بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابو حاتم محمد بن حبان البستي رحمه الله تعالى في كتابه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء باب ذكر استحباب افشاء السلام واظهار البشر والتبسم قال حدثنا قال انبأنا محمد بن صالح الطبري قال حدثنا الفضل بن سهل الاعرج قال حدثنا محمد بن جعفر المدائني قال حدثنا ورقان العامش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان الصلاة ما اسم من اسماء الله وضعه الله في الارض فافشوه بينكم فان الرجل المسلم اذا مر بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره اياهم بالسلام. فان لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم واطيب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله يا ذا الجلال والاكرام اما بعد فهذا الباب في الحث على افشاء السلام اظهار البشر والتبسم والسلام هو تحية اهل الايمان وداعي الاخاء والمحبة بين اهل الاسلام وهو تحية المؤمنين يوم القيامة في جنات النعيم تحيتهم فيها سلام وهي التحية التي تتلقاهم بها ملائكة الرحمن جل وعلا عند دخولهم الجنان وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاؤوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وهي تحية ادم وذريته وهي تحية مباركة طيبة فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة. هكذا وصفها الله فهي تحية مباركة طيبة مباركة اي عظيمة البركة وطيبة من الطيب في ذلك عظم شأن هذه التحية وعظم مكانتها وتعدد اثارها المباركة وفوائدها العظيمة على امة الاسلام ولهذا يحب او يستحب افشاء السلام افشاء السلام كما قال عليه الصلاة والسلام افشوا السلام بينكم وافشاء السلام انما يكون شيوعه بين امة الاسلام في كل مرة يلتقون فيها جماعات او افراد يلقى بعضهم بعضا بهذه التحية المباركة تحية الاسلام ومن نعمة الله عز وجل على امة الاسلام في هذه التحية المباركة ان فيها هذا الاسم العظيم من اسماء الله السلام واسم من اسماء الله الحسنى دال على التنزيه فهو من اسماء التنزيه تنزيه الله تبارك وتعالى عن النقائص والعيوب وتنزيهه تبارك وتعالى عن ان يماثله احد من خلقه في شيء من صفاته فهو جل وعلا السلام في ذاته والسلام في اسمائه وصفاته والسلام في افعاله تبارك وتعالى فكل ذلك سالم لا نقص فيه ولا عيب واسماء الله كلها حسنى وصفاته كلها كاملة عليا له تبارك وتعالى الاسماء الحسنى والصفات العلى جل في علاه فهذا السلام فيه افشاء هذا الاسم كما سيأتي في الحديث الذي ساقه المصنف ويستحب مع افشاء السلام اظهار البشر والتبسم بان يكون القاء السلام مصحوبا بطلاقة الوجه جمال المحيا والابتسامة المشرقة الطيبة لا ان يلقاه بوجه عابس او بجبين جبين مقطب وانما يلقاه بالبشر الابتسامة هو الوجه الطليق ملقيا هذه التحية المباركة تحية الاسلام اورد رحمه الله تعالى حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان السلام اسم من اسماء الله ان السلام اسم من اسماء الله وهذا الاسم ثابت في القرآن في قول الله سبحانه وتعالى في الاية التي قبل الاخيرة من سورة الحشر هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام فهو اسم ثابت لله جل وعلا وهو من الاسماء الدالة على التنزيه كما تقدم لان اسماء الله تبارك وتعالى باعتبار دلالاتها انواع ومن هذه الانواع اسماء دالة على التنزيه مثل السلام والقدوس والسبوح ونحو هذه الاسماء كلها اسماء تنزيه وتقديس لله تبارك وتعالى قال وضعه الله في الارض وضعه الله في الارض اي جعل الله سبحانه وتعالى هذا الاسم بين الناس جعله بين الناس يا يفشونه بينهم كل مرة يلتقون فيها جعله بين امة الاسلام يفشونه بينهم كلما كل مرة يلتقون فيها وضعه الله في الارض فافشوه بينكم فافشوه بينكم اي افشوا هذا الاسم بينكم بحيث كل مرة يلقى المسلم اخاه يلقي هذا السلام الذي فيه هذا الاسم من اسماء الله تبارك وتعالى قال فان الرجل المسلم اذا مر بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيرهم اياهم بالسلام وهذا فيه فضل من يبدأ غيره بالسلام لان له عليه فضل درجة لانه بدأ بهذا التذكير المبارك بالسلام فله على على من القى عليه السلام فردا او جماعة له عليهم فضل درجة بهذا التذكير فان لم يردوا عليه فان لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم واطيب رد عليهم من هو خير منهم واطيب اي الملائكة ملائكة الرحمن ترد عليه السلام فهو على خير ومثوبة واجر في كل احواله سواء رد عليه السلام ممن القاه عليهم او لم يرد والشاهد من هذا الحديث فظل افشاء السلام فضل افشاء السلام وما يترتب على افشائه من اجر عظيم وثواب جزيل قال رحمه الله قال ابو حاتم رحمه الله تعالى الواجب على العاقل ان ان يلزم افشاء السلام على العام. لان من سلم على عشرة كان له عتق رقبة وسلام مما يذهب افشاؤه بالمكن من الشهناء وما في الخلد من البغداء ويقطع الهجران وايصاف الاخوان نعم. والبارئ بالسلام بين حسنتين اهداهما تفضيل الله عز وجل اياه على المسلم عليهم بفضل درجة. لتذكيره اياهم بالسلام. الثانية وبين رد الملائكة عليه عند غفلتهم من الرد عند عند غفلتهم من الرد انظرها جيدا عن عن الرد نعم آآ قال ابو حاتم رحمه الله تعالى الواجب على العاقل ان يلزم افشاء السلام على العام المراد بقوله على العامة اي على عموم المسلمين. من يعرف منهم ومن لا يعرف ولا يقصر السلام على المعرفة وانما يلقى على عموم المسلمين من عرفه منهم ومن لم يعرفه قال لان من سلم على عشرة كان له عتق رقبة من سلم على عشرة كان له عتق رقبة وهذا الفضل بالسلام على عشرة لم اقف على دليل خاص يدل على ذلك قال والسلام مما يذهب افشاؤه بالمكتن من الشحناء مما يذهب افشاؤه بالمكتن من الشحناء اي ان افشاء السلام يذهب الشحناء ويطفئ جمرتها في القلوب ويطفئ لهيب البغضاء في القلوب لان السلام يترتب عليه السلامة كما جاء في الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال افشوا السلام تسلموا افشوا السلام تسلموا ومما يسلم منه بالسلام الشحناء التي تكون في القلوب والسلام دعوة مباركة دعوة للمسلم عليه بالسلامة والرحمة والبركة فهي دعوة مباركة من ثمارها واثارها العظيمة انها تذهب الشحناء وتحقق السلامة بين المسلمين قال يذهب افشاؤه بالمكتن من الشحناء وما في الخلد من البغضاء وما في الخلد اي خلد الانسان وهو قلبه وظميره وما في الخلد من البغظاء البغظاء ويقطع الهجران ويصافي الاخوان. هذا تعداد منه رحمه الله لبعظ فوائد السلام ثم نبه على الفائدة التي مرت معنا في الحديث ان البادئ بالسلام بين حسنتين حسنة حسنة ان يفظل من القى عليهم السلام بدرجة انهم ردوا عليه وان لم يردوا عليه يفوزوا بحسنة اه رد الملائكة عليه نعم قال ولقد انبأنا عمرو بن محمد الانصاري قال حدثنا الغلابي قال حدثنا شعيب واقد قال حدثنا جرير قال قال زبيد اليمامي اليامي اليامي ان اجود الناس من اعطى مالا لا يريد جزاءه. وان احسن الناس عفوا من عفا بعد قدرة وان افضل الناس من وصل من قطعه وان ابخل الناس من بخل بالسلام فهذه كلمات جميلة قال آآ زبيد اليامي ان اجود الناس من اعطى مالا لا يريد جزاءه اي من الناس انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فاجود الناس من يعطي العطاء لا يريد من الناس مقابلا عليه لا ثناء ولا غيره. وانما يريد على ذلك الاجر والمثوبة عند الله سبحانه وتعالى واحسن الناس عفوا من عفا بعد قدرة من عفا بعد قدرة لان من عفا عن عجز قد يكون عفوه لانه عاجز قد يكون عفوه لانه عاجز عن ان ينتقم او ان يأخذ حقه فيعفو لعجزه فاكمل ما يكون العفو عندما يكون عن قدرة وافضل الناس من وصل من قطعه وافضل الناس وفي الحديث ليس الواصل بالمكافئ وانما الواصل من اذا آآ قطعه قرابته وصلهم فهذا افظل ما يكون في باب الوصل وصل الانسان لمن قطعه من قرابته وابخل الناس من بخل بالسلام لان السلام عوائده عظيمة وثوابه جزيل ولا يكلف الانسان شيئا فبخله فيه من اشد البخل نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال انبعنا سفيان عن ابيه اسحاق انسة بن زفرن العبسي قال حدثنا عمار بن ياسر رضي الله عنه قال ثلاث من جمعهن جمع الايمان الانفاق من الاقطار والانصاف من نفسك السلام للعالم هذا الاثر عن عن عمار رضي الله عنه فيه ان الايمان شعب وذكر ثلاثا من شعبه الانفاق من الاقتار يعني قلة ذات اليد والانصاف من نفسك انصافك الاخرين من نفسك وبذل السلام للعالم وهذا هو موضع الشاهد فهذه الخصال الثلاثة كلها من خصال الايمان وشعبه وقوله رضي الله عنه من جمعهن جمع الايمان فيه التنبيه الى ان الايمان يزيد بزيادة شعبه كما انه ينقص بنقص شعبه كما يدل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما اه نعم اه كما قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان نعم قال رحمه الله قال ابو حاتم رحمه الله تعالى الواجب على المسلم اذا لقي اخاه المسلم ان يسلم عليه متبسما اليه فان فعل فان من فعل ذلك تحاط عنهما خطاياهما كما تحابت ورق الشجر في الشتاء اذا يبس وقد استحق المحبة من الناس من اعطاهم بشر وجهه نعم يعني هذا فيه فظل ان يلقى المسلم اخاه بالسلام متبسما وايضا في المصافحة لان ما اشار اليه من تحت الخطايا ورد في التقاء المؤمنين آآ اذا التقى المؤمنان وتصافحا ورد في ذلك حديث وانه تحات اه الذنوب كتحدي كتحات ورق الشجر نعم قال ولقد اخبرني محمد بن المهاجر المعدل قال حدثنا ابراهيم بن عبد السلام الانبري قال حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا اسماعيل بن حماد عن شعير بن شعير عن شعير بن خميس قال قيل له ما ابا الشك قال انه يقوم علي برخيص هذه كلمة جميلة لسعير ابن الخمس قيل ما ابسك يعني دائما نراك بشوش كل ما رأيناك وانت بشوش لم نرك يوما معبسا او مقطبا او دائما بشوش ما ابشرك يعني ما اكثر ما نراك ووجهك بشوش فقال انه يقوم علي برخص انه يقوم علي برخص ما يكلفني مال رخيص ما احتاج ادفع اموال ولا اشتري ولا انه يقوم علي برخص هذا كلام جميل جدا يعني لا يكلفني شيئا ومر معنا ابخل الناس من بخل بالسلام السلام لا يكلف شيئا الا كلمة يقولها المرء بلسانه والبشاشة ايضا لا تكلف لانها طلاقة في الوجه والبر شيء هين وجه طليق وكلام لين فيقول انه يقوم علي برخص اي لا يكلفني لا يكلفني شيئا وهذا الذي لا يكلف الانسان شيئا تجد اه الكثير منا بخيلا به تجد الكثير منا بخيلا به مع انه لا يكلفه اي شيء نعم قال وانشدني الابرش اخو البشر محبوب على حسن بشره. ولن يعدم البغداء من كان عابسا. ويسرع بخل المرء في في هتك عرضه ولم ارى مثل الجود للمرء حارسا اخو البشر اي صاحب البشر من يلقى الناس دائما وجها اه طليق ذي بشر فانه محبوب على حسن بشره محبوبة اي تحبه القلوب قلوب الناس وتميل اليه اما العابس وضد من وجه وجه بشر العابس لن يعدم البغضاء لن يعدم البغضاء اي ان عبوسه يكسبه البغضاء من الناس قال ويسرع بخل المرء في هتك عرضه البخل من اسباب هتك عرض الانسان لان الناس سيذمونه على بخله فبخله فيه هتك لعرضه ولم ارى مثل الجود للمرء حارسا حارصا لعرظ الانسان ومكانته وفضيلته لم ارى مثل الجود يقول للعرظ حارسا او للمرء حارسا نعم. قال ابو حاتم رحمه الله البشاشة اعدام العلماء وسجية الحكماء لان لان البشر يطفئ نار المعاندة ويحرق هجانا المباغدة وفيه تحصين من الباغي ومنجاة من الساء ومن بشر الناس وجها لم يكن عندهم بدون الباذل لهم مما بدون الباذل لهم ما يملك هذا كلام جميل من ابي حاتم رحمه الله في الثناء على البشاشة واثارها اه العظيمة وقوله البشاشة ادام العلماء ادام العلماء لانه جمال جمال يزين به الطعام الذي يقدمه العالم. العالم يقدم للناس طعاما شهيا وهو طعام القلوب العلم النافع الذي ينفع الناس ويفيدهم وهذه البشاشة لما تكون مع العلم تكون مثل الادان مثل الايدام كما ان الادام يجمل الطعام ويحسن من مذاقه وطعمه فان البشاشة ايضا لها اثرها ووقعها في القاء العلم وافادة المتعلمين وسجية الحكما سجية الحكماء اي اهل آآ الحكمة من سجاياهم اي خصالهم اه البشر ثم عدد شيئا من فوائده قال لان البشر يطفئ نار المعاداة ويحرق هيجان المباغظة اذا كان ثمة اه مباغظة او عداء فان اه اللقاء بالبشر يطفئ يطفئ هذه العداوة ومنجاة ومنجاة من الساعي اي بالشر ومنجاة من الساعي بالشر والله سبحانه وتعالى يقول ادفع بالتي هي احسن ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم لو ان شخصا مثلا في موقف ما اشتد عليك في امر انت مخطئ فيه او لم تخطئ كثيرا ما يحصل ذلك في خاصة في زحمة الناس في الاعمال وغيرها فاذا ابتسمت له ولقيته بوجه بشوش قلت له المعذرة وسامحني انا الغلطان حتى لو لم تكن انت الغلطان انتهى كل شيء انتهى كل شيء وطفأت جمرة الغضب التي بدأت تتقد فيه فائدته لا حد لها وهو لا يكلف شيئا مثل ما تقدم قال انما يقوم علي برخص قال ومن بش للناس وجها لم يكن عندهم بدون الباذل لهم ما يملك بل ان وقع البشاشة احيانا في بعض المواقع اكثر من وقع دفع المال في اثرها على النفوس واراحتها الصدور قال اخبرنا محمد بن سعيد القزاز قال حدثنا ابراهيم بن محمد العبادي قال حدثنا سويد عن علي بن مشهرين عن هشام بن عروة عن ابيه قال اخبرت انه مكتوب في الحكمة يا بني ليكن وجهك بسطا ولتكن كلمتك طيبة تكن احب الى الناس من ان تعطيهم العطاء. نعم هذا الاثر يعني ساقه شاهدا لما سبق ان من بش للناس وجها لم يكن عندهم بدون الباذل لهم ما يملك اي اعظم واحب الى الناس من الذي يعطيهم العطاء اي المالي. نعم قال وانشدني الخلادي قال انشدنا احمد بن بكر بن خالد اليزيدي لسعيد بن عبيد الطائي القي القى بالبشر من لقيت من الناس جميعا ولاقهم بالطلاقة تجني منهم جناثمار جنى ثمار فخذها طيبا طعمه لذيذ المذاقه نعم يعني هذا هذان البيتان فيهما فضل لقاء الناس بالبشر والطلاقة اي طلاقة الوجه وان ذلك يترتب عليه انه يجني ثمار عظيمة يأخذها طيبة آآ طعمها اه طيب طعمها ولذيذ مذاقها. نعم قال اخبرنا محمد بن صالح الطبري قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا حكام بن سلم عن سعيد بن عبدالرحمن الزبيدي قال يعجبني من القراء كل طلق وكل سهل طلق مضهاك. فاما من تلقاه ببشر بعبوس يمن عليك بعمله. ولا اكثر الله في في القراء ضرب هذا هذا يذكر في هذا الاثر انه قال يعجبني من القراء يعجبني من القراء كل سهل طلق المضحك والمراد مظحاك اي مبتسم المظحاك اي مبتسم يلقى اخوانه بالابتسامة سهل طلق اه اي طلق الوجه يلقى بطلاقة الوجه مظحاك اي مبتسم فاما من تلقاه ببسر ويلقاك بعبوس واضافة الى عبوسه يمن عليك بعمله انا الذي قلت لك كذا وانا الذي صنعت لك كذا الى اخره يمن عليك بعمله قال فلا كثر الله في القراء ضرب هذا اي من كان على شاكلة هذا نعم قال اخبرنا محمد بن ابي علي الخلادي قال اخبرني محمد بن موسى السمري ان حماد بن اسحاق انشدهم فتن مثل صفو الماء ماء اما لقاؤه وبشر واما قال ابو حاتم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى لا يجب على العاقل اذا رزق اذا اذا رزق السلوك في ميدان طاعة من الطاعات واذا رأى من في سلوك قصده ان يعبس عليه بعمله وجهه بل يظهر البشر والبشاشة له ولعله في سابق علم الله ان يرجع الى صحته الى صحة الاوبة الى قصده مع ما يجب عليه من الحمد لله والشكر له على ما وفقه لخدمته هذا تنبيه مهم يعني يقول ان الملاقاة بالبشر والبشاشة ليست فقط لمن تحب ومن يصافونك الوداد ومن يعاملونك المعاملة الجيدة بل من كان في سلوكه معك تقصير من كان من الناس في سلوكه معك شيء من التقصير. ايضا القه بالبشر لماذا يقول اه اذا رأى من قصر في سلوك قصده ليس له ان يعبس عليه بوجهه بل يظهر البشاشة لماذا؟ قال فلعله في سابق علم الله ان يرجع الى صحة الاوبة يعني ليس من الشرط ان ان هذا المقصر يستمر تقصيره بل ربما بشاشتك تكون معونة له على ماذا على الرجوع عن الخطأ وعدم الاستمرار في التقصير وهذا تنبيه في غاية الاهمية لان البشاشة كما انها تكون بين الاود والاصفياء ايضا تكون مع من هو مقصر معك وبشاشة له تعتبر معونة منك له على التخلص من اخلاقه السيئة وصفاته المذمومة. نعم قال اخبرنا محمد بن ابي علي الخلادي قال اخبرني محمد بن موسى السمري ان هماد بن اسحاق انشدهم فتى فتى مثل صفو الماء اما لقاؤه فبشر واما وعده فجميل يسرك مفترا ويشرق وجهه واذا ائتل مذموم الفعال بخيل عيي عن الفحشاء اي عي عن الفحشاء عما لسانه فعفو واما طرفه فكليل هذه كلها يعني ثناء على الفتى الموصوف بهذه الصفات ما يتعلق من هذه الصفات بهذه الترجمة لقاؤه فبشر يعني يلقى اخوانه بوجه طليق لقاؤه بشر يعني ليس فيه عبوس ولا تقطيب ولا نحو ذلك وانما يلقى اخوانه بطلاقة الوجه. نعم قال وعن شرن منصور بن محمد الكريزي لن تستتم جميلا انت فاعله الا وانت طليق الوجه بهلول ما اوصت الخير فابسط راحتك به وكن انك دون الشر مغلول يقول هذا الشاعر لن تبتسم او لن تستتم جميلا انت فاعله الا وانت طليق الوجه بهلول. بهلول قيل في معانيها امور عديدة منها وهو الذي يتعلق بهذا السياق الضحوك من الناس فيقول لن تستتم جميلا انت فاعله الا وانت طليق الوجه ضحوك. يعني مبتسم تلقى الناس بطلاقة الوجه وتلقاهم اه الابتسامة قال ما اوسط الخير فابسط راحتك به اذا من الله عليك بالخير وصارت امورك متيسرة فابسط راحتيك به وكن كانك دون الشر مغلول. يعني اه بامتناعك وكف يدك عن الشرط ان يدك مغلولة عن الشر. اما بالخير فهي مبسوطة. نعم قال انبأنا محمد بن محمد بن المهاجر المعدل قال حدثنا الدارمي موسى بن اسماعيل قال حدثنا ابو عوانة عن إسماعيل بن سالم عن حبيب بن أبي ثابت قال من حسن خلق الرجل ان يحدث صاحبه وهو يتبسم نعم هذا من حسن الخلق ان يحدث صاحبه وهو يتبسم ومر معنا في هذا الباب ذكر اه الفوائد العظيمة والاثار المباركة لهذا الخلق العظيم نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر ما اوبيها من المزاهل المرئ وما كره له منه انبعنا احمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان له خادم يقال له انجشه وكان حسن الصوت وقال فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم يا انجشة لا تكسر لا تكسر القوارير قال قتادة يعني ضعفة النساء. نعم هذه الترجمة ذكر ما ابيح من المزاح للمرء وما كره له منه فيها ان المزاح وهو آآ المداعبة والمؤانسة بالالفاظ او الافعال او نحو ذلك منه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم منه وما هو محمود ومنه ما هو مذموم وسيأتي تفصيل ذلك وبيانا من خلال ما ساقه رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة ولهذا قال ما ابيح من المزاح للمرء وما كره له منه لان فيه ما محمود وفيه مكروه مذموم ينبغي على المرء ان يتجنبه وصدر الترجمة بحديث انس رضي الله عنه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان له خادم يقال له انجشه وكان حسن الصوت فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا انجشة لا تكسر القوارير يا انجسة لا تكسر القوارير انجسه كان حسن الصوت وكان يحدو للابل والحذاء للابل بالصوت الجميل يفيدها جدا لانها ترتاح فتسرع في المشي كثيرا ما يحتاج الى الحذاء في السفر حتى تنشط الابل ترتاح بسماع الصوت فتسرع في سيرها والحداء يكون للابل الحداء يكون للابل والحادي يحدو بصوته الجميل فتنشط الابل وتتحرك فكان حسن الصوت ويحذو للابل فكانت تسرع وكان على الابل نساء والمرأة ضعيفة ولهذا قال قتادة ضعفت النساء ظعفت النساء المرأة ظعيفة فاذا اسرعت الابل سرعة شديدة وهي تحمل على ظهورها النساء المرأة ظعيفة قد تسقط قد اه يتعبها اه تتعبها السرعة الشديدة الابل ليست مثل الرجل فقال النبي عليه الصلاة والسلام يا انجسه لا تكسر القوارير اي اي ظعفت النساء لان النساء عندما تسرع الابل عندما تسرع الابل سرعتها اه لا تحتملها المرأة على ضعفها مثل احتمال الرجل مثل احتمال رجل فقد تتعب من شدة سرعة الابل وربما ايضا تسقط او نحو ذلك فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا تكسر القوارير هذا هو المراد هذا هو المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تكسر القوارير فهو لم يمنعه من الحذاء من اصله لكن لما حصل الحذاء الذي ترتب عليه اصقاع شديد قال له النبي عليه الصلاة والسلام يا انجسة لا تكسر القوارير هذا هو معنى اه اه الحديث قال قتادة يعني ضعفتا النساء نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى الواجب على العاقل الواجب على العاقل ان يستميل قلوب الناس اليه بالمزاح. نعم لا وترك الانعام وترك التلبس والحديث يعني وجه الشاهد منه ان النبي عليه الصلاة والسلام نهاه عن الحذاء الذي ترتب عليه هذا الاسراع الشديد للابل بهذا الاسلوب اللطيف الذي فيه شيء من المداعبة قال لا تكسر القوارير لا تكسر القوارير يقصد عليه الصلاة والسلام القوارير ضعفت النساء ضعفت النساء قال ابو حاتم الواجب على العاقل ان يستميل قلوب الناس اليه بالمزاح وترك التلبس وترك التلبس يعني هذا من الامور التي تتعلق بالمزاح المحمود الذي يقصد المزاح المحمود هو الذي ليس فيه كذب وليس فيه اساءة للاخرين والمراد منه استمالة القلوب فهذا مباح ومحمود اذا اتى بكلمات فيها دعابة فيها مؤانسة يريد ان يستميل بها قلب اخيه ومرافقة ومصاحبة دون ان يمس احد او يجرح احد او يسيء الى احد او يكذب في حديثه فاذا كان المزاح بهذه الطريقة وبهذا الحدود فانه محمود ويترتب عليه فوائد منها هذا المعنى الذي اشار اليه المصنف وهو استمالة القلوب نعم قال والمزاح على دربين ومزاح محمول ومزاح مذموم. فاما فاما المزاح المحمود فهو الذي لا يشوبه ما كره الله وعز وجل ولا يكون باسم ولا قطيعة رحم واما المزاح المذموم فالذي يشير العداوة والذي يثير العداوة ويذهب البهاء ويقطع الصداقة ويجرئ الدنيء على عليه ويجرأ ويجرع الدنيء ويجرأ الدنيء عليه ويحقد الشريف به يقول رحمه الله المزاح على ضربين مزاح على ظربين مزاح محمود ومزاح مذموم ومن اراد ان يمزح ينبغي ان يفرق بين ما يحمد من المزاح وبينما يذم. اما ما يحمد فيفعله ولا حرج. واما ما يذم فانه يجب عليه ان يتجنبه يجب عليه ان يتجنبه لما يترتب عليه من اثار وعواقب وخيمة قال اما المزاح المحمود فهو الذي لا يشوبه ما كره الله ولا يكون باثم ولا قطيعة رحم. وهذه قاعدة جامعة ونافعة في ضابط المزاح المحمود لا يشوبه ما كره الله لا يجوز ان يمزح الانسان في شيء يكرهه الله من غيبة او نميمة او سخرية بالناس او استهزاء بالاخرين او كذب ويل له ويل له ويل له الذي يكذب ليضحك الناس فيجب ان يكون المزاح مصونا آآ من كل امر يكرهه الله ونهى عباده سبحانه وتعالى عن فعله. ولا يكون باثم ولا قطيعة رحم. اي خير في مزاح يترتب عليه اثما او يترتب عليه قطيعة رحم او يترتب عليه عداوة وبغضاء فهذا النوع من المزاح يجب ان يجتنب قال واما المزاح المذموم فالذي يثير العداوة ويذهب البهاء ويقطع الصداقة ويجرأ الدنيء ويحقد الشريف او ويحقد الشريف به فمثل هذا النوع من المزاح الذي يترتب عليه هذه الاثار السيئة الواجب على الانسان ان يجتنبه. نعم قال اخبرنا محمد بن المنذر قال حدثنا ابراهيم بن محمد الرقي قال حدثنا ابو موسى الانصاري قال حدثنا بكر بن سليم قال سمعت ربيعة يقول اياكم والمزاه فانه يفسد المودة ويغل الصدر قوله اياكم والمزاح اما ان يكون المراد بمزاح فيه اثم وقطيعة رحم او يشوبه امر كرهه الله سبحانه وتعالى او ان يراد به الاكثار من المزاح الاكثار من المزاح اما اصل المزاح فلا بأس به اذا كان لا يشوبه ما كره الله فقوله اياكم والمزاح اياكم والاكثار منه او اياكم والمزاح الذي يشوبه امر كرهه الله سبحانه وتعالى فانه يفسد المودة ويغل الصدر اما قليل المزاح فيما لا اثم فيه وما لا يكرهه الله سبحانه وتعالى فان فيه استمالة القلوب وفيه فائدة ونفع نعم قال اما انا محمد بن سعيد بن القزاز قال حدثنا الفيض بن الخضر التميمي قال حدثنا عبد الله بن الخبير قال كان يقال لا تمادي الشريف ويحقدا عليك ولا تمازه الوضيع فيجترئ عليك وهذا يوضح يعني الكلام الذي مر عند ابن حبان رحمه الله قال يجرأ الدنيء عليه ويحقد الشريف به الشريف اذا كان يعني شخص اعلى من الشخص مكانه وليس بينه وبينه مثلا صلة او ارتباط او نحو ذلك ثم يمازحه قد يكون ممازحته له سبب لحقده عليه ان يحقد عليه هذا اذا كان مازح من هو اعلى منه وليس بينه وبينه صلة او مودة او شيء من هذا القبيل واذا مازح وضيعا فقد يتجرأ هذا الوظيع عليه اذا مازح سفيها او جاهلا قد يمازحه بكلمة آآ جميلة لا اثم فيها فيقابله ذاك الوظيع ممازحة بكلمة شنيعة والفاظ بذيئة او نحو ذلك فيجرؤه على نفسه نعم اذا هذا من الضوابط التي تراعى في المزاح ولو يتأمل آآ طالب العلم في عرظ ابن ابي حاتم يجد ان من خلال هذا العرض ذكر ضوابط لما يذم من المزاح وما لا يذم. نعم قال وانشدني محمد بن عبدالله الانصاري اكرم جليسك لا تمازح بالاذى. ان ان المزاهة ترى به الادغان. كم من جز حبل قرينه وتجزمت فتجزمت من اجله الاقران يقول اكرم جليسك لا تمازح بالاذى. انظر هذا الضابط لا تمازح بالاذى يعني من المزاح ما هو مزاح لكنه اذى للممازح يؤذيه ويتجرأ عليه ومن المزاح ومن المزاح ما هو ومداعبة ليس فيها اذى فليحذر الانسان من ان يمازح اخاه بشيء يؤذيه كأن يمازحه بانتقاص له في مشيته في طريقة حديثه في طريقة تكلمه او نحو ذلك يمازحه بشيء يؤذيه فيه فهذا فيه مضرة عظيمة مثل ما قال ان المزاح ترى به الاضغان يعني يوجد الافغان ويستجلبها كم من مزاح جذ حبل قليله اي قطعه فتجذمت من اجله الاقران تقطعت الصلة ووجدت العداوة والاضغان بسبب مثل هذا المزاح نعم. قال ابو حاتم رحمه الله المزاح في غير طاعة الله مصلبة للبهاء. مقطعة للصداقة. يورث الضغن وينبت الغل وانما سمي المزاه مزاحا لانه زاح عن الحق. وكم من افتراق بين اخوين وهجران وهجران بين متألفين. كان اول المزاح نعم وهذا يحمل على على المزاح الذي فيه اذى للناس فيه اعتداء عليهم في نيل من اعراضهم فيه اثم فيه امر يكرهه الله في استغراق في المزح ونحو ذلك نعم. قال انباءنا محمد بن احمد بن حسين القرشي قال حدثنا الاسود قال حدثنا الاسود بن عامر عن ابي اسرائيل عن الحكم قال كان يقال لا تماري صديقك ولا تمازح وان مجاهدا كان له صديق فمازحه فاعرض كل واحد منهما عن صاحبه. فما زاده على على السلام حتى مات. مجاهد من ائمة التابعين يقول الحكم كان يقال لا تماري صديقك ولا تمازحه المماراة المجادلة الخصومة المزاح معروف والمزاح الذي ينهى عنه المزاح الذي فيه اذى او في امر فيه اذى للممازح او فيه امر يكرهه الله سبحانه وتعالى فهذا مجلبة للعداوات وظرب هذا المثال انه كان صديق لمجاهد فمازحه فاعرظ كل واحد منهما عن صاحبه. فما زاده على السلام حتى مات اي بقي بينهم هذه الفجوة بسبب هذا المزاح الذي حصل من صديقه وبقيت هذه الفجوة الى ان مات. نعم قال ابو حاتم رحمه الله وان من المزاح ما يكون سببا للتهييج المراء. والواجب على العاقل اجتنابه لان المراء مضموم في الاحوال كلها ولا يخلو الممالي من ان يفوته احد رجلين في المراء اما رجل هو اعلم منه فكيف يجادل من هو دونه في العلم او يكون ذلك اعلم منه فكيف يماري من هو اعلم منه؟ يقول ان المزاح يجر الى المراء والمراء مذموم المراءة مذموم والمراء ايضا يجلب العداوات يجلب آآ العداوات يقول رحمه الله لا يخلو المماري من ان يفوته احد رجلين اي ممن يماريهم اما ان يكون اعلم منه او اجهل منه اما ان يكون اعلم منه او او ان يكون اجهل منه فكيف يماري من هو دونه او كيف يماري من هو اعلم منه نعم قال ولقد سمعت مقام من هو اعلم منه ان يستفيد من علمه لا ان يماريه. ومقام من هو دون ان يفيده لا ان يماريه فالمماراة مذمومة في هذا وفي هذا. اذا كان من يماريه اعلم منه يستفيد من علمه واذا كان من هو دونه يفيده يفيده بعلمه باللطف الطريقة الجميلة المناسبة اما المماراة فانها مجلبة العداوات قال ولقد سمعت حفص بن عمر البزار يقول سمعت اسحاق بن ضيف يقول سمعت جعفر بن عوني يقول سمعت من شعر سمعت مشعر بن كدام يقول ابنه كيدام اني نهلتك يا كدام نصيحتي فاسمع مقال اب عليك شفيقي اما المزاحة والمراء فدعهما خلخان لا ارداهما لصديقي اني بلوتهما فلم احمدهما لمجاور جارا ولا لرفيقي والجهل يزري بالفتى في قومه وعروقه في الناس اي عروق هذه وصية ثمينة من ابن لابنه يقول اني نحنتك يا كدامو نصيحتي نحلتك اي صفيت واخلصت لك النصيحة وقدمتها لك فاقبلها واستمع لها واستفد منها فاسمع مقال اب عليك شفيقي وهذا الاسلوب في وعظ الابناء مهم جدا في استمالة قلوب الابن لما يخبر الاب ابنه فيما قام في قلبه من شفق عليه من ابوة اذا اراد ان يقدم له نصيحة يقول يا بني انا والدك انا شفيق عليك والله يحب لك الخير اخشى عليك من المضرة والله ما اردت لك بهذه النصيحة الا الفائدة والخير هذه تستميل قلب الابن تستميل قلب الابن ولها اثرها ووقعها ولهذا قال فاسمع مقال اب عليك شفيقي مقال اب عليك شفيقة. الابوة لها مقتضياتها من العطف والحنان والرحمة وغير ذلك والشفقة من الاب لها اثرها العظيم ولا يكتفي الاب عند مناصحته لابنه بما يعلمه من والده من ابوة هو يعرف انه والده ويعرف ان فيه شفقة عليه لكن عند النصيحة يحتاج الابن وقت النصيحة الى استمالة قلب مثل هذه الكلمات. يا ابني يا بني انا والدك والله ما اريد لك الا الخير والله كذا الى غير ذلك من الكلمات التي اه تستميل اه القلب وتهيئ نفسها الابن لحسن الاستفادة. قال اما المزاحة والمراء فدعهما. انصحك يا بني ان تتجنب المزاح او المراء والمراء فدعهما خلقان لا ارظاهما لصديق لا احبهما لمن لا ارضاهما لمن احب من الاصدقاء والابناء والاخوان اني بلوتهما اي اختبرت هذين الخلقين فلم احمدهما لم اجد فيهما محمدا فلم احمدهما لمجاور جارا ولا لرفيق. لا يعني لا احمدها لجار مع جاره ولا لرفيق مع رفيقه ثم قال والجهل يزري بالفتى في قومه وعروقه في الناس اي عروق اي ان اثار الجهل على الجاهل على نفسه وفي مجتمعه اثار سيئة جدا فيحذر ابنه من الجهل ويقول انه يزري بالفتى في قومه نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى المراء اخو الشنان. كما ان المناقشة اخت العداوة والمراء قليل نفعه كثير شره ومنه يكون السباب ومن السباب يكون القتال ومن القتال يكون اراقة الدم. وما ما را احد احدا الا وقد غير المراء الشنآن العداوة المراء يورث العداوة ولهذا قال المراء اخشنئان والمناقشة اخت العداوة اي لانها تستجلب العداوة نعم قال ولقد احسن الذي يقول واياك من حلو المزاه ومره ومن ان يراك الناس فيه ماريا وان مراء المرء يخلق وجهه وان مزاه المرء يبدش تشانيا دعاه مزاه او مراء الى اللتي بها صار مقلي الاخاء وقاليا هذا ايضا يحذر من المزاح ومن المراء يحذر من المزاح ومن المراء ويذكر ما يترتب على المراء انه يخلق الوجه وان المزاح يبدي التشاني اي الشنآن و العداوة والبغضاء ثم يحث على اه ترك هذين اه الخلقين المزاح والمراء لما يترتب عليهما من ايجاد البغضاء والعداوة بين الاخوان والاصفياء والاصدقاء. نعم. قال اخبرني محمد بن المنذر قال حدثني كثير بن عبدالله التميمي. قال حدثني اسماعيل بن محمد طلحي قال حدثنا ابو الاخفش الكناني انه قال انه قال لابنه ابنية لا تك ما حييت ماريا ودع السفاهة سفاهة وانها لا تنفع لا تحملن لقرابة ان الضغينة ان الضغينة للقرابة تقطع لا تحسبن الحلم منك مذلة ان الحليم هو الاعز امنع هذا فيه معنى ما سبق من النهي عن المراء وحمل الضغينة في اه القلوب وختم الابيات اه الحث على الحلم والعفو وقال لا تحسبن الحلم منك مذلة ان الحليم هو الاعز الامنع وهذا شاهده قد مر معنا الحديث ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا. نعم. قال اخبرنا محمد بن ابراهيم الخالدي الهروي قال حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت ابي عن العوزائي عن الاوزائي رحمه الله تعالى قال قال بلال بن سعد اذا رأيت الرجل لجوجا ماريا معجبا برأيه فقط تمت خسارته يعني اذا اجتمع في الرجل هذه الصفات الثلاث لجوج من اللجج وهو رفع الصوت في الخصومة ماريا من المماراة معجبا برأيه يعني معجبا بفكره قوله وكلامه فقد تمت خسارته وكثير من الناس خسارته تمت وهو لا يشعر يحسب انه يحسن صنعا في ممراته وخصومته ومجادلته نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى المزاح اذا كان فيه اثم فهو يسود الوجه ويدمي القلب ويورث البغداء ويهي الضغينة واذا كان من غير معصية يصلي الهم ويوقع ويوقع الخلة ويحيي النفوس ويذهب الحشمة فالواجب على العاقل ان ان يستعمل من المزاهي ما ينسب بفعله الى الحلاوة ولا ينوي به لا احد ولا سرور احد بمساءة احد نعم هذا كلام جميل في التفرقة بين ما يحمد من المزاح وما يذم وذكر لما يترتب على المزاح المذموم من اثار وعواقب وخيمة وما يترتب ايضا على المزاح المحمود من اثار وفوائد نافعة وقوله ويذهب الحشمة اي الكلفة بين الاخوان. يعني بعض المداعبة الخفيفة تذهب الكلفة بين اه الاخوان نعم قال اخبرنا عبد الله بن محمد بن هاجك عابد كان بهراه كان حدثنا احمد بن عبدالله بن حكيمنا الفرياناني قرية من قرى مرو قال حدثنا سهل بن يهيأ عن ابيه عن الاعمش عن ابراهيم قال لا يمازحك الا من يحبك قوله لا يمازحك الا من يحبك المراد بالممازحة التي آآ تحمد امراض المازحة هنا اي التي تحمد ولا تذم وهي يسير من الممازحة يقصد بها استمالة القلب فلا يمازحك هذا المزاح اه اللطيف الذي يقصد به استمالة القلب الا من يحبك اما النوع الاخر المزاح الذي فيه اذى وغيبة واساءة للاخرين او اساءة للممازح نفسه فهذا لا يفعله من يحب الانسان فاذا قوله لا يمازحك الا من يحبك المراد به هنا من يمازحك مزح آآ او مزاح في حدود اه الشرع ولا يكون فيه مخالفة الشرع نعم قال اخبرنا محمد بن سعيد القزاز قال حدثنا ابراهيم بن الجنيد ابن الجنيد قال حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثني ابن عيينة قال اذن اذنني سمع قال اذنني سمعته بن داوود بن شابور عن محمد بن المنكدر قال قالت لي امي وانا غلام لا تمازه الغلمان فتهون عليهم فتجترئوا عليك نعم يقول آآ في هذا الاثر اه قال محمد بن المنكدر قالت لي امي وانا غلام لا تمازح اه الغلمان فتهون عليهم او يجترئون عليك لان آآ الغلمان وخاصة الذين فيهم سفه وفيهم جهل اذا ما زحهم الانسان جرأهم على نفسه اذا مازحهم جرأهم على نفسه واذا تجرأوا عليه ليس عندهم الا السفه اذا تجرأوا عليه ليس عنده الا عندهم الا السبع. المراد بممازحة الغلمان اي الذين فيهم سفه فيهم جرأة فيهم يعني فساد فيهم شيء من هذه المعاني اذا مازحهم تجرأوا عليه و يعني مثلا الان انظر هذه هذه الام الحكيمة في وصيتها لابنها قال لا تمازح الغلمان فتهون عليهم او يتجرأ عليك اذا كانت تعلم الام ان في المكان الذي يذهب له من مدرسة او غيرها بعض السفهاء من الغلمان وقالت لا تمازحهم لماذا؟ لان ان مازح هؤلاء السفهاء تجرأوا عليه وتسلطوا عليه كانه بممازحته لهم فتح بابا لهم عليه يتجرأون به فمن الخير له اذا كان يعلم من هؤلاء الغلمان فساد او شر او نحو ذلك الا يمازحهم لماذا؟ لانه امازحهم فتح بهذه الممازحة باب شر عليه من من هؤلاء الغلمان. نعم. قال حدثنا عمرو قال حدثنا الخلابي الخلابي. قال حدثنا ابن عائشة قال حدثنا دويب ابن جاشن انغال ابن القطان عن مالك بن دينار قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزح استخف به ومن اكل من شيء عرف به قال عمر من كثر ضحكه قلت هيبته من كثر ضحكه قلت هيبة يعني تزول الهيبة وتضعف ومن مزح استخف به اي الناس يستخفون به ولا تصبح له تلك الهيبة وتلك المكانة. ومن اكثر من شيء عرف به من اكثر من شيء عرف به ولهذا بعض الناس الذي يكثر من المزاح يعرف بذلك. يعني بعض الناس يقولون مثلا آآ فلان مهرج او فلان ما عنده الا المزح كل وقته كذا لماذا؟ لانه اكثر من ذلك فمن اكثر من شيء عرف به ولهذا المزاح ينبغي ان ان يعلم انه ليس مقصود لذاته فيكثر منه وانما المزاح اشبه ما يكون مثلا بالملح في الطعام يعني يؤنس القلب يدخل شيء من السرور ولا يكون فيه شيء محرم ولا يكون فيه ايذاء للاخرين ويقصد استمالة القلب دعابة دعابتين اه مزاحم اه ليس فيه اذى ليس فيه تعدي على الاخرين هذا هو اما اذا الانسان يكثر من المزاح ولا يبالي ايضا وليس عنده ضوابط ولا قيود في مزاحه فانه يعرف به ويكون مذمة له ومنقصة عند الناس ولا سيما العقلاء منهم قال انباءنا الحسن بن سفيان قال حدثنا ابو الدرداء قال حدثنا ابو اسحاق الطلقاني عن المبشر عن مبشر بن اسماعيل عن راشد بن ابي قبال قال استسقى سعيد بن جبير فاتيته بسبيق مهلى فقال يا راشد تشرين كيف هذي تقرأها يا هذه ليست عربية وليست من لغتك. ايه هذي لغة الفارسية ها؟ نعم يقول عن راشد الراشد بن ابي قبال قال استسقى سعيد بن جبير اي طلب ان نصفيه طلب النصحي ان نأتي بشيء يشرب فاتيته بسويق محلى اتيت بسويق محلى السويق يصنع من الدقيق ويحلى مثلا العسل يجم الفؤاد كما جاء كما ورد في الحديث ويعطى المريض ويجم الفؤاد فاتيت بسويق محلى فقال يا راشد ناداه باسمه وهذا من اللطف في الخطاب فقال يا راشد شقر اسدست شيرين. شجر اي سكر اي من يد حلوة سكر من يد حلوة كلمة فارسية يعني شكر سكر هذا حرف من واليد سيرين يعني حلوة سكر من يد حلوة. شجرين نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى من مازح رجلا من غير جنسه هان عليه واجترى عليه وان كان وان كان المزاح حقا لان كل شيء لا يجب ان ان يسلك به غير مسلكه. ولا ولا يظهر الا الا عند اهله على اني اكره استعمال المزاح بهدرة الاعوام كما اكره تركه عند حضور الاشكال ولقد اخبرنا كامل بن مكرم قال حدثنا ربيعة ابن الحارث الجبالي الجبلاني قال حدثنا عبد الله ابن ابن عبد الجبار القبايلي قال قال ابو عبدالرحمن الاعرج كان ابراهيم بن ادهم يحدثنا ويضاهكنا واذا رأى غيرنا قال هذا جاسوس قال ابو حاتم من مازح رجلا من غير جنسه هان عليه واجترى عليه. من هان عليه واشترى علي وهذا المعنى سبق ان مر الاشارة اليه وان كان وان كان المزاح حقا لان كل شيء لا يجب ان اه يسلك به غير مسلكه ولا يظهر الا عند اهله على اني اكره استعمال المزاح بحضرة العوام كما اكره تركه عند حضور الاشكال الاشكال اي الاقران والزملا والاصحاب اكره تركه بل يعني اذا جاؤوا الاشكالي الزملا والرفقاء احب ان اداعبهم بعض الدعابة قال واكره عند العوام لانه يجرأ العوام لكن ايضا هذا الكلام ليس على اطلاقه اذا كان مزاح لطيف في حدود استمالة العامي وتقريبه للخير وتحبيبه لاهله بدون ان يكون في هذا المزاح اساءة او مخالفة او شيء يكرهه الله سبحانه وتعالى فهذا اه اه لا بأس به. اما اذا كان يعلم ان هذا يجرؤهم وان عندهم مثلا سلاطة لسان وعندهم اساءة للاخرين وان ممازحة امثال هؤلاء يجرؤهم آآ عليه فانه يتجنب ذلك ثم ختم هذا الباب بهذا الاثر ان ابي عبد الرحمن الاعرج قال كان ابراهيم بن ادهم يحدثنا ويضاحكنا واذا رأى غيرنا قال هذا جاسوس يعني مراده بذلك اه ان اه ان هذا ليس منا ان هذا ليس منا واذا آآ مثلا رآنا نمزح لم ينقل عنا الا هذه الصورة عند الناس الاخوان الذين بينهم يعني رفقة وحبة ومحبة اذا خلوا بعضهم ببعض يكون بينهم من المباسطة والمؤانسة شيء لا يفعلونه امام الناس فمراده بهذا جاسوس اي انه لو استمرينا في المزاح لنقل هذه الصورة الخاصة بنا والمؤانسة الخاصة بنا لنقلها الى الاخرين فنقل الى الاخرين. ومن المعلوم ان الرفقة يكون بينهم من المؤانسة حال خلوتهم ببعض والمباسطة ما لا يفعلونه بحضرة الناس. فقوله هذا جاسوس اي ليس من آآ اشكالنا ورفقتنا فربما ينقل للناس هذه الصورة الخاصة بنا وبجلستنا الخاصة لان هذا هو المراد بهذا المعنى ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين ونسأله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يشفي مرضانا ومرضى المسلمين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين