الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الحافظ المنذري الله تعالى في كتابه كفاية المتعبد وتحفة المتزهد. الباب الثالث في فضل الصدقة روى ابو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم يصبح العباد فيه الا ينزلان فيقول احدهما اللهم اعطي منفقا خلفا. ويقول الاخر اللهم اعطي ممسكا متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الباب الثالث من ابواب هذا الكتاب كتاب الفظائل فظائل الاعمال المسمى كفاية المتعبد وهذا الباب معقود في فضائل الصدقة والصدقة هي ما يخرجه المرء من ماله على وجه التقرب الى الله سبحانه وتعالى وطلب الثواب منه جل في علاه وهي من اعظم الاعمال واجلها وفي الصدقة ثواب عظيم يناله المتصدقون في دنياهم واخراهم في دنياهم بركة في اموالهم وبركة في حياتهم وفي اخراهم ما اعده الله سبحانه وتعالى لهم من عظيم الثواب وجميل المآب الصدقة سميت صدقة من الصدق لانها تدل على صدق ايمان صاحبها كما يوضح هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم والصدقة برهان. والصدقة برهان اي برهان. على ايمان بالمرء وصدقه في ايمانه والصدقة شأنها عظيم فيما يترتب عليها من خيرات وبركات حسن عوائد في الدنيا والاخرة والمصنف رحمه الله تعالى جمع في هذا الباب جملة من النصوص في فضل الصدقة وعظيم ثوابها عند الله جل وعلا وبدأها بحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه الا ملكان ان ينزلان فيقول احدهما اللهم اعطي منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا والحديث فيه حث على الصدقة في كل يوم حثا يوميا على الصدقة بمعنى ان المرء يكون له نصيب من الصدقة وحظ في كل يوم من ايامه في كل يوم من ايامه لان نزول الملكين نزولا يوميا ودعوة الملكين دعوة يومية بان يعطي الله سبحانه وتعالى المنفق خلفا وان يعطي الممسك تلفا وهي دعوة يومية فالحديث فيه حث على الصدقة بشكل يومي بحيث يكون للمرء في كل يوم من ايامه نصيب وحظ من الصدقة والمراد بالنفقة في قوله اعط منفقا المراد بالنفقة اي النفقة في الطاعات وعلى الاولاد والنفقة على الظيفان والنفقة على الفقراء والمحتاجين والصدقة عليهم. تتناول ذلك كله فانما ينفقه المرء على اهله وولده من طعام وشراب كسوة اذا احتسبها عند الله دخلت في جملة هذه النفقة وكذلك ما ينفقه في اكرام ضيفه والاحسان مثلا الى جاره او نحو ذلك وما ينفقه في اه حاجة الفقراء والمساكين ومعاونة الناس كله يشمله هذه النفقة التي جاء هذا الحديث في الحث عليها والترغيب فيها قال ينزلان فيقول احدهما اللهم اعطي منفقا خلفا اللهم اعطي منفقا خلفا اي من ينفق من ما له فاعط خلفا اي اخلفوا بخير وحسن عوظ ولهذا يجد المنفق بركة النفقة في ماله ظاهرة. وما وما نقصت صدقة من مال كما جاء بذلكم الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ويقول الاخر اللهم اعطي كان اي عن هذا الانفاق ممسكا عن هذا الانفاق تلفا اي في ماله تلفا في ماله والتلف الذي يكون للمال نوعان حسي ومعنوي اما الحسي بان يصاب ماله بجائحة او ان يسرق او ان يضيع او ان يعتدى عليه او نحو ذلك التلف المعنوي بان يكون المال موجودا عنده لكنه عديم البركة ولا منفعة له فيه ولا استفادة منه فهو مال غير مبارك فالتلف يشمل هذا وهذا يشمل نزع البركة من المال ويشمل ضياع المال باي وجه او باي صفة من صفات الضياع للاموال وهذه الدعوة التي في هذا الحديث اعطي ممسكا تلفا تفيد ان المراد الحديث او المراد بالنفقة في هذا الحديث النفقة الواجبة لان النفقة نوعان النفقة واجبة ونفقة مستحبة والدعاء بالتلف الدعاء بالتلف تلف المال لا يكون الا في حق من فرط في ما اوجب الله عليه فيما اوجب الله سبحانه وتعالى عليه. اما النفقة المستحبة ان لم ان حصلت من صاحبها اثيب وان لم تحصل من صاحبها لم يعاقب ولم يكن مستحقا ان يدعى عليه بتلف ما له فالظاهر والله تعالى اعلم ان المراد بالنفقة هنا النفقة الواجبة مثل النفقة على آآ النفقة التي هي اخراج الزكاة الواجبة والنفقة التي على الاهل والولد ونحو ذلك مما هو واجب من اه النفقة فان من يمسك عما اوجب الله سبحانه وتعالى عليه فانه حقيق بهذه الدعوة اليومية من الملكين بان اه يعطى تلفا في ماله نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتصدق احد بتمرة من كسب طيب الا اخذها الله تعالى بيمينه فيربيها كما يربي احدكم فلوه او قلوصة حتى تكون مثل الجبل او اعظم متفق عليه الفلو المهر والقلاص المهر المهر والقلاص فتيان الابل واحدها قلوص ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتصدق احدكم بتمرة من كسب طيب وفي بعض الاحاديث زيادة ولا يقبل الله الا الطيب وجاء في بعض الاحاديث لا يتصدق احدكم بعدل تمرة فيفيد الحديث بروايتيه ان من تصدق بتمرة او تصدق بما يعادل التمرة من طعام او مال او شراب او نحو ذلك فلا يكونوا خاصا بالتمر وانما من تصدق بتمرة او تصدق بما يعادل تمرة والمراد انه تصدق بشيء قليل بشيء قليل فان الله سبحانه وتعالى يضاعفه لصاحبه ويربيه له حتى تكون هذه التمرة الواحدة او ما يعادل التمرة يجده صاحبه يوم القيامة مثل الجبل يجده يوم القيامة مثل الجبل لان الله سبحانه وتعالى يربيها لصاحبها وينميها لصاحبها حتى تكون التمرة الواحدة مثل الجبل وهذا فيه ان ثواب الصدقة مظعف وان في الصدقة بركة وانها تنمو لصاحبها ويجدها يوم القيامة اضعافا مضاعفة. اذا كانت التمرة الواحدة او ما يعادلها يجدها المرء يوم القيامة مثل الجبل فكيف بمن يكرمه الله سبحانه وتعالى بانواع من الصدقات محتسبا طامعا في اجر الله سبحانه وتعالى وعظيم ثوابه. قال لا يتصدق احدكم بتمرة من كسب طيب بهذا القيد وهذا فيه ان النفقة التي من كسب ليس بطيب ليست مقبولة لانه بعده قال ولا يقبل الله الا الطيب ولا يقبل الله الا الطيب فبهذا القيد ان تكون النفقة من كسب طيب اي من دخلت عليه هذه التمرة او غيرها من المال من وجه حلال وطريق مباح. اما اذا كانت دخلت عليه بسرقة او بغش او بربا او نحو ذلك من الامور المحرمة فانها تكون غير طيبة. فلا تكون متقبلة وانما المتقبل من اه المال ما اخرجه صاحبه من كسب طيب قال آآ من كسب طيب الا اخذها الله تعالى بيمينه وهذا فيه اثبات اليمين لله سبحانه وتعالى كما في القرآن الكريم وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. قال الا اخذها الله سبحانه وتعالى بيمينه اخذها بيمينه والقاعدة عند اهل السنة وهي قاعدة مطردة ان مثل هذه النصوص نصوص الصفات تمر كما جاءت ويؤمن بها كما وردت وان يحذر المرء من طرائق اهل التأويل وسبل اهل التحريف الذين يجهدون انفسهم في لي هذه النصوص وصرفها عن ظاهرها وابعادها عن معناها فزعما منهم انهم يريدون بذلك تنزيه الله تبارك وتعالى ونبينا عليه الصلاة والسلام القائل لهذا الحديث ولغيره من احاديث الصفات هو امام المنزهين لله جل وعلا ويكفي المسلم ان يسمع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام وان يؤمن به كما جاء وان يمره كما ورد لا ينشغل بصرف هذا الحديث الى المعاني البعيدة والتأويلات البعيدة زعما منه انه يريد بذلك تنزيه الله سبحانه وتعالى فنبينا عليه الصلاة والسلام قال الا اخذها الله بيمينه نحن نقول كما قال صلوات الله وسلامه وبركاته عليه يأخذها الله سبحانه وتعالى بيمينه وهذا فيه عظم شأن الصدقة وعظم اه بركتها وعظم فائدتها لصاحبها. قال الا اخذها الله سبحانه وتعالى بيمينه. ويجب ايضا في هذا المقام ان ينزه الله تبارك وتعالى عن التمثيل فان الله جل وعلا يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ويقول سبحانه وتعالى هل تعلم له ويقول جل وعلا لم يكن له كفوا احد فيجب ان ان تجار هذه النصوص عن التمثيل. ولا يجوز ان يخطر ببال من يقرأ هذا الحديث او غيره من احاديث الصفات ان يخطر بباله الصفة التي عليها المخلوق وانما صفات الله سبحانه وتعالى المضافة اليه تليق بجلاله وكماله وعظمته والقاعدة عند اهل العلم في هذا الباب ان الاظافة تقتظي التخصيص فما يضاف الى الله جل وعلا من الصفات يخصه ويليق بجلاله وكماله وما يضاف الى المخلوقين من الصفات فهو يخصهم ويليق بضعفهم وعجزهم ونقصهم وتنزه الرب تبارك وتعالى عن الشبيه والمثال فلا تضربوا لله الامثال قال الا اخذها الله تعالى بيمينه فيربيها كما يربي احدكم فلوه كما يربي احدكم فلوه قال المؤلف رحمه الله الفلو المهر الفلو المهر والفلو سمي فلوا من فليه عن امه من فليه عن امه اي فصله عنها. ولهذا يقال لها الفلو ويقال لها الفصيل يعني لما يبلغ سن الفطام عن امه وان يفصل عن امه والمراد الفلو اه الصغار من آآ الصغار من الخيل يقال له فلو واهل الخيل لهذا الفلو شأن عندهم عظيم جدا ولهذا خصه النبي عليه الصلاة والسلام بالذكر له شأن عظيم وله مكانة في نفوسهم ويعتنون به عناية عظيمة لانهم يعدونه لاشياء عظيمة يعدونه للدفاع ولمجابهة الاعداء له شأن له شأن وله اهمية عظيمة فعنايتهم به اشد من عناية ببهيمة الانعام او غيرها مما يربى عندهم وانما يربى تربية خاصة ويعتنى به عناية خاصة فنبينا عليه الصلاة والسلام قال فيربيها كما يربي احدكم فلوه كما يربي احدكم فلوه او قلوصة قال القلاص فتيان الابل يعني الصغار من الابل الصغار من الابل فيربيها لها كما يربي احدكم فلوه يعني الصغار من الخيل او قلوص الصغار من الابل وكل هذه لها شأن عند اهلها اه اصحابها قال آآ قال حتى تكون مثل الجبل او اعظم حتى تكون هي التمرة او ما ما يعادلها مثل الجبل فيربيها الله سبحانه وتعالى لا حتى يجدها صاحبها يوم القيامة مثل الجبل الحاصل ان هذا الحديث العظيم المبارك يدل على فضل الصدقة ولو كان الذي تصدقت به شيئا قليلا ولا تحقرن من المعروف شيئا. لا تحقرن من الصدقة شيئا لا تحقرن ريالا او درهما او فلسا او تمرة او خبزة او علبة حليب او شيئا يسيرا لا تحقر شيئا من المعروف فاذا اخرجها الانسان بنفس طيبة وكسب طيب مبتغيا بها وجه الله سبحانه وتعالى رباها الله له هذه التربية المشار اليها في الحديث حتى يجدها صاحبها يوم القيامة مثل الجبل او اعظم كما قال نبينا صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله تعالى وروى حارثة بن وهب رضي الله عنه فلوة ضبطها بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو فلوة وايضا تظبط فلوة بكسر الفاء واسكان اللام ثلوة نعم قال رحمه الله تعالى وروى حارثة بن وهب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تصدقت فيوشك الرجل يمشي بصدقته فيقول الذي اعطيها لو جئت بها بالامس قبلتها. واما الان فلا حاجة لي بها فلا يجد من يقبلها متفق عليه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث في الحث على الصدقة واغتنام اوقات امكانها واغتنام اوقات امكانها قبل تعذرها وهذا نوع من أنواع الحث على الصدقة حث على الصدقة لاغتنام اوقات ان كان الصدقة وكم من انسان اخر فرصا عظيمة لم يغتنمها للصدقة ففاتت عليه فاتت عليه احد الافاضل البارحة ليلا حدثنا بقصة عجيبة في هذا الباب ان احد الاثرياء احد الاثرياء كلمه شخص فاضل في بناء مسجد مسجد جامع كبير يكلف ثلاثة ملايين فوافق على ذلك وقال اعدوا المخططات وهيئوها وانا متكفل اخراج هذا المال لهذا المسجد لكنه لم يباشر دفعه ولم يكتب مثلا بالمبلغ وانما تكفل بذلك واستعد ثم مرض على اثر ذلك بقليل ومات فقال هذا الفاضل لورثة الوالد اعتمد هذا المس وورثكم خيرا كبيرا جدا واعتمد هذا المسجد وقال لي انا متكفل ببناءه وامرني ان اعد المخططات وهي جائزة فتشاور الورثة فما اعطوه شيئا الا واحدا منهم يقول اعطاها الفين ريال قال هذي مني انا فلا اغتنام الصدقة اغتنام الصدقة في فرصة تهيئها للعبد هذا مطلب مهم. لان اذا تهيأت لك الفرصة الان قد لا تتهيأ لك غدا اذا كانت متهيئة لك الان قد لا تكون فانك لا تدري غدا كما في الاثر اثر ابن عمر لا تدري ماذا يكون اسمك غدا يعني من الاحياء او الاموات فاغتنام الصدقة اغتنام الصدقة وقت تهيئها للعبد هذا من الامور التي لا ينبغي ان ان يغفل عنها. وهذا الحديث فيه هذا النوع من الحث على الصدقة في هذا النوع من الحث على الصدقة بان يغتنم الانسان وقتها وفرصة تهيئها له لانه قد يأتي عليه وقت لا تتهيأ له بل بعض الناس يؤخر في الصدقة ويكبر سنه ثم يصيبه شيء مثلا من شيء من الخرف فيحجر ابناءه على ماله ويكون ماله موجود ويريد ان يخرج منها ويتصدق فلا يتمكن حجر على على ماله هذه لها صور كثيرة جدا الحاصل ان الانسان ما ينبغي له ان يؤخر وايضا مثل ما تقدم معنا في الحديث الاول يحرص على ان يكون له حظ يومي من الصدقة ونصيب يومي بحيث تتمرن نفسه وتألف ويصبح جزءا من اعماله اليومية يحرص على ذلك وفي الوقت نفسه عليه ان يحتسب ما ينفق على اولاده و ما ينفقه على اهل بيته من طعام او كساء او شراب او ملبس او مركب او نحو ذلك يحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى وروى حارثة ابن وهب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تصدقوا فيوشك الرجل يمشي بصدقته فيقول الذي اعطيها فيقول الذي اعطيها لو جئت بها بالامس قبلتها لاحظ الان فرق فرق كم؟ في امكان الصدقة وعدم الامكان يوم واحد لو جئت بها بالامس لقبلتها فهذا فيه حث على الصدقة بفرصة الامكان لانها اذا كانت ممكنة اليوم قد لا تكون ممكنة فالغد قد يعرض اسباب واسباب تحول بينك وبين الصدقة يعني مثلا من الاسباب قد تكون اليوم نفسك متشجعة على البدن والنفس لها اقبال وادبار. قد تكون اليوم متشجعة مثلا على البذل. وفي الغد تكون شحيحة في الغد مثلا يمكن يتذكر الانسان المصالح والاولاد وكذا وكذا فيشح بالمال فالشاهد هناك عوارض كثيرة جدا تجعل الانسان يؤخر ويؤجل ويسوف فالمطلوب هو المبادرة واغتنام فرصة امكانها قبل تعذرها قال لو جئت بها بالامس قبلتها واما الان فلا حاجة لي بها. فلا يجد من يقبلها فلا يجد من يقبلها. الشاهد ان هذا الحديث فيه حث على اغتنام الصدقة آآ فرصة اغتنام فرصة امكان الصدقة قبل تعذر ذلك على العبد. نعم قال رحمه الله تعالى وروى عدي بن حاتم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ذكر النار فتعوذ منها واشاح بوجهه ثلاث مرات ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فان لم تجدوا فبكلمة طيبة متفق عليه قوله اشاح اي جد وانكمش على الوصية باتقاء النار. وقيل حذر من ذلك. والمشيح الحذر. وقيل الهارب وقيل اشاح اي اقبل وقيل قبض وجهه قال الحربي احسن ما قيل فيه التنحية وهو موافق للاعراظ ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عدي ابن حاتم ابن حاتم الطائي وحاتم الطائي والد والد عدي رضي الله عنه كان مضرب مثل ولا يزال مضرب مثل في البذل والكرم والانفاق على الظيوف وكان ينفق ويبذل في ذلك بذلا عظيما لكن لم تكن نيتهم في ذلك صالحة ولم تكن لله سبحانه وتعالى خالصة. ولهذا جاء في حديث جاء في حديث ان عديا سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا الذي كان يقدمه والده من صدقات من كرم من بذل اينفعه؟ سأل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال اينفعه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا قال النبي عليه الصلاة والسلام لا قال ذاك اراد شيئا فحصله. قال اهل العلم اي الشهرة اراد شيئا فحصله يعني شهرة بين الناس. كانت هذه هذا مقصده في اه في في في هذه الصدقات وهذه الاموال وهذا البذل قال هذاك اراد شيئا فحصل يعني الشهرة. كان يريدها وحصلها فرق بين من ينفق الاموال الطائلة شهرة فلا يتجاوز نصيبه من هذا المال الا سمعة تكون له في الدنيا وبين من ينفق ريال واحد او ريالين او تمرة او تمرتين لا بها الا وجه الله سبحانه وتعالى فيرى بركتها العظيمة في الدنيا والاخرة ومثل ما تقدم معنا يجدها يوم القيامة مثل الجبل. وذاك الذي انفق الكثير الكثير لا يجد منه شيئا. يوم القيامة لانه لم يكن قد انفقه لوجه الله سبحانه وتعالى. مثله ايضا عبد الله بن جدعان والحديث في صحيح مسلم وكان ايضا ينفق ويفك العاني ويبذل الكثير فسألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت لها ان من لي كذا وكذا وكذا اينفعه ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا لانه لم يقل قط لم يقل يوما قط اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين. بمعنى انه لم يكن يبذل لاجل الاخرة والله يقول ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا. من ينفق لاجل الدنيا و لاجل السمعة ولاجل الشهرة واجل مدح الناس وما الى ذلك هذا كله لا ينفعه في الاخرة نعم قد يحصل سمعة او صيتا او كلاما وثناء عند الناس لكن لا يجدوا شيئا من ذلك في صالح عمله يوم القيامة لانه لم ينفقه ولم يخرجه ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى قال عن عدي ابن حاتم رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ذكر النار فتعوذ منها نعوذ بالله من النار فتعوذ منها صلوات الله وسلامه عليه واشاح بوجهه ثلاث مرات وجاء في رواية في صحيح البخاري لهذا الحديث ان الصحابة قالوا حتى ظننا انه ينظر اليها حتى ظننا انه ينظر اليها كأنه كأنها امامه يراها عليه الصلاة والسلام كأن حتى ظننا انه ينظر اليها من اشاحته بوجهه عليه الصلاة والسلام. وذكر الشارح رحمه الله ذكر المؤلف رحمه الله تعالى اقوالا لاهل العلم في معنى اشاح وما المراد بالمسيح؟ وفي كتب اللغة هذه المعاني المذكورة لهذه اللفظة لها معاني اشار اليها او الى جملة منها المصنف رحمه الله لكنه تم بقوله وقيل اه وقال الحرب احسن ما قيل فيه التنحية احسن ما قيل فيه التنحية هو موافق للاعراض وفي اللغة يقال اشاح اذا نحى الرجل وجهه يعني اعرض بوجهه وصد وصد بوجهه واعرظ بوجهه وهذا المعنى هو الاقرب لسياق الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فتعوذ منها واشاح في وجهه اي نحى وجهه عن الجهة التي كان ينظر اليها حتى ان الصحابة قالوا اه حتى ظننا انه ينظر اليها يعني في جهة معينة واعرظ عن تلك الجهة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم قال اتقوا النار ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة والله يقول في القرآن يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة شداد لا اصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وهذه النار اعاذنا الله عز وجل اجمعين منها مما تتقى به الصدقة ولو كان بتمرة او بما يعادل تمرة فلا يحقر المرء وشيئا من المعروف مما يتقي به النار يوم القيامة. قال اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بشق تمرة يعني لا يتقال احدكم شيئا يتقي به النار من المعروف والخير والصدقات ولو كان شيئا قليلا لا يحتقره المرء بان يقدمه ليكون وقاية له من من النار ونجاة له من سخط الله سبحانه وتعالى والصدقة كما في الحديث تطفئ غضب الرب جل وعلا. ثم قال اتقوا النار ولو تمرة ولو بشق تمرة يعني ولو كان شيئا قليلا ثم ايظا من لم يجد القليل له ايضا ما يتقي به حتى لو كان لا يجد هذا القليل قال عليه الصلاة والسلام فان لم تجدوا فبكلمة طيبة فان لم تجدوا بكلمة طيبة يعني ان لم تجدوا مالا او طعاما او شرابا او لباسا او غير ذلك تنفقونه فبالكلمة الطيبة يدخل تحت قوله الكلمة الطيبة الكلمة الطيبة للسائل الذي جاء مثلا يسأل وليس عند الانسان ما يعطيه مثل ان يقول اسأل الله ان يرزقك اسأل الله ان يفرج همك ان يقضي مثلا دينك ان يعينك او نحو ذلك يسمعه كلمة طيبة دعاء طيبا او الكلمة الطيبة ايضا تتناول ما هو اعم من ذلك من لم يتيسر له ما لم ينفقه فالنفقة بالكلام ممكنة مثل مثل ما قال عليه الصلاة والسلام امر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة الدلالة على الخير معاونة الناس الان لما يعني مثلا يرى الانسان شخصا لم يهتدي الى بيته ولا يعرف وجهة بيته مثل ممن يأتون زوار مثل المدينة او لغيره احيانا بحكم انه جديد عن منطقة ما ما يهتدي الى البيت فاذا وقف مع الانسان ووضح له الطريق من هنا ومن هنا ومن هنا هذا بيته او ذهب معه هذه صدقة فباب الصدقة وباب وباب التصدق بالكلمة الطيبة باب واسع جدا يحرص المرء على ذلك. الحاصل انه لا يتقال من المعروف شيئا نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يسرني ان لي احدا ذهب تأتي علي ثالثة وعندي منه دينار الا دينارا ارصده لدين علي. متفق عليه. ثم اورد هذا الحديث في الحث على الصدقة والتغيب فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يسرني ان لي احدا ذهبا حد جبل عظيم معروف يقع شمال المدينة قال ما يسرني ان لي اه احدا ذهبا والحديث جاء بنحو هذا من حديث ابي ذر قال كنت قال كنت في آآ مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحرة فاستقبلنا جبل احد يعني صار جبل احد امامنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وابو ذر الى جنبه يرى جبل احد قال ما يسرني ان آآ لي مثل احد ذهبا تأتي علي ثلاثة يعني ثلاثة ايام وعندي منه دينار هذا فيه ماذا؟ السرعة في البذل وعدم التأخير ما يسرني ان عندي ثلاثة ايام اه ما يسرني ان تأتي علي ثلاثة ايام وعندي منه دينار الا دينارا ارصده للدين نرصده لدين علي وهذا يفيدنا ان الحث على المسارعة على سداد الدين وان سداد الدين اولى من الصدقة. ومن هذا وغيرها هي اخذ العلماء ان ان من تيسر له مالا ان يحجوا به او يعتمر وعليه دين فسداد الدين اولى لان هذي حقوق للناس وينبغي على المرء ان يسارع في آآ الخلاص منها وردها الى اصحابها وجاء في المسند الامام احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تخيفوا انفسكم بعد امنها لا تخيفوا انفسكم بعد امنها قالوا كيف ذلك يا رسول الله؟ قال الدين فالدين ليس بالهين ولهذا مسارعة الانسان لقظائه ورصد الدرهم والدينار وجمعه والحرص على تحصيلها لقظاء الدين هذا من مطالب المهمة وهو مقدم على الصدقة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الا دينارا ارصده لدين علي نسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم ان يقضي عنا اجمعين الدين وان يغنينا من الفقر وان يكفينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه اللهم اكفنا حلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك. اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم اعذنا من النار اللهم اعذنا من النار اللهم اذنا من النار واهلينا وذرياتنا واخواننا يا رب العالمين. اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك رسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا