الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله تعالى في كتابه كفاية المتعبد وتحفة المتزهد. وروى ابو هريرة رضي الله عنه. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. الامام العادل وشاب نشأ بعبادة الله عز وجل. ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله ورجلان تحابا في الله تعالى اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله تعالى ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله تعالى خاليا ففاضت عيناه. متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فهذا الحديث حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله جعلنا الله اجمعين منهم بمنه وكرمه عظيم مبارك فيه حث على هذه الخصال العظيمة والاوصاف المباركة الموجبة للظلال يوم القيامة وعندما يستحضر المرء المسلم ذلك الموقف العظيم يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق حتى تكون على بعد ميل منهم قيد ميل ولا ثمة في ذلك اليوم جبال ولا اشجار ولا امكنة يستظل بها الا في ذلك الظل العظيم المشار اليه في هذا الحديث الذي يضل به سبحانه وتعالى عباده المتقين واولياءه المقربين يوم لا ظل الا ظله اذا استحضر المسلم ذلك الموقف العظيم تحركت نفسه لمعرفة هذه الخصال الموجبة اهل الظلال والاتصاف بها طمعا ان يحظى في ذلك اليوم بان هنا من هؤلاء الذين يظلهم الله سبحانه وتعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله. وبدأ النبي صلوات الله وسلامه عليه هذا الحديث العظيم المبارك بقوله سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. ذكر العدد حثا منه عليه الصلاة والسلام على ظبط هذه الاوصاف. ومعرفتها معرفة جيدة. من اجل مجاهدة النفس على الاتصاف بها والتحلي بها ليكون العبد من اهل الظلال يوم القيامة ممن يظلهم الله جل وعلا في ظله يوم لا ظل لا الا ظله. قال عليه الصلاة والسلام سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله يظلهم الله في ظله اي يوم القيامة. في ذلك اليوم الذي تدنو فيه الشمس من رؤوس واضافة الظل اليه سبحانه وتعالى في ظله جاءت مفسرة في غير ما حديث عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه جاءت مفسرة في غير ما حديث عنه عليه الصلاة والسلام في ظل عرشه. في ظل عرشه فالمطلق جاء ما يقيده ويفسره في بعض الاحاديث عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهذا ظل عرش الرحمن جل وعلا. والواجب على المسلم فيما يتعلق بامور الاخرة والمغيبات ان يتلقاها بالتسليم والايمان وان يمرها كما جاءت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والا يقحم عقله القاصر دفعا لهذه النصوص او تشككا فيها او نحو ذلك من الطرائق الباطلة الاثمة المحرمة. فالظل في الحديث جاء ما يفسره وان المراد به ظل عرش الرحمن حتى انه جاء في بعض الفاظ الحديث سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله. وجاءت احاديث اخرى في ذكر خصال موجبة للظلال زائدة على هذه السبع. فليست الخصال الموجب الظلال هي هذه السبع المذكورة في هذا الحديث وليس الحديث حاصر لها لانه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم خصال اخرى في غير هذا الحديث. مثل من انظر معسرا وجاءت خصال كثيرة توجب لصاحبها الظلال يوم القيامة. وبعض العلماء افردوا هذه الخصال في مصنفات خاصة. الخصال الموجبة الظلال بعظ العلماء افردها في مصنفات خاصة جمعوا فيها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من خصال توجب للعبد ان يظله الله جل وعلا في ظله يوم لا ظل الا ظله. بدأ النبي عليه الصلاة والسلام هذه الخصال السبع بالامام العادل قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله الامام العادل. اي الذي يقوم في رعيته بالعدل. والقسط والبعد عن الجور والظلم والحيف ويتقي الله سبحانه وتعالى فيما استرعاه من رعية وولاه من ولاية فيتعامل معهم بالعدل. والعدل هو اقامة شرع الله. وتطبيق حدود الله سبحانه وتعالى وانصاف المظلوم واعطاء اهل الحقوق حقوقهم فمن كان كذلك من الولاة كان يوم القيامة ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. وقدم النبي عليه الصلاة والسلام الامام العادل على غيره لان نفع الامام العادل نفع عام. ونفع المتعدي لعموم الرعية اذا وفقه الله سبحانه وتعالى لذلك ومن عليه بذلك وجعلهم من اهل العدل والانصاف. فان النفع يعود على الرعية كلهم. ولهذا قدم الامام العادل لعموم نفعه لعموم نفعه. وان نفعه ليس خاصا به. او نفعا قاصرا عليه وانما هو نفع متعد الى الرعية كلها. فهو نفع عظيم. فقدمه النبي صلوات الله وسلامه عليه. وفي هذا الحديث ان العدل ومراعاة الانصاف والبعد عن الحي والظلم. من موجبات الظلال يوم القيامة. بل انه من اعظم الخصال الموجبة لذلك قال صلوات الله وسلامه عليه وشاب نشأ بعبادة الله عز وجل. نشأ بعبادة الله اي نشأ عابدا منذ صغره وهو معتن بالعبادة مقبل على الطاعة ليست له صبوة وليست عنده نزوة نزوات الشباب. وسفهيهم وطيسهم بعيد عن ذلك كله وقليل من الشباب من يوفق لذلك ان ينشأ نشأة لا صبوة فيها ولا نزوة وانما نشأة ماضية على الاستقامة. والملازمة للطاعة طاعة الله سبحانه وتعالى وفي حديث في سنده مقال يقول عليه الصلاة والسلام عجب ربكم لشاب ليست له صبوة فهذا امر عظيم جدا ان ينشأ الشاب على هذا الوصف بعيدا عن نزوات الشباب و الصبوة الشباب مراعيا للاستقامة محافظا عليها معتنيا بها. فمن كان كذلك ونشأ على هذه الحال اظله الله سبحانه وتعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله ولهذا ينبغي على الصغار ان يعوا هذا المعنى وان يفهموه جيدا وان يحرصوا على ان تكون نشأتهم كذلك. بعيدة عن النزوات يسوى السفه وهذا المقام مقام مجاهدة للنفس. والله سبحانه وتعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله مع المحسنين. قال عليه الصلاة والسلام ورجل قلبه معلق في المساجد رجل قلبه معلق بالمساجد يحب المساجد حبا عظيما وقلبه مرتبط بها معلق بها. اذا خرج من المسجد وقد ادى الصلاة اشتاقت نفسه ان تدخل اليه في صلاة اخرى وطاقت الى ذلك لعظم مكانة المساجد في قلبه وذلك لما يجده في المساجد من قرة عين. وبهجة قلب وراحة نفس وانس خاطر والمساجد قرة عيون المؤمنين. وراحة نفوسهم وهناءة قلوبهم. فيها يجدون دون راحتهم وسعادتهم ولا سيما في وقوفهم مؤدين للصلاة المكتوبة والطاعة المفروظة في بيوت الله سبحانه وتعالى كما امرهم الله في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له فيها بالغدو دوي والاصال رجال. لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة من كان قلبه كذلك معلقا ببيوت الله سبحانه وتعالى محبا لها محافظا على اداء الصلوات الخمس المكتوبة فيها على الجلوس في المسجد والمكث فيه. مواظبا على طاعة الله سبحانه وتعالى وذكره جل في علاه كان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. وليس معنى قلبه معلق بالمساجد اي انه يبقى دائما في المسجد لا يخرج منه بل هو يخرج لمصالحه ويخرج الى اعماله ويؤدي اموره من تجارة ان كان ذا تجارة او عمل ان كان ذا عمل او صناعة ان كان ذا صناعة لكن اعماله وصناعاته وحرفة وما الى ذلك لم تشغل قلبه عن التعلق بالمسجد وانتظار الصلاة والشوق اليها والرغبة في الله والحرص عليها. ومن امارة ذلك وعلامته المبادرة الى الصلاة حينما حينما يسمع الاذان لان الناس عند سماع الاذان على صنفين صنف اذا سمع الاذان فرح وابتهج وترك كل ما في يده. كيف لا وقلبه معلق بذلك منتظر لذلك مشتاق الى ذلك واخر اذا سمع الاذان ربما قلق. واحس ان ثمة امر سيعيقه عن ما به من عمل ولهذا يبقى على عمله ويتأخر الى ان تقام الصلاة او حتى تنتصف وهو ما زال مستمسكا بعمله لان قلبه متعلق بعمله وصنعته وهذا الحديث يفيدنا فائدة عظيمة ان الصلاح العبد من عدم صلاحه عائد الى قلبه. وباي شيء هذا القلب متعلق؟ والى اي شيء ان يميل فالانسان تبع لهذا القلب. كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح جسده كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فهذا القلب بحسب هذا القلب يكون الانسان بحسب ما تعلق به هذا القلب. الانسان يكون بحسب ما تعلق به هذا القلب فمن كان قلبه معلق بالمساجد له شأن اخر. وله اهتمام عظيم وعناية كبيرة ببيوت الله سبحانه وتعالى فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله رجل قلبه معلق بالمساجد رجل معلق بالمساجد وكما قدمت ليس معنى معلق المساجد انه جالس فيها لا يخرج لا يخرج ويؤدي مصالحه واعماله وجميع اموره يؤديها. لكن القلب معلق ببيوت الله. معلق ببيوت الله سبحانه وتعالى وحريص عليها ويفرح بالنداء الى الصلاة ولا يتخلف عنها واعظم شيء بنيت لاجله المساجد الصلاة التي عماد الدين. واعظم اركانه بعد الشهادتين قال ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه. وتفرقا عليه في جميع الخصال المذكورة في الحديث يذكر رجل الا هذه الخصلة. لان التحاب يحتاج الى تفاعل او مفاعلة بين اثنين هذا يحب هذا وذاك يحبه وتحابهم في الله ولاجل الله وهذا اوثق عرى الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وفي الحديث يقول الله عز وجل اين المتحابون؟ في جلالي فالتحاب في الله من من الاعمال العظيمة والخصال الجليلة وهو اوثق عراة الايمان ان وفي الحديث من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وهذا الحب الذي يقوم في قلوب اهل الايمان بعضهم لبعض هو مبني على هذا الايمان الذي تحلوا به وكانوا من اهله. كما قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون اخوة. اي اخوتهم في الله. ومبناها على الايمان به وعلى طاعته ورضاه سبحانه وتعالى وهذه الاخوة والرابطة الايمانية هي اوثق رابطة على الاطلاق وهي التي تبقى لاهلها في الدنيا والاخرة. الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين فكل اخوة وصداقة ورابطة تنقطع الا الاخوة في الله فانها باقية ودائمة لاهلها في الدنيا والاخرة ما داموا على هذه الاخوة ولهذه الاخوة مقتضيات جاء تبيانها في كتاب الله سبحانه وتعالى ينبغي على المتآخين في الله ان يعملوا على تحقيقها انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون. يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من او من عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا نابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان. ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون. يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم. هذه كلها مقتضيات لهذه الاخوة ومتطلبات الاخوة الايمانية مثل ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على على وكونوا عباد الله اخوانا. حققوا هذه الاخوة حققوا معانيها بالبعد. عن هذه الاعمال المنافية للاخوة الايمانية وعليه فان مثل هذه الاوصاف الغيبة والسخرية والنميمة والاستهزاء والغش وغير ذلك اذا وجدت في المرء تجاه اخوانه المؤمنين فهذا من ضعف ايمانه ونقص دينه وضعف تحقيقه لهذه الاخوة الايمانية. الحاصل ان من يوفق لذلك التآخي في لا هو التحاب في الله والتزاور في الله من يوفق لذلك فان هذه من الخصال الموجبة للظلال. قال رجلان تحابا في الله. اي جمع المحبة في الله رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه كان تلاقيهما واجتماعهما مبنيا على ذلك مؤسسا على المحبة في الله. ليست هناك مقاصد ومصالح واهداف دنيوية. ولهذا كثير من المحبات التي تقع بين الناس تنتهي بالمصالح التي تكون بينهم والمطامع التي تكون بينهم الا المحبة في الله باقية ليست باقية في الدنيا فقط بل في الدنيا والاخرة رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. تفرق عليه اي فرقهم الموت وهم على هذه المحبة مضوا عليها الى ان فرقهم الموت مات احدهما قبل الاخر او مات جميعا وهم على هذه المحبة الى ان توفاهم الله سبحانه وتعالى. يفيد هذا الحديث ان هذه محبة اذا اكرم بها المرء ينبغي ان يحافظ عليها وان يحرص الا تضيع منه وان تبقى شيئا ثابتا معه الى ان موت في صفائه ونقاءه ومحبته لاخوانه والبعد عن الاوصاف الذميمة التي تخدش هذه المحبة تضعفها وتوهيها فيحرص على المحافظة عليها الى ان يتوفاه الله سبحانه وتعالى وهو على هذه الحال طمعا في ان يكون من اهل هذه الخصال الموجبة للظلال يوم القيامة قال ورجل دعته امرأة دعته امرأة ذات منصب وجمال. فقال اني اخاف الله تعالى. رجل دعته امرأة اي الى نفسها. لارتكاب الفاحشة والوقوع في الزنا. وكانت هذه المرأة ذات طب وذات جمال اجتمع فيها المنصب الجاه والمكانة والمنزلة والشرف شرف آآ الشرف والمكانة والمنزلة اجتمعت فيها واجتمع فيها ايضا الجمال. واجتمع فيها مع كانه اجتمع الجمال والحسن حسن الصورة والهيئة والقوام واضافة الى ذلك دعته الى نفسها. يعني لم يحتج المقام الى مراودة وانما هي التي دعته وهي التي راودته فامتنع ولم يمنعه من ذلك الا خوف الله. سبحانه وتعالى قال اني اخاف الله. مثل كما قال يوسف عليه السلام معاذ الله انه ربي احسن مثواي. بعد مراودة عظيمة من امرأة العزيز التي اوتيت منصبا واوتيت جمالا. وتهيأت ليوسف وتجملت وتعطرت وتطيبت وهو شاب غريب وفي وفي ثورة الشباب واوتي شطر الحصن عليه السلام وهي التي راودته وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك واجتمع عدة امور من المغريات منها انه شباب وانه غريب عن البلد وان المرأة ذات حسن وذات منصب وذات جمال وانها تزينت وتهيأت وان المكان غلق غلقت الابواب وراودته هي عن نفسها بل تهددت وتوعدت اجتمعت امور كثيرة ومع ذلك قال معاذ الله بل قال بعد ذلك ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه ولم يقتصر الامر عليها فقط حتى النسوة في المدينة صار مطمعا للجميع ومع ذلك قال معاذ الله وقال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه. فالحاصل ان من حصل له هذا الابتلاء. وتعرض لهذه المحنة وهذه الفتنة. ان تدعوه امرأة ذات منصب وذات جمال الى نفسها فيمتنع خوفا من الله فان هذا الامتناع موجب للظلال يوم القيامة ان يكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وان كانت اللذة هي المطلوبة ان كانت اللذة هي المطلوبة فلا والله ليست بلذة ان يواقع حراما للحظات يسيرة يبوء بخزيه وعاقبته الوخيمة في الدنيا والاخرة. تفنى اللذاذة ممن لا ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار. وتبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار اي خير في لذة لحظة يسيرة تعقبها حسرات وندامات واسقام وامراض وخزي يوم القيامة وندامة. فان كان البحث عن اللذة فاللذة الحقيقية في الانتصار على النفس وان من ينتصر على نفسه في مثل هذا المقام يجد لذة في انتصاره على نفسه لا يجدها من يتعاطى تلك المحرمة ولا يذوقها من يتعاطى تلك الشهوة المحرمة تلك الشهوة الخسيسة الرذيلة لا يذوقها فان امتناع الانسان عن الحرام طاعة لله يعقب في العابد في المطيع لذة في قلبه وحلاوة يجدها في نفسه لا يجدها العاصي في مقارفته للمعصية فان كان البحث عن اللذة فها هي اللذة في الدنيا والاخرة ثم يوم القيامة يكون في هذا الامتناع الذي كان منه خوفا من الله سبحانه وتعالى موجبا لان يكون في اه الظلال يوم القيامة ممن يظلهم الله يوم لا ظل الا ظله فهذه هي اللذة الحقيقية والهناءة الحقيقية والسعادة الحقيقية في الدنيا والاخرة. ليست اللذة في مقارفة الرذيلة والوقوع في المحرم. قال ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله. فقال اني اخاف الله في قوله اني اخاف الله فائدة عظيمة جدا. في قوله اني اخاف الله فائدة عظيمة. ولو ان العبد استحضرها في كل مقام تدعوه للمعص تدعوه نفسه للمعصية لسلم من المعصية اني اخاف الله هذا دواء وشفاء امان للعبد باذن الله سبحانه وتعالى من الوقوع في المحرم. ولهذا ينبغي على العبد ان استحضر هذا خوف الله. وكل ما حدثته نفسه لارتكاب امر محرم ذكرها برؤية الله له واطياعه عليه. وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية ذكر ابن رجب رحمه الله في احد كتبه ان اعرابيا راود اعرابية في الصحراء عن نفسها وقال في جملة كلامه لها في اغراءها قال مما تخافين؟ نحن في مكان لا يرانا الا الكواكب نحن في مكان لا يرانا الا الكواكب. فقالت تلك الاعرابية واين مكوكبها؟ اين مكوكب الكواكب؟ خالق كواكب رب العالمين. فتوقف. ذكرته بالله. خوفته بالله سبحانه وتعالى وهذا الوازع اعظم وازع. واكبر رادع. على الاطلاق. يقول الامام الشنقيطي رحمه الله في كتابه والبيان اتفق العلماء على ان اكبر رادع واعظم زاجر ان تعلم ان الله يراك. هذا اكبر رادع. فاذا استحضر المرء ان الله يراه وانه مطلع عليه وانه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية. وان وانه شديد العذاب وان بطشه شديد وعقابه اليم وحرك في قلبه خوف من الله لا يمكن ان يقارف الرذيلة ويرتكب المحرم اني اخاف الله. ينبغي ان تكون هذه الكلمة مع المرء. وان يحظرها يستحضرها. كل ما دعته نفسه هذا المقام اني اخاف الله. اني اخاف الله هذا يوجبه معرفتك بالله يوجبه معرفتك بالله سبحانه وتعالى. وانه الرب العظيم الخالق الذي اوجدك. خلق لك هذا السمع وهذه هو الخالق للارظ والخالق للسماء. الخالق للنعم كلها المطلع عليك وعلى اعمالك وحركاتك وسكناتك البصير يرى كل شيء سبحانه وتعالى يستحضر هذه المعاني فهي اكبر زاجر واعظم رادع عن ارتكاب المحرم والوقوع والوقوع فيه. قال ورجل تصدق بصدقة اه فاخفاها رجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. اي من قوة اخلاصه. عظيم طمعه فيما عند الله سبحانه وتعالى ورغبة ان يكون هذا العمل بينه وبين الله جل وعلا. وهذه صدقة السر وشأنها عظيم. ولا مانع ان تكون الصدقة علانية بالنية الحسنة. مثل الصحابي الجليل عندما حث النبي عليه الصلاة والسلام على الصدقة. فجاء احمل معه مالا وضعه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فتتابع الصحابة على اثر ذلك فقال عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة ان كان لهذا القصد تحريك الاخرين وحثهم على الصدقة فانها تكون حينئذ حسنة. اذا اعلنت والاصل في عمل مرء يسره الا اذا كان الاصل في صدقة المرأة ان يسرها الا اذا كان فيه مصلحة في اعلانها وكان اعلانها عن نية حسنة ومقصد صالح طيب. اما ان اعلنها رياء لم يقبلها الله منه. كما في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. وقوله وقوله في هذا الحديث تصدق بصدقة حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينا اي من مبالغته في اخفاء صدقته من مبالغتي في اخفاء صدقته. حتى ان بعض السلف من مبالغة في هذا الباب المتصدق عليهم نفسه لا يدري من الذي تصدق المتصدق عليه نفسه لا يدري ما الذي تصدق عليه؟ يأتي في جوف الليل ومعه الطعام واللباس ويضعه عند باب الفقير ويمضي او يطرق الباب ويمضي فيجد الفقير هذا الذي وضع عند بابه لا يدري حتى انه في في ما ذكر في بعض كتب التاريخ ان بعض الفقراء لم لم يعلموا بالشخص الذي كان ينفق عليهم الا بموته لما مات انقطعت هذه الاشياء فعرفوا انها كانت تأتي منه. والا في حياتهم كلها ما كانوا يعرفون من الذي يأتي بها مبالغة في اخفاء الصدقة وان تكون سرا بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى. قال تصد بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. ما تنفق يمينه. ورجل ذكر الله تعالى خاليا ففاضت عيناه. ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. اي فاضت من خوف الله وخشية وخشية الله سبحانه وتعالى. خاليا اي بينه وبين الله هذا من اخلاصه وعظيم اقباله على على الله سبحانه وتعالى وعظيم طمعه فيما عند الله وايظا خوف من الله جل وعلا. ذكر الله خاليا ففاضت عيناه اي نزل الدمع من عينيه من خشية الله سبحانه وتعالى وهذا مقام عظيم في خلوة العبد بينه وبين ربه جل في علاه ولا سيما في جوف الليل وثلث الليل اخر وقت التنزل الالهي وسكون الكون وهدوء الناس وهجعتهم قال عليه الصلاة والسلام ينزل ربنا الى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخر فيقول من يسألني فاعطيه من يدعوني فاستجيب له من يستغفرني اغفر له. فاذا وفق العبد للوقوف بين يدي الله. وحسن مناجاته والتأمل في اياته سبحانه وتعالى والتدبر لهدايات كتابه جل وعلا وبكى من خشية الله سبحانه تعالى فان هذا من موجبات الظلال في ذلك اليوم العظيم. الحاصل ان هذا الحديث حديث عظيم حديث مبارك جمع فيه النبي عليه الصلاة والسلام هذه الخصال العظيمة التي توجب لصاحبها ان يظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو الذي من علينا بهذا المجلس وبهذه المعرفة لهذه الخصال الموجبة للظلال ان يظلنا اجمعين في ظله يوم لا ظل الا ظله. اللهم اظلنا اجمعين في ظلك يوم لا ظل الا ظلك. اللهم اظلنا اجمعين في ظلك يوم لا ظل الا تظله. اللهم اهدنا اجمعين اليك صراطا مستقيما. اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى عفة والغنى. اللهم اصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على واللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم. ونستغفرك لما تعلم ان انك انت علام الغيوب. ومن باب النصيحة والتنبيه في اثناء الدرس هذا الدرس وغيره. وفي تمامه بعض الاخوة ويلتقط صور اما لمن يلقي الدرس او للحاضرين وهذا لا ينفع من يفعل ذلك بل يظره. هذا لا ينفعه بل يظره وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم احاديث في النهي عن ذلك والوعيد عليه ومقام العلم ومجالس العلم مقام اخر مقام هداية واهتداء وانتفاع فهذا الذي يلتقي الصورة لو بقيت معه الى ما شاء الله لا تفيده ولا تنفعه. وانما الذي ينفع المرء وان يعقل الذي يقال والا صورة الذي يلقي الدرس او صورة الحاضرين اي اي شيء تفيد؟ الانسان لا في دنياه ولا في اخراه هي تضره ولهذا انصح من ابتلي بذلك ان يترك ذلك وان يقبل بقلبه على مجالس العلم للتعلم تفاعل. واذا كان حظ بعظ الناس مجالس العلم صورة يلتقطها لنفسه لاننا نرى بعظهم يمر على المجلس مرورا ويطلب من صاحبه ان يلتقط له صورة في المجلس ويمضي فيكون حظه من المجلس صورة فقط حظه من المجلس سورة وهذا ظرب من دروب الرياء اذا كان يأخذ هذه الصورة ويقول هذا انا في مجلس ان في المكان الفلاني الى اخره. هذي مصيبة اذا كان حظنا من مجالس العلم هذا اذا كان حظنا من مجالس هذه الصور اقول ذلك نصيحة واسأل الله عز وجل الاخوة الذين قاموا بالتصوير او غيرهم ان يصلحنا اجمعين وان يبصرنا بالحق والهدى وان يجنبنا سبل الهلاك والردا ان يوقظ قلوبنا من غفلتنا وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب يبقى الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا اللهم لا تجعل عن مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ايضا تنبيه اخر ملتحق بالتنبيه الاول الاجهزة هذه اجهزة التصوير يوجد فيها خاصية معروفة عند المصورين وهي المسح خاصية يعني في هذه الاجهزة يضغط على زر ويمسح كل ما وجد في جهازه من مثل هذه الصور. فالاستفادة من هذه الخاصية هو المطلوب. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبيا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا