بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. قال ابو حاتم محمد بن حبان البستي رحمه الله تعالى في كتابه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء باب وذكر استحباب الاعتزال من الناس عامة. قال انبأنا عبد الله بن محمد بن سالم ببيت المقدس. قال حدثنا عبدالرحمن بن ابراهيم. قال حدثنا الوليد قال حدثنا الاوزاعي عن الزهري عن عطاء بن يزيدنا الليثي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله اي الاعمال افضل؟ قال الجهاد في سبيل الله. قيل ثم ماذا؟ قال رجل في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الباب في ذكر استحباب الاعتزال من الناس عاما المراد بالاعتزال ترك الخلطة ترك خلطة الناس والمباعدة من مصاحبتهم مجالستهم مؤانستهم والغرض من هذه العزلة حفظ الدين وصيانته وانما تكون هذه العزلة فيما يخشى هل الانسان فيه من فساد دينه والضرر عليه وكذلك تكون العزلة وهي ايضا داخلة في هذا الباب باب صيانة الدين والعمل على حفظه تجنب المخالطة للناس فيما يباح من الفضول ونحو ذلك وفيما لا ينفع وهذا مستحب اما ترك مخالطة الناس فيما هو اثم وحرام وما فيه مخالفة لشرع الله فهذه واجبة كمجانبة اهل الفسوق والفجور واهل البدع والضلالات الغرض من ذلك صيانة الدين والعمل على حفظه ورعايته وينبغي التنبه في هذا المقام ان ان العزلة ان اخذت بغير المأخذ الشرعي وبدون النظر الى المقصد الشرعي ربما جرت صاحبها الى نوع من البدعة والمفارقة لجماعة المسلمين وهذا يجر الى ما وراءه من ضلالات ومخالفات ولهذا من باب العزلة باب ينبغي ان يأخذه المرء بالمأخذ الشرعي نظرا الى مقاصد الشريعة وغاياتها الحميدة المباركة وعملا على تحقيق المصالح ولهذا مما يؤثر في هذا الباب ان احد الناس سأل احد السلف عن العزلة اراد ان يعتزل الناس فاستشار احد اهل العلم قال له كلمة عجيبة مباركة قال تفقه اولا قال تفقه اولا ولا شك ان العزلة ان لم تكن عن تفقهم ومعرفة بدين الله ربما انها جرت بالانسان الى شيء من الانحراف. قال تفقه ثم اعتزل اما اذا اعتزل الناس بلا فقه هذا الاعتزال يحدث عنده من حيث يشعر او لا يشعر انواع من اه البدع ومن ذلكم آآ المباينة والمفارقة لجماعة المسلمين وربما ايضا ترك الجمع والجماعات وهذا كله من الاثم وليس من الطاعة في شيء ولهذا باب العزلة باب وبعض العلماء افرده بالتصنيف والغرض منه حفظ الدين ويكون في حدود مقصد الشريعة وفي ضوء وضوابطها العظيمة وهذه هذه الترجمة استحباب الاعتزال من الناس عاما اي عموم الناس من الناس عاما اي عموم الناس لهذا سيأتي في الترجمة التي تلي هذه الترجمة استحباب المؤاخاة للمرء مع الخاص ومراده هناك بالخاص اي من في صحبته منفعة من اهل العلم والفضل والديانة والنبل فهؤلاء وصحبتهم فيها خير للانسان ومنفعة له واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم فمثل هؤلاء وصحبتهم غنيمة ومربح للانسان اذا هذه الترجمة التي بين ايدينا هي في الاعتزال اعتزال الناس عموما اما في الحرام فهذا واجب اذا كانوا اهل فسوق واهل ظلالات اهل بدع ونحو ذلك الا اذا كان قصد بمخالطتهم وهو من اهل العلم استصلاحهم ونصحهم وتحذيرهم فهذا باب اخر فيه نفعه العظيم وثماره الجليلة بل ربما يتأكد هذا في حق من هو من اهل العلم والبصيرة بدين الله تبارك وتعالى صدر رحمه الله تعالى هذه الترجمة بحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قيل يا رسول يا رسول الله اي العمل افضل قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال رجل في شعب من الشعاب يتقي الله في شعب من الشهاب يتقي الله ويدع الناس من شره والشعب من الشعاب المراد به المكان الفسيح بين جبلين بين جبلين وجاء في بعض اه الاحاديث في هذا الباب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس الا من الخير ويدع الناس الا من الخير. انظر الان لما تتأمل في الاحاديث ليست عزلة تامة وانقطاع تام عن الناس لان هذا الرجل يقيم الصلاة ومن اقامة الصلاة اداؤها جماعة في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وذكر يؤتي الزكاة وهذا يدل على انه عنده مال عنده تجارة عنده مال يزكى اما شخص يذهب في شعب من الشعاب ولا مال له وينقطع عن جماعة المسلمين وشهود الجماعات ويظن انه يعمل بهذا الحديث هيهات ولهذا ينبغي ان يتأمل ما سبقت الاشارة اليه ان يتفقه ثم يعتزل. اما اذا تفقه اعتزل بدون تفقه فهذا يجر من كان كذلك الى دروب من البدع المخالفات نعم. قال ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل لزوم الاعتزال عن الناس عامة مع توقي مخالطتهم. اذ الاعتزال من الناس لو لم لم يكن فيه خصلة تحمد الا السلام من مقاربة المأتم لكان حقيقا بالمرء الا يكدر وجود السلامة بلزوم السبب المؤدي الى المناقشة هذا الكلام يحمل على المعنى الذي سبق يعني اعتزال الناس عامة اي عموم الناس من اجل ان يحفظ نفسه ولا سيما اذا آآ كثر مثلا في بلدها الفساد والانحراف آآ ابواب الشهوات خشي على نفسه الفتنة في دينه في مثل هذا يكون اه الاعتزال لحفظ الدين. انظر الى قوله لو لم يكن فيه خصلة تحمد الا السلامة الا السلامة من مقارفة المأثم وهذا من اعظم ما يكون اه مقصدا في العزلة حفظا دين المرء ولهذا يقول طاووس من علماء التابعين نعم صومعة الرجل بيته يكف فيه بصره وسمعه وهذا انما يسار اليه عند كثرة اه ابواب الفتن وابواب الشهوات ويخشى على نفسه آآ الفتنة فيكون خروجه في حدود المصالح الشرعية والمصالح الدنيوية التي لا بد منها واما اما اماكن الفتن واماكن الفساد واماكن الشر فانه لا يجعلها طريقا له فضلا عن ان يقصدها وفضل عنان يمكث فيها وهذا كله الغرض منه كما تقدم صيانة الدين والعمل على حفظه نعم قال ولقد اخبرني الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال انبعنا عبد الله قال اخبرنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن عمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال خذوا بحظكم من العزلة. قوله آآ رظي الله عنه خذوا بحظكم اي نصيبكم من العزلة اي ليكن لكم نصيب منها وليكن لكم حظ منها لان العزلة ولا سيما مع وجود من يثير الشر او الشهوات او آآ او ايظا خلطة السوء وقرناء السوء مما يجر المرء الى نوع من الانحراف او الان الفساد فينبغي على في هذه الحال ان يأخذ حظا ونصيبا من العزلة يصون به دينه ولهذا يؤثر عن عمر نفسه رضي الله عنه انه قال في العزلة راحة من خليط السوء فالعزلة راحة من خليط السوء اذا لابد من رعاية التوازن في هذا الامر اذا وجد اه قرين الخير رفيق الصلاح ومن يعين على الطاعة امثال هؤلاء ليس من المناسب ان يعتزل مجالستهم لان في لان صحبتهم غنيمة ومجالستهم مربح وفائدة لكن اذا لم يكن حول الانسان الا خلطاء سوء فمن الخير للانسان ان يعتزل مثل هؤلاء صيانة لدينه. ان كان من اهل العلم والتدين وجالسهم بنية استصلاحهم مع الامن على نفسه من ان يجروه الى ما هم عليه من فساد فهذا باب اخر وهو مخالطة الناس مع الصبر على اذاهم استصلاحهم استصلاحا لهم ونصحا وعمل على هدايتهم وصلاحهم. نعم قال انبأنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال حدثنا حامد بن يحن اي يحيى البلخي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول رأيت رأيت الثورية في المنام فقلت له اوصني فقال اقل معرفة الناس اقل معرفة الناس اقل معرفة الناس قوله اقل معرفة الناس المراد به عموما ممن اه آآ لا ينتفع الانسان بمصاحبتهم ممن يخشى ان يتضرر مصاحبتهم ممن ليس عندهم الا الفضول او نحو ذلك فهؤلاء يطلب من المرء ان ان يقل من معرفتهم والتعرف عليهم والخلطة بهم. اما الاخيار فلا الاخيار يحرص عليهم قد قال عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل اي ان هذا باب تفقه يتفقه المرء في الخلان والرفقاء فان كانوا اخيارا حرص على صحبتهم ومرافقتهم وان كانوا اشرارا تجنب مرافقتهم ومجالستهم. نعم قال انبعنا القتان بالرقة قال حدثنا المروزي قال سمعت احمد بن حنبل يقول رأيت ابن السماك يكتب الى اخ له ان استطعت الا تكون غير الله عبدا ما وجدت من العبودية بدا فافعل يقصد ان لا تذل نفسك. يقصد ان لا تذل نفسك لاي احد من الناس واجعل ذلك كله لله سبحانه وتعالى وربما ان الخلطة في بعض ابوابها ولا سيما ان كان الانسان به نوع حاجة الى من يخالط ربما اوجد عنده شيء من اه الذل او الانكسار او نحو ذلك فهذا يوصي بان يكون المسلم عنده عزة والا يذل نفسه لاحد ان يجعل ذله كله لله سبحانه وتعالى قال ابو حاتم رحمه الله العاقل لا يستعمل نفسه لامثاله بالقيام في رعاية حقوقهم والتصبر على والتصبر على الاذى منهم ما وجد الى ترك الدخول فيه سبيلا. لان لانه اذا حسم عن نفسه ترك الاختلاط بالعالم والمخالطة بهم تمكن من صفاء القلب وعدم وعدم تكدر الاوقات في الطاعات وهذا ايضا يحمل على من ليسوا من ذوي الحقوق لان لان ذوي الحقوق مطلوب من الامر من المسلم ان يرعى حقوقهم حتى وان كان عندهم مثلا اخلال او نقص في الديانة على سبيل المثال حق الوالدين او كذلك حق الاقارب او نحو ذلك قولها العاقل لا يستعبد نفسه اي لا يذل نفسه لامثاله بالقيام في رعاية حقوقهم. يعني لامثالها هذا قيد يعني امثاله ونظرائه من الزملا او الرفقاء او نحو ذلك او من يجالس لا يذل نفسه في رعاية حقوقهم والتصبر على ورود الاذى منهم على ورود الاذى منهم فيخرج مسألة ذوي الحقوق من الاهل الاقارب او او نحو ذلك ممن جاءت الشريعة ببيان آآ حقوق هؤلاء التي يجب على المرء ان يقوم برعايتها وايضا فيما يتعلق بالاصحاب وقضية الرعاية لحقوقهم والتصبر على ورود الاذى منهم ايضا هذا فيه تفصيل اذا كان ان كانوا من اهل الديانة والفظل ولا يسلم امرء من خطأ فيصبر على خطأهم ويحتمل شيء من الاذى الذي قد يحصل مرة او مرتين او نحو ذلك في سبيل المغنم الذي يجده من مصاحبة امثال هؤلاء من علم نافع وخلق فاضل او نحو ذلك فالمسألة هنا فيها تفصيل اما عامة الناس ممن ليس هناك انتفاع بمجالستهم اعني انتفاع ديني آآ خلقي فان رعاية حقوق هؤلاء والصبر على اذاهم اذلال للنفس وتعريض لها للمهانة مع امثال هؤلاء من غير طائل بل مما قد يكون فيه مضرة على اه الانسان. نعم قال ولقد استعمل العزلة جماعة من المتقدمين مع العام والخاص مع كما اخبرنا محمد بن ابراهيم الخالدي قال حدثنا داوود بن احمد بن سليمان الدمياطي قال حدثنا عبد الرحمن بن عفان قال سمعت ابن المبارك يقول عاد فضيل داعود الطائي فاغلق داؤود الباب وجلس فضيل خارج البيت يبكي وداوود داخل البيت يبكي نعم. امبعنا الحسن بن انبعنا الحسين بن محمد السجي. قال حدثنا علي بن المنذر. قال حدثنا الحسن بن مالك. قال سمعت بكر بن محمد العابد يقول قال لي داعون الطائي يا بكر استوحش من الناس كما تستوحش من السبع قال انبأنا محمد بن احمد بن الفرج البغدادي بالابلة. قال حدثنا ابراهيم بن حماد بن زياد. قال حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال رؤي الى الى جنب ما لك بن دينار كلب عظيم ضخم اسود رابط وقيل له يا ابا يحيى الا ترى هذا الكلب الى جنبك؟ قال هذا خير من جليس السوء قال ابو حاتم رحمه الله تعالى هذا الذي ذهب اليه داود الطائي وضرباؤه من القراء من لزوم الاعتزال من الخاص من الخاص كما يلزمه ذلك من العام ارادوا بذلك عند رياضة الانفس على التصبر على على الوحدة. وايثار ضد الخلطة على المعاشرة. فان فان المرء متى ما لم يأخذ نفسه بترك ما ابيح له فانا خائف عليه الوقوع فيما هجر عليه واما السبب الذي يوجب الاعتزال عن العالم كافة فهو ما عرفتهم به من وجود دفن الخير ونشر الشر. يدفنون الحسنة ويظهرون نعم نعم دعنا فيما قبله اه هنا يذكر رحمه الله تعالى ان آآ جماعة من المتقدمين ذهبوا الى اعتزال العام والخاص وعرفنا اعتزال العام اي عموم الناس ممن ليس في مجالستهم او مصاحبتهم منفعة بل ربما فيها مضرة عرفنا ما في ذلك من فائدة لمن اعتزلهم حذر من اه مجالستهم لكن ما ذكره من بعض الامثلة من اعتزال الخاص المقصود باعتزال خاص اعتزال اهل الفضل واهل العلم واهل النبل وذكر شيء من الامثلة على ذلك وقال في تمامه هذا الذي ذهب اليه داود الطائي وضرباؤه من القراء من لزوم الاعتزال من خاص كما يلزمهم ذلك من العام ارادوا بذلك عند رياضة الانفس على التصبر على الوحدة لكن هل هذه الرياظة للانفس مشروعة لان باب الاعتزال باب لا بد ان يقيد بضوابط الشريعة ان يقيد بظوابط الشريعة وما لم يقيد بظوابط الشريعة ربما جر الانسان الى شيء من اه المخالفة. قد مر معنا قول الله سبحانه واصبر نفسك. مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. ولا تعد عيناك عنهم واحاديث كثيرة ونصوص عديدة جاءت في المؤاخاة وعظيم اثرها وعظيم النفع للجليس الصالح وما جاء في الشريعة من حث عليه وتغييب فيه وذكر لما يعود آآ من فوائد ومنافع واثار وسيأتي في الترجمة اللاحقة عند المصنف بسط لشيء من هذا المعنى فاذا هذه العزلة للخاص وان نقل عن بعض المتقدمين آآ فعل ذلك فان الامر كما قيل كل يستدل لقوله لا به الا الله ورسوله ومثل هذه العزلة للخاص لا منفعة فيها بل هي مضرة حتى وان عللت بان المقصود التصبر على الوحدة الوحدة خير من جليس السوء لكن خير من الوحدة ماذا جلساء الخير خير من الوحدة جلساء الخير ورفقاء الصلحاء هؤلاء خير للانسان من آآ الوحدة ينتفع بمجالستهم خلقا علما هديا نصحا الى غير ذلك فحتى وان كان الغرض آآ اه اه رياضة النفس على التصبر على الوحدة واذا تصبر على الوحدة ماذا يجني بابتعاده عن قنطاء الخير ورفقاء الصلاح من اهل الفضل والعلم والنبل وايثار ظد الخلطة على المعاشرة فان المرء متى ما لم يأخذ نفسه بترك ما ابيح له انا خائف عليه الوقوع فيما حظر عليه وهذا ايضا تعليل لا يكفي فيما ذكر لكن الانسان يتجنب اه خلطاء الشر رفقاء السوء من اه يخشى عليه من مصاحبتهم ومرافقتهم. من ايضا هم خوضهم انما هو في المباح او نحو ذلك. اما مخالطة اهل العلم والخير الديانة والعبادة والخلق فهذا ليس مما يحمد بل مما يذم هنا اورد بعض اه بعظ النقول في اه وهذه ايظا تحتاج اولا الى مثلا تمحيص من حيث الاسناد هل هي تصح او لا تصح؟ لان بعض الاثار ايضا تكون اسانيدها ليست صحيحة او او تكون معلولة فتحتاج اولا نظر من حيث الاسانيد اما من حيث المعنى فعرفنا ان اه الشريعة انما جاءت بخلاف ذلك هنا يقول مثلا سمعت ابن المبارك يقول عاد فضيل داود الطائي قبيل ابن عياض من هو في فظله امامة وعلمه فزار عاد فضيل داود الطائفة اغلق داوود الباب اغلق دونه الباب ان لم يأذن له بالدخول وجلس فضيله خارج البيت يبكي وداود داخل البيت يبكي. انا استبعد ثبوت مثل ذلك استبعد ثبوت مثل ذلك وربما لو ان آآ احدا آآ تأمل في الاسانيد ربما يجد فيها لما يتيسر لي آآ نظر في هي لكن مثل هذا يستبعد ثبوته وقوله ايضا النقل الذي عن داوود الطائي يا ابا بكر استوحش من الناس كما تستوحش من اه السباع ان كان الاستيحاش من الناس اهل الشر والفساد وهذا مطلوب وان كان الاستيحاش من الناس اي خاصتهم فهذا مذموم وربما من دخل في شيء من طرائق التصوف يقع منه مثل هذا يقع منه مثل هذا وبلا ريب مما لا يحمد عليه المرء لما فيه من مضرة ولكونه لا فائدة فيه وكذلك هذا الخبر رؤي الى جنب مالك بن دينار كلب عظيم ضخم اسود رابظ فقيل له يا ابا يحيى الا ترى هذا الكلب الى جنبك؟ قال هذا خير من آآ جليس السوء ولا شك ان جليس السوء لا خير في مجالسته وايضا ايظا اجلاس الكلب الى الى جنبه ايضا هذا مما لا خير فيه. مما لا خير فيه بل الشريعة ايضا جاءت بالنهي عن اقتناء من اقتنى كلبا الا كلبة ماشية او صيد نقص من اجره كل يوم قيراط. قيل وما القيراط؟ قال مثل جبل مثل الجبل فعلى كل حال مثل هذه الاثار اه اوردها ثم ذكر ان انه ربما ان هذا يحمل على الغرظ ان الغرض من رياظة الانفس على التصبر على الوحدة وهذه الوحدة بتجنب مخالطة الخاصة اهل العلم والفضل لا تحمد نعم قال وعم السبب الذي يوجب الاعتزال عن العالم كافة فهو ما عرفتهم به من عن العالم وليس العالم عن العالم كافة فهو ما عرفتهم به من وجود دفن الخير ونشر الشر يدفنون الحسنة ويظهرون السيئة وان كان المرء عالما بدعوه وان كان جاهلا عيروه وان كان فوقهم حسدوه وان كان دونهم حقروه وان نطق قالوا مهذار. وان سكت قالوا عيي وان قدر وان قدر قالوا مقتدر وان سمح قالوا مبذر يعني لا يسلم مهما كان من السنتهم وهؤلاء هم المراد بالعامة عامة الناس ممن اه ان وجدوا خيرا في الانسان دفنوه ان وجدوا فيه خيرا دفنوه اي لا يذكرون اه الخير الذي في الانسان وان وجدوا شراء نشروه واشاعوه يدفعون يدفنون الحسنة ويظهرون السيئة ثم دائما هم في ذم لي الانسان على اي حال من احواله مثل ما شرح وبين بذكر هذه الامثلة فمثل هؤلاء ليس من وراء صحبتهم طائل ولا منفعة بل فيها مظرة على اه الانسان فتجنب اه امثال هؤلاء من الخير ولا شك الانسان نعم قال فالنادم في العواقب المحدود فالنادم في العواقب المفقود يعني المراتب من من اغتر بقوم هذا نهتهم هذا نعتهم وغرهم ناس هذه صفتهم ولقد انبأنا محمد بن المهاجر المعدل قال اخبرني احمد بن محمد بن بكر الاب الناوي عن داؤود بن رشيد قال حدثني ابراهيم بن شماس قال قال للاكياف حفص بن حميد صاحب بن المبارك رحمه الله تعالى بن مروء يا ابراهيم سحبت الناس خمسين سنة فلم اجد احدا ستر لي عورة ولا وصلني اذا قطعته ولا امنته اذا غضب والاشتغال بهؤلاء هم كن كبير يقول هنا النادم في العواقب المحطوط عن المراتب من اغتر بقوم هذا ناتهم وغره ناس هذه صفتهم هذا لا شك سكنه يندم في عاقبة الامر ويكون المرافقة لهؤلاء حط من رتبته وانزال من مكانته وله الاثر آآ السيئة عليه فهذا كله تأكيد على ان مثل هؤلاء لا آآ يحرص المرء على مصاحبتهم ومرافقتهم وهذا الاثر الذي اه يرويه قال حدثني ابراهيم بن شماس قال لي الاكاف حفص بن حميد صاحب ابن المبارك بمرو يا ابراهيم صحبت الناس خمسين سنة فلم اجد احدا ستر لي عورة ولا وصلني اذا قطعته ولا آآ امنته اذا غضب فالاشتغال بهؤلاء حمق او كبير هؤلاء اي من كانت هذه صفتهم وليس كل الناس كذلك لا يزال في الناس من هم من اهل الخير والفضل وستر العورة وصلة الرحم وايضا عند الغضب يحسنون التعامل لا يزال في الناس خير وربما انه يتحدث عن غالب من خالطهم من الناس وعلى كل مثل هذا يعني انما يستعمل في خلطة عامة الناس ممن لا تؤمن غائلتهم ممن لا يعرفون مثلا بالخلق لا يعرفون بالفضل بالادب الى غير ذلك. اما الخاصة من في رفقتهم خير للناس فان هؤلاء صحبتهم غنيمة. نعم قال وانشدني محمد بن المهاجر المعدل لعلي بن هجر السعدي زمان كذا زمان دخول بيت وحفظ للسان وخفض صوتي لقد مرجت عهود الناس الا اقلهم فبادر قبل الفوت فما يبقى على الايام شيء وما خلق امرؤ الا لموتي هذه الابيات يذكر يعني آآ كثرة الشر وكثرة الفساد وكثرة خلطاء السوء وان من خير للناس حفظ لسانه ولزوم اه بيته وتجنب اه الخنطة لكنه يستثني والاستثناء هذا اه استثناء باق ولا يزال في الناس بقايا واهل الخير فهؤلاء وان كانوا قلة فالانسان لا يتجنب غلطتهم ومصاحبتهم بل ان وجدهم فهم غنيمة ومصاحبتهم مربح للانسان ومغنم. قد لقد مرجت عهود الناس الا اقلهم. فبادر قبل فوتي يعني على اغتنام صحبة امثال هؤلاء قال فما يبقى على الايام شيء وما خلق امرء الا لموته اه فهذا الانسان مصيره الى الموت فليغنم حياته في الخير وفي مرافقة اهل الخير والفضل اما من سوى ذلك من الخلطاء فانه يحذر منهم اشد الحذر نعم قال اخبرني يعقوب بن اسحاق القاضي قال حدثني ابن حدثنا ابن يحيى قال وفيما قرأت على نافع عن مالك بن انس رضي الله عنه انه بلغ عن انه بلغه عن ابي ذر قال كان الناس ورقا لا شوك فيه فهم اليوم شوك لا ورق فيه. الله هذا في ذاك الزمان ان صح يقول الناس وكانوا كان الناس ورقا لا شوك فيه فهم اليوم شوك لا ورق فيه ومع ذلك فالخير باق ولا يزال في الناس بقايا خير والانسان لا ييأس من وجود الافاضل والاخيار ورفقاء الخير لا يزال لهم وجودهم من آآ سأل الله عز وجل المعونة على لقيا هؤلاء غنم ولهذا اذكر وفاتني الان اسمه احد السلف من ادرك زمن الصحابة يقول قدمت المدينة فسألت الله ان يرزقني رفقاء اه خير او كلام هذا معنى قال فوفقت بابي هريرة وفقت بابي هريرة فالانسان يسأل الله ويرجوه سبحانه ان يوفقه لرفقاء الخير ويتحرى واذا ظفر بهم يا يحرص على لزوم الخلق والادب معهم والمعاملة اه الكريمة فصحبتهم غنيمة للمرأة اي غنيمة واما رفقاء الشر فانه يحرص على المباعدة منهم ايثارا للسلامة نعم قال انبأنا محمد بن ابي علي الخلادي قال حدثنا جنيف بن حكيم الدقاق قال حدثنا سليمان بن ابي شيخ قال كان القهزمي ينشد ينشد كثيرا ينشد ينشد كثيرا ذهب الحسن والجمال من الناس ومات الذين كانوا ملاحا. وبقي الاسمجون من كل صنف ان في الموت من اولئك راحة ومع ذلك نقول لا يزال الخير باق. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من امتي على الحق منصور الخير باقي. الخير باقي اهله لهم وجود والله لا يزال يغرس في الناس غرسا يقومون على دينه ونصح عباده والمرء لا يعدم اهل الخير ما حرص وسأل الله سبحانه وتعالى المعونة والتوفيق. نعم. قال ابو حاتم رحمه الله تعالى العاقل يعلم ان البشر على اخلاق متباينة وشيم مختلفة فكل واحد يحب اتباع مساعدته وترك مباعدته ومتى رام من فيه ضد ما وطن نفسه نفسه عليه نفسه عليه قناة واذا تبين له منه خلاف ما اضمر عليه قلبه ملة ومن الملالي يكون الاستثقال ومن الاستثقال يكون البغض ومن البغض تهيج العداوة والاشتغال بمن هذا نعته للعاقل يقول اه ابو حاتم البشر مجبولون على اخلاق متباينة البشر مجبولون على اخلاق متباينة الناس معادن واخلاق متفاوتة واذا كانوا كذلك يقول كل واحد يحب اتباع مساعدته وترك مباعدته فمتى رام من اخيه ضد ما وطن نفسه عليه قناة اي مقته وكرهه واذا تبين له منه خلاف ما اظمره عليه قلبه ملة ثم بعد ذلك قالوا ومن الملال يكون استثقال ومن استثقال يكون البغض الى اخره لكن آآ اه اذا عرف ان اه المرء ان الناس طبائع وليسوا على معدن واحد وطريقة واحدة فليعمل فيهم قول الله سبحانه وتعالى خذ العفو وامر بالعرف ومما ذكر في معنى الاية العفو ما سمحت به طباع الناس يعني لا تنتظر من الناس خلقا واحدا جميلا يعاملونك به. خاصة من من ليس لك بد من مصاحبتهم من اهل او ولد او جار او قريب او نحو ذلك ليسوا على معدن واحد واذا كنت تريد ان يكونوا جميعا على خلق واحد ومستوى واحد في الخلق العالي في التعامل معك لن تجد وستر نفسك في وقت سريع في بغض للناس ومعاداة واستثقال الى غير ذلك لكن اذا اخذت من آآ الناس العفو من كانت اخلاقه جميلة حمدتها آآ شكرته عليها ومن كانت دون ذلك دفعتها بالتي هي احسن واحتملت منه خلقه وكنت ايظا معونة له للارتقاء باخلاقه ليستفيد منك لان بعض الناس اذا جالس من ودون في الخلق ربما آآ استثقل ذلك فنزل الى خلق هؤلاء الدنيء بينما الاصل ان يكون الانسان مرتقيا باخلاقه لينهض بالاخرين وقد كان الله سبحانه ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم نعم قال ولقد احسن النباجي حيث يقول ارفض الناس فكل مشغلة قد بخل الناس بمثل الخردلة لا تسأل الناس وسل من انت له. لا تسأل الناس وسل من انت له وسل من انت له اي سل رب العالمين وليكن التجائك وسؤالك وطلبك من الله سبحانه وتعالى ولا تذل نفسك الناس ولو بمثل الخردلة نعم قال وانشدني ابن ابي علي قال عن شدن محمد بن ابي يعقوب لعبدي اذا قلت هذا صاحب قد رضيته وقرت به عيناي بدلت اخرا وذلك اني لا اصاحب صاحبا من الناس الا قانني وتغير على كل هو يعبر عما رأى لكن آآ لا يزال يعني في الناس من هم اهل خير ويحفظون للصاحب صحبته وللرفيق حقه وقد يبتلى الانسان بشيء من ذلك. قد يبتلى الانسان بشيء من ذلك او ببعض الرفقاء الذين هذا وصفهم وعلى كل انسان يوطد نفسه على آآ الاخلاق العالية والمعاملة الكريمة احتمال ايضا اه الاذى واذا كان التغير مما يمكن معالجته ايضا يعمل على معالجته نعم استبقاء للخير استبقاء للود والمحبة. قال اخبرنا عبد الله بن محمد بن بن سلم حدثنا احمد بن ابي الحواري قال حدثنا ابو مزهر عن سعيد بن عبد العزيز قال قال مكحول ان كان في مخالفة الناس خير فالعزلة اسلم. ان كان في مخالطة الناس خير فالعزلة اسلم يعني العزلة فيها السلامة لكن ايضا يبقى امر ثالث مخالطة اهل العلم والفظل والديانة ممن لا يجني المرء من مصاحبتهم الا العلم النافع والخلق الفاضل والزيادة في اه التدين والصلاح لا شك ان مثل هؤلاء آآ خير للانسان من العزلة وانفع نعم. قال انبأنا علي بن سعيد العسكري قال حدثنا شعيب بن يحيى. قال حدثنا احمد النسائي. قال حدثنا يحيى بن عبدالاعلى ان ما لك كابن دينار كان يقول من لم يأنس بحديث الله عن حديث المخلوقين فقد قل علمه وعمي قلبه وضيع عمره. نعم هذا كلام عظيم جدا مالك بن دينار يقول من لم يأنس بحديث له عن حديث المخلوقين حديث الله كلام الله سبحانه وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهذا الكتاب العظيم الذي هو هداية الخلق ونور القلوب وانسها وسعادتها في الدنيا والاخرة من لم يأنس بهذا الكتاب وانس بحديث المخلوقين معرضا عن كتاب الله فقد قل علمه وعمي قلبه وضيع عمره وضيع عمر وهذا كلام عظيم جدير التأمل نعم قال عن معنى القتان قال حدثنا احمد بن ابي الحواري قال حدثنا محمد بن روح قال سمعت ابراهيم البخاري يقول دخلت المسجد الحرام بعد المغرب فاذا جالس فجئت فجلست اليه فقال من هذا؟ فقلت ابراهيم ابراهيم قال ما جاء بك؟ قال ما جاء بك؟ قلت رأيتك فوحدك فجلست اليك؟ قال تحب ان تغتاب؟ او تتزين او ترائي؟ قلت لا. قال قم عني قال اه سمعت ابراهيم اه البخاري يقول دخلت المسجد الحرام بعد المغرب فاذا فضيل جالس فجئت فجلست اليه قال من هذا؟ فقلت ابراهيم قال ما جاء بك قلت رأيتك وحدك فجلست اليك قال تحب ان تغتاب او تتزين او ترائي؟ قلت لا. قال قم عني والمراد بقوله تغتاب او تتزين او ترائي ان بعض الناس يكون هذا غرظه من آآ المجالسة اما ان يجلس مثلا الى عالم او فاضل وهو يريد ان يغتاب عنده احدا او او يريد ان يتزين مثلا بذلك او يريد ان يدخل بضرب من دروب الرياء والمراءات والتظاهر بهذا العمل فقد يكون الفضيل لم يطمئن لهذه المجالسة وحذره عن بعض المقاصد التي قد تكون من بعض اه الناس واتم ذلك برغبته في البقاء جالسا وحده وبهذا الاثر ختم رحمه الله تعالى هذه الترجمة التي هي استحباب الاعتزال من الناس عاما لكن هؤلاء العلماء ومن وقفنا ايضا على هذه النقول فيما يتعلق بالعزلة ثمة نوع من الخلطة لم يوجد الا في زماننا هذا نوع من الخلطة لم يوجد الا في زماننا هذا ولم يكن له في الازمنة الماضية اي وجود وهذا النوع من الخلطة جنى جناية كبيرة جدا على عقول كثير من الناس خلخل اديانهم واوقعهم في الشبهات وحرك فيهم سيء الشهوات واوجد فيهم الافكار الرديئة والمذاهب المنحلة وجنا عليهم جنايات عظيمة جدا واذا كانوا يتحدثون عن هذه الخلطة التي ربما لا تكون اه متيسرة للانسان باستدامة فماذا يقال عن الخلطة التي الان وجدت في زماننا ولها جنايتها البالغة العظيمة اعني الخلطة التي هي مجالسة القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية الانترنت والله مصاب عظيم وبلاء جلل وخطب لا يعلم مدى شر الا رب العالمين وكم تغيرت من عقول وكم فسدت من افهام؟ وكم خربت من عقائد وكم خلخلت من اديان وكم افسدت من اخلاق وكم نشرت وزرعت من شرور وعداوات؟ وكم وكم امور لا يعلم بها الا الله سبحانه وتعالى والمصيبة ان هذه الخلطة تختلف عما سبق ربما بعض الخلطة فيما سبق يحتاج الانسان ان يفعلها مصارقة وخفية عن الناس يجالس بعض اهل الشر ويحرص ان لا يراها احد من الناس ويتخوف. لكن قضية القنوات والانترنت اصبح بعض الناس يغلق على نفسه الباب في غرفته يغلق الباب في غرفته ثم يخالط من هب ودب من السمج والهمل والضلال والمفسدين والمبتدعة وغير ذلك ويدخل في هذا الموقع وتلك القناة وهذا المسلسل وذاك الى اخره ويتنقل وربما بعض الناس فضولة وآآ يجره الى ورطات عظيمة دخل على الناس من هذا الباب مفاسد سواء فيما يتعلق بالشبهات اصبح بعضهم يدخل مواقع لظلال ومبتدعة ورؤوس في الشبهات واثارتها ولا علم عنده ويقول اريد ان اراه وماذا يقولون وانا اريد ان اطلع وبعضهم يقول ودي اوسع ثقافتي اعرف ماذا عند الناس وماذا يقولون الى اخره ثم يفاجأ مع مر الايام واذا قلبه ملوث بشبهات ثلج وهو الذي اذن لها بالولوج ولا تخرج اذا كان ابن مبارك رحمه الله دخل عليه مرة رجل من المبتدعة وقالوا اريد ان اقرأ عليك اية من كتاب الله قال اخرجوه عني قال اية من كتاب الله قال اخرجوه عني قيل له يا ابا عبدالرحمن انما اراد ان يقرأ اية قال ابن مبارك خشيت ان يطرح علي شبهة تجلجل في صدري حتى اموت تبقى في في قلب ما استطيع ان اخرجها ومر طاووس برجل من اهل البدع ومعه ابنه ابراهيم فقال لابنه يا ابراهيم ادخل اصبعيك في اذنيك فلما اقترب منه التفت على ابراهيم وقال اشدد اذا كان هذا رعايتهم فكيف الان بالابناء يجلس ويدخل في القنوات والمواقع من مواقع اهل الضلال واهل البدع ويسمع لهذا ويقرأ لذاك ويطالع هنا ويطالع هناك ثم تتراكم عليه شبهات لا حد لها هذا في باب الشبهات. واما باب الشهوات فهذا مصاب اخر يدخل بعض الشباب والشابات الى مواقع ليس فيها الا الفساد والفواحش والنساء المتعريات في رقص وفي مجون وممارسة للفواحش والرذيلة وينظر ينظر الى مثل هذه المناظر وعينه تسمع لما يقولون آآ اذنه تسمع لما يقولون وعينه ترى ما يفعلون والعين والاذن منفذ للقلب ومع استمرار هذا النظر يتلوث القلب ويمرض بشبهات وشهوات لا حد لها نسأل الله ان يحفظ اولادنا واولاد المسلمين وان يجنبهم الفتن ما ظهر منها ومن بطن انه تبارك وتعالى سميع الدعاء جل وعلا واهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل نختم مجلسنا هذا واحب ان انبه قبل ان اختم ان الدرس آآ اه غدا سيكون بعد الفجر الدرس غدا سيكون بعد الفجر وايضا الاسبوع القادم من السبت الى الاربعاء سيكون بعد الفجر في هذا المكان باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان اصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين