نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الحافظ عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري رحمه الله تعالى في كتابه كفاية المتعبد وتحفة المتزهد وروى انس بن مالك رضي الله عنه ان ابا طلحة كان اكثر الانصار بالمدينة مالا وكان احب امواله اليه مير وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال انس فلما نزلت هذه الاية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. قام ابو طلحة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله عز وجل يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. وان احب والي بيروح وانها صدقة لله عز وجل ارجو برها وذخرها عند الله تعالى. فظعها يا رسول الله فظعها يا رسول الله حيث شئت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رابح قد سمعت ما قلت فيها واني ارى ان تجعلها في الاقربين فقسمها ابو طلحة في اقاربه وبني عمه متفق عليه قوله بير حاء هو موضع بقرب المسجد وقيل حاء اسم رجل اليه نسب البئر اختلف في تقييده فروي بفتح الراء في كل حال وروي بضم الراء في الرفع وفتحها في النصب وكسرها في الجر وقوله بخ يقال بالتسكين وبالكسر مع التنوين. قال الخليل يقال ذلك للشيء اذا اذا رضيته يقال ليعظم الامر وقوله مال رابح يروى بالباء الموحدة من الربح بالاجر من الربح بالاجر وجزيل الثواب. اي ذو ربح ويروى بالياء المثنى من الرواح عليه من الرواح عليه بالاجر على الدوام ما بقيت اصوله وثماره. وقال الهروي رابح اي ذو ربح. ومن رواه رابح اراد انه قريب الفائدة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم انا نسألك التوفيق لما تحبه وترضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال اما بعد هذا اخر حديث ساقه المصنف رحمه الله الامام المنذري في كتابه كفاية المتعبد في الكتاب الذي او في الباب الثالث الذي خصصه في فضائل الصدقة يروي هذا الحديث انس بن مالك رضي الله عنه ان ابا طلحة كان اكثر الانصار مالا وابو طلحة رضي الله عنه وزيد ابن سهل الانصاري زوج ام انس بن مالك رضي الله عنه قال كان اكثر الانصار بالمدينة مالا وكان احب امواله اليه بير حاء وبيرحاء بستان كان في الجهة التي قبالة المسجد كما جاء قال وكانت مستقبلة المسجد اي في قبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها ويشرب من ماء فيها وجاء ايضا في رواية في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويستظل فيها يستظل فيها واخذ العلماء رحمهم الله رحمهم الله تعالى من ذلك جواز قصد البستان للراحة فيه والاستظلال وقظاء شيء من الوقت في داخله او تحت ظل الشجر وكذلك اخذ اهل العلم من هذا الحديث اباحة استعذاب الماء وطلب الماء العذب الطيب لان النبي عليه الصلاة والسلام كان يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ويشرب من ماء فيها طيب فاخذ من ذلك اباحة استعذاب الماء وطلب الطيب منه او البحث عن الطيب منه ذكر انس رضي الله عنه لدخول النبي عليه الصلاة والسلام وكونه يستظل فيها ويستعذب او يطلب الماء يشرب من مائها الطيب كل ذلك من اجل بيان القيمة العظيمة هذا البستان والمكانة العلية لهذا البستان عند صاحبه ابي طلحة ومن مكانة هذا البستان العظيمة ان النبي صلى الله عليه وسلم يدخله يشرب من ماءه الطيب فكان هذا البستان احب مالي ابي طلحة رضي الله عنه وارضاه اليه قال انس فلما نزلت هذه الاية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون المطلوب في الاية بين وهو ان ينفق الانسان مما يحب. والا يتيمم الخبيث فينفق منه او ما لا يحب المطلوب في الاية بين لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون اي مما تحبه نفوسكم من اموالكم وترغب فيه وتحرص على بقائه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون اي لن تنالوا حقيقة البر وتمامة حتى تكونوا بهذا الوصف تنفق مما تحبون فالمطلوب في الاية مما ينال به البر ان ينفق المرء مما يحب لكن ابا طلحة رضي الله عنه وارضاه اراد لنفسه درجة اعلى اراد لنفسه درجة اعلى فالمطلوب ان ينفق مما يحب فانفق احب المحبوب فانفق رضي الله عنه احب المحبوب فارتقى الى درجة اعلى في سخاء نفسه في باب بذل المال فلما نزلت هذه الاية لن تنالوا البر مما حتى تنفقوا مما تحبون لم يقتصر على الانفاق من المحبوب اليه من ما له وانما انفق احب ماله اليه احب ما له اليه قال قام ابو طلحة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله عز وجل يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. وان احب اموالي الي بيرح وانها لله عز وجل وانها صدقة لله عز وجل ارجو برها وذخرها احب اموالي بيرحاء اختار الاحب لم لم يقتصر على المحبوب فاختار الاحب احب امواله اليه واخرجها صدقة في سبيل الله سخية بها نفسه رضي الله عنه وارضاه قال صدقة لله وهذا فيه ان النفقة كشأن غيرها من العبادات لابد فيها من قص التقرب الى الله سبحانه وتعالى وطلب مرضاته حتى تدخل هذه الصدقة في صالح العمل لانه لا يدخل في صالح عمل العبد الا ما قصد به التقرب الى الله وطلب ثوابه ورضاه سبحانه وتعالى قال وانها صدقة لله عز وجل ارجو اي باخراجها برها وذخرها ارجو برها اي خيرها وبركة هذه الصدقة وهذه النفقة وذخرها اي ادخر مثوبتها اجرا يوم القى الله سبحانه وتعالى تكون ذخرا لي اي اجرا ادخره لنفسي يوم القى الله سبحانه وتعالى قال ارجو برها وخيرها عند الله تعالى يعني يريد على هذا الاخراج لهذه البئر في سبيل الله وطلب مرضاته الثواب يوم القيامة يوم يلقى الله جل وعلا قال فظعها يا رسول الله حيث شئت فوض امر السبيل الذي الذي تصرف فيه هذه البستان التي تصدق بها الى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. قال فضعها يا رسول الله حيث شئت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخن ذلك مال رابح ذلك مال رابح قوله بخ هذه كلمة تقال عند الرضا بالامر في هذا المقام مقام الرضا في الامر والمدح على الصنيع والثناء على العمل يقال بخن قال ذلك مال رابح ذلك مال رابح كررها مرتين للتأكيد صلوات الله وسلامه عليه ذلك مال رابح اي ربح صاحبه في دنياه واخراه وكان ماله ربحا له وذخرا يوم يلقى الله سبحانه وتعالى فهي التجارة الرابحة فهي التجارة الرابعة هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم فهي تجارة رابحة وقصرت انظار اكثر الخلق في الربح بالتجارة على الارباح الدنيوية التي يحصلون وغاب عن اكثرهم مثل هذا الربح العظيم والغنيمة العظيمة التي يحصلها ويفوز بها المرء في دنياه واخراه قال عليه الصلاة والسلام ذلك مال رابح ذلك مال رابح قد سمعت ما قلت قد سمعت ما قلت فيها يعني قد سمعت سمع النبي عليه الصلاة والسلام ما قلت اي ما قاله ابو طلحة فيها اي في بستانه من مكانتها العظيمة في نفسه ومنزلتها وانها احب امواله اليه وانه اخرجها طيبة بها نفسه في سبيل الله وطلب مراته جل في علاه قال قد سمعت ما قلت فيها واني ارى ان تجعلها في الاقربين اي تجعلها في قرابتك حتى تكون جامعة بين الصدقة والصلة فتكون صدقة وتكون ايضا صلة في جمع في هذا الصنيع بين الحسنيين صلة الارحام والقرابة وهم احق بالمعروف واولى به وتكون في الوقت نفسه صدقة وهي في الاقربين اعظم وشأنها ارفع وهم الاحق بالمعروف وجاء في رواية في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قبلتها منك ورددتها عليك قبلتها منك ورددتها عليك واراد بقوله ورددتها عليك اي ان تجعلها في الاقربين في قرابتك الذين هم احق الناس واولاهم المعروف قال فقسمها ابو طلحة في اقاربه وبني عمه امتثل ما ارشد اليه النبي عليه الصلاة والسلام وقسمها في اقاربه وبني عمه. جاء في سنن ابي داود قال فقسمها بين حسان ابن ثابت وابي ابن كعب رضي الله عنهما قسمها بين حسان بن ثابت ويلتقي مع حسان ابن ثابت في الجد الثالث وينتقي مع ابي ابن كعب في الجد السادس يلتقي معه في الجد السادس فقسمها بين حسان بن ثابت وابي بن كعب رضي الله عنهما نعم قوله قوله بير حاء هو موضع بقرب المسجد. وقيل حاء اسم رجل اليه نسب البئر اختلف في تقييده فروي بفتح الراء في كل حال وروي بضم الراء في الرفع وفتحها في النصب وكسرها في الجر نعم يعني بير حائل الذي البئر او البستان الذي اخرجه رضي الله عنه البستان الذي اخرجه رضي الله عنه يقال له بير حاء بين ان المصنف رحمه الله تعالى انه موضع قريب من المسجد اي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستقبلة المسجد في قبلة المسجد نعم قال رحمه الله تعالى وقوله بخ يقال بالتسكين وبالكسر مع التنوين يقال بخ هكذا بالتسكين ويقال بخن بالتزكية بالكسر مع التنوين نعم. قال الخليل يقال ذلك للشيء اذا رظيته ويقال ليعظم الامر نعم يعني يقال في مقام الرضا عن الصنيع ثناء عليه ومدحا له مدحا لفاعله ويقال لعظام الامر والاشارة الى عظمة الامر وانه امر عظيم مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام في هذا المقام مقام اعظام الامر بخن بخ. خمس ما اثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والولد يتوفى للعبد الصالح فيحتسبه عند الله جل وعلا نعم قال رحمه الله تعالى وقوله مال رابح يروى بالباء الموحدة من الربح بالاجر وجزيل الثواب اي ذو ربح ويروى بالياء المثناة من الرواح عليه ويروى بالياء المثناة مال رايح يروى المثناة مال الرايح مال الرايح نعم من الرواح عليه بالاجر على الدوام ما بقيت اصوله وثماره. قال من الرواح عليه بالاجر من الرواح عليه بالاجر اي رايح عليك نفعه ما للرايح اي رايح عليك نفعه من الرواح عليه بالاجر على الدوام. مال رايح اي رايح عليك اجره على الدوام وبشكل مستمر نعم وقال الهروي رابح اي ذو ربح ومن رواه رابح ومن رواه رابح اراد انه قريب الفائدة نعم وبهذا انتهى ما اورده المصنف رحمه الله تعالى من احاديث تتعلق فظائل الصدقة وبقي من هذا الكتاب الباب الرابع في الدعاء والذكر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وانبه الى ان الدرس اعتبارا من هذا اليوم يتوقف الى يوم الاحد بعد القادم الاسبوع القادم كله يكون الدرس متوقفا فيه العودة الى التدريس في الاحد بعد القادم ونكمل في الاحد بعد القادم هذا الكتاب نشرع في اكمال هذا الكتاب ثم نواصل بعد اكماله في اه الكتاب الذي نحن ماضون في قراءته هو كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد اللهم علمنا اجمعين ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله. اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم استغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وال وصحبه. جزاكم الله خيرا