بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابو حاتم محمد بن حبان البستي رحمه الله تعالى في كتابه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء باب ذكر استحباب لزوم المداراة وترك وترك المداهنة مع الناس انباءنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان وعمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال حدثنا ابن واظه قال حدثنا يوسف بن اسباط قال حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مداراة الناس صدقة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الباب ذكر استحباب لزوم المداراة وترك المداهنة مع الناس عقده ابن حبان رحمه الله تعالى لبيان الفرق بين المداراة والمداهنة وبيان ان المداراة من الاخلاق التي يترتب عليها منافع فوائد ومصالح ولا مظرة فيها واما المداهنة فانها سيئة المداهنة سيئة لان الفرق بين المداراة والمداهنة ان المداراة هو او هي ان يقدم او ان يبذل المرء شيئا من دنياه في سبيل الحفاظ على دينه والمداهنة عكس ذلك يتنازل عن ويقدم شيئا من دينه في سبيل تحصيل شيء من آآ الدنيا فالمداراة يحصل بها خير تحصل بها منافع ومصالح وفوائد واما المداهنة فانه يترتب عليها شرور ومضار والمداراة من خصال الايمان والمداهنة من خصال النفاق المداهنة من خصال النفاق كل من المداراة والمداهنة تلطف مع الانسان او مع المخاطب لكن يختلف كل منهما باختلاف الباعث يختلف كل منهما باختلاف الباعث على هذا الامر والدافع اليه فاذا كان هذا التلطف والمسايسة للمخاطب من اجل حفظ الدين حفظ الخلق حفظ الادب فهذه المداراة اما ان كان هذا هذا التلطف والمسايسة فيه اظاعة للدين واضاعة للخلق واتباع للاهواء والشهوات فهذه مداهنة فاذا كل منهما يختلف عن الاخر باختلاف الباعث الباعث في المداراة المصالح الدينية من الاخلاق الفاضلة والمنافع والمصالح الطيبة والباعث على المداهنة خلاف ذلك تضييع الدين او تضييع الخلق او اتباع الاهواء والشهوات ونحو ذلك ولهذا قيل المداراة تلطف لاستخراج حق او رد باطل والمداهنة عكسها تلطف لاقرار باطل ورد حق لاقرار باطل ورد حق اورد في صدر هذه الترجمة هذا الحديث ان النبي حديث جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مداراة الناس صدقة مداراة الناس صدقة والحديث اه في سنده كلام ابن واضح والمسيب وشيخه يوسف ابن اسباط كل منهما فيه كلام كل منهما ضعف في آآ الحديث فالاسناد غير ثابت لكن من حيث كون المداراة مداراة الناس صدقة اذا عرفنا حقيقة المداراة وانها خلق فاضل يترتب عليه مصالح اه منافع فانها صدقة من من حيث قول النبي صلى الله عليه وسلم الكلمة الطيبة صدقة الكلمة الطيبة صدقة وهذا ثابت عنه. عليه الصلاة والسلام. فاذا كانت المداراة كلمات طيبات يقولها الانسان ويتلطف بها ويترفق من اجل المصالح الدينية المكاسب من حيث باب الاخلاق والفظائل ونحو ذلك فلا شك انها اه صدقة من اه الصدقات كما يدل لذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام والكلمة الطيبة صدقة. نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى الواجب على العاقل ان يلزم المداراة مع من دفع اليه في العشرة من غير مقاربة المداهنة اذ المداراة من المداري صدقة له والمداهنة من المداهن تكون خطيئة عليه. نعم. يعني هذا تقرير لما سبق بيانه وبيان الفرق بين المداراة والمداهنة ويأتي مزيد تفصيل نعم قال والفصل بين المداراة والمداهنة هو ان يجعل المرء وقته في الرياضة لاصلاح الوقت الذي هو به مقيم بلزوم المداراة من غير سلم في الدين. من جهة من الجهاد. من غير سلم في الدين من جهة من الجهات ان يتلطف ويترفق ويسايس لتحصيل المصالح اما استجلاب خير او حقوق او مصالح او دفع شرور ومضار ولهذا المداراة ليس فيها فن للدين. نعم قال فمتى ما تخلف المرء بخلق شابه بعض ما كره الله منه في تخلفه؟ شابهوا شابهوا بعض ما كره الله منه في تخلقه فهذا هو المداهنة لا المداراة هذا الفرق الان المداهنة هو تلطف وتصنع يشوبه آآ بعض ما كرهه الله سبحانه وتعالى ان يتصنع اه الاخلاق او المعاملة الجيدة او يتلطف بالكلام او نحو ذلك ليرد حقا او ليقر باطلا او ليدعو غيره الى هوى او نحو ذلك فهذا هذه مداراة وهي من اه النفاق وليست من الايمان او هي من من خصال النفاق وليست من خصال الايمان لان العاقل يجتنب المداهنة لان عاقبتها تصير الى كل نعم يعني العاقل يجتنب المداهنة يجتنب المداهنة لان عاقبتها تصير الى قل يعني الى هوان وذل المداهن لا يترتب على مداهنته خير بل يترتب عليه قل وهو الذل والهوان ويلازم ويلازم المداراة لانها تدعو الى صلاح احواله ومن لم يداري الناس ملوه نعم قال ويلازم المداراة لانها تدعو الى صلاح احواله. ومن لم يداري الناس ملوه اي وقع في نفوسهم ملل منه نعم. كما انشدني علي بن محمد البسامي داري من دار من الناس ملالاتهم من لم يداري الناس ملوه ومكرم الناس حبيب لهم من اكرم الناس احبوه. نعم هذا او هذان البيت ان فيهما تقرير هذا تقرير هذا المعنى المتقدم وان مداراة الناس فيها دفع اه الملل المداراة هي معاملة الناس الاخلاق الفاضلة بالاداب الكاملة باحتمالهم الصبر عليهم من اجل ان يكسبهم مثلا في فضائل في اخلاق مثلا شخص آآ ظالم فيداريه ببعض الكلمات الطيبة الالفاظ الجميلة حتى يستخرج منه المظلمة التي عنده ويردها الى المظلوم او شخص مثلا في معصية يداريه ويلاطفه ويسايسه اه الكلمات الطيبة حتى يصل به الى الرجوع الى الحق والهدى فالمداراة خصلة يترتب عليها مصالح من حيث تحقق الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة والمصالح العظيمة بخلاف المداراة المداراة بخلاف المداهنة المداهنة يترتب عليها شرور ومفاسد عظيمة نعم قال انبأنا محمد بن احمد بن ابي عون الرياني قال حدثنا احمد بن منيع قال حدثنا ابن المبارك عن الحسن ابن عمر عن المنذر عن المنذر للثوري عن ابن حنفية قال ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف ومن لا من لم يعاشر الناس بالمعروف ليس بحكيم. ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد بمعاشرته حتى يأتيه حتى يأتيه الله منه بالفرج او المخرج؟ نعم يعني من لا يجد الانسان من معاشرته بدا اي مفر يعني في اناس لا يجد الانسان مفر من معاشرته معاشرة اصبحت امر لازم. اما الارتباط به مثلا في اه مصلحة من المصالح او جيرة او مثلا قرابة او غير ذلك لا يجد من اه من معاشرته بد الحكمة تقتضي ان يعاشره بالمعروف وان يدفع مع اخلاقه بالتي هي احسن خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين فقال ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا لانه ان لم يعاشره بالمعروف ان لم يعاشرهم بالمعروف وقعت وقع الشقاق ووقع الخلاف وربما تعدي والظلم قال ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بدا حتى يأتيه الله منه بالفرج او المخرج بالفرج او المخرج بالفرج اما مثلا بصلاح حال ذلك الرجل واستقامته وزوال السلوك السيء عنه وتوبته او بالمخرج بانتقاله مثلا عنه وبعده عن المكان الذي هو هو فيه او نحو ذلك. نعم قال ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل ان يداري الناس مداراة الرجل السابح في الماء الجاري ومن ذهب الى عشرة الناس من حيث هو كدر على نفسه عيش عيشة ولم تصفو له مودته. لان وداد الناس لا يستجلب الا بمساعدته على ما هم عليه الا ان يكون مأثما. فاذا كانت هالة معصية فلا سمع ولا طاعة والبشر قد ركب فيهم اهواء مختلفة وطبائع متباينة فكما يشق عليك ترك ما جبلت عليه فكذلك يشق على مجانبة ميسي فليس الى صفو اولادهم سبيل الا بمعاشرتهم من حيثهم والاغضاء عن مخالفتهم في الاوقات؟ نعم هذه اه كلها كلمات جميلة تدور حول هذا المعنى المداراة اولا انظر الى هذا المثل الجميل قال رحمه الله المداراة تكون اه بان يداري الناس مداراة الرجل السابح في الماء الجاري الماء السباحة في الماء الجاري تختلف عن السباحة في الماء الراكد والسباحة في الماء الجاري يحتاج الانسان اه في سباحته يحتاج في سباحته ان يسايس الماء يسايس الماء ويعرف كيف يتجه وما ما الجهة المناسبة التي يمكن ان يسبح ولا يدفعه الماء الى اخره وهذا مثل دقيق في وصف المداراة لان اخلاق الناس هذه التي تأتي تلو خلقا تلو الخلق مثل الماء الجاري مثل الماء الجاري الذي يواجه الانسان فيحتاج الى معاملة جيدة حتى يسبح بارتياح ويسير الوجهة التي يريدها بارتياح فايضا هذه الاخلاق التي تهجم على الانسان من هنا وهناك يحتاج الانسان ان يسايس في الامور حتى الان الماء الجاري احيانا يكون الماء الجاري يحمل مثلا خشبة تطفح عليه وربما انه لو قابلها اضرت به فيحتاج ان يبتعد عنها اذا السباحة في الماء الجاري تحتاج الى شيء من المهارة وانا اصف لكم وانا لا اعرف السباحة لكن هذا المثل واظح. واظح المثل من حيث ان ان الامر يحتاج الى اه مسايسة ومعالجة ايضا هذا الباب باب الاخلاق كانك تواجه امواج من اخلاق الناس. الناس ليسوا على خلق مثل ما سيأتي في كلامه ليسوا على خلق واحد. اخلاق متباينة وطباع متباينة هذا غليظ وهذا شديد وهذا عنيف وهذا عسير وهذا والله جل وعلا قال خذ العفو وامر بالعرف قال العلماء العفو هو ما سمحت به طبائع الناس وطبائعهم مختلفة حتى اولادك حتى اخوانك حتى جيرانك الطبائع مختلفة ولا يمكن ان تجدهم على خلق واحد ومن ظن انه سيجد الناس من اقاربه او غيرهم على خلق واحد جميل يعجبه فهذا اه غير حاصل اذا في ملاقاتك للناس اسايس الجميع بما يتناسب مع خلق كل منهم وطبيعة كل منهم حتى تسلم من جهة وايضا تتحقق المصالح التي تطمح اليها منبر او صلة او احسان او زيادة محبة واخوة او غير ذلك كل هذه المصالح تتحقق مداراة الناس بالتلطف الرفق والمعاملة اه آآ الحسنة الكريمة انظر الى كلامه حيث يقول والبشر قد ركب فيهم اهواء مختلفة وطبائع متباينة وطبائع متباينة فاذا هؤلاء يحتاج التعامل معهم الى هذه آآ المداراة حتى يتحقق هذا اه الخير وانظر ايضا الى كلامه اه في اخره يقول فليس الى صفو ودادهم سبيل الا بمعاشرتهم من حيث هم ما معنى من حيث هم كل على طبيعته كل على خلقه يعني لا لا تظن ان انك ستجدهم على خلق رجل واحد وادب عالي لا على طبائعهم من حيثهم هذا خلقه جميل تحمد له خلقه وهذا خلقه رديء فتصبر على خلقه وتسايسه ولا سيما من ليس من ليس لك من معاشرته بد اما زوجة او ولد او جار او غير ذلك فالانسان يحتاج الى هذا الامر حتى آآ تتحقق له المصالح والخيرات وتندفع ايظا الشرور والمظرات. نعم قال قال انشدني الابرش وقالت وهزت رأسها وتضاحكت على الود نجفى ام على الاهل نوصل فقلت فلم افعل فقلت فلم افعل فقالت تريده؟ فقلت فلم افعل؟ فقالت ستفعل اه ذكرها هذين البيتين قال وقالت وهزت رأسها وتضاحكت على الود ندفى ام على العهد نوصل ما الذي سيحصل هل هو جفاء او وصل على الود آآ الذي بيننا نجفى اي يحصل الجفاء او على العهد نوصل ان يتحقق الوصل فقلت اي اجابها فلم افعل لم افعل يعني لم يحصل مني اه جفى حتى يقع مثل هذا السؤال فقلت تريده؟ هل ايضا سيحصل ذلك منك فقلت فلم آآ فلم افعل فقالت ستفعل. قالت ستفعل. فالشاهد ان يعني المعنى محاذرة محاذرة الجفاء من حيث من يتوقع منه او يخشى منها الجفاء وهذا مثل ما تقدم لا يكون الا الملاينة والمسايسة والمداراة قال اما انا ابن قحطبة قال حدثنا احمد بن المقدام قال حدثنا هزم قال سمعت حبيبنا الشهيد يقول سمعت الحسن البصري يقول يا ابن ادم اصحب الناس باي خلق شئت يسحبوك عليه. هذه كلمة عظيمة جدا ادع كلمة عظيمة جدا آآ اثرها على من يوفقه الله سبحانه وتعالى العمل بها اثر عظيم يقول يا ابن ادم اصحب الناس باي خلق شئت يصحبوك عليه يصحبوك عليه فالانسان الذي يرتقي بنفسه الى الاخلاق الفاضلة في تعامل الناس احترامهم تقديرهم الصبر على اذاهم الى اخر ذلك في نهاية المطاف يضطر الجميع يضطر هو بخلق الجميع الى ان يتأدبوا معه الى ان يحسنوا في معاملته حتى الغليظ منهم وانظر هذا المعنى في قوله آآ قوله سبحانه وتعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم فمن يعامل الناس بالاخلاق العالية الرفيعة الخلق الكامل يصبر عليهم المرة والاثنتين والثلاث في نهاية المطاف يضطرهم جميعا الى ان يتأدبوا معه بالمقابل الشخص السيء الذي يسيء الى الناس ويؤذيهم تجده يضطر الناس الى ان يعاملوه بجنس معاملته الا من يسلمه الله فيبقى محافظا على التعامل الكريم في احلك الظروف واشدها وقليل من الناس من يوفق لذلك ولهذا الله قال وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم وهذه درجة عالية في الاخلاق ليس كل احد يوفق اليها. فالشاهد الذي يعامل الناس بالاخلاق السيئة ويمضي مستمرا في هذه المعاملة لهم في نهاية المطاف كل الناس الا من رحم الله سيعاملونه من جنس معاملته قال وعنشدني الكريزي تجنى علي بما قد جنى ويغلظ في القول ان لنت له. ويسبق بالعزل في في ويسبق بالعدل لي ظالما كانه الصواب له لا نية كما قال في مثل عالم خذ اللص بالذنب لا تغفله يقول هذا الشاعر تجنى علي يعني يتحدث عن شخص بينه وبينه شيء من اه الجفوة اه يقول تجنى علي بما قد جنى تجنى علي بما قد جنى يعني بما جناه هو نفسه مثلا ادعاني ظالما وهو الظالم ادعاني سيئا وهو السيء تجنى علي بما قد جنى يعني يصفني او يذمني بخلق هو الذي جناه ولست انا الذي جنيت وهكذا يقول جنى تجنى علي بما قد جنى ويغلظ في القول ان لنت له ان جئتوا باللين والكلمة الطيبة يغلظ لي اه اه القول لا يحترم هذا اللين الذي اعامله به ويسبق بالعدل ظالما يسبق العدل اي اللوم يعني يكون هو الظالم وهو الذي يسبق باللوم يسبق باللوم والمعاتبة وهو الظالم يقول ويسبق بالعدل لي ظالما كأن الصواب له لا ليه لانه هو المصيب يعني هو الظالم ويسبق بالمعاتبة وباللوم او يسبق بالشكاية ويسبق بالعدل لي ظالما كان الصواب له لا نية كما قال في مثل عالم خذ اللص بالذنب لا تغفله طبعا هو مثل مشهور لكن الشاعر حوره حتى يستقيم مع السياق النظم والا المثل يقول خذ اللص قبل ان يأخذك خذ اللص قبل ان يأخذك بالحيطة والحذر ودفعه يعني يقول لا اجد مخلصا الا هذا لانه يظلم ويسبق باللوم والعدل يرمي الجناية التي فعلها علي لكن يقول ما كما قيل في المثل خذ اللص بالذنب لا تغفل اي خذه قبل ان قبل ان يأخذك نعم قال ابو حاتم رحمه الله من التمس رضا جميع الناس التمس ما لا يدرك ولكن يقصد العاقل ردا من لا يجد من معاشرته بدا وان دفعه الوقت الى استحسان اشياء من العادات كان يستقبلها. واستقباح اشياء اشياء كان يستحسنها ما لم يكن مأثما فان ذلك من المداراة. وما اكثر من دارى فلم يسلم. فكيف توجد السلام لمن لا يداري؟ هذا شرح للمداراة وان المداراة ليست مطلوبة هكذا في كل التعامل لكن آآ المداراة اولا التماس رضا الناس جميعا ما لا يدرك لكن يقصد العاقل اي بالمداراة رظا من لا يجد من معاشرته بدا رضا من لا يجد من معاشرته بدا. يعني مضطر الى معاشرة وان دفعه الوقت الى استحسان اشياء من العادات كان يستقبحها يداريه حتى لو استحسن بعض العادات التي لا لا يرتضيها اصلا وهي عادات يعني ليس فيها مأثم وليس فيها اه تحريم بالشرع او كراهية في الشرع او استقباح اشياء كان يستحسنها لا بأس بذلك ما لم يكن مأثما اما اذا كان مأثما فانه لا يحل قال فان ذلك من المداراة وما اكثر من دار فلم يسلم. ايضا مع المداراة قد لا يسلم الانسان يداري وقد لا يسلم فكيف توجد سلامة من لا يداري. اذا كان من لا يداري احيانا لا يسلم. فكيف من لا يداري؟ الامر اشد. نعم قال انشدني محمد بن عبد الله البغدادي يا ذا الذي اصبح لا والد له على العرض ولا والدة قد مات من قبلهما ادم فاي نفس بعده خالدة؟ ان جئت ارضا اهلها كلهم عور فغمد عينك الواحدة طبعا المعنى المراد هو في البيت الاخير ان جئت ارضا اهلها كلهم عور فغمض عينك الواحدة يعني اه المقصد يعني ان جئت الى الى قوم آآ لديهم اخلاق مثلا سيئة تعاملات وانت ليس لك بد من وقفة معهم او حديث معهم انظر اليهم بعين واحدة من حيث من حيث انك تغظي الطرف عن هذه الاخلاق السيئة او الجفوة التي عندهم او الغلظة او غير ذلك في سبيل المصلحة التي ترجو ان تقدمها او المنفعة التي تريد ان اه تتحقق مثلا اقارب مثلا لك ليس لك بد من سنتهم وهم يجفونك اغض الطرف عن جفوتهم غض الطرف عن جفوتهم او يغلظون اه التعامل معه غض الطرف عن ذلك وانظر اليهم بالعين الاخرى انهم اقارب لي وذوي رحم وصلتهم فيها اجر عند الله سبحانه وتعالى بهذه الطريقة تتحقق المصلحة و تدرأ باذن الله سبحانه وتعالى المفسدة او المفاسد نعم. قال ان بان ابو يعلى قال حدثنا عبد الله بن محمد بن اسماء قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا معاذ بن سعد الاعور قال كنت جالسا عند عطاء بن ابي رباح فحدث رجل بحديث فعرض رجل من القوم في حديثه فغضب وقال ما هذه الطباع اني لاسمع الحديث من الرجل وانا اعلم به فاريه كاني لا احسن منه شيئا. هذا خلق رفيع جدا والعلماء ينصون عليه في كثير من كتب الاداب يقول رحمة الله عليه آآ يقول آآ اني لاسمع الحديث من الرجل وانا اعلم به وانا اعلم به فاريه كاني لا احسن منه شيئا فاريه كأني لا احسن منه شيئا احيانا مثلا يأتيك زميل لك بفائدة فائدة جميلة اعجبته سر بها يريد ان يتحفك بها ويقدمها لك هدية الادب ان كنت تعرف هذه الفائدة معرفة جيدة الا تظهر له ذلك. وقليل من يفعل هذا قليل من يفعل ذلك الادب ان لا تظهر له ذلك. واذا انتهى تقول جزاك الله خير والله فائدة ثمينة اتحفتنا بها هذا مفيد اولا فيه ادخال سرور على قلبه ادخال سرور على قلبه. ايضا فيه تشجيع له ان يأتيك بالفائدة والاخرى والثانية ويفيد الاخرين وتعينه على القراءة والمطالعة والبحث حتى يفيدك ويفيد الاخرين فيترتب عليها فوائد عظيمة جدا بينما اذا آآ قلت له هذا شيء معروف واذا كنت الان اللي جئت لي بالفائدة انا قبل عشرين سنة اعرفها هذي انت نايم ولا وينك انت هذي من عشرين سنة وانا اعرفها وجاي انك ما شاء الله عارفة وعالم مطلع وجاي تفيدنا هذا من زمان هذا هذا من عشرين سنة نعرفها ولا وجاي مثلا رافع راسه بيعلم ويبي بعظ الناس هذا اسلوبك في في تعامله مع من يفيده. الادب انك تظهر له انك اه لا تعرفها وهذا ذكر العلماء رحمهم الله فيها فوائد منهم ابن سعدي رحمة الله عليه في احد كتبه اخذ يعدد فوائد لهذه الطريقة منها بعض الذي اشرت اليه عدة فوائد لهذه الطريقة وحدثني ابنه حدثني ابنه ابن الشيخ واسم محمد يقول كنت صغيرا اخرج مع الوالد من المسجد فيقابلنا شخص عند الباب ويسلم على الوالد والناس تحب الشيخ وتنقل له الاخبار يقول فيقابلنا شخص ويقول يا شيخ عرفت آآ وش حصل؟ حصل كذا ينقل له خبر اما مناسبة او ويأتي بها مفصل والشيخ يقف يستمع له حتى ينتهي. يقول نودعه بعدها بقليل واذا بشخص اخر يقابلنا فيروي الخبر نفسه للشيخ بعدها بدقائق يقول ويقف الشيخ ويستمع له كأنه لم يسمع الخبر ويشكر عليه حتى يقول لي ابن الشيخ محمد يقول انا امسك اصابع يدي وودي ادفع الرجل اقول له هذا نعرفه الان قال لنا اياه شخص يقول والوالد بكل هدوء يستمع له حتى ينتهي فهذا من من الخلق يقول لك كنت جالسا عند عطاء فحدث رجل بحديث تعرظ رجل من من القوم في حديثه عرظ في حديثه وقال ما هذه؟ فغظب وقال ما هذه الطباع ايش الاخلاق هذي اني لاسمع الحديث من الرجل وانا اعلم به فاريه كأني لا احسن منه شيئا. احيانا بعض الناس يعني في مثل هذا الموقف تجد الشخص يسوق مثلا الحديث وفي اثناء سوقه للحديث يكمل له بعض الكلمات يكمل له بعض الكلمات. تكملة له بعض الكلمات هو اشعار له بانه يعرف الحديث والطريقة التي يرشد اليها اهل العلم ونص عليها في كتب الادب ان تستمع له استماع كامل ولا وكانك لا تعرف. واذا انت تشكره وجزاك الله خيرا وهذه فيها من الفوائد والمنافع ما لا حد له. نعم قال رحمه الله انبعنا محمد بن المهاجر قال حدثنا احمد بن محمد الصيداوي قال حدثنا حماد بن اسحاق عن المدائني قال قال معاوية لو ان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت قيل وكيف؟ قال لانهم ان مدوها خليتها وان وان خلوها مددتها وان خلوا مددتها نعم آآ هذا الاثر عن معاوية رضي الله عنه في اه قوله لو ان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت هذا يضرب به المثل يقولون شعرة معاوية في الحكمة والمسايسة واللطف في التعامل مع الناس يضرب بها المثل يقال شعرة معاوية رضي الله عنه المراد بالشعرة اللطف والترفق مع الناس والتعامل الجيد معهم يقول لانهم ان مدوها خليتها وان خلوا مددتها. وبهذه الطريقة ما تبقى ما تنقطع لكن لو ان كلا شد من جهة انقطعت الشعرة المقصد ان الصلة تنقطع بالرابطة تنقطع ليس المراد شعرة حقيقية وانما المراد ترى الصلة واللحمة والرابطة ما تنقطع بهذه المسايسة والملاطفة والملاينة نعم. قال ابو حاتم رحمه الله من لم يعاشر الناس على لزوم الاغداء اما يأتون من المكروه وترك التوقع لما يأتون من المحبوب كان الى تكدير عيشه اقرب منه الى صفائه والى ان يدفع والى ان يدفع ان يدفعه الوقت الى والى ان يدفعه الوقت الى العداوة والبغداء اقرب منه الى ان تنال منه الموت وداد ان ينال الى ان ينال منه الوداد وترك الشهناء ومن لم يدار صديق السوء كما يداري صديق صدق ليس بحازم يعني المقصود من هذا الكلام ان من لم يعاشر الناس على لزوم بالمداراة اما يأتون من المكروه وترك التوقع لما يأتون من المحبوب الان يعني مثلا شخص مثلا يعامل الناس مثلا بالاكرام يعامل الناس بالاكرام والمعاملة الجيدة والمساعدة والمعاونة الى اخره اذا لم يكن عنده هذا التحلي بهذا الخلق الذي يشير اليه لم يعاشر الناس على لزوم الاغضاء عما يأتون من المكروه وترك التوقع لما يأتون من المحبوب يعني انت الان عاملتهم بهذه المعاملة تتوقع انك لو احتجت في موقف ما انهم سيعاملوك بالشيء المحبوب ولن يعاملونك ولن يعاملوك بالمكروه وربما لا تحصل ذلك من كثير من الناس ربما لا تحصل ذلك فاذا عود نفسك على الاغضاء عما يأتون من المكروه يعني تحسن اليه ويسيء لك يعاملك بمعاملة ليست جيدة احيانا ابناء الانسان والطبائع كما عرفنا مختلفة فاحيانا تكون معاملة ما يحب ان ان تكون مثلا من ابنائه له لكن اه هذي اشياء متوقعة والناس طبائع واخلاق متباينة فليتوقع ذلك وليستعد التعامل مع هذا الموقف بالمعاملة الجيدة اما من لم يكن كذلك فانه يتكدر عيشه وتتحول المعاملة الطيبة الى عداء وشحناء وغير ذلك اما من يوفق لهذا الخلق فانه باذن الله سبحانه وتعالى يحتوي مثل هذه المواقف ويعامل الناس كل بحسب الخلق او الطبع الذي هو عليه نعم قال ولقد احسن الذي يقول تجنب صديق السوء واصرم حباله وان لم تجد عنه محيصا فداره واحبب حبيب واحذر مراءه تنل منه صفو الود ما لم تمره صديق السوء اصرم حباله يعني اقطع الصلة به تسلم منه لكن اذا كان لا بد من اه صحبته لامر ما او شيء ما او موقف ما فداره عامله بالمداراة واما الصديق الكريم الطيب فهذا احببه واحرص على مجالسته ومصاحبته واحذر المراءة معه احذر مماراته لان المماراة تفسد الود وتستجلب العداوة وتذهب الصفاء نعم قال انبأنا محمد؟ قال انبأنا الحسن بن سفيان؟ قال حدثنا ابراهيم الحوراني قال حدثنا ابو مسحر قال احدثنا سهل بن هاشم عن ابراهيم بن ادهم قال قال ابو الدرداء رضي الله عنه لام درداء رضي الله عنها اذا غضبت فرضيني واذا غضبت رضيتك واذا لم نكن هكذا ما اسرع ما نتفرق هذه وصية جميلة جدا اه جميلة جدا في التعامل بين الزوجين في التعامل بين الزوجين ولابد من مواقف يغضب فيها الزوج ومواقف تغضب فيها الزوجة فاذا كانوا بهذه الصفة كان ابقى للمودة كان ذلك ابقى للمودة يقول اذا غضبت فرضيني اعملي على رضاي والانسان في حال الغضب يحتاج الى شخص يرضيه لا ان يزيده غضبا فيقول اذا غضبت فرضيني واذا غضبت ربيتك اي عملت على آآ استجلاب رظاك وازالة الغظب عنك قال فان لم نكن هكذا ما اسرع ما نفترق ان لم نكن هكذا في تعاملنا ما اسرع ما نفترق وهذه حقيقة كلمة جميلة يعني آآ من الجميل ان تشاع في البيوتات بين الزوجين حتى كل يجتهد في اداء هذا الامر حتى تبقى المودة اما اذا كان آآ اذا غضب لم تزده زوجته الا غضبا وبالمقابل فهذا اسرع للانفصال وليس ابقى للمودة وحسن العشرة. نعم قال ابو حاتم رحمه الله العاقل اذا دفعه الوقت الى صحبة من لا يثق بصداقته او صداقة من لا يثق باخوته فرأى من عهده زلة فرفضه لزلته بقي وحيدا لا يجد من يعاشر فريدا لا يجد من يخادن بل يقضي على الاخ الصادق ولا يناقش صديق ولا يناقش الصديق السيء على اثراته. لان المناقشة تلزمه في تصحيح اصل الوداد اكثر مما الزمه في فرعه نعم ومن انواع المداراة ما حدثني به الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن احمد بن شبوية قال حدثنا المعنى هذا اذا كان الانسان مجرد ما انه يرى من صديق او زميل زلة او خطأ اه افترق عنه وقطع صحبته لن يبقى له اصحاب لان آآ الزلة والخطأ والخطأين والثلاثة هذا واقع وحاصل فلابد من الصبر ولابد من المداراة ولابد من الاحتمال وبهذه الطريقة يستفتي الانسان اه الاصحاب الرفقاء نعم. قال ومن انواع المداراة ما حدثني به الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن احمد بن شكوية قال حدثنا الحسن بن واقع قال حدثنا ضمرة عن ابن عن ابن شوذب قال كانت لرجل جارية فوطئها سرا فقال لاهله ان مريم كانت تغتسل في هذه الليلة فاغتسلوا فاغتسله واغتسل اهله. قال ابن شوذب وكانت مريم تغتسل في كل ليلة. نعم يعني اراد بهذه الطريقة ان يطلب من الجميع الاغتسال حتى لا يشعر به حتى لا يشعر به طلب من الجميع الاغتسال وهذا نوع او او او نوع من انواع المداراة نعم. قال وعن شرن ابن منصور بن محمد الكريزي اغمض عيني عن صديقي كأنني لديه بما يأتي من القبح اهلوا وما بي جهل غير ان خليقتي تطيق احتمال الكره فيما احاول متى ما يردني متى ما يردني فقطعته بقيت ومالي في نهوضي مفاصل ولكن اداريه فان صح سرني فان هو اعيا كان فيه تحامل هذه ابيات جميلة جدا في اه المداراة يقول اغمض عيني عن صديقي اي في زلاته في اخطائه هفواته اغمض عيني عن صديقي كأنني لديه بما يأتي من القبيح جاهل كانني ما علمت كأنني ما شعرت كأنني ماذا دريت بالذي وقع كانني جاهل هو على علم تام بخطئه ومدرك لكنه يمرر الامر كأنه ما شعر وكأنه ما علم يقول يا كانني لديه بما يأتي من القبح جاهل وما بي جهل انا على علم بالامر تام وما بي جهل غير ان ان خليقة اي الخلق الذي اكرمني الله سبحانه وتعالى به تطيق احتمال الكره فيما احاوله يعني عندما احاول تحمل مثل هذه المواقف اطيق التحمل واطيق الصبر على مثل هذه المواقف هذا نظير قول الشاعر ليس الغبي بسيد في قومه. ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي يقول متى ما ير ابني مفصل اي عندما يصيب مفصل من بدني الم او وجع او اصابة او نحو ذلك فقطعته قل ما اصاب جزء من بدني الم او وجع قطعته ما الذي سيحصل متى ما يردني مفصل فقطعته بقيت ومالي في نهوض مفاصل انتهت مفاصله ولا استطيع النهوض والقيام ولكن اداريه ولكن اداريه فان صح سلم وعوفي سرني فان هو اعيا كان فيه تحامله كان فيه تحامل نعم قال انبأنا محمد بن ابي علي الخلادي قال حدثنا محمد بن الحسن الزهلي عن ابي عن ابي صائب قال قال علي رضي الله عنه لا تعامل بالخديئة فانها خلق اللئام وامهض اخاك النصيحة كسر الحار وامحض وامحض وامحض اخاك النصيحة حسنة حسنة كانت ام قبيحة. وساعد على كل حال وساعده على كل حال. وزل معه حيث زال هذا فيه التحذير من التعامل المكر والخديعة وانها خلق اللئام وحث على التعامل مع الاخوان والرفقاء بالنصيحة والنصيحة هي ارادة الخير للغير وان تحب لهم ما تحب لنفسك وان تأتي لهما الشيء الذي تحب لان يؤتى اليك نسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين للعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين