بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال ابو حاتم محمد بن حبان البستي رحمه الله تعالى في كتابه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء. وابو زكر استحباب للمرء مع الخاص قال انبانا احمد بن علي بن المثنى بالموصل قال حدثنا قطن بن نصير قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت عن رضي الله عنه قال اخى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بين سلمان وابي الدرداء واخى بين عوف بن مالك وبين ابن جثامة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد هذه الترجمة ذكر استحباب المؤاخاة للمرء مع الخاص المراد بالمؤاخاة التآخي في طاعة الله والعمل على تحقيق الاخوة الايمانية كما قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون اخوة وفي الحديث المسلم اخو المسلم وهذه الاخوة الايمانية هي اوثق رابطة واقوى صلة فليس في الصلات اوثق منها ولا في الروابط اوثق من هذه الرابطة العظيمة رابطة الايمان ومما يندب اليه التآخي في الله وعليه عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة استحباب المؤاخاة للمرء مع الخاص والمراد بالخاص اي من كان عاملا بطاعة الله مقبلا على عبادة الله سبحانه وتعالى فان مثل هذا يحرص على مؤاخاته كان يكون عرف بالعلم او عرف بالعبادة او عرف بالاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة فان من كان كذلك يحرص على مؤاخاته. وهو المراد بقول المصنف رحمه الله الخاص وسبق ان عقد ترجمة اعتزال العام فهذه مقابل لها مؤاخاة الخاص اي من كان من اهل الديانة واهل العلم واهل النبل والفضل فان امثال هؤلاء يعتنى بمؤاخاتهم ويحرص على مصاحبتهم فان لهم الاثر البالغ على العبد في ايمانه واستقامته وثباته على طاعة الله سبحانه وتعالى وصدر رحمه الله الترجمة بحديث انس رضي الله عنه وارضاه قال اخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سلمان وابي الدرداء واخى بين عوف بن مالك وبين الصعب بن جثامة وهذه المؤاخاة كانت في السنة الاولى من الهجرة وهي مؤاخاة اكرم الله المؤمنين بها فحصل فمن المؤاخاة في ذلك العام ما يعد مضربا مضرب مثل في هذا الباب وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اخى في العام الاول من الهجرة بين المهاجرين والانصار ومن المعلوم ان المهاجرين هاجروا من ديارهم مساكنهم اموالهم تجاراتهم تركوا ذلك كله وراء ظهورهم وجاؤوا الى المدينة فقراء لا يملكون شيئا فاجتمعوا في بيت اه انس ابن مالك واخى بينهم النبي صلى الله عليه وسلم وكان عددهم تسعين. من المهاجرين والانصار وفي ذلك المجلس اخى بينهم مثل ما ذكر طرفا من افراد هؤلاء الذين اخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم في هذا الحديث قال سلمان وابي الدرداء وعوف والصعب فاخى بين المهاجرين اي بين مهاجري وانصاره ومهاجري وانصاري وهكذا ومن بنود هذه المؤاخاة ان يرثه ان يرثه بما لا الى ان نزل قول الله سبحانه وتعالى واولو الارحام بعضهم اولى ببعض فنسخت ذلك والا فانها اخوة تشمل الميراث وضرب الانصار رضي الله عنهم وارضاهم في تحقيق هذه الاخوة اروع مثل حتى ان الله جل وعلا انزل في ذلك اية تنتلى في كتاب الله بذكر هذه المنقبة العظيمة والخلة المباركة الانصار رضي الله عنهم حيث قال الله جل وعلا والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم وكان من روائع هذه المؤاخاة ان الانصاري يعرض على المهاجر ان يناصفه في اهله وماله في اهله وماله اي يقسم ماله بينه وبينه بالنصف واهله ان كان عنده مثلا زوجتين يطلق واحدة على ان يأخذها المهاجرين. في مثل من اروع ما يكون في تحقيق هذه الاخوة وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بينهم. هذا هذه منة وفضل من الله سبحانه وتعالى امتن به على هؤلاء بهذا الايمان الذي اوجد هذه الرابطة والايمان حقا يوجد هذه الرابطة بلا ريب. فاذا ضعفت الرابطة فهذا من ضعف الايمان الايمان يوجد هذه الرابطة بلا ريب الاخوة الايمانية فاذا ضعفت هذه الرابطة بين اهله فهذا عائد الى ضعف ايمانهم لان الايمان اذا تحقق وصح من اهله وجدت هذه الرابطة منا على اله وفضلا من الله سبحانه وتعالى فهذه المؤاخاة كانت في العام الاول من الهجرة وفي ذلك يقول ابن ابي العز رحمه الله في منظومته الجميلة المئية في سيرتي وهدي وخير البرية عليه الصلاة والسلام قال وفيه اخى اشرف الاخيار بين المهاجرين والانصار وهو يعرف ايضا بعام المؤاخاة لان هذا تم فيه العام الاول من الهجرة نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى الواجب على العاقل الا يغفل عن مؤاخاة الاخوان واعدادهم اياهم للنواء واعداده اياهم النوائب والحدثان لان من تعزى عن موضع صلوته باخيه عند الهموم والغموم كان عقله الى التقديح اقرب ومن انقص يقول الواجب على العاقل الا يغفل عن مؤاخاة الاخوان اي هذا امر لا ينبغي ان يغفل عنه بل ينبغي ان يهتم به المرء لما يعود عليه من هذه المؤاخاة للاخوان من المنافع العظيمة والاثار المباركة والعوائد الحميدة واعدادهم اياه اياهم للنوائب والحدثان. الحدثان المراد به ما ينوب الانسان مما يكون في الليل والنهار وتعاقب الليل والنهار اه هؤلاء الاخوان لهم اثرهم على اخيهم في الشدائد في النوازل في اه ما يعرظ له من مصائب من تسلية من معونة من تسديد من رأي الى غير ذلك ولهذا يقول لان من تعزى عن موضع سلوته باخيه عند الهموم والغموم كان عقله الى التقديح اقرب ومعنى التقديح اي الظمور الى التقديح اقرب ومن النماء انقص فيكون هذا يعتبر من ضعف العقل وظموره ونقصه اذا لم يكن الشخص بهذه المثابة يتخذ اه اخوة وآآ رفقة احبة في الله ومن فوائد هذه الصحبة ان الانسان في تصبره في المصاب وما يلقاه مثلا من بعض الشدائد او نحو ذلك يجد في اخوانه السلوان والمعونة والوقوف معه في محنته وما الى ذلك وهذه فائدة هذي فائدة من الفوائد والا فان الفوائد اعظم من ذلك واكثر نعم قال ولقد انبأنا محمد بن المنذر قال حدثنا الفضل بن عبد الصمد الاصبهاني قال حدثنا يزيد بن خالد الرملي قال حدثنا سهيل ابو عمرو قال قال محمد بن واسع لم يبق من العيش الا ثلاث. الصلاة في الجماعة ترزق فضلها. وتكفى سهوها وكفاف من معاشر ليس لاحد فيه ليس لاحد من الناس عليك فيه منة ولا لله عليك فيه طبعة واخو محسن العشرة اذا زغت قومك وهذا الاثر الجميل جدا عن محمد ابن واسع فيه فقه عظيم وفهم ووعي يقول لم يبق من العيش الا ثلاث لم يبق من العيش الا ثلاث هذا من فقهه رحمه الله تعالى وحسن نظره والا الفهوم فيما يتعلق بهذا الباب متباينة بحسب ما فالقلوب من الايمان قوة وظعفا او عدم ايمان فيقول لم يبق من العيش الا ثلاث الصلاة في الجماعة انظر وهو يتحدث عن العيش والهناءة واللذة والطعم الجميل في هذه الحياة يقول لم يبق الا الصلاة في الجماعة ترزق فضلها وتكفى سهوى وهذا كلام متين يدل على المكانة العظيمة للصلاة متممة مكملة مؤداة في جماعة المسلمين ما لها عندهم من طعم ولذة وراحة للقلوب وهناءة للنفوس يقول لم يبقى من العيش الا ثلاث وصدر هذه الثلاث بالصلاة في الجماعة الصلاة في الجماعة ترزق فضلها اذا حافظت عليها فالجماعة فزت بالثواب العظيم الذي اعده الله سبحانه وتعالى لمن يحافظ عليها في جماعة المسلمين وتكفى سهوها اي تكفى السهو من الصلاة ولعله يشير بذلك الى ان صلاة الانسان في الجماعة صلاة الانسان في الجماعة ولا سيما اذا كان يبكر الى الجماعة يحرص على المجيء مع الاذان ويأخذ مكانه في الصف فان مثل ذلك ابعد ما يكون عن السهو في الصلاة شتان بين صلاة رجل هذه صفة صلاته وهذه عنايته بصلاته ورجل في غمرة انشغاله باعماله يقف في مكانه ويؤدي هذه الصلاة في زحمة عمله بدون اطمئنان ودون قصد لبيوت الله تبارك وتعالى لادائها فيها فكم يحصل في هذه الصلاة من خلل وسهو غير ذلك. بخلاف هذا الذي يكرمه الله بادائها في بيوت الله سبحانه وتعالى الامر اه اه الثاني قال وكفاف من معاش وكفاف من معاشه اي ان يحصل منه ويكون عنده من المال من الرزق ما يحصل به الكفال يحصل به كفايته يحصل به غنيته وقضاء حوائجه ومصالحه من مطعم مسكن مشرب الى غير ذلك من الضروريات وكذلك الحاجيات فيقول وكفاف وكفاف مما عاش ليست لاحد من الناس عليك فيه منة ليس لاحد من الناس عليك فيه منا اي تكون حصلته كد وتعب وعمل فضلا من الله ومنة عليك ولا يكون لاحدا عليه عليك في منة كأن يكون اعطاك اياه احد فيكون له منة عليك بهذا المال قال ليس لاحد من الناس عليك فيه منة ولا لله عليك فيه تبعة. وهذي ايضا مهمة فيما يتعلق بالمال وليس لله عليك فيه تبعه اي ان يكون اه من حلال وان يكون ايضا صرفه في ما احل الله سبحانه وتعالى وان يؤدي حقه اي زكاة المال التي افترضها الله عليه فلا يكون عليه تبعة اي لا يتحمل التبعة هذا المال لانه اخذه من حله وصرفه في حلة وادى حق الله سبحانه وتعالى فيه والامر الثالث وهو موضع الشاهد لهذه الترجمة من هذا الاثر قال واخ محسن العشرة اذا زرت قومك. وهذا غنيمة اذا وفق المرء بمثله اخ محسن العشرة اي يحسن معاشرتك بالكرم والمعاملة الطيبة والاخلاق الفاضلة ومن فوائد صحبة مثل هذا اذا زغت او قومك اذا زرت اي ملت وانحرفت عن الجادة ووقع منك اخلال او نحو ذلك فقومك وناصحك وحذرك ولهذا صديقك كما سيأتي ليس من يتبع هواك. لان بعظ الاصدقاء يتبع هوى صاحبه ينظر ماذا يهوى وهو معه ويعينه على اهوائه وشهواته هذا لا خير فيه ولكن صديقك هو الذي يناصحك ويحذرك من هوى نفسك ويأخذك الى الجادة وصراط الله المستقيم نعم قال اما انا عبد الرحمن بن عبدالمؤمن بالجرجان قال حدثنا محمد بن عبدالله العصار قال انبأنا عبد الرزاق ان ابن المقفع قال ثلاث من اللذات محادثة الاخوان واكل القديد وحك الجرب وهذا اثر آآ رواه عن ابن المقفع قال ثلاث من اللذات ثلاث من اللذات وذكر امورا ثلاثة الاولى محادثة الاخوان محادثة الاخوان ومحادثة الاخوان فيها لذة محادثة الاخوان ومجالستهم فيها لذة وفيها انس وهي من المتع التي في هذه الحياة الدنيا ولا سيما اذا كانت اخوتهم قائمة على الطاعة الايمان والبر والتقوى لا شك ان محادثتهم ومجالستهم غنيمة وفي الوقت نفسه انس وراحة ولذة هذا الامر الاول والامر الثاني قال اكل القديد. والقديد هو اللحم الذي يجعل على شرائح ويجفف ويملح فقال واكل القديد وحكوا الجرب والجرب يترتب على وجوده في بدن الانسان ايلام له. وايذاء له فاذا حكه احس بشيء من الراحة احس بشيء من الراحة لكن عندما يتكلم يعني هنا عن اه اللذات يعني في بعض ذلك ذكر امورا هي من اقل ما يذكر في هذا الباب من اقل ما يذكر في في هذا الباب اه العافية من مثل هذه اه الامور العافية من هذه مثل هذه الامور والسلامة منها آآ العافية منها والسلامة مطلب للمسلم وهو يسأل الله سبحانه وتعالى اه المعافاة فذكر ذلك في اه اللذات المسلم يسأل الله العافية من اه من اه مثل ذلك ولا شك ان من كان مصابا بشيء من ذلك اه اذا حكه شعر بشيء من اه الراحة نعم قال اما انا محمد بن ابي علي قال حدثنا محمد بن هرين الشيباني قال انشدنا محمد بن عبادة الظبي وما المرء الا باخوانه كما اقبض الكف بالمعصم ولا خير في الكف مقطوعة ولا خير في السائل الاجزم اجزم. في هذين البيتين يوضح ناظم مكانة الاخوة ويظرب عليها هذا المثل اه الجميل بعد ان بين ان المرء باخوانه. لان اخوانه الصادقين في الاخوة هم من يسددونه من يعينونه من يسدونه من ازرق من يناصحونه فما المرء الا باخوانه كما تقبض الكف بالمعصم كما تقبض الكف من معصم هذه الكف وهذا المعصم كما تقبض الكف بالمعصم يعني انها اخوة وثيقة ورابطة عظيمة كما تقبض الكف المعصم ثم يقول ولا خير في الكف مقطوعة لا خير في الكهف مقطوعة مفصولة عن اليد ولا خير في الساعد الاجدم اي المقطوعة منه اليد ولا خير في الساعد الاجمم اي المقطوعة منه اليد فهذا فيه تصوير لمكانة الاخوة الايمانية وما لها من الاثر العظيم على الاخوان. نعم. قال ابو حاتم رحمه الله تعالى الواجب على العاقل الا يعد في الادواء اخاء من لم يواصه في الضراء ولم يشاركوا في السراء رب اخي اخاء خير من اخي ولادة ومن اتمه فاضل اخوة تفقد الرجل امور يود نعم. والود والود الصحيح هو الذي لا يميل الى النفع. الى نفع ولا يفسده منع. والمودة امن. كما ان البغداء خوف. نعم قال رحمه الله الواجب على العاقل آآ ان لا يعد في الادواء اخاء من لا يواسيه في الضراء ولم يشاركه في السراء ورب اخي ورب اخي خائن خير من اخي ولادة مثل ما قيل رب اخ لك لم تلده امك رب اخ لك لم تلده امك اي اخوته لك الايمانية اوثق من اخوة اخيك من نسبك وترى منه من معاني الايثار والمحبة والوفاء ما لا تجده او بعضهم من اخيك من الولادة ولهذا قيل رب اخ لك لم تلده امك اي لجمال اخوته ووفائه وحسن عنايته بهذه اه الاخوة وقوله ومن تمام ومن اتم حفاظ الاخوة تفقد الرجل امور من يوده هذا من الامور التي تتم به بها الاخوة ان الانسان يتفقد امر اخيه ما حاله مصحة من فقر من كذا لتفقده حتى يعمل على تحقيق ما تقتضيه هذه الاخوة من معونة لاخيه قال والود الصحيح هو الذي لا يميل الى نافع الود الصحيح هو الذي لا يميل الى نفعه يعني ليست العلاقة التي هي الاخوة الايمانية علاقة نفعية ترتبط بمنافع دنيوية او مصالح يؤخيه بمصلحة ان حصلت ان حصلت والا ترك تلك الاخوة ولهذا بعض الناس عندما يبتلى بمثلا بمنصب مثل رئاسة او ادارة او يكثر اه اخوانه ويكثر من يشير له بالاخوة والمحبة والى اخره واذا انتهى من الرئاسة لم يجد منهم احد الا من قل تكون هذه الاخوة واظهارها مرتبط بذاك العمل والهدف منه تلك المصلحة ولهذا يقول الود الصحيح هو الذي يميل اه هو الذي لا يميل الى نافع يعني لا يقصد صاحبه بمؤاخاة هذا منفعة دنيوية يطمع فيها من وراءه وانما حب لله واخوة في الله وتعاون على طاعة الله ولا يفسده منع ولا يفسده منع يعني لو احتاج من اخيه شيء واعتذر اعتذر لحاجته لذلك الشيء او لظرف معين يلتمس له المعاذير ولا يفسد المنع تلك الاخوة لا يقول انني اه انا اخيته وصاحبته وفعلت وفعلت ولما احتجت في الامر الفلاني منعني اذا اذا اقاطعه لا لا يفسده منه بل التمس لاخي المعاذير ولا يفسد منعه هذه الاخوة والمودة امن كما ان البغضاء خوف المودة امن اي تحدث بين المتحابين امن وارتياح ولاحظ هذا الارتباط بين الاخوة والايمانية بين الاخوة الايمانية والامن لان الايمان يحقق الامن ومنه الاخوة الايمان يحقق الامن يحقق الامن الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون نعم قال والعاقل لا يؤاخي الا من خالفه على على الهوى واعانه على الرأي ووافق سره علانيته. لان خير الاخوان لم يناقش كما ان خير الثناء ما كان على افواه الاخيار. والمستوخم لا يؤلف كما ان غير الثقة لا يود فمتى ما اخى المرء من لم يصافه بالوفاء يجب الاظهار عليه بمن يجب يجب الاستظهار استظهار عليه بمن يسليه عنه. يصليه من يصليه عنه لان التودد ممن لا يود يؤد ملكا ولا يفوت الانسان في الاخوة احد رجلين اما قريب قصر في حقوقه فاغتاله بمكر. واما جاهل لم يصافحه فيؤذيه بسوء معاشرته. وصيانة الاخوة ليست الا في الاستغناء عن الاخوان يقول رحمه الله العاقل لا يؤاخي الا من خالفه على الهوى واعانه على الرأي وهذا كلام جميل جدا لا يؤخي الا من اعانه اه الا من خالفه على الهوى واعانه على الرأي هذا اخوته الصادقة اما الذي اه يعين على الهوى هذا مظرة للانسان ورفقاء السوء هذا شأنهم يعلنون الانسان على الهوى ويصدونه عن الهدى ويصدونه عن الهدى ففي الاهواء يشدون من ازره ويعينونه ويشجعونه واذا مال الى او الى التدين اخذوا يثنونه عن ذلك وهؤلاء الشر عظيم على من يصاحبهم فليس الاخ آآ ما من يكون كذلك وان لا يؤاخي الا من خالفه على الهوى من خالفه على الهوى اذا مال الى اهواء نفسه وحظوظها المحرمة نهاه وحذره وقال له اتق الله فهذا اخ صادق اعانه آآ خالفه على الهوى واعانه على الرأي اذا كانت امور صحيحة يعينه عليها ووافق سره على نيته وافق سره علانيته قال لان خير الاخوان من لم يناقش لان خير الاخوان من لم يناقش يعني ليست الاخوة جدل وخصومات ولجج ليس كما قال لان خير الاخوان من لم يناقش الاخوة الايمانية مبنية على الصفاء والوفاء والمعونة على الخير والدلالة الى الخير كما ان خير الثناء ما كان على افواه الاخيار كما ان خير الثناء ما كان على افواه الاخيار لان ثناء هؤلاء يكون آآ ناسعا دراية وعن بصيرة اما ثناء الاشرار فهذا مما لا يحمد بل يخشى منه اذا كان الانسان يثني عليه الاشرار ويمدحونه هذا يخشى عليه والثناء المعتبر المحمود هو ثناء الاخيار والاشرار انما يثنون على الشخص في مطمع معين يودونه او يرجونه من وراءه او لموافقتهم في اشياء او اغضائه عنهم او نحو ذلك فثناء الاشرار ليس مما يفرح به والمستوخم لا يؤلف المستوقم هو الانسان الثقيل الذي لا يؤمن مضرته على آآ صاحبه من الوهم الوهم الذي هو متلوث به فمن كان كذلك لا يؤلف لا يؤلف لانه يخشى على من يصاحبه ان يصيبه ما اصاب هذا المستوخم من الوخم كما ان غير الثقة لا يود غير الثقة لا لا لا يود لان غير الثقة غير مأمونة الجانب فمتى ما اخى المرء من لم يصافه بالوفاء يعني اذا ابتلي بمن هذه صفته يجب الاستظهار عليه بمن يصليه عنه يقصد انه اذا ابتلي الانسان برفقة اذا ابتلي برفقة ممن لا خير فيهم وليس فيهم صفاء ولا وفاء يريد ان يتخلص منهم الطريقة المثلى هي التي اشار اليها الاستظهار عليه بمن يصليه عنه يعني يتخذ رفيقا صالحا ويؤاخيه ويصليه عن ذلك الرفيق لان الانسان بحاجة الى اخ له فاذا كان اخى شخصا ولم يرى منه الصفا بل رأى منه الشر فليتخذ صديقا اخر ورفيقا اخر يسليه عنه يسنيه عنه ويكون معونة له على الخير قال لان التودد ممن لا يود يعد ملقا يعد ملكا والملق هو ان يظهر الانسان بلسانه ودا محبة ونحو ذلك والقلب ينطوي على خلافه قال ولا يفوت الانسان في الاخوة احد رجلين اما قريب قصر في حقوقه فاغتاله بمكر واما جاهل لم يصافه فيؤذيه بسوء معاشرته وهذا يذكره رحمه الله تعالى على وجه اه التنبيه لانها قد يبتلى بهذا او ذاك وصيانة الاخوة ليست الا في الاستغناء عن الاخوان وآآ لعل المراد والله اعلم الاستغناء عن الاخوان اي عما في ايديهم الاستغناء عما في ايديهم مثل ما جاء في الحديث ازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس وسيأتي اشارة الى هذا المعنى ان الذي يثقل على اخوانه يمللهم ويضجرهم وربما نفروا منه بينما الذي يزهد فيما في ايدي الاخوان هذا مما يحقق الاخوة ويمتنها وصيانة الاخوة ليست الا في الاستغناء عن الاخوان ليس المراد الاستغناء عن الاخوان انفسهم لان هو هذه صيانة للاخوة نفسها اه المراد صيانة الاخون بالزهد فيما في ايدي الاخوان وازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس قال ولقد احسن العباس بن عبيد بن يعيش حيث يقول كم من اخ لك لم يلده ابوك واخ ابوه ابوك قد يجفوك صافي الكرام اذا اردت صافي الكرام اذا اردت اخاءهم. واعلم بان اخا الحفاظ اخوك كم اخوة لك يلدك ابوهم وكانما اباؤهم ولدوك. لو كنت تحملهم لو كنت تحملهم الا مكروهة تخشى توفى بما لها خذلوك واقارب لو ابصروك لو كنت تحملهم لو كنت تحملهم على مكروهة تخشى الهتوف بها لاخذ لؤلؤ لخذلوك بها لما لما خذلوك واقارب لو ابصروك معلقا بنياط قلبك ثم ما نصروك تم ما نصروك الناس مستغنيت كنت اخلهم. واذا افتقرت اليهم فظهوك هذه الابيات فيها ذكر معاني جميلة في الاخوة ومكانتها وان الاخوة آآ الايمانية اخوة الصفاء والوفاء المحبة قد ترتقي الى ان تكون ابلغ من الاخوة في النسب ولهذا يقول كم من اخ لك لم يلده ابوك لم يلده ابوك لكن بينك وبين اخوة عظيمة جدا وصلة متينة كم من اخ لك لم يلده ابوك واخ ابوه ابوك قد يجفوك وقد يكون اخ لك من النسب ويجفون يعني يعاملك بالجفاء ويسيء اليك ويعاديك ويكون منه الشنآن والبغض الى غير ذلك صافي الكرام اذا اردت ايخاءهم لان الاخوة لابد فيها من هذا الصفاء الصدق الوفاء والله سبحانه وتعالى اذا علم منك صدقك مع اخوانك في صفاء القلب ونقاءه وحسن الاخوة معهم من عليك آآ آآ من عليك باخوة يبادلونك هذا الصدق يبادلون الوفاء بالوفاء والاخاء بالاخاء صافي الكرام اذا اردت ايخاءهم واعلم بان اخا الحفاظ اخوك لا بد ان ان يعمل على حفظ هذه الاخوة وصيانتها ورعايتها كم من اخوة لك كم من اخوة لك لم يلدك ابوهما وهم اخوة لك وابوه لم يلد لكن الاخوة التي بينكم اخوة دينية وكانما اباؤهم ولدوك لو كنت تحملهم يعني من قوة هذه الاخوة التي بينك وبينهم لو كنت تحملهم على مكروهة تخشى الحتوف اي عليك وعليهم بها لما خذلوك اي لوقفوا معك جنبا الى جنب وفي الوقت نفسه ربما بعض اقاربك يخذلونك عن مثل هذا قال واقارب لو ابصروك معلقا بنياط قلبك ثم ما نصروك فاخو الصفاء والوفاء يقف معك وربما اخوانك او بعض اقارب اقاربك اه يتخلون عنك ولا يقفون معك الناس ما استغنيت كنت اخا لهم وهذا يشير الى المعنى الذي مر معنا الناس ما استغنيت اي استغنيت عما في ايديهم وعرفوا ان مؤاخاتك لهم ليست من ورائها مطامع دنيوية او حظوظ اه دنيوية حسوا منك بصدق المؤاخاة الناس ما استغنيت كنت اخا لهم. واذا افتقرت اليهم اليهم اليهم فظحوك. نعم قال اخبرنا القبطان بالرقة قال حدثنا احمد بن اسماعيل السهمي قال حدثنا عبدالرزاق المعمر قال دخلت على قتادة وانا ظمان وفي الحجرة حب ما فقلت اشرب من مائكم هذا؟ قال انت لنا صديق. قال احمد؟ قال عبد الرزاق يتأول القرآن او صديقكم يقول لا يستأذن هذا الاثر يرويه عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله عن شيخ معمر قال دخلت على قتادة وانا ظمآن. ظمآن اي عطشان وفي الحجرة حب ماء. اي زير الزير معروف يصنع منه الفخار والماء اذا جعل فيه يكون باردا فيقول آآ في الحجرة حب ما فقلت اشرب من مائكم هذا يستأذن قال انت لنا صديق قال انت لنا صديق قال احمد قال عبد الرزاق يتأول القرآن او صديقكم او صديقكم يقول لا يستأذن يعني انت صديق لنا اشرب مثل ما يقال المحل محلك تشرب فقال انت لنا صديق اي لا يحتاج ان تستأذن. نعم قال انباءنا محمد بن سعيد القزاز قال حدثنا علان بن المغيرة المصري قال حدثنا عمر الناقد قال حدثنا ابن عيينة عن ايوب السخطيان انه قال يزيدني حرصا على الحج لقاء اخوان لي لا القاهم بغير الموسم. انظر هذه المكانة الاخوة في النفوس والتلاقي بالاخوان واحيانا يكون للانسان اخوة لم يراهم بعينه لم يرهم بعينه لكن له معهم اخوة صادقة وهو لم يراهم ولم يلقاهم والحج يعتبرونه فرصة ثمينة لرقي الاخوان والالتقاء بهم قال ايوب يزيدني حرصا على الحج لقاء اخوان لي لا القاهم بغير الموسم. وهذي من ثمار الحج واثاره المباركة كما قال اه كما قال الله سبحانه وتعالى ليشهدوا منافع لهم ليشهدوا منافع لهم مؤذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم من منافع الحج هذا هذه المنفعة ومنافع الحج كثيرة وعديدة ومتنوعة يقول الذهبي رحمه الله في سير اعلام النبلا لقد كان خلق من طلبة الحديث لقد كان خلق من طلبة الحديث يتكلفون الحج يتكلفون الحج وما المحرك لهم سوى لقي سفيان بن عيينة لامامته وعلو اسناده لامامته وعلو اسناده اذكر مرة باعوام مضت رأيت اه رجلا في المدينة متجها الى الحج عليه احرامه رأيته في الميقات ويظهر على وجهه فرح يظهر على وجهه فرح عظيم ثم اخذ يعبر لي عن فرحه وسبب الفرح يقول لي الحمد لله اظن ان الجمهوريات الاسلامية ان لم اكن نسيت اظن من جمهوريات الاسلامية يقول الحمد لله الذي جئت للحج الحمد لله الذي جاء بي للحج سارى ابن باز الله اكبر سارة ابن باز وفرح جدا يعني بهذا المجيء فهذا جعله يعني من الاهداف العظيمة التي قامت في قلبه وفرح فرحا عظيما بهذا المجيء نعم قال ابو هاتم رحمه الله تعالى الواجب على العاقل ان يعلم ان الغرب من المعاة ليس الاجتماع والمؤاكلة والمشاربة لان البغال والحمير تجتمع على المؤاكلة والمشاربة والسراق يداخلون الرجال على التقارف ولا يزدادون بذلك مودة ولكن من اسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها مشي القصد وقفض الصوت وقلة الاعجاب ولزوم التواضع وترك الخلاف. نعم. ولا يجب نعم يقول آآ رحمه الله الواجب على العاقل ان يعلم ان الغرض من المؤاخاة ليس الاجتماع على آآ ليس الاجتماع والمؤاكلة والمشاربة. يعني ليس ليس المؤاخاة مجرد الجلوس والمزاح والاكل والشرب وان كان هذا هو مقصد كثير من الناس فيها تآخي يسلي بعضهم بعضا واكل وشرب ويتفرقون يقول البغال والحمير تجتمع على المؤاكلة والمشاربة تجتمع اكل وشرب ولحم لكن الانسان ينبغي ان يكون مؤاخاته ومجالسة للاخوان معنى اخر ليس مجرد اكل وشرب ولعب لان بعض الناس هذا هذا هدفه بلقائه باخوانه يأكل ويشرب ويلعب وانتهت انتهى المجلس لا الاخوة اشرف من ذلك ويتميز بها المؤمن قال لان البغال والحمير تجتمع على المؤاكلة والمشاربة قال والسراق يداخلون الرجال على التقارف يداخلون الرجال على التقارف التقارف اي للاثم الباطل والعدوان ولا يزدادون بذلك مودة اي لسوء مقصدهم وفساد قويتهم ولكن من اسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها مشي القصد القصد هو التوسط كما قال الله تعالى واقصد في في مشيك والمشي القصد هو ليس بالسريع المندفع ولا البطيء المتماوت وانما وسط بين ذلك مشي القصر وخفض الصوت واغضب من صوتك خفض الصوت وقلة الاعجاب يعني يجتهد على فرض العجب. لان العجب لا يزال يتسلل الانسان بين وقت واخر كل ما رأى شيئا جميلا او موقفا حصل له او نحو ذلك يبدأ العجب يتسرب الى قلبه فيحتاج الانسان الى معالجة لذلك وابعادا له ولزوم التواضع قد مر معنا باب خاص بذلك وترك الخلاف يعني يبتعد عن مثل ما عبر سابقا المناقشة والمماراة الجدال ونحو ذلك وان كان لزم الامر في مقام ما بدون جدال وبدون مماراة وانما يذكر الفائدة بهدوء ورفق باسلوب لين تصل الفائدة ويتحقق المقصود ويبتعد عن المراعاة ويبتعد عن المرآة لان بعظ الناس يريد ان يوصل الفائدة لاخيه لكن يقلب المجلس مع اخيه الى جدلا مضر به وباخيه ويقوم من ذلك المجلس وقد اصابهم الشنآن والعداوة وكل اصبح في نفسه على اخيه شيء هذا مما لا خير فيه لكن اذا كان ثمة فائدة او نصيحة يوصلها لاخيه برفق واذا اراد ان ينظر انسان ما الرزق في هذا الباب وهذي فائدة مهمة اذا اراد ان ينظر ما الرزق ليتصور نفسه هو المخطئ يتصور نفسه انه هو المخطئ وان اه وانه سيعالج في خطأه ما الذي يحب لنفسه فما احبه لنفسه فليعامل به غيره وما لا يحبه لنفسه ليتجنب معاملة الاخرين به والمؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه ويأتي لاخوانه الشيء الذي يحب ان يؤتى اليه نعم قال ولا يجب للمرء ان يكثر على اخوانه المؤونات فيبرمهم لان المرجئ اذا كثر ما الصوم. لان لان المرضع لانه لان المرضع نعم لان التغيير هذا ترى مشكلة نعم جزاكم الله خير لان المرضع اذا كثر مصه ربما ضجرت امه فتلقيه فتلقيه فتلقيه ولا ينبغي نعم يقول لا يجب مر ان يكثر على اخوانه المؤونات المؤونات يعني احيانا يحس بعض بعض الناس من اخوانه انهم يساعدونه وحاجته يقضونه الى اخر فيكثر عليهم المؤونات يبدأ يطلب اعطني كذا احضر لي كذا اذهب وافعل لي كذا الى اخره. يكثر المعونات اذا اكثر المؤونات ما الذي يحصل قال يبرمها ان يملون منه يضجرون يتضايقون ربما ايضا ينفرون فيقول لا يكثر عليهم المؤونات فيبرمهم اي يحدث لهم ملل وضجر منه ثم ضرب وسبحان الله مثل طريف ضرب مثلا طريف يوضح هذا الامر يقول لان المرظع يعني الطفل الرضيع اذا كثر مصه اي من ثدي امه اذا كثر مصه اي من ثدي امه ربما ضجرت امه فتلقيه مع حبها له مع حبها له وحرصه على رضاعته لكن اذا اكثر من المص من ثديها ضجرت منه والقته القته في الارض يعني تركته في الارض اذا اكثر من ذلك وهذا مثل حقيقة جميل جدا جميل وانتزاعه هنا في هذا الموقع في هذا الموقع مثالا من اجمل ما يكون قال ولا ينبغي لمن قدر ان يمنع اخاه شيئا يحتاج اليه. ليجبر به مصيبته او يفرج به كربته والعاقل لا يؤاخي لئيم لان اللئيم كالحية الصماء صماء لا يوجد عندها الا لطف والصم ولا يصل اللئيم لا يؤاخي الا ان رغبة او رهبة والكريم يود الكريم على لقية واحدة ولو لم يلتقيا بعدها ابدا يقول يقول لا ينبغي لمن قدر ان يمنع اخا اخاه شيئا يحتاج اليه من قدر يعني عنده قدرة مثلا مالية او مقدرة على مساعدة اخيه او مقدرة حتى بدنية يساعده مثلا في حمل متاع له او رفعه او نحو ذلك فلا ينبغي لمن قدر ان يمنع اخاه شيئا يحتاج اليه ليجبر بهم مصيبته او يفرج به كربته وليحب لاخوانه ما يحبه لنفسه والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه والعاقل لا يؤاخي لئيما لا يؤاخي لئيما. لماذا قال لان اللئيم كالحية الصماء اللئيم كالحية الصماء والحية الصماء هي الداهية العظيمة الداهية اه العظيمة وهي التي اذا كانت بسفح الجبل ما يقربه احد من دهائها وخطورتها قال آآ كالحية الصماء لا يوجد عندها الا اللدغ والسم لا يوجد عندها اللدغ والسم. اذا المكان الذي هي فيه هل يقربها الانسان ابدا فاللئيم كذلك ما عنده الا الاذى وجحد الجميل وتنكره الاحسان ثم يقول رحمه الله الكريم يود الكريم على نقية واحدة الكريم يود الكريم على لقية واحدة. لقية واحدة التقاء واحد ولهذا بعض الناس تجده يقول والله انني احببت فلان ما رأيته الا مرة في حياتي بل ابلغ من ذلك احيانا تكون اخوة بدون لقي مما يسمع يعني عنه ويذكر له عنه فيقع في قلبه حب له ولم يره فالكريم يود الكريم على لقية واحدة ولو لم يلتقيا بعدها ابدا اي ولو لم يحصل بعد ذلك لقاء ابدا تبقى هذه الاخوة وان تباعدت الديار لا تتباعد آآ القلوب. نعم قال حدثنا البجيري عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال حدثنا سعيد بن كثير بن عفير قال حدثنا الفضل بن المختار انا ابي همزة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان من افضل الحسنات تكرمة الجلساء. نعم آآ تكرمة الجلساء باكرامهم والتلطف معهم وملاقاتهم الكلام الجميل واللقاء الطيب والاحسان اليهم فهذا من اه من افضل الحسنات نعم. قال ولقد اخبرنا محمد بن المنذر قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن يونس. وهذا ايضا فيه تنبيه من ابن عباس ان هذا باب من ابواب التقرب الى الله عز وجل بما يطمع الانسان فيه بالمثوبة والاجر يكرمهم لا لشيء يرجوه منهم لا لشيء يرجوه منهم وانما لشيء يرجوه من الله مثوبة واجرا. نعم. الا ولقد اخبرنا محمد بن المنذر قال حدثنا قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن يونس. قال حدثنا اسماعيل محمود عن ابن المبارك عن سفيان عن يونس بن عبيد انه اصيب بمصيبة فقيل له ابن عوف لم يأتك. فقال انا اذا وثقنا بمودة اخينا لم يضره الا يأتينا يعني انظر الان الى يعني جمال التلمس لمعاذير بعض الناس في مثل هذا الموقف اه يستاء من اخيه وربما ايضا قاطعه يقول انا في المصاب الفلاني ويعلم عني ولم ولم يأتني ولم يأتني مع انه قد قد يكون مثلا لم يعلم قد يكون ايضا يمر بمصاب اخر قد قد فيه احتمالات فالتماس المعاذير للاخوان ابقى للصفاء ابقى للصفاء وانظر ابن عوف في مقولة هذه اه قيل له انعم اه يونس بن عبيد في في مقولته عندما قيل ابن عوف لم يأتك قال اذا وثقنا بمودة اخينا لم يظرنا لم يظره لم يظره الا يأتينا لم يظره الا يأتينا ما دام اننا نعرف منه صدق الاخوة لا لا يظره ولا سيما اذا كان للانسان ظرفه في في بعدم الاتيان احيانا يكون لا يعلم ولم يبلغه او يكون عنده ظرف معين لا يتمكن اه التماس المعاذير من الامور التي فتبقي آآ الاخوة نعم. قال ابو هاتم رحمه الله تعالى العاقل يتفقد ترك الجفاء مع الاخوان. ويراعي ما هو هائم منه ولا يجب ان يستضعف الجفوة اليسيرة لان من استصغر الصغير يوشك ان ان يجمع اليه صغيرا فاذا الصغير كبير بل يبلغ مجهوده في مهوها لانه لا خير في الصدق الا مع مع الوفاء كما لا خير في الفقه الا مع الورع وان من في الخرق التماس المرء الاخوان بغير وفاء. وطلب العدل بالرياء ولا شيء اضياء من مودة تمنه من لا وفاء له تصطنع عند من لا يشكرها يقول اه آآ فيما يتعلق بالجفا احيانا تحصل مواقف معينة فيترتب عليها وجود جفوة والجفوة اول ما تقع تكون ماذا صغيرة اول ما تقع الجفوة تكون صغيرة فيقول العاقل يراعي محوها ان بدت ان بدت الجفوة يراعي محو اي يعمل على ازالتها ولا يجب ان يستضعف الجرفة اليسيرة بل يسارع الى محوها ولا يقول هذه جفوة يسيرة وساسكت عنها بل يحرص على محوها وان كانت صغيرة لماذا قال لان من استصغر الصغير يوشك ان يجمع اليه صغيرا فاذا الصغير كبير فاذا الصغير كبير فاذا ينبغي عليه اذا بدأت الجفوة ان يحرص على ازالته. وهذا من الفقه فقه الاخوة واستبقائها واستدامتها ان اذا بدأت الجفوة يحرص على على محوها وازالتها لانه ان لم يحرص على ذلك الصغير يكبر نعم قال وعن شر الخلاد قال عن شر محمد بن محمد البكري احذر مودة ماذق خلط المرارة بالحلاوة يحصي الذنوب عليك ايام الصداقة للعداوة يقول آآ الناظم احذر مودة مادق والمذك هو الخلق المذك هو الخلق فاحذر مودة مادق اي هذا شأنه الخلط خلط المرارة بالحلاوة خلط المرارة بالحلاوة يعني خلط السيء بالرديء والطالح بالصالح والداء بالدواء يحصي الذنوب عليك ايام الصداقة للعداوة. يعني يعني احذر هذا الصديق الذي ليس فيه صفا ليس فيه صفاء وليس فيه صدق مودة يحصي الذنوب عليك ايام الصداقة للعداوة يعني الذنب الذي يقع او التقصير الذي يقع ما يتركه يحصيه بمعنى انه يحفظه وربما يكتبه بعضهم لماذا؟ اذا جاء وقت العداوة استخرج المحفوظ ان كان حافظته قوية اكتفى بها وان كانت ظعيفة يدون يدون حتى اذا حصل هذا يبدأ ينثر. اليوم الفلاني التاريخ الفلاني اليوم الفلاني التاريخ الفلاني الى اخره نعم وله عن شره محمد بن ابراهيم البصري بالصور لنفسه لا يغرنك صديق ابدا لك في المنظر حتى تخبره كم صديق وكم صديق كنت منه في عمن غرني منه زمانا منظره كان يلقاني بوجه طلق وكلام كلا لي ينثره فاذا فتشته عن غيبه لم اجد ذاك لود يضمره ودع الاخوان الا كل من يضمر الود كما قد يظهره. فاذا فزت بمن يجمع ذا فاجعلنه لك زخرا تذخر في الحديث يقول عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل اي ان هذا المقام مقام الخلة اه المؤاخاة يحتاج الى فقه وتفقه كما قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه هذا مقام يحتاج الى فقه مثل ما يتفقه الانسان في الطعام ويعرف هذا حلال ولا حرام والا فيه شبهة كذلك الشراب ايضا الممشى ولهذا ايضا قال بعض السلف ولعلها الحسن ليس للمرء ان يمشي مع من شاء ليس للمرأة وليس للمؤمن ان يمشي مع من شاء فاذا هذا باب يحتاج الى فقه ومعرفة بالاخوان وخصالهم وخلالهم وبناء على ذلك تكون اه الاخوة ومن اهم العمد في هذا الباب الصلاة من اهم العمد والركائز في هذا الباب الصلاة والمحافظة عليها في جماعة المسلمين وهذا ميزان يومي متكرر خمس مرات في اليوم والليلة اذا رآه محافظا على الصلاة متخلقا بالاخلاق الفاضلة حريصا على النفع والفائدة يحسن المعاملة الى غير ذلك من الصفات يحرص عليه واذا وجده بخلاف ذلك فانه يحرص على اجتنابه وبعد آآ مقدمات يحذر فيها من الاغترار بمن يتظاهر بالصداقة ويبطن خلاف ذلك اه قال دعا الاخوان الا كل من يضمر الود كما قد يظهره يضمر الود كما قد يظهره اي مثل هذا اذا ظفرت به فاحرص على مصاحبته نعم قال انبأنا القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا ابراهيم بن موسى المكي ان يحيى بن سعيد الانصاري عن سعيد بن المسيب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس ثمان عشرة كلمة كلها حكم. قال ما كافأت من يعصي الله فيك بمثل ان تطيع الله فيه وضع امر اخيك على احسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك. ما يغلبك. ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراء ستجد لها في الخير مهملا مهملا ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من اساء به الظن ومن كتم سره كانت الخيرة في يديه كانت الخيرة فيك الخيرة على وزن عنبة. هم. كانت الخيرة الخيرة في يديه وعليك باخوان صدق فعش في اكنافهم فانهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء وعليك بصدق وان وان وان قتلك الصدق ولا تعرض ولا تعرض لما لا يعنيك ولا تسأل عما لم يكن فان فيما كان شغلا عما لم يكن ولا تطلب حاجتك الى من لا يحب لك نجاحها. ولا تصحبن الفاجر فتعلم فجورها فجوره واعتزل عدوك احذر صديقك الا الا الامين ولا امين الا من خشي الله وتخشى عند القبور وذل عند وذل عند واعتصم عند المعصية واستشر في امرك في امرك الذين يخشون الله فان الله يقول انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عضيد غفور. هذه آآ وصايا عظيمة تروى عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه آآ قال وضع عمر للناس ثمان عشرة كلمة كلها حكم قال ما كافأت من يعصي الله فيك بمثل ان تطيع الله فيه وهذا كلام جميل جدا من يعصي الله فيك فلا تعصي الله انت فيه وانما اطع الله فيه وطاعة الله فيه ان تعامله في اه ما حصل منه تجاهك بحدود الشرع دون تجاوز او تعدي وانت مخير بين امرين اما ان تأخذ بحقك وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به او ان تعفو هذا اكمل وافضل في حقك اما ان تظلم وتعتدي عليه اه نحو ذلك فانه لا يجوز وكونه عصى الله فيك لا يخول لا يخولك في ان تعصي الله سبحانه وتعالى فيه وضع امر اخيك على احسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك اي يضطرك حتى يأتيك ما يغلبك اي يضطرك فظع امر اخيك على احسنه يعني يظعه على احسن المحامل على احسن المحامل حتى يأتيك ما يضطرك الى ان تنتقل عن ذلك. ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وانت تجد لها في الخير محملا وانت تجد لها في الخير محملا اي كلمة تصدر من اخيك المسلم لا تحملها على اسوأ المحامل بل ابحث عن احسن المحامل واحملها عليه و ولا ان تخطئ في حمل كلام اخيك على محمل حسن خير لك من ان يكون خطأك في حمله على محمل سيء ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من اساء به الظن من تعرض للتهمة فلا يلومن من اساء به الظن اي ان الواجب على الانسان ان يتجنب مواطن الريبة وان يحرص على ان آآ لا يستجلب لعرضه ما يشينه وفي الحديث من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من اساء به الظن ومن كتم سره كانت الخيرة في يده كانت الخيرة في يده لان السر كما يقال اذا جاوز الاثنين شاع ما المراد بالاثنين بعضهم يقول الاثنين اي الشخص هو شخص اخر يحبه. وبعضهم يقول لا. جاوز الاثنين اي الشفتين فاذا ضاق صدرك بسرك فافشيته ان يضيق به صدور الاخرين من باب اولى فاذا كان الانسان كتم سر نفسه فهو بيده الخيرة لكن اين اخرجه؟ اصبحت الخيارة ليست بيده. بل شاركه اخر في ذلك ومن كتم سره كانت الخيرة في يده وعليك باخوان الصدق تعش في اكنافهم اي الزمهم واحرص على مصاحبتهم فانهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء وعليك بالصدق وان قتلك الصدق والصدق منجاة. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ولا تعرض لما لا يعنيك كما قال عليه الصلاة والسلام من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ولا تسأل عما لم يكن فان فيما كان شغلا عما لم يكن. وهذا ايضا كلام جميل يعني بعظ بعظ الناس يسأل اسئلة افتراظية لاشياء لم تكن وامور كثيرة من امور دينه يجهلها ولا يسأل عنها ولا تطلبن حاجتك الى من لا يحب لك نجاحا اذا علمت من شخص لا يحب لك الخير ولا يحب لك اه النجاح فليس من العقل ولا من الحكمة ان تعرض عليه حاجته ولا تصحبن الفاجر اه ولا تصحبن الفاجر فتعلم فجوره لعلها تعلم فجوره اي تتعلم منه بسبب صحبته اه اه الفجور واعتزل عدوك اي بمجانبته والبعد عنه والحذر منه واحذر صديقك الا الامين الا من كان مؤتمن في صحبته ولا امين الا من خشي الله. وهذا كلام جميل ولا امين الا من خشي الله اي من علم عنه ذلك وتخشع عند القبور اي بتذكر ان مآلك سيكون في حفرة من هذه الحفر وان هؤلاء الذين في الحفر كانوا يوما مثلك يمشون على الارض تخشى عند القبور وذل عند الطاعة اي احرص على الخشوع والخضوع عند اه قيامك بالطاعة واعتصم اي بالله عند المعصية محاضرة ابتعادا عن اه المعصية خوفا من الله سبحانه وتعالى واستشر في امرك الذين يخشون الله اي لا تستشر كل احد وانما استشر من كانوا كذلك اهل الخشية قال فان الله تعالى يقول انما يخشى الله من عباده العلماء. نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى العاقل لا يؤاخي الا ذا فضل في الرأي والدين والعلم والاخلاق الحسنة ذا عقل نشأ مع الصالحين. لان صحبة بليد نشأ مع العقلاء خير من صحبة لبيب نشأ مع الجهال مع الجهال ورأس المودة الاسترسال وافتها الملالة. ومن اضاء تعهد الود من اخوانه حرم ثمرة اخائهم. واية اخوان من نفسه ومن ترك الاخوان مخافة تعهد الود بوشك ان يبقى بلا اخ. كما ان من ترك نزع الماء اشفاقا على رشائه يوشك ان يموت عطشا والعاقل يستخبر امور اخوانه قبل ان يؤاخيهم. ومن اصح الخبرة للمرء وجود هالته بعد هيجان الغضب نعم من اصح الخبرة للمرأة وجود حالته بعد هيجان الغضب والعقل يستخبر امور اخوانه قبل ان يؤاخيهم وهذا المعنى مر سبق ان مر معنا ومن اصح الخبرة للمرء يعني الاختبار وجود حالته بعد هيجان الغضب. ان الغضب هذا موطن من المواطن التي تكتشف فيها الاخلاق الغضب موطن من المواطن التي تكتشف فيها الاخلاق حتى الانسان يكتشف فيها خلق نفسه حالات الغضب فيقول ومن اصح الخبرة للمرء اي اصح المواقف التي تختبر فيها المرء حتى تختبر فيها نفسك وجود حالته بعدها يجاه الغضب اذا هاج الغضب كيف يصنع كيف يصنع فبعض الناس في الغضب ما يملك نفسه. لا يملك لسانه ولا يملك حواسه وبعضهم يوفقه الله سبحانه وتعالى ويملك نفسه عند الغضب. هذا الموطن من المواطن التي تكتشف فيها الاخلاق نعم ولا انبأنا امر بمحمد الانصاري قال حدثنا الغلابي قال حدثنا عبد الله بن ظهاك الهدادي قال حدثنا هشام بن محمد من عاونة بن الحكم قال فقال لقمان لابنه يا بني اذا اردت ان تؤاخي رجلا فاغضبه قبل ذلك فاغضبه قبل ذلك فان انصفك عند غضبه والا فدعه هذا ينسب الى لقمان الحكيم والله اعلم بصحة هذه النسبة لكن قوله اذا اردت ان تؤاخي رجلا فاغضبه قبل ذلك هذا لا يستقيم ولا ينبغي ان يكون ذلك لكن المواقف هي هي بنفسها التي تكشف اما الانسان مثلا يغضب اخاه اه مثلا يكتشف مثلا حالته عند الغضب او مثلا يستهزأ مثلا به ليكتشف مثلا صبره او غير ذلك هذا كله مما لا يليق. وبعض الناس فعلا يفعل ذلك يعني يستهزئ بشخص وليس مراده ذات الاستهزاء وانما يقول اردت ان اعرف كيف يكون موقفك وكيفتح احتمالك او مثلا يغضبه ليكتشف هذا كله مما لا ينبغي لكن المواقف هي التي بنفسها تكشف فحال الغضب اي انسان اذا حصل له موقف مغضب سواء معه او مع غيره فان هذا من من اصح ما يكون به الاختبار للمرء كما تقدم قال انبأنا محمد بن صالح الطبري قال حدثنا ابو هشام الرفاعي قال حدثنا داود ان يهيب يا ابن اليمان عن ابيه ان سفيان قال اصحب من شئت ثم اغضبه ثم دست اليه من يسأله عنك نعم هذا نظير ما سبق مما ينسب الى لقمان والقول فيه كما سبق والله اعلم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى من لم ينصفك عند غضبه ان لم تودك ايامه وليس صديقك المرأة يطلقها المرء اذا شاء والجارية يبيعها متى احب لكن عرضه ومروءته. فالتثبت والابتعاد اولى به من التهاجر والانقطاع. ومن غاب عنه اخوف ولا يغيب عما يجب له عليه وليكثر منهم عدة للشدائد لان الشعر مع دقته اذا جمع عمل منه الحبل الغليظ الذي يقهر الفيل المغتلم يقهر الذي يقهر الفيل المعتلم ولا يصلح ان يكون رفيقا من لم يزدرد ريقا وانشدني الخلادي. نعم يعني هذا المعنى ينبه فيه ان الذي ينبغي على الصديق ان ان يتغاضى عن عيوب اخوانه واصدقائه ولا يوجد صديق بلا عيب وبلا خطأ كل بني ادم خطاء فلا ينبغي للانسان ان يتخذ من اخطاء اخوانه سببا للقطيعة لان لكل بني ادم خطاء لابد من الخطأ فالتثبت والاتئاد اولى به من التهاجر والانقطاع والاخطاء يحرص على معالجتها لكن وجودها لا يجعله سبب آآ القطيعة ثم ينبه على ان اهمية الاخوان الاستكثار منهم الاخوة الصالحين بهذا المثال قال الشعرة مع دقتها اذا جمع الشعر مع دقته اذا جمع عمل من الحبل الغليظ اما الشعرة الواحدة رقيقة لكن اخرى وثانية وثالثة يعمل منه الحبل الغنيظ ولا يصلح ان يكون رفيقا من لم يزدرد ريقا من لم يزدرد ريقا يعني لابد ان يمر بعض المواقف من بعض الاخوان تجعل الانسان يزدرد ريقه اي من تألمه للموقف الذي الذي حصل ما الموقف الذي حصل؟ ومن لم يتغاضى عن عيوب اخوانه عاش بلا صديق من لم يتغاضى عن عيوب اخوانه عاش بلا صديق فاذا لا بد من التغاظي والتغافل عن بعض الاخطاء ولا يسلم احد وهؤلاء الذين اتخذهم اصدقاء له ليسوا بمعصومين بل هم بشر يخطئون ويصيبون فاذا كان لا يتغاظى عن الاخطاء سيعيش بدون اخوان ولا اصدقاء. نعم قال رحمه الله تعالى وانشدني الخلادي قال انشدني محمد بن محمد البكري لصالح بن عبد القدوس اذا كان ود المرء ليس بزائد الا مرحبا او كيف انت وحالك او القول اني وامق لك حافظ وافعاله تبدي لنا غير ذلك ولم قل الا كاشرا او محدثا فاف لود ليس الا كذلك ولكن اخاء المرء ولكن اخاء المرء من كان دائما لذي الود منه حيثما كان سالكا. يعني هذا يتحدث عن اخام محمود واخاء مذموم الاخاء المذموم يعني هو الذي لا يزيد على مجرد مرحبا كيف الحال؟ ايش اخبارك؟ يعني هذا هذا حده والتملق يعني يقول اني محب لك وانا حافظ اللي وده لكن افعاله تبدل خلاف ذلك. افعاله تبدي خلاف ذلك. يعني يلقى بالتحية والسؤال وانا محب لك ونحو ذلك لكن افعاله خلاف ذلك فيقول اخوة هذا شأنها اف لها ولكن اخاء المرء من كان دائما لذي الود منه حيثما كان سالكا نعم قال اخبرنا ابو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا سفيان الثوري عن شعبة قال وقوله حيثما كان سالكا حيثما كان سالكا آآ ايضا هذا تفصيل لكنه يحمل على مسالك الخير اما اذا كان مسالك الخير والاهواء فليس على اطلاقه لكن يحمل على مسالك الخير وسبله وابوابه قال اخبرنا ابو يعلى قال حدثنا علي بن الجاد قال حدثنا سفيان الثوري عن شعبة قال خرج عبدالله بن مسعود رضي الله عنه على اصحابه فقال انتم جلاء هزني. قال رضي الله عنه ان تم جلاء حزني ان يجلو الاخوة والمجالسة لهم الاحزان ولا شك ان آآ الاخوة فيهم آآ آآ تسلية وفيهم آآ آآ سلوان للاخ ووقوف معه ومنافعهم وعوائدهم عليه كثيرة فهذا من اه اه فوائد الصحبة انهم جلاء للحزن. نعم قال اخبرني محمد بن سعيد القزاز قال حدثنا هلال بن العلاء قال حدثنا اسحاق بنضيف عن شيبة بن ابي مسهر عن الحكم بن هشام قال قال خالد بن صفوان لم يبق من لذات الدنيا الا ثلاث. مجالسة النسوان وشم الولدان ولقي الاخوان لم يبق من لذات الدنيا الا ثلاث مجالسة النسوان والمراد مثل ما جاء في الحديث حبب الي من دنياكم الطيب والنساء يعني المراد بالنسوان الاهل وشم الولدان يعني شم الانسان لولده عندما يقبله ويشم رائحته ويستطيبها ويرتاح لذلك وكل اب يجد لرائحة مولوده الصغير آآ آآ يعني آآ لذة عظيمة جدا ويرتاح لها وكل اب يشعر لذلك ولهذا يروى عن تلك المرأة التي تحند طفلها ومولودها ورظيعها تقول يا يا حبذا ريح الولد ريح الخزامى في البلد هكذا كل الولد ام لم يلد قبلي احد وهذا الشعور الذي تقوله هذه كل امرأة تقول في ولدها انها تجد في رائحة ولدها لذة لا تظن انها موجودة في الاخرين فشم الولدان ونقي الاخوان وهذا موضع الشاهد الترجمة قال حدثنا محمد بن منذر قال حدثنا مصعدة بن حازم المصري قال حدثنا المصري قال حدثنا خالي هارون بن سعيد قال حدثنا خالد بن قال حدثنا سفيان عن موسى بن عقبة قال ان كنت لالقى الاخ من اخواني فاكون بلقيه عاقلا اياما. هذا والله كلام جميل يعني القى الاخ من اخواني فاكون عاقلا برقي اياما اني اسمع من نصيحة جميلة تذكير جميل ويبقى معي هذا ايام وانا متأثر بمناقاة له وهذا من فوائد ملاقاة الاخوان مجالستهم ان ان كنت لالقى الاخ من اخواني فاكون بلقي عاقلا اياما نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى قد ذكرت ما يشاكل هذه الحكايات في كتاب مروعات العشرة فاغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب كان مكثر في التصنيف رحمه الله واكثر كتبه مفقودة نعم فالواجب على العاقل ان يعلم انه ليس من السرور شيء يعدل صحبة الاخوان ولا غم يعدل غم فقدهم ثم يتوقى له مفاصلة من صافه ولا يسترسل اليه فيما يشينه. وخير الاخوان من اذا عظمته صانك. ولا يعيب اخاه على فانه شريكه في الطبيعة بل يصفح ويتنكب محاصرة الاخوان لان الحسن للصديق من سقم المودة من سقم المودة كما ان الجود بالمودة اعظم البذل. لانه لا يظهر ود مستقيم من قلب سقيم. وليحذر المرء من وليحذر المرء في اخائه الم التثقيل على اخيه. لان من ثقل على صديقه خف على عدوه. وان من اعظم المؤونة على تسلية الهم الرضا بالقضاء ولقي الاخوان هذا ايضا فيه معاني جميلة في الاخوة وعوائدها وفوائدها يقول العاقل يعلم انه ليس من السرور شيء يعدل الصحبة ولا غم يعدل آآ فقد الصحبة ثم يتوقى جهده مفاسدة من صافاه ولا يسترسل اليه فيما يشينه وخير الاخوان من اذا عظمته صانك قال ولا يعيب اخاه على الزلة فانه شريك في الطبيعة قف عند هذه ففيها فائدة لك. قال لا يعيب اخاه على الزلة فانه شريك في الطبيعة كونه زل انت مثله ايضا تزل انت مثله ايضا من طبعك انك تزل كل بني ادم خطاء. فلا تعيبه على الزلة لانه شريك لك في الطبيعة هذه المرة منه والمرة الاخرى منك فاذا قاطعته وهاجرت وجفوت على الزلة لم يبقى لك اصدقاء وانت مثلهم مثل ما انه يخطئ انت تخطئ مثل ما انه يخطئ معك انت ايضا تخطي معه ولا تزكي نفسك انت شريك له في الطبيعة. هذا مما يروضك على احتمال الزلات هذا المعنى الذي ذكره يروضك على احتمال الزلات. اذا عرفت ان انك شريك له في الطبيعة ان هذا الخطأ الذي ما حصل منه ايضا يحصل منك وكما انه لو حصلت منك الزلة ما تحب ان يجفوك عليها ايضا انت لا تجفوه وقل هو مثلي انا وياه طبيعتنا واحدة طبيعتنا الزلل كل بني ادم خطاء اذن اه مثل ذلك يدفعك الى الاحتمال والصفح قال ويتنكب محاسبة الاخوان وهذا ايضا مهم في باب الاخوة اذا مشيت انت اخوانك في علم في طلب وعبادة قد يفوقك قد ييسر له من ابواب الخير ما لا يتيسر لك لا تحاسده على ما انعم الله سبحانه وتعالى به عليك والاقران تقع بينهم المحاسبة لكن يحرص الانسان على الخلاص من ذلك والسلامة منه وختم هذا الكلام بقوله ان من اعظم المعونة على تسمية الهم الرضا بالقضاء ولوقي الاخوان. وهذا فيه ان لقي الاخوان مثل ما مر عن ابن مسعود جلاء الاحزان نعم قال انبأنا محمد بن عثمان العقبي قال حدثني يونس يونس ابن ابراهيم العدني قال هدتنا ابراهيم ابن عبد الله العدني عن سفيان انه قيل له ما ماء العيش؟ قال لقاء الاخوان قيل له ما ماء العيش ما ماء العيش؟ قال لقاء الاخوان ايا لقاء الاخوان يجري هذا اه الماء وما يكون في هذه الاخوة من صفاء ومحبة ويتحرك فيها معاني عظيمة جدا نعم قال حدثنا القتان قال حدثنا احمد بن ابي الحواري قال حدثنا المصائب واظح عن ابن المبارك رحمه الله تعالى قال قال سفيان رحمه الله تعالى لربما لقيت الاخ من اخواني فاقيم شهرا عاقلا بلقائه. هذا نظير ما تقدم عن موسى بن عقبة قال ان كنت لالقى الاخ من واني فاكون بلقية عاقلا اياما نعم. قال وانشدني عبد العزيز بن سليمان العبرش استكثرن من الاخوان انهم خير لكانز كنزا من الذهب. كم من اخ لك نابتك نائبة وجدته لك خيرا من اخ نسبي. نعم هذا المعنى تقدم نظير له في الحساء الحث على الاستكثار من الاخوان ان هؤلاء الخير كنز يكتنزه الانسان لنفسه وانهم من فوائد هذه الاخوة انهم معونة له في النائبات وربما ان بعض هؤلاء يكون خير لك من من اخيك من النسب رب اخ لك لم تلده امك قال وانشد الكريزي من خير ما هزته ود لذي كرم يجزيك ما يجزيك ما عشت بالاحسان احسانا تلقى بشاشته في تلقى بشاشته في قربه واذا انال نالك منه البر ما كان نعم يعني من خير ما ظفرت به وحزته في هذه الحياة ود لذي كرم ود لذي كرم اي مودة لانسان معروف فرن الخصال يجزيك ما عشت بالاحسان احسانا كل ما احسنت اليه اه احسن اليك تلقى بشاشته في قربه واذا انال نالك منه البر ما كان. نعم قال انبأنا القبطان قال حدثنا احمد بن ابي الحواري قال قال سمعت ابا سليمان يقول كنت انظر الى اخ من اخواني بالعراق فاعمل على رؤيته شهرا اه يعني التقي به انظر الى اخي اخ من اخواني ان يلتقي به سيكون لها الاثر علي اه هذه المدة الطويلة وهذا نظير ما تقدم عن سفيان آآ موسى بن عقبة قال حدثنا الحسن قال حدثنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صهيب بن سعيد قال حدثنا مسلم بن عبيد ابو فرس قال ربيعة قال قال ربيعة المروءة مروءتان فلسفر مروءة وللحضر مروءة. فاما مروءة السفر فبذل الزاد وقلة الخلاف على اصحاب وكثرة المزاهد في غير مساخط الله واما مروءة الحظر فالادمان الى المساجد وكثرة الاخوان وكثرة الاخوان في الله وتلاوة القرآن المروءة ومعانيها لباب واسع واظن سيأتي شيء من ذلك عند المصنف رحمه الله تعالى لكن نقل هذا الاثر ان المروءة مروءتان المروءة في السفر وامروءة في الحضر وذكر مروءة السفر بذل الزاد بذل الزاد اي لاخوانه في السفر يحرص على حمل من الزاد ليس لشيء يكفيه هو او يخصه بل يحمل زادا له يكرم به اخوانه. يبذله لهم بذل الزاد وقلة الخلاف مع اصحابك قلة الخلاف مع اصحابك بعض الناس في السفر ينشم بينهم خلاف فيتفرقون في سفرهم مع انهم عزموا على رحلة واحدة ووجهة واحدة ومسار واحد لكن يختلف في اثناء الطريق خلافا يشتد بهم فيسترقون وقد قيل ان السفر انما سمي سفرا لانه يسفر عن وجوه الرجال يستر عن وجوه الرجال كيف احتمالا لاخوانه؟ كيف صبره عليهم؟ كيف الى اخره فينبغي على الانسان في السفر ان يتجنب كل هذه اه الخصال وان يحرص على البذل واكرام اخوانه والاحسان اليهم واحتمالهم والبعد عن الدخول في الجدل الخصومات وكثرة وكثرة وكثرة المزاح في غير مساخط الله كثر المزاح في غير مساخط الله. السفر فيه عناء وقطعة من العذاب والمزاح في السفر بغير مساخط الله يقطع شيء من عناء السفر يقطع شيء من عناء السفر قال كثرة المزاح في غير مساخط مساخط الله قال واما مروءة الحظر فالادمان الى المساجد. الادمان للمساجد اي مداومة اتيان المساجد والتبكير اليها وكثرة الاخوان في الله وتلاوة القرآن بهذا انتهت هذه الترجمة ونسأل الله عز وجل ان يمن علينا اجمعين بالعلم النافع والعمل الصالح موعدنا القادم السبت ان شاء الله في هذا المكان وفي هذا الوقت بعد الصلاة الفجر سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين