الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول الحافظ عبدالعظيم ابن عبد القوي ابن المنذري رحمه الله تعالى. في كتابه اية المتعبد وتحفة المتزهد ما جاء في فضل الصلاة روى ابو هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر وفي لفظ رمظان الى رمظان اخرجه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله تعالى في كتابه كفاية التعبد او كفاية المتعبد ما جاء في فضل الصلاة هذا الباب الاول من ابواب الاربعة التي اشتمل عليها هذا الكتاب وهو كتاب كما عرفنا في الفظائل فظائل الاعمال وثوابها عند الله سبحانه وتعالى وبدأ رحمه الله تعالى الفظائل بفظل الصلاة باعتبار الصلاة اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين قد قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام والصلاة عماد الدين وهي العهد الذي العهد الذي بين الايمان والكفر فمن تركها فقد كفر وهي الفارق بين المسلم والكافر وشأن الصلاة في الاسلام شأن عظيم. وهي صلة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى وهي قرة عيون اهل الايمان وبهجة نفوسهم وراحة صدورهم وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام وجعلت قرة عيني في الصلاة وكان يقول صلوات الله وسلامه عليه ارحنا بالصلاة وكان اذا حزبه امر فزع الى الصلاة فالصلاة شأنها عظيم وفظائلها كثيرة وثوابها عند الله تبارك وتعالى جزيل المصنف رحمه الله تعالى جمع طرفا من الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان فضائل الصلاة وعظيم ثوابها عند الله وبدأ هذه الاحاديث بحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة وفي رواية اشار اليها ورمظان الى رمظان كفارات لما بينهن ما لم يغشى الكبائر او تغشى الكبائر وهذا فيه فضل الصلوات الخمس وانها مكفرات للذنوب تحث خطايا العبد ويتحقق بها مغفرة الذنوب ذنوب العبد بل ان الصلاة من اعظم موجبات الغفران وتكفير الذنوب والخطايا ولهذا لما كان شأن الغفران في الصلاة بهذه المكانة كان طلب الغفران في الصلاة في كل حركة من حركات الصلاة باستفتاحها طلب للغفران اللهم باعد بيني وبين خطاياي وفي الركوع والسجود طلب للغفران سبحانك اللهم وبحمدك ربنا اللهم اغفر لي وفي الرفع من الركوع طلب للغفران كما في صحيح مسلم اللهم طهرني من خطاياي بالماء والثلج والبرد اللهم طهرني من خطاياك ما ينقى الثوب الابيظ من الوسخ وهذا يقال بعد الرفع من الركوع كما ثبت في صحيح مسلم وفي الجلسة بين السجدتين طلب للغفران وقبل السلام طلب للغفران اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا في حديث ابي بكر رضي الله عنه ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي وارحمني انك انت الغفور الرحيم وبعد السلام طلب للغفران فالصلاة في كل تنقلاتها وجميع اه حركاتها يطلب المسلم من الله تبارك وتعالى غفران الذنوب فهي من اعظم موجبات نيل الغفران من اعظم موجبات نيل الغفران وتكفير الخطايا وفي هذا الحديث حديث ابي هريرة الذي بدأ به المصنف رحمه الله تعالى فيه بيان عظيم شأن الصلاة في هذا الباب باب غفران الذنوب قال عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس يعني المكتوبة والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمظان كفارات لما بينهن ما لم تغشى كبيرة او ما لم تغشى الكبائر وفي بعض الروايات ما اجتنبت الكبائر ففيها انها مكفرات للذنوب فيها ان الصلوات الخمس مكفرات للذنوب ذنوب العبد وخطاياه. ما اجتنبت الكبائر اي ان الكبيرة لابد فيها من توبة لابد فيها من توبة الى الله باقلاع عن الكبيرة وندم على فعلها وعزم على عدم العودة اليها لابد في الكبائر من التوبة واما الصغائر واللمم فانها تكفرها الطاعات والحسنات كما قال الله سبحانه وتعالى ان الحسنات يذهبن السيئات كما قال عليه الصلاة والسلام واتبع السيئة الحسنة تمحها واما الكبائر فانه لا بد فيها من توبة لابد فيها من توبة الى الله سبحانه وتعالى ولهذا قال ما لم تغش الكبائر او ما اجتنبت الكبائر بمعنى ان الكبيرة لابد من اجتناب لها وتوبة منها حال الوقوع فيها ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة نعم قال رحمه الله تعالى روى معدان بن ابي طلحة قال لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اخبرني بعمل اعمله يدخلني الله يدخلني الله به الجنة يقال باحب الاعمال الى الله تعالى فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال سألت ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليك بكثرة السجود لله تعالى فانك لا تسجد لله عز وجل سجدة الا الله عز وجل بها درجة وحط عنك بها خطيئة قال معدان ثم لقيت ابا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال ثوبان اخرجه مسلم ثم اورد هذا الحديث وفيه ان معدان بن ابي طلحة قال لقيت ثوبان رظي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اخبرني بعمل اعمله يدخلني الله به الجنة او قال قمت باحب الاعمال الى الله تعالى وهذا فيه حرص السلف العظيم على الخير وعلى ابواب البر معرفة فظائل الاعمال كان السلف رحمهم الله ورضي عنهم حريصون على هذا العلم علم الفضائل فضائل الاعمال وثوابها واحبها الى الله سبحانه وتعالى وتكثر اسئلته اسئلتهم عن ذلك لعظيم حرصهم على الاعمال ونيل ثوابها ومعرفة افضلها واحبها الى الله جل وعلا فهذا السؤال من معدان وله نظائر كثيرة يدلنا على اهمية مثل هذه الكتب المفردة في فضائل الاعمال وثواب الاعمال وان المسلم ينبغي ان يحرص على ذلك فالسلف رحمهم الله كانوا يسألون مثل ما في هذا الحديث التابعون يسألون الصحابة وانت جمعت لك الفظائل جمعت لك الفضائل مثل هذا الكتاب كفاية المتعبد جمعت فيه جملة مباركة من الاحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الاعمال. هذا مما يدلنا على شريف هذا العلم وعظيم فضله وان المسلم ينبغي ان يبحث عن فضائل الاعمال ولهذا قال معدان رحمه الله لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اخبرني بعمل اعمله يدخلني الله به الجنة او قال قلت باحب الاعمال الى الله فسأل عن الفضائل والثواب واي العمل احب الى الله سبحانه وتعالى قال فسكت اي ثوبان ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فانظر هذا الحرص وقد يكون عدم اجابة ثوبان رضي الله عنه عن هذا السؤال اعظاما للامر من جهة وتشويقا للسائل من جهة اخرى قال فسألته في الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليك بكثرة السجود السؤال عن احب العمل الى الله وعن العمل الذي يدخل صاحبه الجنة قال عليك بكثرة السجود لله فانك لا تسجد لله سجدة الا رفعك الله عز وجل بها درجة وحط عنك بها خطيئة وهذا فيه ثواب السجود وفيه انه احب العمل الى الله سبحانه وتعالى وفي الحديث الاخر اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فيه فيه عظيم قرب العبد حال سجوده من ربه سبحانه وهذا المعنى دل عليه القرآن في اخر السورة اقرأ واسجد واقترب نعم واسجد واقترب لان هذا السجود وهذه الهيئة هيئة التذلل لله سبحانه وتعالى هي هي اعظم حالات قرب العبد من ربه جل في علاه لان الارظ تمتهن والناس يمشون عليها ويطأون عليها اقدامهم وتداس بالارجل هذه حال الناس معها يدوسونها بارجلهم يمشون عليها باقدامهم فيأتي المسلم ويضع اشرف شيء فيه وهو وجهه وجبهته على الارض ذلا لربه وخضوعا لخالقه سبحانه وتعالى وانكسارا بين يديه فلما كان بهذه الهيئة من الذل كان اعظم ما يكون قربا من ربه لان العبودية تذلل العبودية العبادة التي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجلها تذلل تذلل للخالق سبحانه وتعالى واعظم ما يكون حال العبد في تذلله لله وانكساره بين يديه وخضوعه لجنابه حال سجوده عندما يضع جبهته على الارض ذلا لله وقد سمعت مرة قصة اسلام رجل عجيبة في سبب اسلامه ولانه رأى ولاول مرة في حياته مجموعة من المسلمين يصلون ورآهم سجدوا وضعوا جباههم على الارض متذللين فقال في نفسه انظر عجيب امر قوله قال في نفسه الجبهة اشرف شيء في الانسان لا يمكن ان يضع بهذه الصفة على الارض الا لمستحق لا يمكن ان يضع في الارض على هذه الصفة الا لمستحق. ثم لما انتهوا من صلاتهم قال لمن تسجدون؟ لمن تعملون هذا العمل؟ فعرفوه بالله تعرف بدينه فاسلم اسلم لرؤية مسلمين ساجدين السجود امر امر ليس بالهين هذه الهيئة العظيمة المباركة من الذل والخضوع والانكسار هذي اقرب ما يكون العبد من ربه ولهذا حث نبينا عليه الصلاة والسلام على اغتنام هذه الفرصة المباركة فرصة السجود والقرب بالاكثار من الدعاء والسؤال ينتهز هذه الفرصة فرصة القرب العظيم من الله سبحانه وتعالى بالاكثار من الدعاء اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا فيه من الدعاء وهذا من نصح النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لامته قال قال سألت النبي عليه الصلاة والسلام فقال عليك بكثرة السجود لله تعالى فانك لا تسجد لله عز وجل سجدة الا رفعك الله عز وجل بها درجة وحط عنك بها خطيئة وانتبه الى التنبيه على الاخلاص في قوله بكثرة السجود لله وقوله فانك لا تسجد لله عز وجل سجدة اي مخلصا لا تبتغي بسجودك رياء ولا سمعة ولا ولا غير ذلك وانما تريد به وجه الله والقربى منه ونيل ثوابه ومرضاته سبحانه وتعالى قال معدان ثم لقيت ابا الدرداء رضي الله عنه فسألته اي عن السؤال نفسه فقال لي مثل ما قال ثوبان اي عليك بكثرة السجود نعم قال رحمه الله تعالى وروى ربيعة بن كعب الاسلمي قال كنت ابيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاتيته بوضوءه وحاجته فقال لي سل فقلت اسألك مرافقتك في الجنة قال اوغير ذلك؟ قلت هو ذاك؟ قال فاعني على نفسك بكثرة السجود. انفرد به مسلم وليس لربيعة ابن كعب في الصحيح غيره ثم روى رحمه الله هذا الحديث اورد هذا الحديث حديث ربيعة ابن كعب الاسلمي رضي الله عنه وربيعة رضي الله عنه من فقراء الصحابة ومن اهل الصفة من المهاجرين وايضا ممن شرفهم الله سبحانه وتعالى واكرمهم بخدمة الرسول عليه الصلاة والسلام فكان خادما للرسول عليه الصلاة والسلام. والنبي عليه الصلاة والسلام خدمة احرار وعبيد وربيعة من الاحرار الذين شرفوا خدمة النبي مثل ايظا عبد الله بن مسعود وغيرهم ممن شرفهم الله سبحانه وتعالى بهذا الشرف العظيم خدمة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فيقول رضي الله عنه وارضاه كنت ابيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاتيه بوضوئه وحاجته يعني يكون قريبا منه لخدمته قريبا منه عليه الصلاة والسلام لخدمته خادما له يأتي له بحاجته فيقول كنت ابيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاتيه بوضوءه والوضوء بالفتح هو الماء الذي يتوظأ به وحاجته اي التي يحتاج اليها في في وضوئه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فقال لي سل قال لي سل يعني سل عن حاجة وهذا من كريم خلق النبي عليه الصلاة والسلام ونبلي تعامله ومكافأة آآ اهل النصح والاحسان بما هو احسن واعظم فقال سل اي سلعا حاجة تريدها امرا تطلبه فلم يلتفت رضي الله عنه وارضاه الى شيء من متع الدنيا مطلقا لم يلتفت الى شيء من متع الدنيا مع ان من فقراء الصحابة ومن اهل الصفة ما التفت اطلاقا الى شيء من امور الدنيا مثل بيت او غير ذلك ما التفت الى شيء من ذلك وانما اتجه مطلوبه الى امر عالي ورفيع فقال رضي الله عنه اسألك مرافقتك في الجنة اسألك مرافقتك في الجنة. قال او غير ذلك او غير ذلك قلت هو ذاك قلت هو ذاك يعني ما اريد الا هذا تنظر هذه الهمة ما ارفعها واعلاها فهو انما يريد هذه الاعمال انما يريد الموافقة النبي عليه الصلاة والسلام ولا يلزم من هذه المرافقة المطلوبة ان يكون في نفس الرتبة فان الرتبة او الدرجة التي هو فيها صلوات الله وسلامه عليه درجة لا يبلغها الا واحد من عباد الله وهي له صلوات الله وسلامه عليه فلا يلزم من المرافقة في الجنة ان يكون مساويا في الرتبة هذا ليس بلازم قال اسألك مرافقتك في الجنة قال اوغير ذلك قال هو ذاك يعني لا اريد الا هذا قال فاعني على نفسك بكثرة السجود فاعني على نفسك بكثرة السجود ارشده الى خير العمل والمراد بكثرة بكثرة السجود اي السجود الذي في الصلاة السجود الذي في الصلاة فحثه على الصلاة ورغبه فيها اعني على نفسك بكثرة السجود اي ان صلاتك صلاة تلو صلاة مكثرا السجود في هذه الصلاة لله سبحانه وتعالى وليس المراد بكثرة السجود اي ان يسجد سجدات هكذا منفردة ليس هذا المراد وانما السجود الذي في الصلاة يصلي ويصلي ويصلي ويكون بذلك مكثرا من السجود ولم يقل اعني على نفسك بكثرة الصلاة وان كان هي المراده قال اعني على نفسك بكثرة السجود. تنبيها على عظم شأن السجود في اركان الصلاة وبين اهل العلم خلاف قوي اي العملين افضل في الصلاة السجود او القيام والقراءة وبين اهل العلم خلاف قوي قد ساق واورد خلافهم في ذلك الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد في مبحث لطيف ونافع في ايهما افضل طول القيام او كثرة السجود وذكر من رجح هذا وادلته ومن رجح هذا وادلته قال في ختام ذلك وقال شيخ الاسلام يعني ابن تيمية رحمه الله والصواب انهما سواء فهذا افضل بما فيه من قراءة لفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن وهذا ما فيه من هيئة هيئة الذل والانكسار لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو هريرة وايضا تنبه اعني على نفسك النفس هذي مشكلة النفس الانسانية هذه مشكلة تحتاج من صاحبها الى معالجة. قال اعني على نفسك نفس الانسان هذي مشكلة والله مشكلة وكم حرمت نفس الانسان كم حرمته من خير؟ وكم اعاقته عن فضيلة؟ وكم ورطته في مخازي واثام وذنوب ومعاصي نفس الانسان هذي تحتاج الى معالجة ومجاهدة والا فانها تتفلت وتميل الى الاثام والحرام فتحتاج هذه النفس الى معالجة دائمة ولهذا قال فاعني على نفسك اعني على نفسك بكثرة السجود بمعنى ان تجاهد نفسك على طاعة الله وتعطرها على الحق اطرا الله يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله النفس تحتاج الى مجاهدة ومعالجة تحتاج الى محاسبة تحتاج ان يزمها صاحبها دائما بالزمام الحق والشرع والهدى والا تنفلت تنفلت نسأل الله العافية اذا انفلتت النفس اهلكت صاحبها وورطته في مخازي ورذائل وقبائح وشنائع واعمال فظيعة جدا الا من وفقه الله عز وجل وجاهد نفسه مستعينا بربه جل في علاه ولهذا قال اعني على نفسك بكثرة السجود اذا كنت تريد الفظيلة والرفعة والدرجات العلا جاهد نفسك على طاعة الله ومن اعظم ما ما هو مطلوب منك ان تجاهد نفسك عليه الصلاة فرضها ونفلها الصلاة تحتاج الى مجاهدة تحتاج الى معالجة مستمرة منك لنفسك حتى تكون من المصلين حتى تنشرح النفس والصدر للصلاة وتكون محبة لها اول ما يكون الامر تكون الصلاة ثقيلة لكن اذا عالجوا جاهدوا واستعان بالله سبحانه وتعالى تحولت الى ماذا الى قرة قرة للعين وبهجة للنفس وراحة للصدر فاذا ننتبه الى قول النبي عليه الصلاة والسلام اعني على نفسك بكثرة السجود نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تطهر في بيته ومشى الى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله تعالى كانت خطواته احدهما تحط خطيئة والاخرى ترفع درجة. اخرجه مسلم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث في صحيح مسلم حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تطهر في بيته ومشى الى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله هذه ثلاث امور هذه ثلاثة امور تترتب عليها آآ هذه الفظيلة وهذا الثواب الاول ان يتطهر في بيته والطهارة في البيت هذي لها معنى الطهارة في البيت هذي لها معنى مهم جدا وجاءت في نصوص كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لانها تعني انك خرجت من بيتك من راحتك من جلوسك مع اهلك مع ولدك من انسك خرجت من بيتك لا لشيء الا للصلاة خرجت ايضا طاهرا متهيأ ليس لك نية ولا عمل ولا مقصد بهذا الخروج الا الصلاة فهذا له معنى مهم جدا تطهر في البيت يسمع النداء للصلاة فيباشر الطهارة في بيته ويخرج من بيته لا يخرجه الا الصلاة. ليس له مقصد بهذا الخروج الا الصلاة. هذه الامر الاول الامر الثاني ان يذهب ماشيا للصلاة على قدميه وكل ما زادت الخطوات كان الثواب اعظم والاجر اكبر عند الله سبحانه وتعالى فالمشي ذاته الى المساجد له ثوابه العظيم ينبغي ان ان يحرص عليه العبد ما استطاع ان يكفر من خطواته الى المساجد وفي هذا الباب القصة العجيبة العظيمة التي اه في صحيح مسلم والتي يرويها ابي بن كعب رضي الله عنه في قصة ذلك الرجل من الانصار يقول ابي عن رجل من الانصار لا اعلم رجلا ابعد بيتا من المسجد منه لا اعلم رجلا ابعد بيتا من المسجد منه وكانت لا تخطئه صلاة في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام. لا تخطئه صلاة. ما تفوته فقيل له الا تشتري لك حمارا تركبه في الظلماء والرمظاء تلقى الى شدة الحر وفي الليل في ظلمة ظلمة الليل للفجر والعشاء تركبه فظة الماء والرمظاء قال والله ما احبا بيتي الى جنب المسجد واني اريد ان يكتب الله لي ذهابي الى المسجد خطواتي الى المسجد وعودتي منه هذا هذا الحرص كان عن طمع وعظيم رغبة منه رظي الله عنه ان يقتل تكتب خطواته ان تكتب خطواته الى المسجد ذاهبا وايبا في الذهاب والاياب ومن عجيب القصص في هذا الزمان لان احيانا القصص الواقعية في زمان المرء قد تحرك في نفسه معنى حدثت عن رجل مسن حي الى فيما اعلم وهو رجل مقعد ما يمشي على قدميه من كبر سنه لكنه جميع الصلوات الخمس يذهب الى المسجد زحفا زحفا وتقرحت رجلاه وركبه من الارض ولا يريد ان يركب فاضطر ابناءه الى مد فراش من بيته الى المسجد يقي آآ رجل والدهم الحريص على الصلاة من ان تتقرح رجله وتتضرر بالارض وتجد شباب اقوياء نشطاء في عافية وصحة ما يحرك قدميه الى بيت الله سبحانه وتعالى نسأل الله العافية وهذا يبين لنا ان الاعاقة ليست اعاقة الاعاقة البدنية الاعاقة اعاقة القلب عن طاعة الله هذه الاعاقة ان الرجل يكون في قوة وصحة وعافية وينادى الى الصلاة ولا يذهب هذا معاق هذا معاق اعاقة حقيقية اما الاخر الذي فاقد مثلا لطرف من اطراف او قدم او يد او غير ذلك هذا اعاقة بدنية لكن الاعاقة الحقيقية باعاقة القلب عن طاعة الله ينادى الى فريضة من فرائض الاسلام ولا يذهب هذا هو المعاق هذا معاق والله اعاقة عظيمة جدا فالحاصل ان المشي الى الصلاة هذا له شأنه وهذا الصحابي الانصاري قال اريد ان ان ان يكتب لي الله عز وجل ذهابي وايابي فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فماذا قال قال ان الله قد جمع لك ذلك كله ان الله قد جمع لك ذلك كله. هذا الذي احتسبه عند الله جمعه الله له خطواته في الذهاب والاياب قال في هذا الحديث ومشى الى بيت الله الى بيت من بيوت الله. الامر الثالث ليقضي فريضة من فرائض الله تعالى وهذا انتبه له فظل المشي الى المساجد لاداء الفرائظ لاداء الفرائض لان لانهم ما تقرب الى الله سبحانه وتعالى بقربة احب الى الله مما افترظ الله سبحانه وتعالى على عباده كما في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه قال ليقضي فريضة من فرائض الله فرائض الله التي تؤدى في المساجد خمس صلوات في اليوم والليلة كانت خطواته احداهما تحط تحط تحط خطيئة والاخرى ترفع درجة فهذا فيه ان خطوات المسجد يجمع فيها المرء لنفسه بين حط الخطايا رفعة الدرجات وعلو المنازل نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ارأيتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات. هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء. قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا. متفق عليه. والدرن بفتح الدال والراء الوسخ وهذا الحديث من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيه الدلالة كما سبق على عظيم فضل الصلاة في تكفير اه الخطايا وحط الذنوب وظرب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا مثلا عظيما يبين لنا عظم شأن الصلاة في تكفير الذنوب والامثال المظروبة من شأنها ان تجعل الامور المعنوية كالامور المشاهدة المحسوسة فتصوروا لو ان رجلا لو ان رجلا امام باب بيته نهر نهر جاري نظيف عذب يا يجري من امام بيته وكل يوم يغمس نفسه في هذا النهر خمس مرات يدلك بدنه بالماء النظيف الطيب خمس مرات يفعل ذلك هل يتصور ان يوجد على بدن هذا الرجل الدرن الذي هو الوسخ او انه يكون دائما بدنه نظيف وليس على بدنه وسخ او ليس عليه الرائحة الكريهة فهذا مثل ليوضح لنا حال الصلاة في تكفير الذنوب فان حالها كحال نهر بباب آآ احدنا نهر جاري ببعض الروايات نهر غمر اي مليء بالماء ويغمس المرء نفسه في خمس مرات في اليوم والليلة لا يبقى من درنه شيء قال صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو هريرة رضي الله عنه قال والدرن الوسخ الوسخ وسخ الذنوب يزال بالصلاة. ولهذا من الدعاء الذي في الصلاة كما قدمت اللهم باعد بيني وبين الخطايا اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيظ من الدرن وفي بعض الاحاديث من الوسخ الصلاة فيها تنقية من اوساخ الذنوب وادرانها نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غدا الى المسجد او راح اعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا او راح متفق عليه والنزل بضم النون والزاي المكان الذي يهيأ للنزول فيه. وبسكون الزاي الطعام والنزل ايضا بسكون اي الريع والفظل ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه في فضل الغدو وهو الذهاب في اول النهار والروائح وهو الذهاب في اخر اه النهار الى بيوت الله لاداء الصلوات في اول النهار الفجر واخر النهار الصلوات العصر والمغرب العشاء الحاصل انه آآ يتكرر مجيئه وذهابه الى بيوت الله سبحانه وتعالى في اول النهار وفي اخر النهار من غدا الى المسجد او راح اعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا او راح كلما غدا او راح في كل غدو ورواح يعد نزل اي ظيافة وكرامة مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم النزل هو ما يعد لاهل الجنة في الجنة من القرى والضيافة والكرامة التي يعدها الله سبحانه وتعالى لاولياءه المتقين وعباده المقربين فالعبد كلما كان ذا عناية بالذهاب الى المسجد الرواح يتكرر ذلك منه كل ما كان ذلك سببا لزيادة النزل وتهيئة الكرامة له في الجنة قال من اه غدا الى المسجد او راح اعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا او راح وهذا الحديث من جملة احاديث ونصوص كثيرة في الكتاب والسنة تدل على ان الجنة مخلوقة وموجودة الان وان اه ثواب العبد يتزايد في الجنة من من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة فالجنة موجودة يتزايد قرأ العبد وكرامة الله له فيها بحسب جده واجتهاده في الاعمال ولا سيما عناية بالصلاة ومحافظة عليها جعلنا الله اجمعين من المقيمين الصلاة ومن ذرياتنا واصلح الله لنا اجمعين شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم مآت نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا