الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الحافظ المنذري رحمه الله تعالى في كتابه كفاية المتعبد وتحفة المتزهد ما يقال قالوا عند دخول الخلاء روى انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل الخلاء قال اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث. متفق عليه. الخبث بضم الخاء جمع خبيث. والخبائث بائث جمع خبيثة يريد ذكور الشياطين واناثهم. وعامة المحدثين يسكنون الباء وغلطهم الخطابي في وصوب ذلك غيره. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه به اجمعين. اللهم فقهنا في الدين. اللهم وفقنا لاتباع هدي نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما ما بعد قال المصنف الامام المنذري رحمه الله تعالى ما يقال عند دخول للخلاء والمراد بالخلاء الموضع الذي يقضي فيه المرء حاجته. وقد جاءت السنة النبوية بما اذا قاله المسلم عند دخوله الخلاء تحقق له بذلك الحفظ والعافية والستر فان ما يؤثر عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق ما يقال عند قضاء الحاجة فيه ستر لابن ادم وفيه عافية الله وفيه ايضا غفران لذنوبه اذا قضى حاجته ذاكرا نعمته نعمة الله سبحانه وتعالى عليه بان يسر له هذا الطعام وهذا الغذاء فانتفع به بدنه وصحت به عافيته. ثم ما خرج بهذا اليسر لم يبق سموما في بدنه ومضرة على جسده فيستغفر الله لعجزه عن شكر هذا المنعم سبحانه وتعالى كما جاءت به السنة يقول غفرانك فيبدأ دخوله قضاء الحاجة بالبسملة والتعوذ ويختم ذلك بطلب المغفرة. وهذا من عظيم الهدي. وبركة السنة العظيمة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. اورد ده حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل الخلاء قال الله اني اعوذ بك من الخبث والخبائث. وضبطت ايضا الخبث. والخبائث. اما تسكين الباء او بضمها. والمراد بالخبث ذكران الشياطين الخبائث اناثهم وهذا التعوذ في صيانة للعبد وستر له. كما في الحديث الاخر ستر ما بين اعين الجن وعورة بني ادم بسم الله. عندما يدخل الخلاء فان هذه البسملة وهذا التعوذ بالله تبارك وتعالى ستر للانسان وصيانة له وحفظ له باذن الله سبحانه وتعالى. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. اي الذين يذكرون الله ويواظبون على ذكر الله سبحانه وتعالى في الاحوال كلها. ومن ذلك عند قضاء الحاجة. وقد جاء في بعض روايات هذا الحديث باسناد قال عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري على شرط مسلم البسملة في اوله زيادة البسملة في اوله بسم الله اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث فيشرع للمسلم في كل مرة يدخل الخلاء لقضاء الحاجة ان يبسمل بسم الله ثم يأتي بهذا التعوذ من الخبث والخبائث بسم الله اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث وعرفنا ان هذا التعوذ فيه صيانة للعبد وستر له اعين الشياطين وشرورهم. نعم. قال رحمه الله تعالى ما يقال بعد الفراغ من الوضوء روى عقبة بن عامر رضي الله عنه قال كانت علينا رعاية الابل فجاءت نوبتي فروحتها بعشي. فادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يحدث الناس فادركت من قوله ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبلا عليهما بقلبه ووجهه الا وجبت له الجنة. قال فقلت ما اجود هذه؟ فاذا قائل بين يديه يقول التي قبلها اجود فنظرت فاذا عمر قال اني قد رأيتك حين جئت انفا. قال ما منكم من احد فيبلغوا او فيسبغ الوضوء ثم يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله الا فتحت له ابواب ابواب الجنة الثمانية يدخل من ايها شاء انفرد به مسلم. قال رحمه الله تعالى ما يقال عند او بعد الفراغ من الوضوء. الوضوء طهارة لبدن المرء. قد جاءت السنة النبوية جاء عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ما يشرع للمرء ان يقوله بعد هذه الطهارة البدنية بان يقول اشهد ان لا اله الا الله طيب بان يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. فيجمع ذلك بين الطهارتين. الطهارة الحسية والمعنوية. او الطهارة الظاهر والباطن. طهارة الظاهر بالوضوء. وطهارة الباطن بالتوحيد. فيتبع وهذه الطهارة طهارة الظاهر بالوضوء قوله اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله هذا طهارة لباطنه بتوحيد الله. ولهذا ينبغي ان يعلم ان هذا التشهد سواء قيل في هذا الموضع او في اي موضع لا يؤتى به قولا مجردا بل يؤتى بهما تحقيق التوحيد وتجديد الايمان وتوثيق عراة اذ هذا هو المقصد من اذكار النبوية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فليست الفاظ ليست مجرد الفاظ تقال. بل هي الفاظ متظمنة لاجل المعاني واعظم المقاصد وانبل الغايات. ولهذا ينبغي على من يوفقه الله سبحانه وتعالى للاتيان بهذه الكلمات المباركات في اوقاتها وفق السنة ان يستحضر ما دلت عليه من معان وان يحقق ما دلت عليه من مقاصد جليلة وغايات نبيلة. اورد حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال كانت علينا رعاية الابل فجاءت نوبتي جاءت نوبتي هذا التناوب بين الصحابة رضي الله عنهم في رعاية الابل لهم مقصد جليل يدل على همتهم العالية وعنايتهم الكبيرة بملازمة النبي عليه الصلاة والسلام واخذ الاحاديث عنه وتلقيها منه. والتفقه على يديه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه مع عدم فوات هذه المصالح. فجمعوا بين الخيرين. القيام بهذه المصالح بالتناوب عليها بالتناوب عليها الحضور في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم وايضا من فاتته فائدة من كلام النبي عليه الصلاة والسلام واقتنوبته بلغه تلك الفائدة رفيقه وصاحبه. وهذا ما يدل على الهمة العالية الرفيعة. ولعل يستفيدون من مثل هذه التجارب المباركة فيكون التناوب وتحقق المصالح الدينية والدنيوية على حد سواء. وهذا يفيد ان التعاون مثمر المبني على الاخاء والمحبة والصدق تعاونا على البر والتقوى وطاعة الله سبحانه وتعالى قال فجاءت نوبتي فروحتها بعشي اي رددت الى مراحها اي المكان الذي تبيت فيه بعشي. والمراد بالعشي اي ما قبل الغروب غروب الشمس فروحتها بعشي فادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يحدث الناس. فادركت من قوله ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصلي ركعتين. مقبلا على عليهما بقلبه ووجهه. مقبلا عليهما بقلبه. اي لا يلتفت قلبه وقت الى امور الدنيا بل هو مقبل على الله صادق في التجائه اليه جل في علاه وايضا مقبل بوجهه. لا يلتفت بوجهه او بصره هنا وهناك. او يتتبع الرائح والغادي ونحو ذلك. منشغلا بل وجهه وبصره موضع سجوده. مقبلا عليه هما اي الركعتين بقلبه ووجهه. الا وجبت له الجنة. الا وجبت له جنة وهذا فيه ثمرة العظيمة للطهارة والصلاة. والعناية بهما وانهما من موجبات الجنة والفوز برضا الله سبحانه وتعالى. قال فقلت ما اجود هذه اعجبته جدا فرح بها سر بهذه الفائدة العظيمة التي سمع سمعها من النبي عليه الصلاة والسلام وابدى اعجابه وسروره بهذه الكلمة بقوله ما اجود هذا! اي فائدة جيدة ثمينة وعظيمة يقول ذلك مغتبطا فرحا مسرورا ما اجود هذه فاذا قائل بين يديه يقول التي قبلها اجود انظر تحريك الرغبة والتشويق للفائدة لم يقل له الفائدة ومباشرة وانما شوقه اليها. التي قبلها اجود. هذه جيدة والتي قبلها اجود وقولها التي قبلها اجود هذا دليل ومر له نظائر كثيرة على تفاضل الاعمال ظن بعظها افظل من بعظ وبعظ اجود بعض فالاعمال الصالحة متفاضلة و هذا باب ينبغي بان يحرص المرء المسلم على فقهه حتى تتحقق له المنافسة في عالي الرتب ورفيع المنازل واكتساب الفضائل قال فنظرت فاذا عمر الذي يقول هذه الكلمة عمر اي ابن الخطاب رضي الله عنه وارضاه قال اني قد رأيت حين جئت انفا. رأيتك حين جئت انفا اي الفائدة الاولى آآ رأيت انك جئت انفافتك فاتتك الفائدة الاولى. لم تدرك الا هذه الفائدة الثانية وقد فاتتك الاولى. رأيتك قد جئت تآنفا ففاتتك فائدة قبل هذه الفائدة وهي اجود قال ما منكم ما منكم من احد يتوضأ فيبلغ او فيسبغ الوضوء ومعنى يسبغ الوضوء يأتي به تاما مكملا لا ينقص منه شيئا. ثم قل اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم الا فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من ايها شاء. وهذا كما قدمت فيه جمع بين طهارتين طهارة الظاهر بالوضوء وطهارة الباطن بالتوحيد. التوحيد التوحيد المرسل سبحانه وتعالى باخلاص الدين له. وتوحيد صلوات الله وسلامه عليه بتجريد المتابعة له. فان لا اله الا الله تعني اخلاص الدين لله وافراده وحده تبارك وتعالى بالعبادة. والبراءة من الشرك والخلوص منه ومحمد رسول الله ومحمد عبده ورسوله تعني تجريد المتابعة له صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. بان تصدق اخباره ويؤتمر باوامره وينتهى عن نواهيه. فان اشهد ان محمدا رسول الله تعني طاعته فيما امر. وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه تجارب فان الرسل الكرام بعثوا ليطاعوا. وتمتثل اوامرهم. وينتهى عما نهوا عنه وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ارسلوا ليطاعوا ولتمتثل اوامرهم عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين قال ثم يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله الا فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من ايها شاء. وهذا فيه ان الجنة لها ثمانية ابواب. لها ثمانية ابواب وان من اتى بهذه العبادة الوضوء ثم التشهد فتح فتحت له على اثر ذلك ابواب الجنة الثمانية يدخل من ايها شاء. وجاء في الترمذي وغيره زيادة ثابتة في هذا الحديث. اللهم اجعلني من التوابين عني من المتطهرين وهي زيادة ثابتة. فمن السنة ان يقول بعد الوضوء اشهد ان لا اله الا الله. واشهد وان محمدا عبده ورسوله. اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين نعم. قال رحمه الله تعالى ما يقول عند الخروج الى الصلاة روى علي ابن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهم عن ابيه انه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ وهو يقول ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. فقرأ هؤلاء الايات حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين فاطال فيهما القيام والركوع والسجود ثم انصرف فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات كل ذلك يستاك ويتوضأ ويقرأ هؤلاء الايات ثم ثم فاوتر بثلاث فاذن المؤذن فخرج الى الصلاة فخرج الى الصلاة وهو يقول اللهم اجعل هل في قلبي نورا وفي لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل في خلفي واجعل من خلفي نورا ومن امامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا. اللهم اعطني نورا انفرد به مسلم. قوله واجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا. الحديث النور الهداية والبيان وضياء الحق. وقيل يحتمل ان يريد الرزق حلال وقوة هذه وقوة هذا الاعطاء به الطاعة. وقوة وقوة هذا الاعطاء به الطاعة. كذا في باقي النسخ. هكذا عنده قال رحمه الله تعالى ما يقول عند الخروج الى الصلاة الصلاة عماد الدين. واعظم اركانه بعد الشهادتين وهي نور وضياء. كما صح الحديث بذلك عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال الصلاة نور. وجاء في الحديث الاخر من حافظ عليها اي الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ذات يوم القيامة. فالصلاة نور. ولهذا جاءت السنة بمشروعية الدعاء بطلب النور في الخروج الى هذه الصلاة التي هي النور. وهذا من تمام التوافق وجميل المناسبة والمسلم خارج الى صلاته التي هي نور ان يسأل الله عز وجل ان يعظم حظه من النور في كل اجزائه. وفي جميع ذرات بدنه في ظاهره وباطنه. وايضا من جميع جهاته من من امامه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله بان يكون النور محيطا به من كل جوانبه وان يكون النور في كل جزء من اجزائه وذرة من ذراته يقول ذلك وهو خارج الى الصلاة التي ينور. وهذا من تمام المناسبة هذا هو جميل الموافقة بالدعاء والدعوات النبوية المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام في الاوقات معينة لها تعلق بتلك الاوقات او تلك الاحوال التي تقال فيها تلك الدعوات واورد المصنف رحمه الله تعالى عن علي ابن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما عن ابيه اي ابن عباس انه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اي في بيت خالته ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وعن الصحابة اجمعين. وكان غرضه من ذلك ان ينظر ويرقب صلاة النبي عليه الصلاة والسلام. ليتفقه ويرى عبادة النبي عليه الصلاة والسلام من الليل. متى يقوم وينظر الى وضوءه وصلاته وذكره ودعائه ومناجاته. وعدد ركعات صلاته فنام تلك الليلة في بيت النبي عليه الصلاة والسلام عند خالته ميمونة من اجل تعلم والتفقه رضي الله عنه وارضاه. وقد مات النبي عليه الصلاة والسلام وابن عباس قد ناهز الحلم لم يبلغ بعد. قارب الاحتلام يعني في الثالثة عشرة او الرابع عشرة من عمره رضي الله عنه. وقد نقل للامة علما كثيرا وخيرا عظيما مما بلغه او مما سمع ورآه من اقوال النبي عليه الصلاة والسلام وافعاله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وكان عالما فقيها بصيرا عالما بالتأويل تفسير القرآن الكريم وقد دعا له النبي عليه الصلاة والسلام بذلك واجاب الله دعوته فكان يحمل علما رضي الله عنه وارضاه. وهذا العلم هو ثمرة بعد توفيق الله جل وعلا ثمرة الصبر والمصابرة والمكابدة في نيل العلم وتحصيله. يقول استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ وهو يقول ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. لابد ان ننتبه فهو اخص بذلك صغار السن. الى هذه النماذج العالية الرفيعة. من شباب الصحابة رضي الله عنهم هممهم العالية. فانظر الى هذا الصحابي في هذا السن يعني في الثاني عشر من عمره او الحادي عشر من عمره انظر همته العالية في الليل يأتي الى بيت خالته ميمونة ليبات في بيت النبي عليه الصلاة والسلام ويرقب صلاته في الليل. وهذا الارتقاب للصلاة في الليل يحتاج الى ماذا؟ يحتاج الى انتباه وخفة رأس وتيقظ عند اي حركة وتنبه فانظر هذه الهمة العالية وفكر في نفسك وفي حالك وفي همتك وليكن نظرك فنظرك الى احوال هؤلاء الاخيار نظرا يحرك في نفسك الاقتداء الاقتداء بهم. والائتساء بهدي فانك ان وفقت الى ذلك نلت خيرا عظيما باذن الله سبحانه وتعالى قال فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ وهو يقول ان في خلق السماوات والارض اختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. فقرأ هؤلاء الايات حتى ختم السورة اي سورة ال عمران وقراءة هذه الايات بعد الاستيقاظ من النوم مع التدبر والتأمل فيه نفع عظيم. لان قومة الانسان من نومته في هجعة الناس وسكون الكون والهدوء العظيم في ذلك الوقت وفراغ القلب وايضا حصول الراحة للبدن فيتهيأ للعبد التأمل في هذه الايات العظيمة والتدبر في هذه المخلوقات الدالة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى. مما يثمر في قلب المتأمل تعظيما للخالق وتسبيحا سبحانك سبحانك ما خلقت هذا باطن ما خلقت هذا باطنا سبحانك فقنا عذاب النار. فيثمر ثمرة عظيمة جدا. ثم يقبل القلب بعد ذلك بالدعاء والسؤال ثم تأتي الاجابة اجابة الدعاء فيعيش المرء مع هذه الايات العظيمة متأملا في مضامينها ومعانيها وتزيد من رغبته في الطاعة وقوة اقباله على هذا وقيام الليل قال ثم قام فصلى ركعتين فاطال فيهم القيام والركوع. صلى ركعتين فاطال فيهما القيام والركوع. قد جاء في ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته من الليل انه يفتتح صلاته من الليل ركعتين خفيفتين. ركعتين خفيفتين. والذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما ان انه بدأ بركعتين فاطال فيهما القيام والركوع. والسجود ثم انصرف فنام. حتى نفخ ثم ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات. كل ذلك يستاك ويتوضأ. ويقرأ هؤلاء الايات ثم اوتر بثلاث ثم اوتر بثلاث اي ان عدد الركعات من غير الوتر ست وبين كل ركعتين ينام ثم يتوضأ ويستاك ويقرأ هذه الايات لكن قال النووي رحمه الله هذه الرواية فيها مخالفة لباقي الروايات في تخليل النوم بين الركعات وفي عدد الركعات. في تخليل النوم بين الركعات وفي عدد الركعات. فانه لم يذكر في قيء الروايات تخلل النوم وذكر الركعات ثلاث عشرة ركعة ثلاث عشرة ركعة قال فاذن المؤذن فخرج الى الصلاة وهو يقول هذا موضع الشاهد هذا الحديث اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من خلفي نورا ومن امامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم اعطني نورا وعرفنا ان هذه الدعوات مناسبة تماما للخروج الى الصلاة لان الصلاة نور فيناسب تماما في خروج المسلم الى صلاته ان يطلب هذا النور ليكون في كل اجزائه وليكون محيطا به من كل جهاته. بهذه الدعوات وبهذا التفصيل في طلب النور كما جاءت به السنة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى روى الشعبي عن ام سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله اللهم انا نعوذ بك من ان نذل او نضل او نظلم او نظلم او نظلم او نجهل او يجهل علينا. اخرجه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه. وقال الترمذي حسن صحيح ثم اورد حديث ام سلمة رضي الله عنها فيما يقوله اذا من بيته اذا خرج من بيته سواء للصلاة او لغيرها. لمصالحه الدينية او مصالحه الدنيوية يشرع له ان يأتي بهذه الكلمات بسم الله توكلت على الله اللهم ان فنعوذ بك اقرأ. اللهم انا نعوذ بك ان نذل او نضل او نظلم او نظلم او نجهل او يجهل علينا اللهم انا نعوذ بك من ان نذل او نضل او نظلم او نظلم او نجهل او يجهل علينا وجاء في بعض المصادر اللهم اني اعوذ بك ان زل او زل او اضل او اضل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي. وهذا الدعاء مناسب ان يقوله المسلم في كل مرة يخرج فيها من بيته. متوكلا على الله ملتجأ اليه مفوضا امره. اليه سبحانه وتعالى. لان المرء اذا خرج من بيته سيلاقي الناس ويختلط بهم والناس اجناس في تعاملاتهم وفي اخلاقهم في الضال وفيهم المهتدي. وفيهم الظالم وفيهم الجائر. فيهم الخلوق وفيهم غير الخلوق. فيهم المعتدي وفيهم المسالم الناس اجناس واصناف. وسيلتقي بهؤلاء. وهو ايضا قد لا يسلم من شر او زلل او نحو ذلك. فشرع المسلم في كل مرة يخرج فيها من بيته ان يدعو بهذا الدعاء بحيث لا يكون منه شيء من ذلك تجاه الناس يسأل الله ان يسلمه من ان يكون منه شيء من ذلك تجاه الناس او يكون من الناس شيء من هذه الامور تجاهه هو. فيسلم ويسلم منه بهذه الدعوات. يسلم من الناس ويسلم الناس منه. ولهذا كان بعض السلف يقول في دعائه اللهم سلمني وسلم مني وهو بمعنى هذا الدعاء لكن هذا الدعاء اجمع وانفع وبعض العوام يقولون في في دعائهم اللهم ما لا تسلطن ولا تسلط علينا. لا تسلطنا اي على الناس ولا تسلط الناس علينا اي بالاذى والعدوان وهو في حول هذا المعنى لكن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم اجمع وانفع وتناولت ما يتعلق بالدين وما يتعلق بالدنيا ما يتعلق بالدين ان نضل او نضل وما يتعلق بالدنيا والمصالح الدنيوية ان اظلم او اظلم وما يتعلق ايضا بالتعاملات بين الناس والاختلاط بهم ان الا او اذل او اجهل او يجهل علي. فجاءت هذه الدعوات شاملة لكل هذه الامور. جاءت هذه الدعوات شاملة لكل هذه الامور فينبغي للمسلم اذا خرج من بيته سواء للصلاة او لاي مصلحة من مصالحه الدينية او الدنيوية ان يأتي بهذه الدعوات المباركات عن نبينا الكريم صلوات الله و وسلامه وبركاته عليه. ونسأل الله ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها اه انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك حب بكى وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا ابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا