الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الحافظ العظيم ابن عبدالقوي المنذري رحمه الله تعالى في كتابه كفاية المتعبد وتحفة المتزهد ما يسبح به في الايام وفضل التسبيح روى ابو هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك له الحمد وهو على كل شيء قدير. في كل يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب. وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه ومئة سيئة وكان له حرزا من الشيطان يومه حتى يمسي. ولم يأتي احد يوم القيامة افضل مما جاء به الا احد عمل اكثر من ذلك ومن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر. متفق عليه قوله عدل عشر رقاب العدل بالفتح المثل وما عادل الشيء من غير جنسه وبالكسر ما عادله من جنسه وكان نظير وكان نظيره وقال البصريون العدل لغتان وهما المثل وقال البصريون العدل والعدل لغة احسن الله اليك وقال البصريون العدل والعدل لغتان وهما المثل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال الحافظ المنذري رحمه الله تعالى ما يسبح به في الايام وفضل التسبيح قوله رحمه الله تعالى في الايام اي وردا يوميا يواظب عليه المسلم في كل يوم من ايامه بحيث يحرص على الا يفوت عليه هذا الورد في اي يوم من ايامه وما جاء من النصوص في الاوراد اليومية التي لم تخص بوقت من اليوم فالاولى المبادرة بها في اول اليوم. مسارعة الى الخيرات واغتناما لبركات هذه الاذكار وثمارها في اليوم كله واما ما جاء من الاوراد اليومية الموظفة باوقات معينة فانه يؤتى بها في اوقاتها التي جاءت بها السنة سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في كل يوم مئة مرة هذه الكلمة كلمة التوحيد التي لاجلها قامت الارض والسماوات وهي افضل الكلمات واجلها على الاطلاق وهي افضل الذكر واعلاه شأنا وقد صح في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الذكر لا اله الا الله وهي اعلى شعب الايمان وارفعها قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق وقد جمع في هذا اللفظ لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير جمع فيه بين هذه الكلمة كلمة التوحيد العظيمة وتأكيد معناها ومدلولها وذكري شيء من دلائلها وبراهينها. كل ذلك اجتمع في قولك لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اما لا اله الا الله فهي كلمة التوحيد وهي قائمة على ركنين النفي والاثبات نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله وحده واما قول وحده لا شريك له فهذا تأكيد للتوحيد بركنيه فان قوله وحده تأكيد للاثبات وقوله لا شريك له تأكيد للنفي واما قوله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهذه براهين للتوحيد ودلائل على وجوب اخلاص الدين لله وان المعبود بحق الذي لا معبود بحق سواه هو الذي له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في كل يوم مئة مرة في كل يوم مئة مرة يفيد اهمية المواظبة المواظبة على هذا الذكر بهذا العدد مئة مرة بحيث يكون وردا للمسلم في كل يوم من ايامه. قال في كل يوم مئة مرة والمئة تعد اتباعا للسنة باصابع اليد لانه لم ينقل عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام استخدام الات او حصى او خرز او نحو ذلك لعد التسبيح وانما من رآه وصف عده للتسبيح عليه الصلاة والسلام بانه كان يعقده بيده صلى الله عليه وسلم وقال اعقدن الانامل فانهن مستنطقات هكذا كان هديه عليه الصلاة والسلام وهو ابلغ واكمل في التعبد والخشوع والبعد عن المراءات من استخدام الناس اللي الات او خرز او نحو ذلك يعدون به التسبيح ولم يذكر في هذا الحديث وقتا من اليوم يؤتى فيه بهذا هذه التهليلات فالاولى في مثل ذلك المبادرة والاتيان به في اول اليوم ومفتتحه اولا مسارعة في الخيرات وثانيا ليغنم خيرات هذا الذكر من اول يومه وثالثا لان الانسان لا يدري ما يعرظ له في يومه من الحوائل والعوائق والشواغل فالمبادرة به في اول اليوم اولى ثم ذكر عليه الصلاة والسلام الفوائد والثمار لمن يوفق الاتيان بهذا الذكر والعناية به فذكر عليه الصلاة والسلام خمسة ثمار عظيمة الثمرة الاولى قال كانت له عدل عشر رقاب اي كانما اعتق يومه ذلك عشر رقاب في سبيل الله وعتق وعتق الرقاب لا يخفى عظيم فضله وشريف قدره وجزيل ثوابه عند الله سبحانه وتعالى الثمرة الثانية قال وكتبت له مئة حسنة وكتبت له مئة الحسنة والثالثة محيت عنه مئة سيئة والرابعة كانت له حرزا من الشيطان يومه حتى يمسي وهذا ايضا مما يؤكد اهمية المبادرة باتيان هذا الذكر في اول اليوم حتى يكون حصنا له من الشيطان وحرزا واقيا له من الشيطان من اول اليوم لا يجعل هذه الفضيلة انما ينالها بعد منتصف اليوم او قرب نهاية اليوم بل يحرص على اغتنامها من اول يومه الخامسة قال ولم يأتي احد يوم القيامة افضل مما جاء به الا احد عمل اكثر من ذلك الا احد عمل اكثر من ذلك ليس المراد بقوله عمل اكثر من ذلك اي عد التهليلات مئة وعشرة على سبيل المثال فالتهليلات تعد كما وردت مئة لكن استكثر من التهليل المطلق او التسبيح المطلق او الاعمال النوافل بعمومها فهذا هو المراد بقوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لم يأت يوم القيامة احد افضل مما جاء به الا احد عمل اكثر من ذلك يعني جاء بهذا الذكر وواظب عليه واظب ايظا على الاعمال الصالحة الاخرى المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام ومن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر وهذا القول فيه كالقول في الذي قبله ان يحرص على ان يبادر به من اول اليوم وقد مر معنا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأت احد يوم القيامة بافضل مما جاء به الا احد قال مثلما قال او زاد عليه فهذا نص في انه من اذكار الصباح لو انه من اذكار الصباح وكذلك من اذكار المساء. فيؤتى بهذه التسبيح التسبيحات مئة مرة في الصباح ومائة مرة في المساء وقوله سبحان الله وبحمده هذا جمع بين التسبيح والتحميد والتسبيح تنزيه لله تبارك وتعالى والتحميد ثناء على الله فهو جمع بين التنزيه لله والثناء عليه التنزيه له عما لا يليق به والثناء عليه بما هو اهله سبحانه وتعالى وهاتان الكلمتان دل القرآن الكريم على ان انهما خاتمة كلام اهل الجنة في دخولهم الجنة دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين الجمع بين الكلمتين التسبيح والتحميد لله سبحانه وتعالى جعلنا الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا من المكثرين من التسبيح بحمد الله ومن القائلين لها في جنات النعيم نعم قال رحمه الله تعالى وروى موسى الجهني عن مصعب بن سعيد بن ابي وقاص رضي الله عن مصعب ابن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه وعن ابيه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم صوابع مصعب ابن سعد بن ابي وقاص عن ابيه رضي الله عنه. نعم احسن الله اليكم. وروى موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن ابي وقاص عن ابيه رضي الله عنه. قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايعجز احدكم ان يكسب كل يوم الف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب احدنا الف حسنة؟ قال يسبح مئة تسبيحة في كتب له الف حسنة او يحط عنه الف خطيئة انفرد به مسلم قال الحميدي هكذا هو في كتاب مسلم في جميع الروايات عن موسى او يحط قال البرقاني رواه شعبة وابو عوانة ويحيى ابن سعيد القطان فقالوا ويحط بغير بغير الف هذا الحديث حديث سعد ابن ابي وقاص احد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه وارضاه يقول كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ايعجز احدكم ان يكسب كل يوم الف حسنة وهذا اسلوب تشويق والاستفهام هنا في قوله ايعجز بمعنى النفي اي لا يعجز احدكم ان يكسب كل يوم الف حسنة فشوقهم عليه الصلاة والسلام وطاقت نفوسهم لذلك ولهذا سألوا سأله سائل من جلسائه كيف يكسب احدنا الف حسنة وهذا يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم في الخير وعظيم رغبتهم في تحصيله فقال صلوات الله وسلامه عليه يسبح مئة تسبيحة يسبح مئة تسبيحة والحسنة بعشر امثالها والحسنة بعشر امثالها ولا تنافي بين هذا الحديث والحديث الذي قبله عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالتهليل قال مئة حسنة لان الحسنة بعشر امثالها كما دلت على ذلك عموم الادلة في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال يسبح مائة تسبيحة في كتب له الف حسنة لان الحسنة بعشر امثالها او يحط عنه الف خطيئة او يحط عنه الف خطيئة اثبات الهمزة في قوله او هذا جاء في في صحيح مسلم وجاء في خارج الصحيح وكذلك في المستخرج لابي عوانة وغيره بدون الهمزة بدون اه اثبات الهمزة فقوله يحط فقوله يكتب له الف حسنة ويحط عنه الف خطيئة اي ينال هاتين الثمرتين ما كتابة الحسنات والفوز بها وحط السيئات وغفرانها نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في ميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم متفق عليه ثم اورد هذا الحديث العظيم في فضل التسبيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم كلمتان هذه مبتدأ اه هذه خبر مقدم. كلمتان خبر مقدم والمبتدأ هو قوله سبحان الله وبحمده اصل الجملة سبحان الله وبحمده كلمتان خفيفتان على اللسان الى اخره لكنه قدم الخبر واطال في وصفه ثم جاء بالمبتدأ بعد ان اشتاقت القلوب الى معرفته وهذا من اساليب التشويق العظيمة في الترغيب في الخير والحث عليه قال كلمتان هذا هو الخبر ثم اخذ يصف هاتين الكلمتين خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن الى هنا اشتاقت القلوب شوقا عظيما الى معرفة هاتين الكلمتين اشتاقت القلوب شوقا عظيما الى معرفة هاتين الكلمتين بعد هذه الاوصاف العظيمة خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان انظر خفة وثقل خفة على اللسان هذا دليل على قلة العمل ليس عملا ثقيلا متعبا مجهدا خفيفتان على اللسان ويقابل هذه الخفة على اللسان ثقل في الميزان يوم القيامة هذا يدل على عظم الثواب فافاد قوله خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان على قلة العمل وكثرة الثواب وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى ومن عمل قليل وثواب عظيم جدا ثواب هاتين الكلمتين عند الله سبحانه وتعالى ثقل في الميزان يوم القيامة مما تثقل به موازين العبد يوم القيامة والحديث فيه اثبات الميزان وميزان حقيقي ينصب يوم القيامة له كفتان كفة توضع فيها الحسنات وكفة توضع فيها السيئات فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. جعلنا الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه منهم وقوله حبيبتان الى الرحمن فيه عظيم مكانة هاتين الكلمتين عند الله سبحانه وتعالى وانهما حبيبتان الى الله جل وعلا اي محبوبتان اليه. وهذا فيه اثبات المحبة صفة لله جل وعلا وان هاتين الكلمتين حبيبتان الى الله عز وجل وخص اسمه الرحمن باظافة هذه المحبة للكلمتين اليه حبيبتان الى الرحمن اشعارا بعظيم نصيب هؤلاء الذاكرين من رحمة الله عظيم نصيبهن من رحمة الله سبحانه وتعالى سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. الكلمة الاولى سبحان الله وبحمده كلمة ثانية سبحان الله العظيم وهذا فيه ان الكلمة تطلق احيانا ويراد بها الجملة لا الكلمة المفردة لان المراد بالكلمة هنا الاولى سبحان الله وبحمده وهي جملة والكلمة الثانية سبحان الله العظيم والكلمتان قائمتان على التنزيه لله الاولى تنزيه اثبت بعد بعده الحمد لله جل في علاه والثانية اثبت بعده العظمة لله سبحانه وتعالى وحاصل هذا التسبيح ان الذاكر لله سبحانه وتعالى به ينزه ربه تنزيها يستصحب معه الثناء على الله والتعظيم. له جل في علاه. نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان اقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الي مما طلعت عليه الشمس انفرد به مسلم هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيه جمع هذه الكلمات الاربعة سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر التي هي افضل الكلمات واحبها الى الله كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب كلامي الى الله اربع سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وقد ورد في فضل هؤلاء الكلمات احاديث كثيرة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه جمعت طائفة منها في رسالة مطبوعة بعنوان فضائل الكلمات الاربع فورد فيها فضائل عظيمة جدا تدل على عظم شأن هؤلاء الكلمات والفظائل الواردة في هذه الكلمات الاربع منها ما يشمل اربع كلها كما في هذا الحديث وله نظائر ومنها فظائل لكل واحدة من هذه الكلمات. الحاصل ان هذه الكلمات الاربع هي اعظم الكلمات واحبها الى الله عز وجل اما التسبيح فهو تنزيه لله تبارك وتعالى واما التهليل فهو توحيد الله واخلاص الدين له واما الحمد فهو ثناء على الله تبارك وتعالى بما هو اهله جل في علاه واما التكبير فهو تعظيم لله واعتقاد انه سبحانه وتعالى الكبير الذي لا اكبر منه جل وعلا نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبرك باحب الكلام الى الله تعالى اه قلت يا رسول الله اخبرني باحب الكلام الى الله تعالى؟ فقال ان احب الكلام الى الله تعالى سبحان الله وبحمده فرد به مسلم وهذا الحديث حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له الا اخبرك باحب الكلام الى الله تعالى؟ وهذا نظير ما سبق في التسويق اولا في الخير قبل ذكره واراده فسوقه النبي عليه الصلاة والسلام اولا قال لا اخبرك باحب الكلام الى الله قلت يا رسول الله اخبرني باحب الكلام الى الله اشتاق رظي الله عنه شوقا عظيما معرفته فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ان احب الكلام الى الله سبحان الله وبحمده فذكر هاتين الكلمتين ودل الحديث المتقدم حديث ابي هريرة على ذلك قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيب الى الرحمن نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر مثل الحي والميت متفق عليه هذا الحديث حديث بموسى رضي الله عنه فيه فضل الذكر والعناية به والمواظبة عليه وانه حياة للقلوب وانه حياة للقلوب فكلما اكثر العبد من ذكر الله كثرت هذه الحياة في قلبه ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فحاجة القلب الى ذكر الله سبحانه وتعالى كحاجة السمكة الى الماء كحاجة السمكة الى الماء فحياة القلب انما تكون بما خلق لاجله وهو اقامة ذكر الله سبحانه وتعالى توحيدا وتعظيما وتمجيدا لله جل وعلا فهذه هي الحياة الحقيقية للعبد والحياة الحقيقية لقلبه والحديث ورد بلفظين مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله مثل الحي والميت وورد ايضا بلفظ اخر مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله كمثل الحي والميت ويفيد مجموع اللفظين الواردين لهذا الحديث اهمية العناية بذكر الله سبحانه وتعالى في البيوت وان بيوت من لا يذكرون الله شبيهة بالمقابر شبيهة بالمقابر فالذي لا يذكر الله بيته كأنه مقبرة له والقلب الذي لا يذكر الله سبحانه وتعالى صدره مقبرة لقلبه قلبه ميت في صدره لا حياة له والشخص الذي لا يذكر الله في بيته بيت مقبرة له كما هو ظاهر مدلول لفظي الحديث. مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت واللفظ الاخر مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله مثل الحي والميت الحاصل ان العبد ينبغي عليه ان يكون حريصا على ذكر الله بل حريصا على ذكر الله بالكثرة كما امر الله بذلك اذكروا الله ذكرا كثيرا والذاكرين الله كثيرا والذاكرات نعم قال رحمه الله تعالى ما يقال عند القيام من المجلس روى ابو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل ان يقوم من ذلك سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك الا غفر له ما كان في مجلسه ذلك اخرجه الترمذي والنسائي قال الترمذي حسن صحيح قلت وقال البخاري له علة وقد جمعت وقد جمعت طرقه في جزء واللغط اختلاف الاصوات في الكلام حتى لا يفهم قال رحمه الله ما يقال عند القيام من المجلس واورد الحديث فالثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر كفارة المجلس بذكر كفارة المجلس كما آآ جاء في الحديث قال الا غفر له ما كان في مجلسه اي كان كفارة له لما كان منه في مجلسه والمسلم مطلوب منه في مجالس ان يتحرز من الغلط وان يتنبه الى ان كلماته في مجالسه محسوبة عليه ومعدودة في عمله وان الواجب عليه ان يتقي الله سبحانه وتعالى والعبد مهما اجتهد لابد ان يبدر منه من التقصير في في مجلسه ولو لم يكن في ذلك الا انه فوت على نفسه في مجلسه بان اشتغل بالمباح المستحب لو لم يكن الا ذلك في تفويته على نفسه الخير ناهيك عن ما يكون في كثير من المجالس من اللغط او او غير ذلك او حتى احيانا من الاثام فهذه الكلمات كفارة للعبد ما كان في مجلسه ذلك ما كان في مجلسه ذلك وينبغي ان يعلم هنا ان ما يكون في مجلس الناس من خطأ في ما يكون من مجلسهم في من خطأ وذم على قسمين اعني افات اللسان على قسمين قسم كبائر مثل الغيبة والنميمة والسخرية واللعن الشتم بوقيعة في الاعراض ولا يقول القائل ان يدل هذا الحديث انه يجلس في مجلسه ويغتاب من اراد وينم ويهزأ ويسخر ويقول الحرام والاثام ثم يقول اختم مجلسي بهذا التسبيح ويغفر ما كان الكبائر لابد فيها من توبة لابد فيها من توبة واذا كانت اثاره متعدية لا بد من محو ذلك. اذا كان مثلا نمى فاوقع عداوة او اغتاب فشحن الصدور على اخيه المسلم ما يكفي في ذلك ان يقول اتي بهذا الذكر في خاتمة المجلس ويكون كفارة لما كان الكبائر لابد فيها من توبة الى الله سبحانه وتعالى لابد فيها من توبة الى الله سبحانه وتعالى من تلك الذنوب وتلك الكبائر الحاصل ان العبد يجب عليه ان يصون مجالسه من المعاصي والاثام وايضا يحرص على ختم مجالسه بهذا الذكر المبارك العظيم المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه قال المصنف رحمه الله اللغط اختلاف الاصوات في الكلام حتى لا يفهم حتى لا يفهم من كثرة اللجز والاصوات في المجلس وهذا يدل على كثرة الكلام فيه فلا يأمن العبد في مثل هذه المجالس ان يكون زل لسانه لا يأمن على نفسه مع كثرة الاصوات واللجز ان يكون زل لسانه بكلمة فينبغي التنبه لهذا المعنى الذي اشرت اليه ليس المراد بالحديث ان الانسان يقول في مجالس ما شاء ويتكلم بما اراد من الاثم والحرام ثم يقول اختم المجلس بهذا الذكر ويكون كفارة لما كان مني في مجلسي فان كان الذي كان منه في مجلسه كبائر لابد ان يتوب الى الله سبحانه وتعالى من هذه الكبائر ندما على قولها وعزما على عدم العودة اليها والاقلاع عنها تماما في مجالس القادمة. وهذه هي التوبة النصوح. توبوا الى الله توبة نصوحة وبها يتوب الله سبحانه وتعالى على عبده لان من شرط التوبة المقبولة ان تكون نصوحا والتوبة النصوح هي التي استوفت شروط التوبة الندم والاقلاع والعزم على عدم العودة الى الذنب قوله قبل ان يقوم من مجلسه هذا فيه الحرص على ان يقولها في المجلس نفسه قبل ان يقوم منه بحيث تكون خاتمة المجلس قال سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت جمع هنا ثلاث كلمات من الكلمات الاربع التي احب الكلام الى الله تسبيح والتحميد والتالين ثم اتبع ذلك الاستغفار استغفرك واتوب اليك ايطلب منك يا الله ان تغفر لي وان تتوب علي قال الا غفر لهما كان في مجلسه ذلك الا غفر له ما كان في مجلسه ذلك في مجلسه ذلك اي من الصغائر اما الكبائر دلت عمومات النصوص على انه لابد فيها من توبة ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم نكفر عنكم سيئاتكم فقوله الا غفر له ما كان في مجلسه ذلك اي من صغائر الذنوب ومن اللمم اما الكبائر لا بد فيها من توبة والصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر الصلوات الخمس اعظم من سبحانك اللهم وبحمدك الصلوات الخمس اعظم من قول سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. بل جميع هذه الكلمات موجودة في الصلاة جميع هذه الكلمات موجودة في الصلاة التسبيح والتكبير والتهليل والاستغفار كله موجود في الصلاة ومع ذلك قال الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يغفر لنا اجمعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة تعالى الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم. ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا