم ورحمته لا يقاربه فيها احد من الخلق وهذه الرأفة والرحمة ظهرت اثارها في معاملته للخلق ولا تنافي قوة القلب وصبره فقد كان صلى الله عليه وسلم اصبر الخلق واشجعهم واقواهم قلبا مع كمال رحمته فقوة القلب من اثارها الصبر والحلم والشجاعة القولية والفعلية والقيام التام بامر الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورحمة القلب من اثارها. نعم. هنا يذكر في خاتمة الاخلاق والاداب التي اعدها رحمه الله تعالى الرحمة الرحمة الرحمة ضدها الغلظة والقسوة والشدة القلوب قلبان قلب رحيم وقلب قاسي غليظ فالرحمة يلين القلب لين القلب اه لطفه ووداده صفوه وضد ضد ذلك الشدة والفظاظة والغلظة قال الله سبحانه وتعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظا قالوا لانفضوا من حولك فالرحمة التي يعامل بها المرء الاخرين هي كسب لهم وكسب ودادهم وملينة من اجل ايصال الخير لهم لان الفظ الغليظ الشديد العنيف ما تقبل الناس منه ما تقبل الناس وان النفوس تمج كلامه لا تقبله لفظاظته وغلظته حتى وان كان الذي يقول اه حسنا لكن غلظته تنفر الناس منه بينما اللين التودد ولهذا يذكرون في تراجم بعض العلماء يقوم كان حسن التودد يذكرون في ترجمته كان حسن التودد للناس لان هذا التودد والرحمة واللطف هذا يمهد لوصول العلم والخير لهم ويلين نفوسهم وطباعهم حتى تستفيد قد قال الله سبحانه وتعالى لنبيه فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب انفضوا من حولك فالغلضة والشدة تسبب انفظاظاظ الناس بينما اللين والرحمة واللطف والرفق في كسب للقلوب وتلين لها وهو كما ذكر الشيخ لا يتنافى مع قوة القلب ووصبره فقد كان عليه الصلاة والسلام اصبر الخلق واشجعهم واقواهم قلبا مع كمال رحمته لان هذا مقام وهذا مقام نعم قال ورحمة القلب من اثارها الشفقة والحنو والنصيحة وبذل الاحسان متنوع فاي اخلاق تقارب هذه الاخلاق السامية الجليلة فقوة القلب وشجاعته تنفي الضعف والخور ورحمته تنفي القسوة والغلظة والشراسة وهذه الاخلاق الجميلة وان كانت من علم الاخلاق والتربية على احسنها فانها ايضا داخلة في علم التوحيد كما دخل فيه الخوف والرجاء والدعاء وغيرها فهي من جهة التعبد لله تعالى بها والتقرب اليه داخلة في علم التوحيد ومن جهة تكميلها للعبد وترقيتها لاخلاقه وتهذيب النفوس وتزكيتها داخلة في علم الاخلاق وهذا اعظم البراهين على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ان ما جاء به من القرآن والدين هو الحق الذي لا رقي ولا علو ولا كمال ولا سعادة وانه هو الهدى العلمي الارشادي والهدى العملي والتربية النافعة والحمد لله رب العالمين هذه فائدة حقيقة نفيسة جدا لما ذكر رحمه الله الاخلاق وبينه وذكر نماذج عظيمة من الاخلاق نبه على هذه الفائدة وهي ان هذه الاخلاق الجميلة وان كانت هي من علم الاخلاق والتربية والتأديب النفوس الا انها من جهة هي من علم العقائد من علم العقائد او علم التوحيد كما دخل في علم التوحيد الخوف والرجاء والدعاء فان اه الرحمة وحسن الخلق والصبر النصيحة الى غير ذلك داخلة في باب العقيدة من اي جهة من جهة ان المسلم يتعبد لله بهذه الاخلاق ويتقرب لله بهذه الاخلاق وهذا فرقان ما بين المسلمين وغيرهم في باب الاخلاق لان غير المسلم قد يكون عنده خلق عالي في التعامل الصدق الوفاء الامانة عدم الغش الى غير ذلك يكون في في هذه الاخلاق عالي في في تعامله لا يظبط عليه مثلا كذب او الى الى اخر ذلك لكن هذه الاشياء التي يفعلها لا يفعلها قربة لله ولا تعبدا ولا طلبا لرضا الله سبحانه وتعالى لا يفعلها. ما قال يوما قط ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين. مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن جدعان لا يفعلها من اجل يوم الدين وانما يفعلها من اجل الدنيا ومصالح في الدنيا وحاجات في الدنيا ان كان تاجرا يريد سمعة لنفسه وكسب للزبائن واشياء من هذا القبيل لكن لا يريد شيء عند الله لانه ما قال يوما قط ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين ولا استعد لذلك اليوم بينما المسلم اخلاقه ديانة اخلاقه ديانة اخلاقه قربة لله عز وجل اخلاقه يرجو فيها درجات عالية ادناكم مني منزلة يوم القيامة احسنكم خلقا هو يريد هذا يريد المنزلة العالية في الجنة سئل عليه الصلاة والسلام عن اكثر ما يكون به دخول الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق. فهو يعمل حسن الخلق ليدخل الجنة يعتبر حسن خلقه في الدنيا في تعامله مع الناس زاد ليوم القيامة ولهذا هو لا يعامل الناس من اجل شيء يرجوه من الناس وانما يعاملهم من اجل شيء يرجوه من الله سبحانه وتعالى فهو قربة ولهذا داخل علم الاخلاق في علم التوحيد من هذه الجهة من جهة التعبد لله والتقرب اليه بهذه الاخلاق الفاضلة لانها من القرب العظيمة التي آآ يحبها الله آآ سبحانه وتعالى ويثيب عليها عظيم الثواب بهذا انهى المصنف رحمه الله تعالى ما ما يتعلق اه بالاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة ومعنى خلاصة حقيقة جميلة اه نقلتها من مدارج السالكين لابن القيم من الجميل ان نختم بها اه هذه هذا التلخيص فهذا الذي ذكره الشيخ رحمه الله في باب الاخلاق تلخيص نافع والذي سنقرأه الان تلخيص تلخيص لان فيه خلاصة حقيقة جميلة جدا في آآ في باب الخلق والادب نعم قال ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى وحسن الخلق يقوم على اربعة اركان لا يتصور قيام ساقه الا عليها. هذه فائدة ثمينة جدا جدا ثمينة. الخلق يقوم على اربعة اركان له اسس اربعة اركان اربعة ما يقوم الخلق الا عليها. مثل ان الشجرة لا تقوم الا على ساقها. فالخلق الحسن لا يقوم الا على هذه الاركان الاربعة وجميع التفريعات في باب الاخلاق كلها فروع عن هذه الاركان الاربعة للاخلاق فاذا الاربعة التي سيذكرها الامام ابن القيم رحمه الله ينبغي على المسلم وطالب العلم ان يضبطها وان يجعلها اساسا لاخلاقه يبني عليها آآ اخلاقه وتعاملاته نعم الصبر والعفة والشجاعة والعدل الصبر والعفة والشجاعة والعدل. هذه الاربعة فباب الاخلاق هي ركائز للاخلاق كلها نعم فالصبر يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ وكف الاذى والحلم والاناة والرفق وعدم الطيش والعجلة هذه كلها اخلاق عظيمة تتولد عن الصبر. اذا عدم الصبر عدمت ما يمكن ان ان تكون الا به فهو اساس لها وركيزة. نعم والعفة تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل وتحمله على الحياء وهو رأس كل خير. وتمنعه من الفحشاء والبخل والكذب والغيبة والنميمة العفة اساس عظيم جدا في في باب الاخلاق اساس عظيم جدا في باب الاخلاق وينبني عليه السلامة من الاخلاق الذميمة والرديئة والتصرفات المشينة العفة تقي تقي الانسان من ذميم الاخلاق وسيئها قوليها وفعليها نعم والشجاعة تحمله على عزة النفس وايثار معاني الاخلاق والشيم وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على اخراج المحبوب ومفارقته وتحمله على كظم الغيظ والحلم الشجاعة وانظر سعة معناها وما يترتب عليها بينما كثير من الناس مفهوم الشجاعة عندها التهور تعور اذا كان شخص يقوم الشخص المتهور يقولون شجاع هذا متهور ليس ليست هذه الشجاعة شجاعة حقيقة والتي هي قوة القلب تحمل على معاني عالية جدا ولهذا كظم الغيظ والعفو عن الناس هذا من الشجاعة ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. نعم والعدل يحمله على اعتدال اخلاقه وتوسطه فيها بين طرفي الافراط والتفريط فيحمله على خلق الجود والسخاء. الذي هو توسط بين الذل والقحة وعلى خلق الشجاعة الذي هو توسط بين الجبن والتهور وعلى خلق الحلم الذي هو توسط بين الغضب والمهانة وسقوط النفس ومنشأ جميع الاخلاق الفاضلة من هذه الاربعة انتهى الاحالة مدارج السالكين المجلد الثاني صفحة ثلاث مئة وثمانية. نعم هذه خلاصة حقيقة عظيمة جدا في في هذا الباب وبهذا نكون آآ انهينا ما يتعلق بهذا الفصل الذي هو النوع الثاني من علوم القرآن علم الاداب والاخلاق العظيمة ثم بعده آآ النوع الثالث وهو المتعلق بالعبادات اه العبادات وآآ نتوقف عن آآ اكمال هذا الكتاب وما بقي بهم منه وهو النوع الثالث يكمل باذن الله سبحانه وتعالى في وقت لاحق باذن الله جل وعلا وغدا تتميما للفائدة في هذا الباب باب الاداب والاخلاق الاسلامية نقرأ رسالة اشرت اليها بالامس عظيمة في في هذا الباب بعنوان حسن الخلق وهي مستلة من احد كتب الشيخ رحمه الله عبدالرحمن ابن سعدي اه نقرأها غدا باذن الله عز وجل وهي خلاصة عظيمة وافية في باب الاخلاق جمعت بين امرين لا تكاد تجدهما في موضع في موطن اخر اه بيان فظل الاخلاق وعظم اثارها وفوائدها ثم بيان الامور المعينة على حسن الخلق قد يسمع الانسان اخلاق فاضلة فتتشوق نفسه الى ان يكون من اهلها فيأتيه سؤال طويل كبير عريض كيف اكون من اهل هذه الاخلاق تجد الجواب الشافي عند هذا الامام رحمه الله في الرسالة التي نقرأها غدا باذن الله سبحانه وتعالى نفعنا الله عز وجل اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيق بمنه وكرمه. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين