الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله تعالى في كتابه كفاية المتعبد وتحفة المتزهد دعاء الاستخارة روى جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كالسورة من القرآن اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين ثم يقول اللهم اني استخيرك بعلمك واستحضرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم ان كنت تعلم ان هذا ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال في عاجل امري واجله فاقدره لي وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال في عاجل امري واجله فاصرفوا عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان. ثم رضني به. ويسمي حاجته انفرد به البخاري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا اي لانفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الحديث هو اخر حديث ساقه المصنف رحمه الله تعالى فيما يتعلق بالفظائل المختصة بالصلاة وهذا الحديث فيه هذه الصلاة العظيمة صلاة الاستخارة التي يشرع للمرء ان يأتي بها بين اما يهمه من الامور وما يقدم عليه من المصالح والاعمال والحاجيات ولا سيما ما كان منها مترددا فيه ويجهل عاقبته فيأتي بهذه الصلاة العظيمة المباركة مفوضا فيها امره الى الله متوكلا عليه معتمدا عليه وحده راجيا الخيرة في امره من ربه جل وعلا وما خاب من استخار لان من فوظ امره الى الله عز وجل فقد فوظ امره الى من بيده كل الامور ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم وهذه الاستخارة التي من الله سبحانه وتعالى بها على امة الاسلام جاءت لهذه الامة عوضا عما كان عليه اهل الجاهلية من استقسام بالازلام وزجر للطير وغير ذلك من الامور التي كانوا يفعلونها من اجل معرفة ما سيقدمون عليه من اعمال او مصالح هل هي نافعة او ضارة؟ هل هي ناجحة او خاسرة فكانوا يستقسمون الازلام ويزجرون الطير وبناء على ذلك يقدمون او يحجمون يفعلون او يتركون وهي جاهلية جهلاء سلم الله سبحانه وتعالى امة الاسلام منها ووقاهم منها بمنه وكرمه سبحانه وتعالى واذا اقدم المسلم على مصلحة من مصالحه وشأن من شؤونه فزع الى هذه الصلاة صلاة الاستخارة فصلى لربه جل في علاه ركعتين خاضعا لله ملتجئا اليه جل في علاه ثم دعا عقب صلاته بهذه الدعوات المباركة العظيمة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يعلمها اصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن مما يدل على عظم شأن هذه الدعوات من جهة وايضا عظم شأن حفظها بالفاظها الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة اخرى فهي دعوات عظيمة ينبغي ان يكون المسلم ذا عناية بها من جهات ثلاثة من جهة حفظ الفاظها كما وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام ومن جهة فهم معاني هذه الالفاظ ومدلولاتها لان الدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقوى اثرها وتكبر فائدتها بحسب فهم المرء لها ولمعناها ومدلولها ففرق بين من يدعو بدعاء يفهم معناه ويعقل مدلوله وبين من يدعو بالدعاء نفسه ولا يدري ما هو ولا يعرف معناه فرق بين اثر هذين الدعائين والجهة الثالثة مواظبة الانسان على هذه الدعوة بين يدي اموره ومصالحه وحاجاته ولا سيما ما كان مترددا فيه يجهل عاقبته ولهذا لا استخارة فيما افترضه الله على عباده ولا فيما حرمه الله سبحانه وتعالى على عباده فالواجب يفعل مباشرة والمحرم ايضا يترك وينتهى عنه مباشرة ومصالح الانسان التي يقدم عليها من زواج او سفر او تجارة او معاملة او غير ذلك فانه يستخير الله جل وعلا بهذه الصلاة العظيمة والدعوات المباركة طالبا منه جل وعلا ان يختار له الخير مفوضا امره الى من بيده الامر جل في علاه وما خاب ابدا من استخار ربه وفوض امره لمولاه سبحانه وتعالى قال رحمه الله روى جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كالسورة من القرآن كالسورة من القرآن اي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء دعاء الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن واذا كان واذا كانت السورة من القرآن مطلوب من المرء المسلم ان يحفظها بالفاظها دون ان يخطئ في حرف دون ان يخطئ في حرف من حروفها فهذه الدعوة كان النبي عليه الصلاة والسلام يعلمها اصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن بمعنى ان الفاظه ينبغي ان يتقنها المرء ان يتقنها وان يأتي بها متقنة كما جاءت عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ولا مانع في بداية تعلم المرء هذه الدعوات العظيمة المباركة ان لم يتيسر له حفظها وكان ماضيا في حفظها واحتاج الى ان يستخير لا مانع ان يقرأ هذا الدعاء من ورقة تكون بيده حتى يتمكن من حفظ هذه الدعوات العظيمة المأثورة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وان يحفظها كما يحفظ السورة من اه القرآن كما بين جابر رضي الله عنه في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام رظي الله عنهم هذه الدعوات كما كان يعلمهم السورة من القرآن وقوله رضي الله عنه يعلمنا الاستخارة في الامور كلها هذا يبين لنا عموم وشمول هذه الاستخارة العظيمة لامور المرء ومصالحه المتنوعة فيدخل تحت قوله الامور كلها جميع امور فالشخص ومصالحه التي تهمه ويقدم عليها ولا سيما ما كان منها مجهولا مجهول العاقبة هل هو نافع او ضار فهل هو آآ مفيد او غير مفيد فهل هو رابح او خاسر هل هو ناجح او غير ناجح ونحو ذلك فانه بين يدي هذا الامر يستخير ربه داعيا بهذه الدعوات العظيمة المباركة قال اذا قال عليه الصلاة والسلام اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين اذا اهم احدكم بالامر فليركع ركعتين اهم بالامر اي اقدم عليه وعزم على فعله والقيام به. اذا هم بالامر من الهم وهو العزيمة على فعل الشيء هم بالامر وليس من الهم الذي هو الغم الحزن وانما هو الهم الذي هو الاقدام والعزم على فعل الشيء او فعل امر من الامور اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين وجاء في بعض الروايات من غير الفريضة فليركع ركعتين يصلي ركعتين لله سبحانه وتعالى لا تكون هاتان الركعتان الفريضة فان كانت مثلا النافلة او السنة الراتبة بعد الصلوات او تحية المسجد او انشأ صلاة صلاة ركعتين من اجل الاستخارة المهم ان تكون من غير الفريظة من غير الصلوات الخمس التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده ولم يأتي في لشيء من روايات الحديث تخصيص قراءة معينة او ايات معينة او سور معينة تقرأ في هذه الصلاة فيقرأ في الركعتين ما تيسر من اه القرآن يقرأ ما تيسر من القرآن ولم يأتي في السنة تعيين شيء معين يقرأ في هذه الصلاة قال فليركع ركعتين ثم يقول وذكر عليه الصلاة والسلام الدعاء يركع ركعتين هاتان الركعتان وسيلة الى الله سبحانه وتعالى لاجابة هذا الدعاء فزع الى هذه الصلاة بين يدي الدعاء وهذا فيه ان الصلاة من اعظم الوسائل في اجابة الدعاء من اعظم الوسائل ومن اعظم ما يتوسل به الى الله جل وعلا في اجابة الدعاء وحصول المطلوب والصلاة صلة بين العبد وبين ربه جل في علاه ويأتي هذا الدعاء بعد الفراغ من هذه الصلاة سواء بعد الفراغ منها وقبل السلام او بعد الفراغ منها بعد السلام والامر في ذلك واسع ان ان جاء بهذه الدعوة في اخر صلاته قبل ان ان يسلم او جاء به في اخر صلاته بعد ان يسلم وكل من ذلكم الامر فيه واسع الاولى والله تعالى اعلم ان يكون بعد السلام الاولى ان يكون بعد السلام لانه في الحديث قال فليركع ركعتين ثم يقول فليركع ركعتين ثم يقول فثم في مدلولها اللغوي تفيد التراخي عن هاتين الركعتين المات بهما قبل هذا الدعاء فلعل الاقرب والله اعلم انها تكون بعد السلام. وان جاء بها قبل ان يسلم في اخر صلاته فلا حرج في في ذلك الامر في ذلك واسع بل ان ما قبل السلام من اعظم واحرم مواطن الدعاء وتحري الدعاء فالحاصل ان الامر في ذلك واسع يأتي بهذه الدعوة قبل ان يسلم من هاتين الركعتين او بعد ان يسلم واذا جاء بها بعد السلام فله ان يرفع يديه وهو يدعو بهذه الدعوة عملا بعمومات الادلة منها قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا. وايضا الامر في هذا واسع ان اتى بالدعوة برفع اليدين او اتى بها بدون رفع اليدين هذا اذا كان دعا بهذه الدعوة بعد السلام اما قبل السلام فانه يدعو بلا رفع لان لانه ليس هنا ليس موطن رفع في الصلاة اليدين فان جاء بها بعد السلام له ان يرفع وله الا يرفع ولعله ان رفع اولى واحرى الاجابة فان الله حي كريم يستحي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا قال ثم يقول اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم استخيرك السين هنا للطلب استخيرك اطلب منك يا الله ان تختار لي الخير مفوضا امري الى الله اليك يا الله فاطلب منك ان تختار لي الخير في امري هذا ويعينه يسميه كما سيأتي معنا في الحديث. ان كان زواجا او كان تجارة او كان سفرا او كان معاملة او غير ذلك يسميه ويبدأ دعاءه بطلب الخير من الله استخيرك اي اطلب منك يا الله ان تختار لي الخير في امري هذا الذي انا مقدم عليه استخيرك بعلمك يستخيرك بعلمك وهذا فيه آآ التوسل الى الله سبحانه وتعالى بعلمه الذي وسع كل شيء علم ما كان وعلم ما سيكون وعلم جل في علاه ما لم يكن ان لو كان كيف يكون احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك استقدرك اي اطلب منك يا الله ان تقدرني على هذا الامر وان تمكنني منه وان تهيئه لي على الوجه النافع الصالح الطيب الذي فيه المنفعة بلا مضرة والخير بلا شر واستقدرك بقدرتك وهذا فيه التوسل الى الله سبحانه وتعالى بالقدرة قدرته جل في علاه وفي الدعاء في هذا الدعاء مراعاة آآ اختيار الصفة المناسبة للمطلوب فلما فسأل الخيرة ناسب التوسل الى الله بالعلم ولما سأل الاقدار على الامر والتمكين منه ناسب التوسل الى الله بقدرته سبحانه وتعالى قال واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم واسألك من فضلك العظيم. اسألك يا الله من فضلك العظيم وهذا فيه اثبات العبد وايمانه ان الفضل بيد الله يؤتيه سبحانه وتعالى من يشاء. وكما قال الله تعالى وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وهذه من اعظم الوسائل هذي من اعظم الوسائل وهو توسل الى الله سبحانه وتعالى بامرين الامر الاول اظهار العبد لفقره وعجزه وقلة علمه وظعف حيلته وقلة بصيرته وانه لا يعلم وانه لا يقدر وانه لا حول له ولا قوة فهذا افتقار هذه هذه عبودية لله بالافتقار الافتقار اليه واظهار العبد عجزه وفقره وحاجته وعدم قدرته وعاد عدم علمه وجهله هذا توسل هذا توسل عظيم الى الله سبحانه وتعالى يتوسل به العبد الى ربه جل في علاه بان بعجز العبد وظعف العبد وقلة علم العبد وقلة حيلته وقلة بصيرته فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم والجهة الثانية التوسل الى الله بقدرته العظيمة وعلمه الواسع وصفاته الجليلة الكاملة فالعبد هنا يتوسل الى الله بصفات الله العظيمة العلم المحيط الواسع والقدرة على كل شيء لا يعجزه سبحانه وتعالى شيء في الارض ولا في السماء ويتوسل ايظا الى الله جل وعلا بظعف العبد. انه عبد ظعيف عاجز لا يعلم لا يقدر فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب اي احاط علمك بكل شيء تعلم خوافي الامور وبواطنها كعلمك بظاهرها وعلنها فالسر عندك يا الله علانية والغيب عندك شهادة لا تخفى عليك خافية. سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار فعلم الله سبحانه وتعالى محيط بكل شيء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور يعلم الامور الكائنة والامور التي ستكون والامور التي لن تكون ان لو كانت كيف تكون. احاط بكل شيء علما واحصى سبحانه وتعالى كل شيء عددا وانت علام الغيوب وانت علام الغيوب اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر اللهم ان كنت تعلم هذا ليس ليس شكا في علم الله ليس شكا من الداعي في علم ربه وكيف يكون سكا وقد توسل قبله بعلم الله المحيط توسل بعلم الله المحيط وانه سبحانه وتعالى علام الغيوب احاط بكل شيء علما هذا ليس شكا في علم الله اللهم ان كنت تعلم اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر هذا ليس شكا في علم الله وانما جهل من العبد بمتعلق علم الله في الامر المعين الذي يطلبه من الله سبحانه وتعالى جاهل من العبد بمتعلق علم الله سبحانه وتعالى بالامر المعين الذي يطلبه من ربه ويسأله من مولاه جل وعلا. ولهذا قال اللهم ان كنت تعلم مفوضا امره الى العليم الخبير سبحانه وتعالى ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي وهذا فيه تفويض الامر في حصول الخيرة في حاجة العبد ومصلحته التي هو قادم اليها الى الله انا ظعيف يا رب انا جاهل لا علم لي لا قدرة لا حيلة لا حيلة لي ولا قوة افوض امري في مصلحتي هذا ويسميها اليك يا رب اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر لا يقول الداعي في دعاء ان هذا الامر وانما يقول كما جاء في اخر الحديث قال ويسمي حاجته ما يقول هذا الامر اذا وصل الى هذه الجملة لا يقول اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر وانما يقول اللهم ان كنت تعلم ان زواجي من فلانة بنت فلان مثلا او سفري الى التجارة للبلد الفلاني او مشاركتي في التجارة مع فلان ابن فلان او مصادقة مثلا لفلان بن فلان او هكذا. يسمي حاجته او امر او مصلحته او الامر الذي هو متردد فيه يسميه في هذا الموضع لا يأتي بهذه الجملة تعلم ان هذا الامر وانما يأتي بدلها بمصلحته اللهم ان كنت ان كنت تعلم ان في سفري او ان كنت تعلم ان في زواجي او كنت تعلم ان في كذا وكذا يسمي حاجته خير لي في دين ومعاشي وعاقبة امري في هذه الجهات اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني اي ان هذا الامر حتى لو كان امرا دنيويا حتى لو كان امرا دنيويا بحتا من تجارة او غير ذلك من المصالح الدنيوية سلا الله عز وجل ان يختار لك فيه الخيرة وان يكون خيرا لك في دينك لان امور الدنيا اذا وفقك الله سبحانه وتعالى واختار لك فيها الخير كانت معونة لك على الدين ومعونة لك على الطاعة واما اذا كانت بخلاف ذلك فان امور الدنيا تكون موجبة للطغيان والانصراف عن طاعة الرحمن وعبادته سبحانه وتعالى قال في ديني ومعاشي في ديني ومعاشي معاشي اي فئة في اه مصالح الدنيوية وفي حياتي الدنيا عاقبة امري اي اخرتي حين وقوفي بين يديك فسأل الله تبارك وتعالى الخيرة في هذا الامر ان يكون هذا الامر الذي يحصل له صلاح له صلاح له في دينه ودنياه واخرته فاجتمعا في هذه الامور الثلاثة ما اجتمع في الدعوة العظيمة المباركة التي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يدعو بها اللهم اصلح لي الذي فيه عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي فسأل الله عز وجل الصلاح في هذه الامور الثلاثة وهنا في هذه الخيارة اجتمعت هذه الثلاث الخيرة في الدين والمعاش وعاقبة الامر يعني الصلاح في هذه الجهات الثلاث الصلاح في هذه الجهة يعني هذا الامر الذي انت قادم عليه من زواج او تجارة او سفر او غير ذلك تسأل الله سبحانه وتعالى ان يكون صالحا لك في هذه الجهة الثلاث في الدين والدنيا والاخرة فالدين والدنيا والاخرة في دين ومعاشي وعاقبة امري او قال في عاجل امر واجله وهذا شك من الراوي ولهذا قال من قال من اهل العلم لا يؤتى آآ اللفظتين وانما يؤتى بواحدة منهما ومن اهل العلم من قال يؤتى بها كلها احتياطا فتقول مثلا آآ اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي او تقول اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني خير لي في ديني وعاجل امري واجله فاقدره لي. لان قول عاجل امري واجله هو محل قوله معاشي وعاقبة امري والدين سؤال الله عز وجل هذا يبقى فسؤال الله عز وجل العاقبة في اه الخيرة في امر الدين تبقى ثم قوله بعده ومعاشي وعاقبة امري اما ان يأتي به او يأتي بعاجل امري واجله عاجل امري واجله. وبعض اهل العلم لو قال لو جاء بها كلها فلا حرج احتياطا ولا حرج في في ذلك قال وان كنت تعلم وان كنت تعلم ان هذا الامر ويعيد تسميته ان هذا الامر يعني زواجي او مثلا سفري او غير ذلك يسميه وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري واجله فاصرفه عني تصرفه عني واصرفني عنه اصرفه عني اي ابعد هذا الامر عني ابعد هذا الامر عني واصرفني عنه اي ابعدني عنه وابعد عن قلبي تعلقي به احيانا القلب يكون متعلق بالامر ومتلهف عليه وطامع فيه وفيه نوع من الحرص على حصوله فيسأل الله عز وجل ان يصرفها عنه يصرفه عن قلبه تعلقا وعن نفسه بذلا للاسباب في تحصيله وطلبه فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان وهذا تفويظ الى الله سبحانه وتعالى الذي يعلم ويقدر آآ وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى ان يقدر لعبده الخير حيث كان الخير حيث كان ثم رضني بها ثم رضني به وهذا ايضا مطلب عظيم بعد ان يقدر لك الخير ويحصل احيانا سبحان الله يحصل للعبد الخير النافع المفيد ونفسه لا ترضى وهو خير وهو خير عظيم او خير لا شر فيه ونفع لا ضر فيه ونفسه لا تكن راضية وربما تكون نفسه مثلا ملتفتة الى امر اخر غير مثلا مقتنعة بهذا الامر فيسأل الله عز وجل ان يختار لها الخير وان يرضيه بالخير. ان يجعل نفسه راضية هذا الخير وهذا الرضا هو القناعة هذا الرضا هو القناعة قناعة العبد بما اتاه الله سبحانه وتعالى آآ من خير وهذه القناعة هي الغنى الحقيقي القناعة هي الغنى الحقيقي. فالعبد يسأل ربه ان يختار له الخير وان يرضيه به قال ويسمي حاجته عرفنا ان هذه تذكر في موطنين من هذه الدعوة تذكر هذه تسمية الحاجة تذكر في موطنين من الدعوة كما مر معنا الحاصل ان آآ هذه الدعوة دعوة عظيمة جدا اه ومباركة والنبي عليه الصلاة والسلام كان كان يعلمها اصحابه الكرام اه رضي الله عنهم وارضاهم كما كان يعلمهم السورة من آآ القرآن ولعلي قبل ان اختم الخص شيئا ذكرته فيما سبق وازيد عليه زيادة يسيرة اه من حيث العناية هذه الدعوة عرفنا اهمية العناية بها بالفاظها كما جاءت. عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فليحرص المرء على حفظها على حفظها بالفاظها كما وردت فان كان حافظا لها وعرظت له حاجة يصلي ركعتين ويدعو بهذه الدعوات مستحظرا معانيها به من حفظه هذه الحالة الاولى وهي اكمل الحالات الحالة الثانية ان كان لم يتيسر له حفظها وعرظت له حاجة وعنده هذه الدعوة في كتابه وفي ورقة فلا حرج ان يدعو بهذه الدعوات من الورقة التي معه من هذه الورقة التي معه لكن لا يجعل هذا طريقة له ومسلكا وانما يعني مرحلة مؤقتة الى ان يتيسر له حفظ هذه الدعوات وهذه الحالة الثانية. الحالة الثالثة ان كان لا يحفظ هذا الدعاء ان كان لا يحفظ هذا الدعاء وليست عنده ورقة يقرأها او كان غير غير قارئ لا يقرأ امي فلا يترك ايضا الاستخارة لا لا يترك الاستخارة لا يقول انا لا احفظها ولا اقدر ان اقرأها لا يتركها بل اذا عرظت له حاجة يصلي لله ركعتين يصلي لله ركعتين ويدعو الله بما يتيسر يدعو الله بما تيسر اللهم افوض امري اليك اللهم اختر لي الخير يا رب. اللهم اني اسألك ان تختار لي الخير او نحو ذلك. المهم لا يترك فان كان مثلا غير ان كان غير حافظ لها او غير قادر على حفظها او مثلا امي لا يقرأ لا يستطيع ان يقرأها لا يترك الاستخارة لا يترك الاستهارة بل يصلي لله ركعتين ان عرضت له حاجة وبعد الاستخارة يمد يديه الى الله يا رب اختر لي الخير يا رب اختر لي الخير الله امن يفوظ امري اليك ونحو ذلك من مما يتيسر له من آآ الدعاء في هذا المعنى معنى طلب آآ الخيرة فهذه مراتب ثلاثة هذه مراتب ثلاثة اه اكملها ان تأتي بها حفظا متقنا عاقلا لمعناها عارفا مدلولها المرحلة الثانية ان ان كان لا يحفظها ويتيسر ان يقرأها من ورقة المرتبة الثالثة ان لم يتيسر هذا ولا هذا فيدعو بما ييسره الله سبحانه وتعالى له حول هذا المعنى معنى طلب الخيرة من الله جل وعلا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع يا رب العالمين. اللهم والبس ولي امرنا ثوب الصحة والعافية يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا