بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال ابو هاتم ابن حبان البستي رحمه الله تعالى في كتابه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء. باب ذكر الحث على لزوم العلم وملازمة طلبه والملازمة والمداومة على طلبه. اخبرنا محمد بن اسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا ما امر عاصم بن عبد النجود عن زر بن حبيش قال اتيت صفوان بن عصار المرادي فقال ما جاء بك؟ قلت جئت انبض العلم. قال فاني سمعت جئت انبط العلم بكسر الباء انبطوا العلم. قال جئت انبطوا العلم. قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول ما من خارج يخرج من بيت يطلب العلم الا وضعت له الملائكة اجنحتها رضا بما يصنع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الباب في ذكر الحث على لزوم العلم والمداومة على طلبه والمراد بالعلم العلم الشرعي المستمد من كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولقد تكاثرت النصوص والدلائل في الحث على طلب العلم وترغيبه وبيان فضله وفضل اهله وطلابه والمصنف رحمه الله تعالى عقد هذا الباب لبيان فظل لزوم العلم وما جاء من نصوص في الحث على طلب العلم والمداومة عليه اورد اول ما اورد هذا الحديث عن زر ابن حبيش رحمه الله قال اتيت صفوان ابن عسال المرادي رحمه الله فقال ما جاء بك فقال ما جاء بك؟ يعني ما غرظ هذا المجيء وهذه الزيارة قال جئت انبط العلم انبطوا العلم يقال نبط الماء من البئر اي استخرجه منها يقال نبط الماء من البئر اي استخرجه ونزحه من البئر والمراد بقوله جئت انبط العلم اي جئت استخرج العلم من صدور الرجال جئت استخرج العلم من صدور الرجال اي الرحلة اليهم والجلوس عندهم والملازمة لهم فبهذه الطريقة ينبط العلم ان يستخرج العلم يستخرج العلم. قال جئت امبط العلم. يعني لم اتي لغرظ اخر وانما جئت من اجل العلم. وهذا فيه فظل الرحلة في طلب العلم وفضل الملازمة لمجالس العلم وكيف ان السلف رحمهم الله تعالى كانوا يرحلون من اجل العلم بل منهم من يرحل من اجل حديث واحد وربما يرحل من اجل مسألة واحدة ولهذا في تتمة هذا الحديث ببعض مصادر تخريجه قال جئت اسألك عن المسح عن الخفين قال جئت اسألك عن المسح على الخفين ترحل من اجل مسألة واحدة ومنهم من يرحل من اجل حديث واحد وربما استغرقت الرحلة منه في ذلك الزمان الشهر الكامل وتكون لاجل حديث واحد او لاجل مسألة واحدة قال جئت انبط العلم ومعنا انبط كما عرفنا اي استخرج العلم وجاء هذا الخبر في بعض رواياته جئت اطلب العلم وفي بعض الروايات جئت ابتغي اه العلم قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم الا وضعت له الملائكة اجنحتها رضا بما يصنع ساق له هذا الحديث بشارة له ساق له هذا الحديث بشارة له والبشارة نافعة جدا نافعة جدا طالب العلم وهي تشحذ من همته وتقوي من نشاطه وتزيد من عزيمته واقباله على طلب العلم فلما ذكر انه انما رحل واتى من اجل طلب العلم ساق له هذا الحديث بشارة له مبينا من خلاله المكانة العظيمة آآ الخروج والرحلة من اجل طلب العلم قال ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم الا وضعت له الملائكة اجنحتها رضا بما يصنع الا وضعت الملائكة اجنحتها له رضا بما يصنع وهذا من فضائل آآ من فضائل آآ طلب العلم والخروج لاجله ان الملائكة تظع اجنحتها لطالب العلم وهذا خبر صادق عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ولئن كان طالب العلم او طلاب العلم لا يرون ملائكة تضع اجنحتهم لهم الا ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بذلك مثل ما اخبر تحفهم الملائكة هذا خبر صادق وان لم يرى الناس الملائكة تحف طلبة العلم الا ان هذه فضيلة متحققة بخبر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهذا من ثمار الايمان بالغيب من ثمار الايمان بالغيب التصديق بما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هو غالب عن اعين الناس ولا يرونه لكن يؤمنون بانه حق يؤمنون بانه حق ويصدقون بذلك تصديقا لخبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فهذا جاء يحمل بشارة لطالب العلم ان الملائكة تظع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع رظا بما يصنع فظع الملائكة اجنحتها. لطالب العلم رظا بما يصنع فهذه الفظيلة نؤمن بها ونعتقد وجودها وان لم نر هؤلاء الملائكة لكن هذا جزء من الايمان بالغيب كما قال الله سبحانه وتعالى هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب احد الشراح في هذا الحديث في بعض الكتب ذكر ان احد الناس من اهل الضلال اراد ان يسخر بهذا الحديث اراد ان يسخر بهذا الحديث وهذه الرواية الصادقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء يوما وصنع لنفسه حذاء وجعل في اسفله المسامير جعل في اسفل الحذاء المسابير وجاء واخذ يمشي بجوار بعض طلبة العلم فقيل له ما تصنع؟ قال له بعض الناس ما تصنع قال اريد ان اطأ اجنحة الملائكة قال اريد ان اطأ اجنحة الملائكة يقول ذلك ويفعل ساء ذلك ساخرا قال فشلت قدماه وهذي عقوبة معجلة هذه عقوبة معجلة في هذه الحياة الدنيا قال فشلت قدماه جزاء سخريته باحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. فالمؤمن يسمع هذه الاحاديث بالغبطة والسرور والفرح ويرى ان هذه منقبة وفضيلة يكرم الله سبحانه وتعالى بها طالب العلم بان الملائكة تضع اجنحتها له رضا بما يصنع اي بهذا الصنيع العظيم الذي يقوم به وهو طلب العلم وطلب العلم باب من ابواب الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها اجنحتها لطالب العلم رظا بما نعم قال ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل اذا فرغ من اصلاح سريرته ان يثني بطلب العلم والمداومة عليه لا وصول لا وصول للمرء الى صفاء شيء من اسباب الدنيا الا بصفاء العلم فيه. وحكم العاقل الا يقصر في سلوكه حالة توجب له بسط الملائكة اجنحتها رضا بصنيعه ذلك ولا يجب ان يكون متأملا في سعيه الدنو من السلاطين او نوال الدنيا به. فما اقبح بالعالم التذلل لاهل الدنيا. نعم يا يقول الامام ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل الباب روضة او الكتاب روضة العقلاء وصفات آآ اهل العقول واهل الالباب يقول الواجب على العاقل اذا فرغ من من اصلاح سريرته وهذا الباب الاول الذي سبق ان مضى اذا فرغ من اصلاحه سريرة ان يثني بطلب العلم ان يثني بطلب العلم فالباب الاول تخلية والباب الثاني تحلية الاول تخلي يخلي قلبه يخلي قلبه يخلي سريرته من كل الامراظ والظغائن والسخائم وحتى يكون القلب نقيا ثم يثني بالمرحلة الثانية وادخال العلم الصحيح على القلب النظيف يدخل العلم الصحيح على القلب النظيف. فاولا ينقي سريرته ثم يدخل العلم الصحيح على هذه السريرة وهذا القلب اه النقي قال اذ لا وصول للمرء الى صفاء شيء من اسباب الدنيا الا بصفاء العلم الا بصفاء العلم به لا يمكن ان يصفو لك شيء في هذه الحياة الدنيا الا بالعلم به. بفظله اسبابه طريقة الوصول اليه الى غير ذلك فالعلم هو الاساس وهو وهو المبدأ العلم قبل القول والعمل ولهذا قدم المصنف في اوائل ابواب هذا الكتاب لان بالعلم يبدأ وكيف يعمل من لا يدري ما يعمل؟ وكيف يتقي من لا يدري ما يتقي فالاساس العلم وبه يبدا قال وحكم العاقل اي الواجب عليه الا يقصر في سلوك حالة توجب له بسط الملائكة اجنحتها رضا بصنيعه ذلك اي كما جاء في هذا الحديث المتقدم ثم يحذر رحمه الله تعالى من فساد النية في الطلب لا يجعل نيته في طلب العلم الدنيا او الحظوة عند السلاطين او غير ذلك بل يجعل طلبه للعلم ابتغاء وجه الله ويعينه على ذلك ان يعلم ان طلب العلم نفسه عبادة وقربة والله سبحانه وتعالى لا لا يقبل قربة متقرب الا اذا اخلصها لله ولم يبتغي بها الا وجه الله نعم قال رحمه الله حدثنا محمد بن ابراهيم الخالدي قال حدثنا داوود بن احمد دمياطي قال حدثنا عبد الرحمن بن عفان قال سمعت الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى يقول ما اقبح بالعالم يؤتى الى منزله فيقال اين فيقال عند الامير اين العالم؟ فيقال عند القاضي ما للعالم ومال القاضي ومال العالم ومال الامير ينبغي للعالم ان يكون في مسجده يقرأ في مصحفه. هذا الاثر للفظيل ابن عياظ وهو من علماء التابعين وفقهائهم وعبادهم رحمه الله تعالى يقول في هذا الاثر ما اقبح بالعالم يؤتى الى منزله فيقال اين العالم؟ يقال عند الامير او يقال اين العالم يقال عند القاضي اي انه منصرف عن آآ امور العلم وحقوق العلم وما يتطلبه العلم الى ابواب السلاطين عند القاضي اي انه منصرف للدنيا اي انه منصرف للدنيا وقريب من كل ما يكفر دنياه قريب من كل ما يكفر دنياه. منشغل عن العلم الذي حصله وعرف به بين الناس قال ينبغي للعالم ان يكون في مسجده يقرأ في مصحفه. في مسجده يقرأ في مصحفه. اي ينبغي ان يكون مقبلا على العبادة معروفا بها معتنيا آآ بيوت الله تبارك وتعالى يشهد فيها جلوسا وقراءة عناية آآ العلم وتعليمه وتفقيه الناس فيه الى غير ذلك. نعم قال رحمه الله حدثنا ابو يعلى قال حدثنا غسان ابن الربيع قال حدثنا سليم المولى الشعبي عن الشعبي قال يا طلاب العلم لا تطلبوا العلم بسفاهة وطيش اطلبوه بسكينة ووقار وتؤدة. وتؤدة هذا الاثر عن عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله ايضا هو من علماء التابعين يقول يا طلاب العلم هذه نصيحة موجهة لطلاب العلم لا تطلبوا العلم بسفاهة وطيش لا تطلب العلم بسفاهة وطيش اطلبوه بسكينة ووقار وتؤدة والتؤدة هي الاناة التؤدة هي الاناة وطالب العلم ان لم يتصف بهذه الصفات التي ذكرها رحمه الله السكينة والوقار والتؤدة لا يمكن ان يحصل العلم لا يمكن ان اه يحصل العلم التحصيل الذي ينفعه الا اذا كان متصلا بهذه الصفات الوقار والسكينة والتؤدة لا يستعجل ولا يكون طائشا وانما يطلب العلم بالهدوء والاناة والحلم ولا يستعجل من ابتغى العلم جملة حرمه جملة وانما يتأنى مسألة تلو الاخرى بعض الناس يأتي بطيشه. اول ما يبدأ طلب العلم يبدأ يجمع يجمع كل شيء وتجده في اه تفاعل مع نفسه يريد العلم كله يحصله في لحظة او في شهر واحد او في شهرين ثم يتركه كله بينما اذا اخذه بالتؤدة مسألة مسألة حديثا حديثا درسا درسا يتروى ويتأنى ويستعجل النتائج النتائج تأتي فيما بعد على الله امرها سبحانه وتعالى لكنه يروض نفسه على الهدوء والتؤدى والاناد كثير من الناس اول ما يلتزم يعرف بفظل العلم وطلبه فيريد ان يجمع العلم كله فيأتي على نفسه بشيء ثقيل لا يطيقه فيمل ويترك ذلك كله بينما اذا اخذه بهذه الصفات التؤدة والوقار والسكينة وعدم الطيش يحصل باذن الله سبحانه وتعالى ما لا يحصله غيره نعم قال رحمه الله وانشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي وفي العلم والاسلام للمرء وازع وفي ترك طاعات الفؤاد المتيم بصائر رشد للفتى مستبينة واخلاق صدق علمها بالتعلم. هذه اه او هذان البيتان فيهما فضائل للعلم فضائل للعلم تحصيله فالعلم فيه وازع يزع الانسان عن آآ اه ما لا ينبغي من الاوصاف والخصال والاعمال فهو يزع اي يردع ويمنع وفي ترك طاعات الفؤاد وفي ترك طاعات الفؤاد المتيم بصائر رشد للفتى فصائر رشد للفتى مستبينة اي اجتناب الانسان هوى نفسه ميولها في بصائر للعبد وهذا تنبيه على ان العلم يحتاج منه ان يبتعد الانسان عن الاهواء اهواء النفس وحظوظها. فاذا ابتعد عنها ففي ذلك بصائر رشد للعبد مستبينة اي ظاهرة واضحة واخلاق صدق علمها بالتعلم اي انما تنال طلب العلم وتحصيله. نعم قال رحمه الله اخبرنا ابراهيم بن نصر قال حدثنا عبد بن عبد بن حميد قال حدثنا سعيد بن عامر عن حمير بن الاسود عن ابي عيسى الخياط قال قال الشعبي رحمه الله تعالى انما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان العقل والنصح فان كان عاقلا ولم يك ناسكا قيل هذا امر لا يناله الا النساك فلم يطلبه. وان كان ناسكا ولم يك قيل هذا امر لا يناله الا العقلاء فلم يطلبه قال شعري نعم قال قد رهبت ان يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما لا عقل ولا ولا نسك هذا اثر اورده عن الشعبي رحمه الله تعالى قال انما كان يطلب هذا العلم من من اجتمعت فيه خصلتان انما كان يطلب هذا العلم اي في الزمن الاول وفي الرعيل الاول انما كان من كانت فيه خصلتان العقل والنسك العقل والنسك اي عاقل وايضا عابد المقصود بالنسك العبادة تعبد فذا عقل وذا عبادة انما كان يطلب العلم العاقل النسخ او النسك فان كان عاقلا ولم يكن ناسكا اي عابدا قيل هذا امر لا لا يناله الا النساك اي العباد فلم يطلبه انقطع عن طلبه وان كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل هذا امر لا يناله الا العقلاء فلم يطلبه فيحتاج ان يجتمع فيه هذان الامران قال الشعبي متأسفا على الحال في زمانه. وهو من علماء التابعين متأسفا على الحال في زمانه. قال فلقد رهبت اي خفت وخشيت ان يكون يطلبه اليوم اليوم متى في زمان اه الشعبي وهو من علماء التابعين قال وقد ولقد رأبت ان يكون يطلبه اليوم من ليس فيه وحده واحدا منهما لا عقل ولا نسك اذا كان يخشى من ذلك في ذاك الزمان فكيف بهذا الزمان نعم قال ابو حاتم رحمه الله العاقل لا يبيع حظ عاخرته بما في العلم لما ينام بما قصد في العلم لا يبيع حد اخرته بما قصد في العلم لما يناله من حطام هذه الدنيا. لان العلم ليس القصد فيه نفسه دون غيره ان المبتغى من الاشياء كلها نفعها لا نفسها. والعلم والنفع والعلم ونفع العلم شيئان. فمن اغضى عن نفعه لم ينتفع بنفسه وكان كالذي يأكل ولا يشبع والعلم له اول واخر. كما حدثنا احمد بن علي بن المثنى قال تحدثنا عمرو الناقد قال حدثنا يحيى ابن اليمان قال سمعت سفيان رحمه الله تعالى يقول اول العلم الانصات ثم الاستماع ثم الحب ثم العمل به ثم ثم النشر. نعم هذا كلام جميل جدا يقول رحمه الله تعالى المبتغى من الاشياء كلها نفعها لا نفسها المبتغى من الاشياء كلها نفعها لا نفسها ومن ذلكم العلم المبتغى بالعلم نفع العلم ولهذا جاء الحديث بالتعوذ من علم لا ينفع وجاء ايضا الدعاء اللهم انفعنا بما علمتنا. فالمبتغى بالاشياء نفعها لا نفسها والعلم كذلك المبتغى به نفعه واذا كان العلم الذي حصله الانسان لا لم ينتفع به صار حجة عليه صار علمه حجة عليه وانما يا تتحقق له المصلحة اذا انتفع بالعلم الذي حصله. اذا انتفع بالعلم الذي حصله ولهذا جاء عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل. والخطيب البغدادي رحمه الله له كتاب اه جميل في هذا الباب سماه اقتضاء العلم العمل قضاء العلم العمل وذكر فيه فوائد ثمينة حول هذا المعنى قال والعلم ونفع العلم شيئا كالعلم ونفع العلم شيئان. فمن اغضى عن نفعه لم ينتفع بنفسه من اغضى عن نفعه لم ينتفع بنفسه وكان كالذي يأكل ولا يشبع ثم اورد هذا الاثر العظيم عن سفيان وهو ابن عيينة قال اول العلم الانصات ثم الاستماع ثم الحفظ ثم العمل به ثم النشر هذه اه اثار آآ او او هذه امور او ومراتب في تحصيل العلم والتدرج فيه قال اول ما يكون آآ في العلم الانصات ثم الاستماع ثم الحفظ ثم العمل به ثم النشر له ووجدت لي اثر ووجدت اثرا في المعنى نفسي لكنه آآ اتم من هذا عن ابن مبارك رحمه الله تعالى قال اول العلم النية اول العلم النية ثم الاستماع ثم الفهم ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر هذه ست مراتب ذكرها ابن مبارك رحمه الله تعالى ورواها عنه ابن عبد البر في بيان اه جامع بيان العلم وفضله في جامع بيان العلم وفظله قال اول العلم النية النية اي الصالحة في طلب العلم بحيث لا ينوي بطلبه الا وجه الله ولهذا تجد عدد من العلماء رحمهم الله صدروا كتبهم في العلم بحديث انما الاعمال بالنيات انما الاعمال بالنيات فاول العلم النية اول ما يبدأ به الانسان من امر العلم النية الصالحة بان يبتغي في في طلبه للعلم وجه الله سبحانه وتعالى. ويعد هذا الطلب للعلم قربة من جملة قربه التي يتقرب بها الى الله مثل ما نتقرب الى الله بالصلاة ومثل ما يتقرب الى الله بالصيام ومثل ما يتقرب الى الله بالحج ايضا يتقرب الى الله بطلب العلم مجالس العلم وحفظ العلم ومذاكرة العلم هذه قربة وعبادة بل قيل قال السلف رحمهم الله تعالى ان اولى ما تقرب به العبد الى الله طلب العلم لانه هو الاساس للعبادات كلها لا تقوم عبادة او لا تصح عبادة الا اذا بنيت على علم صحيح ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا قدم العلم النافع لانه الاساس الذي يميز به بين العمل الصالح وغير الصالح والرزق الطيب وغير الطيب ومن لا علم عنده لا يستطيع ان يميز بين هذه الاشياء فاول ما يكون النية ثم الاستماع استماع اين مسائل العلم التي يلقيها العلما فيجلس مستمعا يجلس مستمعا للعلم الذي يلقيه اهل العلم وفرق بين السماع والاستماع الاستماع فيه الاصغاء والانصات الانصات وحضور القلب ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع فرق بين السماع وبين الاستماع الاستماع فيه انصات حضور القلب واصغاء يلقي سمعه لان بعض الناس يجلس مثلا مجالس العلم ويسمع يسمع لكنه لا يلقي سمعه لا يرقي سمعه فلا اه ينضبط عنده علم الامر الثالث الحفظ الامر الثالث الفهم قال ثم الفهم يفهم هذا هذا العلم ان كان حديثا ان كان مسألة ان كان حكما يفهمه يفهمه يكون واضحا له المراد به ومدلوله ثم بعد ذلك ينتقل الى الحفظ حفظه حتى يثبت عنده ويبقى ثم بعد ذلك العمل يعمل بهذا العلم الذي حصل وفهم وحفظه يعمل به ثم بعد ذلك النشر اي ابلاغ الاخرين وايصاله اليهم هذه مراتب ستة عظيمة ذكرها الامام اه ابن المبارك رحمه الله تعالى قال اول العلم النية ثم الاستماع ثم الفهم ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها سمع سمع مقالتي هذي مرتبة فوعاها فحفظها فاداها كما سمع هذه هي المراتب نعم قال رحمه الله وانشدني الابرش تعلم فليس المرء يولد عالما وليس اخو علم كمن هو جاهل فان كبير القوم لا علم عنده وان التفت عليه المهافل قوله وليس اخو علم اي ليس اه صاحب العلم كمن هو جاهل ليس اخو علم اي ليس صاحب العلم الذي حصل العلم كمن هو جاهل وظرب على ذلك مثالا قال كبير القوم كبير القوم اذا كان ليس عنده علم صغير وان التفت عليه المحافل وان التفت عليه المحافل فاخو العلم ليس كمن هو جاهل صاحب العلم الذي وفقه الله سبحانه وتعالى لتحصيل العلم ليس شأنه كمن هو جاهل اي جاهل اه هذا العلم ومما يبين ذلك ان اخو العلم ليس كمن هو جاهل ان احدا من الناس لا يرضى ان يوصف بانه جاهل لا يرضى بان يوصف انه جاهل حتى وان كان كذلك لا يرظى والعلم كل يحب ان يوصف به وان لم يكن كذلك يتمنى ان يكون موصوفا به وهذا مما يبين لك ما ذكره الناظم ليس اخو علم كمن هو جاهل نعم قال رحمه الله اخبرنا ابو يعلى قال حدثنا اسحاق بن اسماعيل الطارقاني قال حدثنا جرير عن عن برج بن ثنان عن سليمان موسى قال قال ابو درداء رضي الله تعالى عنه لا تكون عالما حتى تكون متعلما. ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا. هذه مراتب يعني امور يترتب على بعض لا تكون عالما حتى تكون متعلما مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح انما العلم بالتعلم انما العلم بالتعلم فيقول رحمه الله يقول رضي الله عنه لا تكون عالما حتى تكون متعلما هذا معنى الحديث انما العلم بالتعلم لابد في تحصيل العلم من تعلم اي صبر على طلب العلم وتحصيله صبر على طلب العلم وتحصيله. قال ولا تكونوا بالعلم عالما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا اي اي حتى تعمل بالعلم لان هذا هو مقصود العلم ليس مقصود العلم تكثير العلوم وانما مقصود العلم العمل بها والا كانت حجة على العبد. ولهذا قال ولا تكونوا بالعلم عالما حتى تكون به عاملا. وهذا تنبيه ان العمل بالعلم من اسباب ثبات العلم وبقائه وبركته والعمل به من اسباب ثباته وبقائه ولهذا قال لا تكونوا بالعلم عالما حتى تكون به عاملا اي اذا عملت به كان عاملك به من اسباب ثبات العلم وبقائه نعم قال ابو حاتم رحمه الله العاقل لا يشتغل في طلب العلم الا وقصده العمل به. لان من سعى فيه لغير ما وصفنا ازداد فخرا وتجبرا وللعمل تركا وتضييعا. فيكون فساد فيكون فساده في المتأسين به فيه اكثر من في نفسه ويكون مثله كما قال الله ثم ويكون مثله نعم كما قال الله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة من ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم. الا ساء ما يزرون نعم الا ساء ما يزرون هذه مصيبة نسأل الله ان ان يعافينا اجمعين يقول رحمه الله العاقل لا يشتغل في طلب العلم الا وقصده العمل به الا وقصده العمل به لان من سعى فيه لغير ما وصفنا يعني من سعى في طلب العلم ليس قاصدا العمل به ماذا سيترتب على ذلك قال ازداد فخرا وتجبرا ازداد فخرا وتجبرا اذا اجتمعت علوم وعلوم وعلوم كثيرة عنده وهو لا يعمل بها يصبح بين الناس يفخر ويتجبر ويرى نفسه على الاخرين ويعجب بنفسه وادي مهلكة مهلكة للانسان عظيمة جدا قال ازداد فخرا وتجبرا وللعمل تركا وتضييعا وللعمل تركا وتضييعا. ماذا يترتب على ذلك؟ قال فيكون فساده في المتأسين به فيه اكثر من فساده في نفسه اكثر من فساده في نفسه اضرب مثالا فقط للتوضيح لو ان شخصا اقترب من بلده سنة سنتين ثلاث واهل البلد يسألون وين فلان وين راح؟ قالوا يطلب العلم في اي بلد في البلد المبارك ما شاء الله والناس تغبطه سنتين ثلاث اربع وهو ترك البلد يطلب العلم ثم بعد هذه المدة المديدة اذا رجع اليهم يرجع اليهم وهم ينظرون الى شخص قدوة ينظرون افعاله فعلا فعلا تصرفاته تصرفا تصرفا فاذا جاء واخذوا على سبيل المثال يفتقدونه في صلاة الفجر ويفتقدونه في بر الوالدين ويفتقدونه في صلة الارحام. يفتقدونه في الاخلاق الفاضلة والمعاملات الكريمة يفتقدون في كذا وكذا من امور العلم المعروفة اي امر سيكون هذا الرجل ثم يفاجئون به واذا به مثلا يقف متكلما او خطيبا او او يفتح درسا اي مصيبة سيجنيها على مجتمعه وبلده اذا كانت هذه حالة ولهذا يقول رحمه الله تعالى فيكون فساده في المتأسين به في في المتأسين به فيه اكثر من فساده في نفسه لماذا؟ لانه مثل ما عبر ابن القيم في بعض كتبه اظنه في مدارج السالكين قال يدعو الى الجنة بلسانه والى النار بفعاله يدعو الى الجنة بلسانه والى النار بفعاله لسانه يدعو الى الجنة لكن افعاله تدعو الى النار مضيع مثلا الصلوات مفرط في الحقوق والواجبات مرتكب امور من المحرمات فافعاله تدعو الى النار لان الناس تنظر له انه قدوة لهم انه قدوة لهم فهذا جانب مهم ينبه عليه رحمه الله تعالى قال فيكون فساده في المتأسين به فيه اكثر من فساده في نفسه. ويكون مثله كما قال الله ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون. نعم قال رحمه الله اخبرنا محمد بن ابراهيم الخالدي قال حدثنا داوود بن احمد قال حدثنا عبد الرحمن بن عفان قال سمعت فضيل بن عياض رحمه الله قال يقول في جهنم ارحية تطحن العلماء طحنا. فقيل من هؤلاء؟ قال قوم علموا فلم يعملوا. نسأل الله العافية السلامة قال الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في جهنم ارحية في جهنم ارحية ارحية جمع رحى والراحة معروفة يوضع فيها الحب فتطحنه فيصبح طحينا بدل ان كان حبا قال في الجنة في جهنم قال في جهنم ارحية تطحن العلماء طحنا تطحن العلماء طحنا فقيل من هؤلاء؟ قال قوم علموا فلم يعملوا علموا فلم يعملوا وهذا شاهده في صحيح مسلم في صحيح مسلم الحديث الذي قال في النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى برجل فيلقى فالنار حتى تندلق اقتابه يعني تخرج امعاء بطنه يطاف بها كما يطوف الحمار بالرحى فيقول لاهل النار اي فلان الم تك تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال بلى ولكن كنت امركم بالمعروف فلا اتيه. وانهاكم عن المنكر فاتيه والحديث في صحيح مسلم فيقول الفضيل في جهنم ارحية تطحن العلماء طحنا فقيل من هؤلاء؟ قال قوم عالموا فلم يعملوا علموا فلم يعملوا ومقصود العلم العمل نعم قال رحمه الله اخبرنا عبد الله بن محمود السعدي قال حدثنا محمد بن نضر من مصور قال حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال اذا طلب الرجل العلم ليعمل به كسره وعلمه. واذا طلب العلم واذا طلب العلم لغير ان يعمل به زاده علمه فخرا هذا مالك بن دينار رحمه الله يذكر آآ اثر النية على الانسان وان من طلب العلم بنية صالحة وقصد طيب تعلم ليعمل ليعبد الله ليتقرب الى الله سبحانه وتعالى فان علمه يكسره اي يجعله يتواضع ويستكين ويظهر عليه الوقار والسكون والطمأنينة والى غير ذلك من المعاني العظيمة الجميلة كسره علمه قال واذا طلب العلم لغير ان يعمل به مثلا للشهرة للدنيا الى غير ذلك من المقاصد والاغراظ اذا طلبه لغير ان يعمل به زاده علمه فخرا مثل ما مر معنا انه يفخر و يتجبر ويصاب بالعجب يعجب بنفسه فيصبح علمه الذي لم يقصد به العمل مجلبة لهذه الامراض الى قلبه الفخر والكبر آآ العجب ونحو ذلك من امراض القلوب واسقامها نعم. قال رحمه الله اخبرنا محمد بن عمر بن سليمان قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا محمد بن بشر قال بني سلمة بن الخطاب بن عبد الحميد بن ابي جعفر الفراء قال قال الحصن رحمه الله من احب الدنيا وسرته ذهب خوف الاخرة من قلبه ومن ازداد علما ثم ازداد على الدنيا حرصا لم يزدد من الله الا بعدا. ولم يزدد من الله الا بعدا هذا الاثر عن الحسن وهو البصري رحمه الله قال من احب الدنيا وسرته من احب الدنيا وسرته نفسه احبت الدنيا واقبلت على آآ الدنيا وسر بها ذهب خوف الاخرة من قلبه ذهب خوف الاخرة من قلبه لانه اصبح مشغولا بهذه الدنيا وهمته متجهة اليها. ليس عنده همة في الاخرة. فيذهب خوف الاخرة من قلبه وهنا تأتي المصائب المتراكمة عندما يذهب خوف الاخرة من قلب الانسان يبدأ الغش والخيانة والظلم والخديعة والكذب والفجور وامور كثيرة جدا ينظر الى الدنيا فتسره ويريد ان يحصلها كيفما اتفق ويذهب عن قلبه خوف الاخرة فيأتي الفساد العريض قال ومن ومن ازداد علما ثم ازداد على الدنيا حرصا من ازداد علما ثم ازداد على الدنيا حرصا لم يزدد من الله الا بعدا ولم يزدد من الله الا بعدا لانه ليس مقصود العلم الاقبال على الدنيا ليس مقصود العلم الاقبال على الدنيا والاكباب عليها فاذا حصل العلم واقبل على الدنيا انحرف عن مقصود العلم فلم يزدد من الله الا بعدا ولم يزدد منه الا بغضا. نعم قال رحمه الله اخبرنا محمد بن منذر بن سعيد قال حدثني احمد بن ابراهيم الحدثي قال قال حدثني اسماعيل ابن الحارث قال حدثني محمد بن الحسن المديني قال حدثنا محمد بن العوام ان ابراهيم سمع صوت هاتف وهو يقول يا طالب العلم باشر الورع وباين النوم واهجر الشبع. ما ضر عبدا فهت ارادته اجاع في الله يوما او شبع اه ما ضر عبدا فحت عزائمه اين في الارض اينما صقع ما طمعت نفس عابد فنوى سؤال قوم الا لهم خضعا يا ايها الناس ما لعالمكم في ماء بحر الملوك قد قرع. يا ايها الناس انتم زرع يحصد الموت كلما طلع يحفظه الموت كلما طلع هذه الابيات فيها تحذير طالب العلم تحذير له ووصية له باصلاح ارادته نيته وعزمه والا يكون تحصيلا للعلم من اجل المطامع الدنيوية قال محمد ابن العوام ان ابراهيم سمع صوت هاتف ابراهيم سمع صوت هاتف وهو يقول اي هذا الهاتف الهاتف ما يسمع صوته ولا يرى شخصه هذا يقال له هاتف ولعل تسمية آآ الهواتف الان الموجودة من هذا الباب. لانك تسمع صوت المتحدث وما تراه فيسمى هاتف يقول يقول القائل جاءني هاتف جاءني هاتف لانه يسمع صوت المتكلم ولا يرى شخصا. فالهواتف هي هذه الهواتف هي ما يسمع صوته ولا يرى شخصه وقد تكون آآ الهواتف التي يعني يشار اليها مما يسمع يعني كلاما من الجن مثلا من صالح الجن او ايظا حتى من فاسد الجن او هاتفا من آآ ملك من الملائكة ان صح الدعوى من ادعى ذلك ان صح الدعوة من ادعى ذلك وقد يكون مثلا شخصا لا يراه في مكان يعني خفي عنه واتى اه خاصة هذا يكثر عند اهل الطرق الباطلة لان يمكر بهم شياطين الانس والجن ويختفون يختفون في قلب جدار او في مغارة او في كذا ويقول تعالوا هنا تأتينا الهواتف ويكون واحد من اصحابهم في في داخل الكهف ويبدأ يحدثهم باشياء يحدثهم باشياء او تكون شياطين مثلا احيانا تضل الناس عن سواء السبيل وقد يكون هذه الهواتف معاني جيدة الله اعلم قد تكون من صالح الجن او غير ذلك فالمهم انه يقول سمعت صوت هاتف وهو يقول يا طالب العلم باشر الورع باشر الورع اي الزم الورع وحافظ عليه وكن من اهله يا طالب العلم باشر الورع اي كن ورعا وباين النوم واهجر الشبع باين النوم اي قلل منه ليس المراد ترك النوم كلية وانما قلل من اه النوم واهجر الشبع اي لا لا لا تحرص على الشبع من ملئ البطن وما ملأ ادمي وعاء شرا من بطن ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطن فملئ البطن مجلبة للاسقام والامراض والخمول والكسل ولهذا قيل آآ المعدة المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء الحمية رأس الدواء. فالمعدة بيت في الداء اذا كان الانسان يملأها باصناف المطاعم والمآكل فهذا مجلبة للامراض ومجلبة للخمول والكسل فاذا كان الانسان يريد تحصيل العلم عليه ان يهجر آآ الشبع ما ضر عبدا صحت ارادته اجاع في الله يوما او سبعة اذا صحت ارادته ما يضره لانه منشغل بامر اخر عظيم وهو تحصيل العلم والتزود منه فيأخذ من الطعام لقيمات يقمن صلبه يقمن صلبه وان كان ولا بد فثلث كما جاء في الحديث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه قال ما ضر عبدا صحت عزائمه اين من الارض اين من الارض اينما صقعا اي ذهب. اذا كان صادق في طلبه للعلم ما يضره في اي مكان كان في الدنيا لان معه آآ العلم الذي هو انسه وسعادته وفلاحه اينما كان في ارض الله ولهذا ابن تيمية رحمه الله قال ماذا يصنع اعدائي بي جنتي في صدري يقول جنتي في صدري ماذا يصنع اعدائي بي فما ضر طالب العلم ان صحت عزائمه اين من الارض اينما صقع اينما ذهب من الارض ما يظره لان جنته في صدره ما طمعت نفس عابد فنوى سؤال قوم الا لهم خضع الا لهم خضع هذا تحذير من هذه الحال وان الالتفات الى الناس سؤالهم يورث الذل يورث الذل من خضع من سأل الناس الذي يورث سؤاله خضوعا وذلا قال يا ايها الناس ما لعالمكم في ماء بحر الملوك قد كرع ما لعالمكم في بحر الملوك قد كرعا. كرع في الماء اخذ الماء وتناوله به كرعى في الماء اي اخذ الماء تناول به فيقال يا ايها الناس ما لعالمكم في ماء بحر الملوك قد كره اي مثل ما تقدم عند الملوك اذا افتقدوا سألوا عنه عند الملوك وعند السلاطين يجمع دنيا ويحصل اموالا ونحو ذلك ما لعالمكم في بحر الملوك قد كرعا يا ايها الناس انتم زرع يحسده الموت كلما طلع حال الناس ان انه زرع والموت يحصده الموت يحصده كل كل ما طلع الزرع حصده الموت مثل ما يحصد الفلاح زرعه اي ان الانسان لن يبقى في هذه اه الحياة الدنيا بل مآله ومصيره الى الموت نعم رحمه الله اخبرنا ابن قال حدثنا الحسين ابن عبد الرحمن الاحتياطي قال حدثنا يحيى ابن اليمان العجلي عن سفيان الثوري رحمه الله قال العالم طبيب الدين ودرهم داع الدين فاذا العالم تبيب الدين والدرهم داء الدين فاذا اجتمع الطبيب الداعي فاذا اجتر فاذا اجتر الطبيب الطبيب الداء الى نفسه فمتى يداوي غيره؟ يعني اذا كان الطبيب نفسه مرضان هو مبتلى متى يداوي غيره يقول العالم طبيب الدين العالم طبيب الدين ما معنى طبيب الدين؟ لان الطب نوعان طب الابدان وطب القلوب وطب القلوب يحمله العلماء يعملون على اصلاح القلوب بالايمان والطاعة والاقبال على الله والنية الصالحة والبعد عن الغل والحقد والحسد وغير ذلك العلماء هم الذين يحملون ذلك طب القلوب فالعالم طبيب الدين العالم طبيب الدين والدرهم داء الدين اذا مالت النفس الى الدرهم والدينار وانشغلت به واصبح هو همها هذا داء الدين الله يقول كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى الدراهم والدنانير ان لم يوفق الله العبد يسلمه تكون مهلكة له تكون مهلكة له الا اذا سلمه الله فانها تكون خير وبركة عليه وليس هذا ليس معنى هذا ان العالم لا لا لا يحصل آآ الدرهم والدينار ولا يطلب من الدنيا ما يحتاج اليه في مصالحه وشؤونه وامور ابناءه من الصحابة من كانوا هو من العشرة المبشرين من كانوا تجارا كبارا لكن الدنيا في ايديهم وليست في قلوبهم الدنيا في ايديهم وليست في قلوبهم وسلوكهم واعمالهم يدل على ذلك فاه يقول الدرهم داء الدين فاذا اجتر الطبيب ادى الى نفسه اصبح همه الدرهم والدينار هذا هو المراد اذا اجتر الداء لنفسه اي اصبح همه الدرهم والدينار فمتى يداوي غيره؟ لانه اذا اجتر الداء الى نفسه واصبح همه الدرهم والدينار اصيب بالاسقام التي تصحبها هذا مسلك فكيف يداوي غيره او متى يداوي غيره اذا كان هو مصابا بهذا الداء. نعم قال رحمه الله انشدني احمد بن محمد الصنعاني قال انشدني محمد بن عبد الله العراقي كانوا يطلبون العلم في كل بلدة شبابا فلما حصلوه وحشروا وصح لهم اسناده واصوله وصاروا شيوخا ضيؤوه وادبروا وماله على الدنيا فهم يحلبونها باخلافها مفتوحها لا يسرر فيا علماء السوء اين عقولكم؟ واين الحديث المسند المتخير؟ هذه الابيات يذم فيها الناظم اناسا عنوا طلب العلم في كل بلدة رحلوا هنا وهناك واخذوا عن هذا وذاك حصلوا علوما وحفظوا متونا وتفقهوا وافنوا شبابهم في ذلك فلما حصلوه وحشروه اي جمعوا منه شيئا كثيرا وصح لهم اسناده واصوله وصاروا شيوخا يعني عرفوا بذلك ضيعوه وادبروا ضيعوه وادبروا ومالوا على الدنيا فهم يحلبونها فهم يحلبونها باخلافها الاخلاق هي موضع الحليب حلمات ضرع الناقة او بهيمة الانعام فصاروا يحلبونها باخلافها مفتوحة لا آآ مفتوحها لا يسرر لا يصرف اي لا يوضع على الضرع الشملة الشملة هذه التي توضع على ضرع البهيمة تمنع وليدها ان يرظع منها متى شاء وانما تزال الشمل في اوقات يسمح له فيها بالرظاعة فهذه يعني حلبهم للدنيا مفتوحة لا تصرف بمعنى ان كل همهم وكل اشتغال اشتغالهم في حلب الدنيا انصرفوا اليها اصبح لا هم لهم في العلم ومقصود العلم والدعوة اليه والعمل به انصرفوا عن ذلك الى حلب الدنيا وقوله فهم يحلبونها باخلاقها مفتوحها لا يسرر اشارة الى انهم اصبح هذا هو همهم وشغلهم الشاغل. ولهذا وصفهم بقوله يا علماء السوء اين عقولكم اين عقولكم؟ واين الحديث المسند المتخير؟ الذي كنتم تحصونه وتحفظونه وتعكفون على طلبه واخر الامر اقبال على الدنيا واكباب عليها وحلب لها نعم قال رحمه الله اخبرنا جعفر بن محمد الحمداني بالصور قال حدثنا محمد بن عبد الله البالبكي قال سمعت عمي محمد بن زيد قال كنت مع ابن المبارك ببغداد فرأى اسماعيل ابن علي راكبا بغلة له على باب سلطان فانشأ يقول يا جاعل الدين له بازيا يصطاد اموال السلاطين لا تبع الدين بدنيا كما يفعل ظلال الرهابين احتلت للدنيا ولذاتها بحيلة تذهب بالدين تذهب نعم تذهبه بحيلة تذهب بالدين تذهب بالدين وصرت مجنونا بها بعدما كنت دواء للمجانين تفكر الناس جميعا بان زل حمار العلم في الطين هذه ابيات قال محمد بن زيد كنت مع ابن المبارك ببغداد فرأى اسماعيل ابن علية طه اسماعيل ابن علية راكبا بغلة له على باب السلطان فرآه راكبا بغلة على باب اه السلطان فانشأ يقول يا جاعل الدين له بازيا يعني يصطاد بالدين والعلم الذي حصله جعله بازيا ان يصطاد به يصطاد اموال السلاطين لا تتبع الدنيا لا تتبع الدين بدنيا كما يفعل ظلال الرهابين لا تكون مثل نعم لا تبع الدنيا لان انعم لا تبع الدين بدنيا كما يفعل ضلال الرهابين لا تبع دنياك لا تبع دينك بدنياك. مثل ما يفعل ضلال الرهابين احتلت للدنيا ولذاتها بحيلة تذهب بالدين وصرت مجنونا بها اي بالدنيا بعدما كنت دواء للمجانين تفكر الناس جميعا بان زل حمار العلم في الطين يعني في في في هذه الابيات يذم حاله في اكبابه على الدنيا واقباله على ابواب السلاطين وانشغاله بهذا الامر يذمه بهذه الابيات يا جاعل الدنيا الدين له بازيا يصطاد اموال السلاطين نعم رحمه الله اخبرنا عبدالعزيز بن الحسن بذاعي قال حدثنا زكريا بن يحيى قال حدثنا احمد بن عبدالله القسطري قال لما ان ولي ابن علية صداقات الابل والغنم بالبصرة كتب اليه ابن المبارك كتابا وكتب في اسفله يا جاهل الدين له مبازيا يصطاد اموال المساكين. احتلت للدنيا ولذاتها الياء. ها؟ مثل الذي قبله. نعم قافلتها مكسورة. ايه يا جاهل الدين له بازيا يصطاد اموال المساكين. احتلت للدنيا ولذاتها. بحيلة بحيلة تذهب تذهب بالدين بالدين يا فاضح العلم ومن كان ومن كان ذا لب ومن عاب الثلاثين ومن عاب للسلاطين كذا في المصادر وهي زائدة نعم. يا فاضح العلم ومن كان ذا لب ومن عاب للسلاطين. اين رواياتك في سردها؟ عن ابن عون عن ابن عون وابن تيرين وزاد غيرها. اسيريني وابن سيرين وزاد غير احمد بن عبدالله ان قلت اكرهت فماذا كذا؟ زل حمار العلم في الطين فلما قرأ ابن علية الكتاب بكى ثم كتب جوابه وكتب في اسفله اف لدنيا ابت تواتيني الا بنقدي لها اوراديني ايني لهيني تدير مقلتها مقلتها. مقلتها عيني لحيني تدير مقلتها تطلب ما سرها لترضيني هذه الابيات نفسها التي تقدمت قال لما ولي ابن علية وهو اسماعيل المتقدم ذكره صدقات الابل والغنم بالبصرة كتب اليه ابن المبارك كتابا وكتب في اسفله هذه الابيات في ذم من جعل الدين له بازيا يصطاد به الاموال يصطاد به الاموال ويحتال في اصطيادها والتكثر منها لما وصلت هذه الابيات لابن علية بكى يعني تأثر من هذه الموعظة التي ارسلت اليه من ابن مبارك وقال اف لدنيا ابت تواتيني الا بنقضي لها عرى ديني. يعني ابت ان تطيعني تنقاد لي الا بنقضي لها عرى ديني عيني لحيني تدير مقلتها الحين الهلاك حيني اي هلاكي عيني لحيني تدير مقلتها تطلب ما سرها لترضيني اي ان عيني تتطلع وتطلب كل ما حصلت شيئا ارادت اكثر النهاية انها توصلني الى هلاكي انا اتتبع مرادات عيني وحظوظها ومطامعها فيما تراه وتشاهده فتطمع فيه من امور الدنيا فاركض وراءه فعيني لحيني تدير مقلتها تطلب ما سرها لترضيني اي لتهلكني. تطلب ما سر اي ما يدخل السرور عليها بتحصيله لترضيني اي لتهلكني من الردى وهو الهلاك نعم قال رحمه الله اخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا اهيب عن ايوب عن ابي عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال عليكم بالعلم قبل ان يقبض وقبضه ان يذهب اصحابه. وانكم ستجدون اقواما يزعمون انهم يدعونكم الى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم وعليكم بالعلم فان احدكم لا يدري متى يفتقر او يفتقر الى ما عنده. وعليكم بالعلم اعد عن ابن مسعود عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال عليكم بالعلم قبل ان يقبض وقبضه ان يذهب اصحابه وانكم ستجدون اقواما يزعمون انهم يدعونكم الى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم وعليكم بالعلم فان لا يدري متى يفتقر متى؟ متى يفتقر؟ يفتقر؟ نعم فان احدكم لا يدري متى يفتقر او يفتقر الى ما عنده. وعليكم بالعلم واياكم والبدع وعليكم بالعتيق. هذه الوصية نافعة وعظيمة للصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه قال عليكم بالعلم قبل ان يقبض عليكم بالعلم قبل ان يقبض اي قبل ان يقبض العلم والعلم لا يقبض انتزاعا من صدور الرجال وانما يقبض بقبض العلماء فيقول عليكم بالعلم قبل ان يقبض وقبضه ان يذهب اصحابه اي حملة العلم اي حملة العلم وانكم ستجدون اقواما يزعمون انهم يدعونكم الى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم وهؤلاء مرت حالهم قبل قليل من يدعو الى كتاب الله بلسانه لكن فعاله خلاف ذلك تعاله خلاف ذلك نبذوه وراء ظهورهم قال وعليكم بالعلم فان احدكم لا يدري متى يفتقر او يفتقر الى ما عنده متى يفتقر اي يحتاج اليه لان قد تكون في يوم من ايامك بحضرة عالم تستطيع ان تحصل عنده علما لكنك لا تنشط له ثم تفتقد هذا العالم وتحتاجه في هذا العلم تفتقر الى هذا العلم ولكنك لا تجد مثل ما كنت تجده في زمانك السابق فقد تفتقر للعلم انت تكون يأتيك موقف او امر ما فتحتاج الى العلم الشرعي فيه تفتقر الى العلم ولا تجد العالم الذي كان متهيأ لك قبل فاطلبوا قبل ان تفتقر وقبل ان يفتقر الى ما عندك قبل ان يفتقر الى ما عندك اي من علم وعليكم بالعلم واياكم واياكم والبدع وعليكم بالعتيق. العتيق اي الذي كان عليه الصحابة الكرام الهدي الاول الذي كان عليه الصحابة الكرام ومن اتبعهم باحسان. نعم. قال رحمه الله حدثنا محمد بن زنجوري القشيري قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا ابو قتيبة قال حدثنا قرة بن خالد عن عون بن عبدالله قال قال ابن مسعود رضي الله عنه ليس العلم بكثرة الرواية انما العلم الخشية نعم. قال حدثني اسحاق بن ابراهيم القاضي قال حدثنا الحارث بن مسكين. قال حدثنا ابن القاسم. قال سمعت مالكا يقول ليس العلم بكثرة الرواية انما العلم الخشية هذان الاثران عن ابن مسعود اه رظي الله عنه وعن مالك ابن انس رحمه الله ليس العلم بكثرة الرواية انما العلم الخشية كما قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فرأس العلم خشية الله رأس العلم خشية الله سبحانه وتعالى فليس العلم بكثرة الرواية وانما العلم الخشية فمن كان عنده كثرة رواية وليس عنده خشية لله ليس من اهل العلم لان العلم رأسه خشية الله سبحانه وتعالى كما قال الله انما يخشى الله من عباده العلماء نعم قال ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل مجانبة ما يدنس علمه من اسباب هذه الدنيا مع القصد في لزوم العمل بما قضى عليه ولو استعمال خمسة احاديث من كل مئتي حديث. قال ابو حاتم قال ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل مجانبة مجانبة ما يدنس علمه من اسباب هذه الدنيا مع القصد في لزوم العمل بما قدر عليه ولو استعمال خمسة احاديث من كل مئتي حديث. فيكون كانه قد ادى زكاة العلم. فمن عجز من العمل بما جمع من العلم فلا ايجب ان يعجز عن حفظه نعم آآ ابو حاتم المؤلف لهذا الكتاب رحمه الله يقول الواجب على العاقل مجانبة ما يدنس علمه مجانبة اي مجانبة اي يبتعد عن كل امر يدنس اه العلم من اسباب هذه الدنيا مع القصد في لزوم العمل بما قدر عليه قوله مع القصد في لزوم العمل بما قدر عليه ما المراد به ونظير هذا قول بعظ السلف اذا سمعت الحديث فاعمل به ولو مرة تكن من اهله وهنا يقول مع القصد في لزوم العمل بما قدر عليه بما قدر عليه ولو استعمال خمسة احاديث من كل مئتي حديث ولو استعمال خمسة احاديث من كل مئتي حديث ما مراده بذلك هل المراد الاحاديث التي جاء فيها بيان واجبات الدين وجاء فيها ذكر المحرمات او المراد بذلك الاحاديث التي فيها الرغائب والمستحبات من مراد قولهم اذا سمعت الحديث فاعمل به ولو مرة تكن من اهله اي من الاحاديث التي جاءت تحمل امورا مستحبة من فعلها اثيب من لم يفعلها لم يأذن اما الواجبات ما يقال فيها اعمل فيه ولو مرة. او يقال من كل مئتي حديث منها اعمل بخمسة احاديث وانما هذا في المستحبات يعني لا تقرأ احاديث الفضائل ولا تعمل اطلاقا اعمل ما استطعت خذ هذا خذ هذا احرص على ان يكون لك حظ من العمل ولو قل لا ان يكون الانسان راغب عن السنة وهدي النبي صلوات الله وسلامه عليه فقوله ولو استعمل خمسة احاديث من كل مئتي حديث لانه جاء في الحديث في مائتي درهم خمس دراهم في الزكاة المفروظة في مائتي درهم خمس دراهم فاخذها من هذا المعنى رحمه الله تعالى لو لو استعمال خمسة احاديث من كل مئتي حديث زكاة لها مثل ما يكون عندك مئتي درهم تخرج منها خمسة دراهم. فكلما حصلت مئتي حديث اعمل بخمسة اي من احاديث الفضائل من احاديث الفضائل قصده رحمه الله ليس العدد الذي هو خمسة وانما قصده ان يكون لك همة بالعمل ولو شيئا قليلا اما ان يقرأ الانسان حديث الفضائل والرغائب ولا يعمل لا يعمل بها ولا يكون له همة في العمل ولو بشيء قليل هذي مشكلة قال ولو استعمال خمسة احاديث من كل مئتي حديث فيكون كانه قد ادى زكاة العلم فيكون كانه قد ادى زكاة العلم فمن عجز عن العمل بما جمع من العلم فلا يجب ان يعجز عن حفظه نعم قال رحمه الله ولقد انبأنا ابن القحطبة قال حدثنا حسين بن محمد الكوفي قال سمعت محمد بن بشير الخزاعي يقول اما لو اعي كل ما اسمع واحفظ من ذاك ما اجمع ولم استفد غير ما قد جمعت لقيله والعالم المقنع هو العالم المقنع اي الذي اه يعول على علمه العالم المقنع هو الذي يعول على علمه نعم ولم استفد غير ما قد جمعت لقيله والعالم المقنع مقنع ولكن نفسي الى كل شيء من العلم تسمعه تنزع واحضر واحضر بالجهل في مجلسي وعلمي في الكتب مستودع فلا انا احفظ ما قد جمعت ولا انا من جمعه ومن يك في علمه هكذا يكن دهره القهقر يرجع اذا لم تكن حافظا واعيا فجمعك للكتب لا ينفع هذه الابيات يذم فيها الناظم من لا يعي ما يسمع ويجمع اه كتب العلم ويستكثر من الكتب ولكن لا يعتني بقرائتها واستذكارها وفهمه ما فيها و حفظ ما تيسر له من معانيها انما يستكثر من الكتب ويكون عنده كتب كثيرة يحصلها لكنه آآ لا ينتفع بها فيقول آآ معاتبا من كانت هذه حاله اما لو اعي كل ما اسمع واحفظ من ذاك ما اجمع ولم استفد غير ما قد جمعت لقيل هو العالم المقنع لو كنت انا اعي كل الشيء الذي سمعته وحصلته لقيل هو العالم مقنع الذي يرجع اليه لانه حصل كثيرا لقيل هو العالم المقنع ولكن ما هي مصيبتي؟ قال ولكن نفسي الى كل شيء من العلم تسمعه تنزعه يعني تتوق اليه تتوق اليه كل ما اسمع عن فن من الفنون او مجال من المجالات تتوق له نفسي اتوق اليه لكن ماذا يفعل؟ قال واحضره بالجهل في مجلسي وعلمي في الكتب مستودع وعلمي في الكتب مستودع اي في الكتب التي جمعتها ولكنني لم انتفع بها فلا انا احفظ ما قد جمعت ولا انا من جمعه اشفع لا زلت اجمع الكتب. كتابا وراء الاخر واستكثر منها لكن ما انتفع بها ومن يكن في علمه هكذا يكن دهره القهقر يرجع. اذا كانت هذه حالة فقط جمع للكتب واستكثار منها دون ان يستفيد وينتفع لا يزال يرجع الى الوراء اذا لم تكن حافظا واعيا فجمعك للكتب لا ينفع نعم قال رحمه الله عن شرنه محمد بن عبدالله المؤدب جامع العلم تراه ابدا غير ذي حفظ ولكن ذا غلط وتراه حسن الخط اذا كتب الخط بصيرا بالنقط فاذا فتشته عن علمه قال علمي يا خليلي في سفر في كراريس جياد احكمت وبخط اي خط احمر اي خط فاذا قلت له هات اذا حك لهيه جميعا وامتخط يعني هذا ايضا مثل الابيات التي قبله في تصوير حال من علمه في الكتب التي جمعها لكنه ما وعاها ولا فهمها ولا حصل آآ علما منها فجامع العلم يعني جامع كتب العلم في الكراريس والاوراق والدفاتر تراه ابدا غير ذا حفظ ولكن ذا غلط يعني عند تمحيص المسائل وبحثها معه يكون غير ذا حفظ ولكن ذا غلط وتراه حسن الخط اذا كتب الخط بصيرا بالنقط فاذا فتشته عن علمه قال علمي يا خليلي في السفط اي في الوعاء اي في الكتب التي آآ سطرها وكتبها في كراريس جياد احكمت وبخط اي خط اي خط يعني سترها في الكتب المجموع عندي بخطي الجميل المتقن مع العناية بالنقط والفواصل الى اخره تراها فيه لكن ان فتشته قلت هات عطنا من العلم الذي عندك حك لحييه جميعا وامتخط لانه ما ما عنده صدره ما ليس فيه شيء من العلم وانما العلم في تلك الكراريس اه اه الكتب الشيخ حافظ حكمي رحمه الله له ابيات نظير هذه الابيات يذم من كانت هذه حاله يقول في في بيت الشيخ كتب قد طه ببيت الشيخ كتب قد شراها وجمعها ولكن ما قرأها وجمعها ولكن ما قرأها. وطابت نفسه منها بسلوى واذا فتح المكان بان يراها واذا فتح المكان بان يراها اذا دخل مكتبة ينظر وهذي كتب الفقه وهذي كتب الحديث وهذي ما شاء الله كتب التفسير عندي من كتب التفسير خمسين وعندي كذا وتسرعينه بالنظر اليه لكنه ما قرأها ما استفاد منها ولها تتمة هذه الابيات في ترجمة الشيخ تجدونها فكل هذه الابيات تصور هذه الحال اقول في زماننا المعاصر كثرت الكتب يعني كان في الزمن الاول اللي يتحدث عنه اصحاب هذه الابيات الحصول على الكتاب لا يكون الا بمشقة ورأيتم كيف انه يصف هذا الذي حصل الكتاب بانه كتبه بيده من عندنا كتاب من منا عند كتاب كتبه بيده والذي يكتب الكتاب بيده نفس الكتابة نوع من التحصين تستبقي شيئا عنده فواذا رأى كتابا اعجبه كتب بخط اي خط اي خط يكتب بعناية ونقط التدقيق الكتابة بنفسها فيها نوع من التحصيل ومع ذلك ذم من كانت هذه حاله لكن في زماننا هذا ما ما ثمة عند واحد منا كتابا كتب بيده ولا واحد الكتب التي عنده تصلوا بالشراء او بالاهداء جاهزة مكتوبة مخطوطة منقوطة الى اخره. ويأخذ الكتاب وينظر في الغلاف في اه الفهرس ويطبق الكتاب ويضعه في مكانه المناسب من المكتبة وربما هذا اخر عهده بالكتاب اول ما يصل الكتاب ما شاء الله. كتاب عظيم وجميل وينظر في الفهرس ما اجمله موظوعات جيدة نقرأه ان شاء الله وعند الشيخ كتب ما قرأها يضعها في المكتبة وهو اخر عهده به الى ان يموت قديما لا يعني قديما اذا هذه الكتب التي يجمعها يتعب في كتابته والكتابة نفسها فيها نوع من التحصين انظر الى نفسك لو كتبت شيئا يبقى في ذهنك لكن اذا اخذت كتابا جاهزا بغلافه الجميل واستلمته فمصيبتنا اكثر من مصيبة هؤلاء الذين يتحدث عنهم هؤلاء هؤلاء يكتبون يكتبون الكتابة تستبقي شيء من العلم لكن نحن لا ما نكتم نأخذ الكتاب جاهزا مجلدا مغلفا ونضعه في مكانه المناسب من المكتبة ولا ندري ما فيه ولا نستفيد فاذا كان اولئك يتحدثون عنهم بهذا الذنب فكيف بحالنا نحن نعم قال رحمه الله اخبرنا محمد بن يعقوب الخطيب الاهواز قال حدثنا حفص بن عمرو الرباني قال حدثنا الحجاج بن نصير قال حدثنا القدوس قال سمعته حب منبه يقول من تعلم علما في حق الله لما قرأت هذه الابيات يعني آآ الاولى ابيات محمد بن بشير الخزاعي ابيات محمد بن عبد الله المؤدب وايضا ابيات الشيخ اسفت لحالي وحال امثالي. كتب كثيرة عندنا كثيرة كتب ونحصل يعني كتب كثيرة لكن اكثر اكثرها ما ما قرأت ترهى ما قرأت والانسان بحاجة الى ما فيها من علم ومحتاج الى ما فيها من فائدة لكنها هي عنده كتب في مكانها آآ المناسب من آآ المكتبة لكن استفادة وانتفاع منها وتحصيل فهذا الذي يتحدث عنه هؤلاء الاعلام في مثل هذه الابيات نعم قال اخبرنا محمد بني يعقوب الخطيب بالاهواز قال حدثنا حفص بن عمرو الرباني قال حدثنا الحجاج بن نصير قال حدثنا عبد القدوس قال سمعت قال سمعت وهب بن منبه يقول من تعلم علما في حق وسنة لم يذهب الله بعقله ابدا. هذا كلام عظيم لوهب يعني يقول ان تعلم السنة والتفقه في الدين من اسباب حفظ العقل يعني حفظه وسلامته من الخرف حفظا وسلامته من الخرف لم يذهب لم لم يذهب الله بعقله ابدا يعني يبقى عقله سليما الى ان يموت كثير من الناس خاصة اذا كبر السن يصبح معه شيء من الخرف ثم ومنكم ما يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا فحفظ العلم والعناية بحفظ السنة من اسباب حفظ العقل من اسباب حفظ العقل نعم قال رحمه الله حدثنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن عبد الاعلى قال حدثنا المؤتمر بن سليمان قال كتب الي ابي وانا بالكوفة اشتري الصحفة واكتب العلم فان المال يفنى والعلم يبقى. هذا حث على العناية كتب جمعها قال اشتري الصحف واكتب العلم فان المال يفنى والعلم يبقى وهذا الايراد لهذا الاثر قبل الذي اه بعد الذي قبله في دم جمع الكتب تنبيه على انه ليس جمع الكتب امرا يحذر منه وينهى عنه وانما الذي ينهى عنه جمعها بدون فائدة اما جمع الكتب هذا يحث عليه الانسان يجمع كتبا في الفقه في الحديث في العقيدة الى اخره يحرص على ان يستفد منها حتى لو كان بعضها مراجع له علمية في تدريسه في شروحاته يرجع اليها مرة بعد اخرى يستفيد منها هذا نافع جدا له ومفيد له اما ان تكون الكتب فقط استكثار للكتب وجمع لها بدون ان يستفيد منها فهذا هو الذي ذم فيما سبق. اما اذا كانت عنده يستفيد منها ويراجعها ويطالعها ويستفيد منها ويحقق من خلالها ويبحث الى اخره فهذا امر لا يذم فينبغي التنبه لذلك قال اشتري الصحف واكتب العلم فان المال يفنى والعلم يبقى. نعم قال رحمه الله حدثنا الحسن ابن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال انبأنا عبد الله ابن المبارك قال كتب حكيم من الحكماء ثلاث ان صحيفة حكم ثلاثين صحيفة حكم فاوحى الله اليه انك قد ملأت الارض نفاقا وان الله لم يتقبل شيئا من نفاقك هذا اه كلام لابن المبارك لابن مبارك رحمه الله قال كتب حكيم من الحكماء ثلاثين صحيفة حكم ثلاثين صحيفة حكم يكتب حكم يكتب حكم ولكن في منأى عن العمل يكتب حكم يعني يكتب كلاما جميلا يكتب كلاما جميلا يصومه صياغة جميلة يكون على قدر وحظ من اللغة والادب ونحو ذلك فيصوغ كلمات جميلة تعجب الناس لكن لا حظ له من العمل ولا نصيب فيظهر الكلام الجميل وينطن السوء والعياذ بالله بسوء فعاله فكتب حكيم من الحكماء ثلاثين صحيفة حكم فاوحى الله اليه انك قد ملأت الارض نفاقا انك قد ملأت الارض نفاقا وان الله لم يتقبل شيئا من نفاقك وان الله لم يتقبل شيئا من نفاقك وهذا فيه تنبيه الى ان الانسان لا يغتر بجمال عبارات من يتحدث ما لم يكن مع حديثه صلاح عمل واستقامة على طاعة الله سبحانه وتعالى والحفاظ على واجبات الدين. اما اذا كان مجرد تزويق للعبارات وتنميق للالفاظ فمع فساد في العمل فمثل هذا تقدم معنا ان له جناية على الناس عظيمة حتى ان المصنف رحمه الله اورد بهذا السياق قول الله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون نعم قال ابو حاتم رحمه الله افناء المرء عمره بكثرة الاسفار ومباينة الاهل والاوطان في طلب العلم دون العمل به او الحفظ له ليس من شيم العقلاء ولا من زي الالباء وان من اجود ما يستعين به يستعين المرء به على الحفظ طبعه الجيد مع الهمة واتناب المعاصي. نعم آآ يقول رحمه الله ليس من شيم العقلاء ولا من زي الالبا الاجتهاد في طلب العلم والرحلة في تحصيله مع عدم عناية بالعمل به. هذا ليس من شيم ولا من صفات اولي الالباب فاصحاب العقول هم من يطلبون العلم لغرض العمل لان مقصود العلم العمل فيطلبونه لاجل العمل به وليكونوا من اهله اما ان يستكثر منه ولا همة له في العمل هذا ليس من صفات اه العقلاء ولا من شيمهم ثم ذكر كلمة جميلة جدا جاءت في ثناء السطور لكنها نافعة وجديرة بان تبرز يقول ان من اجود ما يستعين المرء به على الحفظ الطبع الجيد مع الهمة واجتناب المعاصي هذه الثلاث وكثيرا ما يسأل عن هذا المعنى ما الذي يعين على ظبط العلم وحفظه فيقول الطبع الجيد مع الهمة واجتناب المعاصي الطبع الجيد وهذا فيه صفاء الذهن ووقار الانسان وسكينته وطمأنينته والهمة اي العالية في الطلب الهمة اي العالية في طلب العلم يكون ذا همة عالية في طلب العلم وتحصيلها. الامر الثالث اجتناب المعاصي والذنوب اجتناب المعاصي والذنوب لان العلم نور ونور الله لا يؤتى لعاصي. نعم قال رحمه الله وانشدني الابرش نعم عون الفتى الطلوب لعلم نعم عون الفتى الطلوب لعلم او لبعض العقول صحة طبع فان فاذا الطبع فاته بطل العلم وصار العناء في غير نفع نعم. قال رحمه الله سمعت ابراهيم بن نصر الانبري يقول سمعت علي بن خشرم يقول سمعت وكيعا يقول استعينوا على الحفظ بترك كل معصية هو ذكر رحمه الله انه يحتاج الى اه يحتاج لحفظ العلم الى الطبع الجيد واستشهد له بهذا البيت الابرش ويحتاج الى تجنب المعاصي واستشهد له بكلام وكيع استعينوا على الحفظ بترك المعاصي. استعينوا على الحفظ اي حفظ العلم بترك المعاصي اي اجتناب الذنوب والبعد عنها. نعم قال ابو حاتم رحمه الله يجب على العاقل الا يطلب من العلم الا افضله. لان الازدياد من العلم اثر ان العاقل من الذكر بالعلم والعلم زين في الرخاء ومنجاة في الشدة. من ومن تعلم ازداد كما ان من حلم زاد وفضل العلم في غيره في غير خير مهلكة كما ان كثرة الادب كما ان كثرة الادب في غير رضوان الله موبقة. والعاقل لا يسأى في جنونه الا بما هو اجدى عليه نفعا في الدارين معا. واذا رزق منه الحظ لا يبخل بالافادة. لان اول بركة لان اول بركة لعلم الافادة وما رأيت احدا قط بخل بالعلم الا لم ينتفع بعلمه. وكما لا ينتفع بالماء الساكن تحت الارض ما لم ينبع وبالذهب الاحمر ما لم يستخرج من معدنه من معدنه. ولا باللؤلؤ النفيس ما لم يخرج من بهره. كذلك ما لم يخرج من بهره كذلك لا ينتفع بالعلم ما دام مكنونا لا ينشر ولا يفاد. هذه معاني عظيمة جدا ينبه رحمه الله تعالى طالب العلم عليها الامر الاول ان طالب العلم ينبغي عليه ان يحرص على مراعاة الاولويات في طلب العلم الاولويات في طلب العلم وهذا اشار اليه بقوله الا يطلب من العلم الا افظله الا يطلب من العلم الا افظله وايضا في بجملة ما نبه عليه رحمه الله تعالى ان يحرص على اذا نفعه الله بالعلم ان يحرص على نشر العلم المرتبة السادسة فيما مر معنا من كلام ابن مبارك رحمه الله تعالى يحرص على نشر العلم والا يكون بخيلا في السحاب العلم الذي عنده بذلا له وتعليما وتفقيها قال واذا رزق منه الحظ لا يبخل بالافادة لان اول بركة العلم الافادة وما رأيت احدا قط بخل بالعلم الا لم ينتفع بعلمه وذكر امثلة على ذلك مثل الماء الساكن اذا لم ينزح من الارض او الذهب الاحمر اذا لم يستخرج او اللؤلؤ ايضا لم يستخرج من البحر كلها لا يستفاد منها الا بالاستخراج العالم اذا لم يحرص على افادة الاخرين فان آآ آآ البركة المترتبة على بقاء علمه واستمراره والانتفاع به تذهب اذا بخل بالعلم اضافة الى ان اذا لم يبخل بالعلم وحرص على ابادة الناس زاد علمه يزيد بكثرة الانفاق منه وينقص ان به كفا شددتا. نعم قال رحمه الله انبأنا احمد بن مضر الرباطي قال حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال حدثنا ابو صالح الفراء قال سمعت ابن المبارك يقول من بخل بالحديث يبتلى باحدى ثلاث اما ان يموت فيذهب علمه او ينسى او يبتلى بسلطان. هذه الثلاث امور اذا بخل الانسان بالعلم ابتلي بها اما ان يموت فيذهب علمه او ينسى يبقى حيا لكن ينسى العلم الذي حصله وزكاة العلم تعليمه زكاة العلم تعليمه فاذا لم يعلم العلم الذي حصله فان العلم الذي عنده يذهب مع مرور الايام قال اما ان يموت فيذهب علمه او ينسى اي هو العلم الذي تعلمه او يبتلى بالسلطان او يبتلى بالسلطان نعم قال رحمه الله حدثنا ابو يعلى الموصلي قال حدثنا اسحاق بن اسماعيل قال حدثنا جرير عن عن برد عن سليمان بن موسى قال قال ابو قال ابو الدرداء رحمه الله رضي الله تعالى عنه الناس عالم ومتعلم ولا خير فيما بين ذلك. الناس عالم ومتعلم عالم ومتعلم عالم ينفع الاخرين ومتعلم يحرص على التعلم ولا خير فيما بين ذلك لا عالم ولا متعلم نعم قال رحمه الله وانشدنا الكريز افض العلم ولا تبخل به والى علمك علما فاستفد استفد ما استطعت من علم وكن عاملا بالعلم والناس افد من يفيدهم يجزه الله به وسيغني الله عمن لم يفد. ليس من نافس فيه عاجزا انما العاجز من لا يجتهد هذي ابيات عظيمة جدا في الحث على افادة الناس بالعلم الذي حصله والا يبخل بالعلم مع الحرص على الازديادة من آآ العلم والاستفادة منه ما استطاع من ذلك الى ذلك سبيلا وان يكون عاملا بالعلم وفي الوقت نفسه حريصا على افادة الاخرين به وان من يفيدهم يحرص على افادتهم ونفعهم يجزه الله به يثيبه على ذلك عظيم اه الثواب وسيغني الله عمن لم يفد. اما الاخر الذي حفظ ولم يحرص على افادة الاخرين يغني الله عنه بما بمن هيأهم الله سبحانه وتعالى اه اه حملة للعلم ودعاة له اه حريصين على نشره وافادة الناس به. ليس من نافس فيه عاجزا انما العاجز من لم يجتهد. نعم قال رحمه الله حدثنا محمد بن اسحاق بن خزيمة قال حدثنا عمر بن حفص الشيباني قال حدثنا حماد بن واقد عن هشام بن حسان عن الحسن قال لان يتعلم الرجل بابا من العلم في عبد في عبد به ربه فهو خير له من ان لو كانت لو كانت الدنيا من اولها الى اخرها له فوضعها في الاخرة يعني من حصل بابا من العلم بابا من الانس فعبد الله سبحانه وتعالى به خير من انسان عنده الدنيا و اه من اولها الى اخره فوضعها في الاخرة تنبيها على فظل طلب العلم وان من اعظم ما تقرب الى الله سبحانه وتعالى به طلب العلم اه اه من اجل الانتفاع به ونفع الاخرين من اجل الانتفاع به ونفع الاخرين فهذا من اعظم القرى وكما قال الامام احمد رحمه الله العلم لا يعدله شيء. اذا صلحت النية العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية وصلاح النية ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك نعم قال ابو حاتم رحمه الله قد ذكرت اسباب المتعلمين واخلاق العلماء بعللها في كتاب العالم والمتعلم بما ارجو ان يكون فيه غنية لمن اراد على معرفتها فاغنى ذلك عن تكرار في هذا الكتاب اذ شرطنا في هذا الكتاب الاختصار كراهية سلوك التطويل والاشارة الى قصد نفس الى قصد نفس التحصيل. هذا ايضا من هذا الامام العالم والمتعلم وهو مكثر من التصنيف التأليف وكثير من كتبه رحمه الله مفقودة كثير من كتبه مفقودة مع جودة كتبه وجودة تصنيفه رحمه الله الا ان كثير من كتب رحمه الله مفقودة فهو يعتذر عن الاختصار هنا آآ ان بسط ذلك افرد فيه كتابا خاصا وهو كتاب العالم والمتعلم العالم والمتعلم ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يمن علينا اجمعين بالعلم النافع والعمل الصالح وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين