بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابو حاتم محمد بن حبان البستي رحمه الله تعالى في كتابه روضة العقلاء ونزهة الفضلاء باب ذكر كراهية المعاداة قال انبأنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال حدثنا محمد بن محمد بن مصعب قال هدثني ابن المبارك عن عمرو بن واقر عن اسماعيل بن عبيد الله عن ام الدرداء رضي الله عنها عن ابي الدرداء رضي الله عنه النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان اول شيء نهاني عنه اربي بعد عبادة الاوثان لعن الحمير وملاحاة الرجال. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذه الترجمة ذكر كراهية المعاداة للناس اراد بها المصنف رحمه الله تعالى ان ينبه على اهمية اجتناب المعاداة للناس. بحيث لا يتسبب المرء بايجاد العداوات بينه وبين من يصاحب او من يرافق او من يلتقي بهم او نحو ذلك لان هذه المعاداة او ايجادها مما لا خير فيه الانسان. وسيأتي من الايضاح والبيان وذكر الشواهد على ذلك عند المصنف ما يبين المقصود قال ذكر كراهية المعاداة للناس. بمعنى انه لا ينبغي للانسان ان يتخذ او يفعل ما الاسباب والامور التي توجد في ان اه نفوس الناس عداوة له لا يثير العداوة في الناس ضد نفسه بل عليه ان يدرأ ويدفع بالتي هي احسن ويعامل الناس بالمعاملة الطيبة بحيث لا يوجد بينه وبين الاخرين معاداة وصدر هذه الترجمة بحديث ابي الدرداء عن النبي صلى الله وعليه وسلم قال ان اول شيء نهاني عنه ربي بعد عبادة الاوثان لعن الحمير وملاحاة هو ملاحاة الرجال وفي كثير من مصادر التخريج لهذا الحديث بذل قوله لعن الحمير شرب الخمر وقوله وملاحاة الرجال هذا موضع الشاهد من ذكر هذا الحديث للترجمة والملاحاة هي المنازعة مخاصمة الملاحاة مما يوجد العداوات. الملاحاة ملاحاة الرجال مما يثير في نفوسهم العداوة ولهذا ينبغي تجنب الملاحاة اتقاء للعداوة. والترجمة في ذكر كراهية المعاداة للناس لكن هذا الحديث الذي صدر به الترجمة رحمه الله حديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو ضعيف وضعفه شديد. وفيه عمرو بن واقد متروك نعم قال رحمه الله قال ابو حاتم رحمه الله تعالى الواجب على العاقل ان يعلم ان من يوده لم يحسده ومن لم يحصله لم يعاده ويكون للعدو المكاتم اشد هذرا منه للعدو المبارز. ومن وجد عنده مغترا وكان ممن لا يعفو ثم لا لا ينتصف ومن اصابته الندامة والرأي اذا كان من القريب كان ابلغ فيها هلاك العدو من العدد الكثير من الجنود. وترك العداوة على اوالي كلها اهوت للعاقل من الخوض في سلوكها. هذا الكلام منه رحمه الله تعالى كله يتعلق لاتخاذ الحيطة في هذا في هذا الباب بحيث يتقي وجود المعاداة معاداة الناس له وقوله رحمه الله ان يعلم من يوده ان يعلم ان من يوده لم لم يحسده ان من يوده لم لم يحسده ومن لم يحسده لم يعاده. وهذا كله من اتخاذ الاسباب في في اتقاء من يودك من الناس لا يحسدك لان المودة تدرأ. ومن لا يحسدك لا يعاديك وهذا ايضا يدرأ فاذا ينبغي على الانسان ان يعامل الناس معاملة رفيقة معاملة طيبة معاملة لطيفة يدرى بهذه المعاملة الحسد يدرى بها العداوات يدرى بها شرور الناس يدفع عن نفسه بالتي هي احسن قال فيكون للعدو المكاتم اشد حذرا منه للعدو المبارز وهذا فيه ان العدو صنفان عدو مكاتم اي لا يظهر العداوة معنى مكاتم اي لا يظهر العداوة بل يكتمها في نفسه يخفيها في صدره ولكنه يتربص الدوائر ويكيد لمن يعاديه في الخفاء والعدو الممبارز اي من يظهر العداوة ويبرزها ولا يخفيها فالعدو المكاتم اخطر من العدو المبارز. ولهذا ينبغي ان يتقى اتقان اشد ومن وجد عنده مغترا وكان ممن لا يعفو ثم لا ينتصف منه اصابته الندامة. اي اذا كان متصل بهذين بهاتين الصفتين لا يعفو لا يعفو اي ممن اخطأ عليه اساء اليه ولا ينتصف اي من نفسه اذا كان هو المسيء الظالم المعتدي اذا كان لا يعفو ولا ينتصر اصابته الندامة اصابته الندامة لان من كانت هذه صفته لا يعفو مما لا يعفو من في لمن اساء اليه لا يعفو عمن اساء اليه ولا ينتصف هو ايظا ممن اساء له. قال اصابته الندامة والرأي اذا كان من الاريب كان ابلغ في ذاك العدو من العدد الكثير من الجنود وهذا ايضا تنبيه في في باب تجنب المعاداة ان يكون الانسان في في هذا الباب مستشيرا لاهل الرأي واهل العقل واهل البصيرة هم الذين يرشدونه الى السبل الصحيحة السليمة التي يتقى بها آآ هذه المعاداة. قال وترك العداوة على الاحوال كلها احوط للعاقل من الخوض في سلوكها. نعم. قال رحمه الله تعالى انبعنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال اخبرنا عبد الله ان هارون وهو الاعور عن اسماعيل قال لا تشترين عداوة رجل بمودة الف رجل. نعم قال وانشدني عمرو بن محمد قال حدثني الغلابي قال عن شلن مهدي بن سابق تكثر من الاخوان ما اصطأت انهم عماد اذا فانجدتهم وظهور وليس كثيرا الف خل لصاحب وان عدوا واحدا لكثير. نعم هذا الاثر عن اه اسماعيل قال لا تشترين عداوة رجل. بمودة الف رجل اي عداوة رجل واحد ليست قليلة بل خطيرة على الانسان ولو كان واحدا خطيرة على الانسان ولو كان الذي يعاديك رجل واحد بمعنى معنى قول لا تشتري اي لا تحرص على ان يوجد بينك وبين انسان عداوة تستثيرها فان هذا مضرته على الانسان مضرة عظيمة وخطره عليه خطر عظيم. لا تشتري عداوة رجل واحد بمودة الف رجل بمودة الف رجل مودة الف رجل شيء عظيم. لكن عداوة رجل واحد هذا امر خطير لا يستهين به اه الانسان وذكر البيتين في في هذا المعنى تكثر من الاخوان اي استكثر منهم ما استطعت ما استطعت فانهم عماد ويروى بطون عماد اذا استنجدتهم وظهورهم. اي في منفعة لك في الضائقات في في الهموم في المعونة في بذل الرأي عماد اذا استنجدتهم وظهوره وليس كثيرا الف خل لصاحب ليس جديرا ان تخل لصاحب وان عدوا واحدا لكثيرون. اي احذر من معاداة الناس ولو كان رجلا واحدا نعم. قال ابو حاتم رحمه الله لا يجب على العاقل ان يكافئ الشر بمثله. وان يتخذ اللعن والشتم عدو عدوه سلاحا اذ لا يستعان على العدو بمثل اصلاح العيوب وتحصين العورات حتى لا يجد العدو اليه سبيلا هذا ايضا كلام جميل جدا في اتقاء شر العدو ولا سيما السفهاء ولا سيما السفهاء الذين تلوثت السنتهم بالسباب والبذاء والقبح والفحش يقول لا يجب على العاقل ان يكافئ الشر بمثله لا يجب آآ ان يكافئ الشر بمثله وان يتخذ اللعن والشتم على عدوه سلاحا. اذا كانت بضاعة العدو الشتم فاربأ بنفسك ان تهبط لمستواه وان تنزل الى سوء فعاله فاذا كانت بضاعته آآ اه السباب والشتام والبذاء والقبح والفحش فانت ارفع من ذلك انت ارفع من ذلك فلا تعامله بمثل المعاملة التي هي من جهله وفساد وقبح لسانه. فلا تعامله بذلك العاقل لا يجب على العاقل ان يكافئ الشر بمثله ان يكافئ الشر بمثله وان يتخذ اللعن والشتم على عدوه سلاحا فاذا كان بضاعة العدو الشتم واللعن والسباب والقبح والبذاء لا لا يقابله ذلك بمثله اذا ماذا يصنع مع امثال هؤلاء؟ واضرابهم ان يعرض عنهم. كما قال الله واعرض عن الجاهلين يقول رحمه الله اذ لا يستعان على العدو بمثل اصلاح العيوب اذا تسلط عليك جاهل بالسباب والشتام والقبح والبذاء ونحو ذلك لا تقابله بمثل ذلك ولكن انظر في عيوب نفسك التي اوجبت تسلط هذا السفيه عليك واستغفر لذنبك واستغفر لذنبك فلا يستعان على العدو بمثل اصلاح العيوب وتحصين العورات. وتحصين العورات اي انه اه الذنوب التي هي منافذ لتسلط الاعداء وتحصين العورات حتى لا يجد العدو اليه سبيلا. نعم. قال رحمه الله والعاقل لا يرحم من يخافه ولا احصاء معائب العدو ويتفقد اثراته مع السكوت عن سلبه. ولا يستضعف عدوا بحيلة. فان من استضعف الاعضاء فان من فان من استدعى فلاذ اغتر. ومن اغتر لم يسلم. اللهم الا ان يكون العدو ذليلا. فاذا كان كذلك اطفى عليه لان العدو الذليل لان العدو الذليل اهل ان يرحم كما ان المستدير الخائف اهل ان يؤمن والمعاناة للعاقل خير من المصافاة للجاهل. وعن شدر الخلاد. قال عن شرن احمد بن محمد البكري. ولمن ولمن يعادي عاقلا خير له من ان يكون له صديق احمق فارغب بنفسك ان تصادق احمقا. ان الصديق على الصديق مصدق قال نعم قوله آآ والعاقل لا يرحم من يخافه ولا يترك احصاء معائب العدو ويتفقد مع السكوت عن سلبه ولا يستضعف عدوا بحيلة لا يستضعف عدوا بحيلة بحيلة اي بضعف الحيلة عند العدو بل يكون على حذر منه. لا يستضعف بحيلة. فان من استضعف الاعداء اغتر ومن اغتر لم يسلم لا يستثنى من ذلك الا اذا كان العدو دليلا. لا يستثنى من هذه الحال الا اذا كان العدو ذليلا. قال اللهم الا ان يكون العدو ذليلا فاذا كان كذلك عطف عليه بالارظاء الاغظاء اي غظ الطرف عن ومعائبه رحمة به لان العدو الذليل اهل ان يرحم كما ان المستجير الخائف اهل ان يؤمن. والمعاداة للعاقل خير من المصافاة للجاهل. لماذا؟ لان العاقل يمنعه عقله العدو العاقل يمنعه عقله من آآ آآ الظلم آآ العدوان البغي الى غير ذلك واما المصافي الجاهل او الصديق اه الجاهل فان جهله قد يوقعه في الاساءة وسوء التصرف من حيث اراد الاحسان ففيه خطورة على على من يصاحبه. قال ولا من يعادي عاقلا خير له من ان يكون له صديق احمق. الصديق الاحمق مظرة على صاحبه والعدو العاقل يؤمن جانبه من جهة عقله وان عقله يمنعه من الظلم البغي المكر الى غير ذلك. فارغب بنفسك ان تصادق احمق ان صديقا على الصديق لعلها مصدقين. بكسر الدال. ان الصديق على الصديق مصدق اه مصدق عفوا ان الصديق على الصديق مصدق بكسر الدال. ومعنى مصدق اي مصدق لما يظنه الناس فيه من خير او شر المصدق اي لما يظنه الناس فيه من خير او شر. لماذا؟ لان اذا اذا اريد ان تعرف اخلاق شخص من خير او شر فلينظر الى من يصاحب فلينظر الى من يصاحب فلينظر الى من يرافق لان من يصاحبهم يرافقهم يعلم منهم حقيقة اه حاله حقيقة حاله لا تسأل عن اه ان القرين بالمقارن يعرف. فالصديق مصدق اللي من يقارنه اي مصدق لما يظنه الناس في من يقارنه من خير او شر. نعم. قال وانشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي اخلف بذي الصبر ان يهظى بحاجته ومدمن القرع للابواب ان يلج ابصر لرجلك قبل الخطو موضعها ومن على قلة عن غرة زلجا. يقول الناظم اخلق للصبر ان يحظى بحاجته. اي ما احراه اجدره بان يحظى بحاجته من تحلى بالصبر حمد العاقبة وظفر بالمطلوب اخلق بذي الصبر ان يحظى بحاجتهم ومدمن القرع للابواب ان يلج من لا ييأس ويتخذ الاسباب والوسائل ويمضي في ابواب البر والاحسان هذا حري بان ينال رفيع الدرجات وعظيم المطالب مدمن القرع للابواب ان يلجا. ابصر لرجلك قبل الخطو موضعها. قبل ان تمشي خطوة تأمل وتبصر وانظر في عواقب الامور ومآلاتها قبل ان تخطو فمن علا قلة المراد بالقلة المكان العادي او رأس الجبل والمكان الرفيع. من على قلة عن غرة اي عن غفلة زلج زلجا وهي بمعنى زلق ينزلق يهوي يسقط فمن علا قلة عن غرة اي عن غفلة زلجا اذا قبل ان تصعد انظر مواضع خطوك حتى لو كنت في صعود لان خطر ان ان تنزلق قدمك فتسقط فالانسان ينظر في مواضع خطوه بمعنى ينظر في العواقب يتئج عليكم بالتؤدة بالاناة ينظر في العواقب ثم يمشي في خطى ثابتة واظحة المعالم نعم. قال ابو حاتم رحمه الله العاقل يبصر مواد خطواته قبل ان يضعها. ثم يقارب عدوه بعض المقاربة لينال حاجته ولا يقاربه كل المقاربة فيجترأ عليه. والعاقل لا يعادي من وجد الى ما وجد الى المحبة سبيلا ولا يعادي من ليس له منه بد ولا ولا العدو الحنق الذي لا يطاق لا يطاق فانه ليس له حيلة الا الهرب منه هرب منه وهيلة السبيل الى القدرة على العدو وجود الغرة فيه. وان يري العدو انه لا يتخذه عدوا. ثم يصادق اصدقاءه فيدخل بينه وبينهم واهزموا الامور في في امر العدو الا يذكره بسوء الا عند الفرصة والا وان من ايسر الظفر بالاعداء اشتغال بعضهم ببعض وان مما وان مما يستعان به المرء على عدوك وان مما يستعين به المرء على عدوه مجانبة من يعاشره ويسحب عدوه. اخبرني محمد بن سعيد القزاز حدثني احمد بن زهير قال ابن زهير بن حرب قال سمعت يحيى ابو معين يقول قال ابن السمات لا تخف ممن تهذر ولكن اهذر ممن من تأمن نعم قال لا تخف ممن تحذر ولكن احذر ممن تأمن. وهذا بمعنى ما قيل من مأمنه يؤتى الحذر فلا تخف ممن تحذره. ولكن احذر ممن تأمن نعم. قال وانشدني علي بن محمد البس تمنيت تمنيت ان ابقى معافا وان ارى على من يناويني تدور الدوائر فيصبح مخذولا وامسي سالما الى الله داعم بالكفاية ناصر. نعم. قال سمعت محمد بن محمود يقول سمعت علي بن خشرم يقول سمعت الفضل بن موسى شيباني يقول كان صياد يصطاد يصطاد العصافير في يوم ريح قال فجعل فجعلت الرياح تدخل في عينه الغبار فتذرفان فكلما فكلما صار عصفورا كسر جناحه والقاه في ناموسه. فقال عصفور لصاحبه ما ارقه علينا الا ترى الى دموع عينيه؟ فقال له الاخر لا تنظر الى دموع عينيه ولكن انظر الى عمل يديه. قولها في ناموسه فالناموس قطرة الصائد اي المكان الذي يختفي فيه ثم يمسك بالصيد. فيمسك بالصيد ويكسب الجناح ويلقيه في هذا المكان الذي هو مختبأ الصائد والمكان الذي يختفي فيه فجعل يصطاد يكسر جناح الطير حتى يبقى في المكان لا يستطيع ان يطير ويهرب فكان التراب او الريح يدر في عينيه الغبار فتذرفان اي عيناه بالدموع قال عصفور لصاحبه ما ارأفه علينا الا ترى الى دموعه؟ فقال له الاخر لا تنظر الى دموع عينيه ولكن انظر الى عمل يديه هذا يذكر كمثال آآ ان الانسان لا يغتر من من عدو بكلام يصفه ظاهره فيه الرحمة للانسان ولكن ما يخفيه في في باطن هذا العدو هو الشر والعداء وتربص الدوائر بالانسان. فلا ينبغي ان ان يغتر لان بعض الناس يكون معاديا ويظهر شيئا من مثلا المحبة والصفاء ونحو ذلك ولكن ما يخفيه هو الكيد اه المكر فلا يغتر بكلامه وانما ينظر الى تصرفاته وفعاله. نعم قال ابو حاتم رحمه الله العاقل لا يعمل عدوه على كل حال ان كان بعيدا لم يعمل مغادرته وان كان قريبا لم يأمن مواثبة نعم اي هجومه. نعم. والعاقل لا يخاطر بنفسه في الانتقام من عدوه. لانه ان هلك في قصد قيل اضاء نفسه وان ظفر قيل القضاء فعله. والمعاداة بعد الخلة فاحشة عظيمة. لا يليق بالعاقل ارتكاب فان فعله الوقت فان فان دفعه الوقت الى ركوبها ترك للصلح موضعا. يقول ان ان دفع الوقت الى ركوبها اي ركوب المعاداة بعد الخلة. الخلة المحبة الشديدة اذا كان بين الانسان واخر محبة شديدة فالمعاداة بعد هذه المحبة الشديدة المتينة القوية فاحشة عظيمة امر خطير. لا يليق بالعاقل ان يرتكبه ثم يقول اندفع هذا الوقت ان ابتلي بشيء من ذلك ترك للصلح موضعا ترك للصلح موضعا. ما معنى ترك للصلح موضعا؟ اي لا يعاديه المعادي التامة بحيث لا يستبقي مدخلا للصلح بينه وبينه. بل يبغضه ويعاديه اه هونا وليس بغظا تاما. حتى اجعل لنفسه طريقا العودة والصفاء يعني بعض الناس يكون بينه وبين شخص الفة ومحبة ثم يحصل موقف من المواقف فيعاديه عداء تاما ويبغضه بغضا تاما ولا يجعل للصفاء اي طريق وهذا من الخطأ. يقول عليه في مثل هذه الحال ان يترك فلصلح موضع قال وانشلني بعض اهل الادب لابي الاسود الدؤلي. واهبب اذا احببت هبا مقاربا فانك لا تدري متى انت نازع وابغض اذا ابغضت غير مجانب فانك لا تدري متى انت راجع وكن مأدنا للحلم واصفه عن الاذى فانك راع ما عملت وسامع روى الترمذي وغيره آآ حديثا يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام انه قال احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيظك يوما ما وابغظ بغيظك كهونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما وهذا المعنى جاء في هذه الابيات احبب اذا احببت حبا مقاربا هذا حبا مقاربا اي اه هونا ما. احبب حبيبك حبا مقاربا اي اي احببه اه هونا ما لا تغاني في حبه لا تغالي في في حبه فانك لا تدري ما انت نازعه يعني لا تدري ربما يصبح بغيظك يوما ما فتندم على تلك الموالاة في اه الحب ايضا في مقابل ذلك ابغض اذا ابغضت ابغض بغيضك هونا ما وابغض اذا ابغضت غير مجانب يعني لا تبغض البغض الشديد وانما ابغض اه اه غير مجانب فانك لا تدري متى انت راجع ربما تزول هذه البغظة والعداوة وكن معدنا للحلم واصفح عن الاذى فانك راع ما انت وسامع نعم قال وانشدني منصور بن محمد الكريزي اذا انت عاديت امرأ بعد خلة اذا اذا انت عاديت امرأ بعد خلة كما وجدت في في بعض النسخة الخطية ايه لان اشار الى ان البيت ينكسر بدونه. لكن في موجودة في ان يسخر خطيئة نعم. جميل نعم اذا انت عاديت امرأ بعد خلة ان حتى المعنى اضافة الى كونه ينكسر المعنى ما يستقيم الا بها نعم. جزاكم الله خير قال وانشدني منصور بن محمد الكريزي الى انت عاديت امرأ بعد خلة فدع في غد للعود وصله موضعا. للعود للعود والصلح موضعا فانك ان دابدت من زل زلة ظللت وحيدا لم تجد لك مفزعا. نعم هذا بمعنى ايضا ما سبق اذا انت عاديت امرأ بعد خلة اي بعد محبة اذا عاديته بعد خلة اي بعد محبة كان بينك وبينه فدع في غد للعود والصلح موضعا. فدأب في غد للعود والصلح موضع مثل الكلام الذي سبق عند المصنف ترك للصلح موضعا. يعني لا يعاديه معداه التامة ولا يجانبه مجانبة تامة وانما يترك مساحة للصلح اذا انت عاديت امرأ بعد خلة اي بعد محبة بينك وبينه فدع في غد للعود والصلح موضع فانك ان عبدت من زل زلة ظللت وحيدا لم تجد لك مفزعة اذا كان كل من وقع في زلة او زلتين ابغضت فهو عاديته لم يبقى لك آآ اخوة واصحاب ورفقاء. نعم قال انبأنا محمد بن الثقفي قال حدثنا ابو همام قال حدثنا ابن وهب قال اخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب رحمه الله قال اجتمع مروان ابن الحكم وابن الزبير يوما عند عائشة رضي الله عنها فجلسا في هجرتها وبينها وبينهما وبينها وبينهما الحجاب. فسأل عائشة الله عنها ثم قال مروان ومن يشأ ومن يشأ الرحمن يخفض ومن يشاء الرحمن يخفض يخفض بقدره ومن يشاء الرحمن يخفض بقدره وليس لمن لم يرفع الله رافع. وقال ابن الزبير افوض الى الله الامور اذا اعترت وبالله لا بالاقربين تدافع. وقال مروان وداوي ضمير القلب بالبر والتقى. لا يستوي قلبان قاس وخاشع وقال ابن الزبير ولا يستوي عبدان عبد مكلم عتل لارحام الاقارب قاطعوا. وقال مروان وعبد ولا ولا يستوي عبدان عبد مكلم ها ولا يستوي عبدان عبد مكلم يعني هكذا في في في في نسخ الكتاب وجدت في بعض المصادر لهذه الابيات وهو اوضح مظلم ولا يستوي عبدان عبد مظلم عتل لارحام الاقارب قاطعون. نعم جزاكم الله خير. وقال مروان وعبد يجافي جنبه عن فراشه يبيت يبيت يناجي ربه وهو راكع. وقال ابن الزبير وللخير اهل يؤرفون بهديهم اذا اجتمعت عند الخطوب المجامع. وقال مروان ولشر اهل يعرفون بشكل تشير اليهم بالفجور الاصابع. قال فسكت ابن الزبير فلم يجب فلم يجب مروان بشيء. فقالت عائشة يا عبد الله ما لك لا لا تجب صاحبك؟ ما لك؟ ما لك لا تجب صاحبك؟ ما لك لم تجب ما لك لم تجب صاحبك. والله ما سمعت تجاوب رجلين تجاولا نحو ما تجاولتما فيه. اعجب الي من مجاولتكم قال ابن الزبير اني خفت عوز القول فكففت فقالت عائشة رضي الله عنها ان لمروان في الشعر ما ليس لك. ابن الزبير هو عبد الله وقوله اني خفت عوز او عوز القول اي اي شدته فكففت لان هذه الابيات التي فيها المجاورة بين هذين الرجلين كل يجيب صاحبه آآ هي تتضمن آآ في تتضمن شيء من التعريض يعني تتضمن شيئا من التعريض كل منهما بالاخر وانتهت قول مروان وللشر اهل يعرفون بشكلهم تشير اليهم بالفجور الاصابع فسكت آآ ابن الزبير لم يجب وقال اني خفت عوز القول اي شدة القول وغلظته ونحو ذلك فكففت فقالت عائشة ان لمروان في الشعر ما ليس لك. نعم. قال انبأنا محمد بن المنذر هل حدثنا عصام بن الفضل الرازي؟ قال حدثني الزبير بن بكار قال عن محمد بن حرب قال قال عبد الله بن حسن لابنه محمد اياك ومعاداة الرجال فانها لا تعدمك مكر حليم او مبادلة جاهل قال ابو علي مباذات جاهل اي يعني تسلط عليك بالبذاء المبادات من نعم قال ابو حاتم رحمه الله تعالى العاقل لا يعادي على على الحالات كلها لان العداوات لا تخلو من ان تكون لاحد رجلين اما حليم لا يؤمن مكروه او جاهل لا يؤمن شتمه لا يؤمن شتمه هذه المباذاة مباداة الجاهل. ولا يجب على اذا عادا ان يغره احسانه الى الى عدوه. وما يرى من سكونه اليه. فان الماء وان اطيل اسخانه ليس بمانع ذلك من اطفائه من اطفاء اطفاء النار اذا صب عليها ولا يجب ان يأثم عليها مع ان السخونة التي في في الماء انما هي من النار التي تحته ولا يمنع ذلك انه اذا صب على النار ان يطفئها. نعم ولا يجب ان يعظم عليه حمله عدوه على عاتقه اذا وثق بحسن عاقبته لان اللين والمكر انكا في العدو من الفظاظة المكابرة الا ترى النار مع هرها لا تحرق من الشجر الا ما ظهر. والماء مع برده ولينه يستأصلها. ومجانبة المرء عدو عدوه في العشرة احد الاعوان عليه عند الفرصة نعم. كما انبأنا امر بن محمد الانصاري قال حدثنا الغلابي قال حدثنا العطبي العتبي. عن ابيه قال قال الاهنق بن قيس من جلس عدوه حفظ عليه عيوبه بمجانبة مجالسة العدو اتقاء ذلك والسلامة منه لان من عدوه احصى عدوه عليه عيوبه. نعم. قال وانشدني الابرش لا تخافن ان رماك عدو بعيوب اذا تكون برية انما العيب ان يكون مهقا في الذي قاله ولست نقيا فاذا كان كاذبا كنت بالصدق على العائلة الكذوب جريا جريا جريا ولقد يلزق العدو بجنب المرء اي عين تخاله ايمن عيبا تقاله مكويا. يقول لا تخافن ان رماك عدو بعيوب اذا تكون برية اذا كنت بريء من هذه العيوب لا تخاف من ذلك ان ان يرميك عدوك بعيوب ليست فيك. لكن آآ المصيبة ان تكون عيوب محققة فيك انما العيب ان يكون محقا اي فيما ينسبه اليك من عيوب يذكره عنك من عيوب انما العيب ان يكون محقا في الذي قاله ولست نقيا اي لست نقيا سالما من هذه العيوب التي يصفك فيها. فاذا كان كاذبا كنت بالصدق على على الكذوب جريا يعني صدقك وسلامتك ممن مما يضيفه اليك من عيوب هذا يقوي من شأنك ومكانتك وجرأتك عليه تستطيع ان تجترئ لانه كذب عليك فيما ينسبه من عيوب لكن اذا كانت بيده عيوب فعلا وامور مشينة انت متصف بها لا تتجرأ عليه لانك تخشى ان تجرأت عليه ان ينثل هذه العيوب التي يعرفها عنك. ولقد يلزق العدو بجنب المرء عيبا تخاله مكوية. اي مثل الانسان الذي فيه مكاوي تظهر عليه فقد يلزق فيه عيوب فتصبح آآ صفة للانسان يعرف بها مثل المكاوي التي تكون في في بدنه نعم. قال ابو حاتم رحمه الله العاقل لا يغيره الزاق العدو به العيون والقبائح لان ذلك لا يكون له وقع ولا لكثرته ثبات ولا يلتذ المرء ما كان عدوه باقيا كما لا يجد كما لا يجد يستقيم طعم طعم النوم والطعام حتى يبرأ. واشد مكيدة العدو ما يعمل فيك من سبيل مأمنه والغالب بالشر مغلوب. وان من اعظم الاعوان على الاعداء تعاهد المرء ولده وعياله وخدمه. وتوقيه من المعايب والذلات. انبعنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن هذا الكلام عظيم جدا. يقول من اعظم من اعظم الاعوان على الاعداء تعاهد المرء ولده وعياله وخدمه تعاهد المرء ولده وعياله وخدمه وتوقيه اياهم من المعايب والزلات يقول من اعظم ما يستعان به على الاعداء تربية الابناء واستصلاحهم وتنشأتهم بالنشأة الطيبة الصالحة المستقيمة على طاعة الله يقول هذا من اعظم ما يكون به المعونة على الاعداء اما اذا ترك كالابناء هملا ضياعا فان هذا من اعظم ما يكون في تسلط الاعداء في تسلط الاعداء ودخولهم على الناس من خلال هؤلاء الابناء الجهلة السفهاء الحمقى الذين لم ينشئوا تنشئة آآ دينية صحيحة. قال انبأنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا الوليد عن الاوزاعي ان يحيى بن ابي كثير قال قال سليمان بن داوود لابنه يا بني اذا اردت ان تغيظ عدوك فلا ترفع على ابنك العصا عن ابنك العصا فلا ترفع عن ابنك العصا يعني احرص على تأديب ابنك. لا ترفع عن ابنك العصا اي احرص على تأديبه وابعاده عن السفه عن الجهل عن الحمق احرص على تأديبه فان هذا من اعظم ما تغيظ به عدوك. اما اذا ترك الانسان ابناؤه هملا اذا تركهم هملا فهذا فيه تسليط لعدوه عليه بل ربما كان ابناء المسلمين الة في يد العدو ربما كان ابناء المسلمين الة في يد العدو ولهذا من اعظم ما يستعان به على العدو للسلامة منه العناية بتربية الابناء التربية الاسلامية الصحيحة والمصيبة تعظم اذا كان في ابناء المسلمين من لا تربية اسلامية صحيحة متينة تربى عليها علي ثم ذهب الى ديار الكفار ليتعلم منهم العلوم الدنيوية. هذه كارثة. مصيبة عظيمة جدا ويجني بها على نفسه وعلى ايظا مجتمعه نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر الحث على صحبة الاخيار والزجر عن عشرة الاشرار. قال حدثنا الحسن بن سفيان النسائي قال حدثنا عبيد الله بن معاذ الانبري قال حدثنا ابي عن شعبة عن قتادة عن انس عن ابي موسى رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مثل الجليس الصالح مثل العطار ان لم ينالك منه اصابك من ريحه ومثل ومثل جليس السوء مثل القين ان لم تصبك ناره اصابك شر هذه الترجمة الحث على صحبة الاخيار و الزجر عن عشرة الاشرار فيها ان المؤمن ليس له ان يصحب من شاء من الناس بل عليه ان يتخير من الرفقاء الصالح وان يحذر من رفقة الاشرار وقد قال عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل لان الصحبة مؤثرة في الانسان ولابد ولهذا يحتاج الانسان ان يتخير من الرفقاء والاصحاب من يعينونه على الخير من يعينونه على الخير يشدون من ازره في الطاعة يناصحونه يحذرونه من الشر ان وقع فيه ولا يصاحب الاشرار لان صحبتهم شر. ويجرونه الى شرهم وفسادهم وفي هذا الحديث حديث ابي موسى الاشعري الذي صدر به المصنف هذه الترجمة ولفظه في الصحيحين او في صحيح البخاري مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك او نافخ الكير القين هو الحداد هذا اللفظ الذي ساقه المصنف القين هو الحداد الذي هو نافخ الكير نعم قال رحمه الله قال ابو حاتم رحمه الله تعالى العاقل يلزم صحبة الاخيار ويفارق صحبة الاشرار لان مودة الاخيار صريغ بطيء انقطاعها ومودة الاشرار سريع انقطاعها بطيء اتصالها وصحبة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار ومن خان الاشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم صحبة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار. الانسان آآ وسبحان الله اذا صاحب الاشرار وقفت نفسه تجاه الاخيار واساء بهم الظن لماذا؟ لان هذه الصحبة للاشرار توجد في نفسه النفرة من اهل الخير والكراهية لمجالسهم ولهذا يجب على الانسان ان ان ان يحذر مجالسة الاشرار لانه لو لم يأتي منهم الا هذا انهم يوجدون في نفسه من صاحبهم نفرة من اهل الخير لكفى آآ دلالة على آآ الخطورة هذه الصحبة خطورة هذه الصحبة للاشرار. نعم قال رحمه الله فالواجب على العاقل ان يجتنب اهل الريب امر امر اخر يدل على الخطورة ومن خادن الاشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم اذا صاحبهم لا يأمن على نفسه ان يكون مثلهم لان الصاحب كما يقولون ساحب الصاحب ساحب فلا يأمن ان يكون مثلهم اذا صحبهم وهذا امر اخر في بيان خطورة مصاحبة الاشهار. نعم قال فالواجب على العاقل ان يجتنب اهل الريب لان لا يكون مريبا. فكما ان صحبة الاخيار تورث الخير كذلك صحبة الاشرار تورث وانشدني محمد بن عبدالله بن زنجي البغدادي عليك باخواني الثقات فانهم قليل فصلهم دون دون من كنت ونفسك اكرمها وصنها فانها متى ما تجالس صفلة الناس تغضب. نعم يعني هذا فيه حث حث على صحبة الاخيار الثقات وصلة هؤلاء والقرب منهم دون غيرهم دون من كنت تصحب اي ممن ليس ممن ليست هذه حاله وصن نفسك عن مجالسة السفلة من الناس نعم قال سمعت ابا يعلى يقول سمعت اسحاق بن ابي اسرائيل يقول سمعت سفيان ابن متى ما تجالس سفلة الناس تغضب اي يصل بك امر الى ان تغضب من آآ ان تغضب اي من اثار هذه الصحبة فيما فيما بعد لما ترى من عظم ضررهن عليه نعم. قال سمعت ابا يعلى يقول سمعت اسحاق بن ابي اسرائيل يقول يقول سمعت سفيان بن عيينة رحمه الله يقول من هب رجلا صالحا فانما يحب الله تبارك وتعالى. لان المقصد ان هذه محبة في الله ما اه ان ان هذه محبة في الله لان هذه من محبة الله اللهم في الدعاء المأثور اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك العمل الذي يقربني الى حبك وفي الحديث اوثق عور الايمان الحب في الله والبغض في الله فقوله من احب رجلا صالحا فانما يحب الله اي ان هذا من محبة الله ان تحب ما يحب ان تحب ما يحب اي من اهل الخير والفضل والنبل والاستقامة وان تبغظ ما من يبغظ من اهل الشر والفساد نعم. قال انباءنا محمد محمد بن ابي علي الخلادي قال حدثنا عبد الله بن صقر الصقري قال حدثنا وهب بن محمد بن منبه عن البناني قال سمعت الحارث بن وجيه يقول سمعت مالك بن دينار يقول انك ان تنقل الحجارة مع الابرار خير من ان تأكل الخبز مع الفجار قال انك قال مالك بن دينار انك ان تنقل الحجارة مع الابرار نقل الحجارة متعب مجهد للانسان لكن نقل الحجارة مع الابرار خير من ان تأكل الخبيس الخبيس طعام حلو يصنع من التمر والسمن ولذيذ وشهي خير من ان تأكل الخبيث مع الفجار خير من ان تأكل الخبيص مع الفجار. يعني لو كان في صحبة الاخيار شيء من التعب وآآ الجهد فهذا خير لك وان كانت نفسك تجد مثلا في صحبة الاشرار شيء من المتعة والراحة ونحو ذلك فهذا شر لك. لا يغتر بذلك لان ذكر الخبيص الحجارة المراد به آآ ان الانسان لو قدر انه وجد في صحبة الاخيار شيء من التعب شيء من الجهد شيء من هذه الامور فهذا خير له وان وجد شيء من المتعة والراحة مع الاشرار وفي اه مصاحبتهم من لهو او لعب او غير ذلك ربما يجد ان فيها متعة لها او نحو ذلك فهذا شر له لا خير فيه لان صحبتهم مما لا خير فيه للانسان. نعم. قال الخاتم رحمه الله تعالى العاقل لا يدنس عرضه عرضه ولا يعول نفسه اسباب الشر بلزوم صحبة الاشرار ولا يغطي عن صيانة يغظي ولا يغظي عن صيانة عرضه وريادة نفسه بصحبة الاخيار. على ان الناس عند الخبرة يتبين منهم اشياء ضد منها قوله ولا يغني عن صيانة عرضه ورياضة نفسه بصحبة الاخيار صحبة الاخيار فعلا تحتاج الى رياضة للنفس تحتاج الى رياضة للنفس حتى تروض النفس وتأنس بهم لان النفس نافرة وشرود وتميل الى اللهو والسفه ونحو ذلك فصحبة الاخيار تحتاج من العبد الى رياضة مع الاستعانة بالله سبحانه وتعالى قال وانشدني علي بن محمد البسامي وقل مهله لا كلام امرئ ولا ولان الا كان مر الفعال وربما كلام الفتى وكان محمولا على كل حال وربما لم يقظا منظر فكان خلو الفعل من المقال فكل هذا ان ترى ان اذا تصاحب اذا تصاحب الناس وتبلو الرجال. يقول هذه اشياء كلها ستجدها في من تصاحبهم فالناس اصناف واجناس منهم من يحلو كلامه منهم من يحلو كلام ولكن فعاله مرة يلقاك بالكلام الحلو الجميل ولكن الفعال التي ينطوي عليها فعال سيئة وقبيحة ومنهم من كلامه حلو جميل طيب وايضا محمود على كل حال. محمود على كل حال وربما لم يكن ذا منظر فكان خلو الفعل الفعل من المقال يعني ليس عنده آآ كلام يتزين به او يتجمل به او آآ كلام حلو تسمعه منه لكن فعاله ايضا آآ آآ ليست على الشر. وربما لم يك ذا منظر فكان خلو الفعال من المقال. يعني افعاله خالية من اه المقال. فكل هذا انت رائن اذا تصاحب الناس وتبلو الرجال قال حدثنا بكر بن احمد بن سعيد الطاهي قال حدثنا النصر بن علي قال انبأنا نوح بن قيس قال حدثنا حوشب عن الحسن في قوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا قال علماء علماء صبر ثبت. سبر ثبت اي صابرون ثابتون ان ظلموا لم يظلموا وان ان ظلموا لم يظلموا لم يظلموا لم يظلموا ان ظلموا لم يظلموا وان بغي لم يبغوا لم يبغوا قد براهم الخوف كأنهم قداح. قد براهم الخوف. يقول عباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. قال علماء علماء صبر ثبت. ان ظلموا لم يظلموا. وان بغي عليهم لم يبغوا. قد براهم الخوف اي جعل اجسامهم نحيلة الخوف اي من الله سبحانه وتعالى قد براهم الخوف كانهم القداح والقداح هي سهم او سهام الخشب عندما ينحت ويبرأ فيصبح نحيلا قد براهم الخوف. نعم قال ان بانا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا شريج بن يونس قال حدثنا شجاع بن ابي نصر ابو نعيم القاري عن ابي عمرو بن قال رآني سعيد بن جبير وانا جالس مع الشباب فقال ما ما يجلسك مع الشباب؟ عليك بالشيوخ؟ لان الشيوخ آآ ملازمتهم في منفعة للناس. منفعة لمن يجالسهم والمراد بالشيوخ اي الاكبر من الانسان سنا عندهم بصيرة عندهم تجربة من اهل العقل اهل الديانة يستفيد من مجالستهم نعم قال انبأنا الحسن بن سفيان قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا ابو اسامة عن سفيان انا بالمهجل عن ابن عمران بن حطان عن ابيه قال قال ابو الدرداء رضي الله عنه لصاحب صالح خير من من الوحدة والوحدة خير من صاحب السوء ومملي الخير خير من الساكت والساكت خير من مملي الشر. صاحب صالح خير من الوحدة صاحب صالح خير من الوحدة ان يكون الانسان له صاحب صالح خير من ان يبقى وحيدا ولكن الوحدة خير من جليس السوء الوحدة خير من جليس السوء قال والوحدة خير من صاحب السوء. ومملي الخير خير من الساكت. من من يتكلم بالخير خير من الساكن لكن الساكت خير من المتكلم بالشر. وفي الحديث من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت بدأ بقول الخير والا فليصمت فقول الخير لا شك ان هذا فيه نفع وهو اولى من السكوت لكن السكوت اولى من من قول الشر قال ابو حاتم رحمه الله تعالى العاقل لا يصاحب الاشرار لان صحبة صاحب السوء لان صحبة صاحب السوء قطعة من النار تعقبه ولا يرتقب الضغائن. توقب الدغائن ولا يستقيم وده ولا يفي بعهده. هذا كله تحذير من صحبة الاشرار لما تعقبه من شر على من يصاحبهم. وان من سعادة المرء خصالا اربعة ان تكون زوجته موافقة وولده ابرارا واخوانه صالحين وان يكون رزقه في بلده وكنت كل جليس لا يستفيد المرء منه خيرا تكون مجالسة الكلب خيرا من عشرته. ومن يصحب صاحب صاحب السوء ومن يصحب صاحب السوء لا يسلم كما ان من لم يدخل كما ان من لم يدخل مداخل سوء كما ان من يدخل مداخل السوء يتهم. قوله ان من وسعادة المرء خصالا اربعة ان تكون زوجته موافقة موافقة اي مواتية مطيعة لزوجها غير عاصية ولا معاندة. وفي الحديث خير نسائكم الودود الولود المواتية. المواتية الموافقة في تطيع آآ زوجها ولا تعصيه ان تكون زوجته موافقة وولده اي اولاده ابرارا في صالحين مستقيمين على طاعة الله سبحانه وتعالى واخوانه الذين يصاحبهم ويرافقهم صالحين. المراد بالاخوان اي الرفقة والاصحاب صالحين. وان هنا رزقه في بلده وان يكون رزقه في بلده اي بين اهله وعشيرته ليس آآ مغتربا وانما مرتاحا رزقه في بلده اي بين اهله وعشيرته فهذه الامور الاربعة من السعادة. نعم قال وما اشبه صحبة الاشرار الا بما انشدني منصور بن محمد الكريزي ولو كان منه الخير اذ كان شره عتيدا ضربت الخير يوما مع الشر ولو كان لا خيرا ولا شر عنده قضيت لعمري بالكفاف مع الاجر ولكنه شر ولا خير عنده وليس على شر اذا طال من صبر. اي ان من يصاحب ابوهن ثلاثة من يصاحبون ثلاثة. الاول اه من قال فلو كان منه الخير اذ كان شره عتيدا معنى عتيدا اي حاظرا موجودا ظربت الخير يوما مع الشر. لو كان هذا الذي يصاحبه عنده خير وعنده شر عنده هذا وهذا ظربت الخير مع الشر وقلت مثلا ان ما عنده من من من الخير يكفر مثلا ما عنده من الشر ظربت الخير بالشر امر اخر او ظرب اخر لو كان لا خير ولا شر عنده من لا خير عنده ولا شر رضيت لعمرو بالكفاف مع الاجر لكن المصيبة ان كان هذا المصاحب شر لا خير فيه. ولكنه شر ولا خير عنده وليس على اذا طال من صبري قال اخبرنا اسحاق بن ابراهيم القاضي قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال يا ايها الرجل اشد الناس عليك فقدا لرجل اذا فزعت اليه وجدت عنده رأيا ووجدت عنده نصيحة بين انت كذلك اذ فقدته فالتمست منه خلفا فلم تجده. يعني اه اشد ما يكون على الانسان فقدا فقد الرفيق. الصالح اما بموت مثلا او وبسفر اه الى مكان بعيد عن انسان او نحو ذلك اشد ما يكون من الفقد فقد الرفيق الصالح لماذا؟ قال اذا فزعت اليه وجدت عنده رأيا وجدت عنده نصيحة دائما تجد نفسك منتفعا مستفيدا من صحبته فقط ده امر ليس بالهين نعم قال انبأنا محمد بن سعيد القزاز قال حدثنا الخطاب بن عبد الرحمن الجندي قال حدثنا عبد الله بن سليمان قال قال جعفر بن محمد من كان فيه ثلاث فقد وجب فقد وجب له على الناس اربع اذا خالتهم لم يظلمهم واذا حدثهم لم يكذبهم واذا وعدهم لم يخلفهم وعلى الناس ان يظهروا عدله وان تكمل فيهم مروءته. وان يجب عليهم اخوته. اخوته. وان يحرم عليهم غيبته نعم يعني من وجدت في هذه الخصال اه عدم الظلم وعدم الكذب وعدم الخلف فهذه من امارات الخير من امارات الخير واذا وجدوا انسانا هذه صفته لا شك ان له عليهم حقوق ومنها هذه التي ذكر رحمه الله قال وانشدني محمد بن اسحاق بن حبيب الواسطي اصحاب خيار الناس اين لقيتهم؟ خير الصحابة من يكون ظريفا؟ من يكون ريفا اي حسنا طيبا. والناس مثل والناس مثل دراهم ميزتها فرأيت فيها فضة وزيوفا بس مثل الدراهم فيها فظة وفيها زيوف اي مغشوشة نعم قال اخبرنا ابن قتيبة قال حدثنا احمد بن يحيى بن يزيد الصوري قال حدثنا هيثم بن جميل قال قال عمارة ابن زادان عن مكهول قال للحسن اني اريد الحج فقال لي اياك ان تصحب من يكرم عليك فتفرق الذي بينك وبينه اياك ان تصحب من يكرم عليك اي له آآ كرامة عندك فتفرق في بعظ المصادر فيفسد الذي بينك وبينه فيفسد الذي بينك وبينه. نعم قال واخبرنا ابن قحطبة قال حدثنا عباس بن عبدالعظيم قال حدثنا اسماعيل ابن عبد الكريم قال حدثنا عبد الصمد بن معقل انه بن معقل انه سمع وهبا يقول ان الله ليحفظ بالعبد الصالح القبيل من الناس. نعم يعني العبد الصالح المستقيم على طاعة الله لا شك ان له اثره في مجتمعه ولا سيما ان كان من اهل العلم والنصح والدعوة الى الخير نعم. قال ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل العاقل ان يستعيذ بالله من صحبة من اذا اذا ذكر الله لم يعنه واذا نسي لم يذكره واذا غفل هربه على ترك الذكر ومن كان اصدقاؤه اشرارا كان هو اشرهم. وكما ان الخير لا يصحب الا البررة. كذلك الرديء لا يصحب الا الفجرة. كما ان الخير لا يصحب الا البررة. كذلك الرديء لا يصحب الا الفجرة. هذا مثل ما يقال الطيور على من اشكالها تقع نعم قال فان المرء اذا اضطر الامر الطيور التي تطير في السماء تجد الحمام مع الحمام والعصافير مع العصافير والرحم مع الرخم على اشكالها تقع فالخير لا يصاحب الا البررة والردي لا يصاحب الا الفجرة لان الانسان لا يصاحب الا من يشاكل نعم قال فان المرء اذا اضطره الامر فليصحب اهل المروءات اهل المروءات لان محمد بن عثمان العقبي قال حدثنا وحدثنا قال حدثنا احمد بن داوود البصري قال حدثنا ابن عائشة قال قال عبد الواحد بن زيد جالسوا اهل الدين من اهل الدنيا ولا تجالسوا غيرهم فان كنتم لابد فاعلين فجالسوا اهل المروءات فانهم لا يرفثون في مجالسهم فبالله التوفيق اهل المروءات رؤاة المراد بهم اهل العقل المرآة العقل سيأتي فيما بعد ترجمة خاصة بالمروءات وايضا ذكر عدة تعاريف للمروءة ما هي لكن مما ذكره ويناسب اه هذا المقام اهل المرآة اي اهل العقل. يقول جالس اهل الدين من اهل الدنيا ولا تجالس غيرهم فان كنتم لابد فاعلين فجالسوا اهل المروءات. المرآة يعني آآ عندهم عقل فانهم لا يرفثون في مجالسهم لان عقلهم يمنعهم من ذلك يمنعهم من الفسق والفجور والكلام القبيح في مجالسهم. وبالله التوفيق ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يعيننا اجمعين على ذكره وشكره وحسن عبادته سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين