بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله. نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله او فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه. وعلى اله اصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما ثبت في الصحيح من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وقد قال اهل العلم رحمهم الله تعالى ان الفقه في الدين يتناول الفقه الاكبر والاصغر. اما الاكبر فهو الاعتقاد والتوحيد الذي عليه قيام دين الله تبارك وتعالى. واما الاصغر فهو العبادات. بانواعها. فرضها ونفلها. ومن علامة ارادة الله سبحانه وتعالى بعبده الخير ان يوفقه للفقه في الدين. في الدين عقيدة وفي الدين عبادة وتقربا الى الله سبحانه وتعالى. ولهذا فاني في مستهل هذا المجلس لسه في دراسة هذا الكتاب عمدة الاحكام اسأل الله عز وجل ان يجعل جلوسنا هذا من ارادته جل وعلا الخير بنا. وان يرزقنا انا في مجلسنا هذا العلم النافع. وان يمن علينا بالعمل بهذا العلم. وان ينفعنا بما علمتنا بما علمنا. وان يجعل ما من علينا بعلمه حجة لنا لا علينا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والكتاب الذي نشرع في مذاكرته كتاب عمدة الاحكام للامام ابن للامام عبدالغني المقدسي رحمه الله تعالى ولعلي اولا اذكر شيئا من التعريف بمؤلف هذا الكتاب رحمه الله تعالى فمؤلفه هو الامام الحافظ تقي الدين ابو محمد عبد الغني ابن عبد الواحد ابن علي ابن سرور ابن رافع ابن حسين ابن جعفر المقدسي الجماعي لي الدمشقي الصالحين. كان مولده رحمه الله تعالى بجماعين من ارض نابلس سنة اربع واربعين وخمس مئة. تلقى العلم عن كثير من الشيوخ ورحل كثيرا في طلب العلم وتحصيله وكانت له رحمه الله تعالى مكانة علمية عالية وكان محل ثنائي اهل العلم رحمهم الله تعالى اكتفي بنقل واحد في ثناء اهل العلم عليه على رفيق دربه وزميله في الطلب الا وهو ابن خالته الامام الشهير ابن قدامة المقدسي رحمه الله صاحب المغني وصاحب العمدة في الفقه فهذان ابن خالة وترافق في طلب العلم. الا ان عبد الغني مال الى الحديث اكثر وابن قدامة مال الى الفقه اكثر يقول ابن قدامة المقدسي في الثناء على ابن خالته يقول كان جامعا علم والعمل. وكان رفيقي في الصبا وفي طلب العلم. وما كنا نستبق الى الخير الا سبقني اليه الا القليل. وكمل الله فضيلته بابتلائه باذى اهل البدع وعداوتهم اياه وقيامهم عليه. ورزق رزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة الا انه لم يعمر حتى يبلغ غرظه في روايتها ونشرها. ومن يطالع سيرته رحمه الله تعالى يجد انها حافلة بذكر المآثر العظيمة والاداب الكريمة والاخلاق الفاضلة العالية وايضا حسن العبادة والخشوع والاقبال على الله سبحانه وتعالى والمحافظة على السنن والنوافل فكان يذكر عنه في هذا الباب اخبار عجيبة جدا تدل على فضله رحمه الله تعالى ونبله ختم الله جل وعلا له ختم الله جل وعلا حياته بخاتمة عجيبة ومؤثرة جدا يرويها ابنه ابو موسى وهو من ومن العلماء. يقول ابنه ابو يوسف ابو موسى وهو يصف اللحظات الاخيرة من حياة والده يقول رحمه الله مرض ابي في ربيع الاول مرضا شديدا منعه من الكلام والقيام واشتد ست عشر يوما وكنت اسأله كثيرا ما تشتهي؟ فيقول اشتهي الجنة. اشتهي رحمة الله. لا يزيد على ذلك فجئته بماء حار فمد يده فوظأته وقت الفجر فقال يا عبد الله قم فصلي بنا وخفف. فصليت بالجماعة وصلى جالسا ثم جلست عند رأسه فقال اقرأ ياسين فقرأتها وجعل يدعو وانا اؤمن فقلت هنا دواء قد عملناه تشربه فقال يا بني ما بقي الا الموت قلت ما تشتهي شيئا؟ قال اشتهي النظر الى وجه الله تعالى. قلت ما شيئا قال اشتهي النظر الى وجه الله تعالى. فقلت ما انت عني راض ما انت عني راب؟ قال ما قال بلى والله. قال بلى والله انا عنك راض وعن فقلت ما توصي بشيء؟ قال ما لي على احد شيء ولا لاحد علي شيء. قلت توصيني؟ قال اوصيك بتقوى الله والمحافظة على طاعته. فجاء جماعة يعودونه فسلموا عليهم وجعلوا يتحدثون. فقال ما هذا؟ اذكروا الله. قولوا لا اله الا الله فلما قاموا جعل يذكر الله بشفتيه. ويشير بعينيه فقمت لاتناول لاناول رجلا كتابا من جانب المسجد فرجعت وقد خرجت روحه رحمه الله. وذلك يوم الاثنين الثالث والعشرين من ربيع الاول سنة ست مئة للهجرة. هذه الخلاصة عن هذا الامام خلاصة عن هذا الامام رحمه الله وعن حياته وحياته جديرة بان يطالعها طالب العلم مطالعة جيدة للافادة من سيرته وسير العلماء الاعلام لما في ذلك من نفع عظيم وفائدة كبيرة لطالب العلم بمناسبة الحديث الذي تقدم معنا وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فان هذا الامام اعني عبد الغني المقدسي رحمه الله له كتابان عظيمان احدهما في الفقه الاكبر الذي هو العقيدة وهو مطبوع بعنوان عقيدة عبد الغني المقدس وقد يسر الله عز وجل لي قبل اكثر من عشر سنوات قد عقد مجالس عديدة في دراسة وشرح ذلك الكتاب ثم طبع هذا الشرح واسميته تذكرة المؤتسي في شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي كتابه الاخر هذا الذي بين يدينا في الفقه الاصغر. فقه الاحكام هو كتاب عظيم في بابه فنسأل الله عز وجل ان ييسر لنا اتمام هذا الكتاب على الوجه الذي يرظيه سبحانه وتعالى. واحاديث الاحكام ام لاهل العلم عناية بها من خلال مؤلفات كتبها اهل العلم في جمع احاديث الاحكام. فمثلما ان العلماء رحمهم الله جمعوا الاحاديث المتعلقة بالعقائد وبوبوها تويبا يتناسب مع الاعتقاد ومسائل الاعتقاد فكذلك الاحكام جمع اهل العلم الاحاديث المتعلقة بالاحكام ورتبوها ترتيبا فقهيا. على حسب المسائل الفقهية. وقد اعتنى جمع من اهل العلم بجمع احاديث الاحكام. ومن علماء الحنابلة ممن لهم مؤلفات في احاديث الاحكام عبدالغني المقدسي هذا رحمه الله وله مؤلفان. هذا الذي بين يدينا وسماه عمدة الاحكام وله كتاب اخر اوسع من هذا عرف بالعمدة الكبرى في احاديث الاحكام. ومن المؤلفات في احاديث الاحكام كامل منتقى في الاحكام الشرعية من كلام خير البرية. للامام ابي البركات عبد السلام ابن تيمية الحراني ومنها كتاب المحرر في الحديث لشمس الدين محمد ابن احمد ابن عبد الهادي المقدسي منها كتاب اصول الاحكام. للشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله وهذا الكتاب الذي بين ايدينا كتاب عمدة الاحكام للمقدس رحمه الله كتاب عظيم جدا في بابه تميز بميزات كثيرة وخصائص عديدة لعلي الخص بعض هذه الميزات والخصائص لهذا كتاب اولها ان هذا الكتاب اشتمل على عدد كبير من احاديث الاحكام مرتبة حسب ابواب الفقه ترتيبا دقيقا مع عناية دقيقة بجمع هذه الاحاديث تبويبها وترتيبها ثانيا ان مصنفه رحمه الله تعالى اقتصر في جمع احاديثه على الصحيحين صحيحي البخاري ومسلم. او واحدهما وقد اتفق اهل العلم على انه لا اصح منهما بعد بالله تبارك وتعالى. الامر الثالث المكانة العلية لمصنفه وامامته في الدين. ومنزلته الرفيعة فيه ومن يطالع ترجمته يتبين له ذلك. وتتبين له المكانة العلمية التي من الله سبحانه وتعالى عليه بها. ولا سيما ما تميز به من عناية دقيقة باحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه رابعا ان هذا الكتاب وهذا امر يعلم بمطالعة تراجم اهل العلم يعد من اوائل الكتب التي اعتنى العلماء بحفظها في اول مراحل طلب بعد القرآن الكريم. ومن يطالع تراجم عدد من الائمة واهل العلم المتقدمين والمتأخرين يجد انه يذكر في ترجمة عدد منهم انه حفظ عمدة الاحكام. خامسا عناية اهل العلم به عناية اهل العلم به شرحا في وقد جاوزت المؤلفات التي كتبت حول هذا الكتاب الاربعين كتابا ولا شك ان كثرة هذه الشروحات والمؤلفات حول هذا الكتاب تدل دلالة واضحة على مكانة هذا الكتاب عند اهل العلم. اضافة الى المجالس الكثيرة العديدة التي عقدها اهل العلم قديما وحديثا في في هذا الكتاب والافادة منه. سادسا ان من من الله عليه باتقان حفظ هذا الكتاب وفهمه فانه باذن الله تبارك وتعالى يبلغ مرحلة جيدة في التحصيل العلمي فتكون عبادته لله سبحانه وتعالى على بصيرة ويكون اهلا لتوجيه الناس في في صيامهم في مسائل الدين الاخرى التي تمس حاجة الناس اليها ولهذا ينبغي ان يكون اهتمام من الاخوة الكرام طلاب العلم صغارا وكبارا. بحفظ هذا الكتاب. واحاديث هذا الكتاب مئتين ثمانية واربعين حديثا. قل مئتين وخمسين او اربع مئة نعم اربع مئة اربع مئة وثمان واربعين حديثا اربع مئة وثمان واربعين حديثا قل اربع مئة وخمسين. ان حفظ طالب العلم في كل يوم عشرة حديث انهى حفظه في خمسة واربعين يوما. وان حفظ في كل يوم خمسة احاديث انهى حفظه في تسعين يوما في ثلاثة اشهر. فلا يحتاج وقت طويل حفظ هذا الكتاب. ولهذا من المفيد جدا ان يضع الانسان لنفسه برنامج ثابت في حفظ هذا الكتاب. اما مثلا عشرة احاديث ما يعلم من مقدرته ووقته ونشاطه اما مثلا عشرة احاديث في اليوم فينهيه في خمسة واربعين يوم او خمسة احاديث اليوم في تسعين يوما او اقل من ذلك المهم ان يضع لنفسه برنامجا يلزم نفسه يلزم نفسه به. ومن باب الحفز والتشجيع لطلاب العلم فسيكون في هذا المسجد باذن الله تبارك وتعالى جوائز قيمة سخية لمن يتم حفظ هذا الكتاب باتقانه. التسميع سيكون عند امام المسجد اخونا يوسف الشيخ يوسف في اي وقت من الاوقات اوقات الصلوات الخمس اما قبل الصلاة او بعد الصلاة يقيد اسمه عنده ويبدأ يسمع ويفضل ان يكون التسميع كل ما اتم عشرة احاديث يسمعها لا يأتيه يسمع اذا حديثا وانما كل ما اتم عشرة احاديث يأتي عند الامام في اي وقت من اوقات الصلوات الخمسة ويسمعه ويقيد اسمه عنده في من يرغب في المواصلة في حفظ هذا الكتاب وكل من اتم هذا الكتاب باتقان له في هذا المكان جائزة سخية باذن الله اعلن عنها من باب الحفز والتشجيع والا اكبر جائزة ينالها طالب العلم ان يحفظ الكتاب. اكبر جائزة ان يحفظ هذا الكتاب المبارك الجامع لهذه الاحاديث العظيمة احاديث الاحكام. ونسأل الله الكريم بمنه وكرمه ان يوفقنا اجمعين وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح ونبدأ مستعينين بالله طالبين مده وعونه تبارك وتعالى بقراءة هذا الكتاب نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام واشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الامام الحافظ رحمه الله ابو محمد عبد الغني ابن عبد الواحد ابن علي ابن سرور المقدسي رحمه الله الحمد لله الملك الجبار الواحد القهار الحمد لله الملك. هي مضبوطة عندكم الملك الجبار الواحد ولكن الصواب الملكي نعم الحمد لله الملك الجبار الواحد القهار واشهد لا اله الا الله وحده لا شريك له رب السموات والارض وما بينهما العزيز الغفار وصلى الله على النبي المصطفى المختار وعلى اله وصحبه الاطهار. اما بعد فان امر اخواني سألني اختصار جملة في احاديث الاحكام مما اتفق عليه الامامان ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم البخاري رحمه الله تعالى. وابو الحسين مسلم ابن الحجاج نيسابوري رحمه الله تعالى فاجبته الى سؤاله رجاء المنفعة به. واسأل الله ان ان ينفعنا به ومن كتبه او سمعه او حفظه او نظر فيه وان يجعله خالصا لوجهه للفوز لديه فانه حسبنا ونعم الوكيل. هذه مقدمة المصنف ابو محمد عبد الغني المقدسي رحمه الله تعالى لكتابه عمدة الاحكام مبينة فيها سبب تأليفه وجمعه لهذا الكتاب المبارك النافع. بدأها بحمد الله جل في علاه والثناء عليه سبحانه وتعالى بما هو اهله وقوله الحمد لله الحمد هو الثناء على الله عز وجل مع حبه جل وعلا. والثناء عليه ثناء عليه باسمائه وصفاته وثناء عليه بمننه والائه سبحانه وتعالى الثناء الذي هنا من هذا النوع النوع الاول الذي هو الثناء على الله بذكر اسمائه جل وعلا وصفاته قال الحمد لله. وقوله لله هذا الاسم العظيم الذي هو علم على الله عز وجل دال على الوهية الله جل على وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه. كما قال ابن عباس رضي الله عنهما الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. فقوله ذو الالوهية اي الذي له الصفات العظيمة الجليلة التي بها استحق ان يؤله وان يعبد وان يخضع له ويذل وقوله ذو العبودية اي ان هذا الاسم يستوجب ممن امن به حقا ان يفرد الله عز وجل بالذل والخضوع والعبادة فلا يجعل معه شريكا في شيء منها وقوله الملك اي الذي بيده سبحانه وتعالى ملكوت كل شيء فهو الملك للسماوات والارض وما بينهما الملك لكل شيء جل وعلا الجبار وهو اسم ورد في القرآن في موضع واحد مقرونا باسم الله تبارك وتعالى الملك. في قوله جل وعلا هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن الجبار. فذكر في موضع واحد من القرآن ما مضموما الى هذا الاسم. والجبار من معانيه القهر والبطش والقوة ومن معانيه الرأفة والرحمة فالجبار فيما يتعلق اهل الظلم والبغي والشر فان هذا الاسم مدلوله من فيما يتعلق حال هؤلاء هو البطش والقوة و اه الانتقام والقدرة والقهر واما المعنى الاخر فهو يختص باوليائه واصفيائه ولهذا من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني. ومنه جبر الله كسره اي مصابة فهذا هذا المعنى يتعلق بباب الرأفة والرحمة واللطف و الاحسان وقوله الواحد القهار هذان الاسمان ورد في القرآن مقترنين في ستة مواضع. بل ان اسم الله جل وعلا القهار ورد في مواضع من القرآن لم يأتي في موضع منها الا مقترنا باسمه تبارك وتعالى الواحد. ورد اسمه القهار في ستة مواضع لم يأتي في موضع منها الا مقترنا باسمه تبارك وتعالى الواحد والقهر والتوحيد متلازمان. والقهر والتوحيد متلازمان الواحد هذا اسم يدل على الوحدانية ووجوب توحيده وافراده سبحانه وتعالى بالعبادة واخلاص الدين له ارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ فهذا الاسم يدل على الوحدانية والتفرد ووجوب اخلاص الله وحده تبارك وتعالى بالعبادة. وعدم اتخاذ الشركاء والانداد والقهار هذا الاسم يدل على ان القهر ان القهر بيد الله فجميع المخلوقات خاضعة له طوع تدبيره وطوع تسخيره وان مشيئته فيهم نافذة وقدرته كاملة وانه لا يعجزه شيء. قهر جميع المخلوقات سبحانه وتعالى فهم اجمعين طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى. وهذان الاسمان الواحد والقهار متلازمان يقول ابن القيم رحمه الله لا يكون القهار الا واحدا. لا يكون القهار الا واحدا اذ لو كان معه كفؤ لو كان معه كفؤ لو كان معه كفؤا له فان لم يقهره لم يكن قهارا على الاطلاق وان قهره لم يكن كفؤا له. وكان هاروا واحدا وكان القهار واحدا. كلامه رحمه الله مفاده ان هذين الاسمين متلازمين لا يكون القهار الا واحدا ولا يكون الواحد الا قهارا. فالاسمان متلازمان. وهذا استفاد منه ان معرفة الله بالقهر اي ان المخلوقات كلها طوع تدبيره وتسخيره جل وعلا وانه لا يعجزه شيء من كل عبد ان يفرد ذله لهذا القهار سبحانه. لان كل عظيم تتعلق القلوب به او تظن ان ان نفعها يحصل من جهته فهو تحت قهر الله. وتحت تدبيره سبحانه وتعالى. فالتوحيد قهر متلازمان. قال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هذه كلمة التوحيد. هذه كلمة التوحيد وهي قائمة على النفي والاثبات. نفي العبودية عن كل من سوى الله. واثباتها وحده جل في علاه. قوله وحده لا شريك له. هذا تأكيد. لكلمة التوحيد لان هذه الكلمة قائمة على النفي والاثبات فاكد الاثبات بقوله وحده واكد النفي بقوله لا شريك له وقول رب السماوات والارض اي الذي له ربوبية الربوبية في السماوات والارض خلقا ورزقا تدبيرا واحياء واماتة وتصرفا وما بينهما العزيز الغفار. العزيز اي الذي له جميع معاني العزة. ان العزة لله جميعا. عزة القوة وعزة الامتنان فلا يحتاج الى احد غني عمن سواه وعزة القهر والغلبة الذي له جميع معاني العزة. والغفار الذي يغفر الذنوب ولا يغفر الذنوب الله سبحانه وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر والذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. وهذان الاسمان العزيز الغفار جاء مقترنين بل ان هذا الثناء على الله بدءا من قوله الواحد الى قوله الغفار مقتبس من قول الله عز وجل قل انما انا منذر. وما من اله الا الله الواحد القهار. رب والارض وما بينهما العزيز الغفار. ثم ثن رحمه الله على بالصلاة والسلام على النبي المصطفى المختار صلوات الله وسلامه عليه والصلاة عليه الصلاة عليه هي دعاء المسلمين له. وصلاة الله عليه ثناؤه عليه في الملأ الاعلى فصلاة المؤمنين عليه طلبهم ذلك له صلى الله عليه وسلم من الله جل في علاه وقوله المصطفى المختار اي الذي اصطفاه الله واجتباه وهو صفوة عباد الله وخيرة الله من خلقه قال الله تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس وقالوا ربك يخلق ما يشاء دار فهو صلوات الله وسلامه عليه الرسول المصطفى والنبي المجتبى المختار صلوات الله وسلامه عليه. قال اما بعد فان بعض اخواني سألني اختصار جملة في احاديث الاحكام مما عليه الامامان. ابو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري. وابو الحسين مسلم ابن الحجاج القصيري النيسابوري رحمهما الله. ما اتفق عليه هذان الامامان هو اصح الكلام بعد القرآن. باتفاق اهل العلم وهذا الذي طلب من عبد الغني كان طلبه مباركا. كان طلبه مباركا من الناس من هو مبارك حتى في سؤاله لاهل العلم من الناس من هو مبارك حتى في سؤاله لاهل العلم كم من سؤال ترتب عليه خير عظيم ولا سيما الاسئلة التي تحسن فيها نية السائل فيرغب من خلال بنفع نفسه ونفع اخوانه. ولهذا الاسئلة قد تكون اسئلة تعليمية. مثل ما جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم وسأل عن الاسلام وعن الايمان وعن الاحسان ثم في تمام الحديث قال النبي عليه الصلاة والسلام هذا جبريل اتاكم دينكم وهو انما كان سائلا في كل الامور. فسمى اسئلته تعليما. فهذا الرجل لا يدرى من هو لكن الله جل وعلا يعلم من هو. سأل هذا السؤال وترتب على هذا السؤال كتابة هذا المؤلف القيم في كتب له اجره. يكتب له اجر ذلك واجر الانتفاع به لان الدال على الخير كفاعله. ومن كان في الخير يكون شريكا وفظل الله سبحانه وتعالى واسع. قال سألني اختصارا جملة في احاديث الاحكام. ولا شك ان اختصار احاديث الاحكام ولا سيما ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم من انفع ما يكون لطالب العلم ان يجمع له هذه الاحاديث وان يعتني بحفظها فتكون زادا عظيما له في التعبد والتقرب الى الله سبحانه وتعالى وفي تعليم الاخرين ونفعهم ويعتبر هذا شرط للمصنف رحمه الله في كتابه هذا الاقتصار على ما اتفق عليه. البخاري ومسلم لكنه خالف هذا الشرط في احاديث قليلة. يأتي ذكرها او الوقوف عليها في مواضعها من رحمه الله تعالى قال فاجبته الى سؤاله رجاء المنفعة به رجاء المنفعة به اي ان السؤال وقع موقعه عند الامام ابن عبد القني الامام عبد الغني رحمه الله تعالى فرجاء المنفعة والاستفادة كتب فهذا الكتاب وجمع هذا المؤلف الذي بارك الله سبحانه وتعالى به ونفع به نفعا عظيما. ثم ثم دعا بهذه الدعوات قال اسأل الله ان ينفعنا به ومن كتبه او سمعه او حفظه او نظر فيه وان يجعله خالصا لوجهه موجبا للفوز لديه فانه حسبنا ونعم الوكيل وقوله رحمه الله فانه حسبنا ونعم الوكيل هذه كلمة عظيمة جدا كلمة عظيمة ومعنى الله اي الله كافينا. والوكيل اسمه من من اسمائه تبارك وتعالى. هو الذي لا يتوكل الا عليه ولا يعتمد الا عليه ولا يلتجى الا اليه. وطالب العلم بحاجة الى توفيق الله ومعونته ومده ايه ده؟ ولهذا مثل هذه الكلمة عظيمة جدا في الفزع الى الله عز وجل واللجوء اليه وهي تقال بين يدي طلب الامور تقال بين يدي لطلب الامور النافعة من خير الدنيا والاخرة ومن ذلك طلب العلم. وتقال ايضا في دفع المخاوف والسرور الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. قال عز وجل قل ارأيتم ما تدعون به؟ قل ارأيت اي ثم اه تدعون من دون الله ان ارادني الله بظر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن هم سكات رحمته قل حسبي الله عليه توكلت وعليه توكل المتوكلون. فقوله قل حسبي الله يتناول الامرين معا ان ارادني الله بظر هل هن كاشفات كاشفات ضره او ارادني هل هن ممسكات رحمته؟ فتقول حسبي الله في طلب الرحمة وتقول حسبي الله في كشف الظر. تقول حسبي الله في طلب الرحمة وتقولها ايضا في كشف الضر. وقول المصنف لها اتيانه بها هذا من باب الخير طلب الرحمة طلب العلم يؤتى بها في هذا المقام وفي هذا المقام كما بين ذلك اهل العلم ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. نعم قال المصنف رحمه الله كتاب الطهارة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنية وفي رواية بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه قال رحمه الله تعالى كتاب الطهارة كتب الاحكام وكذلك ايضا كتب احاديث الاحكام اول ما يبدأ بها اول ما يبدأ به فيها كتاب الطهارة. اول ما يبدأ به فيها كتاب الطهارة. وذلك لان اعظم فرائض الاسلام واعظم الاحكام واجل العبادات هي الصلاة اعظم ما فرض الله سبحانه وتعالى على عباده بعد التوحيد. والصلاة لا تقبل الا بالطهارة فكتب الاحكام تبدأ كتاب الصلاة لكن يقدم على كتاب الصلاة كتاب الطهارة لان الصلاة لا تقبل الا بالطهارة. لان الصلاة لا تقبل الا بالطهارة. فلاجل هذا عامة كتب الاحكام وكتب احاديث الاحكام تبدأ بكتاب الطهارة. ويراد بالطهارة اي من الحدث الاكبر والحدث الاصغر كما سيأتي تبين ذلك في من خلال ما ساقه رحمه الله تعالى من احاديث وبدأ رحمه الله تعالى بهذا الحديث العظيم حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه. حديث انما الاعمال بالنيات او انما الاعمال بالنية وهذا الحديث كما قال الامام الشافعي رحمه الله ثلث العلم. هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في سبعين بابا من الفقه هكذا قال رحمه الله تعالى. ثلث فالعلم لان احاديث النبي عليه الصلاة والسلام ارجع الى اصول جامعة من حديثة عليه الصلاة والسلام من اهل العلم من ارجعها الى ثلاثة احاديث يأتي في مقدمة هذه الاحاديث حديث انما الاعمال بالنيات. حديث انما الاعمال بالنيات ويقول الامام عبدالرحمن ابن مهدي رحمه الله من اراد ان يصنف كتابا يبدأ بحديث الاعمال بالنيات. فليبدأ بحديث الاعمال بالنيات. ولهذا جماعة من ائمة اهل العلم كتبهم بهذا الحديث. ومنهم الامام البخاري رحمه الله تعالى بل ان اقام هذا الحديث مقام الخطبة التي يؤتى بها عادة بين يدي المصنفات اشارة منه رحمه الله تعالى الى ان كل عمل لا يراد به وجه الله تبارك وتعالى لا يقبله الله. ومن ذلكم ولهذا فان تصدير عدد من اهل العلم مؤلفاتهم العلمية بهذا الحديث هو من باب التنبيه للنفس ولطالب العلم ولقارئ الكتاب ان يصحح نيته في قراءته للكتاب وان يجعل نيته في هذه القراءة والتعلم والتفقه و المدارسة والمذاكرة من اجل الله خالصا لوجهه سبحانه وتعالى ومن اعظم ما يعين على اخلاص النية في طلب العلم ان يتذكر طالب العلم ان طلب العلم نفسه عبادة ان طلب العلم نفسه عبادة من جملة العبادات التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى. بل قال بعض السلف ما تقرب الى الله بمثل طلب العلم. ما تقر الى الله سبحانه وتعالى بمثل طلب العلم. فطلب العلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة قربة من اعظم القرب من اعظم ما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. فاذا دخل الطالب في الكتاب وكان اول ما يقف عليه هذا الحديث العظيم المبارك انما الاعمال بالنيات يكون باذن الله اعونة له لتصحيح نيته. لان من يطلب العلم قد يطلب العلم لله وقد يطلب العلم لغير لا مثل ذلك عموم عموم الاعمال. النبي صلى الله عليه وسلم سئل في الجهاد الى الرجل يقاتل شجاعة الرجل يقاتل حمية الرجل يقاتل كذا من؟ في سبيل الله؟ قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله نيات الناس في الاعمال متفاوتة. والاعمال معتبرة بنياتها. ومن ذلكم طلب العلم. ولهذا تصدير بهذا الحديث مهم جدا ان يبدأ به وان يبدأ طالب العلم بحفظه و مذاكرة مظامينه حتى يصحح هذه النية في الطلب فيجعلها وجه الله سبحانه وتعالى خالصة وقوله في هذا الحديث انما الاعمال بالنية وفي رواية بالنيات اي ان الاعمال معتبرة بنياتها. الاعمال معتبرة بنياتها والنية تارة تتلى ويراد بها نية العمل وتارة تطلق ويراد بها نية المعمول له العمل. المتقرب له بالعمل. فتارة تطلق النية ويراد بها نية العمل والمراد بنية العمل اما بين عمل وعمل عبادة وعبادة او التمييز بين عادة وعبادة مثلا الغسل قد يكون المراد به نظافة البدن. وقد يكون المراد به رفع الحدث الاكبر والذي يميز هذا عن هذا هو النية. فالنية التي هي نية العمل هي التي يتميز بها عبادة عن عبادة ما الذي يميز صلاة النافلة عن الفريظة الا هذه نيتها فرض وهذه نيتها نفل. ما الذي يميز صيام الفرض عن صيام النفل الا النية العمل واحد فالذي يميز العبادة عن العبادة الفرظ عن النفل مثلا هو النية والذي يميز العادة عن العبادة هي النية. فتارة تطلق النية ويراد بها نية العمل ومحل بحثها كتب الاحكام وتارة تطلق النية ويراد بها المعمول له العمل من تقرب له بالعمل وهو الاخلاص وهذا النوع من النية محل بحث كتب التوحيد وكتب العقائد نية المعمول له اي تمييز بين معبود ومعبود متقرب اليه ومتقرب اليه ولهذا يجب ان تكون نية العبد لله اي خالصة لا لا يقصد بالعمل الا وجه الله سبحانه وتعالى لا يريد به الا وجه الله سبحانه وتعالى. فاذا النية فهي القصد النية هي القصد والارادة ومحلها القلب وهي مرتبتان نية العمل ونية المعمول له او المتقرب اليه بالعمل قال عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنية. وفي رواية بالنيات اي انما الاعمال معتبرة بنياتها انما الاعمال معتبرة بنياتها. فمثلا من حيث القبول والرد انما الاعمال معتبرة بنيات بكونها خالصة لله سبحانه وتعالى. الاذان ولعلنا نكتفي بهذا القدر في الدرس القادم نعاود للكلام على هذا الحديث حديث اما الاعمال بالنيات ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به بين مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خير