بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين امين يا رب اما بعد فان فظائل الاعمال وثواب العبادات وما اعده الله جل وعلا لاهلها من عظيم الاجور وجزيل الثواب وتكفير السيئات باب شريف من ابواب العلم جدير بالمسلم ان يعنى به عناية عظيمة وذلك ان الوقوف على فضائل الاعمال من اعظم المعونة للعبد على العناية بها والاستكثار منها والمواظبة عليها وقد كتب العلماء رحمهم الله تعالى في هذا الباب الشريف العظيم من ابواب العلم كتابات كثيرة افردت في بيان فضائل الاعمال وثوابها اضافة الى ما اشتملت عليه دواوين السنة من الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من جمع لهذه الفضائل مما جاء عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وفي الفضائل فضائل الاعمال احاديث عديدة ترد في كثير من كتب الفضائل ليست ثابتة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وفيما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كفاية وغنية اذ ان نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام جاء بما فيه الكفاية بيانا للاعمال بيانا لعظيم ثوابها واجرها عند الله سبحانه وتعالى وان من احسن المختصرات التي الفت في هذا الباب باب فضائل الاعمال وثوابها عند الله سبحانه وتعالى هذه الرسالة التي بين ايدينا الموسومة بكفاية المتعبد وتحفة المتزهد للحافظ عبد العظيم المنذر رحمه الله تعالى المولود عام خمسمائة وواحد وثمانين والمتوفى عام ست مئة وست وخمسين وهو رحمه الله تعالى له مصنفات عظيمة ونافعة ومن اشهر مصنفاته رحمه الله تعالى كتاب الترغيب والترهيب وكذلك مختصره لصحيح مسلم ومختصره لسنن ابي داوود وغيرها من المصنفات النافعة وهذا الكتاب الذي بين ايدينا كفاية المتعبد افرده رحمه الله تعالى في بيان فضائل الاعمال وجعله جزءا مختصرا وقسمه تقسيما لطيفا نافعا ولم يورد فيه رحمه الله تعالى الا ما صح عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهو خال من الاحاديث الضعيفة. فكل ما فيه ثابت عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واشار رحمه الله تعالى في مقدمته لهذه الرسالة ان سبب تأليفه لها ان اخاه ابا احمد عبد الكريم طلب منه ان يجمع له كتابا في فضائل الاعمال وثوابها فاجابه بان الف هذه الرسالة وهذا والله من جميل الوفاء بين الاخ واخيه اذ هو من احق الناس واولاهم بان ينفعه بما اتاه الله سبحانه وتعالى من علم وفهم وان من اعظم وفاء اخ لاخيه وفاء موسى عليه السلام لاخيه هارون حيث دعا الله سبحانه وتعالى ان يشركه في امره وان يجعل له وزيرا من اهله وان يشركه في امره اي النبوة فاجاب الله سبحانه وتعالى دعوته فجعل الله هارون نبيا رسولا وهذه الرسالة التي كتبها المنذر رحمه الله تعالى لاخيه بارك الله فيها فعم نفعها وذاع صيتها وانتفع بها خلق في قديم الزمان وحديثه ولا سيما انها في باب شريف عظيم من ابواب العلم اضافة الى مكانة كاتبها ومنزلة مؤلفها الحافظ المنذري رحمه الله تعالى واسأل الله جل وعلا الذي هيأ لنا ويسر بمنه وكرمه هذه المجالس للتذاكر حول مضامين هذا الكتاب في فضائل الاعمال وثوابها عند الله سبحانه ان ييسر لنا العمل بطاعته وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يجعل تعلمنا لفضائل الاعمال بابا للارتقاء بانفسنا بحسن العمل وحسن التعبد والتقرب الى الله جل وعلا بما يرضيه فاللهم اعنا اجمعين على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين انك سميع الدعاء وانت اهل الرجاء وانت حسبنا ونعم الوكيل نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه الطاهرين قال الشيخ الفقيه العالم المحدث بقية الحفاظ زكي الدين ابو محمد عبدالعظيم ابن عبد القوي المنذري رضي الله عنه الحمد لله الموفق لصالح الاعمال المحقق لراجيه نهاية الامال. احمده على نعمه في الحال والمآل. واشهد ان لا اله الا الله لا اله الا هو الكبير المتعال. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المنقذ به من الضلال صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وازواجه الجدراء بالاحسان والافضال دائمة الاتصال وبعد فان اخي ابا احمد عبد الكريم صرف الله عنه كل شيطان رجيم سألني ان اجمع له كتابا في ثواب الاعمال وفضائلها محذوف الاسانيد ليسهل عليه حفظه. ويقرب تناوله فاجبته الى ذلك لما له من الحق اللازم وليكون باعثا له ان شاء الله تعالى على ملازمة ما نريده فيه. فاستخرت الله تعالى وجمعت له هذا الكتاب. وسميته كفاية المتعبد وتحفة المتزهد وجعلته اربعة ابواب الباب الاول في ذكر الصلاة الباب الثاني في الصيام الباب الثالث في الصدقة الباب الرابع في الدعاء والذكر والله تعالى المسؤول في ان ينفعنا به ومسؤولا والله تعالى المسؤول ان ينفعنا به وسائر المسلمين ويجعله خالصا لوجهه مقربا من رحمته بفضله ومنه هذه الرسالة كفاية المتعبد للمنذر رحمه الله تعالى طبعت طبعاات عديدة واقدم طبعا هذا الكتاب ضمن مجموع الرسائل المنيرية ثم طبعت مفردة طبعا عديدة بدأ رحمه الله تعالى هذه الرسالة بهذا الحمد والاستهلال الدال على مضمون هذه الرسالة ومقصودها وهذا مما يسمى براعة الاستهلال فحمد الله تبارك وتعالى بانه جل في علاه الموفق لصالح الاعمال المحقق لراجيه نهاية الامال فالعمل وقيام العبد به انما هو بتوفيق الله سبحانه وتعالى لعبده وبمعونته جل وعلا له وان العبد كلما عظم رجاؤه في الله جل في علاه حقق له نهاية اماله وبلغه ما يرجوه من رضوانه سبحانه وتعالى فالامر بيد الله وله الامر من قبل ومن بعد جل في علاه وهو عز وجل يحمد على نعمه والاء ومننه التي لا تعد ولا تحصى وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها يحمد جل وعلا على نعم الحال ونعم المآل على كل نعمة انعم بها على عباده في قديم او حديث او سر او علانية او خاصة او عامة وجمع في هذه التقدية ما بين الشهادتين الشهادة لله تبارك وتعالى بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة وانه عليه الصلاة والسلام به انقذ الله الناس من الظلمات الى النور كما قال الله عز وجل قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم ايات الله مبينات ليخرج الذين امنوا عملوا الصالحات من الظلمات الى النور صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وقوله ازواجه الجدراء اي الجديرون الحريون بالاحسان والافظال ثم بين رحمة الله عليه ان سبب تأليفه لهذه الرسالة ان اخاه ابا احمد عبد الكريم صرف الله عنه كل شيطان رجيم سأله ان يجمع له كتابا في ثواب الاعمال وفضائلها محذوف الاسانيد محذوف الاسانيد اي طلب منه هذا الطلب ان يؤلف رسالة في هذا الباب و عبد الكريم هذا اشار اليه الحافظ عبدالعظيم المنذري رحمه الله في كتابه التكملة لوافيات النقلة واشار ايضا الى وفاته لانه توفي قبل اخيه عبد العظيم طلب رسالة في ثواب الاعمال وفضائلها محذوفة الاسانيد قوله ان اجمع له كتابا في ثواب الاعمال وفضائلها هذا يبين لنا المقصود بهذه الرسالة وانها رسالة افردت في بيان فضائل الاعمال وثوابها عند الله سبحانه وتعالى وقوله رحمه الله ليسهل عليه حفظه اي هذا الكتاب ويقرب تناوله فيه فائدة امثال هذه المختصرات وان فيها تسهيلا لطالب العلم وتيسيرا له لحفظ ما جملة مما يتعلق بهذا الباب الشريف من ابواب العلم وهو باب فضائل الاعمال وثوابها وكما قدمت جميع ما في هذا الباب جميع ما في هذا الكتاب من احاديث كلها صحيحة ثابتة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فليسهل حفظه ويقرب تناوله فاجبته الى ذلك لما له من الحق اللازم لما له من الحق اللازم ولا شك ان الاخ اولى والاقربون احق بالمعروف وليكون باعثا له ان شاء الله تعالى على ما على ملازمة ما نورده فيه على ملازمة ما نورده فيه اي من فضائل والمراد بالملازمة اي للاعمال التي ذكرت فضائلها في تلك الاحاديث وهذا فيه التنبيه الى ان مقصود العلم العمل وان طالب العلم ينبغي ان تكون همته في طلبه للعلم وتحصيله ان يعمل به ليكون من اهله اذ لا يكون من اهل العلم بمجرد حفظه وفهمه قال رحمه الله تعالى وليكون باعثا له ان شاء الله تعالى على ملازمة ما نورده فيه وهذا ايضا فيه التنبيه الى ان احاديث الفضائل فضائل الاعمال من اعظم المعونة للعبد على العناية بالاعمال ولهذا ينصح المسلم بين وقت واخر ان يقرأ ما كتب في فضائل الاعمال حتى تتحرك نفسه وتقبل على العمل والعبادة قال فاستخرت الله تعالى وجمعت له هذا الكتاب وسميته كفاية التعبد كفاية المتعبد وتحفة المتزهد منبها الى ان ما اورده فيه تعد خلاصة كافية وتحفة وافية قال وجعلته اربعة ابواب الباب الاول في ذكر الصلاة والباب الثاني في الصيام والباب الثالث في الصدقة والباب الرابع في الدعاء والذكر فرتبه هذا الترتيب الجميل في ثواب الصلاة ثم ثواب الصيام ثم ثواب الصدقة ثم ثواب الدعاء والذكر قال والله تعالى المسؤول ان ينفعنا به وسائر المسلمين ويجعله خالصا لوجهه مقربا من رحمته بفضله ومنه. امين نعم قال رحمه الله تعالى الباب الاول في الصلاة روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ اما نوى الحديث متفق عليه صدر رحمه الله تعالى احاديث هذا الكتاب بحديث انما الاعمال بالنيات وهو رحمه الله تعالى مؤتسم في ذلك بائمة اهل العلم في كثير من المصنفات في الحديث والفقه يصدرونها بهذا الحديث وقد صنع ذلك جمع من اهل العلم تنبيها منهم على اهمية النية وعظيم شأنها بوجوب استحضارها ومن ذلك استحضارها في مجالس في العلم وان تكون نية المتعلم خالصة لله لان طلب العلم يعد من اعظم القرب بل كما قال بعض السلف ما تقرب الى الله المتقرب بمثل طلب العلم والله سبحانه وتعالى لا يقبل العباد الا اذا كانت خالصة لوجهي لا يبتغى بها الا وجه الله سبحانه وتعالى ولهذا استحضار النية في مجالس العلم وانها مجالس انما تعقد لطلب رضوان الله تقربا اليه جل في علاه وان العلوم الدينية التي يتعلمها المرء كلها قرب والقرب لابد فيها من اخلاص ولهذا يدخل هذا الحديث في جميع ابواب العلم يدخل في الصلاة والصيام والصدقة وجميع ابواب العلم كما نقل عن آآ الامام الشافعي رحمه الله تعالى قال يدخل في سبعين بابا من ابواب الفقه اي انه يدخل في ابواب الفقه وكل تفقه في دين الله سبحانه وتعالى لابد فيه من نية صالحة نية صالحة في التفقه نفسه بان يتفقه لله وطلبا لرضوانه ونية صالحة بالعمل بما تعلمه بان يقصد عمله وجه الله سبحانه وتعالى وفي الحديث القدسي يقول الله جل وعلا انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه وقد وقد عد اهل العلم رحمهم الله تعالى هذا الحديث من احاديث قلائل يدور عليها الدين يدور عليها الدين كهذا الحديث وحديث ان الحلال بين وحديث ان من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقوله عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات اي انما الاعمال معتبرة بنياتها فليست العبرة بالعمل قلة وكثرة وانما العبرة بصلاح النية فان العمل وان كثر مع فساد النية لا يقبله الله فالعبرة في قبول العمل بصلاح نية صاحبه فالاعمال معتبرة بالنيات انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وانما لكل امرئ ما نوى لكل امرئ من الثواب بحسب نيته فان كانت نية صالحة وجد ثواب ذلك واجره وان وان كانت نية فاسدة وجد عقوبة ذلك وزره والله سبحانه وتعالى لا يقبل عمل العامل الا اذا اصلح العامل فيه نيته وابتغى فيه وجه الله عز وجل وقد ظرب النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث مثالا للتوظيح فقال عليه الصلاة والسلام في تتمته فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله فمن كانت هجرته الى الله ورسوله اي نية وقصدا فهجرته الى الله ورسوله اي ثوابا وقبولا ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. وهذا مثال يوضح عظيم شأن النية في قبول العمل او عدم قبوله ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو الاحد الصمد ان يصلح نياتنا اجمعين وان يرزقنا الاخلاص في الاقوال والاعمال وان يعيذنا من الشرك كله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ به تبارك وتعالى من الكفر والشقاق والنفاق وسيء الاعمال ونسأله تبارك وتعالى ان يصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا